أيها الإخوة الكرام، إن ثناء الله عز وجل لا يعدله ثناء، إنه شهادة من الله عز وجل، الله عز وجل في وعده لعبادة المؤمنين بالجنة قال:
﴿ وَالْحَافِظِينَ فُرُوجَهُمْ وَالْحَافِظَاتِ ﴾
( سورة الأحزاب : 35)
ثم يقول:
﴿ أُولَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (*)الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ ﴾
( سورة المؤمنون 10-11)
والنبي عليه الصلاة والسلام، وهو الذي لا ينطق عن الهوى يقول:
(( مَنْ يَضْمَنْ لِي ما بين رجليه، وما بين لِحْيَيه أَضْمَنْ له الجنة ))
[ حديث صحيح، أخرجه البخاري والترمذي ]
مَنْ ضبط لسانه، وضبط طعامه، فأكل من الحلال، وضبط فرجه، فله الجنة.
التي تتحجب فلا تؤذي عباد الله تستحق الجنة
أيها الإخوة الكرام، حينما يعفّ الشاب عن محارم الله، وحينما يحفظ جوارحه، ينطبق عليه وعد الله بالجنة.
أيها الإخوة الكرام، اِسألْ عالماً أمضى وقته وحياته في طلب العلم، وتعليم العلم، اِسألْ عابداً تحمَّل متاعب العبادة ومشاقَّها، اِسألْ مجاهداً في سبيل الله، اِسألْ داعيةً واصلَ سهر الليل بكد النهار، وهو يحمل هم الدعوة، اِسألْ هؤلاء جميعاً: لمَ يصنعون ذلك؟
إنهم سيجيبونك إجابةً واحدة: نريد الجنة، ووجهَ الله عز وجل.
والشاب الذي يعفّ عن محارم الله، والشاب الذي يغضّ بصره عن محارم الله، والشابة التي تتحجّب فلا تؤذي عباد الله، هؤلاء جميعاً في نصّ القرآن الكريم، ونصّ السنة النبوية الصحيحة لهم الجنة.
إذاً: هم استحقوا ثناءَ الله عز وجل، ولا ثناء يعدل ثناء الله عز وجل، واستحقوا وعد الله عز وجل بالجنة، والنعيم المقيم، ولا وعد يعدل هذا الوعد العظيم
الدكتور محمد راتب النابلسي