موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام الرقية الشرعية والتعريف بالموسوعة الشرعية في علم الرقى ( متاحة للمشاركة ) > فتاوى ودراسات وأبحاث العلماء وطلبة العلم والدعاة في الرقية والاستشفاء والأمراض الروحية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:31 PM   #1
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

Arrow ( && " العلاج بالقرآن " : حقيقته ، أهميته ، حكمه ، وضوابطه - د عبدالحق حميش && ) !!!

العلاج بالقرآن:
( حقيقته ، أهميته ، حكمه، وضوابطه )

بحث من إعداد
د . عبد الحق حميش
كلية الشريعة والدراسات الإسلامية
جامعة الشارقة
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

بسم الله الرحمن الرحيم
إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره، ونعوذ بالله من شرور أنفسنا وسيئات أعمالنا، من يهده الله فلا مضل له، ومن يضلل فلا هادي له، ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك لـه القائل سبحانه : ﴿ وننزل من القرآن ما هو شفاء ورحمة للمؤمنين ﴾ [ الإسراء:82] ، ونشهد أن محمداً عبده ورسوله، أرسله الله للناس كافة بشيراً ونذيراً، وداعياً إليه بإذنه وسراجاً منيراً، بلّغ الرسالة، وأدى الأمانة، ونصح الأمة، وبيَّن لها الحلال والحرام، القائل – عليه الصلاة والسلام – : " من يرد الله به خيراً يفقهه في الدين "(1)، أما بعد:

تشغل قضية العلاج بالقرآن الكريم اهتمام الكثيرين من الباحثين والمرضى والأطباء، فالبعض ينفيجدواها في علاج الأمراض النفسية والبدنية،والبعض يقول بأن القرآن يشفي كل الأمراض الروحية منها والبدنية والنفسية ، ويشن حملة شعواء على من ينكر ذلك ...

هذا ولقد انتشر المعالجون بالرقي وافتتحت كثير من الدور – كعيادات – ولمعت كثير من الأسماء ، حتى أن بعض الرقاة أدخل التكنولوجيا الحديثة في عمله مثل أجهزة الحاسوب وغيرها، بل وصارت للرقية مواقع على شبكة الويب تستقبل استشارات الناس وتقوم بالرد عليها وتدلهم على العلاج وعلى المعالجين، وظهرت علينا في الفترة الأخيرة قنوات تلفزيونية فضائية متخصصة في الشعوذة والنصب على الناس ويدعي أحد أصحاب هذه القنوات حصوله على شهادات طبية وعلمية تسمح له بممارسة الطب وعلاج المرضىوالقدرة على علاج جميع الأمراض بلا استثناء، يشمل ذلك أمراض السرطان، والقلب، والأعصاب، والكلى، والكبد والأمراض المعدية والأمراض الجلدية والنفسية والسحر والعين والحسدوكل ما يخطر على البال من الأمراض العضوية والنفسية.

ويتحول الأمر إلي ظاهرة مخيفة عندما نعلم أن هناك بمصروحدها 300 ألف معالج بالقرآن وأنفقت مليارات الجنيهات حوالي (10 مليارات) علي الدجلوالشعوذة.

إشكالية البحث : ومع انتشار هذه الظاهرة طرحت الكثير من التساؤلات والآراء حول هذه القضية.. هل هي ظاهرة صحية أم ظاهرة مرضية!!؟.. وما هي الضوابط الشرعية للعلاج بالقرآن؟.. هل يسمى هذا النمط طبًا؟!!.. هل يجوز اعتباره مهنة ومصدرًا للكسب.. إلى غير ذلك من الآراء والتساؤلات التي انقسم الناس فيها بين مؤيد ومعارض..

ونتيجة للتخبط الحاصل لدى الكثيرين في فهم هذا المجال، كانت هذه الدراسة لكل باحث عن الرقية الشرعية من الكتاب والسنة المنضبطة بضوابط الشرع الحنيف البعيدة عن الخزعبلات والكذب والشعوذة والكهانة والزور والبهتان وادعاء معرفة علم الغيب ..

إن موضوع العلاج بالقرآن من الأمور التي ينبغي توجيه عناية العلماء الشرعيين المتخصصين لبحثها من الناحية الشرعية الفقهية، من أجل تأصيلها من الناحية الشرعية، ووضع الأطر والضوابط التي تضبطها.


(1) متفق عليه: البخاري في كتاب العلم باب قول النبي r: رب مبلغ أوعى من سامع (71) 1/39، ومسلم في كتاب الزكاة باب النهي عن المسألة (1037) (2/718) من حديث معاوية t.
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:36 PM   #2
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

أسباب اختيار الموضوع: والذي دفعني للكتابة في هذا الموضوع أمور شتى أوجزها فيما يلي:
أولا: محاولة تصحيح الانحرافات العقدية لدى كثير من المسلمين اليوم فيما يتعلق بقضايا العلاج بالقرآن.

ثانيا : إن العلاج بالقرآن أصبح في الآونة الأخيرة بحاجة إلى تقعيد وتأصيل ، بحيث توضع له الضوابط والأصول التي تضبطه وتحكمه في بوتقة الشريعة الإسلامية .

ثالثا : محاولة تصحيح الاتجاهات المنحرفة لدى كثير من المعالجين في الوسائل والمقاصد المتبعة ، خاصة النظرة المادية البحتة التي أصبحت الأساس الرئيس في مزاولة العلاج بالقرآن ، وكأنها مهنة من المهن التي يقتات بها كثير من هؤلاء ، ويأكلون أموال الناس سحتا وباطلا ، لما قد تدره عليهم من أموال طائلة .

رابعاً : خطورة التوجه للعلاج لدى السحرة والمشعوذين والعرَّافين الكهنة والمستعينين بالجن ومدعي الرقية من الناحية الشرعية على الفرد والأسرة والمجتمع المسلم ، خاصة وأنه قد ظهرت قنوات فضائية تستخدم القرآن وسيلة للكسب والاحتيال والتشويش على عقائد الناس وعباداتهم .

خامساً : إيضاح الأساليب والوسائل الصحيحة للرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة والأثر .
سادساً :ندرة الكتابات المتعلقة بالموضوع ، حيث أن هذا الموضوع لم يستوف حقه من الدراسة والبحث.

سابعاً : عدم اهتمام الباحثين بهذا الموضوع بزعم أنه عديم الجدوى والفائدة وأن الجهل به لا يضر ، فآثرت البحث فيه لإظهار أهميته وإبراز كافة النواحي المتعلقة به خاصة من الناحية الفقهية، التي أهملها الكثير من المهتمين بالموضوع .
أهداف البحث : أما أهم الأهداف التي يسعى هذا البحث لتحقيقها فهي :
أولا : إظهار حقيقة العلاج بالقرآن .

ثانيا : محاولة القضاء على البدع والخرافات والممارسات الخاطئة المنتشرة بين الناس عن حقيقة العلاج بالقرآن ، والعودة إلى المنهج الإسلامي الصحيح للتزود منه وحده .
ثالثا : التنبيه على خطورة انتشار الأمراض التي تصيب النفس البشرية من صرع وسحر وحسد وعين ونحوه ، خاصة انتشار السحر في بعض البلدان الإسلامية النامية ، وبعدهم عن حقائق الدين الإسلامي.
رابعا : تنبيه الدعاة لإظهار حقيقة العلاج بالقرآن الذي حث عليه ديننا الإسلامي الحنيف، وتحصينه بالضوابط والقواعد، وزرع تلك القواعد والأصول في نفوس الناس وتربيتهم عليها لحمايتهم من الوقوع في الشرك والمعصية .

الدراسات السابقة :سأشير فيما يلي لأهم الدراسات في هذا الموضوع،
- البيان في العلاج بالقرآن : ناصف عوض المنياوي ، طبع مركز الكتاب للنشر بالقاهرة الطبعة الأولى، ويقع الكتاب في 229 صفحة لكن محتويات الكتاب تختلف عن العنوان إذ يبحث الكتاب في عالم الجن والشياطين ، وأنواع المرض الأخرى ، ثم تحدث عن مراحل العلاج وكيفية طرد الجان ، والسحر وأنواعه ...

- أحكام الرُّقَى والتَّمَائم: رسالة ماجستير مطبوعة ، وهي أشمل رسالة رأيتها في ذلك ، مؤلفهاالدكتور فهد بن ضويان بن عوض السحيمي ، عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة .اسم دار النشر : مكتبة أضواء السلف .عدد صفحاتهذه الرسالة : 328 صفحة .عنوان درا النشر : الرياض - شارع سعد بن أبي وقاص - بجوار بَنْده .

- دليل المعالجين بالقرآن الكريم : رياض محمد سماحة ( القاهرة ) الكتاب يقع في 239 صفحة ، يقدم بعض الأدوية الشافية لأمراض متفرقة .
- التداوي بالقرآن الكريم والرقى والتعاويذ : الدكتور السيد الجميلي ( دار ومكتبة الهلال ) وجاء الكتاب في 95 صفحة ، اختار المؤلف الآيات القرآنية التي يعالج بها بعض الأمراض .

- ضوابط التداوي بالرقى والتمائم في الفقه الإسلامي : الدكتور محمد عثمان شبير ( البحث منشور ضمن أبحاث أخرى في كتاب دراسات فقهية في قضايا طبية معاصرة !!)

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:37 PM   #3
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

خطة البحث :



يتضمن البحث : مقدمة في أسباب اختيار الموضوع ، وأهميته ، وخطة البحث .


وثلاثة مباحث على النحو الآتي :


المبحث الأول : في حقيقة العلاج بالقرآن ومشروعيته وحكمه وأهميته، وأنواعه
المطلب الأول : مفهوم العلاج بالقرآن.
المطلب الثاني : مشروعية العلاج بالقرآن الكريم .
المطلب الثالث : حكم التداوي بالقرآن .
المطلب الرابع : أهمية وفوائد العلاج بالقرآن .
المطلب الخامس : أنواع الرقى .

المبحث الثاني : في ضوابط العلاج بالقرآن الكريم .
المطلب الأول : ضوابط خاصة بالراقي .
المطلب الثاني : ضوابط في الرقية .
المطلب الثالث : ضوابط في المرقي .
المبحث الثالث : مسائل متفرقة في العلاج بالقرآن
المسألة الأولى : صفة الرقية وطرقها وتأثيرها في الراقي .
المسألة الثانية : الشفاء بيد الله وحده .
المسألة الثالثة : هل الأدوية الحسية أنفع أم العلاج بالقرآن والأدوية الإيمانية .
المسألة الرابعة : حكم اتخاذ العلاج بالقرآن مهنة .
المسألة الخامسة : حكم إتيان الكهان والمشعوذين والعرافين .
المسألة السادسة : حكم حل السحر بالسحر .
المسألة السابعة : مخالفات يقع فيها الكثير من مدعي العلاج بالقرآن .
المسألة الثامنة : حكم إدخال وسائل التكنولوجيا في التداوي بالقرآن .
الخاتمة : وتحوي أهم نتائج البحث .

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:39 PM   #4
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

المبحث الأول
حقيقة العلاج بالقرآن وحكمه وأهميته وأقسامه
وفي هذا المبحث المطالب التالية :
المطلب الأول : تعريف العلاج والتداوي بالقرآن الكريم
المطلب الثاني : مشروعية العلاج بالقرآن الكريم
المطلب الثالث : حكم التداوي بالقرآن .
المطلب الرابع : أهمية وفوائد العلاج بالقرآن .
المطلب الخامس : أنواع الرقى

المطلب الأول
تعريف العلاج والتداوي بالقرآن الكريم
يطلق على العلاج والتداوي بالقرآن الكريم الرُّقْيَة- بسكون القاف- ويقال: "رقَى"- بالفتح فيالماضي، "ويرقِي" بالكسر في المستقبل، و"رقِيت" فلاناً- بكسر القاف، "أُرقيه" ويقال: "استرقى"، أي طلب الرقية، والرقية تجمع على رُقى، وتقول: استرقيته، فرقاني رقية، فهو راق، ويقال: رقى الراقي رقية ورقياً، إذا عوذونفث في عوذته، ويعرفها ابن الأثير: الرقية، العُوذة التي يرقى بها صاحب الآفةكالحمى والصرع وغير ذلك من الآفات(1)، ويقول ابن منظور: والرقية: العوذة،معروفة.
قالَ عرْوَةُ : فما تَرَكا مِن عُوذَةٍ يَعْرِفانهَا ولا رُقْيةٍ إلاَّ بها رَقَياني(2)
وقال أيضاً: والعوذة والمعاذات والتعويذ: الرقية، يرقى بها الإنسان منفزع أو جنون، لأنه يعاذ بها، وقد عوذه. يقال عوذت فلانا بالله وأسمائه،وبالمعوذتين، إذا قلت: أعيذك بالله وأسمائه من كل ذي شر (3).
وقال بعضالفقهاء في تعريفها : الرُّقْيَةِ وَهِيَ الْعُوذَةُ بِضَمِّ الْعَيْنِ ما يُرْقَى بِهِ من الدُّعَاءِ لِطَلَبِ الشِّفَاءِ (1)، وقال ابن التِّينِ: الرُّقَى بِالْمُعَوِّذَاتِ وَغَيْرِهَا من أَسْمَاءِ اللَّهِ تَعَالَى هو الطِّبُّ الرُّوحَانِيُّ إذَا كان على لِسَانِ الْأَبْرَارِ من الْخَلْقِ حَصَلَ الشِّفَاءُ بِإِذْنِ اللَّهِ فلما عز هذا النَّوْعُ فَزِعَ الناس إلَى الطِّبِّ الْجُسْمَانِيِّ وَتِلْكَ الرُّقَى الْمَنْهِيُّ عنها التي يَسْتَعْمِلُهَا الْمُعَزِّمُ وَغَيْرُهُ مِمَّنْ يَدَّعِي تَسْخِيرَ الْجِنِّ له (2).

وجودها قبل الإسلام:
عن عَمْرَةَ بِنْتِ عبد الرحمن أَنَّ أَبَا بَكْرٍ الصِّدِّيقَ دخل على عَائِشَةَ وَهِيَ تَشْتَكِي وَيَهُودِيَّةٌ تَرْقِيهَا فقال أبو بَكْرٍ أرقيها بِكِتَابِ الله (3)، وعن ابن عَبَّاسٍ أَنَّ ضِمَادًا قَدِمَ مَكَّةَ وكان من أَزْدِ شَنُوءَةَ وكان يَرْقِي من هذه الرِّيحِ فَسَمِعَ سُفَهَاءَ من أَهْلِ مَكَّةَ يَقُولُونَ إِنَّ مُحَمَّدًا مَجْنُونٌ فقال لو أنى رأيت هذا الرَّجُلَ لَعَلَّ اللَّهَ يَشْفِيهِ على يَدَيَّ قال فَلَقِيَهُ فقال يا محمد إني أَرْقِي من هذه الرِّيحِ وَإِنَّ اللَّهَ يَشْفِي على يَدِي من شَاءَ فَهَلْ لك فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم : إِنَّ الْحَمْدَ لِلَّهِ نَحْمَدُهُ وَنَسْتَعِينُهُ من يَهْدِهِ الله فلا مُضِلَّ له وَمَنْ يُضْلِلْ فلا هَادِيَ له وَأَشْهَدُ أَنْ لَا إِلَهَ إلا الله وَحْدَهُ لَا شَرِيكَ له وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ أَمَّا بَعْدُ ، قال فقال أَعِدْ عَلَيَّ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ فَأَعَادَهُنَّ عليه رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلَاثَ مَرَّاتٍ قال فقال لقد سمعت قَوْلَ الْكَهَنَةِ وَقَوْلَ السَّحَرَةِ وَقَوْلَ الشُّعَرَاءِ فما سمعت مِثْلَ كَلِمَاتِكَ هَؤُلَاءِ وَلَقَدْ بَلَغْنَ نَاعُوسَ الْبَحْرِ قال فقال هَاتِ يَدَكَ أُبَايِعْكَ على الْإِسْلَامِ قال فَبَايَعَهُ فقال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَعَلَى قَوْمِكَ قال وَعَلَى قَوْمِي (4) ، وعن عَوْفِ بن مَالِكٍ الْأَشْجَعِيِّ قال كنا نَرْقِي في الْجَاهِلِيَّةِ فَقُلْنَا يا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ تَرَى في ذلك فقال اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لَا بَأْسَ بِالرُّقَى ما لم يَكُنْ فيه شِرْكٌ(5).


(1) النهاية في غريب الأثر 2/254 .

(2) تاج العروس : الزبيدي مادة رقي 38/175 .

(3) لسان العرب : ابن منظور مادة رقى 14/332 .

(1) حاشية العدوي : 2/640 .

(2) نيل الأوطار 9/106 .

(3) أخرجه مالك في موطئه ( 1688 ) 2/943 ، والبيهقي ( 19386) 9/349 .

(4) أخرجه مسلم في صحيحه في كتاب الجمعة باب تخفيف الصلاة والخطبة ( 868) 2/593 .

(5) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب لا بأس بالرقى ما لم يكن فيه شرك (2200) 4/1727 .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:41 PM   #5
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

المطلب الثاني
مشروعية العلاج بالقرآن الكريم
إن التداوي بالقرآنالكريم والاستشفاء به من الأمراض الجسمية والآفات والعلل العضوية عن طريق تلاوته أوقراءة بعض سوره وآياته هو المقصود في هذا المقام، ولأجله كتبت هذا البحث، سواء كان سبب المرض سوء في التصرفات، أو التعرض لبعض الإيذاء من الدواب والهوام، أو مسوإيذاء واعتداء من الجن أو غيرهم من المخلوقات، أو كان تلفا وخللا في بعض الأجهزةالعضوية وغيرها، وهذا موضوع قد كثر حوله الكلام وطال فيه الجدل والخلاف، بين مانعمن ذلك جملة وتفصيلاً بأدلة عقلية وأقيسة منطقية ، وبين مغالٍ في إجازتهمعتمداً عليه معرضاً عن بذل الأسباب المادية الحسية وعن التداوي بغيرها والاستشفاءبما نفعه من خلال التجربة، والدراسة العلمية.
والحق إنما يتوسط بين الجافي والغالي،ويعتدل بين الإفراط والتفريط، والتداوي والاستشفاء بالقرآن الكريم جاء في النصوصالشرعية الثابتة، ويقرره العقل والقياس الصحيح، لذلك وجب التصديق به، والإيمان بماجاء به النص، وأجازه العقل، والنصوص الشرعية كثيرة جدا.
إن العلاج بالقرآن والأدعية المشروعة طب نفسى ولايصل الشك إلى التردد فى قبوله واعتباره لاسيما من المسلمين الذين يشهدون بربوبية الله وألوهيته وأنه الشافى المعافى لا حول ولاقوة إلا به تعالى ماشاء كان وما لم يشأ لم يكن ، فلقد تضافرت النصوص الشرعية من كتاب الله تعالى ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم فى اعتبار القرآن هدى وشفاء : (1)
أ- قول اللهتعالى:﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا ﴾ [ الإسراء: 82]، وقال تعالى ﴿ وَإِمَّا يَنزَغَنَّكَ مِنَ الشَّيْطَانِ نَزْغٌ فَاسْتَعِذْ بِاللّهِ إِنَّهُ سَمِيعٌ عَلِيمٌ ﴾ [ الأعراف :200] ، وقال تعالى ﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ (80) ﴾ [ الشعراء:80] ، وقوله تعالى: ﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء ﴾ [ فصلت:44] ولفظ "شفاء" عام يتناول شفاء الأمراضالقلبية والعقلية، كما يتناول الأمراض الجسدية والعوارض المادية الحسية، والأصلبقاء العـام على عمومه وعدم تخصيصه إلا بمخصص، ولا مخصص هنا- على ما قررهالعلماء ، قال الألوسي: استدل العلماء بالآية على أن القرآن يشفي من الأمراض البدنية كما يشفي من الأمراض القلبية (2).
ب- ما جاء في سنة رسول الله صلى عليه وسلم: فقد ثبت أنه استشفىواسترقى ببعض آيات القرآن، وأمر بذلك وأوصى به، وفعله عليه الصلاة والسلام لنفسهولغيره، وأقره كذلك من فعل بعض أصحابه رضي الله تعالى عنهم:
فقد ثبت فى الصحيح عن عَائِشَةَ زَوْجِ النبي صلى الله عليه وسلم أنها قالت كان إذا اشْتَكَى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَقَاهُ جِبْرِيلُ قال بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كل دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذا حَسَدَ وَشَرِّ كل ذِي عَيْنٍ (1).
كما ثبت أن رسول الله صلىالله عليه وسلم كان يرقي نفسه: عن عَائِشَةَ أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم كان إذا أَوَى إلى فِرَاشِهِ كُلَّ لَيْلَةٍ جَمَعَ كَفَّيْهِ ثُمَّ نَفَثَ فِيهِمَا فَقَرَأَ فِيهِمَا﴿قُلْ هو الله أَحَدٌ﴾ وَ ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الْفَلَقِ﴾ وَ ﴿قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ الناس﴾ ثُمَّ يَمْسَحُ بِهِمَا ما اسْتَطَاعَ من جَسَدِهِ يَبْدَأُ بِهِمَا على رَأْسِهِ وَوَجْهِهِ وما أَقْبَلَ من جَسَدِهِ يَفْعَلُ ذلك ثَلَاثَ مَرَّاتٍ "(2) ، وعن أبي سَعِيدٍ الخدري رضي اللهعنه قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ من الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ حتى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فلما نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ ما سِوَاهُمَا(3) .
كما رقى رسول الله صلى الله عليه وسلمغيره: عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا أتى مَرِيضًا أو أتى بِهِ قال أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ الناس اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ الا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا" (4) ، وعن ابن عَبَّاسٍ رضي الله عنهما قال كان النبي صلى الله عليه وسلم يُعَوِّذُ الْحَسَنَ وَالْحُسَيْنَ وَيَقُولُ : " إِنَّ أَبَاكُمَا كان يُعَوِّذُ بها إِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّةِ من كل شَيْطَانٍ وَهَامَّةٍ وَمِنْ كل عَيْنٍ لَامَّةٍ "(5)، الهامة : واحدة من الهوام وهي ذواتالسموم (6) ، اللامة: بتشديد الميم أي ذات لمم، واللمم كل داء يلم من خبل أو جنون أونحوهما (7). أي في كل عين تصيب بسوء "(8) .
وعن أبي سَعِيدٍ أَنَّ جِبْرَائِيلَ عليه السلام أتى النبي صلى الله عليه وسلم فقال: يا محمد اشْتَكَيْتَ ؟ قال: نعم ، قال : " بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ من كل شَيْءٍ يُؤْذِيكَ من شَرِّ كل نَفْسٍ أو عَيْنٍ أو حَاسِدٍ الله يَشْفِيكَ بِسْمِ اللَّهِ أَرْقِيكَ " (1).
الرسولصلى الله عليه وسلم يأمر ويندب غيره، ويرخص في الرقية: عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رَأَى في بَيْتِهَا جَارِيَةً في وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فقال : " اسْتَرْقُوا لها فإن بها النَّظْرَةَ " (2).
وعن عُثْمَانَ بن أبي الْعَاصِ الثَّقَفِيِّ أَنَّهُ شَكَا إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَجَعًا يَجِدُهُ في جَسَدِهِ مُنْذُ أَسْلَمَ فقال له رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ضَعْ يَدَكَ على الذي تَأَلَّمَ من جَسَدِكَ وَقُلْ بِاسْمِ اللَّهِ ثَلَاثًا وَقُلْ سَبْعَ مَرَّاتٍ أَعُوذُ بِاللَّهِ وَقُدْرَتِهِ من شَرِّ ما أَجِدُ وَأُحَاذِرُ "(3).
وعن سَعْدَ بن أبي وَقَّاصٍ يقول سمعت خَوْلَةَ بِنْتَ حَكِيمٍ السُّلَمِيَّةَ تَقُولُ سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: " من نَزَلَ مَنْزِلًا ثُمَّ قال أَعُوذُ بِكَلِمَاتِ اللَّهِ التَّامَّاتِ من شَرِّ ما خَلَقَ لم يَضُرَّهُ شَيْءٌ حتى يَرْتَحِلَ من مَنْزِلِهِ ذلك " (4).
الرسول صلى الله عليه وسلم يقر غيره على الرقية: عن عَائِشَةَ قالت كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا اشْتَكَى مِنَّا إِنْسَانٌ مَسَحَهُ بِيَمِينِهِ ثُمَّ قال أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ الناس وَاشْفِ أنت الشَّافِي لَا شِفَاءَ إلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا فلما مَرِضَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وَثَقُلَ أَخَذْتُ بيده لِأَصْنَعَ بِهِ نحو ما كان يَصْنَعُ فَانْتَزَعَ يَدَهُ من يَدِي ثُمَّ قال اللهم اغْفِرْ لي وَاجْعَلْنِي مع الرَّفِيقِ الأعلى قالت فَذَهَبْتُ أَنْظُرُ فإذا هو قد قَضَى (5).
وعنها قالت كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم إذا مَرِضَ أَحَدٌ من أَهْلِهِ نَفَثَ عليه بِالْمُعَوِّذَاتِ فلما مَرِضَ مَرَضَهُ الذي مَاتَ فيه جَعَلْتُ أَنْفُثُ عليه وَأَمْسَحُهُ بِيَدِ نَفْسِهِ لِأَنَّهَا كانت أَعْظَمَ بَرَكَةً من يَدِي وفي رِوَايَةِ يحيى بن أَيُّوبَ بِمُعَوِّذَاتٍ (6).
وعنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا اشْتَكَى الْإِنْسَانُ الشَّيْءَ منه أو كانت بِهِ قَرْحَةٌ أو جُرْحٌ قال النبي صلى الله عليه وسلم بِإِصْبَعِهِ هَكَذَا وَوَضَعَ سُفْيَانُ سَبَّابَتَهُ بِالْأَرْضِ ثُمَّ رَفَعَهَا بِاسْمِ اللَّهِ تُرْبَةُ أَرْضِنَا بِرِيقَةِ بَعْضِنَا لِيُشْفَى بِهِ سَقِيمُنَا بِإِذْنِ رَبِّنَا قال بن أبي شَيْبَةَ يُشْفَى وقال زُهَيْرٌ لِيُشْفَى سَقِيمُنَا " (1).وفى الصحيح عن أَنَسٍ قال رَخَّصَ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم في الرُّقْيَةِ من الْعَيْنِ وَالْحُمَةِ وَالنَّمْلَةِ (2). قال النووى : النملة جروح تخرج فى الجنب والحمه كل ذات سم (3).وعن أبي سَعِيدٍ الْخُدْرِيِّ أَنَّ نَاسًا من أَصْحَابِ رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كَانُوا في سَفَرٍ فَمَرُّوا بِحَيٍّ من أَحْيَاءِ الْعَرَبِ فَاسْتَضَافُوهُمْ فلم يُضِيفُوهُمْ فَقَالُوا لهم هل فِيكُمْ رَاقٍ فإن سَيِّدَ الْحَيِّ لَدِيغٌ أو مُصَابٌ فقال رَجُلٌ منهم نعم فَأَتَاهُ فَرَقَاهُ بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَبَرَأَ الرَّجُلُ فَأُعْطِيَ قَطِيعًا من غَنَمٍ فَأَبَى أَنْ يَقْبَلَهَا وقال حتى أَذْكُرَ ذلك لِلنَّبِيِّ صلى الله عليه وسلم فَأَتَى النبي صلى الله عليه وسلم فذكر ذلك له فقال : يا رَسُولَ اللَّهِ والله ما رَقَيْتُ إلا بِفَاتِحَةِ الْكِتَابِ فَتَبَسَّمَ وقال:" وما أَدْرَاكَ أنها رُقْيَةٌ " ثُمَّ قال : " خُذُوا منهم وَاضْرِبُوا لي بِسَهْمٍ مَعَكُمْ " (4) .
هذه النصوص الشرعيه من كتاب الله ومن سنة رسوله صلى الله عليه وسلم تبين لنا أن العلاج بالقرآن مشروع، ولاشك أن شرع الله حق وصدق فى حقيقته ووجوب الإيمان به فالرقية الشرعية علاج لأمراض الروح والنفس والبدن قال صلى الله عليه وسلم : " لابأس بالرقى مالم تكن شركا " (5).
يقول الإمام ابن القيم : مرَّ بي وقتبمكة، سقمت فيه، وفقدت الطبيب والدواء ، فكنت أعالج بها - بالحمد لله رب العالمين- آخذ شربة من ماء زمزم، وأقرؤها عليها مراراً، ثم أشربه، فوجدت لذلك البرء التام، ثمصرت أعتمد على ذلك عند كثير من الأوجاع فأنتفع بها غاية الانتفاع (6) .
وليسمعنى هذا ولازمه ترك التداوي والاستشفاء بالأدوية الطبيعية المادية، والاكتفاءبقراءة آيات من القرآن الكريم. فليس ذلك من الرشد في الدين، ولا من الفقه لسنن اللهتعالى الكونية. ولكن الشأن هو الجمع بين هذا وذاك، والانتفاع بالأمرين، والجمع بينبذل الأسباب الحسية والمادية؛ مع الاعتماد على ما جاء به التوجيه الشرعي، وتعلقالقلب بالله تعالى وحده، فهو النافع وهو رب الأسباب تبارك وتعالى.
ج – العقل : وأما إقرارالعقل لهذا التداوي فواضح؛ إذ العقل لا يحيل ذلك ولا يمنعه أبداً، كيف وقد جاءالخبر الصادق بذلك، والعقل قد صدق المخبر فيما هو أعظم من مجرد الإخبار بالاستشفاءبتلاوة بعض الآيات والسور، ثم إنه لا يترتب على التصديق به أمر مستحيل؛ لأنالعقل قد قرر أن الله سبحانه وتعالى هو المالك الفاعل المتصرف في الكون وما فيه منخلق، وهو سبحانه رب الأسباب والأدواء التي لا تشفي ولا تنفع بذاتها، بل هو الشافيوالدافع لجميع الأفراد، وهو النافع والواهب للصحة والعافية، وهو الذي يحول بينالأسباب وبين مقتضياتها، وهو الذي يجعل فيها النفع سبحانه، فالاستشفاء والتداويبتلاوة آيات وسور من القرآن على الأمراض الجسدية قررتها الشريعة السمحة، وجعلتهاأسباباً شرعية صحيحة نافعة بإذن الله تعالى، كما تقررها العقول الصحيحة(1) .





(1) حاشية ابن عابدين 6/364 ، الذخيرة : القرافي 13/311 ، حاشية العدوي 2/641 ، المهذب : الشيرازي 1/126 ، مغني المحتاج : الشربيني 1/330 ، كشاف القناع : البهوتي 2/81 .

(2) روح المعاني : الألوسي 11/139

(1) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى ( 2185) 4/1718 .

(2) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات ( 4729) 4/1916 .

(3) أخرجه الترمذي في كتاب الطب باب ما جاء في الرقية بالمعوذتين ( 2058) وقال : هذا حديث حسن غريب 4/395 .

(4) أخرجه البخاري في كتاب المرضى باب دعاء العائد للمريض ( 5351) 5/2147 ومسلم في كتاب السلام باب استحباب الرقية للمريض( 2191) 4/1721 .

(5) أخرجه البخاري في كتاب الأنبياء باب ( يزفون ) ( 3191 ) 3/1233 .

(6) فتح الباري : ابن حجر العسقلاني 6/410 ، عون المعبود : 7/127 .

(7) تحفة الأحوذي : 6/185 ، شرح سنن ابن ماجه 1/252 .

(8) مرقاة المفاتيح 4/14 .

(1) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى (2185)4/1718 .

(2) أخرجه البخاري في كتاب الطب باب رقية العين ( 5407 ) 5/2167 .

(3) أخرجه مسلم في كتاب السلام .باب استحباب وضع يده على موضع الألم مع الدعاء ( 2202)4/1728 .

(4) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب في التعوذ من سوء القضاء ( 2707 ) 4/2080 .

(5) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب استحباب رقية المريض ( 2191 ) 4/1721 .

(6) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب رقية المريض بالمعوذات والنفث ( 2192 ) 4/1723 .

(1) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب استحباب الرقية من العين ( 2194 ) 4/1724 .

(2) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب استحباب الرقية من العين ( 2196 ) 4/1725 .

(3) شرح النووي على صحيح مسلم :14/183 ، فتح الباري : 10/106 .

(4) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب جواز أخذ الأجرة على الرقية بالقرآن والأذكار ( 2201 ) 4/1727 .

(5) سبق تخريجه .

(6) زاد المعاد : ابن القيم الجوزية 4/178 ، الطب النبوي : ابن القيم الجوزية ص 139 .

(1) الطب النبوي : ابن القيم ص 141 .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:43 PM   #6
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

المطلب الثالث
في حكم التداوي بالقرآن

بعد أن اتفق الفقهاء الحنفية والمالكية والشافعية والحنابلة على جواز الاستشفاء بالقرآن – كما سبق وأن بيّناه في المشروعية – وكما قال النفراوي المالكي : ولا خلاف في جواز الاسترقاء بأسماء الله تعالى وكتابه (1) إلا أنهم اختلفوا في حكم التداوي عموماً ، وأيضاً في التساوي بين الفعل والترك، أو الفضيلة، أو الكراهة على عدة آراء :
الرأي الأول:ذهب الحنفية والمالكية إلى الجواز، بمعنى الإباحة بين فعل الرقية أو تركها (2). ولا يشوش على هذا تعبير بعضهم بـ"لا بأس" فقد عبر بعض الحنفية كابن عابدين وابن أبى زيد القيرواني عن الجواز بلفظ "لا بأس بالمعاذات" (3) و"لا بأس بالاسترقاء والتعوذ" (4). والمراد الجواز، لكن من له قوة على الصبر فالمستحسن عدم الاسترقاء، وهذا لا ينفي الجواز. نبه على ذلك النفراوي من المالكية فقال : تعبير المصنف "بلا بأس" يقتضي أن الأحسن عدم الاسترقاء، وتسليم الأمر إلى الله ، ويدل على حديث ابن عَبَّاسٍ عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " عُرِضَتْ عَلَيَّ الْأُمَمُ فَرَأَيْتُ النبي وَمَعَهُ الرُّهَيْطُ وَالنَّبِيَّ وَمَعَهُ الرَّجُلُ وَالرَّجُلَانِ وَالنَّبِيَّ ليس معه أَحَدٌ إِذْ رُفِعَ لي سَوَادٌ عَظِيمٌ فَظَنَنْتُ أَنَّهُمْ أُمَّتِي فَقِيلَ لي هذا مُوسَى صلى الله عليه وسلم وَقَوْمُهُ وَلَكِنْ انْظُرْ إلى الْأُفُقِ فَنَظَرْتُ فإذا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لي انْظُرْ إلى الْأُفُقِ الْآخَرِ فإذا سَوَادٌ عَظِيمٌ فَقِيلَ لي هذه أُمَّتُكَ وَمَعَهُمْ سَبْعُونَ أَلْفًا يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ ثُمَّ نَهَضَ فَدَخَلَ مَنْزِلَهُ فَخَاضَ الناس في أُولَئِكَ الَّذِينَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ بِغَيْرِ حِسَابٍ ولا عَذَابٍ فقال بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ صَحِبُوا رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم وقال بَعْضُهُمْ فَلَعَلَّهُمْ الَّذِينَ وُلِدُوا في الْإِسْلَامِ ولم يُشْرِكُوا بِاللَّهِ وَذَكَرُوا أَشْيَاءَ فَخَرَجَ عليهم رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال ما الذي تَخُوضُونَ فيه فَأَخْبَرُوهُ فقال هُمْ الَّذِينَ لَا يَرْقُونَ ولا يَسْتَرْقُونَ ولا يَتَطَيَّرُونَ وَعَلَى رَبِّهِمْ يَتَوَكَّلُونَ فَقَامَ عُكَّاشَةُ بن مِحْصَنٍ فقال ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم فقال أنت منهم ثُمَّ قام رَجُلٌ آخَرُ فقال ادْعُ اللَّهَ أَنْ يَجْعَلَنِي منهم فقال سَبَقَكَ بها عُكَّاشَةُ " (5).ففي هذا ذم الاسـترقاء. وحديث أن جبريـل كان يرقي النبي صلى الله عليه وسلم يقتضي مدح الاسترقاء، وإن فعله أحسن من تركه. ثم أجاب النفراوي بقوله: والجواب عن هذه المعارضة من وجهين:
أحـدهما: أن الاسترقاء الذي يحسن تركه الاسترقاء بكلام الكفار أو الألفاظ المجهولة التي لا يعرف معناها كالألفاظ العجمية. والاسـترقاء الحسن ما كان بالآيات القرآنية، أو الأسماء والكلمات المعروفة المعاني ، وثانيهما: أن الاسترقاء المستحسن تركه هو ما كان في حـق من له قـوة على الصبر على ضرر المرض، كما قيل للصديق رضي الله عنه: ندعو لك طبيباً، فقال: "الطبيب أمرضني". والمستحسن فعل الرقية في حق الضعيف(1).
الرأي الثاني: فقد ذهب الحنابلة إلى أنه مباح لكن تركه أفضل، وجمهورهم على الاستحباب (2) ، يقول شيخ الإسلام ابن تيمية : " وإن كثيراً من أهل الفضل والمعرفة يفضل تركه تفضلا واختيارا لما اختار الله ورضي به وتسليما له " (3).
الرأي الثالث:أن التداوي بالرقية مستحب. وهو مذهب الشافعية. قال النووي في منهاج الطالبين: "ويسن التداوي". وقال: "إنه مذهبهم ومذهب جمهور السلف وعامة الخلق. واختاره الوزير ابن المظفـر" (4) ، وعلى الاستحباب كثير من الحنابلة، كالقاضي أبي يعلي والبهوتي وابن الجوزي وابن عقيل والمقدسي وغيرهم. جاء في الآداب الشرعية: الاستحباب هو الصـواب، وهو قول الجمهور (5). وذكر في شرح مسلم أنه قول كثير من العلماء أو أكثرهم (6).
الرأي الرابع: مذهب الكراهة (7). فيكره التداوي بالرقى؛ محتجين بتعارض الأحاديث في المنع والإباحة. أو بفهم حديث ابن عباس رضي الله عنه: فعن عِمْرَانَ أبي بَكْرٍ قال حدثني عَطَاءُ بن أبي رَبَاحٍ قال قال لي بن عَبَّاسٍ ألا أُرِيكَ امْرَأَةً من أَهْلِ الْجَنَّةِ قلت بَلَى قال هذه الْمَرْأَةُ السَّوْدَاءُ أَتَتْ النبي صلى الله عليه وسلم فقالت إني أُصْرَعُ وَإِنِّي أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ لي قال إن شِئْتِ صَبَرْتِ وَلَكِ الْجَنَّةُ وَإِنْ شِئْتِ دَعَوْتُ اللَّهَ أَنْ يُعَافِيَكِ فقالت أَصْبِرُ فقالت إني أَتَكَشَّفُ فَادْعُ اللَّهَ أَنْ لَا أَتَكَشَّفَ فَدَعَا لها حدثنا مُحَمَّدٌ أخبرنا مَخْلَدٌ عن بن جُرَيْجٍ أخبرني عَطَاءٌ أَنَّهُ رَأَى أُمَّ زُفَرَ تِلْكَ امْرَأَةً طَوِيلَةً سَوْدَاءَ على سِتْرِ الْكَعْبَةِ " (8) ، وقد رد النووي وغيره على هذا بقوله: لا مخالفة لهذا الحديث وغيره لأحاديث الجواز، لأن "المدح في ترك الرقى المراد بها الرقـى التي هي من كلام الكفار، والرقي المجهولة، والتي بتعبير غير العربية، وما لا يعرف معناها؛ فهذه مذمومة لاحتمال أن معناها كفر، أو قريب منه أو مكروه. وأما الرقي بآيات القرآن وبالأذكار المعروفة فلا نهي فيه بل هو سنة (1).
وقال بعض الفقهاء: لا تجوز الرقية إلا من العين واللدغة لحديثعِمْرَانَ بن حُصَيْنٍ رضي الله عنهما قال : لَا رُقْيَةَ إلا من عَيْنٍ أو حُمَةٍ" (2)،وعن عُثْمَانُ بن حَكِيمٍ حَدَّثَتْنِي جَدَّتِي الرباب قالت سمعت سَهْلَ بن حُنَيفٍ يقول مَرَرْنَا بِسَيْلٍ فَدَخَلْتُ فَاغْتَسَلْتُ فيه فَخَرَجْتُ مَحْمُومًا فَنُمِيَ ذلك إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فقال : " مُرُوا أَبَا ثَابِتٍ يَتَعَوَّذُ قالت فقلت يا سَيِّدِي وَالرُّقَى صَالِحَةٌ فقال لَا رُقْيَةَ إلا في نَفْسٍ أو حُمَةٍ أو لَدْغَةٍ قال أبو دَاوُد الْحُمَةُ من الْحَيَّاتِ وما يَلْسَعُ " (3) ، والنفس العين.
وأجاب الجمهور أن تخصيص ما ذكر لا يمنع الرقية من غيره من الأمراض. فمعنى الحديث: لا رقية أولى وأنفع من رقية العين والحمة، وإلا فقد ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم رقى بعض أصحابه من غير ما ذكر. وسياق الحديث يدل على أن المراد أن الرقية أنفع فيما ذكر. فإن سهلاً قال لما أصابته العين: أو في الرقى خير؟ فقال صلى الله عليه وسلم: "لا رقية إلا من نفس أو حمة" (4).
وأرجح رأي الشافعية في استحباب التداوي عموماً والاستشفاء بالقرآن الكريم بخاصة ، لما في ذلك من التعلق بالله سبحانه وتعالى الشافي المُعافي .





(1) الثمر الداني : 1/710 .

(2) تبيين الحقائق 6/33 .

(3) حاشية ابن عابدين 6/363 .

(4) الرسالة : ابن أبي زيد القرواني ص 165 .

(5) أخرجه البخاري في كتاب الدعوات باب يدخل الجنة سبعون ألفا بغير حساب (6175) ومسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب ( 220 ) 1/199 .

(1) الفواكه الدواني : 2/368 – 369، والأثر أخرجه البيهقي في شعب الإيمان 2/491، وابن عساكر في تاريخ دمشق 33/184.

(2) الفروع : لابن مفلح 2/131 ،

(3) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : 21/564 .

(4) منهاج الطالبين : النووي 1/28 ، حواشي الشرواني : 3/183 .

(5) الآداب الشرعية : ص 82 .

(6) شرح النووي على صحيح مسلم : 7/427 .

(7) نيل الأوطار : الشوكاني 8/20 ، فضائل القرآن : لأبي عبيد 2/220 .

(8) أخرجه البخاري في كتاب المرض باب فضل من يصرع من الريح ( 5328) 5/2140 ، ومسلم في كتاب البر والصلة باب ثواب المؤمن فيما يصيبه من مرض ( 2576 ) 4/1994 .

(1) شرح النووي على صحيح مسلم : 14/168 ، طرح التثريب : 8/185 .

(2) أخرجه البخاري في كتاب الطب باب من اكتوى أو كوى ( 5378 ) 5/2157 ، و مسلم في كتاب الإيمان باب الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة بغير حساب ولا عذاب ( 220 ) 1/199 .

(3) أخرجه أبو داود في كتاب الطب باب ما جاء في الرقى ( 3888 ) 4/11 ، والنسائي كتاب عمل اليوم والليلة باب ما يقرأ على من أصيب بعين ( 10873 ) 6/256 .

(4) كما جاء في الحديث السابق ... ( انظر : فتح الباري : 10/115 ، عون المعبود : 10/264 ، فيض القدير : المناوي 6/426 ) .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:44 PM   #7
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

المطلب الرابع
فوائد العلاج بالقرآن وأهميته
إن من له اطلاع وتعامل في العلاج بالقرآن وبالرقية الشرعية يدرك فضائلها وفوائدها، فكم من حالات مستعصية من الأمراض العضوية والاكتئاب والأمراض النفسية عولجت بفضل الله عز وجل بالرقية والتي ما كانت في حقيقتها إلا علامات تدل على أمراض روحية ونفسية فلما زال العارض النفسي وعولج الأذى الروحي شفيت الأمراض الجسدية بفضل الله سبحانه وتعالى .
فلا شك ولا ريب أن العلاج بالقرآن الكريم وبما ثبت عن النبي صلى الله عليه وسلم من الرقى هو علاج نافع وشفاء تام﴿ قُلْ هُوَ لِلَّذِينَ آمَنُوا هُدًى وَشِفَاء [فصلت 44]، ﴿ وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [الإسراء 82]، ومن هنا لبيان الجنس، فإن القرآن كله شفاء كما في الآية المتقدمة ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءتْكُم مَّوْعِظَةٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَشِفَاء لِّمَا فِي الصُّدُورِ وَهُدًى وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ [يونس 57]، فالقرآن هو الشفاء التام من الأدواء القلبية والبدنية، وأدواء الدنيا والآخرة، إذا أحسن العليل التداوي به وعالج به مرضه بصدق وإيمان، وقبول تام، واعتقاد جازم، واستيفاء شروطه، لم يقاومه الداء أبداً ، وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء الذي لو نزل على الجبال لصدعها، أو على الأرض لقطعها، فما من مرض من أمراض القلوب والأبدان إلا وفي القرآن سبيل الدلالة على علاجه، وسببه، والحمية منه لمن رزقه الله فهما لكتابه. والله عز وجل قد ذكر في القرآن أمراض القلوب والأبدان، وطب القلوب والأبدان.
التأثير المذهل لسماع القرآن:إن السماع المتكرر للآيات يعطي الفوائدالتالية :
- زيادة في مناعة الجسم.
- زيادة في القدرة على الإبداع.
- زيادة القدرة علىالتركيز.
- تغيير ملموس في السلوك والقدرة على التعامل مع الآخرين وكسب ثقتهم.
- الهدوء النفسيوعلاج التوتر العصبي.
- علاج الانفعالات والغضب وسرعة التهور.
- تطوير الشخصية والحصول على شخصية أقوى.
- تحسن القدرة على النطق وسرعة الكلام.
- تغير في العادات السيئة مثل الإفراط في الطعام وترك الدخان.
إن القرآن شفاء ورحمة لمن غمر الإيمان قلوبهم وأرواحهم، فأشرقت وتفتحت وأقبلت في بِشْرٍوتفاؤل لتلقى ما في القرآن من صفاء وطمأنينة وأمان، وذاقت من النعيـم ما لم تعرفهقلوب وأرواح أغنى ملوك الأرض، ومن المعلوم أن ترتيل القرآن حسب قواعد التجويد يساعد كثيرا علىاستعادة الإنسان لتوازنه النفسي، فهو يعمل على تنظيم النفس مما يؤدي إلى تخفيفالتوتر بدرجة كبيرة، كما أن حركة عضلات الفم المصاحبة للترتيل السليم تقلل منالشعور بالإرهاق، وتكسب العقل حيوية متجددة، قال تعالى﴿ وَبِالْحَقِّ أَنزَلْنَاهُ وَبِالْحَقِّ نَزَلَ وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ مُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (105) وَقُرْآناً فَرَقْنَاهُ لِتَقْرَأَهُ عَلَى النَّاسِ عَلَى مُكْثٍ وَنَزَّلْنَاهُ تَنزِيلاً (106) قُلْ آمِنُواْ بِهِ أَوْ لاَ تُؤْمِنُواْ إِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْعِلْمَ مِن قَبْلِهِ إِذَا يُتْلَى عَلَيْهِمْ يَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ سُجَّدًا (107) وَيَقُولُونَ سُبْحَانَ رَبِّنَا إِن كَانَ وَعْدُ رَبِّنَا لَمَفْعُولاً (108) وَيَخِرُّونَ لِلأَذْقَانِ يَبْكُونَ وَيَزِيدُهُمْ خُشُوعًا (109) ﴾ [الإسراء:105– 109] لقد كانتنتائج الأبحاث التي أجريت على مجموعة من المتطوعين في الولايات المتحدة عنداستماعهم إلى القرآن الكريم مبهرة، فقد تم تسجيل أثر مهدئ لتلاوة القرآن على نسبةبلغت 97 % من مجموع الحالات، ورغم وجود نسبة كبيرة من المتطوعين لا يعـرفون اللغةالعربية؛ إلا أنه تم رصد تغيرات فسيولوجية لا إرادية عديدة حدثت في الأجهـزةالعصبية لهؤلاء المتطوعين، مما أدى إلى تخفيف درجة التوتر لديهم بشكلملحوظ.
ليس هذا فقط ، فلقد تمت تجربة دقيقة بعمل رسم تخطيطي للدماغ أثناءالاستماع إلى القرآن الكريم، فوجد أنه مع الاستماع إلى كتاب الله تنتقل الموجاتالدماغية من النسـق السريـع الخاص باليقظـة (13 - 12) موجـة / ثانيـة إلى النسـقالبطيء (8 - 18) موجة / ثانية وهي حالة الهدوء العميق داخل النفس، وأيضا شعر غيرالمتحدثين بالعربية بالطمأنينة والراحة والسكينة أثناء الاستماع لآيات كتاب الله،رغم عـدم فهمهم لمعانيه !! وهذا من أسرار القرآن العظيم، وقد أزاح الرسول صلى اللهعليه وسلم النقاب عن بعضها حين قال في الحديث الصحيح المروي عن أبي هُرَيْرَةَ قال قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم من نَفَّسَ عن مُؤْمِنٍ كُرْبَةً من كُرَبِ الدُّنْيَا نَفَّسَ الله عنه كُرْبَةً من كُرَبِ يَوْمِ الْقِيَامَةِ وَمَنْ يَسَّرَ على مُعْسِرٍ يَسَّرَ الله عليه في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمَنْ سَتَرَ مُسْلِمًا سَتَرَهُ الله في الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَاللَّهُ في عَوْنِ الْعَبْدِ ما كان الْعَبْدُ في عَوْنِ أَخِيهِ وَمَنْ سَلَكَ طَرِيقًا يَلْتَمِسُ فيه عِلْمًا سَهَّلَ الله له بِهِ طَرِيقًا إلى الْجَنَّةِ وما اجْتَمَعَ قَوْمٌ في بَيْتٍ من بُيُوتِ اللَّهِ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَيَتَدَارَسُونَهُ بَيْنَهُمْ إلا نَزَلَتْ عليهم السَّكِينَةُ وَغَشِيَتْهُمْ الرَّحْمَةُ وَحَفَّتْهُمْ الْمَلَائِكَةُ وَذَكَرَهُمْ الله فِيمَنْ عِنْدَهُ وَمَنْ بَطَّأَ بِهِ عَمَلُهُ لم يُسْرِعْ بِهِ نَسَبُهُ "(1) .
وإذا تساءلنا كيف يكون القرآن شفاءاللبدن ؟ فإنه من المعلوم طبيا بصورة قاطعة أن التوتر والقلق يؤدي إلى نقص في مناعةالجسم ضد كل الأمراض، وأنه كلما كانت الحالـة النفسية والعصبية للإنسان غير مستقرةكلما كانت فرص تعرضه لهجمات الأمراض أكثر،وهكذا تتضح لنا الحقيقة جلية، فالقرآنشفاء بدني كما أنه شفاء روحي ونفسي، لأنه يعمل على إعادة توازن الجهاز النفسيوالعصبي للمؤمن باستمرار قراءته والاستماع إليه وتدبر معانيه، وبالتالي يزيد منمناعة جسمه ويؤمن دفاعاته الداخلية، فيصبح في أمان مستمر من اختراقات المـرض لهبإذن الله، ويقاوم بتلك القوى النورانية المتدفقة الميكروبات والجراثيم التي تهاجمفي كل لحظة جسمه بضراوة في موجات متتالية رغبة في إسقاطه في براثنالمرض.(1)
الآيات القرآنية تحمل الشفاء:
يقول العلماء اليوم وفق أحدث الاكتشافات إنأي مرض لا بد أنه يحدث تغيراً في برمجة الخلايا، فكل خلية تسير وفق برنامج محدد منذأن خلقها الله وحتى تموت، فإذا حدث خلل نفسي أو فيزيائي، فإن هذا الخلل يسبب فوضىفي النظام الاهتزازي للخلية، وبالتالي ينشأ عن ذلك خلل في البرنامج الخلوي. ولعلاجذلك المرض لا بد من تصحيح هذا البرنامج بأي طريقة ممكنة، يقول تعالى: ﴿ وَلَوْأَنَّ قُرْآَنًا سُيِّرَتْ بِهِ الْجِبَالُ أَوْ قُطِّعَتْ بِهِ الْأَرْضُ أَوْكُلِّمَ بِهِ الْمَوْتَى بَلْ لِلَّهِ الْأَمْرُ جَمِيعًا [الرعد: 31]فلوتأملنا هذه الآية بشيء من التعمق يمكن أن نتساءل: كيف يمكن للقرآن أن يُسيِّر الجبال،أو يقطّع الأرض أي يمزقها، أو يكلم الموتى؟ إذن البيانات التي تخاطب الموتى وتفهملغتهم موجودة في القرآن إلا أن الأمر لله تعالى ولا يطلع عليه إلا من يشاء منعباده،بالنسبةللجبال نحن نعلم اليوم أن ألواح الأرض تتحرك حركة بطيئة بمعدل عدة سنتمترات كل سنة،وتحرك معها الجبال، وهذه الحركة ناتجة عن أمواج حرارية تولدها المنطقة المنصهرة تحتالقشرة الأرضية، إذن يمكننا القول إن القرآن يحوي بيانات يمكن أن تتعامل مع هذهالأمواج الحرارية وتحركها وتهيجها فتسرع حركتها، أو تحدث شقوقاً وزلازل في الأرض أيتقطّع القشرة الأرضية وتجزّئها إلى أجزاء صغيرة، هذه القوى العملاقة يحملها القرآن،ولكن الله تعالى منعنا من الوصول إليها، ولكنه أخبرنا عن قوة القرآن لندرك عظمة هذاالكتاب، والسؤال: الكتاب الذي يتميز بهذه القوى الخارقة، ألا يستطيع شفاء مخلوقضعيف من المرض؟؟ولذلك فإن الله تعالى عندما يخبرنا أن القرآن شفاء فهذا يعني أنه يحملالبيانات والبرامج الكافية لعلاج الخلايا المتضررة في الجسم، بل لعلاج ما عجزالأطباء عن شفائه.
[IMG]file:///C:/DOCUME%7E1/m/LOCALS%7E1/Temp/msohtmlclip1/01/clip_image001.gif[/IMG]
إن صوت القرآن هو عبارة عن أمواج صوتية لها ترددمحدد، وطول موجة محدد، وهذه الأمواج تنشر حقولاً اهتزازية تؤثر على خلايا الدماغوتحقق إعادة التوازن لها، مما يمنحها مناعة كبيرة في مقاومة الأمراض بما فيهاالسرطان، إذ أن السرطان ما هو إلا خلل في عمل الخلايا، والتأثير بسماع القرآن علىهذه الخلايا يعيد برمجتها من جديد، وكأننا أمام كمبيوتر مليء بالفيروسات ثم قمنابعملية "فرمتة" وإدخال برامج جديدة فيصبح أداؤه عاليا، هذا يتعلق ببرامجنا بنا نحنالبشر فكيف بالبرامج التي يحملها كلام خالق البشر سبحانه وتعالى؟ .
الفرق بين العلاج بالقرآن والتداوي بالأدوية والعقاقير الطبية :
ليس للقرآن أيُّ أضرار جانبية البتة بخلاف الأدوية والعقاقير الطبية.والرقية الشرعية إذا لم تنفع يستحيلُ أن تَضُرَّ.وهي ليست مطلوبة للصحيح,ولكنها ليست ممنوعة عنه كذلك.
الرقية ليست كالطب من ناحية أن خبرة الطبيب لها دخل كبير في الشفاء بعد تيسير رب العالمين,أما الرقية فالذي يتدخل أولا في شروط حصول الشفاء بعد إذن الله هو الصواب والإخلاص واعتقاد أن الله هو الشافي أولا وأخيرا قبل خبرة الراقي.وقد يرقي مجموعة من الرقاة الذين لهم خبرة كبيرة وواسعة بالرقية –مجتمعين في مكان واحد وزمان واحد ولمدة ساعات وربما لمرات متعددة-شخصا مصابا بسحر أو عين أو جن فلا يفلحون في علاجه,ثم يرقي المريضُ نفسه أو يرقيه شخصٌ آخر بسيطٌ مغمور بالفاتحة فقط على سبيل المثال فيُشفى في بضع دقائق بإذن الله.
نسبة كبيرة من المترددين على المعالجين بالقرآن مرضى وهم يحسِبون أن بهم مسا من الجن أو السحر أو العين,وهم ليسوا كذلك,بل هُم مرضى وَهْم في أغلبيتهم.وعلاج هؤلاء يتم بالطب النفسي إن كان الوهم متسلطا عليهم منذ فترة طويلة.أما إن كان في بدايته,فعليهم بالتحصينات لأنها يمكن أن تفيدهم ولو بدون طبيب.



(1) أخرجه مسلم في كتاب الذكر والدعاء باب فضل الاجتماع على تلاوة القرآن ( 2699 ) 4/2074 .

(1) دليل المعالجين بالقرآن الكريم : رياض محمد سماحة ص 109 .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:46 PM   #8
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

المطلب الخامس
أقسام الرقية :
للرقية الشرعية – أو العلاج بالقرآن - عدة تقسيمات وأنواع ، نذكرها لنبين حكم الشرع في كل منها ما يجوز وما لا يجوز :
التقسيم الأول : أنواع الرقية الشرعية بحسب شرعيتها أو عدم ذلك :
تنقسم الرقية الشرعية بحسب مطابقتها للشرع وعدمه إلى قسمين(1) :
1- الرقية الشرعية: وهي ما ثبت عنه صلى الله عليه و سلم في كتب الصحاح من أبواب الاستشفاء والأدعية النبوية لما روى مسلم في صحيحه عن عوف ابن مالك الأشجعي قال : " كنا نرقي في الجاهلية، فقلنا يا رسول الله كيف ترى في ذلك؟ فقال: اعرضوا علي رقاكم، لا بأس في الرقى ما لم يكن فيه شرك "(2) .قال الذهبي : قالالخطابي : وأما إذا كانت الرقية بالقرآن أو بأسماء الله تعالى فهي مباحة أن النبيصلى الله عليه وسلم كان يرقي الحسن والحسين – رضي الله عنهما – فيقول : " أعيذكمابكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة "(3)وبالله المستعان وعليه التكلان (4) ، وقال الهيثمي : " وإن كانت العزيمة أو الرقية مشتملة على أسماء اللهتعالى وآياته والإقسام به ، جازت قراءتها على المصروع وغيره وكتابتها كذلك"(5) .
2- الرقية البدعية أوالشركية : هي كل ما أضيف إلى الرقية الشرعية من تمتمات وتعاويذ يعمل بها المشعوذون والسحرة التي لا توافق منهج رسول الله صلى الله عليه وسلم، ولم ترد بنص شرعي وكل هذا يدخل في البدع : لحديث عَائِشَةَ رضي الله عنها قالت قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم :" من أَحْدَثَ في أَمْرِنَا هذا ما ليس فيه فَهُوَ رَدٌّ "(6) فهذا النوع من الرقى مناف للشرع حيث تتم بالاستعانة والاستغاثة بغير الله وقد وصفها رسول الله صلى الله عليه وسلم بأنها من الشرك، عن قيس بن السكن أنه سمع عبد الله بن مسعود يقول كان مما حفظنا عن رسول الله أن الرقى والتمائم والتولة من الشرك فقالت له امرأته وما التولة قال التهييج "(7) ، وكذلك الذي يعتقد أن الرقية مؤثرة ونافعة بذاتها (لا بقدرة الله) فيعتمد عليها اعتماداً كليا فضلا عن الذين يستعينون بالجن المسلم حسب زعمهم والتبرك بمن في القبور وسؤالهم وطلب المدد منهم والتقرب إليهم بالذبائح.
قال ابن حجر في الفتح قال القرطبي : الرقى ثلاثة أقسام:
-ما كان يرقى به في الجاهلية وما لا يعقل معناه فيجباجتنابه لئلا يكون فيه شرك أو يؤدي إلى شرك -ما كان بكلام الله أو أسمائهأو المأثور عن النبي صلى الله عليه وسلم فهو مستحب وجائز.
- ما كان بأسماءغير الله من ملك أو صالح أو معظم ، فتركه أولى (1).
قال القاضيعلي بن أبي العز الدمشقي : " واتفقوا على أن كل رقية وتعزيم أو قسم فيه شرك بالله - فإنه لا يجوز التكلم به ، وإن أطاعته الجن أو غيرهم ، وكذلك كل كلام فيه كفر لايجوز التكلم به ، وكذلك الكلام الذي لا يعرف معناه لا يتكلم به ، لإمكان أن يكونفيه شرك ولا يعرف ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : " لا بأس بالرقى ما لمتكن شركا" (2).
وعليه ، فالرقى على قسمين : رقى شرعية : وهي ما توفرت فيهاالشروط والضوابط التي سنتحدث عنها بشيء من التفصيل في المبحث الثاني ، ورقى بدعية : وهي ما اختل فيها شرط من شروط الرقية الشرعية كأن تشتمل على شيء من الشرك ، أو أسماء للجن ، أو ملوكهم ، وما لا معنى له منحروف مقطعة ، أو نحوها .

التقسيم الثاني : أنواعالرقى من جهة متى تقرأ :
1-تقرأ الرقية لدفع البلاء قبل وقوعه: عن ابنعباس قال: كان النبي صلى الله عليه وسلم يرقي الحسن والحسين – رضي الله عنهما – فيقول : " أعيذكمابكلمات الله التامة من كل شيطان وهامة ومن كل عين لامة (3)، وعن عُثْمَانَ بن عَفَّانَ قال رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم:" من قال في أَوَّلِ يَوْمِهِ أو في أَوَّلِ لَيْلَتِهِ بِسْمِ اللَّهِ الذي لاَ يَضُرُّ مع اسْمِهِ شيء في الأَرْضِ وَلاَ في السَّمَاءِ وهو السَّمِيعُ الْعَلِيمُ ثَلاَثَ مَرَّاتٍ لم يَضُرَّهُ شيء في ذلك الْيَوْمِ أو في تِلْكَ اللَّيْلَةِ "(4)، وعن عبد الرحمن بن يَزِيدَ عن أبي مَسْعُودٍ رضي الله عنه قال قال النبي صلى الله عليه وسلم من قَرَأَ بِالْآيَتَيْنِ من آخِرِ سُورَةِ الْبَقَرَةِ في لَيْلَةٍ كَفَتَاهُ" (5).
2-تقرأ الرقية لدفع البلاء بعدوقوعه : وقد تقدم ذكر طائفة من الأحاديث المرفوعة الصحيحة في هذا المعنى عن عائشةفي رقية جبريل النبي صلى الله عليه وسلم في مرضه وشكواه، وعن عثمان بن أبي العاص فيوضع اليد على موضع الألم من الجسد ثم القراءة ونحوها، مما يفيد فعل النبي صلى اللهعليه وسلم ورقيته لنفسه، ورقيته لغيره، ورقية غيره له، وترغيب النبي صلى الله عليه وسلم في ذلك، ووصيتهلمن وجد ألما أونزل به بلاء .

التقسيم الثالث : أنواع الرقى من جهة ما يقرأ به
1- الرقية بالقرآن الكريم:ثبت فيماتقدم ذكره قراءة سورة الفاتحة، كما في حديث النفر الذي انطلقوا في سفرة، وإقرارالنبي صلى الله عليه وسلم للراقي قراءة سورة الفاتحة وإنها رقية، وثبت كذلكأن سورة البقرة رقية ونافعة، كما في حديث أبي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيُّ قال سمعت رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يقول: " اقرأوا الْقُرْآنَ فإنه يَأْتِي يوم الْقِيَامَةِ شَفِيعًا لِأَصْحَابِهِ، اقرأوا الزَّهْرَاوَيْنِ الْبَقَرَةَ وَسُورَةَ آلِ عِمْرَانَ فَإِنَّهُمَا تَأْتِيَانِ يوم الْقِيَامَةِ كَأَنَّهُمَا غَمَامَتَانِ أو كَأَنَّهُمَا غَيَايَتَانِ أو كَأَنَّهُمَا فِرْقَانِ من طَيْرٍ صَوَافَّ تُحَاجَّانِ عن أَصْحَابِهِمَا، اقرأوا سُورَةَ الْبَقَرَةِ فإن أَخْذَهَا بَرَكَةٌ وَتَرْكَهَا حَسْرَةٌ ولا تَسْتَطِيعُهَا الْبَطَلَةُ، قال مُعَاوِيَةُ بَلَغَنِي أَنَّ الْبَطَلَةَ السَّحَرَةُ (1)، وثبت كذلك أن قراءةآية الكرسي من الرقى النافعة بإذن الله تعالى، كما في حديث أبي هُرَيْرَةَ رضي الله عنه قال وَكَّلَنِي رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم بِحِفْظِ زَكَاةِ رَمَضَانَ فَأَتَانِي آتٍ فَجَعَلَ يحثوا من الطَّعَامِ فَأَخَذْتُهُ فقلت لَأَرْفَعَنَّكَ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فذكر الحديث فقال:" إذا أَوَيْتَ إلى فِرَاشِكَ فَاقْرَأْ آيَةَ الْكُرْسِيِّ لَنْ يَزَالَ عَلَيْكَ من اللَّهِ حَافِظٌ ولا يَقْرَبُكَ شَيْطَانٌ حتى تُصْبِحَ " فقال النبي صلى الله عليه وسلم صَدَقَكَ وهو كَذُوبٌ ذَاكَ شَيْطَانٌ (2)، وفيه إقرارالنبي صلى الله عليه وسلم أنها رقية، وثبت كذلك أن قراءة المعوذات من الرقىالنافعة، وقد تقدم ذكر النصوص الدالة على ذلك من قول النبي وفعله صلى الله عليهوسلم، ومن فعل غيره له.
2- الرقية بالأدعية والأذكار: وقد ثبت ذلككما في أحاديث وأدعية النبي صلى الله عليه وسلم، وأمره ووصيته لأصحابه. وقد تقدمذكر طائفة لا بأس بها منها .. قال الشوكاني في هذا: " جواز الرقية بكتاب اللهتعالى ويلتحق به ما كان بالذكر والدعاء المأثور ، وكذا غير المأثور مما لا يخالف مافي المأثور"(3) .



(1) فتح الباري : 10/195 ، نيل الأوطار 9/106، فتاوى مهمة : الشيخ ابن عثيمين ص 111 .

(2) سبق تخريج الحديث .

(3) سبق تخريج الحديث .

(4) كتاب الكبائر : للذهبي ص 17 .

(5) الفتاوى الحديثة : ص 120 .

(6) أخرجه البخاري في كتاب الصلح باب إذا اصطلحوا على صلح جور فالصلح مردود ( 2549 ) 2/959 ، ومسلم في كتاب الأقضية باب نقض الأحكام الباطلة (1718 ) 3/1343 .

(7) أخرجه الطبراني في الأوسط ( 1442 ) 2/119 .

(1) فتح الباري : 10/196 ، نيل الأوطار : 9/107 . ( وليس هناك فرق في نظري بين الرقية الشركية والبدعية فكلاهما واحد في أنه لا تجوز ولاينبغي العمل بها )

(2) شرح العقيدة الطحاوية : ص 570 . ولقد سبق تخريج الحديث سابقاً .

(3) سبق تخريج الحديث .

(4) أخرجه الإمام أحمد في مسنده ( 474 ) 1/66 .

(5) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب فضل سورة البقرة ( 4722 ) 4/1914 .

(1) أخرجه مسلم في كتاب صلاة المسافرين باب فضل قراءة القرآن وسورة البقرة ( 804 ) 1/553 .

(2) أخرجه البخاري في كتاب الوكالة باب إذا وكل رجلا فترك الوكيل .. ( 2187 ) 2/812 .

(3) نيل الأوطار : 6/31 .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:48 PM   #9
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

المبحث الثاني
ضوابط الرقية الشرعية :
لكي يؤتي العلاج بالقرآن ثماره المرجوة، ويتم تحقيقالشفاء للمريض، ونظرا لوجود أدعياء على الرقيه شوهوا أمرها فقد اتجه مجموعة من أهل العلم ومحققيهم إلى وضع شروط وضوابط في كل من الراقي،والرقية، والمرقي لا بد من مراعاتها لتكون الرقية جائزة مقررة شرعاً، وللانتفاع بها من جانبآخر وتؤتي أكلها وتشفي بإذن الله تعالى، وفي هذا الخصوص لابد وأن نعلم أن مسائل الرقية الشرعيةأمور توقيفية تعبدية لا يجوز الإخلال بأي جزئية من جزئياتها، وبالتالي فقد بيَّنالعلماء الشروط الخاصة بالرقية الشرعية: بدليل أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يطلب ممن كانوا يرقون قبل الإسلام أن يعرضواعليه رقاهم للنظر في إقرارها واعتبارها شرعية. فما الضوابط التي ينبغي أن تقيدالرقية بها حتى تكون شرعية؟هذا ما نجيب عنه ضمن المطالب التالية :
المطلب الأول : الضوابط الشرعية للراقي
أما الضوابط الشرعية التي ينبغي مراعاتها في الراقي فهي (1) :
أولاً: أن يكون الراقي مسلماً: يشترط فيمن يعالج المرضى بالرقى والتمائم أنيكون مسلماً أن يكون المسترقى من أهل الايمان بالله ربا والها واختصاصا بالحول والقوه فما شاء كان ومالم يشأ لم يكن قال تعالى: ﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا ﴾[الإسراء : 82]. فلا يجوز لغير المسلم أن يعالج بها لأن غير المسلم سواء أكان يهودياً أمنصرانياً لا يعلم بحقيقة الرقى الإسلامية التي توافق كتاب الله تعالى وسنة نبيه،وإذا مارس هذا العمل سيرقي بكتابه من التوراة، أو الإنجيل، أو بالسحر. فإذا رقىبكتابه فلا يجوز، لأن ذلكالكتاب دخله التحريف، وقد خالف في ذلك الإمام الشافعي فأجاز لغيرالمسلم أن يرقى المسلم وهو رواية ثانية للإمام مالك رواها عنه ابن وهب (2)، واستدلوا بما روى الإمام مالك عن عمرة بنت عبد الرحمن أن أبا بكر الصديق دخل على عائشة، وهىتشتكي ويهودية ترقيها، فقال أبو بكر: "ارقيها بكتاب الله" (3). وأرجح الرأي الأول وهواشــتراط الإسلام في الراقي، فلا يجوز للمسلم أن يقصد غير المسلم من أجل الرقية بعدأن استقر الطب ال****** عند المسلمين وتحددت معالمه في القرآن الكريم، وبين النبيصلى الله عليه وسلم بفعله وقوله حتى قال أبو سعيد الخـدري رضـي الله عنه: "كانرسول الله صلى الله عليه وسلك يتعوَّذ من الجان وعين الإنسان حتى نزلت المعوذتان،فلمّا نزلتا أخذ بهما وترك ما سواهما" (1) ،وأمّا ما روي عن أبي بكر فهو محمول علىأنه كان في بداية الإسلام، وقبل تحديد معالم الطب ال****** الإسلامي. أمّا بعداستقراره فلا يجوز للمسلم أن يسترقي بما عند غير المسلمين من رقى(2).
ثانياً: أن يكون الراقي عدلاً في دينه: يقول العلماء : إن الرقية الشرعية التي يُؤمل منها الشفاء بإذن الله هي ما كانت على لسان الأبرار من الخلق ، لذا نبه كثير من العلماء إلى ضرورة تحقق العدالةوالصلاح في الراقي الذي يرقى بذكر الله تعالى وأسمائه وصفاته، لأن الشفاء الذي يأذنبه الله تعالي يحصل على لسان الراقي الصالح دون الطالح ، فيشترط ألا يكون الراقى من أهل الضلال والانحراف والتعلق بغير الله والتقرب إلى من يتعلق به من الشياطين ومردة الجان بوسائل العبادة والخضوع كأن يطلب ممن يسترقيه شيئا من أثوابه أوأظفاره أو شعوره أومعلومات عن أسرته أو نحو ذلك مما هو مسلك الدجاجلة والمشعوذين وعبدة الشياطين .
قال ابن التِّين: "الرقىبالمعوذات وغيرها من أسماء الله هو الطب ال****** إذا كان على لسان الأبرار منالخلق حصل الشفاء بإذن الله" (3) ، وقال الخطابي: "الرقية التي أمر بها رسول اللهصلى الله عليه وسلم هو ما يكون بقوارع القرآن وبما فيه ذكر الله على ألسن الأبرارمن الخلق الطاهرة النفوس وهو الطب ال******. وعليه كان معظم الأمر في الزمانالمتقدم الصالح أهله. فلما عزّ وجود هذا الصنف من أبرار الخليقة مال الناس إلى الطبالجسماني، حيث لم يجدوا للطب ال****** نجوعاً في الأسقام، لعدم المعاني التي كانيجمعها الرقاة المقدمة من البركات"(4) .
ولأن لنفس الراقي أثراً في نفس المرقي،فالنفس الصالحة الطيبة إذا التقت بنفس المريض (المرقي) حصل بينهما فعل وانفعال،كالذي يحصل بين الداء والدواء؛ فإذا أصاب الدواء الداء برئ.. بإذن الله تعالى، قال ابن القيم: "ونفس الراقيتفعل في نفس المرقي فيقع بين نفسيهما فعل وانفعال، كما يقع بين الداء والدواء،فتقوى نفس المرقى وقوته بالرقية على ذلك الداء فيدفعه بإذن الله. ومدار تأثيرالأدوية والأدواء على الفعل والانفعال، وهو كما يقع بين الداء والدواء الطبيعيين؛يقع بين الداء والدواء ال******ين(5) .
والعدالة: كما عرفها العلماء هي : " الصلاح في الدين والمروءة والصلاح في أداء الواجبات وترك الكبيرة والإصرار على الصغيرة ، وهي صفة في الإنسانتحمله على أداء ما وجب عليه من فرائض وواجبات: كالقيام بالصلاة، والصيام، والزكاة،والتحلي بالأخلاق الفاضلة من صدق وأمانة وتقوى ومروءة، كما تحمله على اجتنابالكبائر من شرك بالله، وسحر، وكذب، وبدعة مكفرة، وإصرار على صغائر الذنوب، وتجنب مافيه خسة من التصرفات"(1).
لماذا يشترط الصلاح في الراقي؟!: لقد كثر في زماننا من يزعمون أنهم معالجون وأهل رقية، وكثير منهم لا يسلم من قادح في عدالته، ومغمز في دينه، عليه: ننصح الناس – وخاصة النساء- بأن يلجأن لمعالجة أنفسهن بأنفسهن، وقد علّم رسول الله صلى الله عليه وسلم عائشة رضي الله عنها وغيرها من النساء كيف ترقي نفسها، عن عَائِشَةَ رضي الله عنها أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صلى الله عليه وسلم كان إذا اشْتَكَى يَقْرَأُ على نَفْسِهِ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَيَنْفُثُ فلما اشْتَدَّ وَجَعُهُ كنت أَقْرَأُ عليه وَأَمْسَحُ بيده رَجَاءَ بَرَكَتِهَا (2).
ثالثاً: أن يعتقد أن الله هوالشافي: اتفق العلماء على أنه ينبغي على الراقي أنيعتقد اعتقاداً جازماً أن الشافي هو الله سبحانه وتعالى، وأن الرقية لا تؤثربذاتها، بل بإذن الله تعالى وقدرته، لأن الذي أنزل الداء هو الذي أنزل الدواء، وهوالذي يرفع البلاء ويدفعه(3)، وإلا وقع الراقي في شرك الأسباب، فمن قال: إن الأسباب بما فيها الرقى تؤثر بطبعها في المريض فتشفيه فقد أشركبالله تعالى وكفر، ويدل على ذلك ما يلي: قوله تعالى: ﴿ وَلَئِن سَأَلْتَهُم مَّنْ خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ لَيَقُولُنَّ اللَّهُ قُلْ أَفَرَأَيْتُم مَّا تَدْعُونَ مِن دُونِ اللَّهِ إِنْ أَرَادَنِيَ اللَّهُ بِضُرٍّ هَلْ هُنَّ كَاشِفَاتُ ضُرِّهِ أَوْ أَرَادَنِي بِرَحْمَةٍ هَلْ هُنَّ مُمْسِكَاتُ رَحْمَتِهِ قُلْ حَسْبِيَ اللَّهُ عَلَيْهِ يَتَوَكَّلُ الْمُتَوَكِّلُونَ ﴾ [ الزمر:38] فالآية تخاطب المشركين الذين كانوا يعترفونأن الله عز وجل هو الخالق للأشياء كلها، لكنهم يتوجهون بالدعاء والعبادة إلى غيرالله ليكشف عنهم الضر، ويدفع البلاء؛ مع أنه لا يملك لهم ضراً ولا نفعاً ،وروى الترمذي -بسنده- عن النبي صلى اللهعليه وسلم: من تعلق شيئاً وكل إليه"(4)، وفى رواية: "من علق تميمة فقدأشرك" (5)، وفى رواية: "من تعلق تميمة فلا أتم الله له، ومن تعلق ودعة فلا ودعالله له" (6) .
فهي تدل على أن التمائم لا تؤثر بذاتها، ومناعتمد عليها بذاتها فقد أشرك، ويوكل شفاؤه إلى تلك التمائم فلا يحصل الشفاءله. وروى البخاري -بسنده- عن عائشة رضي اللهعنها أن النبي صلى الله عليه وسلم كان يعوِّذ بعض أهله يمسح بيده اليمنى ويقول: "اللهم رب الناس أَذهب الباس واشف، أنت الشافي لا شفاء إلا شفاؤك شفاء لا يغادرسقماً" (1) ، فقد أشار النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن كلما يقع من الدواء والتداوي إن لم يصادف تقدير الله عز وجل لم ينجح(2) .
رابعاً: أن يكون الراقي خبيراً بطرق المعالجةبالرقية الشرعية : ينبغي أن يستعان في كل شيء بأعلم أهله، أوبالمختصين فيه. وعلم الرقى الشرعية أوالطب النبوي أصبح علماً قائماً بذاته، وهو: "علم باحث عن الطب الذي ورد في الأحاديث النبوية الذي داوى به المرضى"(3) ، وقدأفرد بكتب خاصة في مجامع السنة النبوية، ففي صحيح البخاري كتاب الطب، وفى سننالترمذي كـتاب الطب، وفى سنن أبى داود كتاب الطب .. إلخ. كما وأفرد بمؤلفات مستقلةمثل: الطب النبوي لأبى نعيم أحمد بن عبد الله الأصفهاني (430هـ)، الطب النبوي لجعفربن محمد المستغفري (432 هـ)، والطب النبوي لمحمد بن أبى بكر ابن قيم الجوزية ( 751هـ ). هذا بالإضافة إلى كتب الأذكار والدعوات التي أفردها المصنفون بكتب مستقلة. وقد اشتملت هذه الكتب وغيرها على وصفات لكل مرض، وطرق متعددة للمعالجة، وعوارض لبعضالأمراض وأسبابها، وغير ذلك، واستيعاب ما في هذه الكتب من معلومات يحتاجإلى همة عالية وذكاء، لأن العلم بالتعلم، ونبه النبي صلى الله عليه وسلم إلى أن علمالرقى يحتاج إلى التعلم في حديث الشفاء بنت عبد الله حيث قالت: دخل على رسول اللهصلى الله عليه وسلم وأنا عند حفصة فقال: ألا تعلمين هذه رقية النملة كما علمتيهاالكتابة"(4)، ولمّا كان الناس متفاوتين في استعدادتهموأفهامهم ومداركهم واستيعابهم فلا بد أن يتفاوتوا في تحصيلهم العلمي لهذا العلموإتقانهم له. وإذا كان الأمر كذلك، فلا بد من الاستعانة في علاج الأمراض بالرقىالشرعية بأعلم الناس بها، وأحذقهم، وأتقاهم، وأورعهم، وأكثرهم خشية من الله تعالى.
خامسا : القدرة على التشخيص الصحيح لنوع المرض واختيار نوع العلاج المناسب : إن ممارسة الضرب أو الخنق أو السُّعوط أو الكهرباء من أول وهلة غير مجدية , بل قد تؤدي إلى عواقب وخيمة سواء للراقي أو المرقي عليه , فالتدرج في العلاج مطلوب, والبدء بالقراءة على المريض بحد ذاتها عملية شفائية , ولو تمعنا في بعض الحالات المرضيّة وكيف عالجها رسول الله صلى الله عليه وسلم , لعرفنا الحكمة والأثر في ذلك , فمن ذلك :
- عَنِ بن عباس أن امْرَأَةً جَاءَتْ بِابْنٍ لها إلى رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ إِنَّ ابْنِي بِهِ جُنُونٌ وَإِنَّهُ يَأْخُذُهُ عِنْدَ غَدَائِنَا وَعَشَائِنَا فَيَخْبُثُ عَلَيْنَا فَمَسَحَ رسول اللَّهِ صلى اللَّهُ عليه وسلم صَدْرَهُ وَدَعَا فَثَعَّ ثَعَّةً فَخَرَجَ من جَوْفِهِ مِثْلُ الْجَرْوِ الأَسْوَدِ فَشُفِيَ (1).
- وعن يَعْلَى بن مُرَّةَ قال لقد رأيت من رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم ثَلاَثاً ما رَآهَا أَحَدٌ قبلي وَلاَ يَرَاهَا أَحَدٌ بعدي لقد خَرَجْتُ معه في سَفَرٍ حتى إذا كنا بِبَعْضِ الطَّرِيقِ مَرَرْنَا بِامْرَأَةٍ جَالِسَةٍ مَعَهَا صبي لها فقالت يا رَسُولَ اللَّهِ هذا صبي أَصَابَهُ بَلاَءٌ وَأَصَابَنَا منه بَلاَءٌ يُؤْخَذُ في الْيَوْمِ ما أدري كَمْ مَرَّةً قال ناولنيه فَرَفَعَتْهُ إليه فَجَعَلَتْهُ بَيْنَهُ وَبَيْنَ وَاسِطَةِ الرَّحْلِ ثُمَّ فغرفاه فَنَفَثَ فيه ثَلاَثاً وقال بِسْمِ اللَّهِ أنا عبد اللَّهِ اخْسَأْ عَدُوَّ اللَّهِ ثُمَّ نَاوَلَهَا إِيَّاهُ فقال القينا في الرَّجْعَةِ في هذا الْمَكَانِ فَأَخْبِرِينَا ما فَعَلَ قال فَذَهَبْنَا وَرَجَعْنَا فَوَجَدْنَاهَا في ذلك الْمَكَانِ مَعَهَا شِيَاهٌ ثَلاَثٌ فقال ما فَعَلَ صَبِيُّكِ فقالت والذي بَعَثَكَ بِالْحَقِّ ما حَسَسْنَا منه شَيْئاً حتى السَّاعَةِ فَاجْتَرِرْ هذه الْغَنَمَ قال انْزِلْ فَخُذْ منها وَاحِدَةً وَرُدَّ الْبَقِيَّةَ... (2)
-وعن خارجة بن زيد بن ثابت أن أسامة بن زيد حدثه قال حججنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم في حجته التي حج فيها، فلما هبطنا بطن الروحاء عارضت رسول الله صلى الله عليه وسلم امرأة تحمل صبيا لها فسلمت على رسول الله صلى الله عليه وسلم وهو يسير على راحلته ثم قالت: يا رسول الله هذا ابني فلان والذي بعثك بالحق ما أبقى من خنق واحد من لدن ولدته إلى ساعته هذه، فحبس رسول الله صلى الله عليه وسلم الراحلة فوقفت ثم اكتنع إليها فبسط إليها يده وقال: " هاتيه لأوضعه على يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم فضمه إليه فجعل بينه وبين واسطة الرحل ثم تفل في فيه قال: اخرج يا عدو الله فإني رسول شاء الله صلى الله عليه وسلم، ثم ناولها إياه فقال : " خذيه فلن تري شيئا منه تكرهينه بعد هذا إن شاء الله" ، فأخذته ثم انصرفت، قال: ثم مضينا فحججنا، قال: فلما انصرف رسول الله صلى الله عليه وسلم نزلنا بالروحاء، قال أسامة: إذا تلك المرأة قد استقبلت رسول الله صلى الله عليه وسلم بشاة مصلية فوضعتها بين يدي رسول الله صلى الله عليه وسلم ثم قالت يا رسول الله: أنا المرأة أم الصبي الذي لقيتك به فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" فما فعل ابنك"، قالت: والذي بعثكبالحق ما رأيت منه شيئا يريبني إلى يومي هذا(3) .
وعن عبد الله أنه قرأ في أذن مبتلى فأفاق فقال له رسول الله صلى الله عليه وسلم:" ما قرأت في أذنه ؟ قال:" قرأت ) أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا ( [ المؤمنون: 115]حتى فرغ من آخر السورة فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" لو أن رجلا موقنا قرأ بها على جبل لزال"(1).
فهذه التعددية في العلاج , تبيّن التعددية في أسباب الحالات وطرق العلاج , وهذا يوضح لنا سبب فشل بعض القراء في العلاج ؛ لاعتمادهم على حالة واحدة فقط .
سادساً : الفراسة : قال تعالى:) إِنَّ فِي ذَلِكَ لآيَاتٍ لِّلْمُتَوَسِّمِينَ( [ الحجر: 75 ]، وهي منزلة من منازل: ) إِيَّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ ( [ الفاتحة: 5 ]، كما أشار إليها العلامة ابن القيم في كتابه : مدارج السالكين : " حيث قال مجاهد للمتفرسين , وقال ابن عباس رضي الله عنهما : للناظرين , وقال قتاده : للمعتبرين , وقال مقاتل : للمتفكرين " (2).
والفراسة :الاستدلال بالأحوال الظاهرة على الأخلاق الباطنة(3) ، والذي يعنينا هنا حديث أم سلمة رضي الله عنها ، فعن عُرْوَةَ بن الزُّبَيْرِ عن زَيْنَبَ بنت أبي سَلَمَةَ عن أُمِّ سَلَمَةَ رضي الله عنها أَنَّ النبي صلى الله عليه وسلم رَأَى في بَيْتِهَا جَارِيَةً في وَجْهِهَا سَفْعَةٌ فقال اسْتَرْقُوا لها فإن بها النَّظْرَةَ (4).
سابعاً : أن يتوجه أثناء الرقية إلى الله بصدق : بحيث يجتمع فيها القلبمع اللسان ، والأفضل أن يرقي الإنسان نفسه ، لأنه لا أحد يحس باضطراره وحاجته بمثلما يحس هو بنفسه ، ، والله عز وجل وعد المضطرين بالإجابة ، وغالباً ما يكون الراقيمشغول القلب ) أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلًا مَّا تَذَكَّرُونَ ([ النمل:62]



(1) حاشية العدوي : 2/25 ، إعانة الطالبين : 3/124 ، فتح الباري : 10/195 ، معارج القبول : 2/509 ، شرح كتاب التوحيد : ص 136 .

(2) مختصر اختلاف العلماء : الطحاوي 3/492 ، الاستذكار : لابن عبد البر 5/22 .

(3) سبق تخريج الأثر .

(1) سبق تخريج الحديث .

(2) فتح الباري : 10/197 ، فيض القدير : 6/314 .

(3) نيل الأوطار : 9/106 ، تيسير العزيز الحميد : ص 129 .

(4) عمدة القارئ : 21/265 .

(5) زاد المعاد : 4/178 ، الطب النبوي : ص 139 .

(1) مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : 15/356 ، الفواكه الدواني : 2/225 ،

(2) أخرجه البخاري في كتاب فضائل القرآن باب فضل المعوذات (4728 ) 4/1916 ، ومسلم في كتاب السلام باب رقية المريض بالمعوذات ( 2192 ) 4/1723 .

(3) شرح الزرقاني على الموطأ : 4/417 ، فتح الباري : 10/195 ، فيض القدير : 1/558 .

(4) أخرجه الترمذي في كتاب الطب باب ما جاء في كراهية التعليق (2072)4/403 ، والنسائي في كتاب الاعتكاف باب الحكم في السحرة(3542)2/307 ، وأحمد في مسنده (18803)4/310.

(5) أخرجه أحمد في مسنده ( 17458 ) 4/156 .

(6) أخرجه الحاكم في مستدركه ( 8289 ) 4/463 ، وابن حبان في صحيحه ( 6086 ) 13/450 .

(1) سبق تخريج الحديث .

(2) فتح الباري : 10/268 ، عمدة القاري : 21/268.

(3) أبجد العلوم : 2/361 .

(4) أخرجه أبو داود في كتاب الطب باب ما جاء في الرقى ( 3887 ) 4/11 ، والنسائي في السنن الكبرى ، كتاب الطب باب رقية النمل ( 7543 ) 4/366 ، وأحمد في مسنده ( 27140 ) 6/372 .

(1) أخرجه أحمد في مسنده ( 2288 ) 1/254 ، والطبراني في الكبير ( 12460 ) 12/57 وفيه فرد السبخي وثقه ابن معين والعجلي وضعفه غيرهما ( مجمع الزواد : 9/2 )

(2) أخرجه أحمد في مسنده ( 17583 ) 4/170 ، والطبراني في الأوسط ( 9112 ) 9/52 .

(3) تاريخ مدينة دمشق : 4/371-372 .

(1) أخرجه أبو يعلى في مسنده ( 5045) 8/458 ، وفيه ابن لهيعة فيه ضعف ( مجمع الزوائد 5/115 )

(2) مدارج السالكين : 1/129 ، تفسير البغوي : 3/55 .

(3) التفسير الكبير : 2/179 ، حلية الأولياء : 10/340 .

(4) أخرجه البخاري في كتاب الطب باب رقية العين ( 5407 ) 5/2167 .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 06-04-2010, 03:50 PM   #10
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي

المطلب الثاني:
ضوابط في الرقية
أولاً: أن تكون من كتاب الله تعالى ومن سنة رسول الله صلى الله عليه وسلم أو من الأدعيه المباحة المشتملة على التعلق بالله وحده لا شريك له فى جلب الخير ودفع الشر وعلى الوحدانية فى الشفاء قال تعالى:﴿ وَإِذَا مَرِضْتُ فَهُوَ يَشْفِينِ﴾[ الشعراء:80] فلقد اتفق الفقهاء على أنه يشترط في الرقية أوالتميمة أن يكون لها أصل في القرآن أو السنة بأن تكون موافقة لهما، فتجوزالرقية بآية أو آيات من كتاب الله تعالى، أو باسم من أسمائه، أو بصفة من صفاته، أوبذكر الله تعالى أو دعائه الذي ورد في القرآن أو السنة (1)،ويؤيد ذلك ما روى مسلم : عن جَابِرٍ قال نهى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم عن الرُّقَى فَجَاءَ آلُ عَمْرِو بن حَزْمٍ إلى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم فَقَالُوا يا رَسُولَ اللَّهِ إنه كانت عِنْدَنَا رُقْيَةٌ نرقى بها من الْعَقْرَبِ وَإِنَّكَ نَهَيْتَ عن الرُّقَى قال فَعَرَضُوهَا عليه فقال ما أَرَى بَأْسًا من اسْتَطَاعَ مِنْكُمْ أَنْ يَنْفَعَ أَخَاهُ فَلْيَنْفَعْهُ " (2)،فقد طلب النبي صلى الله عليه وسلم من آل عمروبن حزم أن يعرضوا عليه رقاهم ليرى هل هي موافقة لما جاء به من القرآن أو لا؟ فأقرهالأنها موافقة، وقال لهم: "ما أرى بأساً"(3).
وعن أبي سَعِيدٍ قال كان رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم يَتَعَوَّذُ من الْجَانِّ وَعَيْنِ الْإِنْسَانِ حتى نَزَلَتْ الْمُعَوِّذَتَانِ فلما نَزَلَتَا أَخَذَ بِهِمَا وَتَرَكَ ما سِوَاهُمَا " (4) ، وقال الربيع سألت الشافعي عن الرقى فقال: "لابأس إن رقى بكتاب الله، أو بما يعرف من ذكر الله" (5).
أما إذا لم يكن للرقية أو التميمة أصل فيالقرآن أو السنة، أو لم تكن موافقة لهما، فيحرم التداوي بها؛ فلا يجوز التداويبالرقى اليهودية والنصرانية المخالفة لما في القرآن والسنة، ولا يجوز التداويبتعليق خرزة زرقاء، أو حلقة من حديد أو نحاس أو خزف، ولا بتراب قبر ولي، أو بتعليققطعة سترة تابوت ولي، أو بالشرب من ماء طاسة الضربة "الرجه"، أو غير ذلك منالخرافات التي ورثها الناس عن الشعوب الجاهلية؛ مما لا يوجد له أصل في القرآنوالسنة (6) .
والقرآن الكريم كله شفاء يصح التداوي بأيةسورة منه،أو آية منه؛ لقوله تعالى:﴿وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ وَلاَ يَزِيدُ الظَّالِمِينَ إَلاَّ خَسَارًا﴾[الإسراء:82]وهنا"من"في الآية للبيان، وليست للتبعيض، لأنه يلزم من كونها للتبعيض أن بعض القرآن لا شفاء فيه، وهو ليس كذلك(1)، لكن الأولى تحرى الآيات والسور التي ورداستعمالها في الرقى والتعوذات، لإعطاء نتائج سريعة ومن ذلك:فاتحة الكتاب، المعوذات﴿ قل هو الله أحد..، قل أعوذ بربالفلق…، وقل أعوذ برب الناس ﴾، آية الكرسي﴿ البقرة:255 ﴾ ، أسـماء الله تعالى وصفاته ، آيات الأدعـية والأذكـار.
وفى الســنة النبوية وردت تعــوذات لكثير منالأمراض تنظر في مواضعها من كــتب الأحاديث. وكان النبــي صلى الله عليه وسلم يكثرمن اســتعمال هذه الرقيــة: فلقد كان صلى الله عليه وسلم إذا أتى مَرِيضًا أو أتى بِهِ قال أَذْهِبْ الْبَاسَ رَبَّ الناس اشْفِ وَأَنْتَ الشَّافِي لَا شِفَاءَ إلا شِفَاؤُكَ شِفَاءً لَا يُغَادِرُ سَقَمًا"(2) وكان إذا اشْتَكَى رسول اللَّهِ صلى الله عليه وسلم رَقَاهُ جِبْرِيلُ قال بِاسْمِ اللَّهِ يُبْرِيكَ وَمِنْ كل دَاءٍ يَشْفِيكَ وَمِنْ شَرِّ حَاسِدٍ إذا حَسَدَ وَشَرِّ كل ذِي عَيْنٍ " (3).
ثانياً: أن لا تتضمن الرقية شركاً أو تشمل على صيغ مجهولة من طلاسم ورموز ونحو ذلك.
قال تعالى﴿ إِنَّ اللّهَ لاَ يَغْفِرُ أَن يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَن يَشَاء وَمَن يُشْرِكْ بِاللّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلاَلاً بَعِيدًا ﴾ [ النساء:116]فينبغي أن تخلو الرقية والتميمة من أي نوع منأنواع الشرك ، كما روى عن عوف بن مالك الأشجعي قال: كنا نرقى في الجاهلية،فقلنا: يا رسول الله كيف ترى ذلك؟ فقال: "اعرضوا علي رقاكم. لا بأس بالرقى ما لميكن فيه شرك" (4).
ثالثاً: أن لا تتضمن الرقية سحراً: وقد اتفق العلماء على منع التداويبالرقى التي تتضمن السحر كالعقد والعزائم والطلسمات التي تشتمل على أسماء معينه،يزعم السحرة أنها ملائكة وكلهم سليمان بقبائل الجان، فإذا أقسم على صاحب الاسم ألزمالجن بما يريد (5) .
ومما يؤيد منع هذه الرقى، وما يقوم به السحرةمن أعمال السحر قوله تعالى: ﴿ وَأَلْقِ مَا فِي يَمِينِكَ تَلْقَفْ مَا صَنَعُوا إِنَّمَا صَنَعُوا كَيْدُ سَاحِرٍ وَلَا يُفْلِحُ السَّاحِرُ حَيْثُ أَتَى ﴾[طه:69] وحديث :" اجْتَنِبُوا السَّبْعَ الْمُوبِقَاتِ قالوا يا رَسُولَ اللَّهِ وما هُنَّ قال الشِّرْكُ بِاللَّهِ وَالسِّحْرُ وَقَتْلُ النَّفْسِ التي حَرَّمَ الله إلا بِالْحَقِّ وَأَكْلُ الرِّبَا وَأَكْلُ مَالِ الْيَتِيمِ وَالتَّوَلِّي يوم الزَّحْفِ وَقَذْفُ الْمُحْصَنَاتِ الْمُؤْمِنَاتِ الْغَافِلَاتِ " (6)، وقال ابن حجر في الحكمة من منع تلك الرقى: "يدعي تسخير الجن له ، فيأتي بأمور مشتبهة مركبة من حق وباطل يجمع إلى ذكر اللهوأسمائه ما يشوبه من ذكر الشياطين والاستعانة بهم والتعوذ بمردتهم" (1) .
رابعا: أن تكون باللسان العربي، أو بمايفهم معناه: وذلك أن تكون باللغة العربية خشية أن تكون فى اللغات الأخرى من الخلل والزلل فى الدعاء والتعلق بما لا يجوز أويجهله أهلها فهي مظنة الشرك بالله تعالى والسحر. اتفق الفقهاء على أنه يشترط في الـرقية أنتكون بلغة مفهومة المعنى ، فيقرأ على العربي بلغة عربية. ولذا لا تصح الرقيةبلغة أعجمية أو عبرية أو غير ذلك من اللغات. كما لا تصح الرقية بالدعوات المجهولةالتي لا تعرف لها حقيقة ولا أصل، وإنما يزعم أهلها أنها من الدعوات المستجابة. ومن ذلك: لمخيثا وشمخيثا وباغليهوش،كشهشطليوس، قطيهوج وطحير طمحيليال، برهيم، يالوش، هميالوش، طياروش، طلوش، طلش،عجريش، وهليش، مراهيش ، ويدل على منع التداوي بتلك الرقى قول النبيصلى الله عليه وسلم لمن كان يرقي قبل الإسلام: "اعْرِضُوا عَلَيَّ رُقَاكُمْ لَا بَأْسَ بِالرُّقَى ما لم يَكُنْ فيه شِرْكٌ "(2) ، قال ابن حجر: "دل الحديث أنه ما كان من الرقىيؤدى إلى الشرك يمنع، وما لم يعقل معناه لا يؤمن أن يؤدي إلى الشرك، فتمنعاحتياطاً"(3) ، قالالمازري : جميع الرقى جائزة إذا كانت بكتاب الله أو بذكره ، ومنهي عنها إذا كانتباللغة الأعجمية أو بما لا يدرى معناه لجواز أن يكون فيها كفر(4)، فتمنع تلك الرقى وإن لميعرف الراقي أنها شرك أو سحر، ولا يجوز للمريض استعمالها والتداوي بها.
خامساً: أن تكتب الرقية بطاهر:إذا كانت الرقية مكتوبة في ورقة، فلابد أنتكتب بمادة طاهرة كالحبر، والزعفران، وبعض الأصباغ. فلا يجوز أن يكتبها بما هو نجسكالدم، والبول، والغائط؛ لأن كلام الله تعالى وأسماءه وصفاته ينبغي أن تـنزه عنذلك.
فإذا تخلف شرط من هذه الشروط تحولت الرقيه إلى ضرب من الدجل والوهم والشعوذة وقد يصل الأمر إلى الشرك بالله واتجه إليها الاستثناء من الإباحة فى قوله صلى الله عليه وسلم: " لابأس بالرقى مالم تكن شركا "، فإن اختل شرط من تلك الشروط تصبح رقية محرمة،وإن اعتقد أنها الفاعلة أو السبب المؤثر كان ذلك كفرا أكبر، وإن اعتقد مقارنتها للشفاءكان ذلك شركا أصغر، والله أعلم .


(1) حاشية ابن عابدين : 6/57 ، الثمر الداني : 1/711 ، المغني 3/94 ، فتح الباري : 10/195 شرح النووي على مسلم : 14/168 ، عمدة القاري 12/96 ، نيل الأوطار 9/91 ، سبل السلام : 3/81 .

(2) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب استحباب الرقية من العين ..( 2199) 4/1726 .

(3) سبق تخريج الحديث .

(4) سبق تخريج الحديث .

(5) الأم : 7/228 .

(6) انظر بحث : " ضوابط التداوي بالرقى في الفقه الإسلامي : د. محمد عثمان شبير" ( ضمن كتاب : قضايا طبية معاصرة 2/496-515 )

(1) تفسير القرطبي : 10/315 .

(2) سبق تخريج الحديث .

(3) أخرجه مسلم في كتاب السلام باب الطب والمرض والرقى ( 2185 ) 4/1718 .

(4) سبق تخريج الحديث .

(5) تبيين الحقائق : للزيلعي 6/33، الإنصاف : المرداوي 10/352، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية 1/362، عمدة القاري 14/63 .

(6) أخرجه البخاري في كتاب الوصايا باب قوله تعالى ( إن الذين يأكلون أموال اليتامى ظلما ) ( 2615 ) 3/1017 ، ومسلم في كتاب الإيمان باب بيان الكبائر وأكبرها ( 89 ) 1/92 .

(1) فتح الباري : 10/196 ، عمدة القاري : 21/265 .

(2) سبق تخريج الحديث .

(3) فتح الباري : 10/195.

(4) شرح النووي على صحيح مسلم "14/168 ، طرح التثريب:8/185 ، نيل الأوطار: 9/91 ، مجموع فتاوى شيخ الإسلام ابن تيمية : 19/13 .
 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:23 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com