عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 17-04-2012, 07:43 AM   #3
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

مجالس الذكر ولحظات القرب وساعات الغفران

في مثل هذه الساعة يرجى الغفران ويتوقع الاحسان ويطلب من صاحب الامر الامان لو كشف عن الابصار حوابك الانتشار لعاينتهم الرحمة تنزل في هذا الوقت كالامطار الغزار كم لله في مجالس الذكر من عين محرمة على النار كم قد وضع فيها عن الظهور من ثقل الاوزار وتنفجر فيها ينابيع الرحمة ويتوفر فيها على الحاضرين من النعمة ويعطى كل سائل ما سأله ومبلغ كل امل ما امله من كرم ذي الجلال والاكرام ومواهب من له الفضل والانعام الذي لا يتعاظم ذنب غفره لجانيه ولا فضل ولا هبة لسائله فاحضروا في هذه الساعة قلوبكم واغسلوا بمياه التوبة ذنوبكم واستغفروا ربكم فانه يغفر ذنوب المستغفرين واعتذروا اليه من تقصيركم فانه يقبل عذر المعتذرين واستنصروه على من بغى عليكم فما اسرع نصرته الى المنتصرين من كان مقيد الجوارح عن محارم الله فهو رأس الخائفين ومن كان لا يسكن بقلبه الى شيء سوى الله فهو سلطان العارفين فارغبوا في القرب من الله لله در اقوام عكفوا بقلوبهم عليه وتقربوا بذبح نفوسهم اليه لا يسعون في محبته عذل العاذلين ولا يعتذرون بالانفاق في سبيله بنحل النحالين ابغضوا كل من سواه ليكون منهم دانيا وخرجوا من كل شيء ليدخلوا اليه وظعنوا عن كل شيء ليقدموا عليه وهجروا كل حبيب في طلب وصاله واعرضوا عن كل قريب طمعا في اقباله
فلو قيل لهم من معبودكم لقالوا الله ولو سئلوا ما مقصودكم لقالوا الله فالله سبحانه هو معبودهم الذي يعبدونه ومقصودهم الذي لا يستقرون دونه لربي عباد وحده يعبدونه يرومونه لا يستقرون دونه هو السند الاقوى استندوا به هو القصد الاقصى الذي يقصدونه اذا اعتمد المضطر في الخطب غيره فليس لهم الا هو يعتمدونه اذا حسد الناس الملوك بملكهم فليس لهم في الناس من يحسدونه لانهم حلوا ضماير مالك فمهما ارادوا عنده يجدونه محبته القوت الذي يقتدونه وتوحيد الورد الذي يردونه متى فاتهم من وصله قدر ذرة فبالروح زال القدر الذي يفتدونه لهذا اصطفاهم للعبادة دون من سواهم فهم طوال المدى يعبدونه تولاهم دون الورى فولاؤه طراز على ثوب التقى يرتدونه

دعاء وثناء وابتهال

هذه ساعة رفيعة القدر منيرة الفجر قد اثنينا فيها على الله بالابد وجلونا فيها محاسن آلائه والرب سبحانه قد اشرقت علينا انوار قربه على القلوب ورجونا من سعة عفوه غفران الذنوب فمدوا ايديكم لنستقى سحب رحمته الممطرة ونستكسي من رضوانه
الحلل الفاخرة ومن كان منكم لبعض اخوانه المؤمنين مصارما فليكن من الان على مواصلته عازما ومن كان مصرا على مكروه فليقلع عنه ومن كان قد اصاب ذنبا فليتب الى الله ومن كان مشاحنا لجاره فليقصد حسن الجوار فلا حق بعد حق القرابة اعظم من حق الجار وقولوا بقلوب حاضرة خاشعة الى كرم الله طامحة في نيل رضاه طامعة يا حي يا قيوم يا ذا الجلال والاكرام يا ارحم الراحمين يا كثير الخير يا دائم المعروف يا ذا المعروف الذي لا ينقطع ابدا ولا يحصيه غيره احدا يا محسن يا مجمل يا منعم يا مفضل نسألك مما كتبت على نفسك من الرحمة ومما في خزائن فيضك ومكنون غيبك ان تضاعف صلواتك على سيدنا محمد واله وصحبه وسائر عبادك الصالحين اللهم اعتقنا من رق الذنوب وخلصنا من اشر النفوس واذهب عنا وحشة الاساءة وطهرنا من دنس الذنوب وباعد بيننا وبين الخطايا وأجرنا من الشيطان الرجيم اللهم طيبنا للقائك واهلنا لولائك وادخلنا مع المرحومين والحقنا بالصالحين واعنا على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك وتلاوة كتابك واجعلنا من حزبك المفلحين وأيدنا بجندك المنصورين وارزقنا مرافقة الذين انعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهداء والصالحين
اللهم اغغفر لنا ما مضى من ذنوبنا واحفظنا فيما بقي من اعمارنا وكلما عدنا بالمعصية فعد علينا بالتوبة منها واذا ثقلت علينا الطاعة فهونها علينا وذكرنا اذا نسينا وبصرنا اذا عمينا واشركنا في صالح دعاء المؤمنين واشركهم في صالح دعائنا برحمتك يا ارحم الراحمين لخالقنا الحمد على ما من به من الفضل وانعم وله الحمد عدد ما اسبغ على خلقه من النعم وله الحمد كما يستوجبه على جميع الامم وله الحمد كما اثنى على نفسه في القدم وله الحمد كما اجراه على السنة حامديه والهمهم حمدا تضيق عنه الافاق ولا تسعه السبع الطباق كما يحب ويرتضي ينقضي الليل والنهار ولا ينقضي لا تحصيه السفرة الكرام ولا تفنيه الليالي والايام وكيف لا نحمد خالقنا الذي لم يشاركه في خلقه احد ورازقنا الذي لو عددنا نعمه لم يحصرها العدد كنا امواتا فاحيانا وفقراء فأغنانا وهو الذي اطعمنا واسقانا وكفانا وآوانا وارسل الينا رسولا وانزل علينا قرآنا واجرى على جوارحنا طاعة وكتب في قلوبنا ايمانا فله الحمد على ما اولانا ان رحمنا او عذبنا وان اسعدنا او اشقانا

المتقون محبوبون في الدنيا فائزون في الاخرة

السلطان العادل وجنده يحاربون الاعداء ويفتحون الامصار ويغنمون الاموال فيكون ذلك لهم لذة في دنياهم ومثوبة في آخرهم والعلماء الذين يعلمون الناس علوم الدين فهم في الدنيا بين الناس مكرمون
وفي الآخرة على هداية الخلق الى الله مأجورون والمؤدبون اولادهم بالاداب الحسنة والعلوم النافعة فالوالد يحس حال ولده فهو ابيض الوجه قرير العين في الدنيا رفيع المنزلة عظيم المثوبة في الاخرة والمعامل للناس بالصحة والسلامة في مجاورتهم ومعاشرتهم فهو في الدنيا ابيض الوجه وفي الاخرة عظيم الاجر والموسع على عياله من صالح كسبه فهو مسرور لحسن حالهم في الدنيا ومأجور على احسانه اليهم في الاخرة والمتقربون الى الله تعالى بقربان الاضاحي وسائر ما فيه النفع المتعدي فهم لا يزالون يسمعون الناس حسن الثناء مع ما ادخر الله لهم من حسن الجزاء والزاهد العابد الذي قد اقبل على ربه واعرض عن شهوات نفسه فهو في الدنيا حبيب القلوب والارواح وفي الاخرة مبعوث في زمرة اهل الفوز والصلاح سبحان الله والحمد لله ولا إله الا الله والله اكبر طوبى لعبد اذا احسن اليه ربه حمد وشكر واذا اساء الى نفسه تاب واستغفر كلما قضى عليه بمعصية اغتم وحزن وكلما وفق لطاعة فرح واستبشر
يا من بغير رضاه لا استبشر اترى بقربى من جنابك اظفر حزني على ما فات منك ملابسي اغدو بها بين الورى اتبختر واذا اغتذى قلب بطيب مطاعم فغذاء قلبي انه لك يذكر واذا تقرب ناسك بضحية فضحيتي اني لنفسي انحر يا مالك الرق الذي لغيبك حقا على كل الموالي المفخر مالي هجرت ولم ازل بك عائذا اني اذا عن الوصال وأهجر وكسرت بالاعراض منك ولم يزل قلب الكسير بباب جودك يجبر ان كنت تعطي السائلين لفقرهم فأنا الى حذوك منهم افقر او كان بالجرم الكبير جرمتي فأنا الشهيد بأن عفوك اكبر مثلي يسامح بالذنوب لأنني من ان تؤاخذ في اذل وأحقر هبني أتيتك بالجرائم كلها أنت الذي كل الجرائم تغفر

مقارنة بين حال الغافلين والمستيقظين

لك الغافلين من الحمقى والشباب في لبس مبغضات الثياب وتناول الوان الطعام والشراب واللهو بين الرياض والأنهار مع الاخذان والاتراب ولك المستيقظين في انفاق الاعمال الصالحة لاحراز الثواب والاهتمام بأمر العاقبة لكريم المآب وانقاذ نفوسهم من سوء الحساب واليم العذاب والفوز بمفاز ذي حدائق واعناب وكواعب اتراب ولذة العارفين فيما يقربهم من جنات العزيز الوهاب لا تهتمون بما تحت العرش وما فوق التراب لان ذلك كله مخلوق والاهتمام بالخالق اوجب عند اولى الالباب
اذا اعجبتك الدنيا برونق رائقها فاجعلها سببا للشوق الى رياض الجنة وحدائقها واذا بهرتك الجنة بنعوت ذرابيها ونمارقها فاجعلها حاديا تحدوك الى جناب خالقها

رؤيا عن الجنة ونعيمها

رأيت يوم جمعة في المنام ونحن في انتظار الصلاة قائلا يقول انما يصلح العبد لحضرة الله بعد ان يجعله في الجنة بين حورها وولدانها وسائر نعيمها ثم تراه غير ملتفت الى شيء من ذلك فحينئذ يرسل جبريل فيدعوه الى الحضرة لعمري ان جنة عدن عظيمة القدر ولكن حضرة الله اعظم ما فيها وجنة الفردوس لذيذة الوقع ولكن الذ منها النظر الى وجه بانيها كما لا يشبه الله تعالى شيء من خلقه كذلك لا يستغني عنه بشيء من رزقه قدر هذا الكلام فوق همة القائل والسامع وما منا الا من هو نيل هذا الامر طامع فنعوذ بالله ان يكون طمعنا غرورا ونسأله الا تكون حقيقة الزيادة في حقنا زورا لولا رجاء كريم وعدل ما طمعنا ان نزور لكن وعدت وليس وعدك زورا نستغفر الله العظيم طريق الخشية والتعظيم طريق مأمون العثار سليم فعظموا الله العظيم بمبلغ ما تبلغه عقولكم وافهامكم واطيعوه بقدر ما تحتمله قلوبكم واجسامكم
واسألوه ان يجعل نعمه عليكم عونا على طاعته وبلاغا الى جنته وباعثا على محبته وسابقا الى ما اعده لاوليائه في دار كرامته واشركوا الأرامل والايتام في ما تصطفونه لأولادكم من شهي الطعام واحسنوا مجاورة الجيران ومصاحبة الاخوان واملاوا اوقاتكم طاعات وقربا ولا تتخذوا دينكم لهوا ولعبا واعلموا ان سرور المؤمنين يوم يعبرون القناطر ويأمنون المعاثر فذلك يوم عيدهم وطالع شعورهم وما داموا في دار الغرور فلا غبطة ولا سرور واي سرور لمن الموت معقود بناصيته والذنوب راسخة في انيته والنفس تقوده الى هواها والدنيا تتزين في عينه بمشتهاها والشيطان مستبطن فقار ظهره لا يفتر عن الوسوسة في صدره ونفسه وماله بعرضه الحوادث لا يدري في كل نفس ما عليه حادث ومن ورائه المغير ومساءلة منكر ونكير ويوسد التراب الى يوم النشور والقيام في يوم لا يبلغ وصف اهواله ولا شرح احواله ما لا يسع المؤمن به ان يستقر له قرار ولا يخلد الى هذه الدار ولا يكون له هم في الدنيا الا التقرب بأنواع القرب واجتناب الفواحش والريب واقامة الدين الذي في اقامته النجاة وفي تضييعه العطب

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة