قال تعالى :
** قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ ما ظَهَرَ مِنْهَا وما بَطَنَ والْإِثْمَ والْبَغْيَ بِغَيْرِ الحَقِّ وأَنْ تُشْرِكُوا بِالله ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا وأَنْ تَقُولُوا على الله مَا لَا تَعْلَمُونَ **
سورة الأعراف 33
قال العلاّمة السعدي رحمه الله في تفسيره :
** قُلْ إِنَّمَا حَرَّمَ رَبِّيَ الفَوَاحِشَ ** ؛
أي : الذنوب الكبار التي تُستفحش ،
وتستقبح لشناعتها وقبحها ،
وذلك كالزّنا واللواط ونحوهما .
وقوله : ** مَا ظَهَرَ مِنْهَا وَمَا بَطَنَ ** ؛
أي : الفواحش التي تتعلّق بحركات البدن والتي تتعلّق بحركات القلوب ؛
كالكبر والعُجب والرياء والنفاق ونحو ذلك ،
** والْإِثْمَ والْبَغْيَ بِغَيْرِ الْحَقِّ ** أي : الذنوب التي تؤثم وتوجب العقوبة في حقوق اللّه،
والبغي على النّاس في دمائهم وأموالهم وأعراضهم .
فدخل في هذا الذنوبُ المتعلقةُ بحق اللّه والمتعلقةُ بحق العباد .
** وأَنْ تُشْرِكُوا بالله ما لَمْ يُنَزِّلْ بِهِ سُلْطَانًا ** ؛
أي : حجة ،
بل أنزل الحجة والبرهان على التوحيد .
والشركُ هو أن يُشْرَكَ مع اللّه في عبادته أحدٌ من الخلق ، وربما دخل في هذا الشرك الأصغر ؛
كالرياء والحلف بغير اللّه، ونحو ذلك ،
** وأَنْ تَقُولُوا على الله ما لَا تَعْلَمُونَ ** :
في أسمائه وصفاته وأفعاله وشرعه ؛
فكل هذه قد حرمها اللّه ونهى العباد عن تعاطيها، لما فيها من المفاسد الخاصة والعامة،
ولما فيها من الظلم والتجري على اللّه
والاستطالة على عباد اللّه وتغيير دين اللّه
وشرعه . اهـ