فلسفة الطاقة الكونية وآثارها
يعد مبدأ الطاقة الكونية من أهم الركائز التي بنيت عليها فلسفة الاستشفاء الشرقية ،
بفرعيها الصيني والهندي .
معنى الطاقة في اللغة :
الطاقة من الطوق ، ويقال أطاق الأمر إطاقة ،
وهو في طوقه ، لأنه إذا أطاقه فكأنه قد أحاط به
ودار به من جوانبه .
والطاقة ؛ الوسع ، والإطاقة القدرة على الشيء .
والطاقة أقصى الغاية ،
ومقدار ما يمكن أن يُفعَل .
الطاقة في اصطلاح أهل الفزياء : هي المقدرة
على القيام بالعمل أو إحداث التغيير .
وهي قسمين :
طاقة حركيّة ، ومنها : الطاقة الكهربائية والطاقة الميكانيكية .
طاقة كامنة ، ومنها :
طاقة الجاذبية والطاقة الكيميائية .
أما الطاقة التي بُنيت على أساسها كثير من نظريات الطب الشرقي فهي مبدأ فلسفي عقدي يقوم على أساس النظرة الواحدية للوجود .
تتنوع التسميات التي تُطلق على الطاقة الكونية
تبعاً لتغاير الخلفيات الدينية واللغوية ..
– تسمى الطاقة الكونية لانتشارها في الكون واستمدادها منه –
ومن تلك التسميات : الطاقة الحيوية ،
وقوة الحياة ، وطاقة الحياة ، وذلك باعتبار أنها مصدر الحياة ولا حياة بدونها ...
تحتل الطاقة الكونية عند الطاوية مكانة هامة
فالمكون الأساسي للحياة هو الطاقة ..
هذا ما أجمع عليه الطاويون منذ زمن شوانغ تزي
الطاقة الكونية ليست سوى تعبير شرقي عن عقيدة وحدة الوجود ...
برزت هذه النظرة الواحدية للكون في القرن الرابع والثالث قبل الميلاد ،
فاعتبرت مفردات الكون وحدة كلية ؛
وهي الإحساس بالوحدة والارتباط بين كل موجود
إن هذه الفلسفة تتوافق إلى حد كبير مع معتقدات
– غلاة – الصوفية .
الطاقة الكونية في الفلسفة الهندية ليست شيئا
مخلوقا ، ووجودها إما متولد من العدم ،
أو هو وحود غير مسبوق بعدم أصلا ..
مما يزداد تعمقا في الشرك .
نظرية الحقل الموحَّد
Unified Field Theory
هي نظرية فيزيائية افترضها آينشتاين Einstein
وحاول من خلالها إيجاد قانون موحَّد يحكم القوى الأساسية والتفاعلات بين الجزئيات الأولية ،
وحاول من خلالها إيجاد قانون موحَّد يحكم القوى الأساسية والتفاعلات بين الجزئيات الأولية ،
إلا أنه لم ينجح في التوصل إلى هذا القانون ..
وبقية نظرية الحقل الموحَّد من المعضلات الفيزيائية إلى يومنا .
ومع ذلك ، فقد راج هذا المصطلح في بعض التطبيقات المعاصرة للطب الشرقي
( أو البديل ) ،
وأصبحت تحمل مدلولا فلسفيا باطنياً يُقصد من ورائه ترويج المعتقدات الباطنية .
الحقل الموحَّد عند هؤلاء ليس مقصورا على التفاعلات المادية ، بل إنه يمثل مستوى من
" الوعي " ..
إن هذا " الوعي " المزعوم يمكن التوصل إليه بالتنفس بطريقة منتظمة ..
ومن خلال سريان الطاقة في الجسد ..
يتم الاتصال بالقانون الكوني لتنكشف له عندها المعارف والحقائق المغيبة عن العوام .
إن هذا الاتصال لا يكاد يختلف عن الـ ( موكشا )
والـ ( نيرفانا ) عند الهندوس والبوذية ،
أو ما يسمى بالفناء عند غلاة الصوفية .
لا يكتفي أتباع الفلسفة الشرقية وتطبيقاتها المعاصرة في نسبتهم الشفاء إلى الطاقة الكونية
فحسب ، بل إنهم يزعمون أنه بإمكان الإنسان
– عند. زيادة مخزونه الطاقي –
أن يحصل على قدرات خارقة تتجاوز الشفاء من الأمراض إلى عدم التأثر بالعوارض الكونية ،
فلا النار تحرقه ...
فالطاقة عندهم مكنونٌ
– المستور البعيد عن الأعين –
ليس له حدود .
أما طُرق استمداد الطاقة أهمها هو العناية بالتنفس [ ليست مجرد تزويد للجسم بالأوكسجين أو وسيلة لتحصيل الاسترخاء المتعمق ،
بل تقترن بفلسفات الطاقة ،
وتُعد وسيلة من وسائل الاتحاد بالكون ] .
انظر : لمن أراد المزيد كتاب :
التطبيقات المعاصرة لفلسفة الإستشفاء الشرقية
( ص 218 - 233 ) .
لـ د. هيفاء بنت ناصر الرشيد .
ط : وزارة الصحة / المركز الوطني للطب البديل والتكميلي / المملكة العربية السعودية .
يتبع ———————