✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨✨✨
✨✨✨✨✨
✨✨✨
✨✨
✨
1 - السخط .
2 - والصبر .
3 - والرضا .
4 - والشكر .
أولاً : السخط :
وهو محرم كما لو أصيب رجل بمصيبة وهي تلف المال، فأخذ يتسخط من قضاء الله وقدره وصار يخمش وجهه، ويشق ثوبه، ويجد في نفسه كراهة لتدبير الله عز وجل، فهذا محرم،
ولهذا لعن النبي صلى الله عليه وسلم، النائحة والمستمعة وقال :
( ليس منا من ضرب الخدود، وشق الجيوب، ودعا بدعوى الجاهلية ) . رواه البخاري
هل هذا الفعل مع كونه محرماً، ومن كبائر الذنوب هل يبرد من حرارة المصيبة ؟
أبداً لا يبرد من حرارة المصيبة، بل يزيدها، ويبدأ الإنسان يتسخط ويتحسر ولا يستفيد شيئاً، لأن هذا القضاء الذي قضاه الله ـ عز وجل ـ، لابد أن يقع مهما كان، يعني لا تقدر أنك لو لم تفعل كذا لم يكن كذا فهذا تقدير وهمي من الشيطان، فهذا المقدر لابد أن يكون،
ولهذا قال النبي، عليه الصلاة والسلام :
( ما أصابك لم يكن ليخطئك، وما أخطأك لم يكن ليصيبك ) . صحيح ابن ماجه
فلابد أن يقع كما أراد الله ـ عز وجل ـ،
وقال النبي، صلى الله عليه وسلم :
( احرص على ما ينفعك، واستعن بالله، ولا تعجزن، وإن أصابك شيء ـ أي بعد أن تحرص على ما ينفعك، وتستعين بالله ـ إن أصابك شيء لا تقل : لو أني فعلت كذا لكان كذا وكذا فإن ( لو ) تفتح عمل الشيطان ) .
رواه مسلم
فلو أن إنساناً خرج للنزهة بسيارته ـ التي هي من أحسن السيارات ـ فأصيب بحادث وتكسرت السيارة فبدأ يقول :
لو أني ما خرجت لهذه النزهة مانكسرت السيارة ، ويندم نفسه، ويلوم نفسه، فهل ينفعه هذا ؟
أبداً لا ينفع، لأن هذا كتب وسيجري الأمر بما كتب مهما كان .
ثانياً : الصبر:
يتألم الإنسان من المصيبة جداً ويحزن، ولكنه يصبر، لا ينطق بلسانه، ولا يفعل بجوارحه، قابض على قلبه، موقفه أنه قال :
( اللهم أجرني في مصيبتي، واخلف لي خيراً منها ) .
( إنا لله وإنا إليه راجعون ) .
فحكم الصبر هنا الوجوب، فيجب على الإنسان أن يصبر على المصيبة، وألا يحدث قولاً محرماً، ولا فعلاً محرماً .
ثالثاً : الرضا :
تصيبه المصيبة فيرضى بقضاء الله، والفرق بين الرضا والصبر، أن الراضي لم يتألم قلبه بذلك أبداً، فهو يسير مع القضاء
( إن إصابته ضراء صبر فكان خيراً له وإن أصابته سراء شكر فكان خيراً له ) .
ولا يرى الفرق بين هذا وهذا بالنسبة لتقبله لما قدره الله ـ عز وجل ـ، أي إن الراضي تكون المصيبة وعدمها عنده سواء .
هذه المسألة يقول بعض العلماء : إنها واجبة،
لكن جمهور أهل العلم على أنها ليست بواجبة، بل مستحبة، فهذه لاشك أنها أكمل حالاً من الصبر، وأما أن نلزم الناس ونقول :
يجب عليكم أن تكون المصيبة وعدمها عندكم سواء، فهذا صعب ولا أحد يتحمله، فالصبر يستطيع الإنسان أن يصبر، ولكن الرضا يعجز أن يرضى .
رابعاً : الشكر : وهذه قد يستغربها الإنسان ، فكيف يمكن للإنسان أن يصاب بمصيبة فيشكر الله ،
وهل هذا إلا مناف لطبيعة البشر ؟
ولكن يكون هذا إذا عرف الإنسان قدر ثواب المصيبة إذا صبر عليها
قال تعالى : « إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب » الزمر 10
وقال تعالى : « وبشّر الصّابرين (155) الّذين إذآ أصابتهم مّصيبة قالوٓا إنّا لله وإنّآ إليه راجعون (156) أولـٓئك عليهم صلوٓات مّن رّبّهم ورحمة (157) » سورة البقرة
فيقول : ما أرخص الدنيا عندي، وما أقلها في عيني،
إذا كنت أنال بهذه المصيبة التي صبرت عليها أنال هذه الصلوات وهذه الرحمة من الله - عز وجل - وهذا الأجر الذي أوفاه بغير حساب ،
فيشكر الله على هذه النعمة ويرى أن هذه من نعمة الله عليه، لأن كل الدنيا زائلة وفانية،
والأجر، والصلوات، والرحمة باقية، فيشكر الله على هذه المصيبة ـ
والشكر هنا على المصيبة مستحب وليس بواجب، لأنه أعلى من الرضا ـ أما الشكر على النعم فهو واجب .
فهذه هي مراتب الإنسان بالنسبة للمقضي كوناً مما يخالف الطبيعة ولا يلازم رغبة الإنسان .
وهنا مسألة : إذا قال قائل : ما تقولون في الرضا بالنسبة لما يفعله الإنسان من الأمور الشرعية كما لو زنى إنسان، أو سرق، فهل ترضون بزناه وسرقته ؟ .
فالجواب : أن فيها نظرين : الأول باعتبار أن الله قدرها وأوجدها، فهي من هذه الناحية قضاء كوني يجب علينا أن نرضى به،
فلا نقول : لماذا جعل الله الزاني يزني، وجعل السارق يسرق، فليس لنا أن نعترض .
أما بالنسبة لفعل العبد لها فلا نرضى، ولهذا فإننا نقيم عليه الحد
قال تعالى : « الزّانية والزّاني فاجلدوا كلّ واحد مّنهما مائة جلدة ولا تأخذكم بهما رأفة في دين الله إن كنتم تؤمنون بالله وباليوم الأخر وليشهد عذابهما طآئفة من المؤمنين »
سورة النّور 2
وفي السارق قال الله تعالى :
« والسّارق والسّارقة فاقطعوٓا أيديهما جزآء بما كسبا نكالاً مّن الله والله عزيزحكيم » سورة المائدة 38
ومعلوم أن جلدهما، وقطع يد السارق والسارقة غير رضا، فلو كان رضا ما كنا تعرضنا لهم بالعقوبة .