الأخت المكرمة ( محبة البراءة ) حفظها الله ورعاها
بخصوص أسئلتكم يسرني الإجابة على النحو التالي :
السؤال الأول : قمت بوضع موضوع يتكلم عن هذه الطريقة باحدى المنتديات وايضا بمتابعة الاخوات الاتي يقومون بالقراءة لتشجيع بعضنا والدعاء لاخواتنا في ظهر الغيب ، فهل في ذلك باس ، اعترضت احدى الاخوات على هذه الطريقة وذكرت انها بدعة ؟؟؟ فما رايكم في ذلك لانها تستدل بذلك عدم وجود دليل صريح لعلاج سورة البقرة من تاخر الانجاب ؟؟؟
الجواب : فعلكِ صحيح ، وقد ثبت الرقية بسورة البقرة كاملة ، وكذلك ببعض الآيات فيها ، وقد جانبت الصواب الأخت الفاضلة - وفقها الله لكل خير - التي وسمتك بالمبتدعة ، وقولها هذا يلزمها أن تأتي بالدليل على قولها ، ولقد ثبت في الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال :
( اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك ) ( حديث صحيح - السلسلة الصحيحة 1066 ) 0
وقد ثبت من حديث عن عوف بن مالك - رضي الله عنه - قال : كنا نرقي في الجاهلية فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك فقال : ( اعرضوا علي رقاكم لا بأس بالرقى ما لم تكن شركا ) ( حديث صحيح - الصحيحة 1066 ، أخرجه مسلم في صحيحه ) 0
فالرقية بالقرآن وبأي آية أو سورة وكذلك الرقية بالمأثور عن الرسول صلى الله عليه وسلم أمر مشروع لا يجوز الانكار على فاعله ، والله تعالى أعلم 0
ومعلوم أخيتي الفاضلة بأن القرآن خير وشفاء ورحمة لكافة الأمراض سواء عدم الانجاب ونحوه ، وإليك الدليل :
1)- يقول تعالى في محكم كتابه : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ وَلا يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إِلا خَسَارًا ) ( سورة الإسراء - الآية 82 ) 0
* قال ابن القيم - رحمه الله -
والأظهر أن " من " هنا لبيان الجنس فالقرآن جميعه شفاء ورحمة للمؤمنين ) ( إغاثة اللهفان - 1 / 24 ) 0
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( أي : فالقرآن مشتمل على : الشفاء والرحمة 0 وليس ذلك لكل أحد ، وإنما ذلك للمؤمنين به ، المصدقين بآياته ، العاملين به 0
وأما الظالمون بعدم التصديق به ، أو عدم العمل به ، فلا تزيدهم آياته إلا خسارا إذ به تقوم عليهم الحجة 0
فالشفاء : الذي تضمنه القرآن ، عام لشفاء القلوب ، من الشبه ، والجهالة ، والآراء الفاسدة والانحراف السيئ ، والقصود الرديئة 0 فإنه مشتمل على العلم اليقين ، الذي تزول به كل شبهة وجهالة 0 والوعظ والتذكير ، الذي يزول به كل شهوة ، تخالف أمر الله 0
ولشفاء الأبدان من آلامها وأسقامها 0 وأما الرحمة ، فإن ما فيه من الأسباب والوسائل ، التي يحث عليها ، متى فعلها العبد ؛ فاز بالرحمة والسعادة الأبدية ، والثواب العاجل والآجل 0 هذه طبيعة الإنسان ، من حيث هو ، إلا من هداه الله ) ( تيسير الكريم الرحمن - 3 / 128 ) 0
2)- وقال تعالى في محكم كتابه : ( يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُمْ مَوْعِظَةٌ مِنْ رَبِّكُمْ وَشِفَاءٌ لِمَا فِي الصُّدُورِ ) ( سورة يونس - الآية 57 ) 0
* قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( " وشفاء لما في الصدور " وهو : هذا القرآن ، شفاء لما في الصدور ، من أمراض الشهوات الصادرة عن الانقياد للشرع ، وأمراض الشبهات ، القادحة في العلم اليقيني 0 فإن ما فيه من المواعظ ، والترغيب ، والترهيب ، والوعد والوعيد ، مما يوجب للعبد الرغبة والرهبة 0 وإذا وجدت فيه الرغبة في الخير ، والرهبة عن الشر ، ونمتا على تكرر ما يرد إليها ، من معاني القرآن ، أوجب ذلك ، تقديم مراد الله على مراد النفس ، وصار ما يرضي الله ، أحب إلى العبد من شهوة نفسه 0 وكذلك ما فيه ، من البراهين ، والأدلة التي صرفها الله ، غاية التصريف ، وبينها أحسن بيان ، مما يزيل الشبه القادحة في الحق ، ويصل به القلب إلى أعلى درجات اليقين 0 وإذا صح القلب من مرضه ، ورفل بأثواب العافية ، تبعته الجوارح كلها ، فإنها تصلح بصلاحه ، وتفسد بفساده ) ( تيسير الكريم الرحمن - 2 / 326 ) 0
3)- وقال تعالى في محكم كتابه : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) ( سورة فصلت - الآية 44 ) 0
قال الشيخ عبدالرحمن السعدي : ( ولهذا قال : ( قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ ءامَنُوا هُدًى وَشِفَاءٌ ) أي : يهديهم لطريق الرشد ، والصراط المستقيم ، ويعلمهم من العلوم النافعة ما به تحصل الهداية التامة 0 وشفاء لهم من الأسقام البدنية ، والأسقام القلبية ، لأنه يزجر عن مساوئ الأخلاق ، وأقبح الأعمال ، ويحث على التوبة النصوح ، التي تغسل الذنوب ، وتشفي القلب ) ( تيسير الكريم الرحمن - 4 / 403 ) 0
يقول فضيلة الشيخ سليمان بن ناصر العلوان : ( يقول تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ ) ( سورة الاسراء - الآية 82 ) و ( مِنْ ) هنا بيانية فالقرآن كله شفاء ودواء لكل داءٍ فمن آمن به وأحلَّ حلاله وحرّم حرامه انتفع به انتفاعاً كبيراً ، ومن صَدَقَ الله في قصدِه وإرادتِه شفاه الله تعالى وعافاه من دائِه ) ( ( نشرة لفضيلة الشيخ فك الله أسره بتاريخ 21 / 1 / 1417 هـ – ص 3 ) 0
يقول الشيخ عبدالله بن محمد السدحان : ( القرآن علاج لكل شيء والأصل في التداوي هو : أن يكون بالقرآن ، ثم بالأسباب الدوائية حتى في الأمراض العضوية ، لا كما يزعمه جهلة القراء من أن من كان مرضه عضوياً فليذهب إلى المستشفيات ، ومن كان مرضه نفسياً فليذهب إلى العيادات النفسية ، أما إن كان مرضه روحياً فعلاجه بالقراءة !! فمن أين لهم هذا التقسيم ؟ فالقرآن طب القلوب ودواؤها وعافية الأبدان وشفاؤها ، قال تعالى : ( وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرْءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ ) 0 وانظر إلى كلمة شفاء ، ولم يقل دواء لأنها نتيجة ظاهرة ، أما الدواء فيحتمل أن يشفي وقد لا يشفي ) ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 27 ) 0
يقول عبدالمحسن بن ناصر العبيكان - في تقديمه للكتاب الموسوم - " كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية " للشيخ عبدالله بن محمد السدحان : ( والناس في هذا الزمن خاصة في أشد الحاجة للعلاج بالرقية الشرعية لانتشار الأمراض التي لا يوجد لها في الطب الحديث علاج كالسحر والعين ومس الجن ) ( ( كيف تعالج مريضك بالرقية الشرعية ؟ - ص 13) 0
قال الأستاذ سيد قطب - رحمه الله - : ( في القرآن شفاء من الوسوسة والقلق والحيرة ، فهو يصل القلب بالله فيسكن ويطمئن 000 وفي القرآن شفاء من الهوى والدنس والطمع والحسد ، ونزغات الشيطان 000 والقرآن شفاء من العلل الاجتماعية التي تخلخل بناء الجماعات وتذهب بسلامتها وأمنها وطمأنينتها 0
وعندما يصبح القرآن ربيع القلب ، ونور الصدر ، وجلاء الحزن ، وذهاب الهم ، فإنه بمنزلة الدواء الذي يستأصل الداء ويعيد البدن إلى صحته واعتداله بعد مرضه واعتلاله ) ( في ظلال القرآن - باختصار - 4 / 2248 ) 0
قال الأستاذ أحمد الصباحي عوض الله : ( فالقرآن الكريم هو الشفاء التام من جميع الأمراض النفسية والعضوية ، والسنة المحمدية المستمدة من القرآن تبين لنا طرق التداوي به 0
وعلى كل مسلم أن يستلهم من دينه العظيم – قرآناً وسنة – ما ينفعه في دينه ودنياه ، حتى يوفق إلى الاستشفاء بهما 00 وما يستطيع أن يوفق إلا المخلصين الأبرار 0 الذين يتداوون بهما بقبول وصدق ، وإيمان واعتقاد 0
فإن الأمراض مهما عظمت فلن تقاوم كلام الله رب الأرض والسماء وخالق كل شيء – الذي لو نزل على الجبال لخشعت وتصدعت من خشيته – 0
وما من مرض إلاَّ وفي القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة سبيل إلى شفائه ، وعلينا أن نتدبر القرآن والسنة ، ففيهما الدواء وفيهما الشفاء 0 والله وحده هو الشافي ، ولا شفاء إلا شفاؤه ) ( الاستشفاء بالقرآن الكريم – ص 3 ) 0
السؤال الثاني : هل النفث في الماء والزيت والتدهن به يعتبر من البدع او المخالفة للسنن ؟؟؟
الجواب : هذا الكلام مجانب للصواب ، وإليك دليل ذلك من خلال النص المقتبس التالي :
السؤال الثالث : ايضا اشارت الي احدى الاخوات بقراءة سورة ال عمران يوم وسورة مريم يوم ، اي على قراتهما بشكل متتالي من اجل الانجاب ، فهل ترون في ذلك باس
الجواب : ما أشرت إليه الأخت الفاضلة مجانب للصواب ، فلا يجوز تخصيص آية أو سورة لمرض معين ، والتخصيص لا بد أن يكون من المشرع ، وهذا ما لا نعلمه حسب علمنا المتواضع ، والله تعالى أعلم 0
السؤال الرابع : هل القراءه بالصدر ( بالسر ) نفس القراءه بالصوت المسموع ام لا بالتأثير حيث انني اعاني بالصوت ؟؟؟
الجواب : القراءة لا بد أن تكون بتحريك الشفاة ، ودو ن ذلك لا يعد قراءة كما بين ذلك علماء الأمة الأجلاء ، والله تعالى أعلم 0
هذا ما تيسر لي أخيتي الفاضلة ( محبة البراءة ) ، وأرجو بارك الله فيكم لعموم الفائدة أن تنقلي الإجابة لذلك المنتدى كي تعم الفائدة ويستقيم الأمر ، سائلاً المولى عز وجل أن يوفق أعضاء ذلك المنتدى للعمل بكتابه وسنة نبيه صلى الله عاليه وسلم ، كما أرجو موافاتنا بالرابط المذكور 0
مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :
أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0