السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
الاخ العزيز المذنب واضح من كلامك انك محب ومريد للتوبة اسأل الله أن توفق لها
لكن يا أخي الحبيب ما قلته من تعليلات ليس مبررا لظلم هذه الخادمة المسكينة فلو عملت عاملا تحمل متاع الناس اكرم عند الله من حالك الذي ذكرت مع جدتك التي تحلت بالقسوة متناسية بطش الجبار وغضبه
الرسول عليه الصلاة والسلام قال «الظلم ظلمات يوم القيامة» (رواه البخاري من حديث ابن عمر).
ألم تعلم أيها المسلم بأن الرسول - صلى الله عليه وسلم - قال لمعاذ بن جبل رضي الله عنه عندما أرسله إلى اليمن: «واتق دعوة المظلوم وإن كان كافراً فإنه ليس بينها وبين الله حجاب» ويقول عليه الصلاة والسلام «اتقوا دعوة المظلوم فإنها تُحمل على الغمام يقول الله وعزتي وجلالي لأنصرنك ولو بعد حين»« (صحيح الجامع: 117).
أما تخشى أن يرفع هذا المظلوم يديه إلى الواحد الأحد بدعوة يكون بها ما يسوؤك؟؟. أهكذا يكون شكر النعم وقد منَّ الله عليك بأن جعلك تُخدم بدل أن تَخْدِمَ وتَأمرَ بدل أن تُؤمر؟؟؟
ألم تعلم أنه وإن خفيت علي الناس أفعالك فإن الله لا يخفى عليه شيء في الأرض ولا في السماء والله تعالى يتولى الدفاع عنهم، قال عليه الصلاة والسلام: قال الله تعالى «ثلاثة أنا خصمهم يوم القيامة: رجل أعطي بي ثم غدر، ورجل باع حراً فأكل ثمنه، ورجل استأجر أجيراً فاستوفى منه ولم يعطه أجرته».
والذي يظهرمن كلامك اخي الحبيب انك واقع مع نوعية من البشر هي ذئاب في جثمان إنس تحمل في جوفها قلوب الوحوش ونفوس السباع، لا تعرف للرحمة طريقاً ولا للشفقة سبيلاً، يجدون اللذة في التعذيب، والنشوة في الإيذاء والتنكيل.
ولكن الله يمهل ولا يهمل، ولا تعجل أخي الكريم فإن من سنن الله الكونية ما أخبر به الصادق المصدوق عليه الصلاة والسلام بأن «مَنْ لا يرحمُ الناس لا يرحمُه الله» (رواه البخاري من حديث جرير بن عبد الله).فابتعد بنفسك المحبة للخير عن امثال هؤلاء وتذكر قول الله جلا وعلا (ومن يتق الله يجعل له مخرجاً، ويرزقه من حيث لا يحتسب)