![]() |
7 تابع / شرح : حديث أبي زرع
قوله : ( قالت السادسة : زوجي إن أكل لف ، وإن شرب اشتف ، وإن اضطجع التف ، ولا يولج الكف ليعلم البث ) والمراد باللف الإكثار منه واستقصاؤه حتى لا يترك منه شيئا وقال أبو عبيد : الإكثار مع التخليط ، يقال : لف الكتيبة بالأخرى إذا خلطها في الحرب ، ومنه اللفيف من الناس ، فأرادت أنه يخلط صنوف الطعام من نهمته وشرهه ثم لا يبقي منه شيئا . وحكى عياض رواية من رواه " رف " بالراء بدل اللام قال : وهي بمعناها ، وبرواية من رواه " اقتف " بالقاف قال : ومعناه التجميع ، قال الخليل : قفاف كل شيء جماعه واستيعابه ، ومنه سميت القفة لجمعها ما وضع فيها ، والاشتفاف في الشرب استقصاؤه مأخوذ من الشفافة بالضم والتخفيف وهي البقية تبقى في الإناء ، فإذا شربها الذي شرب الإناء قيل : اشتفها . وقوله " التف " أي رقد ناحية وتلفف بكسائه وحده وانقبض عن أهله إعراضا ، فهي كئيبة حزينة لذلك ، ولذلك قالت " ولا يولج الكف ليعلم البث " أي لا يمد يده ليعلم ما هـي عليه من الحزن فيزيله . ويحتمل أن تكون أرادت أنه ينام نوم العاجز الفشل الكسل ، والمراد بالبث الحزن ويقال شدة الحزن ، ويطلق البث أيضا على الشكوى وعلى المرض وعلى الأمر الذي لا يصبر عليه ، فأرادت أنه لا يسأل عن الأمر الذي يقع اهتمامها به ، فوصفته بقلة الشفقة عليها وأنه لو رآها عليلة لم يدخل يده في ثوبها ليتفقد خبرها كعادة الأجانب فضلا عن الأزواج ، أو هو كناية عن ترك الملاعبة أو عن ترك الجماع كما سيأتي . وقالوا : إنما شكت منه وذمته واستقصرت حظها منه ،ودل على ذلك قولها قَبْلُ ( وإذا اضطجع التف ) كأنها قالت إنه يتجنبها ولا يُدْنيها منه ولا يدخل يَدَيْه في جنبها فيلمسها ولا يباشرها ولا يكون منه ما يكون من الرجال فيعلم بذلك محبتها له وحزنها لقلة حظها منه ، وقد جمعت في وصفها له بين اللؤم والبخل والهمة والمهانة وسوء العشرة مع أهله ، فإن العرب تذم بكثرة الأكل والشرب وتتمدح بقلتهما وبكثرة الجماع لدلالتها على حصة الذكورية والفحولية . ويحتمل أن يكون معنى قولها ( ولا يولج الكف ) كناية عن ترك تفقده أمورها وما تهتم به من مصالحها ، وهو كقولهم : لم يدخل يده في الأمر أي لم يشتغل به ولم يتفقده ، وهذا الذي ذكره احتمالا جزم بمعناه ابن أبي أويس فإنه قال : معناه لا ينظر في أمر أهله ولا يبالي أن يجوعوا . وقال أحمد بن عبيد بن ناصح : معناه لا يتفقد أموري ليعلم ما أكرهه فيزيله ، يقال : ما أدخل يده في الأمر أي لم يتفقده ( يتبع ) .................... |
الساعة الآن 11:35 AM |
Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2025, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com