✨✨✨✨✨✨
لا فِرَقٌ و لا أحزابٌ في الإسلام
و إنما جماعةٌ و خليفةٌ .
( قال حذيفة بن اليمان رضي الله عنه :
كان الناسُ يسألون رسولَ اللهِ صلَّى اللهُ عليهِ وسلَّم عن الخيرِ ، وكنتُ أسألُه عن الشرِّ ،
مخافةَ أن يُدركني ،
فقلتُ يارسولَ اللهِ ! إنَّا كنا في جاهليةٍ وشرٍّ ، فجاءنا اللهُ بهذا الخيرِ [ فنحنُ فيه ] ،
[ وجاء بك ] ، فهل بعد هذا الخيرِ من شرٍّ
[ كما كان قبلَه ؟ ]
[ قال : « ياحذيفةُ تعلَّمْ كتابَ اللهِ ،
واتَّبِعْ ما فيه ، ( ثلاثَ مراتٍ ) » .
قال : قلتُ : يارسولَ اللهِ !
أبَعْدَ هذا الشرِّ من خيرٍ ؟ ]
قال : « نعم » ،
[ قلتُ : فما العِصمةُ منه ؟ قال :
« السيفُ » ] .
قلتُ : وهل بعد ذلك الشرِّ من خيرٍ ؟
( وفي طريقٍ : قلتُ : وهل بعدَ السيفِ بقيَّةٌ ؟ )
قال : « نعم ، وفيه ( وفي طريقٍ : تكونُ إمارةٌ
( وفي لفظٍ : جماعةٌ )
على أقذاءٍ ، وهُدنةٍ على ) دَخَنٍ » .
قال : قلتُ : وما دَخَنُه ؟
قال : « قومٌ ( وفي طريقٍ أخرى :
يكونُ بعدي أئمةٌ
[ يستنُّونَ بغيرِ سُنَّتِي و ] ،
يَهدُون بغيرِ هديِي ، تعرفُ منهم وتُنكرُ ،
[ وسيقومُ فيهم رجالٌ قلوبُهم قلوبُ الشياطينِ ،
في جثمانِ إنسٍ ] » .
( وفي أخرى : الهُدنةُ على دَخَنٍ ما هيَ ؟
قال :
« لا ترجعُ قلوبُ أقوامٍ على الذي كانت عليه »)
قلتُ : فهل بعد ذلك الخيرِ من شرٍّ ؟
قال : « نعم ، [ فتنةٌ عمياءُ صمَّاءُ عليها ]
دعاةٌ على أبوابِ جهنمَ ،
مَنْ أجابَهُم إليها قذفوهُ فيها » .
قلتُ : يا رسولَ اللهِ ! صِفْهُمْ لنا .
قال :
« هم من جِلدَتِنا ، و يتكلمون بألسِنَتِنا »
قلتُ : [ يا رسولَ اللهِ ! ] ،
فما تأمُرني إذا أدركني ذلك ؟
قال : « تلزمُ جماعةَ المسلمين ، وإمامَهم ،
[ تسمعُ وتُطيعُ الأميرَ ،
وإن ضرب ظهرَك ،
وأخذ مالَك ،
فاسمع وأطِعْ ] » .
قلتُ : فإنْ لم يكن لهم جماعةٌ ولا إمامٌ ؟
قال : « فاعتزل تلك الفِرقَ كلَّها ،
ولو أن تعضَّ بأصلِ شجرةٍ ،
حتى يُدرِكَك الموتُ وأنت على ذلك » .
( وفي طريقٍ ) :
فإن تَمُتْ يا حذيفةُ وأنت عاضٌّ على جذلٍ خيرٌ لك من أن تَتبعَ أحدًا منهم » .
( وفي أخرى ) :
« فإن رأيتَ يومئذٍ للهِ عزَّ وجلَّ في الأرضِ خليفةً ، فالزَمْهُ وإن ضرب ظهرَك وأخذ مالَك ،
فإن لم ترَ خليفةً فاهرب [ في الأرضِ ]
حتى يُدْرِكَك الموتُ
وأنت عاضٌّ على جذلِ شجرةٍ » .
[ قال : قلتُ : ثم ماذا ؟
قال : « ثم يخرجُ الدجالُ » .
قال : قلتُ : فبم يجيءُ ؟
قال : « بنهرٍ _ أو قال : ماءٍ ونارٍ _
فمن دخل نهرَه حُطَّ أجرُه ووجب وِزْرُه ،
ومن دخل نارَه وجب أجرُه ، وحُطَّ وِزْرُه » .
[ قلتُ : يا رسولَ اللهِ : فما بعد الدجالِ ؟
قال : « عيسى بنُ مريمَ » ]
قال : قلتُ : ثم ماذا ؟
قال : « لو أنتجتَ فَرسًا
لم تَركبْ فَلُوَّها حتى تقومَ الساعةُ » ] ) .
_ أخرجه البخاري ومسلم في صحيحيهما
وغيرهما وانظر سلسلة الأحاديث الصحيحة
للألباني رقم الحديث 2739
قال الشيخ الألباني رحمه الله :
هذا حديث عظيم الشأن من أعلام نبوته صلى الله عليه وسلم ، ونصحه لأمته ،
ما أحوج المسلمين إليه للخلاص
من الفرقة و الحزبية
التي فرقت جمعهم ،
و شتت شملهم ، و أذهبت شوكتهم ،
فكان ذلك من أسباب تمكن العدو منهم ،
مصداق قوله
تبارك و تعالى :
** و لا تنازعوا فتفشلوا و تذهب ريحكم ** .
____ غــــريــــــب الحــــــديــث :
1 - " السيف " أي : تحصل العصمة باستعمال السيف .
قال قتادة : المراد بهذه الطائفة هم الذين ارتدوا بعد وفاة النبي صلى الله عليه وسلم في زمن خلافة الصديق رضي الله عنه .
ذكره في " المرقاة " ( 5 / 143 ) و قتادة أحد رواة حديث سبيع عند عبد الرزاق و غيره .
2 - " بقية " أي : من الشر أو الخير ،
يعني هل يبقى الإسلام بعد محاربتنا إياهم ؟
3 - " أقذاء " قال ابن الأثير : جمع قذى و
( القذى ) جمع قذاة ،
و هو ما يقع في العين و الماء و الشراب من تراب أو تبن أو وسخ أو غير ذلك .
أراد اجتماعهم يكون على فساد في قلوبهم ، فشبه بقذى العين و الماء و الشراب .
4 - " دخن " أي على ضغائن .
قاله قتادة ، و قد جاءت مفسرة في
غير طريقه بلفظ :
« لا ترجع قلوب أقوام على الذي كانت عليه »
كما ذكرته في المتن .
5 - " جذل " بكسر الجيم و سكون المعجمة بعدها لام ، عود ينصب لتحتك به الإبل .
كذا في " الفتح " ( 13 / 36 ) .
6 - " فلوها " قال ابن الأثير :
الفلو : المهر الصغير .
____ فــائــــــــدة هــامــــــــة :
قال الحافظ ابن حجر عن الطبري :
" و في الحديث أنه متى لم يكن للناس إمام فافترق الناس أحزابا ،
فلا يتبع أحدا في الفرقة و يعتزل الجميع إن استطاع ذلك خشية من الوقوع في الشر ،
و على ذلك يتنزل ما جاء في سائر الأحاديث ،
و به يجمع بين ما ظاهره الاختلاف منها " .
_ سلسلة الأحاديث الصحيحة للشيخ الألباني
( م 1 ق 1 ص 539 - 546 ) .
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴
🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴🌴