الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه ومن والاه أما بعد :
فهذا بحث يبين الفرق بين البدعة والسنة
أقول وبالله التوفيق :
البدعة في اللغة : الشيء المخترع على غير مثال سابق قال تعالى : " قل ما كنت بدعا من الرسل " أي لم أكن أول رسول فقد أرسل قبلي رسل كثير
البدعة في الإصطلاح : طريقة في الدين مخترعة تضاهي الشرعية يقصد بالسلوك عليها المبالغة في التعبد لله سبحانه وتعالى .
السنة : الطريقة حسنة كانت أو سيئة
السنة إصطلاحا : والمقصود هنا عند الفقهاء ما أضيف الى النبيمن قول أو فعل أو تقرير
الحكم الشرعي في اصطلاح أهل الأصول خطاب الله تعالى المتعلق بأفعال العباد إقتضاء أو تخييرا أو وضعا
وينقسم الحكم التكليفي الى قسمين
الأول : الحكم التكليفي : وهو اقتضاء الفعل أو التخيير فيه أو تركه
الثاني : الحكم الوضعي : وهو جعل الشيء سببا له أو مانعا منه أو شرطا فيه
والذي يعنينا هنا القسم الأول وهو الحكم التكليفي
ثبت في علم الأصول عند جماهير العلماء عدا الحنفية أن أقسام التكليف خمسة وهي المباح والواجب والمنوب والحرام والمكروه .
فالشرع أما أن يطلب الفعل طلبا جازما وهو الواجب أو طلبا غير جازم وهو المندوب أو يخير بين القيام بالفعل أو تركه أو يطلب ترك الفعل طلبا جازما وهو الحرام أو يطلب ترك الفعل طلبا غير جازم
وفي هذه الأحكام التكليفية نرى أن الله نصب دليلا لكل حكم سواء كان هذا الدليل خاصا أو عاما .
والسؤال الذي يطرح نفسه الآن أين نضع البدعة في هذه الأقسام ؟
حتى نبين ذلك لا بد أن نعرف أن البدعة يراد منها المبالغة في التعبد أي الزيادة في الدين بقصد التعبد .
إذا فلنطرح ما يتعلق بالحرام والمكروه والمباح جانبا
فيبقى عندنا الواجب والمندوب لأن قصد المكلف منهما الإمتثال لأمر الله وطاعته وطلب الثواب .
وحتى يكون الأمر واجبا أو مندوبا كي يمتثله العبد لا بد من دليل يدل عليه فيستنبط الحكم من الدليل سواء كانت دلالته على الوجوب أو الندب .
ومن هنا نعلم أن البدعة تختلف عن الأحكام التكليفية التي مصدرها الشرع .
فالبدعة هنا مصدرها العقل لا الشرع فكأن المبتدع نصب نفسه مشرعا من دون الله ليتقرب بما شرعه من هواه وعقله الفاسد على الله .
ومن هنا ندرك الفرق العظيم بين البدعة والسنة وهي أن السنة مصدرها الشرع والبدعة مصدرها العقل الفاسد واتباع الهوى
أسأل الله أن أكون قد بينت الفرق بأسلوب واضح سلس لا إشكال فيه.
والله من وراء القصد .
أخوكم : المشفق