ليس أشق من النفس الاعتراف بالخطأ...والصبر على الأذى....والرضا بالظلم....والتسامح مع المسيء.
لهذا جعل الله تعالى هذا النوع من البشرالذين يقودون أنفسهم ولا تقودهم أنفسهم في أعلى مراتب الايمان...وقد عدد وصفهم في عشرات الايات...
فهم(الذين هم عن اللغو معرضون) وهم(اذا ما غضبوا هم يغفرون) وهم(الذين يمشون على الارض هونا واذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما) وهم(الكاظمين الغيظ والعافين عن الناس) انهم الذين يدفعون بالتي هي أحسن ، ويدرءون بالحسنة السيئة لينطبق عليهم قوله تعالى(اولئك هم المؤمنون حقا) ..
لهذا قال صلى الله عليه وسلم(أكمل المؤمنين ايمانا أحسنهم أخلاقا) ..
وقد أجمع العلماء ان آية حسن الخلق الصبر على الأذىواحتماله...
.فقد روي ان رسول الله صلى الله عليه وسلم كان يمشي ومعه أنس فأدركه اعرابي فجذبه جذبا شديدا ، وكان عليه برد نجراني غليظ الحاشية
قال أنس رضي الله عنه : حتى نظرت الى عنق الرسول عليه الصلاة والسلام قد أثرت فيه حاشية البرد من شدة جذبه
وقال له الاعرابي : يا محمد هب لي من مال الله الذي عندك
فالتفت اليه رسول الله صلى الله عليه وسلم وضحك ثم أمر باعطائه ............
.فلم يغضب رسول الله لنفسه ولم ينهرهأو يطرده من حوله وانما احتمل أذاه بحلم وكسب وده .
ولما أكثرت قريش ايذاءه وضربه بأبي هو وأمي لم يدع عليهم ولكن قال (اللهم اغفر لقومي فانهم لا يعلمون) فأنزل الله قوله تعالى (وانك لعلى خلق عظيم)
وقد سار تلاميذ محمد عليه الصلاة والسلام منهج هذا الخلق العظيم .....وتبعهم فيه رجال هم قدوات من تابعيه وتابعيهم ضربوا أروع الأمثلة في الصبر على الأذى..
فيحكى ان ابراهيم بن أدهم خرج يوما الى أحد البراري فاستقبله رجل جندي فقال : أنت عبد ؟
قال : نعم ....
قال الجندي أين العمران ؟ فأشار ابن ادهم الى المقبرة
قال الجندي انما أردت العمران ..
قال ابن ادهم هو المقبرة ...فغاظه ذلك فضرب ابن ادهم ...
.ثم عرف الجندي ان الذي ضربه هو الزاهد العظيم ابن ادهم ، فنزل عن فرسه وقبل يديه وقدميه وجعل يعتذر اليه
فقيل لابن ادهم بعد ذلك لم قلت له أنا عبد؟؟!!فقال : انه لم يسألني عبد من أنت؟بل قال أنت عبد؟ قلت نعم .فلما ضرب لي رأسي سألت الله له الجنة
، قيل كيف وقد ظلمك ؟فقال ابن ادهم : علمت أنني اؤجر على ما نالني منه فلم أرد أن يكون نصيبي منه الخير ونصيبه مني الشر !!!!
ما أحكمه من رأي ! لو فكر فيه المنتقمون من ظالميهم لعدلوا عن انتقامهم وتسامحوا معهم بل ودعوا لهم...
وقيل للاحنف بن قيس وهو من أحلم الناس ، ممن تعلمت الحلم ؟فقال من قيس بن عاصم ، قيل وما بلغ حلمه ؟
قال بينما هو جالس في داره اذ أتته جاريته بسفود عليه شواء ، فسقط من يدها فوقع على ابنا له صغير فمات ، فدهشت الجارية وخافت
فقال لها : لا روع عليك أنت حرة لوجه الله تعالى ..!!
فما أعظمه وما أحلمه ، فقد ضرب المثل الأعلى في قاعدة الاحسان للمسييء وأخذ أجر الصبر عند الصدمة الاولى...........
وشتم رجل الاحنف بن قيس وهو لا يجيبه ، وكان يتبعه ، فلما قرب من الحي ...وقف وقال : ان كان قد بقي في نفسك شيء فقله كي لا يسمعك بعض سفهاء الحي فيؤذونك !!!
عجبا!! يخشى على من يؤذيه من الأذى ويستعجله في استكمال اذاه حتى يستوفي أجره عند ربه بالصبر والعفو والحسنى ...
وقالت امرأة لمالك ابن دينار : يا مرائي .
فقال لها : ياهذه لقد وجدت اسمي الذي أضله أهل البصرة !!!
عجبا لم يثور أو يغضب لذلك بل وافقها وصبر ...
فيا من تثأرون لكرامتكم ......وتقولون لن نهين أنفسنا .....وتظنون ان من صبر فهو ضعيف وأبله ....!!!
هل تريدون أن يقال عنكم في الدنيا أقوياء ولا أحد يقدر عليهم .................؟؟؟؟؟؟؟
أم تريدون جنة عرضها كعرض السموات والارض ...؟؟؟؟
أسرار
(( 000 الذين يحكمون أنفسهم 000 )) !!!
لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى ) 
