و هذه ثلاثة لك اختنا دفعة واحدة:
و عندما عدت الى ذاك الضابط فانبطحت ارضا و زحفت حتى ارتويت....
و هكذا كانت حياتنا....الاسيقاظ باكرا و التدريب طيلة النهار و النوم على العويل و الصياح....
و بعد هذا التدريب كانت الامتحانات و العميد حاضر فرسبت سريتنا و الحمد لله و لاح(سنجر) الضابط المجرم بعصاه متوعدا....الصباح الصباح...
و كلنا يدرك مرارة عقوبته....فالزحف صعودا و السباحة في الشتاء القارص و الركض بالفرش و هكذا من الشروق و حتى بعد الغروب...
فاسيقظنا بل لم ننم خوفا من العقاب...ثم ذهبنا الى ساحة العلم لنستمع الى كلمة العميد و بعدها العقاب الاليم....
و كنت خلال هذه الفترة افتش عن مفر اخرج منه و انجو من العقاب...
فلم يكن مني الا التمثيل....وبينما العميد يلقي خطابه فسقطت ارضا موهما المرض و الاغماء....فجاء الرتيب(و يمنع التحرك اثناء الخطاب)و اخبر الضابط فامر بعض الجنود ان يحملونني و كان ممن حملني صديق لي و وضعوني بعيدا و اتوا بالماء لاشربه فاخذت اخرجه من فمي....و كنت اثناء هذا في رجفة مستمرة...و العين متشخصة....فطلبوا الاسعاف ثم ذهبوا بي الى الطبيب فاجلسني و اتى بحقنة ليغرزها في جنبي و هنا و سنكمل ان شاء الله تعالى....