عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 11-06-2010, 09:06 PM   #12
معلومات العضو
زهراء و الأمل
مشرفة ساحة الأخوات المسلمات والعلاقات الأسرية

افتراضي

بعد ولادة عسيرة
خرجت من المستشفى تحمل طفلتها بين يديها ..
جلست في السيارة و قد لفها سكون قاتل بعد أن خاصمت الإبتسامة شفتيها و ذبلت الورود على وجنتيها
طفلتها الجميلة شدت أنظار الجميع بوجهها المشرق
غير أنها لم تبدي اهتمامها بها بغيرنظرة عابرة ألقتها عليها بصمت
دون وعي لم تكثرت أن ألقت بها جانبا كقطعة لحم ملفوفة في قماش
ثم ببرودة أشاحت بوجهها عنها
مسلمة في شروذ ناظريها للعالم الخارجي الذي تظهره نافذة السيارة
وما إن وصلت لبيتها
حتى قطعت الآلام ذاك الصمت و مزق الأنين هدوء السكون
رنات الهاتف لم تتوقف
أعقبتها دقات مذعورات على باب بيتنا قضت مضاجع القلوب
كانت المفاجأة عيانا أقوى من الخبر
فقد جاء زوجها يرتعش و عيناه غارقتان في الدموع
قال : زوجتي لا أدري ما أصابها
تبكي و تشتكي من ألام حادة و أعراض غريبة

دخلنا عليها فإذا بها كالطير الذبيح
يتخبط من الألم..تنزف دموعا و دما ..
ترتعد و تموج بين ارتفاع حرارة تعقبها شدة برودة..
حتى أنك تسمع أسنانها تسطك بعضها ببعض

قالت :
سامحوني .. إنها نهايتي ..سأموت ..
إني أرى المقبرة و أراهم يحفرون قبري..
و ذاك كفني و ذا حنوطي..

أجواء مرعبة و حالة غريبة
دفعت كل من كان في البيت للخوف و للإرتباك و التوتر..
لكن فضل الله كبير و رحمته واسعة
فقد بدأ الهدوء يعرف طريقه إليها
بعد القراءة عليها و سقيها الماء المقروء عليه
انتهزت فرصة سكونها
فعمدت لإخراجها من غرفة النوم لأنها لم تكن مناسبة
فكانت كلما إقتربت من عتبة الغرفة صرخت و دفعت بعيدا دفعا قويا
لم ننتبه لرش عتبة الغرفة بعدها
فأعدنا الكرة بمحاولة إخراجها مرة أخرى بسرعة
فإذا هي كقطعة لحم تخطف من بين أيدينا خطفا يدفعها بعيدا عنا للوراء
و يزيدها ألما الإحساس بأشواك و دبابيس تنخز كل موضع خلية من خلايا جسمها
انتبهنا بعدها لرش العتبة حتى استطعنا اخراجها من غرفة نومها

كم عانت تلك الأخت الفاضلة
و تحملت ما يعجز عن خطه قلمي
و عانت معها طفلتها الصغيرة حتى كانت تلفظ آخر أنفاسها
بعد أن ذهبت عنها كل الأعراض
و أحست بالراحة قربنا لها طفلتها لإرضاعها
و قبل أن تفعل بكت ثم قالت في حزن يعصره الألم
اللهم إنك تعلم أنني ما أذيت فلانة قط
لا بلساني و لا بيدي..
بل كنت أتقرب إليها بالعطايا و الهدايا ..
اللهم إن كانت هي من سحرني فعاقبها في الموضع الذي أذتني فيه
بقيت مشدودة الفكر أمام مصابها و دعائها
لحظات أسرت تفكيري عندما مازج أغواري الإحساس بدعوة مضطر ملهوف مصاب أعياه مصابه ..
يلجأ لمليكه ليرفع عنه الظلم و يعاقب الجاني من جنس ما جنته يداه
سبحان الله ..سبحان الجبار.. سبحان المجيب..
للب القصة بقية فمن أراد المتابعة
ما عليه إلا العودة عندما نعود

التعديل الأخير تم بواسطة زهراء و الأمل ; 11-06-2010 الساعة 09:07 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة