موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة الأسئلة المتعلقة بالرقية الشرعية وطرق العلاج ( للمطالعة فقط ) > اسئلة العين والحسد وطرق العلاج

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 25-08-2005, 12:53 AM   #21
معلومات العضو
اختكم

افتراضي

السلام عليكم

اريد ان استفسر بشان التحصين الذي ذكره لي ابو همام

حيث قال بتشغيل البقره او قراءتها افضل يوميا ولمدة اسبوع مع رش الماء المقري عليه

فسؤالي هو

هل ينفع ان اشغلها في المنزل واخرج ؟؟ لاني دائما افعل ذلك واخرج اي بدون ان اسمعها لاني بذلك احصن المنزل

ام لا بد من سماعها؟؟

وفقكم الله

اختكم

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-08-2005, 08:06 AM   #22
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
خطبة الجمعة في المسجد الحرام بمكة المكرمة
لفضيلة الشيخ : سعود الشريم
بتاريخ : 23- 5-1423هـ
والتي تحدث فيها فضيلته عن : الرؤى والأحلام في ميزان الإسلام

أما بعد: فاتقوا الله معاشر المسلمين، واعلموا أن هذه الدنيا دار ممرّ، وأن الآخرة هي دار القرار، فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْراً يَرَهُ وَمَن يَعْـمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرّاً يَرَهُ [الزلزلة:7، 8].
أيها الناس، إن لبني آدم ولَعاً بالغاً وشغفاً ثائراً فيما يتعلق بالأمور الغيبية، الماضي منها واللاحق، وإنكار هذه الظاهرة ضربٌ من ضروب تجاهل الواقع والنأي عنه. غيرَ أن تراوُحَ هذه الظاهرة صعوداً وهبوطاً يُعدّ مرهوناً بمدى قرب الناس من مشكاة النبوة والشِّرعة الحقة التي أحكمت هذا الباب وأخبر الله من خلالها بقوله: عَـٰلِمُ ٱلْغَيْبِ فَلاَ يُظْهِرُ عَلَىٰ غَيْبِهِ أَحَداً إِلاَّ مَنِ ٱرْتَضَىٰ مِن رَّسُولٍ [الجن:26، 27]. ولا غرو حينئذ إذا وجدنا هذه العصور المتأخرة مظِنةً للخلط واللغط بالحديث عن الغيبيات وتوقان النفوس الضعيفة إلى مكاشفتها، ما بين مؤمن بالخرافة وراضٍ بالكهانة وآخرين سادرين في السجع والتخمين يقذفون بالغيب في كل حين، مع أن آيات الله تُتلى عليهم بكرةً وعشياً وفيها قوله تعالى: قُل لاَّ يَعْلَمُ مَن فِى ٱلسَّمَـٰوٰتِ وٱلأرْضِ ٱلْغَيْبَ إِلاَّ ٱللَّهُ وَمَا يَشْعُرُونَ أَيَّانَ يُبْعَثُونَ [النمل:65]، وتُقرأ عليهم سنة المصطفى وفيها قوله: ((خمس لا يعلمهن إلا الله عز وجل: إِنَّ ٱللَّهَ عِندَهُ عِلْمُ ٱلسَّاعَةِ وَيُنَزّلُ ٱلْغَيْثَ وَيَعْلَمُ مَا فِى ٱلأَرْحَامِ وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ مَّاذَا تَكْسِبُ غَداً وَمَا تَدْرِى نَفْسٌ بِأَىّ أَرْضٍ تَمُوتُ إِنَّ ٱللَّهَ عَلَيمٌ خَبِيرٌ [لقمان:34])) رواه الترمذي.
إذاً لا مجال للحديث عن المغيَّبات إلا من خلال ما ذكره لنا ربنا جل وعلا أو ما أوحاه إلى رسوله ، وما عدا ذلك فما هو إلا مجرّدُ تكهُّناتٍ إن لم تكن محورَ أساطير وأوهام، وخليطَ كلام يقذف به مسترقُ السمع من الجن. والإسلام في حقيقته دين يُزيل الخرافةَ من الفكر [والضغينة] من القلب والشرودَ من المسيرة، فالإيمان بالغيب ليس إيماناً بالأوهام ولا هو إيذانا لأنواع الفوضى.
ثم إن الناجين من هذه الظاهرة قد لا يسلمون من تطلُّع آخر يحملهم عليه الشغف ورَوم معرفة الحال اللاحقة، والتي يظنون أن لها ارتباطا وثيقا باستقرار مستقبلهم من عدمه، فاشرأبَّت نفوسهم إلى الوقوف على ذلك في مناماتهم من خلال ما يعتريهم من رؤى وأحلام، ولذا فإن أحدنا قد يلاقي أخاً له أو صديقاً فيراه عبوسا متجهِّما أو فرحا مسرورا، فيزول عنه العجب حينما يعلم أن سببَ هذا الفرح أو الحزن رؤيا مؤنسة أو أخرى مقلقة. وهذا الأمر -عباد الله- ليس قاصراً على أفراد الناس وعامتهم فحسب، بل يشركهم فيه العظماء والكبراء، فكم أقضّت الرؤيا عظيما من مضجعه، وكم بشَّرت الرؤيا أفرادا بمستقبلهم، وكم شغلت شعباً كبيرا برمته، وما رؤيا يوسف عليه السلام بغائبة عنا، ولا رؤيا ملك مصر بخافية علينا، فقد اجتمع فيها تبشير وتحذير من آن واحد، إذ بشارتها هي السَّعة عليهم في الرزق سبعَ سنين، ونذارتها هي في الجدب والقحط سبعًا مثلها.
الرؤى -عباد الله- لها أهميتُها الكبرى في واقع الناس قبل الإسلام وبعد الإسلام، لكنها من خلال نظرات المتعلمين والمثقفين لها قد تتفاوت تفاوتاً كثيراً في اختلاف المرجعية من قبل كل طائفة، فقد أنكرها الفلاسفة، ونسبوا جميع الرؤى إلى الأخلاط التي في الجسد، فرأوا أنها هي التي تحدث انعكاسا مباشرا على نفس الرائي بقدر هيجان الأخلاط التي في جسده. ولبعض علماء النفس موقفٌ سلبي تجاه هذه الرؤى أيضاً، قاربوا فيه قيلَ الفلاسفة فجعلوها خليطا من الأمزجة والرواسب التي تكمُن في ذاكرة الإنسان فيهيّجها المنام، حتى قصروا أمرَها في قالب مادي بيولوجي صِرف كما زعموا.
وأما شريعة الإسلام فإن علماءَها وأئمتَها قد ساروا على منهاج النبوة ووقفوا من الرؤى بما نصَّ عليه الكتاب والسنة، فذهبوا إلى أن الرؤيا المنامية الصالحة الصادقة إنما هي حق من عند الله، فمنها المبشِّرة ومنها المنذرة، لما روى مالك في الموطأ وغيره عن ابن مسعود رضي الله عنه أن رسول الله قال: ((ذهبت النبوة وبقيت المبشرات))، قيل: وما المبشرات؟ قال: ((الرؤيا الصالحة يراها الرجل أو تُرى له)) وأصل هذا الحديث في البخاري. والتبشير هنا -عباد الله- يحتمل التبشير بالخير والتبشير بالشر كما قال الله تعالى عن الكفار: فَبَشّرْهُم بِعَذَابٍ أَلِيمٍ [آل عمران:21]. وهذه الرؤيا -عباد الله- هي التي قال عنها الصادق المصدوق صلوات الله وسلامه عليه: ((إذا اقترب الزمان لم تكد رؤيا المؤمن تكذب، وأصدقكم رؤيا أصدقكم حديثًا، ورؤيا المؤمن جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)) الحديث رواه البخاري ومسلم.
وبعدُ يا رعاكم الله، فلقد تكالبت همم كثير من الناس في هذا العصر بسبب الخواء الروحي الذي يتبعه الجزع والفَرَق ونأيُ النفس عن تعلقها بالله وإيمانها بقضائه وقدره وبما كان ويكون وأن شيئا لن يحدث إلا بأمر الله ومشيئته، فما شاء كان وما لم يشأ لم يكن، حتى لقد تعلَّقت نفوسهم بالرؤى والمنامات تعلُّقًا خالفوا فيه من تقدَّمهم في الزمن الأول من السلف الصالح، ثم توسَّعوا فيها، وفي الحديث عنها والاعتماد عليها، إلى أن أصبحت شغلَهم الشاغل عبر المجالس والمنتديات والمجامع بل والقنوات الفضائية، إلى أن طغت على الفتاوى الشرعية، فأصبح السؤال عن الرؤى أكثر بأضعافٍ عن السؤال في أمور الدين وما يجب على العبد وما لا يجب، كل ذلك إبان غفلةٍ ووسْنةٍ عما ينبغي أن يقِفه المؤمن تجاهَ هذه الرؤى، وأن هناك هديا نبويا للتعامل معها، ينبغي أن لا يتجاوزه المرء فيطغى، ولا يتجاهله فيعيى؛ لأن النبي تركنا على المحجة البيضاء، فأغنانا في الحديث عنها عن إتعاب النفس في التعلق بها والسعي الدؤوب في معرفة تأويلها، بلْهَ التعلق بها والاعتماد عليها، وما تهافتُ الناسِ في السؤال عنها بهذه الصورة المفرطة إلا لونٌ من ألوان الخروج عن الإطار المرسوم والتوازن المتكامل، فتجد أحدَنا يرى الرؤيا أياً كانت فتضطرب لها حواسُّه وترتعد منها فرائصُه وتُحبس أنفاسه، فلا يطفئ ذلك إلا البحث بنهمٍ عن عابر لها ليعبرها، حتى يظهر له أشرّ هي أم خير، ولو وقف كل منا عند الهدي النبوي مع الرؤى لما رأينا مثل هذه الجلبة ولا مثل هذا التعلّق الشاغل الذي استثمرته بعض المجامع والمنتديات فضلاً عن الفضائيات التي جعلته وسيلة جلبٍ واستقطاب لمشاهديها من خلال هذا الطعم المهوِّع.
ولأجل أن نقف جميعا على صورة مثلى للتعامل مع الرؤى المتكاثرة فلنستمع إلى جملة من الآداب المرعية تجاه هذه الظاهرة الناخرة في المجتمع، فقد روى مسلم في صحيحه أن أبا سلمة قال: كنت أرى الرؤيا أُعرَى منها -أي: أمرض منها- غير أني لا أزَمَّل حتى لقيتُ أبا قتادة فذكرت ذلك له فقال: سمعت رسول الله يقول: ((الرؤيا من الله، والحلم من الشيطان، فإذا حلم أحدكم حلماً يكرهه فلينفث عن يساره ثلاثاً وليتعوّذ بالله من شرها، فإنها لن تضرّه)) ، وفي رواية عند مسلم أيضاً قال أبو سلمة: إن كنت لأرى الرؤيا أثقل عليَّ من جبل، فما هو إلا أن سمعت بهذا الحديث، فما أباليها.
ومن هنا -عباد الله- فما كل ما يراه النائم يُعد من الرؤى التي لها معنى تفسَّر به؛ إذ إن ما يراه النائم في منامه يتنوّع إلا ثلاثة أنواع لا رابع لها، كما عند ابن ماجه في حديث عوف بن مالك رضي الله عنه عن النبي قال: ((إن الرؤيا ثلاث: منها أهاويل من الشيطان ليحزن بها ابن آدم، ومنها ما يهم به الرجل في يقظته فيراه في منامه، ومنها جزء من ستة وأربعين جزءاً من النبوة)).
يقول البغوي رحمه الله: "في هذا الحديث بيان أنه ليس كل ما يراه الإنسان في منامه يكون صحيحاً ويجوز تعبيره، إنما الصحيح منها ما كان من الله عز وجل، وما سوى ذلك أضغاث أحلام لا تأويل لها".
ومثال هذه الأضغاث -عباد الله- ما رواه مسلم في صحيحه أن أعرابياً جاء إلى النبي فقال: يا رسول الله، رأيت في المنام كأن رأسي ضُرب فتدحرج فاشتددتُ على أثره!! فقال رسول الله للأعرابي: ((لا تحدث الناس بتلعّب الشيطان بك في منامك)).
فأما موقف المرء من هذا النوع من الرؤى وهو الغالب على حال الكثيرين فإنه قد جاء في السنة آداب خاصة به في أحاديث صحيحة في الصحيحين وغيرهما، وهي التعوذ بالله من شر هذه الرؤيا ومن شر الشيطان، وأن يتفل الرائي حين يهُبّ من نومه ثلاثاً عن يساره، وأن لا يذكرَها لأحد أصلا، وأن يصلي ما كُتب له، وأن يتحوّل من جنبه الذي كان عليه. وزاد بعض أهل العلم قراءةَ آية الكرسي لما صح عن النبي أن من قرأها لا يقربهُ شيطان، وهذا النوع من الرؤى إنما هو من الشيطان، يقول النووي رحمه الله: "وينبغي أن يجمع الرائي بين هذه الآداب كلها ويعمل بجميع ما تضمنته الروايات، فإن اقتصر على بعضها اجزأه في دفع ضررها بإذن الله كما صرحت بذلك الأحاديث".
وأما النوع الثاني من الرؤى فهو ما يحدِّث به المرء نفسَه في يقظته، كمن يكون مشغولا بسفر أو تجارة أو نحو ذلك، فينام فيرى في منامه ما كان يفكّر فيه في يقظته، وهذا من أضغاث الأحلام التي لا تعبير لها.
فلا يبقى إلا النوع الثالث وهو الرؤيا الصادقة الصالحة التي تكون من الله، وهي التي تكون بشارة أو نذارة، وقد تكون واضحة ظاهرة لا تحتاج إلى تأويل كما رأى إبراهيم عليه السلام أنه يذبح ابنَه في المنام، وقد تكون خافية برموز تحتاج فيها إلى عابر يعبُرها كرؤيا صاحبي السجن مع يوسف عليه السلام. وهذا النوع هو الذي نهى رسول الله أن يُقصّ إلا على عالم أو ناصح، فقد قال صلوات الله وسلامه عليه: ((لا تُقصّ الرؤيا إلا على عالم أو ناصح)) رواه الترمذي.
وما عدا ذلك من الرؤى التي تتعلق بإثبات شيء من أحكام الشريعة في حلال أو حرام أو فعل عبادة أو تحديد ليلة القدر مثلاً وهي التي أرِيَها النبي ثم أُنسيَها أو تلك الرؤى التي ينبني عليها آثار متعدية تتعلق بحقوق الناس وحرماتهم وإساءة الظنون بهم من خلال بعض الرؤى مثلا أو الحكم على عدالتهم ونواياهم من خلالها، فإن ذلك كلَّه من أضغاث الأحلام ومن الظنون التي لا يجوز الاعتماد عليها في قول جمهور أهل العلم كالشاطبي والنووي وابن تيمية وابن القيم وابن حجر وغيرهم. وقد ذكر الشاطبي رحمه الله في كتابة الاعتصام أن الخليفة المهدي أراد قتل شريك بن عبد الله القاضي فقال له شريك: ولِم ذلك -يا أمير المؤمنين- ودمي حرام عليك؟! قال: لأني رأيت في المنام كأني مقبل عليك أكلمُك وأنت تكلمني من قفاك، فأرسلت إلى من يعبِّر فسألته عنها فقال: هذا رجل يطأ بساطَك وهو يُسِرّ خلافَك، فقال شريك: يا أمير المؤمنين، إن رؤياك ليست رؤيا يوسف بن يعقوب، وإن دماء المسلمين لا تسفَك بالأحلام، فنكَّس المهدي رأسه وأشار إليه بيده أن اخرُج، فانصرف. وقد ذكر ابن عساكر في تاريخ دمشق أن بعضهم رأى في المنام الشافعيَّ رحمه الله فقال له: كذبَ عليَّ يونس بن عبد الأعلى في حديث، ما هذا من حديثي ولا حدثتُ به، فقال الحافظ ابن كثير رحمه الله معلقاً على هذا الكلام: "يونس بن عبد الأعلى من الثقات لا يُطعن فيه بمجرد منام". وقد نقل الذهبي رحمه الله عن المروزي قال: أدخلتُ إبراهيمَ الحصري على أبي عبد الله أحمد بن حنبل وكان رجلاً صالحاً فقال: إن أمي رأت لك مناما هو كذا وكذا، وذكرت الجنة، فقال: يا أخي، إن سهل بن سلامة كان الناس يخبرونه بمثل هذا وخرج إلى سفك الدماء، وقال: الرؤيا تسرُّ المؤمن ولا تغرُّه.
ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، واستغفروا ربكم إنه كان غفاراً.

