عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 08:12 AM   #10
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

اسباب الغفلة

اغتنم مواسم الأرباح فقد فاتت أسواقها وداموا ما دامت أبواب التوبة مفتحة فقد حان إغلاقها وانتهزوا فرصةاليسار في دار القرار ففد آن من أقمار الأعمار محاقها وبادروا هجوم الآجال فشمس المنية قد أزف إشراقها وأعدوا ليوم الحساب صواب الجواب فإنما يحاسب الخليقة خلآقها واغوثاه بالله من ثقل هذا الرماد ما أخوفنا أن تستمر غفلتنا إلى يوم التناد أعظم الأسباب في توليد الغفلة أمران أحدهما امتلاء البطون والآخر معاشرة الباطلين فعليك بالجوع والعزلة إن أردت العتق من رق الغفلة إذا أردت أن يعتزلك الناس فاصمت عن محادثتهم فإن أكثر مواصلات الناس بينهم بالكلام فمن صمت عنهم اعتزلوه لا أضر على العبد أمرين غفلته عن ذكر الله ومخالفة لأمر الله
الغفلة تحرم الربح والمعصية توجب الخسران الغفلة تغلق أبواب الجنة والمعصية تفتح أبواب النار خلق الله سبحانه وتعالىالجنة والنار للأبد وخلق السماء والأرض إلى أمد فمن عوفي من رقاد الغفلة وسقام المعصية خرج من النار وأدخل الجنة ومن بقي برقاد غفلته فليس له في الجنة ولوج ومن بقي بسقام معصيته فليس له من النار خروج فأما السماء والأرض فمحكوم لها بالبوار وليس لأحد في واحد منهما قرار ففروا إلى الله مما يشغل عنه كل الفرار واستجيروا به من الغفلة والمعصية فهما فوات الربح وإلحاق الخسران يا طول حزن الغافلينا عن ذكر رب العالمينا يا هضمهم يوما يرون ثواب ذكر الذاكرينا ستطول حسرتهم لما كانوا به متشاغلينا يتحسرون على فوا ت من فعال الطائعينا هذاك حال الغافلين فكيف حال الخاملينا يا ويلهم يوما يجازي الله فيه العالمينا يا حسرة يصلون جم رتها خزايا نادمينا يتلهفون على فوات دخولهم في الصالحين يا سامعا هذا الكلام اسمع مصاب الهالكين واعمل على تخليص نفسك من شباك القانصين نبهنا الله وإياكم من رقدة الغافلين ورزقنا وإياكم مجاورة الصالحين ونور
بصائرنا وبصائركم بما نور به بصائر الموقنين وزودنا وإياكم التقوى فأن العاقبة للمتقين ونسأله سبحانه أن يضاعف صلواته وسلامه على سيدنا محمد خاتم النبيين وآله وصحبه أجمعين
المجلس الحادي عشر ذكر الموت

اللهم صلى على سيدنا محمد الذي أرسله الله بالدين القيوم الصواب واختصه الله بالكتاب المنير الثاقب وجباه بالفضل المبين الراتب وأحله من منازل الشرف في أعلى المراتب بمحمد تصفو الموارد هماء على الصماء المقارب عبد جباه ربه بنفيس مخزون المواهب أعطاه من إحسانه فأفاق همه كل طالب وحمى أباه وأمه من كل ما للعرض ثالب آباؤه من عهد آدم كلهم في المجد راتب يتنزهون عن الفواحش والمعايب والمثالب حتى أقروه بأشرف منصب من آل غالب قوم لهم شرف يفوق المناسب والمناصب حملت به البكر بطالع في السعد ثاقب حتى إذا ما حان مولده المفرج للكرائب جاءت به بدرا أضاءت له المشارق والمغارب وجلا بطلعته المنيرة دجى الكفر الغياهب وتباشرت بقدومه الأفلاك حافلة الكواكب يا رب بلغنا به ولجميع من في الخير راغب عفوا ومغفرة وفوزا بالمواهب والرغائب حتى نرافق أحمد بالخلد في أعلا المراتب
سبحان من كتب الموت على من تحت عرشه سبحانة من تفرد بالوجود الأزلي والبقاء السرمدي دون خلقه سبحان من ساوى بين البرية في ورود حياض المنية فلا القوي يعتصم منها بقوته ولا العزيز يرتفع عنها بعزته قضاء وفضل سبقت به إلا إلاهيته والأقدار وحكم عدل حكم به من كل شيء عنده بمقدار فمن سخط فله السخط ومن رضي فله الرضا لأن القدير إذا طلب أدرك وإذا حكم أمضى سكرة الموت لا تحيا إلا بالحق والرضا بالحق واجب على جميع الخلق إن لملك الملوك قدرة دائرتها محيطة لا يخرج عنها دودوح من سكان البسيطة فالحمد لله على رحمته فيما من به من الحياة وعلى حكمته فيما حكم به من الممات والحمد لله الذي يحيينا بعد الوفاة ويجمعنا بعد الشتات إن عاملنا بما نحبه فمن خزائن الرحمة والفضل وإن فعل بنا ما نكرهه فمن باب الحكمة والعدل فشكره واجب علينا إذا ذكرنا بفضله والرضا عنه لازم لنا إذا عاملنا بعدله وكل ذلك مما سطرته أقلامه وشرعته أحكامه تقدس الذي صنع فأتقن ولم يكن له في صنعته مشير وخلق فأحسن ولم يكن له على خلقه ظهير تبارك الذي بيده الملك وهو على كل شيء قدير الذي خلق الموت والحياةليبلوكم أيكم أحسن عملا وهوالعزيز الغفور أما بلوى الحياة فإن راميها يصلح لكسب الخير والشر فكاسب الخير صابر على مصير أهله وكاسب الشر سيجزى على فعله بمثله
أما بلوى العباد فإذا حضرتهم الوفاة إنقسموا إلى محب وكاره للفناء وراض وساخط للقضاء فمن مات على حال من هذه الأحوال ختم عمله بها وألحق بأهلها فقوله ليبلوكم أيكم أحسن عملا معناه يختبركم فينظر أيكم له أطوع وإلى رضاه أطلب وأسرع وفي الحديث عنه صلى الله عليه و سلم أنه يقول إن الله أذل ابن آدم بالموت وعن قتادة في قوله تعالى الذي خلق الموت والحياة ليبلوكم قال أذل الله ابن آدم بالموت وجعل الدنيا دار حياة ودار فناء وجعل الآخرة دار جزاء ودار وبقاء فقد اتضح بهذا الحديث والأثر أن في الموت حكمة لمن أراد التدبر وعبرة لمن اعتبر فمن الحكمة في الموت وضع عماد المتكبرين وتنغيص حياة المترفين وتكذيب ظنون الآملين وتنبيه عقول الغافلين وإزعاج قلوب المطمئنين ورفع أيدي المتسلطين وتخفيف أثقال العبادة عن العاملين وفوز المحبين بلقاء من كانوا إليه مشتاقين ولو لم يكن في الموت إلا أنه قضاء رب العالمين لكان الرضا به فرضا لازما لجميع المؤمنين الموت انقطاع عن دارالفناء واتصال بدار البقاء وخروج من دار العمل ودخول في دار الجزاء الموت راحة المسيء والمحسن أما المسيء فينقطع عنه استمرار طغيانه وأما المحسن فيفضي إلى دار الجزاء على إحسانه الموت فيه لقاء الأحباب وإحراز الثواب فليس يكرهه إلا مريب مرتاب
الموت فيه تواصل الأحباب و به حياة المؤمن الأواب يشتاقه البر المطيع لأنه يفضي إلى زلفى وحسن مآب يحلو الممات لمن رجا بمماته لقيا الكريم الماجد الوهاب ويحيد منه كافر أو فاجر قد يشرده سخطه وعقاب فامهد لنفسك قبل موتك موقنا أن الممات مقطع الأسباب واعلم بأنك عن قريب خالد في دار خلد أو أليم عقاب سيصحو السكران من سكره حين لا يمكنه تلافي أمره سيندم المضيع على تضييعه إذا قابله أمر صنيعه سيقصر الأمل من أمله وقت هجوم أجله ونفاذ أكله وتعذر الزيادة في عمله والخروج من أهله وماله هنالك يستحيل حلو العيش مرا وينقلب عرف الأمر نكرا ويعلم جامع الحطام أن الباقيات الصالحات أنفع ذخرا ليس في ظل الدنيا مقيل ولا على هذه الحياة تعويل كيف يطمع في الإقامة في دار الرحيل كيف يضحك من هو محفوف بموجبات العويل أسمعنا الغير فتصاممنا وأيقظنا الغير فتناومنا ورضينا بالحياة الدنيا من الآخرة واشترينا ما يفنى بما لا يفنى فتلك إذا صفقة خاسرة أين الآذان الواعية أين الأعين الباكية قول بلا فعال وأمر بلا امتثال رسل ملك الموت على أنفسنا في كل نفس واردة وأجساد أحبتنا تحت أطباق الثرى هامدة قد أوحشت منهم ديارهم ودرست رسومهم وآثارهم وحالت في اللحود أحوالهم وتقطعت بالبلاء أوصالهم ومحت أيدي الحوادث والغير والقبور محاسن تلك الصور وأطبقت عليهم ظلمات تلك الحفر فلا شمس فيها ولا قمر ونحن عما قريب إلى ما صاروا إليه صائرون وبالكأس الذي شربوا منه شاربون ثم مع هذا اليقين إلى دار الغرور راكنون فإذا الذنوب قد رانت
على القلوب وقلة حياء من مراقبة علام الغيوب فيا ويح نفس عما يراد بها غافلة لا تستعد لما هي إليه صائرة وعليه حاصلة ولا تزهد فيما هي له مفارقة وعنه زائلة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة