813 - " إن الله تبارك وتعالى كتب الغيرة على النساء ، والجهاد على الرجال ، فمن صبر منهن كان لها مثل أجر الشهيد "
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
منكر .
رواه الطبراني في " المعجم الكبير " ( 3 / 61 / 2 ) والعقيلي ( ص 268 ) وابن الأعرابي في " معجمه " ( 82 / 1 ) وعنه القضاعي ( 93 / 1 ) والدولابي ( 2 / 100 ) وابن عدي ( 279 - 280 ) والبزار عن عبيد بن الصباح عن كامل بن العلاء عن الحكم عن إبراهيم عن علقمة عن ابن مسعود مرفوعا ، قال المناوي : " قال البزار لا نعلمه إلا من هذا الوجه ، وعبيد لا بأس به ، وكامل كوفي مشهور ، على أنه لم يشاركه أحد فيه " . وقال الهيثمي ( 4 / 320 ) : " رواه البزار والطبراني وفيه عبيد بن الصباح ، ضعفه أبو حاتم ، ووثقه البزار ، وبقية رجاله ثقات " . قلت : وأورد ابن أبي حاتم حديثه هذا في " العلل " ( 1 / 313 ) وقال : " سألت أبي عنه ؟ قال : هذا حديث منكر ، وقال مرة أخرى : هذا حديث موضوع بهذا الإسناد " . قلت : وساقه الذهبي في ترجمة عبيد بن الصباح من مناكيره ، وكأنه نسي هذا فصحح له حديثا آخر تبعا للحاكم : بلفظ : " إذا أردت أن تغزو... " وهو في " الترغيب " ( 2 / 162 ) .
845 - " ما أكرم النساء إلا كريم ، ولا أهانهن إلا لئيم "
قال الألباني في السلسلة الضعيفة :
موضوع .
رواه الشريف أبو القاسم علي الحسيني في " الفوائد المنتخبة " ( 18 / 256 / 2 ) ، ومن طريقه الحافظ ابن عساكر في " تاريخه " ( 4 / 282 / 1 ) وعنه ابن أخيه أبو منصور بن عساكر في " الأربعين في مناقب أمهات المؤمنين " ( ص 101 الحديث 39 ) من طريق أبي عبد الغني الحسن بن علي بن عيسى الأزدي : نا عبد الرزاق بن همام : أنا إبراهيم بن محمد الأسلمي عن داود بن الحصين عن عكرمة بن خالد عن علي بن أبي طالب مرفوعا . وقال الشريف : " هذا حديث غريب ... لا أعلمه رواه إلا إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الأسلمي " . وكذا قال أبو منصور وزاد : " ولم يكتب عنه إلا من هذا الوجه " . قلت : وهذا إسناد واه بمرة ، وفيه علل :
1 - داود بن الحصين ثقة إلا في عكرمة كما قال الحافظ في " التقريب" ومستنده قول ابن المديني : " ما رواه عن عكرمة فمنكر " . وكذا قال أبو داود .
2 - إبراهيم الأسلمي كذاب كما قال يحيى القطان وابن معين وابن المدني ، وروى أبو زرعة في " تاريخ دمشق " ( 34 / 1 ) بسند صحيح عن يحيى بن سعيد قال :
" لم يترك إبراهيم بن أبي يحيى للقدر ، وإنما للكذب " . وفي رواية أخرى عنه :
" أشهد على إبراهيم أنه يكذب " . وقال ابن حبان ( 1 / 92 ) : " كان يرى القدر ويذهب إلى كلام جهم ، ويكذب مع ذلك في الحديث " . قلت : ومن الغرائب أن يخفى حال هذا الكذاب على الإمام الشافعي وهو من شيوخه ! ولعل سبب ذلك ما قال ابن حبان : إنه كان يجالسه في حداثته ويحفظ عنه حفظ الصبي ، والحفظ في الصغر كالنقش في الحجر ، فلما دخل مصر في آخر عمره ، وصنف الكتب المبسوطة احتاج إلى الأخبار ، ولم تكن معه كتب ، فأكثر عنه ، وربما كنى عنه ولا يسميه في كتبه " .
3 - أبو عبد الغني الأزدي متهم بالوضع ، وفي ترجمته ساق ابن عساكر هذا الحديث ، وقال فيها : " وكان ضعيفا " . ثم روى عن أبي نعيم أنه قال : " حدث عن مالك أحاديث موضوعة " . وكذا قال الحاكم ، ثم تعقب ابن عساكر أبا نعيم بقوله : " ولا أعلم روى عن مالك ولا أدركه " .
قلت : وهو إنما يروي عن مالك بواسطة عبد الرزاق ، وقد ساق له الدارقطني من هذا الوجه حديثا وقال :
" باطل وضعه أبو عبد الغني على عبد الرزاق " . وكذا رواه ابن عساكر في ترجمته . لكن قد ساق له ابن حبان ( 1 / 235 ) حدثنا آخر صرح فيه بقوله : " حدثنا مالك ... " فهو من أكاذيبه عليه . وقال ابن حبان : يضع الحديث على الثقات ، لا تحل الرواية عنه بحال " . ( تنبيه ) : أول الحديث عندهم : " خيركم خيركم لأهله ، وأنا خيركم لأهلي " . وإنما لم أورد هذه الزيادة لمجيئها من طرق بعضها صحيح وبعضها حسن ، وقد خرجتها في " آداب الزفاف " ( ص 151 ) ، ولأن الحديث اشتهر في العصر الحاضر بدون هذه الزيادة فإفراده عنها أدعى إلى تيسير الوقوف عليه ، وقد أورده السيوطي في " الجامع الصغير " بتمامه من رواية ابن عساكر وحده عن علي ، وهذا على خلاف شرطه في أول الكتاب حيث قال : " وقد صنته عما تفرد به كذاب أو وضاع " فكيف هذا وقد اجتمع فيه كذاب ووضاع معا ؟! ومن الغرائب أن المناوي بيض له فلم يتكلم عليه بشيء !