الخطبة الثانية:
الحمد لله، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله وأصحابه ومن اهتدى بهداه.
أما بعد: فيا أيها الناس، إن من باب الإنصاف والمصارحة والنصح أن لا نلقي باللائمة كلها في موضوع الرؤى والإفراط فيها على آحاد الناس فحسب، بل لا بد من تعدية الأمر إلى العابرين أنفسهم الذين يعبُرون الرؤى، إذ عليهم مسؤولية عظمى تجاه الرائين.
فلا بد للعابر أن يكون عالماً بهذا العلم العظيم، وأن يدرك المصالح والمفاسد في هذا الميدان، وأن لا ينصِّب نفسه للفتيا في الرؤى ويتطلَّع إليها، لا سيما عبر الشاشات وفي المجامع الكبيرة. فتعبير الرؤى قرين الفتيا وقد قال الملك: يٰأَيُّهَا ٱلْمَلأُ أَفْتُونِى فِى رُؤْيَـٰىَ إِن كُنتُمْ لِلرُّؤْيَا تَعْبُرُونَ [يوسف:43]، يقول ابن القيم رحمه الله: "المفتي والمعبِّر والطبيب يطَّلعون من أسرار الناس وعوراتهم على ما لا يطلع عليه غيرهم، فعليهم استعمال الستر فيما لا يحسن إظهاره".
ثم إن على العابرين أن لا يتسارعوا في التعبير، وأن لا يجزموا بما يعبرون، وأن يعلموا خطورةَ هذا الجانب وما يوصله إليه من الافتتان والإعجاب بالنفس وتعظيم شأنه فوق شأن المفتين وأهل العلم، وقد نقل ابن عبد البر عن الإمام مالك أنه سئل: أيعبُر الرؤيا كلُّ أحد؟ فقال مالك: أبالنبوة يُلعب؟! وقد نقل ابن عبد البر أيضاً عن هشام بن حسان انه قال: كان ابن سيرين يُسأل عن مائة رؤيا فلا يجيب فيها بشيء، إلا أنه يقول: اتق الله وأحسن في اليقظة فإنه لا يضرك ما رأيت في النوم، وكان يجيب في خلال ذلك ويقول: إنما أجيب بالظن، والظن يخطئ ويصيب.
فإذا كان هذا هو قول إمام المعبرين في زمانه وما بعده من الأزمان فما الظن بمن جاء بعده، إننا لنسمع بالمعبِّر يُسأل عن ألف رؤيا لا تسمع مرةً يقول: لا أدري، أو يقول: هذه أضغاث أحلام، أو يقول: هذه حديث نفس، إلا من رحم ربك.
كما أن على العابرين أن يدركوا خطورةَ تعبير الرؤى من خلال الشاشات التي يراها الملايين من الناس، وكذا المجامع الممتلئة بالحشود، وذلك للأمور التالية:
أولها: أن الانفتاح المطلق بالتعبير نوع فتنة من أجل حديثه في أمور الغيب، لا سيما أن أحداً لا يستطيع أن يجزم بصحة ما يقول العابر من عدمه، إلا من رأى ذلك في واقعه، وهذا شبه متعسِّر عبر الشاشات.
وثانيها: تعذّر معرفة حال الرائي عبر الشاشات والمجامع من حيث الاستقامة من عدمها، وهذا له صلة وثيقة بتعبير الرؤيا، فابن سيرين سأله رجلان كل منهما رأى أنه يؤذِّن، فعبرها للصالح منهما بالحج لقوله تعالى: وَأَذّن فِى ٱلنَّاسِ بِٱلْحَجّ [الحج:27]، وعبرها للآخر بأنه يسرق لقوله تعالى: ثُمَّ أَذَّنَ مُؤَذّنٌ أَيَّتُهَا ٱلْعِيرُ إِنَّكُمْ لَسَارِقُونَ [يوسف:70]، والشاطبي رحمه الله يقول في مثل هذه الحالة: "فمتى تتعين الصالحة حتى يُحكم بها وتترك غير الصالحة؟!".
وثالثها: عدم إدراك عقول الناس لطريقة بعض العابرين للرؤيا لا سيما عبر الشاشات والمجامع بحيث يكون تعبيرهم بصورة تجعل المستمع الجاهل لأول وهله يقول: هذا تكهّن أو تخمين أو عرافة، ونحن قد أمرنا بمخاطبة الناس على قدر عقولهم، فقد أخرج البخاري في صحيحه قول علي رضي الله عنه: (حدثوا الناس بما يعرفون، أتحبون أن يكذَّب الله ورسوله؟!)، وعند مسلم عن ابن مسعود رضي الله عنه قال: (ما أنت محدث قوما حديثًا لا تبلغه عقولهم إلا كان لبعضهم فتنة).
رابعها: أن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، فالمفسدة من خلال التعبير عبر الشاشات أشد من مصلحته، لأمور لا تخفى على متتبِّعها، لا سيما أنها في أمور غيبية وأنها كالفتوى، والسلف الصالح كانوا يتدافعون الفتوى ما استطاعوا، ناهيكم عن بعض الفساد المتحقق من خلال ما يشاهد ويسمع من تعبير رؤيا لفتاة مثلا بأنها ستفشل في نكاحها أو لامرأة تعبَّر لها بأن زوجها تزوج عليها سرًّا بامرأة أخرى. فما ظنكم بحال الأولى والأخرى، فهذه تترقب الفشل في كل حين مع ضيق نفسها وانشغال بالها، وتلك باهتزاز كيانها والشك في زوجها المرة تلو الأخرى، ناهيكم عمن يرينَ مثل هذه الرؤى، فيكتفين بما سمعنَه من تعبير لغيرهم فيقِسن عليه دون الرجوع إلى عابر عالم اكتفاءً بما سمعنَه أو شاهدنَه، فتكون الطامة حينئذ، وقولوا مثل ذلك فيما يراه الرجال والشباب.
وأما ما يحتج به بعض الناس من أن مسلما روى في صحيحه أن رسول الله كان كثيراً ما يسأل أصحابه بعد الفجر فيقول: ((من رأى منكم رؤيا؟))، فالجواب على هذا من وجوه:
الوجه الأول: أن هذا رسول الله ، وتعبيره حق لا يشوبه شائبة.
الوجه الثاني: أن تعبيره كان في مسجد يحضره عدد ليس كالأعداد التي تعَدُّ بالملايين حينما تشاهد التعبير عبر الشاشات، وما ظنكم بحضور عند رسول الله من الصحابة العقلاء الفضلاء مقارنةً بحضور عند غيره ؟! فأين الثرى من الثريا؟!
الوجه الثالث: أنه لم يثبت عن أحد من الصحابة كالخلفاء الأربعة ولا من بعدهم من التابعين أنه كان يفعل في المسجد كما كان النبي يفعل، لا سيما أبو بكر رضي الله عنه، وقد شهد له النبي بأنه عارف بتعبير الرؤى، وهو معدود من المعبرين عند كثير من أهل العلم.
ألا فاتقوا الله معاشر المسلمين، وراقبوه في السر والعلن، والقصد القصد تفلحوا.
هذا وصلوا -رحمكم الله- على خير البرية وأزكى البشرية محمد بن عبد الله بن عبد المطلب صاحب الحوض والشفاعة، فقد أمركم الله بذلك في كتابه فقال: يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد...

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-08-2005, 10:32 AM   #23
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

وصفة ذكرها الشيخ الرومي في علاج الأمراض !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ، ثم أما بعد ،،،

بخصوص ما ذكرته أخي الكريم ( ناقل الخير ) حول هذا الموضوع وقولك ( الوصفة الذهبية والفضية لعلاج الأمراض ) وشرح تلك الطريقة بناء على رؤيا الشيخ ( محمد بن إبراهيم الرومي ) ، فاعلم رعاك الله أن هناك مسائل مهمة جداً تتعلق بما ذكر أبينها على النحو التالي :

أولاً : أن نعنون ونقول ( الوصفة الذهبية والفضية لعلاج الأمراض ) فهذا فيه مبالغة في الوصف ، حيث أن الأمر برمته اعتمد على رؤيا ، وقد غالى الناس كثيراً في مثل هذا الأمر ، حتى أن أحد الإخوة العطارين يقول : بأن مادة الشبة قد نفذت من السوق المحلي ، وحقيقة الأمر فإن هذا الدين لا يقوم على الرؤى والأحلام ، وإنما يقوم على اتخاذ الأسباب الشرعية والحسية في العلاج والاستشفاء ، ولا أريد أن يفهم من كلامي هذا بأنني أنكر استخدام هذه الطريقة ، بل قد ذكر بعض أهل العلم جواز استخدامها كما سوف يمر معنا ، والذي أهدف من وراءه ، وما أريد أن يصل إلى القراء الأعزاء هو عدم المبالغة في استخدام تلك الطريقة وكأنما أصبحت كتاباً منزلاً ، وهذا هو الواقع الآن 0

ثانياً : ومن خلال خبرتي الطويلة في هذا المجال وبناء على ما نقله كثير من المرضى والمعالجين فقد ثبت أن تلك الطريقة نفعت مع البعض ولم تنفع مع البعض الآخر ، بل أن كثير ممن استخدمها لم ينتفع بها ، وهذا يحتم على المرضى وكذلك المعالجين الاستعانة بالله وكتابه وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، دون المبالغة والغلو في استخدام كافة الأساليب والوسائل الشرعية والحسية المباحة والمتاحة 0

ثالثاً : كل الكلام السابق ينطبق على الوصفة المشار إليها وهي استخدام السدر والشب والملح على الوجه المذكور ، أما الزيادة في مسألة الصدقة كل يوم بريال عن كل يوم علاج كشرط في العلاج والاستشفاء ، فهذا لا أصل له في الدين بمثل هذا التخصيص ، وجاءت الأحاديث تحث على الصدقة ، بل هناك حديث حسن رواه أبو أمامة – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( داووا مرضاكم بالصدقة ) ( صحيح الجامع 3358 ) ، وهذا الحديث يحث على الصدقة بشكل عام كعلاج للمرضى ، أما ذكر تلك الكيفية فهذه بدعة منكرة لا تجوز ، والعبادات مبناها على التوقيف ، ومن قال بغير ذلك فعليه بالدليل 0
أما الحديث الذي أورده أخي الكريم ( ناقل الخير ) وقوله ( الصدقة تقي مصارع السوء ) فلم أقف على الحديث بمثل هذا السند ، وهناك بعض الأحاديث الضعيفة التي تدور حول الحديث السابق ، كحديث ( الصدقة تمنع ميتة السوء ) ( السلسلة الضعيفة 665 ) ، وحديث ( الصدقة تدفع ميتة السوء ) ( السلسلة الضعيفة 794 ) ، وكما هو بيِّن فالأحاديث ضعيفة هذا من جهة ، أما من الجهة الثانية فلو صحت تلك الأحاديث فلا يجوز تخصيصها كما ذكر الرومي ، مع أني قد ذكرت حديثاً حسناً في هذا الباب ، أعود فأقول : من قال بغير ذلك فعليه بالدليل النقلي الصحيح من الكتاب والسنة ، دون التعويل على رؤى ومنامات ، والتي لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يبنى عليها أحكام شرعية فقهية 0

رابعاً : أما ما ذكر من قراءة سورة البقرة وتراً فهذا أمر ننصح به دائماً ، حيث أن فضل هذه السورة عظيم ، وعظيم جداً ، وقد ثبتت الأحاديث النقلية الصحيحة بذلك ، أما تخصيصها في هذه الوصفة بالذات ، فهذا تخصيص دون مخصص ، ولا بد أن يتضح لكافة القراء الأعزاء أنه لا يجوز مطلقاً تخصيص أمر يتعلق بالرقية الشرعية دون الاعتماد على تخصيص المشرع ( الكتاب والسنة ) ، أما دون ذلك فلا يعول عليه ولا يؤخذ به 0

خامساً : أما ما ذكر من ناحية شرط العلاج بهذه الوصفة من عدم وجود الخدم الكفرة ، وكذلك عدم وجود التماثيل ، وعدم وجود الصور ، وعدم وجود الدش ، فلا بد أن يعلم الجميع أن العلاج بالقرآن والسنة يحتاج إلى إقبال العبد على الله سبحانه وتعالى ، والبعد عن المعاصي والإقبال على الطاعات ، وبالتالي فالمعالج ينصح دائماً المرضى بالمحافظة على ذلك كله ، أما أن نجعل كل ذلك شرطاً للعلاج فهذا كلام يحتاج لوقفة وإعادة نظر ، ولا أريد أن يفهم من كلامي أني أشجع ذلك ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فالأصل في العلاج كما ذكرت سلامة الصدر والمحافظة على البيوت الإسلامية من كافة المعاصي التي تجعلها مرتعاً خصباً للجن والشياطين ، وقد ذكرت كل ذلك في كتابي ( منكرات الإنسان فيما يسلط الجن والشيطان ) 0

سادساً : وقبل أن أنهي حديثي هذا ، فلا بد أن أبين أنني قد سألت فضيلة العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين السؤال التالي :

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن أحد الإخوة المعروفين بتأويل الرؤى ، رأى أنه ينفع لعلاج السحر أن يؤخذ كيلو من السدر المطحون ، وكيلو من الملح الخشن ( الصخري ) المطحون ، وكيلو من الشبه المطحونة ، ويخلط خلطاً جيداً ، ثم يوزع على سبعة أكياس ، بحيث يتم استخدام كل يوم كيس من السبعة أجزاء ، يوضع في جالون ماء يقارب خمسة لترات ، وتخض جيداً ، ويغتسل بها المسحور لمدة سبعة أيام ، بحيث يكون استخدام الكمية لتلك الأيام المذكورة ، وقد جرب ذلك الأمر فنفع مع بعض الحالات ، ولم ينفع مع البعض الآخر ، فهل يجوز استخدام ذلك ، أفتونا مأجورين ، وجزاكم الله خيراً ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( لا بأس باستخدام هذا الدواء على وجه التجربة ؛ فإن هذه الأدوية لا محظور في استخدامها على الصفة المذكورة ، ولا تدخل في الشعوذة ، ولا الأعمال الشيطانية ، وحيث أنها قد جربت ونفعت ، فنرى أنه لا بأس باستخدامها في علاج السحر ونحوه ، والله أعلم ) ( فتوى مطبوعة صادرة عن مكتب الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – برقم ( 4298 ) تاريخ 5 / 8 / 1422 هـ ) 0

ومن هنا فإني أتوجه بالنصح لأخي الكريم ( ناقل الخير ) أن يكون ناقلاً للخير فليس كل مريد للخير مدركه ، ونخشى أحياناً أن ننقل ويكون الهدف نشر الخير وينقلب الأمر إلى ما لا يحمد عقباه 0
ولا بد لنا جميعاً أن نحرص على غرس العقيدة الصحيحة النقية الصافية في نفوس الناس ، وأن نجعل تعلقهم بالله سبحانه وتعالى وحده دون سائر الخلق ، وأن نؤكد لهم على أن الشفاء كل الشفاء في كتاب الله وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم ، وأن نوضح لهم بأن الأسباب الرئيسة للعلاج إما أن تكون أسباب شرعية وهيَّ ما ورد ذكره في القرآن والسنة كعلاج واستشفاء للأمراض على اختلاف أنواعها ، أو أن تكون أسباب حسية وهيَّ العلاجات التي لا تتعلق بالنواحي الشرعية ولها ضوابط خاصة كنت قد ذكرتها في موضع آخر ، وأعود فأذكرها ثانية في هذا الموضع لأهميتها وهيَ على النحو التالي :

1)- أن لا يكون فيها كفر أو شرع 0
2)- أن لا يكون فيها بدعة أو معصية 0
3)- أن لا يعتقد بذاتها أنها ضارة نافعة 0
4)- أن تكون مأمونة الجانب 0
5)- أن لا يخالطها أمر شرعي ( ويلاحظ هنا مسألة الصدقة وكذلك قراءة سورة البقرة في استخدام هذه الوصفة وهنا اختلط الأمر الحسي مع الشرعي دون مخصص ) 0
6)- موافقة أهل العلم على تلك الاستخدامات الحسية ( فتوى العلامة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين – حفظه الله ) 0

ويجب الحذر كل الحذر من المغالاة في استخدام الأسباب الحسية في العلاج والاستشفاء كي لا يعتقد الناس بتلك الاستخدامات كما حصل مع استخدام الخلطة المذكورة ، والله تعالى أعلم 0
فلنحرص إخوتي القراء الأعزاء على الاعتماد واللجوء إلى الله سبحانه وتعالى ، والعمل بكتابه وسنة نبيه لنيل رضى الله وحسن الخاتمة ، ونيل السعادة الأبدية 0 والفوز بالدارين الدنيا والآخرة ، والله تعالى أعلم ، وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

http://www.ruqya.net/forum/showthrea...E1%D1%E6%E3%ED

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-08-2005, 10:35 AM   #24
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

كيفية وطريقة علاج البيوت المسكونة بالأرواح الخبيثة ( الجن والشياطين ) ؟؟؟


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

كثيرا ما نسمع عن أحوال غريبة تحصل هنا وهناك من حرق للبيوت ، وعبث في الأثاث ، وسرقة من المحتويات ، أو سماع أصوات غريبة في بعض المنازل ، ونحو ذلك من أشكال الإيذاء التي قد يتعرض له ساكنو تلك البيوت ، وقد ورد في السنة النبوية المطهرة ما يثبت وجود نوع من أنواع الجن يحلون ويظعنون وهم ما يطلق عليهم اسم ( العمار ) ، وهذا الصنف قد يصدر منه بعض المظاهر آنفة الذكر ، فقد ثبت في الحديث الصحيح الذي رواه أبي ثعلبة الخشبي - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الجن ثلاثة أصناف ، فصنف لهم اجنحة يطيرون بها في الهواء ، وصنف حيات وكلاب ، وصنف يحلون ويظعنون ) ( صحيح الجامع 3114 ) 0

وقد حكى ابن عقيل في " الفنون " حيث قال : ( كان عندنا بالظفرية يعني من بغداد دار كلما سكنها ناس أصبحوا موتى ، فجاء مرة رجل مقرئ فاكتراها وارتقبناها فبات بها وأصبح سالما فتعجب الجيران ، فأقام مدة ثم انتقل فسئل فقال : لما بت بها صليت بها العشاء وقرأت شيئا من القرآن وإذا شاب قد صعد من البئر فسلم علي فبهت 0 فقال : لا بأس عليك علمني شيئا من القرآن فشرعت أعلمه 0 ثم قلت : هذه الدار كيف حديثها ؟ قال : نحن جن مسلمون نقرأ ونصلي ، وهذه الدار ما يسكن بها إلا الفساق فيجتمعون على الشر فنخنقهم 0 قال : ففي الليل أخافك فتجيء نهارا 0 قال : نعم 0 قال : وكان المصعد من البئر بالنهار وألفته فبينما هو يقرأ إذا بمعزم في الدرب يقول : المرقى من الدبيب ومن العين ومن الجن 0 فقال : أي شيء هذا ؟ قلت : معزم 0 قال : أطلبه فقمت وأدخلته فإذا أنا بالجني قد صار ثعبانا في السقف فعزم الرجل فما زال الثعبان يتدلى حتى سقط في وسط المندل فقام ليأخذه ويضعه في الزنبيل ، فمنعته ، فقال : أتمنعني من صيدي ، فأعطيته دينارا وراح فانتفض الثعبان وخرج الجني وقد ضعف ونحل واصفر وذاب 0 فقلت : مالك ؟ قال : قتلني هذا بهذه التعزيمات الإسلامية وما أظنني أفلح ، فاجعل بالك متى سمعت في البئر صراخا فانهزم : قال : فسمعت في الليل النعي فانهزمت 0
قال ابن عقيل : وامتنع أحد أن يسكن تلك الدار بعدها والله أعلم 0

قلت : استوقفني في القصة المذكورة آنفا أمر يتعلق بقصة الجني حيث قال " قتلني هذا بهذه التعزيمات الإسلامية " والذي أعرفه ويعرفه كل معالج متمرس في هذا المجال أن القرآن والتعزيمات الإسلامية لا تؤثر من قريب أو بعيد بالجن المسلم ، بل على العكس من ذلك تماما ، فهي طمأنينة لقلوبهم وراحة لأسماعهم ، وقد حرصوا على سماعه من رسول الله صلى الله عليه وسلم ولا يكون تأثير هذه التعزيمات الإسلامية إلا على شياطين الجن فتحرقهم وتضعفهم وتنال منهم بإذنه سبحانه ، وبكيفية لا يعلمها الا الله عز وجل ، ولذلك نرى بعضا من الشياطين يصرخون ويحترقون من سماع القرآن ، وعند إسلامهم وعودتهم وإنابتهم للحق سبحانه وتعالى تراهم قبل مرحلة مفارقـة الجسد يخشعون ويتفاعلون مع سماع القرآن وتطمئن قلوبهم به ، وقد يذرفون الدموع خوفا وخشية من الله سبحانه وندما على ما ارتكبوا من معاصي وآثام ، وبعض القصص الواردة في هذه الموسوعة تؤكد على هذه الحقيقة ، والله تعالى أعلم 0

سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء إيذاء الجن والشياطين برمي الحجارة وإغلاق المصباح فأجابت :

( قد يكون هؤلاء نفرا من شياطين الجن اعتدوا عليك وعبثوا بك لتخرج من البيت أو لمجرد العبث بك واللعب عليك وقد يكون منهم انتقاما منك لإيذائك إياهم من حيث لا تعلم ، وعلى كل حال الجأ إلى الله وتحصن بتلاوة كتاب الله في البيت وقراءة آية الكرسي عندما تضطجع في فراشك للنوم أو الراحة ، وتستعيذ بالله من شر ما خلق وتقول أعوذ بكلمات الله التامات من شر ما خلق ثلاث مرات ) ، وتقول كلما دخلت البيت : ( اللهم إني أسألك خير المولج وخير المخرج باسم الله ولجنا وباسم الله خرجنا وعلى الله ربنا توكلنا ) ، وتقول عند كل صباح ومساء ثلاث مرات : ( بسم الله الذي لا يضر مع اسمه شيء في الأرض ولا في السماء وهو السميع العليم ) 0
وبالجملة تحافظ على تلاوة القرآن في البيت وغيره ، وعلى الأذكار النبوية الثابتة عن النبي صلى الله عليه وسلم فتذكر الله بها في أوقاتها ليلا ونهارا في البيت وغيره وتجدها في كتاب الكلم الطيب لابن تيمية ، وكتاب الوابل الصيب لابن القيم وكتاب الأذكار للنووي وغير ذلك من كتب الحديث ، وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) ( مجلة البحوث الإسلامية – العدد 27 – ص 76 ، 77 ) 0

ومن هنا فإن حصول أمور وأحداث قريبة من ذلك ونحوها لا تثير الدهشة والاستغراب ، خاصة إذا علم أنه قد حصل من ذلك الكثير قديما وحديثا ، ونقل التواتر بذلك 0
وسوف أستعرض هنا الطريقة أو الكيفية التي يسلكها المعالِج في متابعته لتلك الأحوال وعلاجها بإذن الله سبحانه تعالى :

أولا : الأسباب الرئيسة لتسلط الجن والشياطين : لا بد للمعالِج من إدراك السبب الرئيسي لمثل تلك الأفعال والتصرفات ، وأوجزها بالأمور التالية :

أ- الإيذاء عن طريق السحر والسحرة : إن من أكثر الأساليب شيوعا في حصول هذه الظاهرة في البيوت الإسلامية تسلط الجن والشياطين عليها بواسطة السحر والسحرة حيث يقوم السحرة برصد الجن والشياطين فيعبثوا في تلك البيوت ويعمدوا إلى إيذاء أهلها بالحرق أو السرقة أو العبث ونحوه 0

قصة واقعية : وتلك قصة أسرة عانت من مشكلة تتعلق بعدم انتظام الكهرباء في المنزل الذي تسكنه ، وقام الأخصائيون والفنيون بمعاينة المكان دون تحديد أية أسباب معلومة لتلك الظاهرة ، وطرأت فكرة لإحدى الفتيات ممن يسكن هذا المنزل بقراءة سورة البقرة ، وحال انتهاء الفتاة من ذلك ، بدأت النيران تشتعل في أنحاء المنزل وجوانبه ( قلت : معلوم أن البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة لا يقربه شيطان كما ثبت في الصحيح ، وقراءة هذه السورة العظيمة تؤثر بطريقة تتأذى منها الأرواح الخبيثة فتنصرف هاربة من البيت وفي ذلك دلالة على تأثير ونفع هذه السورة بطبيعة وكنه لا يعلمه إلا الله سبحانه وتعالى ) ، ومن هنا وبسبب تعرض الأرواح للإيذاء الشديد من جراء هذا الفعل ، بدأ الإيذاء يشتد على أهل البيت وساكنيه ، وعانت تلك الأسرة معاناة شديدة ، وقد تبين بعد ذلك بأن المنزل وأهله قد تعرضا لسحر من قبل الخادمة التي غادرت المملكة منذ فترة وجيزة 0
وبدأت مرحلة العلاج في إقامة الحجة بالدليل والبرهان على عمار هذا المنزل ، وطرح كثير من الأمور الاعتقادية ، أو المتعلقة بالشريعة والدين ومن ثم استخدام أسلوب الترهيب والترغيب وقراءة بعض الآيات الدالة على ذلك ، والتركيز على أن هذا الفعل والإيذاء يعتبر من الظلم الذي حرمه الله سبحانه وتعالى ، وبعد فترة هدأ كل شيء بفضل الله سبحانه وكرمه ومنه ، ومن الأمور العجيبة والغريبة التي حصلت بعد ذلك ، أن إحدى الفتيات سمعت بعد منتصف الليل بقليل صوت أذان ، فاعتقدت أنها تتوهم ذلك ، إلى أن سمع أخوها ما سمعت فحمدت الله سبحانه وتعالى وأثنت عليه 0

وبعد ذلك وبفضل الله سبحانه وتعالى ثم بصبر هذه العائلة الكريمة ، فرج الله عنهم كربتهم ، وعاد البيت إلى سابق عهده ينعم بالأمن والاطمئنان والسلام ، فلله الحمد والمنة ، والله تعالى أعلم 0

ب- إيذاء عمار تلك البيوت : قد تتسلط الجن والشياطين على تلك البيوت بسبب إيذاء تتعرض له من قبل ساكنيها كصب ماء حار أو إيذاء بدني ونحو ذلك من أمور أخرى 0

قصة واقعية : وأذكر قصة تحت هذا العنوان حدثت منذ فترة من الزمن ، حيث كانت طفلة صغيرة تلعب في أرجاء البيت ، إلى أن شاهدت في زاوية من زوايا المنزل مجموعة من النمل ، ولعدم إدراكها قامت بسكب مواد حارقة على تلك المجموعة فقتلتها ، وبعد فترة وجيزة بدأت أركان المنزل تشتعل نارا ، واحتار أهل البيت ، في ذلك الأمر ، وباتباع الأسلوب الشرعي الذي سوف يتضح لمعالجة تلك الحالات من الله سبحانه وتعالى على ساكني هذا المنزل بالفرج بعد الكربة والضيق ، والله تعالى أعلم 0


ج- الإيذاء عن طريق الاقتران : قد تلجأ الأرواح الخبيثة المقترنة ببعض الحالات المرضية لأسلوب إيذاء البيت وساكنيه بأفعالها الدنيئة ، نتيجة العدوانية والظلم والسفه والشطط ، ولجبلة تلك النفوس على حب الشر ومقارعته والتلذذ به ، ولذلك تلجأ تلك الأرواح للعبث في المنازل والبيوت بأساليب ووسائل متنوعة كالتسبب في الحرق والسرقة والإتلاف والضرب ونحوه 0

ثانيا : استيضاح الأحوال والظروف المتعلقة بالمنزل : قبل البدء بالمراحل المتلاحقة في علاج البيوت المسكونة بالجن والشياطين وتعرضها للإيذاء من قبل الأرواح الخبيثة ، لا بد للمعالِج من جلسة مع صاحب البيت ليستجمع ويستوضح من خلالها كافة المعلومات المتعلقة بالبيت وأحواله والظروف المحيطة به ، والتي قد تفيده وتساعده للوقوف على الأسباب الحقيقية والرئيسية وراء ذلك الإيذاء 0

ثالثا : التنبيه على أية أمور مخالفة لأحكام الشريعة : في حال رؤية المعالِج لأية مظاهر مخالفة للشريعة الإسلامية ، كالتصاوير والتلفاز والغناء ونحوه ، لا بد من إيضاح خطورة ذلك ، واعتبار أن وجود كافة تلك المظاهر تعتبر عاملا وأسبابا رئيسة تجعل لتلك الأرواح سبيلا ومنفذا لنفث سمومها وأفعالها ، وكذلك لا بد من إيضاح خطورة تلك المظاهر على البيت والأسرة والمجتمع المسلم 0

رابعا : توخي بعض الأمور الهامة : لا بد للمعالِج قبل البدء بالرقية من توخي الأمور التالية :

أ- إن تلك النوعية من الأرواح الخبيثة - والتي تقوم بتلك الأفعال من حرق وعبث وسرقة ونحوه وتكون بمثابة مصدر للإزعاج والقلق والخوف والرعب لساكني هذه البيوت - هو نوع متمرد قوي يحتاج للفطنة والذكاء والفراسة في أسلوب التعامل والأخذ والرد والذي يتأتى نتيجة الخبرة والممارسة العملية الطويلة ، وهذا الكلام لا يعني مطلقا أن نوعية تلك الأرواح مهما بلغت من القوة والجبروت والبطش لا تتأثر بالرقية الشرعية وقراءة كتاب الله عز وجل ؛ بل على العكس من ذلك تماما ، فقد أكدت النصوص الشرعية على قوة تأثير الرقية بكتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم على كافة الأنواع والأصناف دون استثناء ، ولا بد للمعالِج من السعي لإقامة الحجة بالدليل والبرهان على تلك الأرواح قبل اتخاذ كافة الأسباب والسبل والوسائل الأخرى التي ترفع الظلم عن ساكني تلك البيوت 0

ب- يستطيع المعالِج أن يحدد أماكن تواجد تلك الأرواح في البيوت ، من خلال الإحساس والشعور بقشعريرة شديدة في الجسم خلال تواجده في تلك الأماكن ، ويفيد ذلك في اتباع الخطوة التالية التي تعتمد أساسا على دعوة هؤلاء العمار وإقامة الحجة عليهم ، قبل اللجوء إلى الأساليب والطرق الأخرى في العلاج 0

فائدة هامة : يجب على المسلم أن يحرص دائما على الذكر والدعاء ، خاصة المحافظة على أذكار الصباح والمساء ونزول المكان ودخول المنزل والخروج منه وأذكار الطعام ونحو ذلك من أذكار مأثورة أخرى ، وليحرص كذلك عند دخوله بعض الأماكن وشعوره بتلك الأعراض ( القشعريرة ) من التسمية والذكر ، فإن في ذلك حفظ ووقاية من كل مكروه وسوء بإذن الله سبحانه تعالى 0

ج- حرص المعالِج أولا ، وقبل البدء بالرقية الشرعية على إقامة الحجة بالدليل والبرهان من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وذلك باتباع أسلوب دعوي يعتمد أساسا في منهجه على الحكمة والموعظة الحسنة والرفق واللين ، ولا بد من اللجوء لهذا الأسلوب لأسباب كثيرة أهمها جهل تلك الأرواح أو ظلمها أو سفهها وشططها ونحو ذلك من أمور أخرى 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمه الله - : ( والمقصود أن الجن إذا اعتدوا على الإنس أخبروا بحكم الله ورسوله ، وأقيمت عليهم الحجة ، وأمروا بالمعروف ونهوا عن المنكر كما يفعل بالإنس ، لأن الله يقول : ( وَما كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً ) ( سورة الإسراء – الآية 15 ) ، ولهذا نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن قتل حيات البيوت حتى تؤذن ثلاثا كما في صحيح مسلم عن أبي سعيد الخدري – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " إن نفرا من الجن أسلموا بالمدينة ، فإذا رأيتم أحدا منهم فحذروه ، ثلاث مرات ، ثم إن بدا لكم بعد أن تقتلوه فاقتلوه بعد الثلاث " " صحيح الجامع - 2241 " ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 43 ) 0

قال ابن مفلح – رحمه الله - : ( كان شيخنا – يعني شيخ الإسلام ابن تيمية – إذا أتي بالمصروع وعظ من صرعه وأمره ونهاه ، فإذا انتهى وفارق المصروع أخذ عليه العهد أن لا يعود ، وإن لم يأتمر ولم ينته ولم يفارق ؛ ضربه حتى يفارقه ) ( الفروع – 1 / 607 ) 0

قال النووي : ( قال العلماء : معناه وإذا لم يذهب بالإنذار علمتم أنه ليس من عوامر البيوت ، ولا ممن أسلم من الجن ، بل هو شيطان - في رواية مسلم - فلا حرمة عليكم فاقتلوه ، ولن يجعل الله له سبيلا للانتصار عليكم بثأره ، بخلاف العوامر ومن أسلم والله أعلم ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 13 ، 14 ، 15 / 397 ) 0

قال القرطبي : ( قال علماؤنا - رحمة الله عليهم - : لا يفهم من هذا الحديث أن هذا الجان الذي قتله هذا الفتى كان مسلما وأن الجن قتلته به قصاصا ؛ لأنه لو سلم أن القصاص مشروع بيننا وبين الجن لكان إنما يكون في العمد المحض ؛ وهذا الفتى لم يقصد ولم يتعمد قتل نفس مسلمة ، إذ لم يكن عنده علم من ذلك ، وإنما قصد إلى قتل ما سوغ قتل نوعه شرعا ؛ فهذا قتل خطأ ولا قصاص فيه 0 فالأولى أن يقال : أن كفار الجن أو فسقتهم قتلوا الفتى بصاحبهم عدوا وانتقاما 000
وإنما قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن بالمدينة جنا قد أسلموا ) 0 ليبين طريقا
يحصل به التحرز من قتل المسلم منهم ويتسلط به على قتل الكافر منهم ) ( الجامع لأحكام القرآن – 1 / 316 ، 317 ) 0

خامسا : خطبة الحاجة : البدء بـ ( خطبة الحاجة ) المشار إليها في مقدمة هذا الكتاب 0

قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - : ( وتستحب هذه الخطبة في افتتاح مجالس التعليم والوعظ والمجادلة وليست خاصة بالنكاح ) ( مجموع الفتاوى – 18 / 287 ) 0

سادسا : استخدام الأسلوب الدعوي المؤثر : استخدام المعالِج لأسلوب دعوي مؤثر في دعوته لهؤلاء العمار مع التركيز على ضوابط وأسس هذه الدعوة ، وهذا ما فعله رسول الله صلى الله عليه وسلم في دعوته للكفار ، كما ورد في الرسالة المعروفة التي أرسلها - عليه الصلاة والسلام - لهرقل ملك الروم ، كما ثبت من حديث أبي سفيان - رضي الله عنه - حيث قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( بسم الله الرحمن الرحيم ، من محمد عبد الله ورسوله إلى هرقل عظيم الروم ، سلام على من اتبع الهدى ، أما بعد ، فإني أدعوك بدعاية الإسلام ، أسلم تسلم ، يؤتيك الله أجرك مرتين ، فإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ، و ( قلْ يَاأَهْلَ الْكِتَابِ تَعَالَوْا إِلَى كَلِمَةٍ سَوَاءٍ بَيْنَنَا وَبَيْنَكُمْ أَلا نَعْبُدَ إِلا اللَّهَ وَلا نُشْرِكَ بِهِ شَيْئًا وَلا يَتَّخِذَ بَعْضُنَا بَعْضًا أَرْبَابًا مِنْ دُونِ اللَّهِ فَإِنْ تَوَلَّوْا فَقُولُوا اشْهَدُوا بِأَنَّا مُسْلِمُونَ ) " سورة آل عمران – الآية 64 " ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي - رحمه الله - : ( وفي هذا الكتاب جمل من القواعد وأنواع من الفوائد منها :

أ)- دعاء الكفار إلى الإسلام قبل قتالهم ، وهذا الدعاء واجب ، والقتال قبله حرام إن لم تكن بلغتهم دعوة الإسلام ، وإن كانت بلغتهم فالدعاء مستحب 0

ب)- استحباب تصدير الكتاب بـ ( بسم الله الرحمن الرحيم ) ، ومنها أن قوله صلى الله عليه وسلم في الحديث الآخر : ( كل أمر ذي بال لا يبدأ فيه بحمد الله فهو أجزم ) ( أخرجه الإمام أحمد في المسند – 2 / 359 ) 0 المراد بالحمد لله ذكر الله تعالى 0

ج)- التوقي في المكاتبة واستعمال الورع فيها ، فلا يفرط ولا يفرط ، ولهذا قال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إلى هرقل عظيم الروم ) فلم يقل : ملك الروم لأنه لا ملك له ولا لغيره إلا بحكم دين الإسلام ، ولا سلطان لأحد إلا لمن ولاه رسول الله صلى الله عليه وسلم أو ولاه من أذن له رسول الله صلى الله عليه وسلم بشرط ، وإنما ينفذ من تصرفات الكفار ما تنفذه الضرورة 0

د)- ولم يقل : إلى هرقل فقط ، بل أتى بنوع من الملاطفة فقال : ( عظيم الروم ) أي الذي يعظمونه ويقدمونه ، وقد أمر الله تعالى بِإلانة القول لمن دعي إلى الإسلام فقال تعالى : ( ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ ) ( سورة النحل – الآية - 125 ) وقال تعالى : ( فَقُولا لَهُ قَوْلاً لَيِّنًا ) ( سورة طه - الآية 44 ) وغير ذلك 0

هـ)- استحباب البلاغة والإيجاز وتحري الألفاظ الجزلة في المكاتبة ، فإن قوله صلى الله عليه وسلم : ( أسلم تسلم ) في نهاية من الاختصار ، وغاية من الإيجاز والبلاغة وجمع المعاني ، مع ما فيه من بديع التجنيس وشموله لسلامته من خزي الدنيا بالحرب والسبي والقتل وأخذ الديار والأموال ، ومن عذاب الآخرة 0

و)- إن من أدرك من أهل الكتاب نبينا صلى الله عليه وسلم فآمن به فله أجران كما صرح به هنا 0

ز)- البيان الواضح أن من كان سببا لضلالة أو سبب منع من هداية كان آثما لقوله صلى الله عليه وسلم : ( وإن توليت فإن عليك إثم الأريسيين ) ومن هذا المعنى قول الله تعالى : ( وَلَيَحْمِلُنَّ أَثْقَالَهُمْ وَأَثْقَالاً مَعَ أثْقَالِهِمْ " سورة العنكبوت – الآية 3 " ( صحيح مسلم بشرح النووي – 10 ، 11 ، 12 / 450 ، 451 ) 0

قلت : وذلك من بديع فهم علماء الأمة لمعاني أحاديث رسول الله صلى الله عليه وسلم وتلك بعض الفوائد العظيمة التي أشار إليها الإمام النووي في المكاتبة والدعوة ، وحري بالداعية التحلي بها لإيصال رسالته إلى الثقلين ، وعالم الجن عالم غيبي يحتاج إلى الدعوة الموزونة بميزان الشريعة ، المتحلية بلباس الحكمة والموعظة الحسنة ، المنمقة باللين والرفق والحلم ، وكل ذلك كفيل لأن تدرك القلوب تلك الدعوة فتلمس شغافها وثناياها ، وتطرق أسماعها فيتجلى الخوف والخشية والبكاء ، وينظر بعد ذلك العبد ببصيرة وسعة أفق ، فيمتثل لأوامر الله ويجتنب نواهيه ، ويقبل بالمحبة والصدق والإخلاص له ولرسوله ولعباده المؤمنين الصالحين 0

وكما أسلفت فالرقية الشرعية دعوة قبل أن تكون حرب ونزال ، وقد حدد الإمام النووي - رحمه الله - بعض القواعد والفوائد البديعة للدعوة وأسلوبها وطريقتها من خلال فهم الحديث آنف الذكر ، فبإمكان المعالِج الاستفادة من تلك القواعد التي ستكون عونا له في إيصال رسالته وتبليغ دعوته 0

* طريقة الدعوة والخطاب : ومن هنا تبدأ مسؤولية المعالِج في علاج حالة البيت وما تعرض له من إيذاء وضرر ، وعليه أن يركز من خلال دعوته على أمر هام جدا وهو العقيدة الصحيحة والتوحيد الخالص لله سبحانه وتعالى بأنواعه الثلاثة ( توحيد الألوهية وتوحيد الربوبية وتوحيد الأسماء والصفات ) ، ومن ثم ينتقل للكلام عن رحمة الله سبحانه وتعالى وعقوبته ، ويذكر بحديث البطاقة الذي رواه ابن عمر - رضي الله عنه - عن رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال : ( إن الله سيخلص رجلا من أمتي على رؤوس الخلائق يوم القيامة ، فينشر عليه تسعة وتسعين سجلا ، كل سجل مثل مد البصر ، ثم يقول : أتنكر من هذا شيئا ؟ أظلمك كتبتي الحافظون ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول : أفلك عذر ؟ فيقول : لا يا رب ، فيقول : بلى ، إن لك عندنا حسنة ، وإنه لا ظلم عليك اليوم ، فتخرج بطاقة فيها أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا عبده ورسوله ، فيقول : أحضر وزنك ، فيقول : يا رب ، ما هذه البطاقة مع هذه السجلات ؟ فيقال : فإنك لا تظلم ، فتوضع السجلات في كفة ، والبطاقة في كفه ، فطاشت السجلات ، وثقلت البطاقة ، ولا يثقل مع اسم الله تعالى شيء ) ( صحيح الجامع - 1776 ) 0

بعد ذلك يسترسل في الحديث عن الجنة وما أعده الله سبحانه وتعالى فيها لعباده الصالحين ، من حور عين وفواكه وأنهار وعسل مصفى لذة للشاربين ، ويقف أمام أهوال النار وما أعده الله سبحانه وتعالى فيها للكافرين والمشركين ، ويتحدث تارة عن القيامة الصغرى منذ لحظة الموت وضمة القبر وسؤال الملكين ، وتارة أخرى يتحدث عن البرزخ وعذاب القبر ، ثم ينتقل للحديث عن القيامة الكبرى من بعث ونشور وصراط ونحو ذلك من أهوال يوم البعث والنشور ، ويستخدم أحيانا أسلوب الترغيب ، ويستخدم تارة أخرى أسلوب الترهيب ، ويتحدث عن الظلم وعاقبته ومآله ، وعادة ما تستجيب تلك الأرواح لمثل ذلك الأسلوب الدعوي بفضل الله سبحانه وتعالى ، وعادة ما يسلك المعالِج هذا المسلك في الدعوة إلى الله سبحانه وتعالى إن كان يعتقد بأن عمار البيت من الكفرة والمشركين ، وأما إن كان الاعتقاد لديه بأن تلك الأرواح من المسلمين ، فلا بد أن يوضح لهم حق المسلم على أخيه المسلم بالموعظة التي يراها مناسبة في حقهم 0

وإن رأى المعالِج من خلال خبرته وممارسته العملية أن تلك الأفعال ناجمة عن إيذاء من أهل البيت في حق تلك الأرواح ، فلا بد من إيضاح أنهم ما قصدوا الإيذاء وما تعمدوه ، وفي حال اعتقاد المعالِج بأن تلك الأرواح كافرة فيجب دعوتهم للإسلام وبيان حقيقته ورسالته النبيلة السامية ، وحال اعتقاده بأن تلك الأرواح مسلمة فيجب تذكيرهم بالله سبحانه وتعالى ومخاطبتهم بالحكمة والموعظة الحسنة ، وبيان حقوق المسلمين بعضهم على بعض ، والأخوة الصادقة التي تربط بين المسلم وأخيه المسلم ، وإن كان اعتقاد المعالِج أصلا بتسلط تلك الأرواح عن طريق السحر ، بناء على الدراسة والبحث الموضوعي ومرئيات الحالة ، فلا بد أن يوضح لتلك الأرواح خطورة السحر والسحرة وعواقبه الوخيمة في الدنيا والآخرة 0

يقول الأستاذ ماهر كوسا : ( فإن المعالج والقارئ بكتاب الله الكريم يجب أن يكون على علم ومعرفة بكل هذه الأمور وعليه عند بداية مخاطبة الجن في أجساد البشر أن يكون حسن الخلق داعية إلى الله يبرز قدرة الدين الإسلامي في مخاطبة القلوب والعقول وأن يلجأ إلى الأسلوب الطيب المقنع كما أسلفت حتى يستنفذ كل السهام ، وعليه بالصبر فإن أفلح فالحمد لله ، وإلا فيقوم بإخراجه بالطريقة التي يراها مناسبة فيما يرضي الله تعالى ) ( فيض القرآن في علاج المسحور - 13 ) 0

سابعا : التسمية والحمد والثناء على الحق تبارك وتعالى : بعد ذلك يبدأ بالتسمية والحمد والثناء على الحق تبارك وتعالى ودعائه والتضرع إليه ، ثم الرقية الشرعية الثابتة في الكتاب والسنة ، وقد تم الإشارة إلى تلك السور والآيات في هذا الكتاب تحت عنوان ( طريقة علاج اقتران الأرواح الخبيثة ) ، مع التركيز على النصوص الثابتة الصريحة للرقية الشرعية في السنة المطهرة ، كقراءة سورة البقرة وآية الكرسي وأواخر سورة البقرة وسورة الإخلاص والمعوذتين ونحوه 0

ثامنا : النفث والتفل : ومن ثم ينفث في ماء وملح ، وبالإمكان إضافة مسك أبيض وزعفران وسذاب وحرمل للماء ويبدأ برش الماء في الزوايا العلوية للمنزل مبتدئ بالمدخل الرئيس من الجهة اليمنى ، ومعلوم أن التيامن في إكرام الضيف ونحوه سنة ، لما ثبت من حديث أنس – رضي الله عنه – قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( الأيمن فالأيمن ) ( متفق عليه ) 0

قال المناوي : ( أي ابتدئوا بالأيمن أو قدموا الأيمن يعني من عند اليمين في نحو الشرب ، أو الأيمن أحق ورجحه العيني بقوله : في بعض طرق الحديث " الأيمنون فالأيمنون " وكرر لفظ الأيمن ، للتأكيد إشارة إلى ندب البداءة بالأيمن ولو مفضولا ، وحكي عليه الاتفاق بل قال ابن حزم : لا يجوز مناولة غير الأيمن إلا بإذنه 0 قال ابن العربي : وكل ما يدور على جمع من كتاب أو نحوه فإنما يدور على اليمين قياسا على ما ذكر ، وتقديم من على اليمين ليس لمعنى فيه بل المعنى في جهة اليمين وهو فضلها على جهة اليسار ، فيؤخذ منه أن ذلك ليس ترجيحا لمن عن اليمين بل لجهته ) ( فيض القدير - 3 / 190 ، 191 ) 0

وبعد الانتهاء من رش الماء يقوم برش الملح في الزوايا السفلية وبنفس طريقة رش الماء ، ويفضل استخدام النوع الصخري من أنواع الملح ، ولا بد للمعالِج من مراعاة الأمور التالية :

أ- أن يوضح لعمار المنزل أن قيامه بفعل ذلك لا يعتبر تعديا أو تقصدا للإيذاء ؛ بقدر ما هو رفع للظلم والبغي ، والجزاء إنما يكون من جنس العمل 0

ب- أن يوضح لأهل البيت بأن استخدام الماء والملح المقروء عليه بهذه الكيفية ، إنما هو من قبيل اتخاذ الأسباب المباحة للعلاج ، خاصة أن تلك الأرواح أكثر ما تتواجد في الزوايا والأركان بناء على ما ثبت تواترا لدى أهل الخبرة والدراية والممارسة ، وأن يوضح أيضا أن فعله ذلك ورشه الماء على هذا النحو يؤدي لطردهم من المنزل بإذن الله تعالى ، لا سيما أن تلك الأرواح تتأذى من الملح ولا تحبه من قريب أو بعيد ، وقد سألت فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين بخصوص تلك المسألة واستخدام الماء والملح على النحو السابق فأشار - حفظه الله - بجواز ذلك وأنه لا يرى بأسا باستخدامه دون الاعتقاد فيه ، إنما هو من قبيل الأسباب الداعية للطرد والشفاء بإذن الله تعالى ، هذا وسوف أعرج على تلك الفتوى لاحقا 0

وقد وقفت على كلام لأبي النضر هاشم بن القاسم حول مسألة رش الماء في الزوايا والأركان حيث يتكلم عن بعض الجن ممن كانوا يسكنون داره قال : ( فأخذت تورا من ماء ، ثم تكلمت فيه بهذا الكلام : بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ، ومن شر شياطين الإنس والجن ، ومن شر كل معلن أو مسر ، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بالله : بما استعاذ به موسى ، وعيسى ، وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي 0 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ( بسم الله الرحمن الرحيم - سورة الصافات - الآية - 1- 10 - ثم تتبعت به زوايا الدار فرششته ، فصاحوا بي : أحرقتنا نحن نتحول عنك ) ، ( وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره وقال ـ حفظه الله ـ : الذي ذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب ... ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- إلى قول : " أحرقتنا أحرقتنا يا أبا النضر نحن نتحول من جوارك " .. قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " الحمد لله طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -
ثم بعد ذلك قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : في الوابل الصيب ؟ .
فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب .

ثم قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- " يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع ."

ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- : " جربه بعض الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات ."

قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع ... " أهـ .) ، ( الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " من مجموعة أشرطة وهي (10) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ) .

قلت : ومع عدم ثبوت الكلام آنف الذكر إلا أن لي وقفات ألخصها بالآتي :

1)- لا يرى بأسا باستخدام الذكر الوارد أعلاه لطرد الجن والشياطين من البيوت المسكونة ، لعدم تعارضه مع حديث المصطفى صلى الله عليه وسلم " اعرضوا علي رقاكم 000 " مع أن الأولى تركه والاعتماد في ذلك على النصوص الثابتة كقراءة سورة البقرة وآية الكرسي والمعوذتين ونحوه 0

2)- يستأنس من خلال الكلام آنف الذكر استخدام رش الماء في الزوايا والأركان مع الأخذ بعين الاعتبار بأن تلك الأسباب أسباب حسية للعلاج دون الاعتقاد بأنها تضر أو تنفع بذاتها إنما بإرادة الله سبحانه وتعالى 0
يقول الأستاذ مختار محمد كامل : ( ومن الأمور الهامة أيضاً شرب الماء المقروء عليه والاغتسال به ورشه في أركان المنزل ، وهذا يؤذي الجن المعتدي على الإنسان ) ( طرد وعلاج الجان بالقرآن والأعشاب – ص 11 ) 0

3)- بالنسبة لأول عشر آيات من سورة الصافات تبين أنها تؤثر تأثيرا قويا ونافعا بإذن الله تعالى على الجن والشياطين فقراءتها تضعفهم وتنال منهم لما تحتويه من آيات ترهيب وتقريع ، ومع ذلك فلا يجوز الاعتقاد بها دون سواها من آيات وسور القرآن العظيم ، فالقرآن كله خير وشفاء والله تعالى أعلم 0

سئل الشيخ محمد بن إبراهيم عن الرقية في الملح ؟

فأجاب - رحمه الله - : ( هذا ليس فيه بأس 0 والناس توسعوا فيها - أي في جنس الرقية - من جهات الأولى البطيء فإنها كلما كانت أجد كانت أنفع ، وما دام لها أثر فإنها تصلح 0 وأيضا الاستعمال وإلا فليس من شرطها أن تكون على معين فإنها قراءة ) ( فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن إبراهيم - 1 / 94 ) 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حكم استخدام رش الماء والملح في زوايا المنازل المسكونة بالجن والشياطين واعتبار ذلك من الأسباب الحسية للاحتراز من أذاهم بإذن الله تعالى ، حيث أنه يكثر تواجدهم في الزوايا وهم يكرهون الملح ولا يستسيغونه ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( لا بأس بطرح الملح في الماء حتى يذوب ثم يرش به زوايا المنزل من الداخل والخارج فقد جرب ذلك فوجد مفيدا في حراسة المنازل وطرد المتمردين من الجن والسلامة من أذاهم ، فإنهـم قد يتسلطون على بعض القراء والمعالِجين فيجوز استعمال ما ينفع في التحرز من شرهم وأذاهم ، وكذا يشرع قراءة بعض الأذكار والأوراد والتعوذات في ماء ثم يرش به المنزل الذي يتواجد فيه الجن والشياطين فإنه يبعدهم بإذن الله تعالى والله الشافي ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

بعض المعالجين يعمدون إلى قراءة آية الكرسي أو أي آيات أخرى في زوايا البيوت ، وقد يكون السبب في ذلك معرفتهم بتواجد الجن والشياطين أكثر ما يتواجدون في هذه الأماكن ، مستأنسين بأثر عن عبدالرحمن بن عوف : ( أنه إذا دخل منزله قرأ في زواياه آية الكرسي ) ( أخرجه الهيثمي في " مجمع الزوائد " – 10 / 128 ، من طريق عبدالله بن عبيد بن عمير ، وقال : رواه أبو يعلى ورجاله ثقات إلا أن عبدالله لم يسمع من ابن عوف ، وأخرجه ابن أبي شيبة في " مصنفه " – 6 / 127 – والسيوطي في " الدر المنثور " – 1 / 574 ) 0

قلت : ومع انقطاع سند الأثر آنف الذكر كما أشار لذلك الهيثمي في " مجمع الزوائد " حيث أن عبدالله بن عبيد بن عمير لم يسمع من عبدالرحمن بن عوف ، وبالتالي ضعف الأثر ، إلا أنه لا يرى بأساً بفعل ذلك خاصة أنه قد ثبت تواترا تواجد الجن والشياطين في الزوايا ، وكذلك ثبوت الرقية بآية الكرسي كما في حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – مع أن الأولى ترك ذلك والقراءة في البيوت والمنازل بشكل عام ، لا سيما أن هذه القراءة تحقق المطلوب بإذن الله عز وجل وتسمع العمار أينما كانوا في البيوت ، وكذلك عدم زرع اعتقاد لدى الخاصة في هذه الكيفية ، ودرءاً لما قد يحاك في صدور العامة والله تعالى أعلم 0

سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن القراءة في زوايا البيوت ببعض السور والآيات ، فأجاب – حفظه الله - : ( لا بأس بذلك والأولى أن تكون القراءة في البيت بشكل عام خوفاً من مضنة الاعتقاد ، والله تعالى أعلم ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

تاسعا : استخدام الدعاء الوارد في كتاب الدكتور ( عمر الأشقر ) وأدعية أخرى : لا بأس باستخدام الدعاء الذي أورده الشيخ عمر الأشقر - حفظه الله - في كتابه ( عالم الجن والشياطين ) ، وهو على النحو التالي :

( بسم الله ، أمسينا بالله الذي ليس منه شيء ممتنع ، وبعزة الله التي لا ترام ولا تضام ، وبسلطان الله المنيع نحتجب ، وبأسمائه الحسنى كلها عائذ من الأبالسة ، ومن شر شياطين الإنس والجن ، ومن شر كل معلن أو مسر ، ومن شر ما يخرج بالليل ويكمن بالنهار ، ويكمن بالليل ويخرج بالنهار ، ومن شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر كل دابة أنت آخذ بناصيتها إن ربي على صراط مستقيم ، أعوذ بالله : بما استعاذ به موسى ، وعيسى ، وإبراهيم الذي وفى ، من شر ما خلق وذرأ وبرأ ، ومن شر إبليس وجنوده ، ومن شر ما يبغي 0 أعوذ بالله السميع العليم من الشيطان الرجيم ، ( بسم الله الرحمن الرحيم - الصافات - 1 – 10 ) ، ( وهذا الدعاء المذكور في الوابل الصيب من الكلم الطيب لشمس الدين أبي عبد الله محمد بن القيم الجوزية قرأ بعضا منه سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- بحضرة سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- وغيره وقال ـ حفظه الله ـ : الذي ذكره ابن القيم في الوابل الصيب من الكلم الطيب ... ولما وصل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- إلى قول : " أحرقتنا أحرقتنا يا أبا النضر نحن نتحول من جوارك " .. قال سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " الحمد لله طيب ، إذا نفع هذا طيب " .. ثم أكمل سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -
ثم بعد ذلك قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : في الوابل الصيب ؟ .
فقال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله -: في الوابل الصيب .

ثم قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- " يُجرب ، نفع الله به ، الحمد لله ، الأصل في الأدوية كلها الإباحة ؛ إلا ما حرمه الشرع ."

ثم قال سماحة الشيخ عبد الله بن عبد الرحمن الجبرين - حفظه الله- : " جربه بعض الإخوان ، يقول : سقيته امرأة مجنونة ، ويقول في لحظة خرج الجان أو مات ."

قال : سماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله- : " كل ما يحصل به الدواء وليس فيه محذور شرعا فالأصل الإباحة، في الأدعية والأدوية ؛ إلا ما حرمه الشارع ... " أهـ .) ، ( الشريط الرابع " لقاء مع أخوة في الله " من مجموعة أشرطة وهي (10) لسماحة العلامة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز - رحمه الله - ) .


قلت : ومع ثبوت وضعه ، إلا أنه لا يحتوي على أية مخالفات للأسس الرئيسة في الرقية الشرعية ولا يتعارض مع قول رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( اعرضوا علي رقاكم ، لا بأس بالرقية ما لم يكن شرك ) ( صحيح الجامع 1048 ) ، مع أن الأولى تركه ، ولكن الدعاء به جائز شريطة أن لا يعتبر قولا عن رسول الله صلى الله عليه وسلم إنما هو من قبيل الدعاء المباح فقط ، هذا وقد عقبت عليه آنفا عند الحديث عن كلام أبي النضر هاشم بن القاسم حول مسألة رش الماء في الزوايا والأركان ، والله تعالى أعلم 0
وكذلك فقد أورد الأستاذ رضا الشرقاوي ما نصه : ( أقسم عليكم بعزة الله وقدرته وقهره وعظيم سلطانه وكبريائه أن تتسلسلوا بسلاسل من نار في أعناقكم وأيديكم وأرجلكم ) ( العلاج بالقرآن من أمراض الجان – ص 41 ، 42 ) 0

ويجوز كذلك الدعاء بذلك من قبيل الدعاء على الظالم والمعتدي بعد إقامة الحجة عليه بالدليل والبرهان ، مع إصراره على الظلم والعدوان ، وقد تم بحث ذلك في هذه السلسلة ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) ، تحت ( لجوء بعض المعالجين بالدعاء للجن أو عليهم ) ، خاصة أن هذا الدعاء لا يحتوي على أية محاذير أو مخالفات شرعية ، والله تعالى أعلم 0

عاشرا : الأولى الرقية في تلك المنازل وترا : الأولى أن يقوم المعالِج بالرقية في تلك المنازل وترا ، لما ثبت من حديث أبي هريرة وابن عمر - رضي الله عنهما - قالا : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن الله تعالى وتر ، يحب الوتر ) ( صحيح الجامع 1829 ) ، وقد ثبت من حديث أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن لله تعالى تسعة وتسعين اسما ، من حفظها دخل الجنة ، وإن الله وتر يحب الوتر ) ( متفق عليه ) 0

قال النووي : ( " إن الله وتر يحب الوتر " الوتر الفرد ، ومعناه في حق الله تعالى الواحد الذي لا شريك له ولا نظير 0 ومعنى يحب الوتر تفضيل الوتر في الأعمال وكثير من الطاعات ، فجعل الصلاة خمسا ، والطهارة ثلاثا ، والطواف سبعا ، والسعي سبعا ، ورمي الجمار سبعا ، وأيام التشريق ثلاثا ، والاستنجاء ثلاثا ، وكذا الأكفان ، وفي الزكاة خمسة أوسق ، وخمس أواق من الورق ، ونصاب الإبل ، وغير ذلك 0 وجعل كثيرا من عظيم مخلوقاته وترا منها السماوات ، والأرضون ، والبحار ، وأيام الأسبوع ، وغير ذلك ) ( صحيح مسلم بشرح النووي – 16 ، 17 ، 18 / 178 ) 0

ولا بد عندئذ من اليقين بالله سبحانه وتعالى إن توفرت كافة السبل والوسائل الشرعية والمباحة ، وإخلاص النية من المعالِج ، وتوجه أصحاب البيوت المسكونة إلى الله تعالى بالدعاء والتضرع والتقرب بالطاعات واجتناب المنهيات ، وكل ذلك كفيل بأن يرفع البلاء ، ويبدل الحال أمنا وطمأنينة بإذن الله سبحانه وتعالى 0

مسألة هامة : وقبل أن أنهي بحثي في هذا الموضوع فسوف أتعرض لمسألة هامة تختص بهذا الأمر ، حيث يقوم البعض ممن ابتلي بهذا النوع من أنواع الإيذاء بتشغيل شريط مسجل في المنزل أو البيت لآيات من كتاب الله عز وجل ضنا واعتقادا بالحفظ والوقاية من الجن والشياطين ، وأحيانا أخرى قد يقوم بتشغيل الشريط ويمضي خارج المنزل لقضاء بعض حوائجه ، وقد يعمد البعض بتشغيل جهاز تسجيل يحتوي على آيات أو سور من القرآن الكريم وتركه في المنزل حماية ووقاية من الجن والشياطين 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز عن حكم ترك القرآن في المنزل إذا كان لا يوجد أحد في المنزل ( جهاز تسجيل ) وتشغيل القرآن في المنزل حماية ووقاية للبيت من الجن والشياطين ؟

فأجاب - رحمه الله - : ( لا أعلم فيه شيء ) ( منهج الشرع في علاج المس والصرع ) 0

أو قد يعمد البعض بوضع أجهزة التسجيل بجانب المريض وتشغيل أشرطة القرآن والرقية ، وقد سئلت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء عن حكم تشغيل جهاز التسجيل على آيات من القرآن لعدة ساعات عند المريض وانتزاع آيات معينة تخص السحر وأخرى للعين ، وأخرى للجان 00 ؟

فأجابت - حفظها الله - : ( تشغيل جهاز التسجيل بالقراءة والأدعية لا يغني عن الرقية لأن الرقية عمل يحتاج إلى اعتقاد ونية حال أدائها ومباشرة للنفث على المريض والجهاز لا يتأتى منه ذلك ) ( جزء من فتوى اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء – الفقرة الثامنة - برقم ( 20361 ) وتاريخ 17 / 4 / 1419 هـ ) 0

قلت : والأولى أن يلجأ المسلم إلى تحصين نفسه وآل بيته بالرقية المباشرة وخاصة قراءة سورة البقرة وترا فإنها نافعة بإذن الله سبحانه وتعالى في طرد تلك الأرواح الخبيثة وهذا أنفع وأسلم وأتقى ، علما بأن استخدام أجهزة التسجيل في المنازل لطرد الجن والشياطين قد ثبت نفعها بإذن الله تعالى 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

http://www.ruqya.net/forum/showthrea...E1%C8%ED%E6%CA


التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهد ; 12-05-2006 الساعة 05:03 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-08-2005, 10:48 AM   #25
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

الحكم في مسألة الأمراض الروحية ( الصرع – السحر – العين ) على الرؤى والمنامات !!!

الإخوة أعضاء وزوار ( مندى الرقية الشرعية ) حفظهم الله ورعاهم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته ،،،

لقد سمعت عن بعض المعالجين - وفقهم الله لكل خير - ممن يبني الحكم في مسألة الأمراض الروحية ( الصرع – السحر – العين ) على الرؤى والمنامات سواء كان هو الرائي أو عرضت عليه رؤيا تبين أن فلاناً عائن أو فلانة ساحرة ، ومن ثم يبني الحكم على الوصف المشار إليه ، وقد أدى هذا الأمر إلى انتشار مفاسد شرعية عظيمة بين المسلمين وتقطعت أواصر الأخوة والمحبة ودب داء النميمة والغيبة من جراء ذلك ، وفي هذه المسألة أقول وبالله التوفيق :

أ )- لا يجوز مطلقاً الأخذ بقطعية وصدق الرؤى والمنامات خاصة أنها قد تكون من تلعب الشياطين ، والاعتماد على هذه الوسيلة قد يؤدي إلى مفاسد شرعية عظيمة لا يعلم مداها وضررها إلا الله 0

ب)- يجوز في بعض الحالات وبناء على ما يراه المعالج ، استخدام أساليب معينة للتأكد من الأمر ، دون أن يؤدي ذلك إلى أية مفاسد شرعية والتي يترتب عليها زرع العداوة والبغضاء والحقد والضغينة بين المسلمين ، وأمثل على ذلك بالآتي :

يدعي البعض بأنه قد رأى رؤيا تبين بأن فلاناً من الناس قد أصابه بالعين ، ومن الأولويات التي يجب على المعالج اتباعها مع المرضى ايضاح أن الرؤى والمنامات لا تبنى عليها أحكام عامة ، ومن ثم ينظر المعالج في حال هذا الرجل ، وهل فعلاً أنه يعاني من الإصابة بهذا الداء – أعني العين - ، وعند حصول ضني لديه بناء على معطيات الحالة وظهور أعراض العين بشكل عام ، ينظر بعدها في حال الشخص المشار إليه هل هو متهم فعلاً بين الناس بهذا الأمر فإن ثبت ذلك ، عندها يلجأ المعالج لاستخدام الحيلة لأخذ أثره أو غسله أو وضوءه دون أن يشعر العائن بذلك ، ويطلب من المعين استخدام ذلك الماء على الصفة الواردة في السنة المطهرة ، فإن كتب الله له الشفاء فالحمد لله رب العالمين ، وإلا فقد يكون هذا الأمر من تلعب الشياطين 0

ج)- قد تحدث لبعض المعالجين المحافظين على العبادات ، ومن حملة كتاب الله ، ومن العاملين به ، ومن أهل العلم الصحيح ، وأهل العقيدة السلفية السليمة ، بعض خوارق العادات ، أو المكاشفات ، عند ذلك لا بد للمعالج من مراعاة المصلحة الشرعية الخاصة والعامة ، فلا يظهر مثل ذلك الأمر للناس ، ويتوصل إلى المراد والمقصود دون زرع الشبهات في النفوس أو وضع علامات استفهام على نفسه ، وأمثل على ذلك بالآتي :

قد يرى المعالج رؤيا في شخص ما تبين أنه مسحور ، وأن السحر موجود في غرفة النوم وفي مكان معين بالتحديد ، في هذه الحالة لا يجوز للمعالج أن يأتي الرجل ويبين له ذلك ويقول له : أنت مسحور ، وسحرك في غرفة النوم وفي المكان الفلاني ، لأن مثل هذا التصرف سوف يضع علامة استفهام حول ما قاله ، بحيث يُنشر عنه ذلك بين الناس ، وقد يتهم بأمور كثيرة منها السحر ، والشعوذة ، والاستعانة ، وغير ذلك من أمور أخرى ، ويجب عليه أولاً أن يتحقق ولو بشكل ضني أن الرجل يعاني من أعراض السحر ، فإن تبين له ذلك من خلال ظهور أعراض هذا المرض أثناء الرقية الشرعية ، عندها يحاول بطريقة أو بأخرى التوصل لغرفة النوم والبحث هو وصاحب البيت عن المقصود إلى أن يتوصل إلى مكان السحر ومادته ، التي رآها في منامه ، فإن حصل ذلك فقد كفانا الله هذا الشر ، وبهذه الطريقة يكون قد تحقق المقصود والهدف دون زرع الشك والريبة في نفوس الآخرين ، ولله الحمد والمنة 0

هذا ما تيسر لي سائلاً المولى عز وجل أن يوفقنا للحق ، وأن يجعلنا من اتباعه ورواده ، مع تمنياتي للجميع بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

http://www.ruqya.net/forum/showthrea...E1%C8%CE%E6%D1

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-08-2005, 10:53 AM   #26
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

كل المعالجين يشخصون حالتي بعد تفسير الأحلام الخاصة بي ، فهل آخذ بذلك أم لا ؟؟؟


الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

بخصوص سؤالك أختي المكرمة ( الزاوية القائمة ) حول استخدام الأعشاب للتبخر بها في العلاج والاستشفاء من الأمراض الروحية ، حيث يعتقد البعض أن تبخير البيوت بالأعشاب يساعد في طرد الجن والشياطين ، وإزالة العين والحسد ، ويساعد في علاج الأمراض الروحية بشكل عام ، ومن دراسة المسألة من ناحية شرعية تأصيلية ومتابعة أقوال أهل العلم يتبين عدم جواز هذا الفعل لاعتبارات كثيرة سوف تذكر لاحقاً 0

سئلت اللجنة عن جواز التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من إصابة العين ، فأجابت : ( لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها ، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن والاستعانة بهم على الشفاء وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة 0 وبالله التوفيق وصلى الله على نبينا محمد وآله وصحبه وسلم ) ( مجلة البحوث الإسلامية – فتوى رقم 4393 – 27 / 70 – اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء ) 0

سئل سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – عن جواز التبخر بالشب ، أو الأعشاب ، أو الأوراق وذلك لمن أصيب بالعين ، فأجاب : ( لا يجوز علاج الإصابة بالعين بما ذكر لأنها ليست من الأسباب العادية لعلاجها ، وقد يكون المقصود بهذا التبخر استرضاء شياطين الجن ، والاستعانة بهم على الشفاء ، وإنما يعالج ذلك بالرقى الشرعية ونحوها مما ثبت في الأحاديث الصحيحة ) ( فتوى رقم " 4393 " ، بتاريخ 25 / 2 / 1402 هـ ) 0

قال الشيخ علي بن حسن عبد الحميد : ( وليس من شك أن استعمال البخور من صنائع المشعوذين ، حيث يجلبون الجن والشياطين ، ويستهوونهم بها على هذه النية ، فهذا لا يجوز بحال ، وأما استعمال البخور لطيب رائحته وحسن عبيره لا إشكال في جوازه في غير هذا المقام ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع – ص 223 ) 0

قال الأستاذ مجدي محمد الشهاوي : ( ويدخل في هذا التبخر بأي نوع آخر من البخور كالجاوي والفاسوخ وغيرهما ، وكذلك ما يكتبه الدجالون ، والمشعوذون من أوراق يعطونها للعامة من الناس يتبخرون بها للشفاء من الحسد أو غيره من الأمراض ، وإنما ذلك من حيل الشيطان ، وقد نصب لهم شباك الفتنة وأوقعهم في حبالها ، واستعان عليهم بأهل الخرافات وضلالها ، وكتّاب الحروز والتمائم ودعاة الشعوذة وعمالها ، فحسنوا القبيح وقبحوا الحسن ، وضللوا الأمة في عقائدها وأقوالها وأفعالها ) ( حقيقة الحسد وعلاج المحسود – ص 86 ، 87 ) 0

وقد كان لفضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين رأي آخر عندما سئل عن حكم التبخر بالشب أو الأعشاب أو الأوراق وذلك من الإصابة بالعين ؟؟؟

فأجاب – حفظه الله - : ( التبخر هو جعله على الحجر ، حتى يخرج له دخان ، فيتلقى ذلك الدخان بوجهه ، أو بينه وبين ثوبه ، وقد يكون ذلك مفيداً إذا تبخر بعلاج نافع ، كبعض الأعشاب التي يكون لها رائحة تؤثر في الجسد ، وقد تكافح بعض الأمراض ، حيث أن هناك أمراض تعالج بمثل البخار الذي هو دخان فيه مواد مكافحة للمرض ، فأرى أن ذلك خاضع للتجربة ، فمتى عرف أن هذا يؤثر التبخر به فهو جائز ولا محذور فيه ، لأن الأصل في الأدوية الإباحة إلا ما دل دليل على منعه، فالشب دواء معروف، وهو معدن شبه الحجارة ، يقرب من البياض ، يستعمل دواء لبعض الأمراض ، وأما الأعشاب فالأصل فيها الإباحة ، ولا مانع من التبخر بما يفيد منها ، وأما الأوراق فلا أصل للتبخر بها ، لكن بعض العلماء رخص في كتابة بعض الآيات في أوراق ثم غسلها وشرب مائها ، ثم التبخر بأصل الورق ، ولعل ذلك خاضع للتجربة ، والذين يفعلون ذلك من العلماء المعتبرين ، وقد ذكر ابن القيم في زاد المعاد بعض الآثار في كتابة آيات من القرآن ، وأدعية مأثورة ، ثم غسلها وشرب مائها ، وأن ذلك يؤثر ويفيد ، والله أعلم ) ( المنهل المعين في إثبات حقيقة الحسد والعين ) 0

وكذلك وقفت على فتوى نصاً لفضيلته تجيز استخدام الشب والأعشاب في التبخر والاستشفاء من الأمراض الروحية ، والفتوى مذكورة في كتاب ( الفتاوى الذهبية في الرقية الشرعية ) 0

قلت : تعقيباً على ما ذكره العلامة فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين -حفظه الله– بخصوص بعض الأعشاب وبعض المواد ، فإن لها خاصية نافعة ومفيدة بإذن الله سبحانه وتعالى إذا استخدمت على هذه الكيفية - أعني التبخر بها – وقد ثبت هذا لدى أهل الدراية والخبرة وكذلك الأطباء المتخصصون ، فقد ثبت أن لبعض البخور خاصية في تقليل نسبة الرطوبة لدى النساء بعد الولادة ، كما ثبت أن بخار الحديد نافع بإذن الله تعالى لبعض أنواع الأمراض الجلدية كما تم الإشارة آنفاً 0
أما بالنسبة لاستخدام التبخر بهذه الأعشاب للإصابة بالعين والصرع والسحر فلا أرى أنها تندرج تحت الأسباب الحسية لاعتبارات : أولاها : أنها لم تثبت منفعتها للمتخصصين في مجال الرقية الشرعية ، بل على العكس من ذلك تماماً فبعض هذه الأعشاب تساعد على استحضار واسترضاء الجن والشياطين ، وثانيها : أن فيها مشابهة لما يقوم به السحرة والمشعوذون من إطلاقهم البخور واستخدامه في استحضار الأرواح الخبيثة ، كما أشارت اللجنة الدائمة للبحوث العلمية والإفتاء آنفاً لهذا المفهوم ، وكذلك بين العلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، وثالثها : أن كثير من أهل العلم لا يجيزون استخدامها كما مر معنا آنفاً ، والله تعالى أعلم 0
وأما استخدام البخور الطيبة كالعود والمسك والورد الطائفي ونحوه ، فلا حرج فيه ، وهو من الأسباب المباحة التي لا تتعارض مع الأحكام الشرعية ، شريطة أن لا يعتقد فيها بالنفع والضر ، بسبب أن الشياطين تكره الرائحة الطيبة لخبث أرواحها ، وتوافق ذلك الجانب في طبيعتها مع الرائحة الخبيثة ، فهي تميل لها وتحبها ) 0

أما بخصوص ( الفاسوخ ) فاعلمي يا رعاك الله أنه نوع من أنواع السحر ويندرج تحت ( سحر الصرف ) ، وعادة ما تنتشر هذه الطريقة في جمهورية مصر العربية ، والمقصود الأول والأخير فيها هو الزوج ، وبالطبع فلا يجوز مطلقاً استخدامها لأنها كما أشرت آنفاً هيَّ نوع من أنواع السحر ، ومعلوم أن الذي يذهب إلى الساحر والعراف والمشعوذ فهو كافر بالله سبحانه وتعالى ، والله تعالى أعلم 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

http://www.ruqya.net/forum/showthrea...E1%C8%CE%E6%D1

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-08-2005, 12:08 PM   #27
معلومات العضو
اختكم

افتراضي

الله يجزاك اخي معالج متمرس كل خير

ووفقك لما يحبه ويرضاه على ماكتبت ووضحت لي

ولكن اريد ان اخبر من كان متابع لحالتي هذه

عن اني حصنت المنزل بالبقره وكل التحصينات المطلوبه مني ولم يحصل شيء يشككني في الامر

لا احلام مزعجه ولا غيره (غير ما ذكرت في ردي السابق)هل معناه انه لا يوجد سحر كما قيل لي او انه امر اخر



وانا الان بانتظار الرد وفقكم الله

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-08-2005, 03:19 PM   #28
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

وإياكِ الله يجزاكِ اختي كل خير

مع أنني لم يكن عندي جديد ولا أفضل من ما يقوله شيخنا الحبيب أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني

وإليك من ما يقوله حفظه الله عن : [ ضوابط الحكم على الحالة المرضية قبل التشخيص !!!

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

قبل الحديث عن التشخيص والتفصيل في ذلك ، لا بد من استدراك الأمور الهامة التالية :

1 )- إن الخوض في قضايا التشخيص المتعلقة بالأمراض الروحية لا يعتبر خوضا في مسائل غيبية ، فتلك الأمراض لها أعراضها وآثارها التي تدل على حدوثها ، وعلى سبيل المثال لا الحصر أذكر حديث أم سلمة – رضي الله عنها – أن رسول الله صلى الله عليه وسلم رأى في بيتها جارية في وجهها سفعة فقال : ( استرقوا لها فإن بها النظرة ) ( متفق عليه ) ، وقول أسماء - رضي الله عنها - لرسول الله صلى الله عليه وسلم عن أولاد جعفر - رضي الله عنهم - : ( إن العين تسرع إليهم ) كما في الحديث الثابت آنف الذكر ، وفيه دلالة أكيدة على رؤية بعض الأعراض التي يمكن على ضوئها تحديد الإصابة بالعين ، وقد تكلم أهل العلم في ذلك فأوضحوا الأثر وبينوه كما مر معنا آنفا 0

2)- إن العلاقة مطردة بين الإصابة بالمرض الروحي ( الصرع ، السحر ، العين ) وكافة الأمراض العضوية والنفسية الأخرى التي تتعلق بالنفس البشرية ، وقد تكون الأعراض مشتركة بين كافة تلك الأمراض بسبب تسلط الأرواح الخبيثة على الإنسان ، وعلى ذلك فلا بد للمعالج من توخي الدقة والتريث وعدم الاستعجال في الحكم على الحالة ، ودراستها دراسة علمية موضوعية بكافة جوانبها لتحديد الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله سبحانه وتعالى 0

3)- إن المصلحة الشرعية تحتم على المعالج التأكد أولا من سلامة الناحية العضوية الخاصة بالحالة المرضية ، وذلك بتوجيه النصح والإرشاد للمريض بإجراء الفحوصات الطبية اللازمة للتثبت من خلو الحالة من الأمراض العضوية 0

4)- لا بد من اهتمام المعالج اهتماما شديدا بقضية هامة وخطيرة تتعلق بظهور بوادر الإصابة بالمرض الروحي لبعض الحالات المرضية مع أن الحالة تعاني أصلا من مرض عضوي معين ، وهذه الأمراض قد تكون ناتجة عن أسباب عضوية بحتة وقد تكون نتيجة التعرض للإصابة بالمرض الروحي ، ومن هنا كان لا بد للمعالج من الاهتمام بناحية الرقية الشرعية فقط دون التدخل في القضايا الطبية لأن هذا الأمر يدخل ضمن نطاق الأمور الغيبية التي تخفى على المعالج ، فلا نستطيع القول أن كل حالة مرضية تعاني من مرض السرطان كانت بسبب التعرض للإصابة بالعين والحسد ، وهذا يحتم على المعالج الاهتمام بهذا الجانب فقط وتقديم النصح والإرشاد للمريض وذويه للاستمرار في اتخاذ الأسباب الحسية المباحة الداعية للشفاء بإذن الله تعالى من خلال مراجعة المصحات والمستشفيات والأطباء المتخصصين 0

وقد تظهر آثار الأمراض الروحية على الحالة المرضية أثناء الرقية الشرعية ويبدأ المريض في الشعور بالتحسن ، مع أن المريض أصلا قام باتخاذ كافة الوسائل الطبية المتاحة ولم تفلح تلك الوسائل في تخفيف المعاناة الجسدية والنفسية له ، ومع ذلك فإن الواجب الشرعي يحتم على المعالج تقديم النصح والإرشاد للمتابعة الطبية وبذلك نجمع بين اتخاذ الأسباب الشرعية والأسباب الحسية المباحة للشفاء ، وفي اتباع كل ذلك خير للمريض بإذن الله سبحانه وتعالى 0

5)- لا بد من التنبيه تحت هذا العنوان لأمر هام جدا ، وهو عدم التسرع في الحكم على الحالة المرضية ، خاصة من قبل العامة وأهل وأقرباء المريض ، دون استشارة أهل العلم والدراية والخبرة والممارسة ، وقد مر آنفا أن الأعراض المتعلقة بالحالة المرضية ، قد تكون بسبب أمراض
عضوية أو قد تكون ناتجة عن صرع الأرواح الخبيثة بناء على أفعال سحرية خبيثة ، أو صرع عشق ونحوه ، وهنا تكمن أهمية التريث والتأني قبل اصدار التشخيص والحكم على الحالة ، وسؤال من هم أهل لذلك والأخذ بنصحهم وتوجيهاتهم وإرشاداتهم 0

سائلاً المولى عز وجل أن يحفظكم ويسدد إلى الخير خطاكم ، وتقبلوا تحيات :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0 ]

http://www.ruqya.net/forum/showthrea...E3%D1%D6%ED%C9

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-08-2005, 03:37 PM   #29
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

أختي الفاضلة (أختكم) حفظك الله .

ـــــــــــــــــــــــــــ

يقول :

سماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز رحمه الله :-

[ ( وكثير من الناس لا تنفعه الأسباب ولا الرقية بالقرآن ولا غيره لعدم توفر الشروط وعدم انتفاء الموانع ولو كان كل مريض يشفى بالرقية أو الدواء لم يمت أحد ، ولكن الله سبحانه هو الذي بيده الشفاء0فإذا أراد ذلك يسر أسبابه وإذا لم يشأ ذلك لم تنفعه الأسباب0 وقد ثبت عنه صلى الله عليه وسلم من حديث عائشة – رضي الله عنها – أنه كان إذا اشتكى شيئا قرأ في كفيه عند النوم سورة قل هو الله أحد وسورة قل أعوذ برب الفلق وسورة قل أعوذ برب الناس ثلاث مرات ثم يمسح بهما على ما استطاع من جسده في كل مرة بادئا برأسه ووجهه وصدره 0 وفي مرض موته – عليه الصلاة والسلام – كانت عائشة – رضي الله – عنها تقرأ هذه السور الثلاث في يديه عليه الصلاة والسلام ثم تمسح بهما رأسه ووجهه وصدره رجاء بركتهما ، وما حصل فيهما من القراءة فتوفي صلى الله عليه وسلم في مرضه ذلك لأن الله سبحانه لم يرد شفاءه من ذلك المرض لأنه قد قضى في علمه سبحانه وقدره السابق أنه يموت بمرضه الأخير- عليه الصلاة والسلام –)

المصدر :

السلسلة العلمية – نحو موسوعة شرعية في علم الرقى
(12) المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين
تأليف أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني ]

جزء من تعقيب سماحة الشيخ عبد العزيز بن باز يرحمه الله
من موضوع تعقيب العلماء والمشائخ على الشيخ علي بن مشرف العمري

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 31-08-2005, 07:44 AM   #30
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

باركم الله فيكم أخي الحبيب ( معالج متمرس ) على نقلكم هذا ، أما بخصوص الأخت الفاضلة ( أختكم ) فأسأل الله العلي العظيم أن تكوني بصحة وعافية ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 07:39 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com