عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 02-07-2011, 11:38 AM   #29
معلومات العضو
@ كريمة @
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

والدليل على ذلك ما رواه مسلم-رحمه الله- في صحيحه أن عبد الله بن شقيق-رحمه الله-سأل أم المؤمنين عائشة-رضي الله عنها-:هل كان النبي
--يصوم شهرا معلوما سوى رمضان؟. قالت: لا والله ،إن صام شهرا معلوما سوى رمضان حتى مضى لوجهه (وفي رواية: حتى مضى لسبيله)ولا أفطره حتى يصيب منه(وفي رواية: ولا أفطره كله حتى يصوم منه)، (وفي رواية: وما رأيته صام شهرا كاملا منذ قدم المدينة إلا أن يكون رمضان).
وأخرج البخاري ومسلم-رحمهما الله-في صحيحيهما من حديث ابن عباس -رضي الله عنهما-قال: ما صام رسول الله--شهرا كاملا قط غير رمضان............الحديث.

ليلة النصف من شعبان
الاحتفال بليلة النصـف من شعبـان ليس له أصـل في سنـة رسـول الله --،ولا من فعل أحد من أصحابه ، وما يفعله الناس اليوم من صلاة مخصوصة ،وأذكار معروفة ،وما لحق ذلك من أعمال مخالفة للشرع، كل ذلك من البدع المنكرة.
ولكن اشتهر عن بعض السلف أنهم كانوا يجتهدون في العبادة في هذا اليوم كخالد بن معدان ومكحول ، ومن أهل العلم من خص ذلك بالبيــت دون المسجد كالأوزاعي ،ومنهم من أجـــاز الاجتهاد في تلك الليلة في المسجد كابن راهويه-رحم الله الجميع-.
إذا فالحاصل أن الخلاف منحصر في الاجتهاد في هذه الليلة أو عدمه، والذين رأوا تخصيص هذه الليلة بالعبادة ، اختلفوا في مكان ذلك: أهو في المسجد أم في البيت؟.
أما ما يحصل الآن من الصلوات المخصوصة والأذكار المعلومة فليس له أصل في الكتاب أو السنة أو عمل سلف الأمة-رحمهم الله-.
وأما عن فضيلة هذه الليلة :فالصواب –والعلم عند الله تعالى- أنه لم يصح في فضيلتها حديث عن رسول الله--، وقد حكم الإمــام العقيلي في الضعفاء، والبيهقي في شعب الإيمان، وابن العربي في عارضة الأحوذي-رحم الله الجميع-بأن هذه الأحاديث لا يصح منها شئ ،
بل قال ابن العربي-رحمه الله-:وليس في ليلة النصف من شعبان حديث يساوي سماعه.

وقد صحح العلامة الألباني –رحمه الله- الحديث بمجموع طرقه ،حيث قال في الصحيحة (على حديث:" إن الله يطلع في ليلة النصف من شعبان فيغفر لجميع خلقه إلا لمشرك أو مشاحن"):حديث صحيح روي عن جماعة من الصحابة من طرق مختلفة يشد بعضها بعضا، وهم معاذ بن جبل ،وأبو ثعلبة الخشني،وعبد الله بن عمرو،وأبو موسى الأشعري،وأبو هريرة وأبو بكر الصديق وعوف بن مالك وعائشة.-رضي الله عن الجميع-.

قلت :إن هذه الطرق لا تقوى للاعتضاد لشدة ضعفها ، وسأفردها في أوراق مستقلة قبل مجيء يوم النصف من شعبان إن شاء الله تعالى.
وقد قال المحدث الألباني-رحمه الله- في تحقيقه لكتاب إصلاح المساجد للقاسمي-رحمه الله-:ولا يلزم من ثبوت هذا الحديث اتخاذ هذه الليلة موسما يجتمع الناس فيه.
قلت:وليس معنى أنه لم يثبت حديث في فضلها، أنه لا يستحب صيام يومها،
قال العلامة ابن رجب الحنبلي-رحمه الله-في لطائف المعارف:أما صيام يوم النصف منه فغير منهي عنه؛فإنه من جملة أيام البيض الغر المندوب إلى صيامها من كل شهر.
قلت فإن ثبت ضعف الحديث فلا يحل الصيام من أجل فضل يوم النصف، وإنما يصام على أنه من جملة الأيام البيض،وهذا هو الأورع خروجا من الخلاف -والعلم عند الله تعالى-.

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة