قلبت طرفي في السماء .. لأرى قطعا متنافرة من الغمام
تولدت من رحم ذلك البحر الفيروزي ..
سبحان الله ..
ذلك البحر الهادر .. وتلك الأمواج المتلاطمة ..
تتكون من قطرات ماء صغيرة ضعيفة..
ولكنها مترابطة .. تنساب معا
مصدر قوتها .. ارتباطها ..
ولكن ..
عندما هجرت تلك القطرات ملاذها .. بحرها ..
فقدت قوتها .. فجالت بالفضاء قطرات في مجموعات صغيرة مفككة ..
متباعدة لم تتماسك مع بعضها وتوحد مسارها .. ليدوي هزيم رعودها ..
لا أعرف لم ارتبطت في ذهني هذه الصورة بحال أمتنا الإسلامية ..
ابتعدت عن تعاليم القرآن .. ابتعدت عن مصدر قوتها .. وتوحيدها ..
فتفرقت وضعفت
هنا تحضرني الآية الكريمة ..
إِنَّ اللّهَ لاَ يُغَيِّرُ مَا بِقَوْمٍ حَتَّى يُغَيِّرُواْ مَا بِأَنْفُسِهِمْ
الرعد ( 11 )
إذن أسباب ضعفنا نجده في القرآن ..
والحل أيضا نستمده من القرآن ..
في القرون الأولى للأمة الإسلامية .. توهجت شمسها اشراقا .. ونورا
وارتقت الأمة ..ورفرفت رايتها عاليا بسبب ارتباطها الوثيق بتعاليم القرآن ..
بسبب انصهار الفرد في بوتقة هدف واحد ..
إعلاء كلمة لا إله إلا الله .. متجردا من ميول النفس وأهوائها الذاتية ..
فتلاشت الفوارق .. وصفت القلوب .. وتطلعت النفوس الى البحث عن السبيل
لنيل الرفعة عند الله ..
بلال الحبشي – سلمان الفارسي – صهيب الرومي ..
في صف واحد مع سادة قريش
أبوبكر وعمر وعثمان وعلي ..
يوزن الفرد بتقوى القلوب ..
أعزوا الإسلام .. وأعلوا كلمته .. فنصرهم الله .. وأعزهم ..وأعلى رايتهم ..
إذن العلة في نفوسنا .. فلنبحث في أغوارها .. ونطهر قلوبنا ..
ونعود إلى بحرنا ونتمسك بكتابنا .. نستمد منه قوتنا
فهذا فعلا أكسير الحياة لتلك الشمس الآفلة ..