عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 21-09-2011, 05:21 AM   #13
معلومات العضو
ابو رضوان

إحصائية العضو






ابو رضوان غير متواجد حالياً

الجنس: male

اسم الدولة saudi_arabia

 

 
آخـر مواضيعي
 
0 الحجامـة والقول الحاسم في أجرة الحاجم

 

افتراضي


* تلاميذه :

إن واحداً كالإمام " الشوكاني " جمع من العلوم ما جمع ، وأحاط بالمعقول منها والمنقول ، وبرز في شتى المعارف ، وأضاف إليها الكثير ، بالنظر الثاقب ، والفكر المستنير ، وألف العديد من الكتب ، لا بد وأن يكون قد تخرج على يديه الكثيرون واستفاد منه العامة والخاصة .

ومن أشهر تلاميذه :

1ـ ابنه أحمد بن محمد بن علي الشوكاني ولد سنة 1229ه ، وانتفع بعلم والده وبمؤلفاته ، حتى حاز من العلوم السهم الوافر ، وانتفع به عدة من الأكابر ، تولى القضاء بمدينة " صنعاء " وله مؤلفات وكان من أكابر علماء اليمن بعد والده توفي ـ رحمه الله تعالى ـ سنة 1281ه (47) .

2ـ محمد بن أحمد السودي ، ولد سنة 1178ه ، لازم الإمام " الشوكاني " من بداية طلبه للعلم ، حتى مدحه الشوكاني بقوله :

أعز المعالي أنت للدهر زينة *** وأنت على رغم الحواسد ماجده (48) .

توفي سنة 1236ه (49) .

3ـ محمد بن أحمد مشحم الصعدي الصنعاني ، ولد سنة 1186ه وتولى القضاء في " صنعاء " وغيرها ، وأثنى عليه " الشوكاني " كثيراً ، وتوفي سنة 1223ه (50) .

4ـ أحمد بن علي بن محسن ، ابن الإمام المتوكل على الله إسماعيل بن القاسم . ولد سنة 1150ه واشتغل بطلب العلم ، بعد أن قارب الخمسين ، ولازم الإمام " الشوكاني " نحو عشر سنين توفي سنة 1223ه (51) .

5ـ محمد بن محمد بن هاشم بن يحيى الشامي ، ثم الصنعاني ، ولد سنة 1178ه وتوفي سنة 1251ه (52) .

6ـ عبدالرحمن بن أحمد البهلكي الضمدي الصبيائي ، ولد سنة 1180ه

وتلقى على الشوكاني وغيره ، ولكنه كان من أوفى تلاميذ " الشوكاني " ومن الملازمين له ، توفي سنة 1227ه (53) .

7ـ أحمد بن عبدالله الضمدي (54) .

أخذ عن الإمام " الشوكاني " وغيره ، ولكن صلته بالشوكاني كانت أكثر ، حتى صار المرجع إليه في التدريس والإفتاء في " ضمد " وما حولها ، وله أسئلة عديدة إلى شيخه " الشوكاني " أجاب له عنها في رسالة سماها " العقد المنضد في جيد مسائل علامة ضمد " (55) ، توفي سنة 1222ه .

8ـ علي بن أحمد بن هاجر الصنعاني ، ولد في حدود سنة 1180ه وتبحر في العلوم النقلية والعقلية ، درس على " الشوكاني " علم المنطق وغيره . قال عنه الشوكاني بالنسبة لعلم المنطق : " هو يفهمه فهماً بديعاً ، ويتقنه إتقاناً عجيباً ، قل أن يوجد نظيره مع صلابة الدين " (56) توفي سنة 1235ه .

قال أبو عبدالرحمن : ذكر الدكتور إبراهيم إبراهيم هلال في مقدمة " قطر الولي " ص 42ـ 45 تلاميذ الشوكاني وعددهم ثلاثة عشر تلميذاً .

وذكر الدكتور محمد حسن الغماري ( صاحب كتاب : الشوكاني مفسراً ) ص 74ـ 81 ثلاثة وثلاثين تلميذاً .

وذكر الدكتور عبدالغني قاسم غالب الشرجبي ( صاحب كتاب : الشوكاني حياته وفكره ) ص 238 ـ 266 . تلاميذ الشوكاني وعددهم اثنان وتسعون تلميذاً . كما أورد ـ عقب ترجمة كل تلميذ ـ العلوم التي استفادها من الشوكاني .

* مؤلَّفاته :

خلف الإمام الشوكاني رحمه الله تعالى ثروة عظيمة من المؤلفات بلغت (278) مؤلفاً ، ولا يزال معظمها مخطوطاً رهين الأدراج والأرفف ، ولم يكتب له أن يرى نور النشر والطباعة حتى اليوم ، ولو رحتُ أسردُ هذه المؤلفات ؛ لطال بي الكلام ، ولذلك سأقتصر على أهمِّ كتبه المطبوعة ، والتي تظهر للقارىء تفنُّن هذا الإمام وإلمامَه بمختلف أنواع العلوم الشرعية :

1ـ " فتح القدير الجامع بين فنَّي الرواية والدراية من التفسير " : الذي حوى على درر عظيمة تدلُّ على تبحُّر هذا الإمام في علم التفسير .

2ـ " الفوائد المجموعة في الأحاديث الموضوعة " .

3ـ " الدُّرر البهيَّة " : متنٌ في الفقه .

4ـ وشرحه : " الدَّراري المضيَّه في شرح الدُّرر البهيَّة " .

5ـ " السَّيل الجرَّار المتدفِّق على حدائق الأزهار " : وهو كتابٌ قلَّ نظيره فيما يعرف بالفقه المقارن .

6ـ " نيل الأوطار شرح منتقى الأخبار " : الذي طار ذكره وعلا صيته وأصبح مرجعاً لا يستغنى عنه طالب العلم .

7ـ " إرشاد الفحول إلى تحقيق الحق من علم الأصول " : وهو من فرائد ما أُلِّف في علوم أصول الفقه .

8ـ " تحفة الذاكرين " .

9ـ " الفتح الرباني من فتاوى الإمام الشوكاني " .

10ـ " البدر الطالع بمحاسن مَن بعد القرن السابع " : وهو مرجع مفيد ومهم جداً في رجال وأعلام مَن بعد القرن السابع .

11ـ " وبل الغمام على شِفَاءِ الأُوَامِ " .

وغيرها كثير كثير ، مما نسأل الله أن يُعين رواد العلم وطلاب المعرفة على نشر كنوزه وإظهار فرائده إلى عالم المنشورات .
* الشوكاني وأهل الظاهر :
الإمام الجليل الشوكاني ـ رحمه الله تعالى إن لم يكن ظاهرياً فهو من المتعاطفين مع أهل الظاهر فكان كثير النقل لمذهب أهل الظاهر ، بل كان كثير التنديد بمعارضي أهل الظاهر .

قال عن أثير الدين بن حيان صاحب تفسير " البحر المجيط " :

" وكان ظاهرياً وبعد ذلك انتمى إلى الشافعي وكان أبو البقاء يقول : إنه لم يزل ظاهرياً . قال ابن حجر كان أبو حيان يقول : محال أن يرجع عن مذهب الظاهر من علق بذهنه انتهى .

ولقد صدق في مقاله فمذهب الظاهر هو أول الفكر وآخر العمل عند من منح الإنصاف ولم يرد على فطرته ما يغيرها عن أصلها وليس هو مذهب داود الظاهري وأتباعه بل هو مذهب أكابر العلماء المتقيدين بنصوص الشرع من عصر الصحابة إلى الآن وداود واحد منهم وإنما اشتهر عنه الجمود في مسائل وقف فيها على الظاهر حيث لا ينبغي الوقوف وأهمل من أنواع القياس ما لا ينبغي لمنصف إهماله .

وبالجملة فمذهب الظاهر هو العمل بظاهر الكتاب والسنة بجميع الدلالات وطرح التعويل على محض الرأي الذي لا يرجع إليهما بوجه من وجوه الدلالة .

وأنت إذا امعنت النظر في مقالات أكابر المجتهدين المشتغلين بالأدلة وجدتها من مذهب الظاهر بعينه بل إذا رزقت الإنصاف وعرفت العلوم والاجتهاد كما ينبغي ونظرت في علوم الكتاب والسنة حق النظر كنت ظاهرياً أي عاملاً بظاهر الشرع منسوباً إليه لا إلى داود الظاهري فإن نسبتك ونسبته إلى الظاهر متفقة وهذه النسبة هي مساوية للنسبة إلى الإيمان والإسلام وإلى خاتم الرسل عليه أفضل الصلوات والتسليم .

وإلى مذهب الظاهر بالمعنى الذي أوضحناه أشار ابن حزم بقوله .

وما أنا إلا ظاهري وإنني *** على كا بدا حتى يقوم الدليل " (57) .

