عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-09-2006, 07:43 AM   #28
معلومات العضو
علي سليم
اشراقة اشراف متجددة

افتراضي

الى الاخت نورا انار الله دربها....
الى اختنا الفاضلة ازف الرحيل اذاقها الله تعالى لذة العيش عاجلا و آجلا...
الى الاخ har خفف الله عنك و ادخل الجنة...
الى اخونا الباحث شدد الله من عزيمتكم...و احبك الله الذي من اجله احببتنا و ما كان عند الله تعال لن يضيع فما ضاع من مقولته فهو في مزانك باذن الله تعالى...
و اليكم البقية:

اتى بحقنة ليغرزها في جنبي و هنا قلت(لا اريدها)فاستغرب الجميع ثم اردفت قائلا فقد تحسنت...فعلم الجميع فن اللعوبة....
ثم اخذوني الى السرية لاخذ قسطا من الراحة....و هكذا نجوت من عقاب الضابط (سنجر)
و في هذه الفترة كنت لا اتذوق الطعام لان غالبه لا احبه حتى اصابني الهوس و اصحبت في عالم آخر....فاختلت حركة الجوارح و باتت اذني تسمع صرير الهمس ....
ثم بعدها بقليل جاءت توصية عمي الرائد الى الضابط(سنجر)عن طريق معوجة...و كأن علاقة الاثنين في مستنقع عفن و كنت مكانا لتصفية الحساب....
لا ادري اكان شقيق والدي اراد من هذه التوصية اعذاره امام والدي ام هي الاخرى ....
على كل كنا جلوسا و كان الضابط يلقي خطابه عن مكونات السلاح و كنت ادوّن هذا جيدا لانه يخدم الامة في الدرجة الاولى...
ثم ختم مقولته(و الان جاءت التوصيات....)
اين فلان...فالضابط الفلاني قد وصى بك خيرا...
اين المجند سليم...فرفعت اصبعي و قلت جاء الفرج....فقال عمك اوصى بك خيرا....فحمدت الله تعالى و ازداد طولي اعجابا بهذه التوصية...
ثم قال للرقيب(خذ المجند سليم) فظننت خيرا....و اذا هو عقاب اليم....
فامرني بالسباحة في وحل(اي تراب مع مياه) بثيابي و سلاحة و يعني هذا ان التنظيف عليّ...و هذ شاق و اشقها تنظيف السلاح من المياه و التراب....
فقفزت غضبا و اخذت بالسباحة و الرقيب يهدأ من روعي قائلا:توقف يكفي...يكفي...
فلم اكتفي حتى ازداد غضبه و صرخ بوجه فخرجت و لم يعرف وجهي من قفاي....يا لها من توصية...
و كثرت التوصيات و كثرت الترقيات فمع كل وصية ترقية من عقاب الى آخر....حتى بتّ اكره سماعها....
و مرت الايام و اشتقت للانام....فانقطعت الزيارات(و هذا منذ دخولي و حتى ال20 يوما) و كانت الزيارات لا تفارقني...و جاء نهاية الاسبوع و الان سوف تأتي الحشود...و يسمح للزيارة في الساعات الاربع الاولى...
و اخذ الجميع يرتب ملابسه و يتزين لاهله....فذاك قد لبس بدلته العسكرية الجديدة و هذا....بينما كانت كلا البدلتين مزقتا من كثرة الزحف....فارتيدت احداها....ماذا اقول لوالدي عن سبب التمزييق....و اخذت الاسئلة



تهطر علي من هنا و هناك....
و جاء الاهل و الكل يبحث هنا و هناك ....

ثم وجدت ضالتي...انه ابي و امي و اخوتي...يا لها من مفاجأة سارة....
فنظروا الي نظرة حنان و اشفاق....فبت ضعيفا نحيل الجسم و عظام صدري ظهرت للعيان و هكذا...
و مرت تلك اللحظات كنسيم الهواء الناعم....و ذهب الكل على امل العودة.....
و غاب ضابط السرية فكلف ضابطا مكانه و كان متباهيا بنفسه الى حدّ الخيال رغم انه بنجمة واحدة...
و اخذ يبرز مهارته و من ابرزها الجري السريع اي الركض...كم انا اكره هذه الممارسة...فقدمي مصابة وجسدي هزيل...
فظننا به خيرا و اذا يفاجئنا اثناء خلودنا الى النوم ان ترجلوا....
فترجلنا فقال:سوف نركض مسافة كيت و كيت ثم انطلق و انطلقنا خلفه....
فرأيت رجلين تخلفا فتخلفت معهما و اخذنا جانب الطريق حتى هدأت نفوسنا....ثم رأيناه من بعيد اوقف العسكر...فانطلقنا بعد نصف ساعة من الراحة...
و اذا به يدوّن اسماء الحضور....فاجهدنا بالركض حتى وصلنا...فصاح بوجهنا ان قفوا مكانكم...فوقفنا...ما الخبر...
طريقنا التي سلكناها آخرا لم تكن هي الطريق المسلوكة لديه و يعني هذا اننا كنا مختفين طوال هذا الفترة....انه العقاب الآتي...
فسار بنا الى السرية و صاح بنا ان اجتمعوا فاجتمعنا...
ثم اردف قائلا....يوجد بينكم خونة...مجرمين...مفسدين...سوف اوجعهم عقابا و سوف...
المجرم الاول المجند فلان فليخرج من الصف حالا...
المجرم الثاني (علي سليم) فليخرج من الصف...

فخرجنا من الصف ثم اتاه اتصالا فانساه المجرمين و هكذا هذه مرت بسلامة....
ثم انتقلنا بعد تدريب دام ستين يوما الى مواقعنا فكنت في اللواء الخامس و هذا الفرز يكون عشوائيا و الجيش اثنا عشر لواء و كل لواء يضم تحته خمسة كتائب او اكثر...
ثم جاء الضابط (مراد) يبشرني بنتيجة الفرز قائلا...سوف تكون محظوظا فانت في نفس لواء عمّك...فيا فرحتي...فتبسمت شاكرا له بشراه و حقيقته عزاء...
ثم اتيت عمي و اخبرته بل هو بادرني سائلا ليطمئنّ قلبه فهو قلق للغاية...فبشرته فاغتم لذلك و علامات وجهه تفضحه فكان عرقا يرتسم عند غضبه في وسط الناصية....
ثم كنت في الكتيبة المدفعية 55 و هو في كتبة المدرعات54...
و مع هذا اغمض كلا عينيه...
و كان موقعنا في افجر منطقة على ارض لبنان و ان شئت فقل في الشرق الاوسط (لا احب ذكر امثال هذه المناطق باسمائها لكيلا اكون من الدعاة اليها من حيث لا ادري) و اخذنا موقعا في قعر الوادي و قمنا بنصب الخيم و عند الغروب اخذنا مضاجعنا ثم اسيقظنا و اخذ كل ّمنا شأنه و لم يبقى في تلك الخيمة الا كاتب هذه السطور ففتحت المصحف لاعيش بين اكنافه و اذا افاجأ برتيب سني (سبسبي) يصرخ في وجهي محذرا و مهددا...سوف احيلك الى المحكمة العسكرية...ما هو جرمي ايها الرقيب....فقال:


جرمك كتاب الله!!!

ممنوع حوزته ممنوع مطالعته ممنوع....ثم خرج و انا مندهش مما سمعته...
ثم جاء وقت دفع رواتبنا و كنا يومها على الحدود اللبنانية الفلسطنية اي في جنوب لبنان و كان راتبنا لا يتجاوز 30 الف ليرة لبنانية اي ما يعادل عشرون دولارا امريكيا...و يبعد مكان الخزينة مما يجعلك تقلّ سيارة اجرة بمبلغ سبعة الالف او اكثر بقليل...
و ذهب الجند اجمعهم و لم اذهب و جاءت مذكرة تنص على حضوري لاستلم القيمة المذكورة...فلم ابال...
ثم وبخني الضابط و امرني بالذهاب فقلت له اني اسامحهم فلم يقبل بعرض المغري و الا السجن....
فذهبت الى عدلون و سألت عن السرية فارشدوني و عندما وصلت تلقاني الحرس فقلت لهما الضابط ارسل الي بالحضور لاستلم راتبي الشهري...
فسألاني عن اسمي فقلت لهما( علي سليم) و فجأة اخذ احدهم بمفصل ذراعي و الاخر صاح بوجهي ان تقدم و بسرعة...
و احاط العسكر من امامي و من خلفي و ربما احدهم صوّب بندقيته الي...و حضر احدهم و قام بتفتيشي تفتيشا عجيبا و كلما اردت الاستفسار اغلقوا فمي....
يا للحظ...اخذت اوبّخ نفسي...لم اسلم منهم و كل مرة بموال عجيب...
و ذهب احدهم ليبلغ الضابط بحضوري ثم تقدموا الى باب غرفته و طرق احهم الباب بيديه فقال الضابط ادخل...
فدخلنا فترجل الضابط و اسمعني كلاما حادا....باتت القصة حلما لم افقه منها شيئا...
فقال الضابط(وليه اين كنت هذه الغيبة فكان الجيش باسره يبحث عنك...اسكت وليه...سوف نلقنك درسا قاسيا....هلكتنا يا مجرم...و هنا و عندما سمعت يناديني بالمجرم طار عقلي فزعا(ما الجديد لديهم) و اخذ يجري اتّصالا بقائد السرية فراعيته سمعي و اذا به يقول له( سيدي قد قبضنا على المجرم المدعو علي سليم) و اخذ عرق جبيني يتصصب (مجرم) و قبلها( سارق) و بينهما ( خائن) يا لها من اوصاف و اوسمة رفيعة...و هنا صرخ بوجي تقدم الي وليه....


و هنا الضابط ترجل و قال و بصوت جوهري عال (اين كنت هذه المدة...اين هو وكرك و عشك...اين) و كانت علامات التعجب تتراكم شيئا فشيئا على وجهي الحزين الكؤوب...
ثم اردف قائلا( اهلكت الجيش...مضت ثلاثة اشهر ...وليه) دق قلبي المعتاد على مثل هذه الدقات...انها ...و ذهبت غربا و شرقا في ثوان معدودة مرة اندب حظي و اخرى اسليها و لم يستوقفني الا صوت الضابط مرة اخرى فقال(ثلاثة اشهر و نحن نبحث عنك....)فارتفعت وتيرة دقات قلبي....ماذا بعد؟؟؟؟ثلاثة اشهر و الجيش يبحث عني...فلا بدّ ان جرمي قدر حجم الباحثين...و يعني هذا محكوم عليه بالاعدام و قبلها بالسكوت و..(خذوه فزجّوه....)مهلا ايها الضابط...ما هو جرمي...ليس لي وكرا غير سريتي و لم اتغيّب لحظة عن وجوه الباحثين..فقد جئتك للتوّ من المعسكر....علّ الاسم قد تشابه عليك...علّ الامر...فاتصل بضابط الكتيبة فاسأله عني...
فرفع السماعة و بدأت السبابة تلامس ازرار الهاتف تارة و تشير اليّ بالويل و الثبور تارة اخرى....
الو...الضابط الفلاني...علي سليم...نعم....هو عندي...نعم...فهمت...لا...حالا...
و سنكمل ان شاء الله تعالى....

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة