موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر العقيدة والتوحيد

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 25-12-2008, 01:33 PM   #1
معلومات العضو
الحـياة الطيبة
إشراقة إدارة متجددة
 
الصورة الرمزية الحـياة الطيبة
 

 

افتراضي أقوال علماء المذاهب في مشاركة الكفار أعيادَهم

الحمد لله رب العالمين و الصلاة و السلام على أشرف الخلق أجمعين نبينا محمد و على آله و صحبه و من تبعهم بإحسان إلى يوم الدين ، و بعد :

فللحديث عن هذه المسألة فإنه ينبغي أن نلقي الضوء على عدة أمور :

أولاً : معنى التهنئة و مدلولها:

اتفق أهل اللغة على أن التهنئة ضد التعزية ، قال العلامة البجيرمي : "التهنئة ضد التعزية فهي الدعاء بعد السرور , و التعزية حمل المصاب على الصبر بوعد الأجر و الدعاء له" .
و السنّة مضت على أن التهنئةَ و البشارةَ تكون بين الناس على قدر المَوَدّة بينهم في المعرفة و الخُلطة و المُمازجة ، بخلاف تحية السلام مثلاً ، فإنها مشروعة على من عرفناه و من لم نعرفه من المسلمين ، كما قال العلامة ابن الحاج المالكي .

ثانياً : هل هذه المسألة حديثة معاصرة ؟

قد نظن أن هذه المسألة من المسائل العصرية الحديثة التي لا وجود لها في تراث فقهنا الإسلامي ، و لكن يظهر لنا عند تصفح المراجع الفقهية المعتمدة خلاف ما كنا نظن ، و نجد أن أهل العلم قد تكلموا عنها باستفاضة ، فجزاهم الله عنا كل خير ، و بالتالي ليس هناك أي داع لطرح فتاوى جديدة في هذا الشأن تُلغي ما قرره علماؤنا في هذه المسألة بعلم و إتقان .
ثالثاً : مذهب أهل العلم في هذه المسألة :

سأقتصر على أهم ما ذكره أهل العلم من المذاهب السنية الأربعة في هذه المسألة سالكاً سبيل الاختصار :

1.مذهب السادة الحنفية :

(قال أبو حفص الكبير رحمه الله : لو أن رجلا عَبَدَ اللهَ تعالى خمسين سنة ثم جاء يوم النيروز و أهدى إلى بعض المشركين بَيْضَة يريد تعظيمَ ذلك اليوم فقد كفر و حبط عمله. و قال صاحب الجامع الأصغر إذا أهدى يوم النيروز إلى مسلم آخر و لم يُرِد به تعظيمَ اليوم و لكن على ما اعتاده بعض الناس، لا يكفر . و لكن ينبغي له أن لا يفعل ذلك في ذلك اليوم خاصة و يفعله قبله أو بعده لكي لا يكون تشبيها بأولئك القوم , و قد قال صلى الله عليه و سلم ** من تشبه بقوم فهو منهم ** و قال في الجامع الأصغر رجل اشترى يومَ النيروز شيئا يشتريه الكفرة منه و هو لم يكن يشتريه قبل ذلك إن أراد به تعظيم ذلك اليوم كما تعظمه المشركون كفر , و إن أراد الأكل و الشرب و التنعم لا يكفر)ا.هـ
البحر الرائق شرح كنز الدقائق للعلامة ابن نجيم (8/555)

2.مذهب السادة المالكية :

( فصل ) في ذكر بعض مواسم أهل الكتاب فهذا بعض الكلام على المواسم التي ينسبونها إلى الشرع و ليست منه و بَقِيَ الكلامُ على المواسم التي اعتادها أكثرُهم و هم يَعلمون أنها مواسم مختصة بأهل الكتاب فتشبه بعض أهل الوقت بهم فيها و شاركوهم في تعظيمها، يا ليت ذلك لو كان في العامة خصوصا و لكنك ترى بعض من ينتسب إلى العلم يفعل ذلك في بيته و يعينهم عليه و يُعجبه منهم و يُدخل السرور على من عنده في البيت من كبير و صغير بتوسعة النفقة و الكسوة على زعمه بل زاد بعضُهم أنهم يهادون بعض أهل الكتاب في مواسمهم و يُرسلون إليهم ما يحتاجونه لمواسمهم فيستعينون بذلك على زيادة كفرهم و يرسل بعضهم الخرفان و بعضهم البطيخ الأخضر و بعضهم البلح و غير ذلك مما يكون في وقتهم و قد يجمع ذلك أكثرهم , و هذا كله مخالف للشرع الشريف .
و من العتبية قال أشهب، قيل لمالك أترى بأسا أن يَهديَ الرجلُ لجاره النصراني مكافأةً له على هديةٍ أهداها إليه ؟ قال ما يعجبني ذلك قال الله عز و جل ** يا أيها الذين آمنوا لا تتخذوا عدوي و عدوكم أولياء تلقون إليهم بالمودة و قد كفروا بما جاءكم من الحق ** الآية. قال ابن رشد رحمه الله تعالى قوله مكافأة له على هدية أهداها إليه إذ لا ينبغي له أن يقبل منه هدية ; لأن المقصود من الهدايا التودد لقول النبي صلى الله عليه و سلم ** َتَهَاْدوا تحابوا و تذهب الشحناء ** , فإن أخطأ و قَبِلَ منه هديتَه و فاتت عنده فالأحسن أن يكافئه عليها حتى لا يكون له عليه فضلٌ في معروفٍ صنَعَه معه .
و سئل مالك رحمه الله عن مؤاكلة النصراني في إناء واحد قال تَرْكُه أحب إليَّ و لا يصادق نصرانيا قال ابن رشد رحمه الله الوجه في كراهة مصادقة النصراني بَيِّنٌ ; لأن الله عز و جل يقول ** لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله، و لو كانوا آباءهم أو إخوانهم أو عشيرتهم، أولءك كتب في قلوبهم الإيمان و أيدهم بروح منه و يدخلهم جنات تجري من تحتها الأنهار خالدين فيها، أولئك حزب الله ألا إن حزب الله هم المفلحون** .
فواجبٌ على كل مسلم أن يُبغض في الله من يكفر به و يجعل معه إلها غيره و يُكذب رسوله صلى الله عليه و سلم , و مؤاكلتُه في إناء واحد تقتضي الألفة بينهما و المودةَ، فهي تُكره من هذا الوجه و إن عَلِمْتَ طهارةَ يده .
و من مختصر الواضحة سئل ابن القاسم عن الركوب في السُّفن التي يركب فيها النصارى لأعيادهم فَكَرِهَ ذلك مخافةَ نزول السّخط عليهم لكفرهم الذي اجتمعوا له . قال: و كَرِهَ ابن القاسم للمسلم أن يُهدِيَ إلى النصراني في عيده مكافأة له . و رآه من تعظيم عيده و عَوْنا له على مصلحة كفره . ألا ترى أنه لا يحل للمسلمين أن يَبيعوا للنصارى شيئا من مصلحة عيدهم لا لَحما و لا إداما و لا ثوبا و لا يُعارون دابة و لا يُعانون على شيء من دينهم ; لأن ذلك من التعظيم لشركهم و عونِهم على كفرهم و ينبغي للسلاطين أن ينهوا المسلمين عن ذلك , و هو قول مالك و غيره لم أعلم أحدا اختلف في ذلك انتهى .
و يمنع التشبه بهم كما تقدم لما ورد في الحديث ** من تشبه بقوم فهو منهم ** و معنى ذلك تنفير المسلمين عن موافقة الكفار في كل ما اختصوا به . و قد كان عليه الصلاة و السلام يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود إن محمدا يريد أن لا يدع من أمرنا شيئا إلا خالفنا فيه .
و قد جمع هؤلاء بين التشبه بهم فيما ذكر و الإعانة لهم على كفرهم فيزدادون به طغيانا إذ أنهم إذا رأوا المسلمين يوافقونهم أو يساعدونهم , أو هما معا كان ذلك سببا لغبطتهم بدينهم و يظنون أنهم على حق و كَثُرَ هذا بينهم . أعني المهاداة حتى إن بعض أهل الكتاب ليهادون ببعض ما يفعلونه في مواسمهم لبعضِ مَن له رياسةٌ من المسلمين فيقبلون ذلك منهم و يشكرونهم و يكافئونهم . و أكثر أهل الكتاب يغتبطون بدينهم و يُسَرون عند قبول المسلم ذلك منهم ; لأنهم أهل صُوَرٍ و زَخارفَ، فيظنون أن أرباب الرياسة في الدنيا من المسلمين هم أهل العلم و الفضل و المُشار إليهم في الدين و تَعَدَّى هذا السم لعامة المسلمين فسرى فيهم فعظموا مواسم أهل الكتاب و تكلفوا فيها النفقة..) ا.هـ
المدخل للعلامة ابن الحاج المالكي (2/46-48)

3.مذهب السادة الشافعية :

قال الإمام الدَّمِيري رحمه الله تعالى في (فصل التعزير) :
(تتمة : يُعزّر من وافق الكفار في أعيادهم ، و من يُمسك الحية ، و مَن يدخل النار ، و مَن قال لِذِمّي : يا حاج ، و مَـنْ هَـنّـأه بِـعِـيـدٍ ، و من سمى زائر قبور الصالحين حاجاً ، و الساعي بالنميمة لكثرة إفسادها بين الناس ، قال يحيى بن أبي كثير : يُفسد النمام في ساعة ما لا يُفسده الساحر في سنة) ا.هـ
النجم الوهاج في شرح المنهاج للعلامة الدَّمِيري (9/244) ، و كذا قال العلامة الخطيب الشربيني في مغني المحتاج إلى معرفة معاني ألفاظ المنهاج (4/191) .
و قال العلامة ابن حجر الهيتمي الشافعي رحمه الله تعالى في ( باب الردة ) :
( ثم رأيت بعض أئمتنا المتأخرين ذكر ما يوافق ما ذكرته فقال : و من أقبح البدع موافقة المسلمين النصارى في أعيادهم بالتشبه بأكلهم و الهدية لهم و قبول هديتهم فيه و أكثر الناس اعتناءً بذلك المصريون و قد قال صلى الله عليه و سلم ** من تشبه بقوم فهو منهم ** بل قال ابن الحاج لا يحل لمسلم أن يبيع نصرانيا شيئا من مصلحةِ عيدِه لا لحما و لا أَدَما و لا ثوبا و لا يُعارون شيئا و لو دابة إذ هو معاونة لهم على كفرهم و على وُلاة الأمر منع المسلمين من ذلك و منها اهتمامهم في النيروز بأكل الهريسة و استعمال البخور في خميس العيدين سبع مرات زاعمين أنه يدفع الكسل و المرض و صَبغ البيض أصفرَ و أحمرَ و بيعِه و الأدوية في السبت الذي يسمونه سبت النور و هو في الحقيقة سبت الظلام و يشترون فيه الشبث و يقولون إنه للبركة و يجمعون ورق الشجر و يلقونها ليلة السبت بماء يغتسلون به فيه لزوال السحر و يكتحلون فيه لزيادة نور أعينهم و يدهنون فيه بالكبريت و الزيت و يجلسون عُرَايا في الشمس لدفع الجرب و الحكة و يطبخون طعام اللبن و يأكلونه في الحمام إلى غير ذلك من البدع التي اخترعوها و يجب منعهم من التظاهر بأعيادهم) ا.هـ
الفتاوى الفقهية الكبرى لللعلامة ابن حجر الهيتمي (4/238-239)

4.مذهب السادة الحنابلة :

(( و يكره ( التعرض لما يوجب المودة بينهما ) لعموم قوله تعالى ** لا تجد قوما يؤمنون بالله و اليوم الآخر يوادون من حاد الله و رسوله ** الآية .
( و إن شمته كافر أجابه ) ; لأن طلب الهداية جائز للخبر السابق .
( و يحرم تهنئتُهم و تعزيتُهم و عيادتُهم ) ; لأنه تعظيمٌ لهم أشبَهَ السلامَ .
( و عنه تجوز العيادة ) أي : عيادة الذمي ( إن رُجِيَ إسلامُه فيعرضُه عليه و اختاره الشيخ و غيره ) لما روى أنس ** أن النبي صلى الله عليه و سلم عاد يهوديا , و عرض عليه الإسلام فأسلم فخرج و هو يقول : الحمد لله الذي أنقذه بي من النار ** رواه البخاري ولأنه من مكارم الأخلاق .
( و قال ) الشيخ ( و يحرم شهود عيد اليهود و النصارى ) و غيرهم من الكفار ( و بيعه لهم فيه ) . و في المنتهى : لا بيعنا لهم فيه ( و مهاداتهم لعيدهم ) لما في ذلك من تعظيمهم فيشبه بداءتهم بالسلام .
( و يحرم بيعهم ) و إجارتهم ( ما يعملونه كنيسةً أو تمثالا ) أي : صنما ( و نحوه ) كالذي يعملونه صليبا ; لأنه إعانة لهم على كفرهم . و قال تعالى ** و لا تعاونوا على الإثم و العدوان **
( و ) يحرم ( كل ما فيه تخصيص كعيدهم و تمييز لهم و هو من التشبه بهم , و التشبه بهم منهي عنه إجماعا ) للخبر ( و تجب عقوبة فاعله )) ا.هـ
كشف القناع عن متن الإقناع للعلامة البهوتي (3/131)
و قال فضيلة الشيخ علي محفوظ الأزهري رحمه الله تعالى :
(مما ابتُلي به المسلمون و فشا بين العامة و الخاصة مشاركةُ أهلُ الكتاب من اليهود و النصارى في كثير من مواسمهم كاستحسان كثير من عوائدهم ، و قد كان صلى الله عليه و سلم يكره موافقة أهل الكتاب في كل أحوالهم حتى قالت اليهود أن محمداً يريد ألا يدع من أمرنا شيئاً إلا خالفنا فيه .. فانظر هذا مع ما يقع من الناس اليوم من العناية بأعيادهم و عاداتهم ، فتراهم يتركون أعمالَهم من الصناعات و التجارات و الاشتغال بالعلم في تلك المواسم و يتخذونها أيامَ فرَحٍ و راحةٍ يُوَسِّعون فيها على أهليهم و يلبسون أجملَ الثياب و يَصبِغون فيها البَيْضَ لأولادهم كما يصنع أهل الكتاب من اليهود و النصارى ، فهذا و ما شاكلَه مصداق قول النبي صلى الله عليه و سلم في الحديث الصحيح "لتتبعن سَنن من قبلكم شبراً بشبر و ذراعاً بذراع حتى لو دخلوا جحر ضب لتبعتموهم" قلنا : يا رسول الله ، اليهود والنصارى ؟ قال " فمن غيرهم " رواه البخاري عن أبي سعيد الخدري رضي الله عنه .. فعلى من يُريدُ السلامةَ في دينه و عرضه أن يحتجب في بيته في ذلك اليوم المشؤوم و يَمنَعَ عِيالَه و أهلَه و كلَّ من تحت وِلايتِه عن الخروج فيه حتى لا يشارك اليهود و النصارى في مراسمهم و الفاسقين في أماكنهم و يظفر بإحسان الله و رحمته)ا.هـ
باختصار من كتاب الإبداع في مضار الإبتداع ص 274-276

و لذا لا نتعجب بعد هذا كله أن ينقل الإمام المحقق ابن القيم الجوزية الإتفاقَ على حرمة تهنئة أهل الكتاب بأعيادهم حيث قال رحمه الله تعالى :
(و أما التهنئة بشعائر الكفر المختَصَّة به فحرام بالاتفاق ، مثل أن يهنئَهم بأعيادهم و صومِهم فيقول : عيد مبارك عليك أو تَهنَأ بهذا العيد و نحوه ، فهذا إن سلم قائلُه من الكفر فهو من المحرمات و هو بمنزلة أن يهنئَه بسجوده للصليب بل ذلك أعظم إثماً عند الله و أشدَّ مقتاً من التهنئة بشرب الخمر و قتل النفس و ارتكاب الفرج الحرام و نحوه .
و كثير ممن لا قَدْرَ للدين عندَه يَقَعُ في ذلك و لا يدري قُبح ما فَعَلَ . فمن هنَّأ عبداً بمعصية أو بدعة أو كفر فقد تعرّض لمَقْت الله و سَخَطه ، و قد كان أهلُ الورع من أهل العلم يتجنبون تهنئةَ الظلَمة بالولايات و تهنئةَ الجُهال بمنصب القضاء و التدريس و الإفتاء تجنُّباً لمَقْت الله و سُقوطهم من عينه و إن بُليَ الرجل بذلك فتعاطاه دَفْعا لشرٍّ يَتَوقعه منهم فمشى إليهم و لم يَقل إلا خيراً و دعا لهم بالتوفيق و التسديد فلا بأس بذلك و بالله التوفيق) ا.هـ
أحكام أهل الذمة (1/441-442)
يُضاف إلى ذلك ما ذكره الإمام ابن القاسم من أنه لم يعلم أن أحداً اختلف في ذلك ، و خلال بحثي القاصر في المراجع الفقهية لم أجد أحداً تساهل في هذه المسألة ، بل وجدت الأمرَ على العكس تماماً ، حيث يذكر كثير من الفقهاء هذه المسألة في أبواب التعزير و الرِّدة !
و الخلاصة المستفادة من كلام أهل العلم في حكم التهنئة أنها إن كانت مع تعظيمٍ فإنه يُخشى على صاحبها الكفرُ و العياذ بالله ، أما إن كانت من غير تعظيم فإنها مُحرمة تقتضي التعزير لما فيها من مشاركة أهل الكتاب في أعيادهم و لكونها ذريعة إلى تعظيم شعائرهم و إقرار دينهم .
رابعاً : عـَلَام نـهـنئ الآخر ، و كيف سندعوهم ؟
ينبغي أن يتبادر إلى أذهاننا سؤال في غاية الأهمية ، و هو علام نهنئ ؟ و هل نعلم حقيقةً ما نهنئ به الآخرين ؟
إن مَن نهنئهم يُجددون ذكرى مولد المسيح عيسى عليه السلام ، الذي يعتبرونه رباً ! و ابناً للرب ! و ثالثَ ثلاثة !
معاشر القراء ألا تُصادم هذه العقيدةُ الخطيرة عقيدةَ التوحيد التي من أجلها بَعَثَ اللهُ تعالى جميعَ الأنبياء و الرسل و مِن بينهم عيسى عليه السلام !
أنتبادل بطاقات التهاني و عبارات التبريكات مع من قال الواحد الأحد فيهم :
(و قالوا اتخذ الرحمن ولداً*لقد جئتم شيئاً إداً*تكاد السماوات يتفطرن منه و تنشق الأرض و تخر الجبال هداً * أن دعوا للرحمن ولداً * و ما ينبغي للرحمن أن يتخذ ولداً * إن كلّ من في السماوات و الأرض إلا آتي الرحمن عبداً * لقد أحصاهم و عدّهم عدّا * و كلهم آتيه يوم القيامة فرداً) ! [سورة مريم:88-95]
أنتبادل بطاقات التهاني و عبارات التبريكات مع أناس شتموا اللهَ سبحانه و تعالى ، حيث جاء في الحديث الصحيح الذي رواه الإمام البخاري في صحيحه (4482) عن ابن عباس رضي الله عنهما، عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال:
(قال الله: كذبني ابن آدم و لم يكن له ذلك، و شتمني و لم يكن له ذلك، فأما تكذبيه إياي فزعم أني لا أقدر أن أعيده كما كان، و أما شتمه أياي فقوله لي ولد، فسبحاني أن أتخذ صاحبة أو ولدا) !
و عن أبي هريرة رضي الله عنه عن النبي صلى الله عليه و آله و سلم قال :
(قال الله : كذبني ابن آدم و لم يكن له ذلك ، و شتمني و لم يكن له ذلك ، فأما تكذيبه إياي فقوله : لن يعيدني كما بدأني ، و ليس أول الخلق بأهون علي من إعادته ، و أما شتمه إياي فقوله : اتخذ الله ولدا و أنا الأحد الصمد ، لم ألد و لم أولد ، و لم يكن لي كفأ أحد) ! [رواه الإمام البخاري في صحيحه (4974-4975)]
و إذا كنا قد وصلنا إلى هذا الحال ، فكيف سندعو الآخرين إلى خاتمة الأديان ، و في الوقت ذاته نحن نبارك لهم أعيادهم و نشاركهم في مواسمهم الدينية بالهدايا و بطاقات التهاني ؟ و أين نذهب بالشعيرة العظيمة التي هي السبب في خيريتنا بين الأمم "الأمر بالمعروف و النهي عن المنكر" !
و لا أدري هل تبنينا لموقف التهنئة مثلاً يجعل الآخرين ينظرون إلينا نظرة مغايرة أم أنهم لا يعيروننا أي اهتمام سواء خضعنا لمراسمهم أم لم نخضع !
حقيقةً إن التساهل في مثل هذه القضايا الشرعية سوف يُخرج أمتنا الإسلامية عن أصالتها ، و سيُجهِز على هويتها-على الأقل المتبقية منها-، و سيجعلها تنصهر في المناهج الأخرى ، و سيجعل شبابَنا يتبعونهم حذو القذة بالقذة حتى في معتقداتهم الدينية فضلاً عن عاداتهم و تقاليدهم ، و لا حول و لا قوة إلا بالله .
و لا يخفى على العاقل المنصف أن دينَنَا الإسلامي قد ضرب أروعَ الأمثلة في سماحته و يُسره و حُسن تعامله مع أهل الذمة طوال القرون السالفة بشهادة المخالفين قبل الموافقين ، لكنّ واقعَ المذلّة و حَالَ الهوان الذي أصاب كيانَ الأمة الإسلامية جعلَها تتخلى شيئاً فشيئاً عن ثوابتها الراسخة في سبيل إرضاء الآخر ، و نتناسى ما حسمه الله تعالى قبل 14 قرناً من الآن حين قال : (و لن ترضى عنك اليهود و لا النصارى حتى تتبع ملتهم قل إن هدى الله هو الهدى و لئن اتبعت أهواءهم بعد الذي جاءك من العلم ما لك من الله من ولي و لا نصير) [سورة البقرة:120].
و الله نسأل أن يهيئ لهذه الأمة أمر رشد يعز فيه أهلُ الطاعة و يَذِل فيه أهلُ المعصية و أن يأخذ بنواصينا إلى البر و التقوى و يهدينا الصراط المستقيم .
موقع منزلة المرأة

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:10 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com