وقال عن السواك :

" قال النووي : وقد أنكر أصحابنا المتأخرون على الشيخ أبي حامد وغيره نقل الوجوب عن داود وقالوا : مذهبه أنه سنة كالجماعة ، ولو صح إيجابه عن داود لم يضر مخالفته في انعقاد الإجماع على المختار الذي عليه المحققون الأكثر . قال وأما إسحاق فلم يصح هذا المحكي عنه انتهى .
وعدم الاعتداد بخلاف داود مع علمه وورعه ، وأخذ جماعة من الأئمة الكبار بمذهبه من التعصبات التي لا مستند لها إلا مجرد الهوى والعصبية ، وقد كثر هذا الجنس في أهل المذاهب ، وما أدري ما هو البرهان الذي قام لهؤلاء المحققين حتى أخرجوه من دائرة علماء المسلمين ، فإن كان لما وقع منه من المقالات المستبعدة فهي بالنسبة إلى مقالات غيره المؤسسة على محض الرأي المضادة لصريح الرواية في حيز القلة المتبالغة ، فإن التعويل على الرأي وعدم الاعتناء بعلم الأدلة قد أفضى بقوم إلى التمذهب بمذاهب لا يوافق الشريعة منها إلا القليل النادر ، وأما داود فما في مذهبه من البدع التي أوقعه فيها تمسكه بالظاهر وجموده عليه هي في غتية الندرة ، ولكن :

* لهوى النفوس سريرة لا تعلم * (58) .

* قال أبوعبدالرحمن : وقد ناقش الإمام الشوكاني في كتابه النافع " إرشاد الفحول " ( ص 340ـ 348 ) أدلة مثبتي القياس ، ثم ختم بحثه بقوله :

" وإذا عرفت ما حرّرناه وتقرر لديك جميع ما قرّرناه فاعلم أن القياس المأخوذ به هو ما وقع النص على علته وما قطع فيه بنفي الفارق وما كان من باب فحوى الخطاب أو لحن الخطاب على اصطلاح من يسمي ذلك قياساً وقد قدمنا أنه من مفهوم الموافقة .

ثم اعلم أن نفاة القياس لم يقولوا بإهدار كل ما يسمى قياساً وإن كان منصوصاً على علته أو مقطوعاً فيه بنفي الفارق بل جعلوا هذا النوع من القياس مدلولاً عليه بدليل الأصل مشمولاً به مندرجاً تحته وبهذا يهون عليك الخطب ويصغر عندك ما استعظموه ويقرب لديك ما بعدوه ، لأن الخلاف في هذا النوع الخاص صار لفظياً وهو من حيث المعنى متفق على الأخذ به والعمل عليه واختلاف طريقة العمل لا يستلزم الاختلاف المعنوي لا عقلاً ولا شرعاً ولا عرفاً . وقد قدمنا لك أن ما جاءوا به من الأدلة العقلية لا تقوم الحجة بشيء منها ولا تستحق تطويل ذيول البحث بذكرها . وبيان ذلك أن أنهض ما قالوه في ذلك أن النصوص لا تفي بالأحكام فإنها متناهية والحوادث غير متناهية . ويجاب عن هذا بما قدمنا من أخباره عز وجل لهذه الأمة بأنه قد أكمل لها دينها وبما أخبرها رسوله صلى الله عليه وآله وسلم من أنه قد تركها على الواضحة التي ليلها كنهارها .

ثم لا يخفى على ذي لب صحيح وفهم صالح أن في عمومات الكتاب والسنة ومطلقاتهما وخصوص نصوصهما ما يفي بكل حادثة تحدث ويقوم ببيان كل نازلة تنزل عرف ذلك من عرفه وجهله من جهله (59).

* وقال الإمام الشوكاني ـ رحمه الله ـ جواباً على قول الجويني : المحققون لا يقيمون لخلاف الظاهرية و زناً ، لأن معظم الشريعة صادرة عن الاجتهاد ولا تفي النصوص بعشر معشارها .

ويجاب عنه بأن من عرف نصوص الشريعة حق معرفتها وتدبر آيات الكتاب العزيز وتوسع في الإطلاع على السنة المطهرة علم أن نصوص الشريعة جمع حمّ ولا عيب لهم إلا ترك العمل بالآراء الفاسدة التي لم يدل عليها كتاب ولا سنة ولا قياس مقبول * وتلك شكاة ظاهر عنك عارها * نعم قد جمدوا في مسائل كان ينبغي لهم ترك الجمود عليها ، ولكنها بالنسبة إلى ما وقع في مذاهب غيرهم من العمل بما لا دليل عليه البتة قليلة جداً ( 60).
وقال في ترجمة شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه " البدر الطالع " (1/ 64) :
" وأقول : أنا لا أعلم بعد ابن حزم مثله ، وما أظنه سمح الزمان ما بين عصر الرجلين بمن شابههما أو يقاربهما " .
وقال في كتابه العظيم " نيل الأوطار " (5/ 84) :
" واعلم أنه ليس في الباب من المرفوع ما تقوم به الحجة فمن لم يقبل المرسل ولا رأى حجية أقوال الصحابة فهو في سعة عن التزام هذه الأحكام وله في ذلك سلف صالح كداود الظاهري " .

* وفاته :

توفي الإمام الشوكاني رحمه الله ليلة الأربعاء ، لثلاث بقين من شهر جمادى الآخرة ، سنة ( 1250ه / 1834م )، عن ستٍّ وسبعين سنة وسبعة أشهر ، وصلِّي عليه في الجامع الكبير بصنعاء ، ودُفن بمقبرة خزيمة المشهورة بصنعاء ، رحمه الله تعالى رحمة واسعة ، وجزاه عنا كل خير .

قال أبو عبدالرحمن : وبعد هذا لا يسعني إلا القول أن الإمام القاضي الشوكاني : كان إماماً ديّناً ، ثقةً ، متقناً ، علامةً ، متبحراً ، صاحب سنة واتباع . وقد ساعدته الثقافة الواسعة وذكاؤه الخارق ، إلى جانب إتقانه للحديث وعلومه ، والقرآن وعلومه ، والفقه وأصوله على الاتجاه نحو الاجتهاد وخلْع رقبة التقليد ، وهو دون الثلاثين ، وكان قبل ذلك على المذهب الزيدي ، فصار عَلَمًا من أعلام المجتهدين ، وأكبر داعية إلى تَرْك التقليد ، وأخذ الأحكام اجتهاداً من الكتاب والسنة ، فهو بذلك يُعَدّ في طليعة المجددين في العصر الحديث ، ومن الذين شاركوا في إيقاظ الأمة الإسلامية في هذا العصر .

ومن نظر في مصنّفاته بان له منْزلته من سعة العلم ، وقوة الفهم ، وسيلان الذهن ، وكلّ أحد يؤخذ من قوله ويترك إلا رسول الله صلى الله عليه وسلم ، ولكن إذا أخطأ إمام في اجتهاده لا ينبغي لنا أن ننسى محاسنه ، ونغطّي معارفه بل نستغفر له ونعتذر عنه .

* مصادِرُ ترجمتِهِ :

1ـ البدر الطالع (2/ 214) ، للشوكاني .
2ـ أبجد العلوم (3/ 201) ، لصدِّيق حسن خان .
3ـ التاج المكلل ( ص 305 ) ، لصدِّيق حسن خان .
4ـ هداية العارفين ( 6/ 365) ، للبغدادي .
5ـ إيضاح المكنون ( 1/ 11، 15، 20، 58 ) ، للبغدادي .
6ـ الرسالة المستطرفة ( ص 114 ) ، للكتاني .
7ـ فهرس الفهارس (2/ 1082 ) ، للكتاني .
8ـ معجم المؤلفين ( 11/ 53 ) ، لعمر رضا كحَّالة .
9ـ المجدِّدون في الإسلام ( ص 472 ) ، لعبدالمتعال الصعيدي .
10ـ نيل الوطر ( 4/ 447 ) ، لزبارة .
11ـ طبقات فقهاء اليمن ( ص 22 ) ، للبجلي .
12ـ الأعلام ( 6/ 298 ) ، للزركلي .
13ـ درر الحور العين ( 11/ 53 ) ، للجَحّاف الصنعاني .
14ـ سيرة الهادي ( ص 91 ) ، للذِّماري .
15ـ الديباج الخسرواني ( ص 257 ) ، لحسن بن أحمد عاكش .
16ـ التبريز في تراجم العلماء ذوي التمييز ( ص 35 ) ، للجُندار .
17ـ الإمام الشوكاني ومنهجه في أصول الفقه للدكتور شعبان محمد إسماعيل .
18ـ معالم تجديد المنهج الفقهي ( أنموذج الشوكاني ) لحليمة بو كروشة .
19ـ الإمام الشوكاني مُفَسِّرًا للدكتور محمد حسن بن أحمد الغماري .
20ـ الشوكاني حياته وفكره للدكتور عبدالغني قاسم غالب الشرجبي


منقول
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة