عرض مشاركة واحدة
New Page 2
 
 

قديم 09-08-2008, 08:38 PM   #3
معلومات العضو
أبو عبد الرحمن اليوسف
إشراقة إشراف متجددة
 
الصورة الرمزية أبو عبد الرحمن اليوسف
 

 

افتراضي

مـواضعُ الـحِجَـامة :
من المهمات التي ينبغي معرفتها لصانع الحجامة:معرفة مواضع الحجامة من جسد الإنسان،وهذه المواضع:سيأتي ذكرها في قسمين :
1- القسم الأول: المواضع التي احتجم عليها النبي صلى الله عليه وسلم من جسده الشريف،مقتصراً على ما صح عنه صلى الله عليه وسلم من المواضع،وقد أنبه على بعض ما لم يصح لمناسبة في ذلك.
2- القسم الثاني:ما ذكره الأطباء المتقدمون،وغيرهم في مصنفاتهم من مواضع الحجامة،مُتْبِعَاً ذكرَ كلامِ الأطباء المعاصرين،وأصحاب الخبرة والاختصاص في علم صناعة الحجامة .
القسم الأول:المواضع التي ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم الاحتجام عليها:
( الحجامة وسط الرأس ):
1-روى البخاري عن ابن عباس-رضي الله عنهما-: (( احتجم النبي صلى الله عليه وسلم في رأسه وهو محرم،من وجع كان به،بماء يقال له:لحى جَمَلٍ)) . وفي رواية عنه-رضي الله عنه-: (( أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم في رأسه، من شقيقة كانت به )) .
2-وعن عبد الله بن بحينة-رضي الله عنه-: ((أنَّ رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجـم بلَحْيِ جَمَلٍ من طريق مكة،وهو محرم،في وسط رأسه )) أخرجه البخاري،ومسلم بدون ذكر: ((لحي جمل )) . قوله: ((لحي جمل )) قال الحافظ في فتح الباري(4/51و10/152)قوله:بلحى جمل بفتح اللام وحكى كسرها وسكون المهملة وبفتح الجيم والميم موضع بطريق مكة )) . ثبت في سنن أبي داود، وغيره،عن أبي هريرة –رضي الله عنه-( أنَّ أبا هند حجم النبي صلى الله عليه وسلم في اليافوخ )) .
اليافوخ: هو وسط الهامة حيث ملتقى عظم مقدم الرأس وعظم مؤخره (انظر: المخصص،لابن سيده 1/55)) .

( الحجامة في الأخدعين والكاهل ) :
عن أنس بن مالك-رضي الله عنه-قال( كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحتجم في الأخدعين والكاهل …)) رواه الترمذي ،وأبو داود بلفظ: ((أنَّ النبي صلى الله عليه وسلم احتجم ثلاثاً في الأخدعين والكاهل )) حديثٌ حَسَنٌ .

الأخـدعان : عرقان في جانبي العنق .
قال صاحب لسان العرب-مادة:خدع-الأَخْدَعانِ: عِرْقان خَفِـيّان فـي موضع الـحِجامة من العُنق، وربما وقعت الشَّرْطةُ علـى أَحدهما فـيَنْزِفُ صاحبه لأَن الأَخْدَع شُعْبَةٌ مِن الوَرِيد . وفـي الـحديث: أَنه احْتَـجَمَ علـى الأَخْدَعَين والكاهل؛ الأَخدعانِ: عرقان فـي جانِبَـي العُنق قد خَفِـيا وبَطَنا،و الأَخادِعُ الـجمع؛ وقال اللـحيانـي:هما عِرقان فـي الرقبة، وقـيل: الأَخدعان الوَدجانِ ) .

والكاهل: ما بين الكتفين،عند الفقرة السابعة من الفقرات العنقية .
وقوله: (( ثلاثاً )) أي اثنتين في الأخدعين،وواحدة في الكاهل(انظر: المجموع شرح المهذب(9/57)) .

( الحجـامةُ على الـورك ) :
ثبــت عند أبي داود في سنــنه،وغيره من طــريق أبي الزبير عن جـابر-رضي الله عنه-: (( أن النبي صلى الله عليه وسلم احتجم على وركه من وثء كان به )) . قوله على وركه : بفتح الواو وكسر الراء ،وفي القاموس:الورك بالفتح والكسر ككتف ما فوق الفخذ .

وقوله من وثء : بفتح واو وسكون مثلثة آخره همزة،والعامة تقول بالياء ،وهو غلط،وهو:وهن،أو وجع يصيب اللحم ولا يبلغ العظم ،أو وجع يصيب العظم من غير كسر (انظر: عون المعبود: (10/245)،وحاشية السندي على سنن النسائي: (5/193)) .

( الحجـامة على ظهر الـقـدم ) :
ثبت في مسند الإمام أحمـد،وسنن أبي داود،والنسائي عن أنس-رضي الله عنه-: (( أن رسول الله صلى الله عليه وسلم احتجم وهو محرم،على ظهر القدم من وجع كان به )) .

فـائـدة :
( الحجامة في جوزة القَمَحْدُوَة،أو نُقْرة القفا ) :
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم الحث على الاحتجام في جوزة القمحدوة ،أونقرة القفا،وكذلك روي عنه عليه الصلاة والسلام:المنع من الاحتجام عليها،وكلُّ ذلك لا يصح عنه صلى الله عليه وسلم .

1- (( عليكم بالحجامة في جوزة القَمَحْدُوَة،فإنها دواء من اثنتين وسبعين داء وخمسة أدواء،من الجنون،والجذام،والبرص،ووجع الضرس )).
الحديث:ضعيف.انظر: ضعيف الجامع: (رقم3762) .
2- (( الحجامة في نُقْرة الرأس تورث النسيان،فتجنبوا ذلك )). الحديث: موضوع.

وقد اختُلفَ في الاحتجام في نُقرة القفا على قولين :
القول الأول: اختار قومٌ المنع، وعللوا ذلك:بأن الحجامة على نُقْرَة القفا تورث النسيان،وذلك أنَّ مؤخر الدماغ موضع الحفظ، ولما ورد عن النبي صلى الله عليه وسلم من النهي في ذلك .
القول الثاني: أنَّ الحجامة نافعة في نُقْرَة القفا،وقد دلَّ على ذلك الطب والواقع العملي،والشرع-أيضاً-.

والجواب على المعترض:
أولاً:الحديث الذي ورد فيه ذكر النهي لا يثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم فبطل التعليل به.
ثانياً: نوافق المانعين الرأي أنَّ الحجامة إذا استعملت بغير ضرورة تضعف مؤخر الدماغ،أمَّا إذا استعملت لغلبة الدم عليها:فإنها نافعة للمحتجم طباً وشرعاً؛فقد ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم : أنَّه احتجم في عدة أماكن من قفاه،بحسب ما اقتضاه الحال في ذلك؛واحتجم في غير القفا بحسب ما دعت إليه حاجته .
الترجيح: هو اختيار القول الثاني،لقوته من حيث التعليل الشرعي،وكذلك التعليل الطبي .

فـصـل:المواضع التي احتجم عليها النبي صلى الله عليه وسلم،هي من باب ما دعت إليه الضرورة والحاجة،وليس من باب الإلزام، والاقتصار عليها . نعم هناك حكمٌ كثيرةٌ لفعل النبي صلى الله عليه وسلم الاحتجامَ في هذه المواضع،وقد دلَّ عليها،وبينها الطب قديماً وحديثاً .

