فالمؤمن التائب.. الملازم لعتبة الاستغفار والعودة إلى الله هو أفقه الناس بنفسه وحقيقتها وأعرب الناس بالله.. لأنه لما اطلع على حال نفسه وعلم نقصها وضعفها.. ثم اطلع على صفات العفو والمغفرة والرحمة عند الله.. أوجب له اطلاعه وعلمه ملازمته للتوبة.. فلا تراه متعمدًا في ارتكاب المعاصي أبدًا.. لكنه إذا غفلته نفسه.. أو غلبه طبعه.. قام واستغفر وتاب إلى الله لما يعلمه من حب الله للتوبة وبغضه للإصرار على الذنب.