بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخت الكريمه ( رورورورو )
اهلا وسهلا بكم الله في منتداكم
منتدى الرقيه الشرعيه
حللتم اهلا ونزلتم سهلا
وبعد :
فانني أسأل الله العظيم أن يرزقنا وإياك سلامة الصدر، ونعوذ به سبحانه من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا،
وتأنيبك لنفسك دليل على بذرة الخير التي أرجو أن تنميها بالطاعة والاستغفار والدعاء.
والحسد : هو أول ذنب عصي الله به في السماء حين حسد إبليس آدم عليه السلام على إكرام الله له وهو أول ذنب عصي الله به في الأرض حين ترجم أحد ابني آدم حسده إلى عدوان فقتل شقيقه، وهو سبب شقاء اليهود الذين يحسدون الناس على ما آتاهم الله من فضله، وهو الذي صرف طائفة من كفار قريش عن الإيمان بالإسلام والتصديق بخير الأنام عليه صلاة الله وسلامه، ولذا أمرالمسلم أن يكثر من التعوذ من الحسد والحاسدين قال تعالى (وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إِذَا حَسَدَ) (الفلق:5)
والمؤمن إذا رأى نعم الله تنزل على عباده يفرح بها ويسأل الله من فضله،
كما فعل نبي الله زكريا عليه السلام حين رأى فضل الله على مريم
فتوجه إلى الله الذي وهب مريم ورفع إليه حاجته
(هُنَالِكَ دَعَا زَكَرِيَّا رَبَّهُ قَالَ رَبِّ هَبْ لِي مِنْ لَدُنْكَ ذُرِّيَّةً طَيِّبَةً إِنَّكَ سَمِيعُ الدُّعَاءِ) (آل عمران:38)
ويكون علاج الحسد بما يلي :
1) التوجه إلى الله سبحانه وتعالى والتعوذ به من شرور النفس وذاك دعاء الأخيارولا تجعل في قلوبنا غلا للذين آمنوا .
2) النظر إلى من هم أقل منا في العافية والمال والولد وغيرها،
وهذا توجيه منه صلى الله عليه وسلم ( انظروا إلى من هو دونكم ولا تنظر إلى من هو فوقكم).
3) معرفة النعم التي يتقلب فيها، فنعم الله مقسمة فهذا أعطى مالاً ،
وذاك رزق الولد وهذا وجد عافية وحرم الولد – (وَاللَّهُ فَضَّلَ بَعْضَكُمْ عَلَى بَعْضٍ في الرزق )(النحل: 71) والسعيد هو الذي يعرف نعم الله عليه ليؤدي شكرهاً.
4) تهذيب النفس ومنعها من النظر إلى ما عند الناس
(وَلا تَمُدَّنَ عَيْنَيْكَ إِلَى مَا مَتَّعْنَا بِهِ أَزْوَاجاً مِنْهُمْ (طـه:131)
5) تذكر الحساب والمسائلة على كل نعمة (ثُمَّ لَتُسْأَلُنَّ يَوْمَئِذٍ عَنِ النَّعِيمِ) (التكاثر:8)
6)معرفة حقيقة فناء النعم والمنعم عليهم
7) الاجتهاد في قطع الخواطر السيئة من بدايتها، والدعاء لمن نحسدهم،
ولا يحول الحسد إلى قول أو عدوان.
8) الرضا بالقضاء والقدر، والإيمان بأنه لن يحدث في كونه إلا ما أراده سبحانه .
هذا والله تعالى اعلم واحكم