57)معنى :
#لا_إله_إلا_الله_محمد_رسول_الله
ج) تتمة شرح الشيخ حمد بن إبراهيم العثمان حفظه الله على الأصول الثّلاثة وأدلتها
( ص 237 - 239 ) :
قال ابن القيم رحمه الله :
" اشتمال الصلاة على أنواع العبودية مِن أولها إلى آخرها : التوحيد التام ،
والثناء على الله تعالى بأصول أسمائه وصفاته ،
وتفريغ القلب لله ، وإخلاص النيّة ،
وافتتاحها بكلمة جامعة لمعاني
العبودية ،
دالة على أصول الثناء وفروعه ،
مخرجة من القلب الالتفات إلى
ما سواه والإقبال على غيره ،
فيقوم بقلبه الوقوف بين يدي عظيم
جليل كبير أكبر من كل شيء ،
ثم أخذ بتسبيحه وحمده وذِكرِه
والثناء عليه ،
ثم إفراده بنوعي التوحيد ،
توحيد ربوبيته استعانة به ،
وتوحيد إلهيته عبودية له .
ثم سؤاله أفضل مسؤول ،
وهو هداية الصراط المستقيم ،
ثم يأخذ في تلاوة ربيع القلوب
وشفاء الصدور ونور البصائر
وحياة الأرواح ،
وهو كلام رب العالمين .
ثم يعود إلى تكبير ربه عزّوجلّ ،
فيجدد به عهد التذكرة ،
كونه أكبر من كل شيء بحق عبوديته ،
وما ينبغي أن يُعامل به .
ثم يركع حانياً ظهرَه ،
خضوعا لعظمتِه ، وتذللاً لعزته ،
واستكانة لجبروته ،
مُسبحاً له بذكر اسمه العظيم ،
ثم عاد إلى القيام حامِداً ربَّه بأكمل
مَحامِدِه ، معترفا بعبوديته له ،
ثم يعود إلى تكبيره ،
ويخر له ساجدا على أشرف ما فيه
وهو الوجه ،
ذلاًّ بين يديه ومسكنةً وانكسارا ،
وقد أخذ كل عضو من البدن حظه
من هذا الخضوع ،
يُسَبِّح ربه الأعلى ،
فيذكر علوه في حالة سفوله هو .
ثم لما أكمل صلاتَه شُرِعَ له أن يَقعُد
قعدة العبد الذليل المسكين لسيده ،
ويثني عليه بأفضل التحيات ،
ويُسلم على نفسه وعلى سائر
عباد الله المشاركين له في هذه العبودية ،
ثم يتشهد شهادة الحَقِّ ،
ثم يعود فيصلي على مَّن عَلَّمَ الأُمّة
هذا الخير ودلّهم عليه .
ثم شُرِعَ له أن يسأل حوائجه
ويدعو بما أحب ،
فإذا قضى ذلك أُذن له في الخروج
منها بالتسليم على المشاركين له
في الصلاة " .
[ باختصار من شفاء العليل
( 3 / 1155 - 1163 ) ] .
فالحاصل : أن الصلاة جامعة لأنواع
العبودية كلها ،
قال ابن القيم رحمه الله :
" لا تجد منزلةً مِن منازل السير
إلى الله تعالى ، ولا مقاماً من
مقامات العارفين ،
إلَّا وهو في ضمن الصلاة " .
[ شفاء العليل ( 3 / 1163 ) ] .
يتبع -----------