يحلّل البعض لأنفسهم الرشوة بغير لفظها وانما بنفس معناها
ويعتبرونها شطارة وجهد شخصي وعمولة واكرامية .. وحلال
فقد تأتي الرشوة علانية مكتوبة في شيكات او نقدا او ملفوفة بورق الهدايا ، او خدمات مجانية
والظالم يفرض الرشوة فرضا .. دون ان يعرف البعض انهم يدفعون مقابل اطماعه وجشعه ، كل ما يعرفون انهم مجبرون على الدفع وعلى تقديم القرابين
ولو كان البعض يعرضون رشاوي على شكل ( اكراميات ) لتسهيل بعض الامور التي تخصهم على حساب الآخرين ، فهي ايضا رشوة
عطلت مصالح اصحاب الحقوق ، ونبهت المرتشي ان كان طماعا انها طريقة للكسب السريع دون ان يخسر شيئا
الرشوة هي رشوة ، واي عمل تحصل من ورائه على هذه الرشوة ، يعتبر استعمالا لسلطتك في اي محيط ..
وستدفع ثمنه مضاعفا يوما ما ، في الحياة وفي الآخرة .. فالحياة الدنيا استمرار للحياة الأخرى
ولو امتلك البعض الشجاعة ، كانوا اعترفوا ان ما يصيبهم اليوم هو تسديد لما اقترفوه في الماضي
ولكن من اصرار العبد واستكباره ان ينكر انه معرّض للمحاسبة والحساب ، ان ينكر انه اخذ ما ليس من حقه ، وان حقوق الغير ستُقتصّ منه لا محالة .
ومن السخرية المريرة ، ان هؤلاء يعرفون ان ما بين ايديهم ليس لهم ، وسيتركون كل شيء يوما ما ، ورغم ذلك يصرّون غباءا وحمقا ، ان يدفعوا ضرائب باهظة عن اشياء لا يمتلكونها ، وعلى توريط انفسهم في قصص وحقوق الغير ، يسيّرون امور البعض على حساب الآخرين
مقابل ما سيدفعون ثمنه غاليا في الحياة وفي الآخرة .