عن"السري"رحمةالله قال:"دخلت سوق النخاسين (أي سوق بيع العبيد والإماء)فرأيت جارية ينادى عليها بالبراءة من العيوب،فاشتريتها وانصرفت بهاإلى المنزل فلما صرنا في الدار عرضت عليها الطعام فقـالت لي:والله يا مولاي ما رأيت أحدآ
في دارنا أكل نهارآ قــــــط!! (أي أنهم كانوا يواظبون على الصيام)،....،فلما كان العشاء أتيتها بطعام فأكلت منه،ثم قالت:يامـولاي:أبقيت لك خدمة؟!!(أي هل تريد مني أي عمل أقوم به لك)،
فقلت لا، فقالت:فدعني لخدمة مـولاي الأكبر ،قلت:إي وكرامة،قال :فانصرفت إلى غرفتها تصلي فيها،وصليت أنا العشاء الآخرة ثـم رقدت.
فلما مضى من الليل ثلثه،ضربت الباب علي،فقلت لها:ماتريدين ياجارية؟!!،
فقالت :يامولاي :أما لك حظ من الليل ؟!!(أي من الليل)،فقلت لها :لا!!،
فمضت عني وعادت إلى صلاتها ،فلما مضى نصف الليل ،عادت فضربت علي الباب ،فقلت لها :ماتريدين ؟!!،فقالت:يامولاي:قام المتهجدون إلى وردهم!!
فقلت لها :ياجارية :أنا بالليل خشبة(أي جثة هامدة ساكنة)،وبالنهار جلبة(أي حركة ونشاط في أمور الدنيا)!!
فقالت :يـــــا ويــلاه!!،ثم عادت إلى صلاتها ،فالما بقي من الليل الثلث الآخر،ضربت الباب علي ضربآ عنيفآ،وقالت:يامـولاي:أما دعـاك الاشتيــــــــــاق الــى منـاجـاة المــلك الخـــــــــلاق؟!!
قــــم خذ لنفسك مكنآ!!،فقد سبقك الخدام!!،فهيج مني كلامها خاطرآ،فقمت فأسبغت الوضوء وركعت ركعات في ظلام الليل ،ثم بحثت عنها،فوجدتها ساجدة لربها ،وسمعتها وهي تقول في سجودها مناجية مولاها تعالى :بحبك لـي الا ماغفرت لي!!
فلما كان بعد ذلك ،قلت لها :ومن أين علمت أنه يحبك؟!!
فقالت :يامـولاي:لــولا محبته لي ما أنامك وأقامني بين يديه!!
فقلت لها:اذهبي فأنت حـرة لوجه الله العظيم فدعت لي ،ثم خرجت وهي تقول : هذا العتق الأصــغر وبقي العتق الأكـــبر!!"أي من عذاب النار"
[كتاب "الصلاة والتهجد"لابن الخراط ]
أســــــــال الله ان يجعلنا من العتقا من النار ،،آآآآمــــين