كنا اطفالا في الابتدائية ، نتبادل مع زميلاتنا كتابة المذكرات وكلمات الحب وعهود الوفاء السرمدية ، والقلب الذي سينبض الى الابد بحروف اسماء بعضنا البعض ، اعود احيانا الى دفتر الذكريات الأثري عندما أحنّ للحروف التي تشق اول خطواتها في الحياة ، متعثرة ، غير متوازنة ، وأقرأ في صفحة منه ما كتبته لي احدى الزميلات بكلمات سقطت منها الكثير من الحروف وغابت الى الابد ، وبخطوط معوجة منحدرة احيانا الى اسفل منزلقة الى القاع ، وصاعدة احيانا الى الاعالي ، رغم محاولات للاستقامة جادة واضحة وغير موفقة، السين كبيرة تكاد تقضي على البقية الباقية من الصفحة بأسنانها الشرسة تجاورها العين صغيرة تتصبب عرقا ، تكاد تلفظ انفاسها محشورة على حافة الصفحة ، بينما تساقطت الحروف الباقية من الكلمة وتهالكت على السطر الثاني بعد ان فشلت في الارتباط الأخوي الوثيق بالحروف اللواتي تجاورها في كلمة ( السعادة ) ..........
السعادة فراشة ، إذا طاردتِها هربت منكِ ، وإذا أهملتها رفرفت على كتفيك . 