78)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ث) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 330 - 332 ) :
والنحر والذبح هو قربان أحد ابني
آدم عليه السّلام ** قَرَّبَا قربانا فَتُقبِّل
من أحدهِما ولم يُتقبَّل من الآخر ** ،
وهي رؤيا أراها الله نبيّه إبراهيم
عليه السّلام ،
أراه الله عزّوجلّ في منامه أنه يذبح
ابنه إسماعيل ،
ورؤيا الأنبياء وحي من الله – كما قال عبد الملك بن عُمير رحمه الله – ،
ولَـمّا استجاب إبراهيم وإسماعيل
– عليهما السّلام – لأمر الله عزّوجلّ ،
مَنَّ الله على إبراهيم عليه السلام
بفداء عظيم يذبحه طاعة لله ،
فصار في ذلك تشريع لكل الخلائق
إلى يوم القِيامَةِ : أن من عقد عزمه
عقدا جازماً على فعل فعل طاعة ؛
ثم حيل بينه وبين فعلها ؛
أنه يُكتب له ثوابها ،
قال تعالى : ** وقالَ إنِّي ذَاهِبٌ إلى رَبِّي سَيَهْدِينِ * رَبِّ هَبْ لِي مِنَ الصَّالِحِينَ *
فَبَشَّرْنَاهُ بغُلَامٍ حَليمٍ * فَلمَّا بَلَغَ مَعَهُ السّعْيَ قال يا بُنَيَّ إنِّي أَرَى في المَنام أَنِّي أَذْبَحُكَ فانظُرْ ماذَا تَرَى قال يا أَبَتِ افْعَلْ ما تُؤْمَرُ سَتَجِدُنِي إِن شاءَ الله مِنَ الصّابِرِينَ *
فَلَمَّا أسْلَمَا وتَلَّهُ لِلْجَبِينِ *
ونادَيْنَاهُ أَن يا إبراهِيمُ * قَدْ صَدَّقْتَ الرُّؤْيَا إنّا كَذلكَ نَجْزي المُحْسِنِينَ * إنَّ هذَا لَهُوَ البَلَاءُ المبينُ * وفَدَيْنَاهُ بِذِبْحٍ عَظِيمٍ **
[ سورة الصافات : 99 - 107 ] .
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله
[ تفسير القرآن العظيم ( 4 / 21 ) ] :
" وقد استدل بهذه الآية والقصة جماعة من علماء الأصول على صحة النسخ
قبل التمكن من الفعل ،
خلافا لطائفة من المعتزلة ،
والدلالة من هذه ظاهرة ،
لأن الله تعالى شرع لإبراهيم ذَبْحِ ولده ،
ثم نسخه عنه وصرفه إلى الفداء ،
وإنما كان المقصود من شرعه أولا إثابة الخليل على الصبر على ذبح ولده
وعزمه على ذلك ;
ولهذا قال تعالى :
** إنَّ هذا لهو البلاء المبين **
أي : الاختبار الواضح الجلي ;
حيث أُمر بذبح ولده ،
فسارع إلى ذلك مستسلما لأمر الله ، منقادا لطاعته ;
ولهذا قال تعالى :
** وإبراهيم الّذي وفّى **
[ سورة النجم : 37 ] .
والنحر من أجلِّ الطاعات
والعبادات ؛
لذلك شُرِعَ في جميع الملل ،
قال تعالى : ** ولِكُلِّ أُمَّةٍ جَعَلْنَا مَنسَكًا لِّيَذْكُرُوا اسْمَ الله على ما رَزَقَهُم مِّن بَهيمَةِ الْأَنْعَامِ فإِلَهُكُمْ إِلَهٌ واحِدٌ فَلَهُ أَسْلِمُوا
وبَشِّرِ المُخْبِتِينَ **
[ سورة الحج : 34 ]
وقرنه الله مع الصلاة ،
قال تعالى :
** فصلِّ لِرَبِّك وانحر **
والسر في ذلك تحقيق التوحيد الذي
بُعثت به كل الرسل
– عليهم الصلاة والسلام – ،
وإقام ذكر الله ،
قال العلّامة عبد الرحمن السّعدي
رحمه الله في تفسيره :
" أي : ولكل أمة من الأمم السالفة
جعلنا منسكا،
أي : فاستبقوا إلى الخيرات ،
وتسارعوا إليها،
ولننظر أيكم أحسن عملا .
والحكمة في جعل الله لكل أمة منسكا : لإقامة ذكره، والالتفات لشكره،
ولهذا قال :
** لِيَذْكُرُوا اسْمَ الله على ما رَزَقَهُمْ
مِنْ بَهِيمَةِ الْأَنْعَامِ فَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ **
وإن اختلفت أجناس الشرائع،
فكلها متفقة على هذا الأصل،
وهو ألوهية الله، وإفراده بالعبودية،
وترك الشرك به ولهذا قال :
** فَلَهُ أَسْلِمُوا **
أي : انقادوا واستسلموا له لا لغيره،
فإن الإسلام له
طريق إلى الوصول إلى دار السلام ؛
** وبَشِّرِ المُخْبِتِينَ **
بخير الدنيا والآخرة،
والمخبت : الخاضع لربه،
المستسلم لأمره، المتواضع لعباده " .
يتبع -----------