هو بالفعل كما قال شيخنا " أبو البراء " حفظه الله تعالى ..
ولكن الأولى أن تكونا امرأتين ، إحداهما على علم بالرقية الشرعية لتقرأ على المريضة ، والأخرى على علم بالحجامة وأن تكون ملمة بحجامة الممسوس ، وسبب اختيار شخصين لحجامة الممسوس ، لكي لا ينشغل القارئ بالحجامة ، ولا ينشغل الحجام بالقراءة ، وهذا يزيد من إرهاق الجني فيساعد على إخراجه .
ولكن إذا لم يتوفر الراقي و الحجام في آن واحد ، فلا بأس أن يحتجم المريض في يوم ويُقرأ عليه في يوم آخر .
لأنه عند إخراج الدم المحمل بالأخلاط والترسبات الضارة من مواضع المس يحدث أمرين مهمين :
1 ) يضعف الجني و يتزعزع ولا يهدأ له بال ولا يجد له استقرار لذهاب الدم الذي يمكث فيه .
2 ) يقوى الجهاز المناعي الذي يزيد نفسية المريض قوة وصلابة ، مما يسبب ضعف الجني ، لأن تدهور نفسية المريض من الأمور المهمة التي يستغلها الجني لبقائه في جسم الإنسان .
وهذه قصة شخص ممسوس من القصص الغريبة التي مرت بي ، سأذكرها للفائدة ..
جاءني رجل ممسوس ، وقال بأن الراقي يقرأ عليه من مدة طويلة ، ولم يتخلص من المس حتى الآن ، علما بأنه لم يحتجم من قبل .
بدأت بحجامة الكاهل ، فكان خروج الدم قليلا جدا مما يدل على وجود المس ، فذكر عن مكان في ظهره يحس دائما بوجود شيء ما به عند القراءة عليه ، فحجمته عليه فرأيت أمرا عجيبا ، وهو أن الجلد مكان الحجامة لم يحمر أبدا بل ازداد بياضه ، وبعد التشريط لم تخرج قطرة واحدة من الدم ، فغيرت مكان الحجامة إلى الأعلى قليلا لأعرف حدود مكث الجني في جسمه الآن ، وإذا بالدائرة مكان الكأس انقسمت إلى قسمين بقطر مستقيم ، وكل جهة بلون آخر ، جهة المس أخذت نفس لون الحجامة السابقة بدون احمرار ، والجهة الأخرى أخذت اللون الأحمر مما يدل على أنه خارج نطاق مكث الجني ، فبدأت بالتشريط ، فكان الدم يخرج من جهة الاحمرار فقط ، علما بأن الجهتين مكان كأس واحد ، وهذا يدل على أن الجني كان قويا جدا ، استطاع أن يمنع خروج الدم ، ولو كان ضعيفا لترك الدم يخرج وانتقل إلى مكان آخر ، ولو كان أكثر ضعفا لما استطاع أن يترك مكانه بعد وضع الكأس ولما استطاع أن يمنع خروج الدم ، بل سيخرج مع الدم مباشرة ، فعلى كل حال حجمته أماكن أخرى ، في الكاهل وغيره لإخراج الدم الذي يُضعف المس ، وطلبت منه بأن يرجع إليّ مرة أخرى بعد القراءة ، فجاءني بعد أيام مبشرا بأن المس خرج بالقراءة بعد الحجامة ولله الحمد والمنة ، فقمت بحجامته ، فكان خروج الدم طبيعيا جدا ، وكأنه ليس هو الشخص الذي حجمته قبل أيام .
فأنصح الأخت " أم القرى " شفاها الله بأن تلتمس امرأة تحجمها على مواضع المس ، كما بينها الأخ الفاضل " عبدالله بن كرم " أثابه الله ، مع تنويع المواضع في الجلسات الأخرى ، ولكن في كل جلسة لابد من الحجامة على جانبي الرقبة ، بديلا عن جوزة القمحدوة و الأخدعين الأصليين اللذان في مؤخرة الرأس ، وهذا خاص بالنساء لتفادي حلق الشعر إلا في حالات حضور الجني وتمكنه من الدماغ ، أما إذا لم يكن يحضر عند القراءة ، ولكن مجرد إحساس بالأطراف والجسم فلا داعي لحلق الشعر ، ولأن جانبي الرقبة هو امتداد عرقي الأخدعين ، فله تأثير جزئي على الرأس .
وبعد كل جلسة للحجامة لابد أن تكون جلسة للرقية الشرعية ، ولو بعد عدة أيام ، لأن المس يبقى ضعيفا إلى أن تعود الأخلاط الضارة بالدم مرة أخرى ، وهذا غالبا لا يحدث إلا بعد أسابيع ، وتبقى على هذا الحال حتى تتخلص مما تعانيه بإذن الله تعالى .
مع تمنياتي للأخت الفاضلة " أم القرى " بالشفاء العاجل ، فأسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يشفيها ، إنه على كل شيء قدير .
تنبيه : عدد الحجامات والفترات الزمنية بين الحجامة والأخرى تكون على حسب حالة المريض الصحية العامة .
أبو سعــــــــود ..