صفات أهل الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( يدخل الجنة أقوام ، أفئدتهم مثل أفئدة الطير )
[ مسلم ]
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه: قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إن أهل الجنة يأكلون فيها ويشربون ولا يتفلون ولا يبولون ولا يتغوطون ولا يمتخطون قالوا
فما بال الطعام قال جشاء¹ ورشح² كرشح المسك يلهمون التسبيح والتحميد كما تلهمون النفس )
[ مسلم ]
¹ جشاء : صوت يخرج من الفم عند امتلاء المعدة .
² رشح : عرق . أي أن فضلات أهل الجنة تخرج عرقا ً له رائحة المسك .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( من يدخل الجنة ينعم لا يبأس³ لا تبلى ثيابه ولا يفنى شبابه )
[ مسلم ]
³ يبأس : البأس هو شدة الحال .
عن أبي سعيد الخدري وأبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( ينادي مناد : إن لكم أن تصحوا فلا تسقموا أبدا ، وإن لكم أن تحيوا فلا تموتوا أبدا ، وإن لكم أن تشبوا فلا تهرموا أبدا ، وإن لكم أن تنعموا فلا تبأسوا أبدا . فذلك قوله عز وجل [ ونودوا أن تلكم الجنة أورثتموها بما كنتم تعملون ] )
[ مسلم ]
منازل أهل الجنة
خيمة المؤمن
عن أبي بكر بن عبد الله بن قيس عن أبيه رضي الله عنه أن رسول صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( إن في الجنة خيمة من لؤلؤة مجوفة ، عرضها¹ ستون ميلا ، في كل زاوية منها أهل ما يرون الآخرين ، يطوف عليهم المؤمنون )
[ متفق عليه ]
¹عرضها : وفي رواية طولها في السماء . أي أن عرضها وطولها متساويان وكل منهما ستون ميلا .
بيت خديجة رضي الله عنها في الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال :
( أتى جبريل النبي صلى الله عليه وآله وسلم فقال يا رسول الله هذه خديجة أتتك بإناء فيه طعام أو إناء فيه شراب فأقرئها من ربها السلام وبشرها ببيت من قصب² لا صخب³ فيه ولا نصب⁴ )
[ متفق عليه ]
² قصب : اللؤلؤ المجوف كالقصر الواسع .
³ صخب : صياح وضجيج وأصوات مرتفعة .
⁴ نصب : تعب .
بيت عمر بن الخطاب رضي الله عنه في الجنة
عن جابر بن عبد الله رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
( دخلت الجنة فإذا أنا بقصر من ذهب فقلت لمن هذا فقالوا لرجل من قريش فما منعني أن أدخله يا ابن الخطاب إلا ما أعلم من غيرتك قال وعليك أغار يا رسول الله )
[ متفق عليه ]
أهل الجنة يعرفون منازلهم
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( إذا خلص المؤمنون من النار حبسوا بقنطرة¹بين الجنة والنار ، فيتقاصون² مظالم كانت بينهم في الدنيا حتى إذا نقوا وهذبوا ، أذن لهم بدخول الجنة ، فوالذي نفس محمد بيده ، لأحدهم بمسكنه في الجنة أدل بمنزله كان في الدنيا )
[ البخاري ]
¹ قنطرة : جسر يربط بين مكانين .
² يتقاصون : المعاقبة بالمثل .
تفاضل منازل أهل الجنة
عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( إن أهل الجنة يتراءون³ أهل الغرف من فوقهم ، كما يتراءون الكوكب الدري الغابر⁴ في الأفق ، من المشرق أو المغرب ، لتفاضل ما بينهم . قالوا يا رسول الله تلك منازل الأنبياء لا يبلغها غيرهم ، قال : بلى⁵ والذي نفسي بيده ، رجال آمنوا بالله وصدّقوا المرسلين )
[ متفق عليه ]
³ يتراءون : ينظرون .
⁴ الغابر : الباقي بعد انتشار ضوء الفجر .
⁵ قوله بلى أي جواب نفي لما قالوا لا يبلغها غيرهم فكأنه قال بلى يبلغها رجال غيرهم .
من يغمس غمسة في الجنة
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( ويؤتى بأشد الناس بؤسا في الدنيا ، من أهل الجنة ، فيصبغ صبغة في الجنة ، فيقال له : يا ابن آدم هل رأيت بؤسا قط ؟ هل مر بك شدة قط ؟ فيقول : لا ، والله يا رب ما مر بي بؤس قط ، ولا رأيت شدة قط )
[ مسلم ]
أقل أهل الجنة منزلة وأعلاهم منزلة
عن المغيرة بن شعبة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( سأل موسى ربه ما أدنى أهل الجنة منزلة ؟ قال : هو رجل يجيء بعد ما أدخل أهل الجنة الجنة
فيقال له : ادخل الجنة .
فيقول : أي رب كيف وقد نزل الناس منازلهم وأخذوا أخذاتهم .
فيقال له : أترضى أن يكون لك مثل مُلك مَلك ٍ من ملوك الدنيا .
فيقول : رضيت رب .
فيقول : لك ذلك ومثله ومثله ومثله ومثله . فقال في الخامسة : رضيت رب .
فيقول : هذا لك وعشرة أمثاله ولك ما اشتهت نفسك ولذت عينك .
فيقول : رضيت رب .
قال : رب فأعلاهم منزلة ؟
قال : أولئك الذين أردت , غرست كرامتهم بيدي وختمت عليها فلم تر عين ولم تسمع أذن ولم يخطر على قلب بشر . قال : ومصداقه في كتاب الله عز وجل )
[ مسلم ]
أول زمرة تدخل الجنة
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( أول زمرة تلج الجنة صورتهم على صورة القمر ليلة البدر ، لا يبصقون فيها ، ولا يمتخطون ، ولا يتغوطون ، آنيتهم فيها الذهب ، أمشاطهم من الذهب والفضة . ومجامرهم¹ الألوة² . ورشحهم³ المسك ولكل واحد منهم زوجتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم من الحسن ، لا اختلاف بينهم ولا تباغض ، قلوبهم قلب واحد ، يسبحون الله بكرة وعشيا )
[ متفق عليه ]
¹مجامرهم : الإناء الذي توضع فيه النار .
² الألوة : عود البخور
³ رشحهم : عرقهم .
عن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إن أول زمرة يدخلون الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، ثم الذين يلونهم على أشد كوكب دريّ¹ في السماء إضاءة ، لا يبولون ولا يتغوطون ، ولا يتفلون ولا يمتخطون ، أمشاطهم الذهب ، ورشحهم المسك ، ومجامرهم الألوة الأنجوج² ، عود الطيب وأزواجهم الحور العين³ ، على خلق رجل واحد ، على صورة أبيهم آدم ، ستون ذراعا في السماء )
[ متفق عليه ]
¹ الدري : المتلألئ الضوء .
² الأنجوج : عود البخور .
³ الحور العين : نساء أهل الجنة وهي المرأة ذات العيون الواسعة والشديدة البياض والسواد .
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم :
( إن أول زمرة تدخل الجنة على صورة القمر ليلة البدر ، والتي تليها على أضوء كوكب دريّ في السماء ، لكل امرئ منهم زوجتان اثنتان ، يرى مخ سوقهما من وراء اللحم ، وما في الجنة أعزب )
[ مسلم ]
آخر أهل الجنة دخولا ً
عن أبي هريرة رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم
( ويبقى رجل منهم مقبل بوجهه على النار ، فيقول : يا رب ، قد قشبني⁴ ريحها ، وأحرقني ذكاؤها⁵ ، فاصرف وجهي عن النار ، فلا يزال يدعو الله .
فيقول : لعلك إن أعطيتك أن تسألني غيره .
فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره . فيصرف وجهه عن النار ، ثم يقول بعد ذلك : يا رب قربني إلى باب الجنة .
فيقول : أليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ، ويلك ابن آدم ما أغدرك ، فلا يزال يدعو . فيقول : لعلي إن أعطيتك ذلك تسألني غيره .
فيقول : لا وعزتك لا أسألك غيره . فيعطي الله من عهود ومواثيق أن لا يسأله غيره ،
فيقربه إلى باب الجنة ، فإذا رأى ما فيها سكت ما شاء الله أن يسكت ،
ثم يقول : رب أدخلني الجنة .
ثم يقول : أوليس قد زعمت أن لا تسألني غيره ، ويلك يا ابن آدم ما أغدرك ،
فيقول : يا رب لا تجعلني أشقى خلقك ، فلا يزال يدعو حتى يضحك ، فإذا ضحك منه أذن له بالدخول فيها .
فإذا دخل فيها قيل له : تمن من كذا ، فيتمنى ، ثم يقال له : تمن من كذا ، فيتمنى ، حتى تنقطع به الأماني ،
فيقول له : هذا لك ومثله معه .
قال أبو هريرة رضي الله عنه: وذلك الرجل آخر أهل الجنة دخولا )
[ متفق عليه ]
⁴ قشبني : سمَّني وآذاني وأهلكني .
⁵ ذكاؤها : شدة وهج النار .
عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال :
( آخر من يدخل الجنة رجل ، فهو يمشي مرة ، ويكبو¹ مرة ، وتسفعه² النار مرة ، فإذا ما جاوزها التفت إليها ، فقال : تبارك الذي نجاني منك ، لقد أعطاني الله شيئا ما أعطاه أحدا من الأولين والآخرين ، فترفع له شجرة ، فيقول : أي رب ، أدنني من هذه الشجرة فلأستظل بظلها ، وأشرب من مائها ،
فيقول الله عز وجل : يا ابن آدم ، لعلي إن أعطيتكها سألتني غيرها ،
فيقول : لا يا رب ، ويعاهده أن لا يسأله غيرها ، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها ، فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة هي أحسن من الأولى ، فيقول : أي رب ، أدنني من هذه لأشرب من مائها ، وأستظل بظلها ، لا أسألك غيرها ،
فيقول : يا ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ، فيقول : لعلي إن أدنيتك منها تسألني غيرها ، فيعاهده أن لا يسأله غيرها ، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليه ، فيدنيه منها فيستظل بظلها ، ويشرب من مائها ، ثم ترفع له شجرة عند باب الجنة هي أحسن من الأوليين ، فيقول : أي
رب ، أدنني من هذه لأستظل بظلها ، وأشرب من مائها ، لا أسألك غيرها .
فيقول : يا ابن آدم ، ألم تعاهدني أن لا تسألني غيرها ، قال : بلى يا رب ، هذه لا أسألك غيرها ، وربه يعذره لأنه يرى ما لا صبر له عليها ، فيدنيه منها ، فإذا أدناه منها فيسمع أصوات أهل الجنة .
فيقول : أي رب ، أدخلنيها ،
فيقول : يا ابن آدم ما يصريني³منك ؟ أيرضيك
أن أعطيك الدنيا ومثلها معها ؟ قال : يا رب ، أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟ .
فضحك ابن مسعود ، فقال : ألا تسألوني مم أضحك فقالوا : مم تضحك ، قال : هكذا ضحك رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم .
فقالوا : مم تضحك يا رسول الله ،
قال : من ضحك رب العالمين حين قال : أتستهزئ مني وأنت رب العالمين ؟
فيقول : إني لا أستهزئ منك ، ولكني على ما أشاء قادر )
[ مسلم ]
¹ يكبو : يسقط على وجهه .
² تسفعه : تضرب وجهه وتسوده وتؤثر فيه أثرا ً .
³ يصريني منك : أي شيء يرضيك ويقطع مسألتك مني .
عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه : قال النبي صلى الله عليه وآله وسلم :
( إني لأعلم آخر أهل النار خروجا منها ، وآخر أهل الجنة دخولا ، رجل يخرج من النار كبوا ، فيقول الله : اذهب فادخل الجنة ، فيأتيها ، فيخيل إليه أنها ملأى ، فيرجع فيقول : يا رب وجدتها ملأى ،
فيقول : اذهب فادخل الجنة ،
فيأتيها فيخيل إليه أنها ملأى .
فيرجع فيقول : يا رب وجدتها ملأى ،
فيقول : اذهب فادخل الجنة ، فإن لك مثل الدنيا وعشرة أمثالها - أو : إن لك مثل عشرة أمثال الدنيا -
فيقول : تسخر مني - أو : تضحك مني - وأنت الملك .
فلقد رأيت رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم ضحك حتى بدت نواجذه ،
وكان يقول : ذاك أدنى أهل الجنة منزلة )
[ متفق عليه ]