،،،،،،
بارك الله فيكم أخي الحبيب ( أبو الفداء ) ، قولي واحد لا يتجزأ في مسألة ( القرين ) ، وقد بينته بما يتماشى مع عقيدة أهل السنة والجماعة ومن أراد الحق وأهله فعليه بالرابط التالي :
ولا أخفيك أخي الحبيب بأنني توقفت قديماً في المسألة حتى أنظر إلى كلام أهل العلم وهكذا كان منهجي في البحث والتحقيق ، وعندما علمت الحق وأهله سطرت الرابط المذكور آنفاً وهو الحق الذي أدين الله به 0
أما جهلة المعالجين ممن أراد اقحامي في هذه المسألة وهم يعرفون أنفسهم جيداً وليس لدي الوقت لأضيعه في ترهاتهم وأباطيلهم وليبقوا يزاحمون أنفسهم مع شياطينهم ، فهذا هو ردي الماتع الباتع على جهلهم وتدليسهم وهو مذكور في كتابي الموسوم ( منهج الشرع في بيان المس والصرع - 6 / 54 ، 56 ) تحت عنوان ( أدلة صرع الجن للإنس من السنة المطهرة ) :
عن عثمان بن العاص - رضي الله عنه - قال :
( لما استعملني رسول الله
على الطائف ، جعل يعرض لي شيء في صلاتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 فلما رأيت ذلك ، رحلت إلى رسول الله
قال : ( ابن أبي العاص ؟ ) قلت : نعم ! يا رسول الله ! قال : ( ما جاء بك ؟ ) قلت : يا رسول الله ! عرض لي شيء في صلواتي ، حتى ما أدري ما أصلي 0 قال : ( ذاك الشيطان 0 ادنه ) فدنوت منه 0 فجلست على صدور قدمي0 قال ، فضرب صدري بيده ، وتفل في فمي، وقال : ( أخرج عدو الله ! ) ففعل ذلك ثلاث مرات 0 ثم قال : ( الحق بعملك )
( أخرجه ابن ماجة في سننه - كتاب الطب ( 46 ) – برقم ( 3548 ) ، وقال الألباني حديث صحيح ، أنظر صحيح ابن ماجة 2858 – وصححه البصيري في " مصباح الزجاجة " – 4 / 36 – السنن )
يقول العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - : ( وفي الحديث دلالة صريحة على أن الشيطان قد يتلبس الإنسان ، ويدخل فيه ، ولو كان مؤمنا صالحا )( سلسلة الأحاديث الصحيحة – 2918 ) 0
يقول الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس في الجامعة النبوية في أطروحته المنظومة لنيل درجة الماجستير :
( الشاهد قوله
" أخرج عدو الله " وقول عثمان بن أبي العاص : ما أحسبه خالطني بعد 0 وجه الدلالة الخروج لا يكون إلا لشيء داخل الجسم وكذلك المخالطة وذلك مما يدل على تلبس الجن بالإنس )( أحكام الرقى والتمائم – ص 116 ) 0
قلت : وفي هذا الحديث الصحيح دلالة قوية على مسألة صرع الجن للإنس ، فالظاهر من سياق الحديث آنف الذكر أن هذا الصحابي الجليل كان يعاني من مس شيطاني بدليل قوله
" اخرج عدو الله " ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون المخاطب من قبل رسول الله
وهم أو سراب أو خيال ، بل كائن ومخلوق موجود داخل جسد هذا الصحابي الجليل بكيفية وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ، وكونه
ينفث في فيّ الصحابي ويضرب صدره ثلاثا زاجرا الشيطان متوعدا إياه ، يدل بما لا يدع مجالا للشك على حقيقة إثبات صرع الجن للإنس ، فتلك النصوص النقلية تؤكد هذا المفهوم ، ومن أعياه شيطانه عن إدراك ذالك فليراجع نفسه وليعالج عقله ، فربما أصابته لوثة شيطان أو نقص فهم وتجبر وطغيان 0
ومعلوم بأن الجن أو الشياطين قد تتوصل إلى مسألة الوسوسة كما هو حال الحديث آنف الذكر ، بدليل قولي :
( خاصة ما يترتب عن أفعال السحرة والمشعوذين وذلك من خلال تسليط بعض شياطين الجن على الإنس فيعبثون به أو يمرضونه وقد يصل الأمر أحيانا إلى درجة القتل ، وكما هو معلوم فإن الشيطان ينفذ إلى باطن الإنسان فيتلبسه ويصرعه ، وهذا النفاذ يعطي الشيطان القدرة والخاصية على التحكم في بعض مناطق الجسم البشري فيعطل بعضها أو يؤثر عليها بطريقة أو بأخرى ولا يكون ذلك إلا بإذن الله سبحانه وتعالى ، فتحصل الأعراض المتنوعة التي يعتقد بداية أنها أمراض عضوية ، مع أنها أصلا ناتجة عن إيذاء الجن والشياطين )
فما دخل القرين في المسألة ، والغريب في الأمر أن يقحموا مسألة ( المس - الصرع ) في كل حديث استدل به علماؤنا الأجلاء على مسألة صرع الجن للإنس ، حتى يدلسوا على الناس بأن ذلك من ( القرين ) فحديث حمنة وركضة الشيطان وغيره وغيره هو من ( القرين ) ، وهذا شيء عجاب ، وتكفينا مقولة العلامة الشيخ ( عبدالله بن حمود التويجري ) فيهم بعد سؤاله التالي :
السؤال : هناك بعض الرقاة ـ نحسبهم على خير وصلاح والله حسيبهم ـ يقولون بأن هناك ما يسمى بسحر القرين ؟؟؟
فأجاب - حفظه الله - : ( هذه لا نعرفها ولم نقف على ذلك لا في كتاب الله ولا قي سنة رسوله ، ولم يقل بذلك أحد من علماء الأمة لا من السلف ولا من الخلف ، ولا أعرف كيف توصلوا لذلك ، وهل لهم صلة بالقرين حتى يقولوا مثل ذلك ، بل أرى بأن هذا مما اخترعوه من قبل أنفسهم ، وهذا لا يأتي إلا من قبل دجال أو جاهل مقلد لهؤلاء الدجاجلة ، وصلى الله على محمد وعلى آله وصحبه وسلم ) 0
فتوى عن طريق الهاتف
بتاريخ 07/ 09 / 1430 هـ
الموافق 28 / 08 / 2009 م
الساعة الحادية عشر وخمسة وخمسين دقيقة
أسأل الله العظيم رب العرش العظيم أن يقتص لي من كل من تجرأ عليَّ بالتدليس والكذب وأن يفضحهم في الدنيا قبل الآخرة 0
واعلم أخي الحبيب ( أبو الفداء ) بأن :
( الحق أبلج والباطل لجلج )
زادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
اعتذار : أرجو قبول الاعتذار أخي الحبيب ( أبو الفداء ) على استبعاد اسم المذكور فسياستنا في المنتدى لا تقبل التعريض لأحد بعينة ، والبند التاسع ينص على الآتي :
تاسعا :يمنع التعرض لأشخاص الرقاة حيث أننا لسنا جهة مخولة للتقييم ، وننصح بمراجعة المراجع العلمية الشرعية في أي بلد للتوثق من حال أي شخص هناك استفسار عنه ...ويستثنى من هذا من كان لدينا فيه فتوى معتبرة أو بيان من جهة علمية تتحمل مسئولية رأيها 0.