موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > الساحات العامة والقصص الواقعية > ساحة الموضوعات المتنوعة > ساحة المسابقات واستراحة الاعضاء

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 25-09-2006, 12:20 AM   #11
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي


لسبب ما نصاب أحيانا بالحزن

ربما لفقدان شيء يعني لنا الكثير

أو لرحيل إنسان لا نستوعب فكرة رحيله

ولا نملك القدرة على مواجهة واقع غيابه

أو لسماع نبأ حزين يقع علينا وقوع الجبل

أو لرؤية مشاهد تثير بنا الأحاسيس ما نكره ..


وعندها .. يتجول بنا إحساس الحزن

قد يأخذ دورته القصيرة بنا ثم يرحل بلا بصمة غائرة

أو أثر يذكر أو قد يتضخم بنا بشكل مخيف

ويتفرع فينا كالأشجار العتيقة ..

ويصبح مع الوقت شيئا لا يمكننا التخلص منه

لأن أعماقنا أصبحت لجذوره وطنا ..


وبقاء الحزن بنا يفقدنا الكثير !!

فمع مرور الوقت نصبح أسرى للحزن

ونبقى سجناء دائرة ضيقة من الحزن

ونفقد إحساسنا بمتعة الأشياء ونفقد الإحساس بالحياة ذاتها

فلا نرى من الوجود سوى وجه الحزن الذي ينمو مع الوقت

بنا كالجنين غير المرغوب فيه ..

وكلما مر بنا العمر كلما صعب علينا التخلص من الحزن

ولأننا دون أن نشعر نعجن منه ونتشكل به ونصبح كتلة من الحزن كتلة


يتحاشاها الآخرون تجنبا لعدوى الحزن

فالحزن إحساس ينتقل منا كالعدوى إلى الآخرين ..

وقد نكتشف حجم الوحدة من حولنا حين نكتشف تقلص

عدد المحيطيين بنا أو غياب الناس من حولنا

فلكل همه الذي لم يبق فيه لهموم الآخرين مكان

فنحن في زمن لا يمنح الفرح إلا قليلا

لذلك نرى تسارع الأغلبية لكل ما فيه للفرح رائحة

وتجنب أهل الحزن تجنبا للمزيد من الهم !!


ونشعر أحيانا بأن معجزة ما قد حدثت ..

وأن الحزن قد غادرنا أخيرا بلا عودة ..

لكننا سريعا ما نعود للشعور بالإحباط حين نكتشف

قصر عمر الفرح في عمرنا ..

وحين نكتشف أن الحزن كان يمازحنا !! حين اختبأ عنا !!

ربما كي يظهر بصورة أكبر وأقوى !!!


أخذ الحزن منا الكثير

ونصاب بالرعب حين نحسب أو نكتشف مقدار هذا الكثير ..

فنحن من منحناه أكثر مما يستحق ..

ونحن من فتحنا له أبوابنا على اتساعها ..

ونحن من وهبناه حق الإقامة الدائمة بنا ..

ونحن من صبغناه ولونا أعماقنا بألوانه ..

ونحن من اتخذناه حاجزا أو حائطا أو سورا مرتفعا

يحول بيننا وبين الشطر الآخر من الحياة ..

ذلك الجزء الجميل .. الجزء المفرح

الذي لم يترك لنا الحزن فرصة التجول فيه !!


لــكــن .. إلى متى ؟؟

إلى متى سنبقى أوفياء لحزن عتيق ؟؟

إلى متى سنحتفظ بصناديق الحزن في أعماقنا ؟؟

إلى متى سنبقى سجناء دائرة مظلمة ؟؟

إلى متى سنبقى خلف الحائط الفاصل بيننا وبين الفرح ؟؟

إلى متى سنبقى متسترين بملابس الهم والوهم ؟؟

إلى متى سيبقى قيدنا في يد الحزن ؟؟ يسحبنا !! يجرنا !!

يأخذنا إلى مدن بعيدة عن الحياة ؟؟

)) مــحــاولــة أخــيــرة للــتــحــرر ((

إذا كنت من ضحايا الحزن طويل الأمد ..

فسأل نفسك :

ماذا أبقى الحزن لك ؟

واسأل الحزن :

أيها الحزن ... ماذا أبقيت لي ؟؟

ثم تلفت حولك .. لتقرأ إجابة سؤالك .


๑ஜ๑ஜ๑ نفحة مسك ๑ஜ๑ஜ๑


الحزن يا أنتم .. مدينة مظلمة .. لا تضيء مصابيحها إلا في وجودكم

الحزن يا أنت .. مدينة مغلقة .. لا يملك مفاتيحها .. إلا أنت

منقول






في القلب شعث لا يلمه إلا الإقبال على الله ...
وفيه وحشه لا يزيلها إلا الأنس به ...
وفيه حزن لا يذهبه إلا الاجتماع عليه والفرار منه إليه ...
وفيه نيران حسرات لا يطفئها إلا الرضا بأمره ونهيه ...
وفيه فاقه لا يسدها إلا محبته والإنابه إليه ودوام ذكره وصدق الإخلاص له ...
ولو أعطي الدنيا وما فيها لم تسد تلك الفاقه منه أبداً .


إهداء إلى كل حزين :


http://www.abo-ali.com/rm/tathkar_ya_a5ee_almoot.rm


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-09-2006, 06:38 AM   #12
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

أختي الفاضلة مسك الختام،،،

يا صديقتي بمملكة الحزن المجهولة.....!!

يغلف قلبي أسا مجهول الاسباب .....

صيفا....وشتاءا.....
وعند الاجتماع بالاحبة....... وعند الشعور بالوحدة.....
وحتى عند الفرح......وعند النجاح......
ويحيط بي في تلك الاوقات... مشاعر غريبة....ممزوجة بالغربة وعدم الامان والاستقرار.....

أما عند الحزن.... تستقر مشاعري وترضى بالاسى العميق..
ورغم الكآبة والحزن.........أشعر ايضا براحة غريبة !!!!!
وكأن مشاعري عادت لموطنها.....

قد يكون سبب ذلك...... انني أتوقع دائما..... ما يحزنني.....؟؟
وأشعر براحة ... عندما تصدق توقعاتي!!!

أما مشاعر الفرح والطمأنينة........فلا أصدقها
أشعر وكأنني نبتة من ارض اخرى... اقتلعت من مملكة حزنها الاساسية....
وزرعت في أرض غريبة... فلا يناسبها الطقس و لا المناخ...
وسرعان ما تتوق الى ارض الحزن..... ارض السلام !!!

أختي...

أعشق الابحار في أنهار حزني وكآبتي...

لانه يجعل مشاعري مرهفة أكثر... فأشعر بمعاناة الاخرين
ويجعل سمعي مرهفا أكثر..... فأسمع شكواهم...
ويجعل نظري شفافا أكثر..... فأرى اوجاعهم والامهم....

الحزن....... يجعل قلبي... مستودعا للمحبة والرأفة والحنان......

اختي ....

حزني.......أشجار خرافية نبتت في كل مكان...
كل ما حاولت قطع غصن منها.....نبت مكانه غصنان....
و نوافير دموع لا نهاية لها ...انبعثت من كل مكان....

فرحي ....
صحراء قاحلة.... وتعب من الحر والعطش...!!
قلب تتسارع دقاته....كأنه ينكر علي ان ينبض بسبب سعادة شخصية....
وكأنه يطالبني بالعودة الى واحة الحزن الابدي....
واحة المشاعر الصادقة.....


أختي...

انسانيتي..... هي حزني !


فضيلتــي..... هي حزني !

عندما أحزن.......

أحاسب ذاتي كثيرا..... واثقل على نفسي كثيرا...
وأرى عيوبي كبيرة..... وعيوب غيري صغيرة......
أشعر بشفقة مثيرة....ورغبة في العطاء كبيرة.......


تستغربين أختاه من حزنك...

واعشق حزني .......الذي لا سبب له... وكآبتي التي لا حدود لها ....
لانني اشعر انني.. أكثر انسانية.. واكثر تسامحا ..وتفهما..... أكثر حبا.....


واحلم أحيانا.....

ان عربة تمر وهي تبكي .......وتلملم مكسوري الروح من كل مكان.......
وترسلهم ليصيروا بطا ابيضا... في جزر النسيان...

