قال الله تعالى :
** قُلْ يا أَيُّهَا الكَافِرُونَ * لَا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ *
ولَا أَنتُمْ عَابِدُونَ ما أَعْبُدُ * ولَا أَنَا عَابِدٌ مَّا عَبَدتُّمْ *
ولَا أَنتُمْ عَابِدُونَ ما أَعْبُدُ * لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ **
[ سورة الكافرون : 1 - 6 ]
قال العلاّمة السّعدي رحمه الله في تفسيره :
أي : قل للكافرين مُعلنا ومُصرِّحًا :
** لَا أَعْبُدُ ما تَعْبُدُونَ ** ؛
أي : تبرَّأ ممّا كانوا يعبدون من دون الله
ظاهرًا وباطنًا .
** ولَا أَنْتُمْ عَابِدُونَ مَا أَعْبُدُ ** :
لعدم إخلاصكم في عبادتكم لله ؛
فعبادتُكم له المقترنةُ بالشِّرك لا تسمّى عبادةً .
و كرَّرَ ذلك ليدلَّ الأوّل على عدم وجود الفعل ، والثاني على أنّ ذلك قد صار وصفًا لازمًا ،
ولهذا ميّز بين الفريقين ،
وفصل بين الطائفتين ، فقال :
** لَكُمْ دِينُكُمْ وَلِيَ دِينِ ** ؛ كما قال تعالى :
** قُلْ كُلٌّ يَعْمَلُ عَلَى شَاكِلَتِهِ ** ؛
أَنْتُمْ بَرِيئُونَ مِمَّا أَعْمَلُ ،
وأَنَا بَرِيءٌ مِمَّا تَعْمَلُونَ .
يتبع -----------