قال تعالى : ** وإنَّهُ لَتَنزِيلُ رَبِّ الْعَالَمينَ * نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ * على قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ المُنذِرِينَ * بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُّبِينٍ **
[ سورة الشعراء : 192 - 195 ]
قال العلّامة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
** وإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ ** فالذي أنزله, فاطر الأرض والسماوات,
المربي جميع العالم, العلوي والسفلي، وكما أنه رباهم بهدايتهم لمصالح دنياهم وأبدانهم, فإنه يربيهم أيضا,
بهدايتهم لمصالح دينهم وأخراهم،
ومن أعظم ما رباهم به,
إنزال هذا الكتاب الكريم,
الذي اشتمل على الخير الكثير,
والبر الغزير، وفيه من الهداية,
لمصالح الدارين, والأخلاق الفاضلة,
ما ليس في غيره،
وفي قوله : ** وإِنَّهُ لَتَنزيلُ رَبِّ الْعَالَمِينَ **
من تعظيمه وشدة الاهتمام فيه,
من كونه نزل من الله, لا من غيره,
مقصودا فيه نفعكم وهدايتكم .
** نزلَ بِهِ الرُّوحُ الأمِينُ **
وهو جبريل عليه السلام,
الذي هو أفضل الملائكة وأقواهم
** الأمِينُ **
الذي قد أمن أن يزيد فيه أو ينقص .
** عَلَى قَلْبِكَ ** يا محمد
** لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ **
تهدي به إلى طريق الرشاد,
وتنذر به عن طريق الغي .
** بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ **
وهو أفضل الألسنة,
بلغة من بعث إليهم, وباشر دعوتهم أصلا اللسان البين الواضح .
وتأمل كيف اجتمعت هذه الفضائل الفاخرة في هذا الكتاب الكريم،
فإنه أفضل الكتب,
نزل به أفضل الملائكة,
على أفضل الخلق,
على أفضل بضعة فيه وهي قلبه،
على أفضل أمة أخرجت للناس,
بأفضل الألسنة وأفصحها, وأوسعها,
وهو : اللسان العربي المبين . اهـ