أشد الأشياء على الناس الخوف والهم والمرض والفقر وأشدها كلها إيلاما للنفس الهم للفقد من المحبوب وتوقع المكروه ثم المرض ثم الخوف ثم الفقر ودليل ذلك أن الفقر يستعجل ليطرد به الخوف فيبذل المرء ماله كله ليأمن والخوف والفقر يستعجلان ليطرد بهما ألم المرض فيغرر الإنسان في طلب الصحة ويبذل ماله فيها إذا أشفق من الموت ويود عند تيقنه به لو بذل
ماله كله ويسلم ويفيق والخوف يستسهل ليطرد به الهم فيغرر المرء بنفسه ليطرد عنه الهم وأشد الأمراض كلها ألما وجع ملازم في عضو ما بعينه وأما النفوس الكريمة فالذي عندها أشد من كل ما ذكرنا وهو أسهل المخوفات عند ذوي النفوس اللئيمة ومما قلته في الأخلاق
إنما العقل أساس
فوقه الأخلاق سور
فحلي العقل بالعلم
وإلا فهو بور
جاهل الأشياء أعمى
لا يرى كيف يدور
وتمام العلم بالعد
ل وإلا فهو زور
وزمام العدل بالجود
وإلا فيجور
وملاك الجود بالنجدة
والجبن غرور
عف إن كنت غيورا
ما زنى قط غيور
وكمال الكل بالتقوى
ومما قلته أيضا
زمام أصول جميع الفضائل
عدل وفهم وجود وباس
فمن هذه ركبت غيرها
فمن حازها فهو في الناس راس
كذا الرأس فيه الأمور التي
بإحساسها يكشف الإلتباس