![]() |
15 تابع / شرح : حديث جبريل عليه السلام للعلاّمة ابن عثيمين رحمه الله
المرتبة الرابعة : الخلق ومعناها : الإيمان بأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق كل شيء، فنؤمن بعموم خلق الله تعالى لكل شيء ودليل ذلك قال الله تعالى : « تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً (1) الّذي له ملك السّمـٰوات والأرض ولم يتّخذ ولداً ولم يكن لّه شريك في الملك وخلق كلّ شيء فقدّره تقديراً (2) » سورة الفرقان وقال تعالى : « الله خـالق كلّ شيء وهو على كلّ شيء وكيل » سورة الزّمر 62 وقال تعالى : « بديع السّمـٰوات والأرض أنّى يكون له ولد ولم تكن لّه صـٰحبة وخلق كلّ شيء وهو بكلّ شيء عليم » سورة الأنعام 101 وقال تعالى : « إنّا كلّ شيء خلقنـٰه بقدر » سورة القمر 49 والآيات في ذلك واضحة كثيرة : أن كل شيء مخلوق لله - عز وجل - حتى فِعْلُ الإنسان مَخلوق للهِ تعالى وإن كان باختيارِه وإرادته لكنه مخلوقٌ لله تعالى ، وذلك أن فعلَ الإنسان ناشئ من أمرين هما : 1) الإرادة الجازمة . 2) والقدرة التامة. مثال ذلك : أمامك حجر زِنَته عشرون كيلو، فقلتُ لك : احمل هذا الحجر فقلتَ : لا أريد حمله، فهنا انعدمت إرادتك على حمل الحجر، قلتُ لك ثانيةً : احمل هذا الحجر، فقلتَ : نعم سمعاً وطاعة، ثم أردتَ أنْ تَحْمِله فَعَجَزْتَ عن حمله، فهذا أنت لم تحمله لعدم القدرة، قلتُ لك ثالثة : احمل هذا الحجر فقلتَ : سمعاً وطاعة وحملته فوق رأسك فهنا حملته لقدرتك وإرادتك . فأفعالنا كلها التي نفعلها ناشئة عن إرادة جازمة، وقدرة تامة، والذي خلق هذه القدرة والإرادة هو الله عز وجل ، فلو أن الله جعلك مشلولاً ما قدرت، ولو صرف همتك عن الفعل ما فعلت . ولهذا قيل لأعرابي : بم عرفت ربك ؟ قال : بنقض العزائم وصرف الهمم . فأحياناً يكون الإنسان عنده عزيمة أكيدة على الشيء، ثم تنتقض هذه العزيمة بدون أي سبب . وأحياناً يخرج الإنسان يريد الذهاب لأحد أصدقائه، ثم ينصرف ولا يذهب بدون أي سبب، لكن الله عز وجل يلقي في قلبه انصراف الهمة فيرجع . لهذا نقول : إن أفعال الإنسان مخلوقة لله، لأنها ناشئة عن إرادة جازمة وقدرة تامة، وخالق هذه الإرادة، والقدرة هو الله سبحانه وتعالى |
سبحانه العليم الخبير
شكرا لكم |
اقتباس:
|
الساعة الآن 08:13 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com