لكنَّ تَقديم هذه المواضع عند فعل الحجامة لحفظ الصحة مطلقاً، أو عند وجود العلة المشابهة التي فعل النبي صلى الله عليه وسلم الحجامةَ من أجلها،قد يكون مستحباً، أو مطلوباً. وذلك لأن أفعال النبي صلى الله عليه وسلم وحثَّه في أمور الطب من باب التشريع، وليس من باب المشورة وإبداء الرأي في أمر من أمور الدنيا،كما قال ذلك ابن خلدون،ومن وافقه من المتقدمين،وبعض من المعاصرين ! .

القـسم الثاني:
( مواضع الحجامة التي ذكرها الأطباء المتقدمون،وغيرهم في مصنـفاتهم،وكذلك ما ذكره الأطباء المعاصرون،وأصحاب الخبرة والاختصاص في علم صناعة الحجامة من هذه المواضع ) .
ذَكَرَ المتقدمون من الأطباء وغيرهم في تضاعيف مؤلفاتهم جملةً من المواضع،منها:
1-( الحجامة وسط الرأس ) :
وهي نافعة: من الصداع، والنعاس، ووجع الضرس،ومن سُقِيَ سُمَّاً،وظلمة البصر،وغير ذلك .
2-( الحجامة على نُـقْرَةِ القفا ):
نافعة: من السواد تحت العين،والنتوء العارض فيها،ومن ثقل الحاجبين والجفن، ومن جربه –أيضاً-وتنفع كثيراً من أمراض العين.إلاَّ أنها تفعل عند الحاجة لا غير،كما تقدم تفصيله عند الحديث عن الاختلاف في حجامة نُقرة القفا.
3-( الحجامة على الأخدعين ) :
نافعة: من أمراض الرأس،وأجزائه: كالوجه،والأسنان،والأذنين، والعينين،والأنف، والحلق،وغير ذلك .
4-( الحجامة على الكاهل ) :
نافعة: من وجع المنكب والحلق،وأمراض الطحال، والكبد،والصدر،وغير ذلك .
5-( الحجامة تحت الذَّقَنِ ) :
نافعة: من وجع الأسنان،والوجه،والحلقوم إذا استعملت في وقتها،وتُنقي الرأس والكتفين .
6-( الحجامة أسفل الظهر ) :
نافعة : من وجع الظهر،والكلى،والمثانة وأمراضها:كالسلس وحرقة البول،ومن دماميل الفخذ،وجربه،وبثوره،ومن داء النِّقْرِس،وداء الفيل،والبواسير،وآلام الرحم،ومن حكة الظهر.
7-( الحجامة على الفخذين ) :
الحجامة على الفخذين من الأمام نافعة: من ورم الخصيتين،وخرَّاجات الفخذين والساقين .
ومن الخلف نافعة: من الأورام ،والخراجات الحادثة في الإليتين .
8-( الحجامة على الركبة ) :
نافعة: من جميع آلام الركبة،والقروح الرديئة .
9-( الحجامة على الساق ) :
نافعة: من قروح الساقين،والنقرس، وعرق النسا،ونافعة لصحة الدماغ.
10-( الحجامة على ظهر القدم ) :
نافعة: من قرح الفخذين والساقين،وانقطاع الطمث- الدورة الشهرية عند النساء-والحِكَّةِ العارضة في الخصيتين .
وغير ذلك من المواضع المبسوطة عندهم (1).
_____________________
1-انظر:القانون،لابن سينا1/309-310)وكتاب المنصوري في الطب،لأبي بكر الرازي: (ص331) وتذكرة داود2/88) وتسهيل المنافع: (53) والرسالة الذهبية في الطب،للإمام علي الرضا: (ص162)والطب النبوي،لابن القيم: (ص43-45)والمنهج السوي في الطب النبوي،للسيوطي: (ص252إلخ) والإبداعات الطبية لرسول الإنسانيةص207) وفتح الباري: (10/149)وفيض القدير: (3/404)ونيل الأوطار9/98)وعون المعبود: (10/242) وتحفة الأحوذي6/174-175) والآداب الشرعية ،لابن مفلح .
*****
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة