اقتباس: المشاركة الأصلية كتبت بواسطة القصواء السلام عليكم ورحمة الله وبركاته موضوع قيم أخيتي ..بارك الله فيك وثقل به موازينك قلب الطفل شفاف تستطيعين أن ترين مابه من خلال كلماته التي يطلقها صفحة بريئة بيضاء ..يعبر سريعاً عما يجول بخاطره .. أحيانا الحب الزائد مدمر ..وخاصة لصاحب العاهة ..عندما تغدق عليه الحب والاهتمام يشعر بالفرق بينه وبين باقي أقرانه .. إليك هذا الموقف الواقعي .. عندي في الفصل طالبتين أختين توأم ..إحداهما ( قزمة ) اسمها ( مي ) ولكنها بشوشة كثيرة الكلام كثيرة الحركة لا تجلس على الكرسي أبدا ومستواها متوسط والأخرى طولها وشكلها طبيعي يختلف عن أختها تماما ..ومستواها ممتاز أذكى وأهدأ من أختها ولكنها تغار من اهتمام المعلمات الزائد بأختها مي .. هذا ما لاحظته عليها ..حينما أتت إحدى المعلمات ونادت على مي .. قلت لها : ماذا تريدين منها ابتسمت وقالت مفاجأة .. ولما عادت مي كان معها هدية من المعلمات في القسم ..رجعت فرحة بها وكانت تلبس هذه الهدية نظرت الى الأخت السليمة ..كانت تبتسم ..ولكن تغير وجهها ..اقتربت منها وهمست : مابك ؟؟ هل أنت متضايقة ..ردت بكل صراحة ..ليش يعطونها هدية ؟؟ أنا راح أقول لأمي تشتري لي مثلها . وفي إحدى المرات عندما حان وقت الحصة كنت قادمة الى الفصل وإذا بالطالبات كعادتهن يتسابقن الى المعلمة ..لحمل أغراضها ومنهن مي التي أحسست أنها لا تركض مثلهن ولكن تتدحرج بسرعة حتى خفت انها تقع فمسكتها من يدها الصغيرة وأكملت الى الفصل ويدها بيدي ..فكانت فرحة جدا فقالت بعفوية : أبلة ..ليش الأبلات يحبوني ؟؟ عبارة هزتني كثيرا .. أحسست أنها تشعر أنها تعامل معاملة مميزة عن غيرها .. سبحان الله ..شعورها بالمحبة ربما يجعلها تحس بعاهتها .. ربما عندما تكبر يضايقها هذا الحب عبرت عن دهشتها .. هي تعرف في أعماقها أن المعلمات يحببنها ويهتممن بها ..ربما هي الآن سعيدة بهذا الحب ..ولكن لا نعرف ماذا سيكون شعورها عندما تكبر .. كما أن هذا الحب له تأثير سلبي على أختها السليمة الأكثر ذكاء وتميز من أختها ..ولكن نصيبها من الحب والاهتمام أقل طبعا .. أخذت مراعاة هذه النقاط ..حتى لا ينعكس هذا الحب سلبيا على الأختين .. و عليكم السلام و رحمة الله و بركاته حياك الله يا قصواء و جعل دروبك كلها خير و صلاح و بركة و فلاح إضافة مشرقة هامة جدا نفعنا الله بها و رفعك و ثقل ميزان حسناتك بما تجودين به علينا من درر الحب مشاعر في دواخل قلوبنا تترجمها الأعمال و الأقوال و الحركات و حتى السكنات ليس عيبا أن نحب كل من وجب علينا حبه و قد لا نملك أو نستطيع تغيير هذه المشاعر و لكن علينا أن نراعي الأفعال و الأقوال و كل ردات الأفعال الصادرة و المندفعة بدافع تلك المشاعرة فتصرف المعلمات كان خاطئا فالتمييز في المعاملة لا يصح و لا يقبل و لو كان بدافع الحب دع المشاعر جانبا و كن عدلا حسن الشجايا لا تظلم و لا تنحاز و لا تميز و إن كان هناك من تحبه أكثر و كذلك الحب قد يقود البعض لكثرة الدلال و التدليل و هذا أسلوب تربوي خاطئ و كذلك التعبير عن الحب يختلف كثيرا عن التعبير عن الشفقة و الأول يبني و ينمي و يربي و يشعر بالأمان و الإطمئنان ... و الثاني يدمر و يحدث ردات أفعال عكسية و غير سوية و لا متزنة و لا متوقعة ...