بسم الله الرحمن الرحيم
1- الكلام فيما تم تسطيره – آنفا – بناؤه على العلم والفهم ، وليس من باب الرقة والعاطفة .. والحجة والبيان هما الحاكم في باب الترجيح والبحث عن الصواب ..
2- خلاف الأولى نوع من المنع ، ولا يقتضي استغراق جميع المنع كما هو معروف في الأصول ، ودلالة الوضع العربي.
3- حديث المرأة السوداء حجة ظاهرة أنها طالبة للرقية ؛ بدليل أنه صلى الله عليه وسلم دعا لها ( أن لا يكشفها الخبيث ) والدعاء نوع من الرقية ؛ بل الرقية هي الدعاء ؟! . وبمفهوم حديث ( لا يغادر سقما ) يتضح المراد .
4- أما الجني السعيد بهذه الأقوال .. فهو ذاك الجني الكافر ، أو الظالم ؟! الذي ينظر إلى مصلحة بقاءه في جسم المبتلى ، ولوكان ذلك حاصل بإلقاء نوع من الاتباع عند المريض ؛ حتى يترك المساعدة ممن له دراية بأحوال الجن ومكرهم في غواية البشر .
وقد يحقق الجني شيئًا من الاتباع للمريض – مكرا وخداعاً – للوصل إلى التسلط الكامل لجسم الإنسان .
والناظر في تضاعيف الكتب الكاشفة للغواية الشيطانية يعلم صحة ما ذكرناه في هذا الموضع (1) .
5- رقية الإنسان لنفسه قد تكون ممكنة في بعض الأحوال ، ويصعب تحقيقها في أحوال كثيرة .. ومن له دراية وعناية بأحوال الناس في هذا الجانب .. سلم يقينا بصحة ذلك .. ولنا رسالة مرقومة في ذلك عنوانها ( هل يستطيع المريض رقية نفسه ) .
دمتم موفقين لمحبكم /
أبي عبد الرحمن ..
____
1- انظر : تلبيس إبليس .. و إغاثة اللهفان .. ومصائب الإنسان من مكائد الشيطان .. وغيرها ، ومن أفضل ما ألف في ذلك ( الفرقان بين أولياء الرحمن وأولياء الشيطان ) لابن تيمية ، فهو غاية في كشف وفضح طرق مكر الجن والشياطين .