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 25-09-2006, 11:34 PM   #13
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي


أفهم كل حرف كتبته ومابين السطور التي امتدت على مد البصر !!!
فالغربة إذا تسللت إلى الروح فلا قرار لها إلا تحت طوبى !!!

البعض يقول ان الغربة هي السفر لبلد آخر تاركا وراءك اهلك واصدقائك....فأنت في غربة عن الاهل؟

وآخر يقول قد تسافر مع عائلتك وتقطن دولة اخرى فتكون في غربة عن وطنك منبت رأسك؟

كلها غربة ...ولكن!!

اصعب غربة ان تكون بين اهلك وفي وطنك وتشعر انك وحيد... تفتح عينيك على كثير ولكن لاترى أحدا ... ليس لك رفيق... ليس هناك من يفهمك ... وكأنك تعيش في عالم مختلف او زمن مختلف...

ولكني أبارك لك وأهنئك على ترويض غربتك وحزنك ...

وأشكر لك مرورك الكريم الذي أزاح شيئا من حزني وأنا أفكر فيك
ثم عاد مرة أخرى ... نسأل الله العافية .

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 26-09-2006, 11:22 PM   #14
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي دواء الروح لكل مجروح !!!



قال لصاحبه وقد رأى على ملامح وجهه آيات الكدر وعلامات الهم :
ما بالك تبدو مهموماً كأنما جبال الدنيا على رأسك ؟

قال الآخر وهو يزفر ويتأفف :
لو تعلم ما بي لعذرتني ، تسحقني الهموم سحق الرحى للحب ،
متعب الروح ، مكدود النفس ، محترق الأعصاب ،
رغم الهيل والهيلمان الذي يراه الناس معي ومن حولي ،
ولكنها والله قشرة خارجية براقة فحسب ، أما الداخل فحطام ..!
ولو أن هؤلاء المبهورين بما عندي ، اطلعوا على هذه الروح
التي أتحرك بها ، لكنت محلاً للرثاء بدلاً من الإعجاب !


قال له صاحبه وهو يتوجه بقلبه إلى السماء :
أتريد حقاً أن تتخلص من تعبك النفسي هذا إلى غير رجعه ؟

فأجاب الآخر بلغة المهزوم وفي نبرة يائسة :
كيف السبيل إلى ذلك ؟
والله لو كان يدفع من أجل ذلك الأموال الكثيرة ،
لأخرجتها مطمئناً إلى صواب ما أفعل .


قال له صاحبه في نبرة واثقة :
لا تيأس من روح الله ، واسأل الله تعالى أن أكون دليلك إلى هذه الوصفة
التي تبحث عنها ولا تجدها ، ولكن بشرط .

رفع الآخر رأسه وقد بدا أنه تهلل قليلاً ثم قال في لهفة :
قل ، قل فكلي آذان صاغية ،
إن المعاناة النفسية التي تسحقني عنيفة للغاية
ولا يعلم حقيقة ما أنا فيه إلا الله تعالى وحده ،
وستجدني في سبيل الخلاص من هذه الحالة
مستعداً لتنفيذ ما تأمر به .


قال صاحبه وقد توجه بقلبه لله يستلهمه الصواب :
الطريق إلى ذلك ميسور جداً وقريب جداً ، أقرب إليك مما تتصور !!

اتضح تماماً أن ملامح صاحبنا قد أخذت تتفتح في انتشاء ،
كأنما هي تشير إلى أن عملية خفية تجري الآن في داخل القلب
تجعله يتفتح مع هذا الحديث الشجي المقبل عليه ... إقبال الحبيب على الحبيب .

واصل صاحبه الحديث قائلاً :
إعرف ربك سبحانه جيداً ، تزل كل متاعب قلبك المكدود !!

انعقدت الدهشة على وجه الآخر و قال في نبرة حانقة :
وهل تراني لا أعرف الله سبحانه ؟!!
الله ربي وخالقي ومولاي ، لا رب لي سواه ؟!


ابتسم صاحبه وهو يحدق في عينه وقال :
هذا الذي أراه !!! ولو كنت تعرف الله تعالى جيداً لم تسحقك
الهموم على هذه الشاكلة المخيفة ؟!

قال الآخر متسائلاً : لم أفهم ماذا تعني !؟

قال صاحبه : أظنك إنما تقصد المعرفة العقلية بأن الله تعالى موجود ،
وأنه واحد أحد وأن هذا الكون مخلوق له وحده ،
وأنك تستطيع أن تقيم على ذلك عشرات الأدلة الواضحة في يسر ؟

حملق الآخر في وجه صاحبه ثم قال :
نعم ، وهل هناك معرفة لله تعالى غير هذه ؟!


ابتسم صاحبه وهو يقول :
المعرفة التي تقصدها يا صاحبي غير التي أشير إليها ..
المعرفة التي في ذهنك قد لا تغني عنك من الله شيئاً ،
فالشيطان عليه اللعنة يعرف الله تعالى أكثر منك بكثير..!
ومع هذا ها أنت تراه مطروداً من رحمة الله تعالى أبد الدهر .

تغيرت ملامح وجه الشاب الآخر
كأنما دارت به الدنيا دورتها الكاملة
أراد أن يتفوه بشيء ما ، غير أنه لم يستطع ،
واكتفى بمواصلة الإنصات في شيء من الذهول ..

وواصل صاحبه الحديث في إشراق :
وأزيدك من الشعر بيتاً :
المعرفة العقلية قد يعرفها كذلك - أكثر منك - :
علماء الغرب والشرق من غير المسلمين ..
ومع ذلك فهل تنفعهم هذه في شيء عند الله تعالى ؟!

في تلقائية هز الآخر رأسه بالنفي ، ثم تمتم متسائلاً :
صدقت ، ما هي المعرفة الصحيحة إذن ؟


قال صاحبه :
المعرفة العقلية مقدمة للمعرفة القلبية ووسيلة إليها ،
فإذا لم يشرق القلب بهذه المعرفة ويتفاعل معها ، وينصهر فيها ،
ويتحرك على ضوئها ، فإن مجرد المعلومات والأدلة وحفظها
وسردها وحشو الذهن بها ، لا يغني شيئاً .
المعرفة القلبية احساسات إيمانية يستنير معها القلب ،
وتزكو خلالها النفس ،
وترتبط الروح مباشرة بالله تعالى لا تلتفت إلى غيره ،
تجد لديه وفي رحابه وبين يديه أنسها وروحها وريحانها ..
فينفحها الله تعالى بنفحات السماء ، فتتذوق ، وهي بعد في الدنيا :
تتذوق ببعض نعيم الجنة !!

هز الآخر رأسه ، وتمتم في هدوء :
هيه هيه ..زدني .. اغرف لي من هذا النور فإن روحي عطشى !


قال صاحبه وكأنما هو يغترف من بحر النور مباشرة :
هل تعرف أسماء الله تعالى الحسنى ؟

فأجاب الآخر في تلقائية : بل أحفظ كثيراً منها عن ظهر قلب .

قال الأول ، فماذا أثمرت في قلبك وروحك وحسك ؟

صمت الآخر ولم يجب فواصل الأول الحديث :
حفظ الأسماء الحسنى في حد ذاته عمل جليل ، ودليل تعلق بالله تعالى ،
لكنه تعلق باهت ..
لم يثمر عملاً ولم يصحح وضعاً ولم يبن حياة مشرقة .
هل حاولت أن تقرأ الكون كله من خلال أسماء الله تعالى الحسنى ؟
بحيث " تشهد " لكل اسم على حده متجلياً أمام بصيرتك
في " لقطات " هذا الكون الحافل بالحركة والحياة ،
إذا فعلت ذلك أثمرت لك هذه القراءة القلبية :
أنواراً تحسها إحساساً مباشراً في قرارة فؤادك
وبهذه الإشراقات تزول متاعبك وتخف همومك ،
بل قد تنقلب تلك المتاعب والهموم في حسك ،
فإذا فيها لذتها الخاصة ونكهتها المتميزة !!

قال الآخر وقد عادت إليه طلاقة وجهه :
أرجو أن تضرب لي مثالاً واحداً على الأقل على ما تقول ؟!


قال الأول : تعلم كما يعلم كل مسلم أن من أسماء الله تعالى الحسنى :
" الحكيم " .. ولكن ..
ألا تشهد هذا الاسم الجليل يتجلى لك في أكثر من لقطة
من لقطات هذه الحياة ، في الكون ، ومن حولك ، وفي ذات نفسك .
والحكمة كما تعلم هي وضع الشيء المناسب في المكان المناسب بدقة ،
وهذه الشمس مثلاً لو تقدمت قليلاً لأحرقت كل شيء ،
ولو تأخرت قليلاً لتجمد كل شيء ..
المشهد يجعل اسم " الحكيم" يتجلى في قلبك وأمام بصيرتك
بوضوح وصفاء ومن غير غبش .
وهذه المفاصل في جسد كل إنسان ، وكل حيوان ،
ألا ترى أنها مصممة بدقة متناهية ، وأن كل واحد منها
موضوع في مكانه المناسب ، بحيث لو حل مفصل مكان مفصل
لما قامت حياة الإنسان كما ينبغي ..
وهاتان العينان في رأس كل إنسان بل وفي رأس كل حيوان :
ألا تراهما موضوعتان بعناية تامة في المكان المناسب ،
بحيث لو تغير موضعهما لاختلت حياة هذا الإنسان .
وعلى هذا قس مشاهد الكون الكثيرة في الآفاق وفي الأنفس ،
في السماء وفي الأرض ، وفي الإنسان ، والحيوان ، والطيور ،
والأشجار ، والحشرات .. في كل كبير وفي كل صغير ،
تابع وتأمل وتفكر وتدبر... تجد نفسك مبهوراً في هذا المهرجان الرائع !
( العجيب أن أكثر الخلق ينبهرون بمهرجانات صنعها البشر
وهي مجرد أضواء زائلة ، وزخارف مؤقتة ، وألوان وبهارج
ثم تجدهم يمرون على هذه البدائع في السماء والأرض ولا يلتفتون إليها ؟!!
(( وَكَأَيِّنْ مِنْ آيَةٍ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ يَمُرُّونَ عَلَيْهَا وَهُمْ عَنْهَا مُعْرِضُون ))
معرضون عن هذه الأعاجيب السماوية لأن قلوبهم أشربت حب عجل الشهوات !
(( أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا ))..
(( فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الْأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ ))

وواصل صاحبنا حديثه الشجي :
ولعلى أذهب إلى أنك لو تتبعت – في ساعة خلوة منفرد مع الله تعالى –
هذا الكون المليء بالعجائب على هذا النحو ،
وبهذا الحس لرأيت روحك تحلق وتسافر وتسمو
وأنت في مكانك لم تتحرك ..!
وإذا بروحك تعود إليك من سفرتها تلك محملة بهدايا السماء لقلبك المكدود ،
وذلك لأنك حيثما يممت وجهك لوجدت آيات تتوالى تترى تترى ،
وكل منها يقول لك ، وتسمع منه ... ويهتف بك ، وتشتاق إليه ،
فإذا بأسماء الله الحسنى تشرق في قلبك إشراقها حتى يضيء ويتلألأ .
فإذا أدركت ذلك جيداً " وتذوقته " ووجدت حلاوة متجلية في قرارة روحك
ستدرك يقيناً أنه ما من تشريع سماوي إلا وله حكمة وفيه حكمة ومعه حكمة ،
لأن مُشَرِّعُةُ هو " الحكيم " سبحانه وتعالى .
وبشيء من التفكير الهادي ستجد أن تلك الحكمة عائدة عليك
عليك أنت أيها الإنسان على هذه الأرض ..!
فهذه خطوة ثانية على الطريق ، ثم تنسحب هذه النظرة الروحية إلى
دائرة ابتلاء الله سبحانه وتعالى للإنسان بصنوف البلاء ..
فإذا بصاحب هذه الروح لا يضطرب اضطراب الناس ..!
ولا يجزع ذلك الجزع الذي يجعله فريسة سهلة للشيطان ..!
ولمَ الجزع ؟ ولمَ الهلع ؟ وقد أيقن أن ربه " الحكيم " سبحانه ..
وأن الأمر منه وإليه ، وأن كل شيء بحكمه ولحكمة ..؟!
(( إِنَّا كُلَّ شَيْءٍ خَلَقْنَاهُ بِقَدَرٍ ))
بل كيف ينتابه القلق العاصف وقد تذوق هذه المعاني الإيمانية
في قرارة قلبه ، وأحس بصيص أنوارها في روحه ..!؟
بل هناك شيء آخر ..
ينبغي أن تنتبه إليه ..
هو أن الآية الواحدة – من آيات هذا الكون الكثيرة والمتوالية والمتنوعة –
الآية الواحدة التي ستقرؤها بهذه الروح المتطلعة ،
يتجلى لك منها أكثر من اسم من الأسماء الحسنى ..
لا مجرد اسم واحد فحسب .. فافهم

قال الآخر وقد بدأ صدى هذه المعاني يتجلى على وجهه :
أرجو أن تضرب لي مثالاً ؟


قال صاحبه :
نعود إلى الشمس ، لنتأملها جيداً ..
سيتجلى لك فيها : اسم الله " الحكيم " واسمه " الرحيم "
واسمه " المبدع " واسمه " اللطيف " وهكذا..
وهكذا تشرق في قلبك أسماء حسنى متعددة في كل مشهد
تقف أمامه متأملاً متفكراً متدبراً ..
وعلى هذا قس بقية الأسماء الحسنى ..
وذلك نعيم عجيب تتلذذ به الروح لذة لا تحسب من الدنيا في شيء !
إنك بهذا الأسلوب ، وبهذه الطريقة تدخل دائرة النور
وتسعد بها فتنسى فيها همومك ومتاعبك !
أو على الأقل يخف وقع أثرها على نفسك !
من هنا يا عزيزي تجد أن كثيراً من الأوهام التي تتصورها
ليست كذلك ... وإلا فحسك غافل عن الله تعالى ،
لأن قلبك أمسى مغلقاً بغشاوة كثيفة بسبب بعدك عن ربك سبحانه .

يروى أن إبراهيم بن أدهم رحمه الله تعالى لقي رجلاً يكاد يتفجر هماً وغماً ،
فقال له إبراهيم : أسألك أسئلة ثلاثة ، فأجنبي بما تعتقد :
هل يجري في هذا الكون شيء دون إرادة الله تعالى ؟!
قال الرجل : لا .. قال إبراهيم :
فهل يملك مخلوق أن ينقص من رزقك الذي حدده الله لك وقدره ؟
قال الرجل : لا ... قال إبراهيم :
وهل يملك مخلوق أن يقدم ساعة الأجل التي كتبها الله تعالى عليك في أم الكتاب ؟
قال الرجل : لا ... فقال إبراهيم في نبرة الواثق بربه :
ويحك !! فعلام الهم إذن ؟ علامَ الهم ...!!!
وسارع الرجل يعانق إبراهيم يقول :
فرج الله تعالى عليك كما فرجت علي .

صاح الآخر وقد تراقصت الفرحة في وجهه
حتى كادت أن تقفز من عينيه وهو يهتف في فرح طفولي :
وأنا والله أقول لك كذلك :
فرج الله تعالى عليك دنيا وآخره كما فرجت عليّ همومي بحديثك هذا ،
ووالله لن أكون مبالغاً لو قلت أنك غسلتني بكلامك هذا غسلاً قلبياً كاملاً
وها أنا أشعر بأني غير الإنسان الذي كنت قبل قليل .


قال صاحبه ، وقد ندت عيناه بالدموع :
ذلك فضل الله تعالى وله الحمد والمنة والشكر
وإذا بقيت لي كلمة فإني أهمس في أذنك قائلاً :
لقد انفتح أمامك طريق لسعادة الدنيا والآخرة ،
وعليك أن لا تغفل عنه ، ولا تلتفت إلى غيره ،
ولذا قيل : عامل الله تعالى وأبشر بخير ،
ارتبط بالله سبحانه دائماً أبداً وإياك والغفلة عنه .
ويصح لك الآن أن تناجي الله سبحانه بقول القائل :

إليك ، وإلا لا تشد الركائبُ = ومنك ، وإلا فالمؤملُ خائبُ
وفيك ، وإلا فالحب مضيع = وعنك ، وإلا فالمحدث كاذبُ


ـــــــــــــــــــــــــــــــــــ

منقول
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 30-09-2006, 11:39 PM   #15
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي



لأني مضيت لـم تعثـر خطايـا لأني هجرت ما يملـي هـواي َ

لأني حملت روحي فوق كفـي ولم أتركها في وحـل الدنايـا

لأني بعثـت أشواقـي لربـي وفي ربي عشقت لقى المنايـا

لأني زرعت أرض الموت عـزاً وروت ساحـة الهيجـا دمـايَ

لأني مضيت في درب عصيـبٍ به استعذبت لوعـات الرزايـا

لأني عشقـت أنغـام الجهـادِ ألاقي الهجر في دنيـا البلايـا

وأمضي كالغريب بدار قومي فـلا أحـد يبادلنـي التحـايـا

ولا أحـد يشـد علـى يمينـي يبارك وثبتـي يحـدو خطايـا

أعيش بغربتي دومـا وحيـداً ألاقيهـا ولا تلـقـى سـوايـا

فوا عجبـا أيهجرنـي صحابـي لأني عشقـت قعقعـة السرايـا

لأني صدعـت بالحـق المبيـن أقاسي الهجريعصف في سمايَ

فيا أهل البصيرة كيـف أحيـا وأحزاني تضـج بهـا الحنايـا

وكيف العيش في سعٍد وهذي عذارى المسلمين غدت سبايـا

أأسمع كـل أنـات الثكالـى وصيحاتِ العذاب من الصبايـا

وأبصر جرح أحبابـي ينـادي ولا أحنو علـى دمـع الضحايـا

بلـى والله لـن ألقـى نعيمـاً إذا الأعداء عاثوا فـي حمـايَ

ومهما مضيت في دربي وحيداً ولا أحـد يـرد علـى نـدايَ

فسوف أسير يصحبني سلاحـي وعزمـي شامـخ يحـدو عـلايَ




    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 28-10-2006, 09:59 PM   #16
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

مع اللهِ في القلب لمّا انكسَرْ *** مع الله في الدمع لما انهمَرْ

مع الله في التَّوب رغم الهوى *** مع الله في الذّنْب لما استتَرْ

مع الله في الروحِ فوق السما *** مع الله في الجسم لما عثَرْ

يُنادي يناجي: أيا خالقي *** عثرتُ.. زللتُ.. فأين المفرّ؟!

مع الله في نسمات الصباحِ *** وعند المسا في ظلال القمرْ

مع الله في يقظةٍ في البكور *** مع الله في النوم بعد السهرْ

مع الله فجراً.. مع الله ظهراً *** مع الله عَصراً.. وعند السحَرْ

مع الله سرّاً.. مع الله جهراً *** وحين نَجِدُّ، وحين السَّمَرْ

مع الله عند رجوع الغريبِ *** ولُقيا الأحبَّة بعد السّفرْ

مع الله في عَبْرةِ النادمين *** مع الله في العَبَرات الأُخَرْ

تبوح وتُخبر عن سرِّها *** وفي طُهرها يَستحمُّ القمرْ

مع الله في جاريات الرياحِ *** تثير السحاب فيَهمي المطرْ

فتصحو الحياةُ.. ويربو النباتُ *** وتزهو الزهورُ.. ويحلو الثمرْ

مع الله في الجُرح لما انمحى *** مع الله في العظم لما انجبرْ

مع الله في الكرب لما انجلى *** مع الله في الهمِّ لما اندثرْ

مع الله في سَكَناتِ الفؤادِ *** وتسليمهِ بالقضا والقدرْ

مع الله في عَزَمات الجهادِ *** تقود الأسودَ إلى من كَفَرْ

مع الله عند الْتحام الصفوفِ *** وعند الثباتِ، وبعد الظَفَرْ

مع الله حين يثور الضميرُ *** وتصحو البصيرةُ.. يصحو البصرْ

وعند الركوعِ.. وعند الخشوعِ *** وعند الصَّفا حين تُتلى السُّوَرْ

مع الله قبل انبثاق الحياة *** وبعد الممات.. وتحت الحُفَرْ

مع الله حين نجوز الصراطَ *** نلوذُ.. نعوذ به من سَقَرْ

مع الله في سدرة المنتهى *** مع الله حين يَطيبُ النظر











    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 28-11-2006, 05:34 PM   #17
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

أبى الحزن أن يفارقني..
أبى إلا أن ينسج من نفسه ثوبأ أبديا يغطيني وكنا اثنين دائما اثنين..
لا تشاركنا طريقنا إلا الوحدة..
فالوحدة والحزن وأنا نتعانق في لوحة رسمناها معا بألوان قاتمة..

اختلست النظر مرة إلى الحكايا فقرأت أشياء لم أعرفها..
الأمل.. السعادة.. الحب..

قالوا: الأمل جميل.. والسعادة جميلة.. والحب أجمل..

شعرت بإحساس غريب وهربت..
الوحدة والحزن لاحقاني ثم أمسكا بي وطوقاني..
يبدو أني إلى حتفي سعيت



ミ♡彡 الورقــــــــــة الأخــــــيرة ミ♡ 彡

الحياة جرداء ... بلا أصدقاء ...





    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 27-09-2008, 07:25 AM   #18
معلومات العضو
مسك الختام
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

كنت قد قررت التقاعد من مهنة الحزن بتاريخ : 17 / 9 / 1429هـ
ولكن يبدو أن الحزن ضرب أطنابه في قلبي
وعاهده أن لايفارقه
أحاول أضحك ... أفرح
ولكن فجأة تبوء بالفشل كل محاولاتي ...

طال ليلك ياشتاء الحزن ...
فمتى سيأتي الربيع ؟؟؟
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 27-09-2008, 07:54 AM   #19
معلومات العضو
القصواء
اشراقة ادارة متجددة
 
الصورة الرمزية القصواء
 

 

افتراضي

أخيتي مسك الختام ..

اقتلعي أطناب الحزن من قلبك ..حتى لو أدميته ..

وارسمي البسمة على محياك ..حتى لو رفضت شفتاك الانفراج

رغم الحزن ..افرحي بأنك مؤمنة بالقضاء والقدر ..

رغم قسوة الألم ..افرحي بأن خصك الله بهذا الألم ..لأنه يحبك ..

لأنه يريد أن يرفع درجتك عنده ..

وهل عذابك أقسى من عذاب الأنبياء ..

الصالحين ..

تذكري ..النبي أيوب عليه السلام ..

وتذكري أخيتي الحبيبة أننا في الدنيا ..

ما هي إلا جسر للوصول إلى الآخرة..نعبره بأحوال شتى ..

والفوز للصابرين ..

إذا ابتسمي وقولي ..الحمدلله أن حزني هذا في الدنيا

والله لا يضيع عنده شئ ..فكل ما يصيبنا بأجره ..


    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 27-09-2008, 10:45 AM   #20
معلومات العضو
فاديا
القلم الماسي
 
الصورة الرمزية فاديا
 

 

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة مسك الختام
  
كنت قد قررت التقاعد من مهنة الحزن بتاريخ : 17 / 9 / 1429هـ

ولكن يبدو أن الحزن ضرب أطنابه في قلبي
وعاهده أن لايفارقه
أحاول أضحك ... أفرح
ولكن فجأة تبوء بالفشل كل محاولاتي ...

طال ليلك ياشتاء الحزن ...
فمتى سيأتي الربيع ؟؟؟


كنا اطفالا في الابتدائية ، نتبادل مع زميلاتنا كتابة المذكرات وكلمات الحب وعهود الوفاء السرمدية ، والقلب الذي سينبض الى الابد بحروف اسماء بعضنا البعض ، اعود احيانا الى دفتر الذكريات الأثري عندما أحنّ للحروف التي تشق اول خطواتها في الحياة ، متعثرة ، غير متوازنة ، وأقرأ في صفحة منه ما كتبته لي احدى الزميلات بكلمات سقطت منها الكثير من الحروف وغابت الى الابد ، وبخطوط معوجة منحدرة احيانا الى اسفل منزلقة الى القاع ، وصاعدة احيانا الى الاعالي ، رغم محاولات للاستقامة جادة واضحة وغير موفقة، السين كبيرة تكاد تقضي على البقية الباقية من الصفحة بأسنانها الشرسة تجاورها العين صغيرة تتصبب عرقا ، تكاد تلفظ انفاسها محشورة على حافة الصفحة ، بينما تساقطت الحروف الباقية من الكلمة وتهالكت على السطر الثاني بعد ان فشلت في الارتباط الأخوي الوثيق بالحروف اللواتي تجاورها في كلمة ( السعادة ) ..........
السعادة فراشة ، إذا طاردتِها هربت منكِ ، وإذا أهملتها رفرفت على كتفيك .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 01:33 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com