وقوله)وَاشكُرُواْ لَهُ):إذا أضاف الله الشكر له متعديًا باللام؛ فهو إشارة إلى الإخلاص؛أي: واشكروا نعمة الله لله؛ فاللام هنا لإفادة الإخلاص؛ لأنَّ الشاكر قد يشكر الله لبقاء النعمة ،وهذا ل بأس به،ولكن كونه يشكر لله وتأتي إرادة بقاء النعمة تبعًا، هذا هو الأكمل والأفضل.والشكر فسًّروه بأنًّه: القيام بطاعة المُنْعِم، وقالوا:إنه يكون في ثلاثة مواضع.
1-في القلب، وهو أن يعترف بقلبه أن هذه النعمة من الله ،فيرى لله فضلًا عليه بها ، قال تعالى (وَمَا بِكُم مٍِّن نِّعمَةٍ فَمِنَ الله )) وأعظم نعمه هي نعمة الإسلام قال تعالى (( يَمُنُونَ عَلَيَكَ أَنْ أَسْلَمُوا قُلْ لَّا تَمَنٌوا عَلَي اسْلامَكٌمْ بَلْ الله يَمُنُ عَلَيْكٌمْ أَ هَدَاكْمْ للئيمن ))
2-اللسان : وهو أن بتحدثك بها على وجه الثناء على الله والاعتراف وعدم الجحود لا على سبيل الفخر والخيلاء والترفع على عبادة الله فيتحدث بالغبي لا ليكسر خاطر الفقير بل لآجل الثناء على الله وهذا جائز كما في القصه الاعمى من بني اسرائيل لما ذكره الملك بنعمة الله قال (( نعم كنت أعمى فرد الله علي بصري وكنت فقيرا فاعطاني اللهع المال )) فهذا من باب التحدث بنعمة الله والنبي صلى الله عليه وسلم تحدث بنعمة الله عليه بالسياده المطلقه فقال (( أنا سيد الناس يوم القيا مة ))
3-الجوارح : وهو ان يستعملها بطاعة المنعم وعلى ما يختص بهذه النعمه .
فمثلا شكر الله على نعمة العلم : ان تعمل به وتعلمه الناس وشكر الله على نعمة المال ان تصرفه بطاعة الله وتنفع الناس به وشكر الله على نعمة الطعام ان تستعمله فيما خلق له وهو تغذية البدن فلا تبني من العجين قصرا مثلا فهو لم يخلق لهذا الشيء
-لقول المفيد على كتاب التوحيد لشيخ العثيمين رحمه الله تعالى
من باب
من الشرك أن يستغيث بغير الله أو يدعو غيرهُ ص 173
الحمد الله والشكر له على نعمه ظاهرة وباطنة