موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > ساحة مواضيع الرقية الشرعية والأمراض الروحية ( للمطالعة فقط ) > عالم الجن والصرع الشيطاني وطرق العلاج

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2004, 04:02 PM   #1
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

Angry الدكتور ( جمال أبو حسان ) ينكر على قناة الجزيرة تلبس الجان بالإنسان !!!

من اغرب ما سمعت وقرأت

بسم الله الرحمن الرحيم

شيخنا الكريم الفاضل أبو البراء اسامة بن ياسين المعاني حفظه الله ورعاه

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

شيخنا الكريم الفاضل كما هو مرفق الموضوع طويل ولكن حقيقة مهم

ومن تاريخ الحلقة المشار إليه وحتى تاريخه لازلت مستغربا مما قرأته

وسمعته من الدكتور جمال أبو حسان وخاصة قوله عن ابن تيمية وابن باز

نأمل قراءة الموضوع وفقكم الله وزادكم شرفا ورفعة بعلمكم وزادكم فقها

في الدين ورزقكم الخير كله عاجله وآجله وصرف عنكم الشر كله عاجله

وآجله وأترككم في رعاية الله وحفظه .

والسلام عليكم ورحمته يحفظكم بها ويرعاكم ....

محبكم في الله تلميذكم : سعيد بن سعيد

ــــــــــــــــــــــــــــــ


ظاهرة تلبس الجن

ماهر عبد الله مقدم الحلقة:
د. جمال أبو حسان: جامعة الزرقاء الأهلية - الأردن ضيف الحلقة:
28/07/2002 تاريخ الحلقة:
- أسباب اهتمام الأمة الإسلامية بظاهرة تلبس الجن- الحدود الشرعية للعلاقة مع الجن- علاقة السحر بالتعامل مع الجن- علاقة تلبس الجن بالأمراض النفسية والعصبية- الوضع السياسي في العالم الإسلامي والإيمان بتلبس الجن


ماهر عبد الله: سلام من الله عليكم، وأهلاً ومرحباً بكم في حلقة جديدة من برنامج (الشريعة والحياة).موضوعنا لهذا اليوم هو ظاهرة تلبس الجن. ما يُعرف بتلبس الجن.كثيرين من المسلمين يشغلون أنفسهم بهذه القضية ويعتقدون أنها من مسائل الدين المهمة والخطيرة وبعضهم يرتقي بالمسألة إلى تكفير من لا يؤمن بوجود هذه الظاهرة أو على الأقل يخرجه من ملة الإسلام، البعض الآخر ومن علماء الإسلام أيضاً ومدعمين بأدلة وبنصوص صحية وبعضها قطعي الدلالة تشير إلى.. أو يقولون بأنها تفيد بطريقة واضحة لا.. لا فيها بأن قضية التلبس ما هي إلا خرافة وأن الذين يؤمنون بها يسيؤون فهم الأحاديث إن وجدت وأهم أعمدتهم في ذلك، أهم قرائنهم في ذلك هو التشكيك بصحة كل الأحاديث التي تتحدث عن تلبس الجن، وهنا لابد من التمييز بين الأحاديث التي تتحدث عن وجود الجن أو صلة ما بالجن وتلبس الجن للإنسان.ما نتحدث عنه اليوم هو ظاهرة التلبس، ليس إنكار وجود الجن على اعتبار أن الإيمان به من مسائل العقيدة الواضحة المنصوص عليها في القرآن الكريم قبل السنة النبوية، البعض يعتقد أن هذه جزء من ظاهرة التخلف والضعف التي تنتاب العالم الإسلامي والبعض أصلاً يشكك بأن وراء انتشارها نوع من تنويم الأمة وصرفها عن القضايا الجوهرية خصوصاً وأنها تواجه تحديات أكبر من ذلك.لمناقشة هذا الموضوع يسعدني أن يكون ضيفي في هذه الحلقة الدكتور جمال أبو حسان، والدكتور جمال أبو حسان (أستاذ التفسير في جامعة الزرقاء الأهلية في الأردن) وله مجموعة أبحاث حول هذا الموضوع وغيره من مواضيع الشريعة الإسلامية، دكتور جمال أهلاً وسهلاً بيك.د. جمال أبو حسان: أهلاً بيك يا أخ ماهر مرحباً.أسباب اهتمام الأمة الإسلامية بظاهرة تلبس الجنماهر عبد الله: سيدي أولاً لماذا.. يعني في الإعلان عن هذه الحلقة قلنا أنها ظاهرة تتميز الأمة الإسلامية وللإنصاف يعني لا تتميز بها الأمة الإسلامية ولكنها أكثر انتشاراً في الأمة الإسلامية، من خلال تعاملك مع علماء الدين من المهتمين بهذه القضية لماذا تنتشر هذه القضية في أوساطنا أكثر مما تنتشر في الأمم الأخرى؟د. جمال أبو حسان: بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه الطيبين الطاهرين، أما بعد: هذا الموضوع بالذات إنما ينتشر عندما ينتشر الجهل والتخلف وعندما تنتشر في الأمة الإسلامية ضغوطات مختلفة الوجهة مختلفة التنوع وعندما يصيب الأمة حالة من اليأس والاضطراب تكثر فيها مثل هذه القضايا لأنها بأسلوب يسير وسهل هي تعليق لتوجيه تفسير الأخطاء والمصائب التي تقع في المسلمين على أمر غيبي، وهذا هو أسهل الأشياء التي يمكن أن يعلق الإنسان بها خسارته في هذه الحياة أو عدم توفيقه في هذه الحياة يعلل لنفسه هذه المصيبة التي وقع فيها بأنه هذا أمر غيبي ليس له فيه إرادة هذا بالضبط هو الذي أحدث هذه القضية في فكر المسلمين، وهناك الحقيقة أسباب كثيرة يمكن أن تؤدي أو أدت بالفعل إلى انتشار هذه الظواهر بالذات في صفوف المسلمين الذين أنزل الله –تبارك وتعالى- إليهم قرآناً واضحاً وأرسل إليهم نبياً واضحاً عرفوا منه الحق الواضح وكشفوا الزيف والأباطيل، لكن مع ذلك -للأسف الشديد- تنتشر هذه الظواهر بشكل غريب في المسلمين لأسباب عدة، منها الضغوط النفسية الناجمة عن الظروف الاجتماعية التي تحدثنا عنها قبل قليل بشكل موجز ومنها أيضاً غياب المناعة الدينية، ومنها أيضاً الجهل العلمي، منها أيضاً.. أنها هذه القضايا هي عبارة عن موروثات شعبية يتداولها الناس فيما بينهم فتكثر على الألسنة فتأخذ صبغة شرعية بسبب الكثرة، وهذا ما ينبغي أن يُعالج بشكل واضح لكثرة هذه الأشياء المتناقلة عن الناس يصيرها ديناً، لأن الذي يصيِّر الشيء ديناً هو الله تعالى ورسوله، هناك أمر آخر هو سريان العقائد الفاسدة بالناس بسبب بعدهم عن إتقان العقيدة الإسلامية الصحيحة.ماهر عبد الله: بس يعني إذا سمحت لي في هذه النقطة تحديداً، يعني أغلب القائلين بالتلبس والذين يعالجون موضوع التلبس هم من رافعي لواء العقيدة الصحيحة وللإنصاف هم مِنْ مَنْ يبذلون جهداً كبيراً لتصحيح العقيدة ودرء كثير من الشبهات والدرن الذي لحق بها عبر السنوات.د. جمال أبو حسان: هذا أيضاً مما يشيع بين أوساط الناس أن كذلك، والحقيقة أن هذا غير صحيح بأن الذي يشيع.. الصحيح أن الذين يقومون بهذا الأمر هم من ضعفة العقيدة الإسلامية، هم من.. هم ممن سيطرت عليهم الأهواء والشهوات، هم من تلبسوا بالعلم، هناك بعض الناس الحقيقة ممن وصفت خُدعوا بهذه الأشياء التي تكثر في المجتمع ويكثر تناقلها في الكتب ويكثر تناقلها عن بعض الناس الذين لهم.. للناس بهم ثقة فتصبح القضية هذه عقيدة، نحنا لسنا مُلزمين بأن نأخذ عقائدنا من انتشار هذه الأشياء بين الناس من تناقلها بين الناس إنما انتشارها يعني يُحكم عليه بالصواب والصحة مقابلة بالدليل.ماهر عبد الله: طب، تسمح لي أنا على ذكر الدليل أنا أقرأ لك كلام منسوب إلى واحد من.. ونحن هنا لسنا في.. يعني مقام التزكية، الشيخ ابن باز –عليه رحمة الله- كان كثيراً ما كان يُقال عنه من خيرة علماء هذه الأمة على يعني.. وقلة من كانوا بعلمه وبسعة إطلاعه وبتحققه وعلى الأقل حرصه على باب العقيدة، يعني يقول بالحرف الواحد: قد دلَّ كتاب الله –عز وجل- وسنة رسول الله –صلى الله عليه وسلم- وإجماع الأمة.. أنت يعني تقول إنه شائع هو يقول إجماع الأمة- على جواز دخول الجني بالإنسي وصرعه إياه، فكيف يجوز لمن ينتسب إلى العلم أن ينكر ذلك بغير علم ولا هدى؟د.جمال أبو حسان: أولاً، رحمة الله على الشيخ ابن باز وعلى غيره من أهل العلم ونحن عندنا قاعدة شرعية عريضة نعلمها للتلاميذ ويتعلمها الناس أننا إنما نعرف الرجال بالحق وليس العكس، فالحق معروف من الله –عز وجل- ومن رسوله وليست الصورة معاكسة بأننا لا نعرف الحق من هؤلاء الناس، هذا القول الذي قاله الشيخ ابن باز ليس إلا ترديداً حرفياً لما نُقل عن الشيخ ابن تيمية –رحمه الله- وتلميذه ابن القيم، وأنا فاتني أن أقول إنه من أسباب انتشار هذه الظاهرة ثقة الناس بكتب الشيخ ابن تيمية، فابن تيمية هو الذي نشر هذه الفكرة بعد أن سيطر عليه الاعتقاد بصوابيتها من كثرة ما أشيع بين الناس من وجود هذه الظاهرة، فصدقها –لاسيما وإنه ابن تيمية كان يعيش في عصر طغى فيه التتار على الأمة الإسلامية وأصاب الناس شيء ضخم من الإحباط واليأس والقنوط بأن الأمة لن تخرج من هذا المأزق الذي هي فيه إلا بتحميل الغيبيات مسؤولية الواقع المؤسف الذي حدث للمسلمين.ماهر عبد الله: لأ، بس يعني تسمح لي كونك ذكرت ابن تيمية يعني كنا طبعاً لابد أن نأتي على ذكره، ابن تيمية وقد مات فتقييمه أسهل يعني مات من.. من فترة وكتب الكثير من العلماء، ابن تيمية اشتهر.. اشتُهر عنه بأنه من المحققين في الحديث فيعني هو ينتمي إلى الفقهاء وإلى المحدثين، ابن تيمية اشتُهر عنه أنه فيلسوف، ورد على أهل الفلسفة بعد ما درس ونظر وتمعن في.. في علوم الفلاسفة، ابن تيمية درس علوم الكلام وكان من أمهر من اشتغل بعلم الكلام، بكلام آخر رجل أتقن فنون النقل وأتقن فنون العقل، كيف انطلت عليه –لو جاريناك فيما تقول- كيف تنطلي عليه بدعة بهذا الحجم ليس فقط ليقبلها ولكن ليصبح أكبر من.. من أشاعها في الأمة على اعتبار إنه أغلب الذين يؤمنون بقضية التلبس هم بطريقة أو بأخرى من تلاميذ ابن تيمية؟د.جمال أبو حسان: أولاً، هذه القضية وإن كانت مقدماتها يمكن أن يُناقش في بعضها إلا أنه ابن تيمية –رحمه الله- ليس معصوماً، فالعصمة لم يجعلها الله –تعالى- إلا للأنبياء، وهذا الرجل الحقيقة انتشرت هذه القضية في نفسه وكان بعض الصالحين يأتي إليه ويقول إنا نفعل كذا وكذا وكان يصدقهم فتحولت هذه القضية في زمان ابن تيمية من موروثات شعبية إلى قضية دينية صار الناس يحاكم بعضهم بعضاً بناء على هذه القضية وهنا مكمن الخطورة، ليست القضية في أن ابن تيمية عالم محقق أو ليس محققاً لا تنطلي عليه القضية أو تنطلي عليه، القضية حدثت، الرجل وثق بأخبار من نقل إليه هذه القصص المليئة بالخرافة والدجل وهو لم يستطع أو لم يرد أن يكذِّب هؤلاء بسبب ثقته بهم، فصار، الذي صار القضية هي هكذا، ليست القضية مبنية على أنه هذا رجل محقق لا يقول إلا حقاً فإذن نحن نثبت له العصمة وهذا لم يقل به.. وهذه لم يقل به أحد من المسلمين أصلاً.ماهر عبد الله: يعني لم نقل له بالعصمة ولكن نتناقش في موضوع عصمته من غيره، أذكركم بأنه بإمكانكم المشاركة معنا في هذا البرنامج وفي هذه الحلقة على أرقام الهواتف التالي: الهاتف الذي ترونه على الشاشة أمامكم الآن: 4888873، كما بإمكانكم المشاركة على رقم الفاكس التالي 4890865 بإمكانكم كذلك المشاركة عبر الموقع الرئيسي (للجزيرة نت) على العنوان التالي: www.aljazeera.net[فاصل إعلاني]ماهر عبد الله: سيدي، يعني لا نريد أن نطيل كثيراً في الحديث عن ابن تيمية –عليه رحمة الله- ولكن أنا ما قصدته ليس أن.. أن نقول لأنه قال بها ابن تيمية فيجب الأخذ بها، ولكن يعني الاستشهاد بهذا الرجل تحديداً أنت تعرف أنه عاش زمن مناظرات وزمن تحديات دخل مع فلاسفة في نقاش، دخل مع متصوفة في نقاش، دخل مع.. مع كثير من.. من الفرق ودخل مع السلطة في.. في صدام، يعني ليس السمت العام لهذا الرجل أن يكون نقلياً يجري خلف رغبات الشارع، يعني ليست هذه من.. من الصفات التي اشتُهر بها، يعني مازلت أجد من الصعوبة أن أقول أنه أن أقبل منك أنه كان يمكن أن تنطلي على ابن تيمية بهذه البساطة، لأنه جارى الشارع أو جارى بعض الصالحين.د.جمال أبو حسان: يا سيدي، القضية الحقيقية ليست ابن تيمية أو غير ابن تيمية، القضية أن هذه أمور من الوهم شاعت بين الناس وعلى مدار تاريخنا الإسلامي هناك فكرة من أخطر الأفكار التي يتعامل بها العلماء في مجتمعات المسلمين وهي الخوف من تيار العامة، وابن تيمية الحقيقة أو المذهب الحنبلي عموماً كان يستند في تقرير لقضاياه على العوام، فمحاربة العوام في أمر يعتقدون أنه دين هذه من أعظم الأمور التي كانت موجودة في ذلك الوقت، ولذلك قد يكون ابن تيمية فعلاً اقتنع بهذه القضية اقتناعاً حقيقياً لا أن الرجل جاري هؤلاء الناس كما نحن نتوهم، لكن قناعته هذه هل هي منضبطة بالشرع أو ليست منضبطة بالشرع دعني أكمل الحقيقة أسباب انتشار هذه الظواهر، قلنا نحنا إنه هذه المسألة موجودة في كتب أهل العلم دون أن تحقق ينقلها المتأخر عن المتقدم دون أن يحققوا فيها شيئاً، ثم هناك أيضاً مثل ما قلنا تعلق هذا الأمر بالغيب مما يحبذ النفس ويعلقها بيعني تعليق أخطاءها على شيء قدري اللي هي يعني أو رفع قدر المسؤولية عن الإنسان لأن الإنسان يفرح أكثر ما يكون إذا قيل له والله أنت رجل مسكين طيب ليس عليك ولا.. الطمع والشره والحقيقة عند كثير من المعالجين الذين ينشرون هذه القضية بين الناس، وأنت لو ذهبت إلى المكتبة الإسلامية تجد عشرات الكتب بألوان مختلفة وأسماء مختلفة كلها تصب في قالب واحد ليس فيها جديد إلا غثاءً كغثاء السيل، أيضاً الحقيقة هناك وهم ساد في الناس جعلهم في قمة السعادة الوهمية بمحاربة شياطين الإنس لاسيما وقد عجز الناس عن محاربة شياطين الجن أو أوهموا أنفسهم على الأقل بأنهم اليوم عجزة عن محاربة شياطين الجن بالإضافة إلى الظروف السياسية التي تحول دون محاربة شياطين الإنس كما هو ظاهر.ماهر عبد الله: طيب.. طيب دعني أسألك عن.. ماشي أسباب الظاهرة يعني قد تكون واضحة ومظاهر تخلفنا وضعفنا ما أعتقد أنه محتاجين نخوض فيها كثيراً، لكن هو سؤال يعني دخلنا في صميمه.. صميم الموضوع أكثر ما هي.. طبعاً نحن نتفق على أن الجن ظاهرة قرآنية لا مجال لإنكارها.د. جمال أبو حسان: لا شك أن الجن يعني مخلوقات موجودة بنص القرآن الكريم لا ننكرها نحن.ماهر عبد الله: طيب، لا.. لا ندخل في من هم الجن على اعتبار أننا سنفترض أنه هذا من.. مما هو معلوم، مش من الدين بالضرورة، لكن من معلومات ناس..د.جمال أبو حسان: هو من المعلوم من الدين بالضرورة حقيقة..ماهر عبد الله: لا قد ماهية الجن.د. جمال أبو حسان: القرآن الكريم نص على وجودهم ونص على تكليفهم ونص على أن الله.. ونص.. وأخبر أن هؤلاء استمعوا للنبي –صلى الله عليه وسلم- وأنهم آمنوا بالقرآن الكريم ومنهم من كفر هذا الحقيقة أمر لا يختلف عليه اثنان.الحدود الشرعية للعلاقة مع الجنماهر عبد الله: نعم، طيب.. ما هي الحدود من خلال احتجاجك على من قال بالتلبس –ما هي الحدود الشرعية والمقبولة شرعاً وعقلاً للتعامل.. للعلاقة مع الجن؟د.جمال أبو حسان: أولاً، الحقيقة حتى نقول ما هي.. الجن من عالم الغيب والذي يحدد العلاقة بين الشاهد والغيب هو الشرع وليس الوهم وليس رغبة الناس، فإذا قرأت القرآن الكريم وقرأت السنة النبوية لا تجد أبداً أن هناك دليلاً واحداً صريحاً في أن هناك أدنى علاقة ما بين الإنس والجن إلا علاقة الإغواء والحرب بين إيمان وكفر.ماهر عبد الله: لأ، بس اسمح لي..د. جمال أبو حسان: علاقة وسوسة فقط ماهر عبد الله: اسمح لي.. لأ اسمح لي.. اسمح لي.. اسمح لي، يعني عوداً على فتوى ابن باز، فيه.. فيه علاقات أخرى إنه وثبت في الصحيحين..د. جمال أبو حسان: ما الذي ثبت في الصحيحين؟ ماهر عبد الله: من حديث، ما أنت قلت أنه العلاقة وحي وإلهام فقط، لكن هو أنه كان اعترض بعض الصحابة في الصلوات.. في.. في الطرق، فإذن العلاقة علاقة إيحاء وإغواء فقط، يعني كان.. ألم يرد عن.. عن بعض الصحابة أنه في طريقه إلى الصلاة اعترضه جان..؟د. جمال أبو حسان: يا سيدي هذا الذي ورد بهذه الكيفية لم يثبت منه ولا حديث واحد على الإطلاق بل كلها إما أحاديث منكرة أو إما أحاديث في غاية الضعف وكل الذي ورد لا يُفسَّر بل لا يمكن تفسيره إلا بأنه من قبيل الوسوسة.ماهر عبد الله: ثبت في الصحيحين.د. جمال أبو حسان: ثبت في الصحيحين، هذا شيء يخص النبي –صلى الله عليه وسلم- لا يخص الصحابة في الشوارع، فهذه قضية النبي مع الجن هذه قضية خاصة، لكن أن يقال.. أن تعمم هذه القضية الخاصة على عموم المسلمين هذا يحتاج إلى دليل، لكن أخبرنا النبي –صلى الله عليه وسلم- بأنه قد حدث هذا الشيء معه هو ولم يخبرنا أنه حدث هذا مع الصحابة فنحن نبقى عن دائرة النص، لأن النص يتحدث عن أمر غيبي والغيب لا يخضع للعقل إلا.. إلا بدليل، فالقضية ليست قضية إنه والله الصحابة قالوا أو لم يقولوا، لم يثبت هناك شيء من هذا كله أحاديث كذب، زور، وبهتان، ضعيفة، تالفة، منكرة، لا يمكن أن.. أن تُفسر إلا..ماهر عبد الله [مقاطعاً]: بس كيف تفسر لي هذه الظاهرة أغلب المشتغلين بهذه القضية والمؤمنين بها هم من أهل الحديث؟د. جمال أبو حسان: أنا الحقيقة كنت أريد أن أقول إنه من غرائب الاتفاقات أو من غرائب –سمه من تشاء- أن يتفق على إعلان هذا الوهم وإذاعته.. وإذاعته في الناس طائفتان من طوائف المسلمين اليوم متناحرتان في الظاهر بشكل كبير جداً وهما طائفتا الصوفية والسلفية، يعني غريب أن يشترك هؤلاء الناس في إذاعة ونشر هذا الوهم بين المسلمين برغم أن الذين يسمون أنفسهم سلفيون اليوم يتشبثون بأنهم من أصحاب التوقف عند النصوص سواء أكانت نصوصاً قرآنية.ماهر عبد الله: وأهل الحديث وأهم ما في الموضوع.. د. جمال أبو حسان: أو حديثية، ونحن الحقيقة في هذا المجال يجب أن ننبه إلى قضية مهمة إنه موضوع الجن الأصل في الإخبار عنه هو القرآن وليس السنة وثمة أحاديث تحدثت عن الجن يجب أن نفهمها من منظور الآيات القرآنية وليس العكس، إذا أخبرنا الله -تبارك وتعالى- عن الجن خبراً ثم النبي –صلى الله عليه وسلم- أخبرنا خبراً، يجب أن نفهم الخبر النبوي في ضوء الآية أو الخبر القرآني وليس العكس، هناك الحقيقة صور كثيرة من ضرورة أن يفهم المسلمون أن التعامل مع الحديث النبوي ينبغي أن يكون وفق الدلالة القرآنية وليس إخضاع القرآن الكريم للأحاديث النبوية بحيث إنه نلوي عنق النص القرآني لأجل أن يتقوَّم حسب فهمنا لحديث ورد عن النبي –صلى الله عليه وسلم-.[موجز الأخبار]ماهر عبد الله: سيدي، يعني في الكويت وحدها –كما تذكر أحد المجلات الكويتية- هناك بس للعلم 87 سجين بتهمة الشعوذة والسحر وما يتصل بالعلاقات بالجن أنا عايز..د.جمال أبو حسان: وهذا يبشر بخير أنه تقوم دولة عربية بسجن هؤلاء، وليت بقية الدول العربية الأخرى تحتذي حذوها فتخلص المسلمين من أوزار انتشار الوهم عن طريق أيدي هؤلاء الناس.ماهر عبد الله: والغريب أنهم طبعاً من.. من جنسيات مختلفة، يعني مساجين ليس كلهم من الكويت، يعني..د. جمال أبو حسان: لا.. لا ما يهم الجنسية المهم أنه الفكرة هذه خطأ، هذه فكرة يجب أن تزول من ذهن الأمة الإسلامية قاطبة.ماهر عبد الله: لكن مجموع البلدان المذكورة برضو خطيرة، يعني الكويت، مصر، سوريا، الأردن، العراق، إيران، لبنان، عُمان، فلسطين، باكستان، تشاد، سيلان.. سيلاند. جمال أبو حسان: نعم.. نعم، هذا صحيح، هذا يدل على حجم خطورة هذه القضية.ماهر عبد الله: طيب، خلينا نرجع لموضوع العلاقة.. كيف ترى –من خلال بحثك في هذا الموضوع- كيف ترى حدود العلاقة، يعني الناس تتحدث عن تلبس، الناس تتحدث عن قوى خارقة، الناس تتحدث عن توظيف، فيه إشاعة منتشرة في بعض الدول العربية أن جزء من حرب أميركا على العراق الاتصال بالبابا لتوظيف بضعة آلاف للمشاركة في المجهود الحربي ضد العراق، هناك الكثير الذي يقال في هذا الإطار أي من صحيح؟ أي من هذا يمكن أن يقبل؟د. جمال أبو حسان: قبل أن أجيب الحقيقة لابد من التنبيه إلى قضية مهمة يشترك فيها جميع من يذكرون أن صدق هذه الحالات وهي أن أغلب الذين يقال عنهم أنهم ملبوسين بالجن هم ملبوسون من جن من اليهود والنصارى وهذا يدلك حقيقة على مقدار الوهن الذي أصاب المسلمين من اليهود، فنحنا الحقيقة إذا كنا عاجزين عن مقارعة اليهود علناً، أيضاً أصابنا وهم إنه اليهود حتى في عالم الغيب، يعني هم لاحقون بنا من وراء، يعني كل.. لم يتركوا لنا ولا أي فتحة ولا أي فجوة إلا وهم يعني يلاحقوننا من ورائها، إن نشر هذه القضية في المسلمين معناها أن اليهود عدو لن يُقهر، وهذه قضية خرافية يعني أثبتت الحجارة أن اليهود ما هو إلا عبارة عن كيان مهلهل، إذا قرأت –أخي الكريم- القرآن الكريم من أدله إلى آخره لن تجد فيه نصاً واحداً على الإطلاق يعني يذكر لك في علاقة الجن بالإنسان إلا علاقة وسوسة فحسب، هذا نموذج من الآيات الكريمة، قال الله تعالى (وَكَذَلِكَ جَعَلْنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُواًّ شَيَاطِينَ الإِنسِ وَالْجِنِّ يُوحِي بَعْضُهُمْ إِلَى بَعْضٍ زُخْرُفَ القَوْلِ غُرُوراً) فأثبت العداوة بين هؤلاء وأثبت العمل إنه فقط بالوحي، أيضاً هناك وما يعدهم.. (وَمَا يَعِدُهُمُ الشَّيْطَانُ إِلاَّ غُرُوراً) فإذن كل أحاديث الشيطان هي عبارة عن وعد كاذب وأماني خادعة أيضاً يا سيدي (زَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ) هي عبارة عن عملية تزيين وخداع، أيضاً (تَاللَّهِ لَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى أُمَمٍ مِّن قَبْلِكَ فَزَيَّنَ لَهُمُ الشَّيْطَانُ أَعْمَالَهُمْ) هذا يدل على أن الذي كان يحدث في الأمم الماضية ما هو إلا تزيين أيضاً.ماهر عبد الله: طيب.. طيب يعني خلي جزء من.. من إجابتك، حتى استشهادك بالقرآن يعني عبد الرحمن عبد الله الكندي ذكر من عمان يقول: الغريب أن ينكر الضيف الكريم واقعاً –شوف- حياً وملموساً، فالتلبس بالجان ظاهرة موجودة والقرآن الكريم هو الفيصل الذي يحسم هذه الظاهرة، فأنا عايز يكون جزء من جوابك… د.جمال أبو حسان: يا سيدي هذه الوقائع أنا.. أنا أريد أن أبين للناس أننا لا ننكر حدوث هذه الأشياء الموجودة بين الناس، لكن ما هو تفسير هذه الحوادث هو الخلاف ليس في أن هذه الحوادث نحن ننكرها، أنا لا أنكر.. أنكر واقعاً موجوداً، أنا أنكر تفسير هذه الحوادث بإلحاقه بالغيب، هذا عبارة عن أمراض نفسية واضطرابات وأمراض عصبية لأسباب ربما.. ربما نمر بها بعد حين في الحلقة.ماهر عبد الله: طب خلينا.. خلينا بس لكن باختصار حتى نفهم الأمور صح، إذاً أنت تنكر ظاهرة التلبس.د. جمال أبو حسان: ليس هناك شيء يدل على هذا مطلقاً.ماهر عبد الله: وتنكر إمكانية توظيفهم.د. جمال أبو حسان: لا يمكن هذا مستحيل.ماهر عبد الله: لا عند المسلمين ولا عند غيرهم.د. جمال أبو حسان: ولا عند غير المسلمين هذا كلام يعني ليس عليه دليل إطلاقاً إلا وهم.ماهر عبد الله: وتنكر أنهم يمكن أن يضرونا بشكل مباشر.د. جمال أبو حسان: أيضاً هذا ليس عليه دليل أبداً.ماهر عبد الله: وكونهم من عالم الغيب فمعناها لن نراهم ولن يرونا.. قد يرونا.. يرونا من حيث لا نراهم.د. جمال أبو حسان: الإمام الشافعي -رحمه الله- يقول في عبارة واضحة فيما نقله عنه كثير من أصحاب الكتب: "من زعم من أهل التكليف أنه يرى الجن أبطلنا شهادته إلا أن يكون نبياً"، وهذا إمام يعني 3/4 الأمة الإسلامية تعتقد مذهبه.ماهر عبد الله: ماشي، يعني حتى بس للوضوح طيب، كيف تفسر أيضاً اعتماد البعض وأنت يعني تذكر موضوع الآيات وذكرت مجموعة من هذه الآيات، ثمة آية أنت تحاشيت ذكرها، ولم تستخدمها.د. جمال أبو حسان: لا.. لم أتحاشى ذكرها، وإنما هذه آية يجب أن يكون لها موقف خاص.ماهر عبد الله: طيب، أنت تتحدث عن آية.. آية الربا.. الربا.د. جمال أبو حسان: وهي قوله تعالى (الَّذِينَ يَأْكُلُونَ الرِّبَا لاَ يَقُومُونَ إِلاَّ كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ).ماهر عبد الله: من المس، ما هو المقصود...؟د. جمال أبو حسان: (ذَلِكَ بِأَنَّهُمْ قَالُوا إِنَّمَا البَيْعُ مِثْلُ الرِّبَا وَأَحَلَّ اللَّهُ البَيْعَ وَحَرَّمَ الرِّبَا)، هذه الآية -في الحقيقة، يا أخي الكريم- حرفها الناس عن مقصدها الذي جاءت لأجله، هذه الآية جاءت لتحارب الربا وتحرمه على الناس، الآن هذه الآية كل الناس الذين يستشهدون بها في الكتب هذه الملونة الموجودة على أبواب الشوارع وعلى الأرصفة وقبالة المساجد، يستشهدون بهذه الآية على إثبات المس، ويفسرون المس بالتلبس، ونحن الحقيقة يجب أن نقف مجموعة من الوقفات عند هذه الآية، الآية كما قلت هي سياقها وسباقها يعني الذي قبلها والذي بعدها هو في موضوع الربا، ولا علاقة له إطلاقا بموضوع الجن، من حيث إثبات هذه الظاهرة، الآية تقول إنه الذي يأكل الربا حاله كحال من يتخبطه الشيطان من المس، إذن فيه عندنا قضيتين، فيه عندنا آكل الربا مشبه، وفيه عندنا الذي يتخبطه الشيطان من المس مشبه به، أنا أعتقد -وكما يعتقد كثير من المفسرين- أن الآية هذه حديث عن نفسيات آكلي الربا الذين سول لهم الشيطان تحليل ما حرم الله تبارك وتعالى، هؤلاء في صراع نفسي مرير أمام الجشع الحاصل لهم بسبب طغيان الربا على أنفسهم، وفي المقابل عندهم معلومة عقدية إنه الربا حرام، فالصراع هذا هو الذي يشكل عندهم هذه الحالة النفسية البائسة الكئيبة، و تخيل واحد من الذين يأكلون الربا إذا صار في قضية.. في دولة من الدول ويمكن يتأثر.. تتأثر مبالغه المالية يعني قلة أو ضعفاً ما الذي يكون حاله؟ هذا الذي يأكل الربا دائم الجشع والطمع.. مهموم.ماهر عبد الله: ماشي.. ماشي هذا.. هذا لن نختلف عليه، ولكن لماذا وأنت تقر معي أن القرآن لا عبث فيه.د. جمال أبو حسان: نعم.ماهر عبد الله: وأن كل كلمة فيه مقصودة قد لا ندرك المقصود بها تماماً، لماذا اختار الله -سبحانه وتعالى- أن يستخدم هذا المثل بالذات؟د. جمال أبو حسان: هو هذا المثل ليس فيه مشكلة، الذي يتخبطه الشيطان من المس يتخبطه معناها يجعله يسير على هدى، ومن.. المس من الوسوسة بدليل أن الله تعالى ذكر عن نبي الله أيوب يوم قال يناجي ربه (أَنِّي مَسَّنِيَ الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ)، فقال مسني الشيطان، وما أحد من المفسرين ولا غير المفسرين يمكنه أن يدعي أن نبي الله أيوب.. نبي الله أيوب -صلى الله عليه وسلم وعلى جميع الأنبياء والمرسلين- قد لبسه الجن وجعله يتخبط، لا يمكن أن يكون هذا الكلام كذلك، فالمس الحقيقة ليس المقصود منه في القرآن الكريم إلا الوسوسة، لأنه يجب أن نأخذ هذه الكلمة.. وأنا هنا أحب أن أبين منهجاً في تفسير القرآن الكريم، إن الموضوع العام الذي يحكيه القرآن الكريم لا يجوز أن نأخذ آية واحدة تتحدث في جزئية قصيرة أو قليلة عن هذا الموضوع ثم نعمم هذه الجزئية على بقية الموضوع، التصرف السليم أن نجمع الآيات كلها والأحاديث كلها ثم نسلط الضوء عليها مجتمعة في دائرة واحدة، عندئذ يمكننا أن.. أن نحصل على نتيجة واضحة، نتيجة صحيحة، نتيجة مقبولة، أما أن نجزئ القرآن كي.. بحيث أنه كل آية نتخذ منها دين، كل آية نتخذ منها منهج خاص، بحيث بعد قليل يمكن أن تتضارب هذه المناهج وتتضارب هذه الأفكار، هذا مما لا يمكن يرضي الله ولا رسوله.ماهر عبد الله: طيب، ماذا.. ماذا تقول للحديث الصحيح، وأظن أنك ستتفق معنا "إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم".د. جمال أبو حسان: هذا الحديث الحقيقة لا يمكن أن يفسر إلا بالوسوسة، هذا يعني مرتبط بقصة أن النبي -صلى الله عليه وسلم- خرج يوماً يوصل صفية -رضي الله عنها- إلى بيتها بالليل بعد أن زارته في معتكفه، وفي الطريق رآه رجلان من الأنصار فأسرعا الخطى، فقال النبي -صلى الله عليه وسلم- "على رسلكما إنها صفية"، قالا: أعليك يا رسول الله؟ قال "إني خشيت أن يعني يسبب الشيطان لكما شيئاً"، فهي القضية إنه النبي -صلى الله عليه وسلم- خشي أن يوسوس الشيطان لهذين الصحابيين وواحد منهم يقول: أيش ها المرأة هذه اللي ماشي معها النبي -صلى الله عليه وسلم- بالليل، فهي قضية ليست إلا قضية وسوسة وإيهام.ماهر عبد الله: طب ما فيه.. فيه صيغة ثانية للحديث لما أقول "فضيقوا عليه بالصوم".د. جمال أبو حسان: هي قضية معنوية هذه.ماهر عبد الله: طب ما هي معنوية لكن انبنى عليها شيء عملي أنه..د. جمال أبو حسان: لا انبنى عليها ولا شيء، لأنه الصائم حقيقة عندما يصوم.. متوجهاً إلى الله بالصوم تكون روحه راقية، نفسه عالية.. لا يمكن للشيطان أن يقربه، وتلاحظ إنه الصوم يعني من أحسن طرق العلاج لمثل هذه الأوهام، لأن الصوم التجاء إلى الله.ماهر عبد الله: طب، أنا فاتني في.. في الإنكار هنا لا تلبس، لكن هل يمكن حتى بس للوضوح، أنت أيضاً تنكر إمكانية أن يتشكل الجن بصيغة غير الصيغة البشرية، صيغة حيوانات أو صيغة..د. جمال أبو حسان: أنا لا أنكر هذا، لكن أن يتشكل الجن بالإنسان، هذا لا يمكن يكون، لا يمكن..[فاصل إعلاني]علاقة السحر بالتعامل مع الجنماهر عبد الله: سيدي، يعني لا أدري كيف نبدأ، رغم كل ما تفضلت به، إنه منحى كثير من الأسئلة مازالت تصر على أن الأمر جدي، وأن هناك حالات عملية، لكن قبل أن.. أن ننتقل إلى.. إلى المشاركة، أنا عايز بس تميز بين التلبس كظاهرة سواء كانت صحيحة أو غير صحيحة أو خرافة، وبين السحر، هل.. هل ثمة علاقة بين ما يسمى بالسحر سواء كان للمتعة والترفيه أو كان لأغراض شريرة، وبين ما نتحدث عنه؟د. جمال أبو حسان: أبداً، الحقيقة السحر ليس له علاقة بالجن لا من قريب ولا من بعيد، السحر كله أوهام وخيالات،كله أكاذيب، كله خزعبلات، الجن عالم آخر، السحر الآن أصبح علماً له مدارسه وله معاهده وله كتبه وله مناهجه، كيف يقال إنه للسحر علاقة بالجن، السحر علم، لكن أن يكون أصلاً تعلم السحر من الجن، هذا يعني قد يكون ذلك، لكن الآن أن يقال أنه هناك علاقة ما بين السحر والجن، أبداً ليس هناك أي علاقة والسحر هذا ما هو إلا أوهام.ماهر عبد الله: طيب، يعني ما أنا لا أدري، أنا أعطيك عينة مما يصل من..د. جمال أبو حسان: ستأتيك عينات كثيرة، لأنها تتحدث عن وقائع، وتظن أننا ننكر هذه الوقائع، نحن الوقائع هذه لا ننكرها، لكن ننكر عزو هذا الحالات إلى الجن.ماهر عبد الله: لا هو هذا.. هذا الأخ مثلاً الأخ عبد الله ناصر الدين -لا أدري اسم العائلة من.. من السعودية- يعني يقول إن ضيفك الكريم يريد أن يقضي على حقيقة واقعة.د. جمال أبو حسان: هو وهم واقع وليست حقيقة واقعة.ماهر عبد الله: ماشي، وأنت مقتنع بخلاف ما يقول، هذه.. وهذه لأنني كشخص قد مررت بتجربة.. شاهدت منظراً يوحي بالتلبس وقع أمامي أمامنا.. أمام ناظري ولست متوهماً وما الذي يجعلنا نتوهم، ومن ينكر هذا الذي.. ومن ينكر هذا أو هذه الحقيقة إنه ضعيف الإيمان، وهو كما قال تعالى (كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ) يعني هو يعتقد أن الإنكار هذا مسألة.. جزء من ضعف الإيمان.د. جمال أبو حسان: أنا لا أنكر يا أخي الكريم هذه الصورة أنا أنكر تعليل هذه الصور بالجن، ولذلك هو يقول إنه.. إنه هو يراها، وما أنكر أنا ما أنكر عليه رؤيته، وأنا إذا رأيت هذا لا أنكر هذه الرؤية، ولا أنكر أنه هذه قضية حدثت، لكن الذي أنكره أن تفسر هذه الحالة التي أمامنا بأنها بسبب من الجن.ماهر عبد الله: طيب، ماذا تقول للأخ الدكتور عبد العزيز إسماعيل داغستان أيضاً من الرياض، له ملاحظة على أسلوب النقاش، لماذا يصادر ضيفك الكريم الرأي الآخر، أقصد رأي شيخ الإسلام ابن تيمية والشيخ ابن باز -رحمه الله- ويصر على رأيه هو الصواب؟ هل هناك..د. جمال أبو حسان: أنا لا أصر على أن رأيي هو الصواب، أنا أقول إن القضية هذه مرتبطة بالأدلة، من القرآن الكريم ومن السنة النبوية، ولا ينبغي لنا أن نأخذ الحسم في قضية كهذه من رأي عالم أو عالمين أو ثلاثة، نحن لا نأخذ شرعنا إلا من القرآن الكريم ومن سنة النبي -صلى الله عليه وسلم- ولسنا ملزمين بقول أحد من الناس، كيف وشيخ الإسلام وغير شيخ الإسلام كانوا يصرون على منع التقليد في القضايا الفقهية التي هي أدنى من هذا، ويصرون على ضرورة أخذ الحكم من الدليل الشرعي.. من كتاب أو السنة فالآن إذا أردنا.. إذا توافق هذا الكلام مع هوى موجود أو.. أو شائعات موجودة أو أوهام موجودة عند الناس، نقول والله إنه هذا أصبح دليلاً؟ يعني هذا غير معقول في.. في المسلمين يحدث مثل هذا الكلام.ماهر عبد الله: طب، اسمح لي نرجع للإخوة المشاهدين، معايا الأخ سلطان بن ماجد من عمان، أخ سلطات تفضل.سلطان بن ماجد: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.سلطان بن ماجد: أحب أتوقف مع الدكتور في بعض النقاط، إذا أحب الدكتور أن يتأكد بوجود الجان فمن السهل يعني.ماهر عبد الله[مقاطعاً]: أخ.. أخ سلطان، ممكن أطلب منك قبل ما تواصل بس التليفزيون ينزل صوته شوية لو سمحت، لأنه بيشوش علينا كلامك.سلطان بن ماجد: لحظة، إن شاء الله، إن شاء الله، لحظة شوية، أطلب من الدكتور إذا كان يجب إنه يتأكد من الجان أنا أعطيه يعني.. يعطيني عنوانه هيك وأنا بإمكاني أخليه يتأكد عن عيان يعني.ماهر عبد الله: هذا تهديد؟سلطان بن ماجد: لا ما تهديد، لكن من باب.. من باب يعني..ماهر عبد الله: طيب، أنا.. أنا أقول لك أخ سلطان يعني قبل أن تواصل، ممكن بعد ما تخلص المكالمة هذه ننزل رقمك مع الأخ اللي كلمك، وأنت بعدين ممكن نتفاهم مع سيادتك، اتفضل.سلطان بن ماجد: لحظة شوية، فيه حاجة ثانية، إذا جينا على إنكاره للسحر فالسحر -الله يخليك- موجود والسحر.. يعني الساحر هذا -الله يخليك- بإمكانه يتصور بالمشروع هذا ويخفيه عن أهله، وهذا عينات موجودة إذا..ماهر عبد الله: لا.. لا يا أخ.. أخ سلطان شوف يعني كأنك تحكي من عُمان بتخوف، لأنه سمعة عُمان في السحر شوية خطيرة، لكنه هو الشيخ ما أنكر السحر، الشيخ قال أن السحر علم، لكن لا علاقة له بموضوع الجن.سلطان بن ماجد: لا.. لا إحنا لا إله علاقة كيف ما إله علاقة يا أخي بإمكاني..ماهر عبد الله: طيب، عاوزينك تقنعني وتقنع الشيخ إنه فيه علاقة.سلطان بن ماجد: أنا بإمكاني هذا الشيخ اللي موجود عندك -عفواً يعني- إحنا وإياه يمكن نختلف في رأي، لكن ما.. ما توصل للتحدي للمسألة، ما عليك، أنا بإمكاني هذا الشيخ إذا إجي معي أنا مثلاً مستعد ارتضيه... وأدله على أشخاص موجودين بعضهم مسحورين موجودين على قيد الحياة كانوا، وشبهوا على أهاليهم مثل.. مثل القداول.. القدل هذه اللي هي النخل يعني ok، وعن طريق بعض السحرة رجعوهم لأهاليهم، هذا.. هذا أشخاص موجودين وحيين يرزقون وعندهم أبناء موجودين معي، يعني هم موجودين، هذه واحدة. ثاني شيء: إذا جينا على هذا الدكتور يعني.. الله -سبحانه وتعالى- لما خلق الكون.. لما خلق الأيام ما خلقها عبث -سلمك الله- اليوم -الله يسلمك ويسلم السامعين- يعني يقسم إلى ساعات ويقسم إلى.. يقسم إلى ساعات اليوم، إذا جينا على الساعات النهارية تبدأ من طلوع الشمس إلى غروبها، وكذلك وليس الساعات هذه اللي نكتبها حين يعني مثلاً أنتم حين عندكم الساعة الخامسة، لأنه على توقيتنا نحن في عمان ما عندهم الساعة الخامسة وللأسف أنها ساعة نحس إذا جينا يعني، إذا حبيت إنك تعمل (....) في هذه الساعة، وتسكر بعد وقت معين يعني، والساعة هذه بإمكانك الوقت ينتهي عن طريق غروب الشمس مثلاً، إذا غربت الشمس مثلاً الساعة السادسة متى تطلع باكر؟ مثلاً الساعة الخامسة، إذن تحسب هادول وتقيسهم على 12 ساعة وتوزعنا على الساعات هذه دقيقة، هذا لا داعي لتفصيله، كذلك الأيام هذه لها ملوك معينين، وكذلك هناك تحسب طوالع و...، وأغلب.. لكن هناك للأسف يعني الشديد اللي يخلي الدكتور ينكر هناك حاجة يعني تطلع له، أغلب الكتب الروحانية اللي الحين انتشر، هذه كلاهيتها تتكلم.. تقريباً 90% منها على الجنس.د. جمال أبو حسان: عن أيه؟ماهر عبد الله: الجنس.سلطان بن ماجد: يعني كون مال.. مال محبة وتهييج، مال.. لأشياء لا داعي لذكرها يعني الحين، إذا أحب الدكتور إنه أعطيه مثلاً يقرأ البرهتية في خلوته أو الدهشورية، أو الجلجوتية الكبرى أو الجلجوتية الصغار أو الدمياطية.ماهر عبد الله: طيب، سيدي مشكور جداً، أترك لي تليفونك مع الأخ، ويمكن بعدين الدكتور يكلمك في.. في مناسبة أخرى، يعني ما.. ما فهمت أنا تماماً ما الذي كان يريد أن.. أن يصل إليه، لكن معي الأخ محمد أبو عبد الرحمن من الأردن، أخ محمد، تفضل.محمد أبو عبد الرحمن: السلام عليكم ورحمة الله.ماهر عبد الله: عليكم السلام.محمد أبو عبد الرحمن: حياكم الله جميعاً.ماهر عبد الله: أهلاً بيك.محمد أبو عبد الرحمن: لي ملاحظتين على كلام الأخ، الأولى فيما يتعلق بآية الربا، بعض المفسرين قال أنها الذي يقوم يعني (كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنَ المَسِّ) يعني هذا في يوم القيامة، عندما يقوم الناس لرب العالمين، يكون صاحب الربا هذه صفته وشكله عندما يقوم، أما بالنسبة لموضوع الجن والشياطين هو معلوم عند أهل الإسلام أن أمة الجن مقسومة قسمين، القسم الأول هم الجان والقسم الآخر هم الشياطين الذين نعلم في النصوص انهم مكنوا من بني آدم هم الشياطين، بدليل الآيات والأحاديث الصحيحة.ماهر عبد الله: وأنت تقصد كلمة مكنوا.محمد أبو عبد الرحمن: نعم، مكنوا من الوسوسة له والتزيين، وبعضهم كما ورد في الأحاديث الشيطان خنزب الذي يربط على قلب ابن آدم، فإذا ذكر الله خنس الخناس الوناس الذي.. الخناس من الوسواس، هذا أيضاً ثابت، وأمرنا أن نتعوذ منه.ماهر عبد الله: طيب أخ.. أخ محمد، هذا الكلام الدكتور ما عنده مشكلة معه، إذا هي وسواس وتزيين وإيحاء، مشكلة الدكتور ليست هنا، مشكلة.. محمد أبو عبد الرحمن: بقى أن الجان يعني ليس هناك من دليل يدلنا صحيح على انهم مكنوا من ابن آدم، سواء كان يعني بالدخول إلى جسمه أو بالتلبس به، بقيت هي قضية الشياطين، يمكنان يكون يعني التلبس خارجي، لا يمكن أن يكون في داخل الجسم وإلا يعني كيف يمكن أن نفصل بين أعمال الإنسان التي كلف بها شرعا هل هي من الشيطان أم من الإنسان؟ وكيف سيحاسب عليها يوم القيامة؟ كيف مكنوا من هذه الأعمال؟ لا يمكن يعني هذه أمور إذا.. إذا تركناها يبعني وسمحنا بها عند الناس معناها لاختلطت الأعمال التي كلف بها الإنسان، وجزاكم الله خيراً، نعم.ماهر عبد الله: طب أخ محمد، شكراً جزيلا مداخلة واضحة.محمد أبو عبد الرحمن: وبارك الله فيكم.ماهر عبد الله: مشكور جداً يا سيدي، طيب قبل أن تعلق أنا أعتقد الأخ محمد ما عندك خلاف كثير.د. جمال أبو حسان: أنا لا أريد أن اعلق على شيء واحد، وهي.. وهو أن المفسرين الذين ذهبوا إلى أنه الذين يأكلون.. (الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس) هذا يوم القيامة، الحقيقة هذا تفسير موجود في الكتب، ولكنه تفسير غير صحيح، لماذا؟ لأن الآن لا علاقة لها بيوم القيامة لا من قريب ولا من بعيد، الآية تتحدث عن آكلي الربا وما الذي يحدث لهم ونفسياتهم، ثم بعد ذلك بعد أن ختم تحذير المسلمين من الربا قال (واتقوا يوماً ترجعون فيه إلى الله)، كيف يكون هذا السياق وهذا النظم معجزاً بلاغياً بهذه الصورة التي يتحدث عنها الناس؟ ليس هناك أي دليل على أن هذه القضية هي قضية يوم القيامة أو قضية قيام الناس من قبورهم، ثم ما الذي يفرح آكل الربا أشد من هذا التفسير يوم يقال له إنه أنت راح تيجي مصروع تأتي مصروع يوم القيامة لا تدري ما حولك، والناس في هول وكرب عظيمين، هذا يعني يجعل آكل الربا (مسرور أنه أهوال القيامة ما راح.. لم تؤثر فيه بسبب أنه رجل مصروع.علاقة تلبس الجن بالأمراض النفسية والعصبيةماهر عبد الله: طيب سيدي الأخ هاني جعيدي مهندس من فلسطين يقول: لماذا لا يعترف المشايخ بأننا مطالبون من الناحية الشرعية بأن نعرض –وهذا موضوع أنت كنت حريص تتحدث فيه، وكنا سنأتي إليك –بأن نعرض الحالات التي يظهر لهم فيها ما يسمى بالمس الجني على المتخصصين في السلوك الإنساني والنفسي أولاً قبل الرجم بالغيب.د. جمال أبو الحسن: نحن لا نرجم بالغيب.ماهر عبد الله: لأن، هو يعني ليس.. ليست أنت، ولكن المقصود في..د. جمال أبو حسان: أنا أؤيد أنه هذا الكلام يجب أن يعرض على أطباء نفسيين، وأنا عندي الحقيقة قراءات متعددة في هذه الأشياء التي يقولون عنها إنها تلبس، كلها مذكورة في كتب الصحة النفسية بأعراضها التي يتحدث عنها هؤلاء الناس على أنها مس شيطاني، هي نفسها تماماً المذكورة في كتب الصحة النفسية من غير أن يكون هناك أي فارق، هي أمراض نفسية، أمراض عصبية بسبب ما يعتري الناس من حالات من الضيق، من الشدة التي.. من الكرب الذي هم فيه، الناس الحقيقة مكبوتة تريد أن تفرغ شيئاً مما.. مما في صدورها من هذا الكبت، فلا يجدون أيسر من هذه الوسيلة، فالحقيقة هذا كلام صواب إنه نحن يجب أن نذهب بهؤلاء.. أن نذهب بهؤلاء الناس إلى الأطباء النفسانيين وليس إلى الدجالين والمشعوذين.ماهر عبد الله: لا وحتى بعض.د. جمال أبو حسان: وإن لبس بعض الدجالين والمشعوذين لبوس العلم والمعرفة وتكلم باسم الدين.ماهر عبد الله: لا، هو حتى.. يعني غير.. غير المرض النفسي بعض.. بعض الأطباء الفسيولوجيين الجسد نفسه يعني بعض الهرمونات الزائدة، بعض الظروف التي.د. جمال أبو حسان: صحيح.ماهر عبد الله: يعني تعتبر.. لا تكون تسطو يعني تصيب الإنسان ببعض التشنجات، تؤدي بعض الأحيان إلى حركات غريبة إلى.. إلى صراخ وإلى...د. جمال أبو حسان: هذا كلام سليم..ماهر عبد الله: لكن الغريب هو إنه عندما يتعاملون مع بعض المعالجين بالقرآن تهدأ مثل هذه الحالات، كيف تفسر هذا الهدوء؟د. جمال أبو الحسن: هذه قضية واضحة تماماً، أنا أقول إنه هؤلاء الناس لو أنَّا أتينا لهم بموسيقى سيهدءون، لو أننا ذكرنا لهم شعرا جميلا سيهدءون، القرآن الكريم من صفته أنه سكينة للنفس، وهؤلاء المصابون بهذه الأمراض بأمس الحاجة إلى هذه السكينة، ولن يجدوا سكينة أحسن ولا أفضل ولا أعظم من السكينة الناشئة من القرآن الكريم، هذا.. هذا تفسير طبيعي جداً، إنه هذه النفس بحاجة إلى هذه السكينة، بحاجة إلى هذا الهدوء، والقرآن الكريم يوفر هذا النوع من الهدوء بشكل كبير.ماهر عبد الله: طيب معايا الأخ علي عيد العزيز من السعودية أخ علي، اتفضل.علي عبد العزيز: السلام عليكم.ماهر عبد الله: عليكم السلام ورحمة الله.علي عبد العزيز: مساك الله بالخير.ماهر عبد الله: أهلاً بك.علي عبد العزيز: أولاً: شكراً لك يا أستاذ ماهر وتحية لضيفك الكريم.د. جمال أبو حسان: مرحبا يا أخي.علي عبد العزيز: وهذا الموضوع قد يظن بعض الناس أنه غير مهم وهو في الحقيقة مهم بشكل كبير، لأنه مع الأسف يأخذ بعقول كثير من المسلمين، وسبق كتبت أنا عدة مقالات عن هذا الموضوع، فيه مسألة الأدلة الحقيقة التي كما قال الشيخ جمال أنها أحياناً تلوي أعناق الآيات أو الأحاديث للدلالة على أنه يمكن أن الجن بتلبس بالإنس، فبالنسبة للدليل الذي قد يستدل به البعض وقوله تعالى: كأنما.. (الذي يتخبطه الشيطان من المس).د. جمال أبو حسان: (كما يتخبطه الشيطان).علي عبد العزيز: فهذه الآية يعني كيف.. يستدل بها على ذلك، وهناك آية مماثلة لها في القرآن الكريم عن أيوب عليه السلام أنه قال.. أنه قال (أني مسني الشيطان بنصب وعذاب)، فكيف نقول إن هذه الآية مماثلة لهذه الآية؟ فإذا قلنا استدللنا بهذه الآية فكأننا نقول: إن أيوب عليه السلام قد تلبسه جن، وهذا غير معقول، هذا نبي من أنبياء الله، وأيضاً هذه الظاهرة لا يلاحظ إلا أنها عند المسلمين فقط، لا نرى أعداء المسلمين الذي نكلوا بالمسلمين ويقتلونهم سواء في فلسطين أو غيرها لم نسمع أن عدواً من أعداء المسلمين قد تلبسه الجن، فلماذا يتسلط الجن على المسلمين فقط؟ماهر عبد الله: طيب أخ علي، مشكور جداً على هذه المداخلة بس هو إنصافاً للتاريخ والعالم الغربي على.. رغم العلوم و التكنولوجيا وكذا، يعني موجودة فيه ظاهرة،و إن كانت اقل وهو بتلاحظ الأفلام الأخيرة اللي خرجت في التسعينات من هوليود فيها الكثير عن قضية الجن، طبعاً البعض لا يسميه بهذا الاسم تحديداً، لكن تشغل العالم، لكن ليس بنفس الدرجة التي تشغلنا نحن بها. معايا الأخ إسماعيل الجيلاني من قطر. أخ إسماعيل، اتفضل. إسماعيل الجيلاني: أهلاً، مساء الخير.ماهر عبد الله: مساء النور.إسماعيل الجيلاني: أولاً: اسمح لي أشكر الدكتور جمال أبو حسان.د. جمال أبو حسان: حياك الله.إسماعيل الجيلاني: على المفهوم الجديد اللي.. اللي قادر يقدمه في تفسير الأمور الشرعية.. بالنسبة لموضوع الجن، تخبط الجن، تخبط الناس اللي يأكلوا الربا كما يتخبطه لجن، هذا يا سيدي الفاضل ربنا ما يمكن أن يعطينا مثل فيه شيء غيبي إحنا لا نعلم عنه شيء، يعطينا مثل مما نراه نحن، كما ذكر في سورة البقرة أيضاً يضرب مثلاً كبعوضة، يعني ربنا بيجيب لنا أمثلة من اللي إحنا بنشوفه في حياتنا، أما الغيبيات إحنا لا نعلم عنها، فلا يمكن يعطينا شيء غيبي، الشيء الثاني: بالنسبة للأمراض اللي حاصلة في العالم العربي، واللي كل واحد يقول لك هذا عنده جني...ماهر عبد الله[مقاطعاً]: لأ، بس اسمح لي.. إيش قصدك بالأول؟إسماعيل الجيلاني: الأول معناته، أنا قصدي يا سيدي الفاصل إنه إنسان اللي يتخبط من المس من الجن، إنه فعلاً الجن بيتخبطوا الناس في الدنيا، وليس في الآخرة، وهذا ما أثبتته كل الكتب، لأنه ربنا ما بيعطينا مثل حاجة ما ندري عنها، بيعطينا أمثال إحنا بنعلم عنها وبنشوفها أمامنا.ماهر عبد الله: ماشي.إسماعيل الجيلاني: لو كنا الآن لا نراها، فلا يمكن أن يعطينا.. لا يمكن نصدقها، لو سألت واحد قبل مليون سنة قلت له فيه طيارات، فيه صواريخ ما حد هيصدقك، زي ما حصل لما قالوا عرج النبي إلى بيت المقدس ثم إلى السماء، ما حد صدق الكلام هذا.ماهر عبد الله: طيب، ماشي النقطة واضحة بس كنت حتى لما نسأل الدكتور يكون مقصودك تماماً الواضح.. النقطة الثانية.إسماعيل الجيلاني: النقطة الثانية، يا سيدي الفاضل بالنسبة للأمراض الشرعية، الأمراض اللي كلها يقول لك هذا لابسه جن، لابسه جن.. لابسه جن، هذا لابسه جن، هذه الأمراض عندما كثيرة جداً والسبب شيء واحد، إنه إحنا ما بنتبعش الطريقة السليمة، المفروض لما واحد يمرض أي مرض أول نعرضه على طبيب هذه بنشوف هلا الطبيب اللي.. هل عنده مرض عضوي، ثم المرحلة الثانية نعرضه على مريض نفسي، ثم المرحلة الثالثة على مريض.. قصدي على دكتور أعصاب، بعد ما نمر على المراحل الثلاثة هذه، ونتأكد إنه ما عنده أي مرض لا عضوي، ولا نفسي، ولا عصبي، في الحالة الأخيرة حقنا نقول مسه الجن، أما على طول نروح نحمله الجن وضرب وأساليب عنيفة زي اللي بنشوفها ونشاهدها في كام برامج، ونشوفها على الطبيعة، هذا أمر غير مستحب بالنسبة لنا كمسلمين، إحنا ربنا عطانا العقل وخاطبنا بالعقل قال يا أولو الألباب، يا أولو الحكمة، ربنا كله خاطب عقلنا، فإحنا المفروض إن إحنا نستخدم عقولنا،أما بالنسبة لنقطة الجن وعدم وجودهم وعلاقتهم بالسحر، فالدكتور كلامه منطقي جداً، إنه السحر علم لوحده، والجن هذا موضوع كائن موجود ومخلوق من مخلوقات الله، فالمفروض إن إحنا نتعامل.. بانفصال شديد، هذا لوحده وهذا لوحده.ماهر عبد الله: طيب أخ إسماعيل، مشكور جداً على هذه المداخلة. سيدي.وجمال أبو حسان: إذا سمحت الحقيقة يعني موضوع إن التخبط في الدنيا أنا الحقيقة لم أرَ رجلاً ممن.. ممن أكل الربا قام من بيته وخرج وصار يتخبطه الشيطان.ماهر عبد الله: لا.. لا.. لا، ما.. ما أعتقد هذا كان قصد الأخ إسماعيل، الأخ إسماعيل كان قصده أنه لما ربنا قال (كما).د. جمال أبو حسان: أنا.. ظني أنا أنه هذه القضية،أو أنا أعتقد إنه هذه القضية هي عبارة عن حديث عن نفسية آكل الربا، إذا أردنا تفسيراً آخر وهو مذكور في كتب التفسير أنه.ماهر عبد الله: يعني اسمح لي أنت.. أنت أستاذ في التفسير أدري مني أليس أسلم الطرق لتفسير القرآن هو الاعتماد على قواعد اللغة المبسطة أولاً.د. جمال أبو حسان: هو القرآن نفسه أولاً ، لأن القرآن يفسر بعضه بعضاً.ماهر عبد الله: ماشي، ما هو القرآن بدون اللغة لا يمكن فهمه، هو نزل بالعربية ، فالحكم على فهمه هي العربية د. جمال أبو حسان: نعم.. نعم لا شك، صحيح ماهر عبد الله: والأصل بعد ذلك بأن تحمل الأمور على ظاهرها على شكلها البسيط قبل أن نعم الاجتهاد بأنه نفس أو غير نفسي، الأصل أنه هذه اللغة أصل بالمعنى الذي يتبادر إلى الذهن إلا إذا قامت قرائن، ما هي القرائن التي تدعوك إلى القول بنفي؟ يعني الأصل على البساطة أنه هناك مس للشيطان، لكن ما معنى هذا المس، الذي للشيطان؟ أنا ما أنكر المس، القرآن الكريم أثبت المس، لكن ليس معنى كلمة مستأنفاً يعني تلبس، هذا التلبس كلمة تلبس وإلحاقها بمعنى المس هي بدعة من أكبر البدع التي انتشرت في أوساط المجتمع المسلم، كلمة مس لا تعني إلا الجس باليد، أو الإغواء بالوسوسة، أو الإيحاء بالأباطيل والزور والبهتان، هذه كل معانيها اللغوية، أما ليس هناك قاموس عربي أو معجم لغوي يكون مطلقاً إنه معنى كلمة مس إن الشيطان جعل الإنسان كاللباس، ولبسه وتحكم فيه وصار يتصرف كما لو أنه هو نفسه الإنسان، هذا غير موجود، لا في اللغة، ولا في القرآن، ولا في الحديث، ولا حتى في حياة النبي –صلى الله عليه وسلم- كلها وجدناه أنه لقي رجلاً وفعل معه ما يفعله هؤلاء المشعوذين الذين ينتشرون في المسلمين اليوم باسم الدين على أن هذا نوع من العلاقة ما بين العالم الذي نعيشه وعالم غيبي نعلق عليه همومنا ومشاكلنا. ماهر عبد الله: يعني الأخ محمد الكردي من.. من الأردن يقول أعتقد أن هذه العلوم أساءت للإسلام كفكر وأدب وعقيدة وشوهت صورته على أنه دين سحر أو دين السحر الذي نراه اليوم في الديانات السائدة.د. جمال أبو حسان: أي علوم؟ ليس هناك علم، هذه تكهنات.ماهر عبد الله: هو.. يعني هو نعم ماشي، هو يعني يدين هذا. الأخ حسين يقول إنه لا أدري إذا كنت تعلم علم بهذه القصة الشيخ الذي نشر العلاج من الجن في السعودية تاب من ذلك بعد أن جمع ثورة طائلة وهو ينكر قصة التلبس الآن وابن باز ينكر كروية الأرض فكيف يؤخذ برأيه في هذه المسألة؟د. جمال أبو حسان: والله نحنا الحقيقة يعني ينكر كروية الأرض أو لا ينكرها، نحن لا نحاكم الأشخاص، نحنا عندنا رأي في موضوع خاص هذا الرأي نخضعه إلى الضوابط العملية المعرفية التي هي جزء من منهجنا في التعامل مع الآراء، إن هنا أشخاص مالنا وما لهم أفضوا إلى الله بما عملوا، والمشكلة عندنا في هذه الأقوال ما صحتها؟ ما قربه من الشرع؟ ما بعدها؟ هذه هي المشكلة.ماهر عبد الله: طيب الأخ الكروي أيضاً كان له مداخلة قبل ذلك بيقول إن هذه العلوم وأنت يعني تسميها العلوم.. ماشي.د. جمال أبو حسان: هي ليش علوم، ما هي إلا أو هام وشعوذات.الوضع السياسي في العالم الإسلامي والإيمان بتلبس الجنماهر عبد الله: خلقت بين الشباب والعقيدة شرخ كبير، وهنا طاب للحكومات.. ومرقت الفكر الإسلامي، وأبعدت الشباب عن مجاراة ما يحاك لهم، فأصبح ضرب وقتل المسلم كإخراج الجن من جسم ملتبسة، إلى أي مدى يخدم بقاء وضعنا السياسي والسيئ أن نؤمن بهذه القضايا؟جمال أبو حسان: هو أنا قلت لك أنه هذه القضايا لا تنتشر إلا حيث ينتشر القلق في المسلمين، ينتشر الخوف، ينتشر الوهن، وهذا كله لا تجعل ما أخبرنا النبي –صلى الله عليه وسلم- بما سماه الوهن، الوهن اللي هو حب الدنيا وكراهية.. الموت يترتب عنه مثل هذه الأشياء، فنحنا الحقيقة يجب أن نقول إنه مثل هذه الظواهر خطيرة جداً بقاؤها في المجتمع المسلم، وأنا بودي أن أحذر المسلمين من طائفة مشبوهة تريد أن تخترق البيوت لتعرف أسرارها، وتعرف مداخلها بهذا النوع من الإيهام، ولربما كانت هناك جهات مسؤولة أيضاً تريد أن تخترق البيوت فتعرف ما فيها، أنت مجرد أن يأتي شيخ أو متلبس بما يسمى بالشيخ إلى باب أحد البيوت، فيقول إنه هذا البيت فيه جن خلاص يصيب الناس نوع من الهوس والرعب والخوف، يفتحون له الأبواب، ويمدونه بالمال وإلى آخره، يا أخي المال هذا ما يمدون في الذين يقاتلون اليهود، الذي ندعي انهم يسخرون الجن لأجل أن يضربونا، ثم إني أريد أن أقول شيئاً مهما جداً الحقيقة، إذا كان اليهود قد سخروا جناً أو الذين يلتبسون الجن.. المسلمين من الجن هم من اليهود، طب أيضاً الجن المسلمين ألا يرون إخوانهم المسلمين في هذه المصيبة ثم يتركونهم، أين هم؟ هل بلغ بهم العجز مثل ما بلغ بالأمة الإسلامية والوطن العربي؟إنه ينظرون إلى الجن اليهودي يتخبطون المسلمين كما يزعمون ثم يتفرجون عليهم ولا يصنعون شيئاً.ماهر عبد الله: الأخ محمد.. محمد محمد محمد من المغرب، السلام عليكم ورحمة الله: ما وضع الجن في فلسطين؟ وهل هناك حرب وصراع بين الجن المسلم وجن اليهود كما هو الحال عند البشر؟ وشكراً. بس اسمح لي قبل أن...د. جمال أبو حسان: هو هذا.. هذا من الغيب، نحن لا ندري ما وضع الجن، هذا وضع الجن.ماهر عبد الله: طيب نسمع من الأخ محمود عامر من مصر، أخ محمود تفضل.محمود عامر: السلام عليكم.ماهر عبد الله: عليكم السلام.د. جمال أبو حسان: عليكم السلام ورحمة الله.محمود عامر: هو أنا بس ليَّ ملاحظة على كلام الأخ، يبدو أن الأخ يعني ما درس الموضوع دراسة كافية مستوفية، ويعني خلط بين أمرين، يعني هو بيتحدث عن ظاهرة سلبية في العلاج، وهي استغلال بعض المعالجين.. يعني استغلال الضعفاء وما شابه ذلك ولابتزازهم، وكشف العورات.. إلى غير ذلك، وبينفي لمعالجة الظاهرة السلبية هذه في طريقة العلاج بينفي أصل المسألة، فليس (...) شيخ الإسلام ابن تيمية فقط، بل هو.. أنا أطالبه أن يرجع إلى "الطب النبوي" لابن القيم، والأحاديث التي وردت، وذكرت.. الأستاذ ماهر ذكرها في.. في الصحيحين، والرسول -صلى الله عليه وسلم- ثبت فيما ذكره ابن القيم في "الطب النبوي" أنه رُفع إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- طفل مصروع، فقال: "أخرج عدو الله إني رسول الله"، فكيف ينكر هذا؟! الأمر الثاني: يعني أنا أتكلم على...ماهر عبد الله: طيب خليك.. أخ.. أخ محمود، خليك.. خليك معانا.. خليك معانا بس.محمود عامر: أيوه.ماهر عبد الله: سيدي ذكر لك حديث استخدمه ابن القيم، وابن القيم أيضاً مثل ابن تيمية.د. جمال أبو حسان: هو نسخة.. يعني إن جاز أن نسميها نسخة كربون.محمود عامر: يا أخي ليست التسمية فقط، هذا.. هذا كلام الإمام أحمد.ماهر عبد الله: هل الحديث هذا الذي ذكره صحيح؟د. جمال أبو حسان: الإمام أحمد يا أخي لم يُنقل عنه شيء صحيح في هذا الباب.محمود عامر: يا أخي أنت راجع أنت أولاً قبل ما.. ما تنفي أن تراجع القضية أولاً.د. جمال أبو حسان: أنا لا.. أنا..ماهر عبد الله: اسمح لي أتكلم.د. جمال أبو حسان: اتفضل.محمود عامر: لأنك تكلمت كلام غير شرعي يحتاج إلى ضبط في فهم نصوص الكتاب والسنة، يعني ما.. هذا كلامك يؤدي إلى تشكيك الناس في حقيقة تُرى بالعيان، والأدلة الشرعية تسندها، أنت تعالج الخطأ في المعالجة، أنا معك في هذا، ولكن أين أنت من الرقية الشرعية؟ وتنكر أن السحر ليس إلا مجرد خيال.د. جمال أبو حسان: هو خيال.محمود عامر: فين أنت من القرآن؟ (فَيَتَعَلَّمُونَ مِنْهُمَا مَا يُفَرِّقُونَ بِهِ بَيْنَ المَرْءِ وَزَوْجِهِ) هذا خيال؟ فهناك من السحر ما هو خيال، وما هو حقيقة.ماهر عبد الله: لأ هو.. يا أخ.. أخ محمود، إنصافاً الدكتور لم يقل خيال، قال هذا علم قائم بذاته لا علاقة له بالجن، هو فقط كان يريد..محمود عامر: من قال هذا؟ هذا يحتاج إلى دليل هو، لأن هذا.. هذه الأمور التي يتكلم عنها الأخ كما هو...ماهر عبد الله: طيب تسمح لي أن أسألك سؤال أخ محمود.محمود عامر: اتفضل.ماهر عبد الله: هأسألك أنا سؤال، يعني كونك أنت يعني قرأت "الطب النبوي" لإبن..محمود عامر: ما فقط للطب النبوي، "أحكام المرجان"، "الأركان في أحكام الجان".ماهر عبد الله: ماشي.. ماشي، والشيخ عمر الأشقر له كتاب أيضاً عن عالم الشياطين والجن.محمود عامر: طيب.ماهر عبد الله: هل يعني بذلت شيء من الجهد في التحقق من هذه الأحاديث؟ يعني حتى لا نتهم بس.. للتحقق من صحة الأحاديث أولاً.محمود عامر: أي نعم.. أي نعم، لأن أنا كتبت في.. أنا كتبت في البحرين.. كتبت حينما كنت في البحرين، وكنت هنا في قطر، تكلمت في هذا الأمر في الدروس، قلت فرق الرقى المشروعة يعالج الجن سواء مس أو سواء نظرة.. عين يعني، أو سحر يعالج بالرقى المشروعة، أي هي الرقى المشروعة.ماهر عبد الله: أخ.. سيدي.. سيدي ليس هذا سؤالي إليك، ليس ما هو العلاج والخطأ، هل تحققت الذي قوى موقفه.. أو الذي جعل ابن تيمية يصل إلى هذه المواقف من.. من وجود التلبس ومن معالجتها.محمود عامر: ما هو ابن تيمية فقط يا أستاذ ماهر.ماهر عبد الله: هو أنه اعتمد على بعض الأحاديث، هل بذلت جهداً؟ دعنا من الرقى الشرعية.. الرقى الشرعية للجن ولغيره من.. من الأمراض، أنا سؤالي الأحاديث التي ورد فيها ذكر لتلبس الجن، هل بذلت شيئاً من الجهد للتحقق من صحة هذه الأحاديث؟محمود عامر: نعم، أي نعم، أنا.. أنا أطالب.. أي نعم، أنا أطالب الأخ أنه يراجع "الطب النبوي" النسخة المحققة للأرناؤوط، ويشوف الأحاديث التي ذكرت، المرأة السوداء التي جاءت إلى النبي -صلى الله عليه وسلم- قالت: يا رسول الله إني امرأة أُصرع، فادع الله لي، قال إن شئتِ دعوت لكِ، وإن شئتِ صبرتِ ولكِ الجنة، فصبرت، وقال ابن القيم إنه الصرع نوعين، فيه منه ما هو أخلاط ومنه ما هو مس، المس يعالج بالقرآن.. بقراءة القرآن وبالرقية المشروعة.. أنا ذكرت شو اسمه الدكتور البدري، وهو أحد من العلماء النفسيين، وجاء إلى قطر عندكم، وسألته في الصرع اللي هو نتيجة المس؟ قلت ما موقف الطب النفسي المعاصر أو الأطباء النفسيين في ظاهرة المس؟ قال الرجل.. هذا.. هذه الإجابة لا أنساها، قال: جاءوا بحالتين، حالة فيها مس، ولكن لا يعرفون أيش المس يعني اللي هو عندنا.. اللي إحنا نعرفه، وحالة من.. صرع من الأخلاط، يعني مرض من الأمراض اللي يعالج أمراض عضوية، فسجلت الشاشات اللي.. اللي على رسم المخ.. في الحالة اللي فيها المرض العضوي سجلت، أما المس واللي كان أمامهم المريض يعني يتشنج وكذا، ما سجلت الشاشة، لأن هذا لا يتعامل مع أمر مادي ملموس، وإنما يتعامل مع أمر غيبي له علاج في الشرع، فنحن لا نعالج الظاهرة بالنفي، ونخلي الناس تندفع أكثر، لأنهم يتحقق الشفاء، وإنما أنا أريد..ماهر عبد الله[مقاطعاً]: طيب.. ماشي، أخ.. أخ محمود مشكور.. مشكور جداً على هذه المداخلة الطيبة، وإن شاء الله تسمع تعليق من الدكتور عليها سواء في.. في موضوع الأحاديث الصحيحة، أو موضوع الطبي هذا، لكن نسمع قبل ذلك من الأخ مساعد العنزي من السعودية، أخ مساعد تفضل.مساعد العنزي: السلام عليكم.ماهر عبد الله: عليكم السلام.مساعد العنزي: حابب أوجه سؤال للأخ بما أنه مبدع بالتفسير، إحنا حضرنا جلسات القراء، أبغي يفسر لي كيف يتحول صوت المرأة رجل أو العكس.د. جمال أبو حسان: نعم.مساعد العنزي: قرأوا الآيات اللي تساعد إن الجن يخرج أو يمضي، والسؤال الثاني بالرواية اللي وردت عن عمر بن الخطاب في الرجل الذي دخله جن، وبعد ما توفي عمر.. طبعاً عمر قرأ عليه وطلع الجن، قرأ عليه سورة الكرسي،وبعدما توفي عمر رجع الجن، وقرأ عليه واحد ثاني، قال السورة.. نفس السورة، لكن القارئ ليس القارئ، وشكراً.ماهر عبد الله: طيب يا سيدي، مشكور جداً.د. جمال أبو حسان: إذا سمحت دعني أقف أولاً مع حديث المرأة والصبي الذي استشهد به الأخ من مصر، هذا حديث منكر روي من عدة طرقٍ مختلفة ليس فيها ولا طريق واحد صواب.الحديث الثاني حديث المرأة التي تُصرع، هذا الحديث أنا لا أُنكره.ماهر عبد الله: لأ عيد.. عيد.. عيد الكلام من الأول، أنا فاتني معذرة.د. جمال أبو حسان: الحديث إنه امرأة جاءت ومعها صبي يُصرع للنبي صلى الله عليه وسلم.ماهر عبد الله: تعليقك عليه كان..؟د. جمال أبو حسان: وهذا الحديث الحقيقة رُوي من طرق عدة كلها من رواية المجهولين، من رواية الضعفاء، من رواية المنكرين، ليس في طرقه ولا طريق واحد سلم من النقد، بل من رواية.. رواياته كلها ضعيفة.ماهر عبد الله: طيب و"الطب النبوي" اللي ذكر الأخ إنه حقق..د. جمال أبو حسان: أنا أقول إنه حقق.. أين حُقق؟ فالأحاديث هذه الموجودة حققها فلان أو غير فلان، الأحاديث هي موجودة عند فلان أو غير فلان، هذا حديث المرأة والصبي حديثٌ منكرٌ ضعيف جداً ليس في رواياته ولا رواية واحدة يمكن أن تصلح مستنداً لهذا.. لهذا.. لهذا الذي يقول عنه الناس.الأمر الثاني: حديث المرأة التي تُصرع أنا لا أنكره، ولا ينكره أحد، هو يقول إنه امرأة تُصرع جاءت للنبي -صلى الله عليه وسلم- فقالت إني اتكشف ادع الله، أيُعقل أن.. أن يترك النبي -صلى الله عليه وسلم- امرأةً يتلاعب بها الجن بين الناس.. يتركها من أجل أن يقال له تدخل الجنة؟ كيف.. كيف يمكن للنبي -صلى الله عليه وسلم- أن يترك امرأةً مسلمة صريعة لتلاعب الشيطان بها، ثم يتركها هكذا دون أن يفعل لها شيئاً.ماهر عبد الله: الخلاصة.د. جمال أبو حسان: الحديث إنه المرأة تصرع.. المرأة عندها صرع، ما سبب هذا الصرع؟ أنا أقول.. وينبغي أن يقول غيري أن هذا لا علاقة له بالجن لا من قريبٍ ولا من بعيد، هذه عبارة عن مرض نفسي الأخ اللي يقول إنه كيف تتحول الصوت؟ هذا الحقيقة بسيطة، كان في ممثل في السعودية اسمه عبد العزيز الهزاع بيقوم بأسرة كاملة، بيحكي بصوت العجوز، وصوت المرأة، وصوت الفتاة، وصوت البنت، وصوت.. على الملأ في الناس، وما حد قال عنه إنه هذا مصروع بالجن.ماهر عبد الله: طيب بس أيضاً خليني آخذ.. اسمح لي المكالمة الأخيرة، وبعدها نتفرغ أنا وأنت والإنترنت، الأخ فيصل محمد من السعودية، أخ فيصل تفضل.فيصل محمد: مساكم الله بالخير الجميع، أحب أسلم على الدكتور جمال وأرحب بيه، ما أدري تسمعوني بوضوح.ماهر عبد الله: سامعك اتفضل.. اتفضل.فيصل محمد: أحب أقول الأخ ما قصر، قدم معلومات طيبة، برنامجه كويس، بس إنه فيه ملاحظة إنه خالف الشيخ ابن تيمية، وتحدث عن ابن القيم ومشاركاته، وأنه ما أدري هل هو لطريقة "خالف تعرف" لحتى يتميز الدكتور؟ أم أن الأمة كلها اجتمعت على خطأ، وأمة محمد -صلى الله عليه وسلم- ما تجتمع على خطأ، فأحب يوضح لي نقطة.ماهر عبد الله: لأ.. لأ، بس اسمح لي، كيف اجتمعت على خطأ يعني؟ إذا خالف ابن تيمية خالف إجماع الأمة؟فيصل محمد: لأ، هو يقول إنه التلبس غير موجود، وهذا موجود في الأمة العربية الإسلامية، وهو مشاع، ويعني إنه كلهم ماشيين على هذا الطريقة وهذا المنوال، وهذا..ماهر عبد الله: لأ ما هو كون.. كون الشيخ ينكر معناه ما فيه إجماع، على الأقل فيه.. فيه خروجه إنه فيها واحد، وأنت شفت يعني.. لعلك سمعت مداخلات الأخوة الآخرين، يعني..فيصل محمد: أنت الفتوى.. أنت اللي قرأتها قبل شويه إنه الشيخ ابن باز، ماذا قال؟ماهر عبد الله: ذكر كلمة إجماع، ولكن...فيصل محمد: إقراراً.. يقر إقرار استنى وإجماع الأمة، أنت لك الشهادة بالفارق والأخ يقول هذا غير صحيح، هو الذي خالف وهو اللي الإنسان اللي طالع برأيه لوحده، ويقول أن كل إنسان معرض للخطأ، أنا لا أنكر أن كل إنسان معرض للخطأ، ولكن هذا شيخ الإسلام ابن تيمية، وهذا ابن القيم، وهذا علماء الأمة كلهم، يعني أحب..ماهر عبد الله: بس مش هذا.. اسمح لي.. بس تسمح لي يا أخ وما تزعل مني، يعني أليس هذا هو نفس المنطق الذي رفضه ابن تيمية عندما كان يتحاور مع مخالفيه؟ كان يرد عليه بأنه يقول هذا العالم، ويقول هذا العالم، فيرد عليهم لا تقولوا لي فلان وفلان.. ألا يعني.. ألا تطبق أنت الآن نفس المنهج الذي نهى ابن تيمية عن.. عن توظيفه، ونحن الآن أن.. أن نعرف الحق من الرجال.فيصل محمد: أنا لا أختلف، وأنا لا أنسب العلم للشخص، أنسب للقرآن والسنة والإجماع والأدلة الواضحة والمعروفة، ولكن هل معناه في هذا أن الإنسان والأمة العلماء.. العلماء البارزين حتى يتميز الدكتور جمال -عفواً لا يزعل مني- حتى يتميز يقول رأي مخالف، ورأي ملفت للنظر، وماذا.. طيب يفسر هل.. وجود دليل على التلبس؟ هل يستطيع أن يأتي بدليل هو أن لا يوجد هناك تلبس؟ماهر عبد الله: هو الأصل يا سيدي.. ماشي، هو الأصل في.. في.. في إنه هذا عالم لا علاقة لنا به، ولا علاقة به لنا، ولكن الدليل هو على من يريد أن يثبت وجود هذه العلاقة.د. جمال أبو حسان: أنا الحقيقة..فيصل محمد: طيب والدليل.. إذا لم يثبت فليثبت هو أيضاً.ماهر عبد الله: طيب خلاص إحنا إن شاء الله.. مشكور جداً يا أخ فيصل، وتسمع إن شاء الله من الدكتور جمال.د. جمال أبو حسان: أنا الحقيقة ما قدمت إلى هنا لأجل أن أتميز، أنا يشهد ا لله أني ما قدمت إلا لأجل أن أرفع وهماً أصاب المسلمين.ماهر عبد الله: لأ أنا اسمح لي.. اسمح لي.. اسمح لي، أنا رأيي تعبر هذه القصة الشخصية تماماً.د. جمال أبو حسان: هذا واحد، الأمر الثاني إنه.. أن هناك إجماع.. ليس إجماع.. أنا والله ما أعرف إنه المسلمين اجتمعوا وبحثوا هذه المسألة في مؤتمرٍ علمي عام، واتفقوا على حدوث هذه القضية، وبيؤسفني أن أقول إنه كتبنا القديمة والحديثة قد شحنت بمثل هذه الألفاظ العامة، اتفق الفقهاء وأجمعوا، وليس هناك إجماع، الإمام أحمد نفسه يقول: من ادعى الإجماع فهو كاذب، مو أنا الذي أقول هذا الكلام؟ لم تجمع الأمة، ولم يجتمعوا، ولم يوضع يعني.. لم توضع هذه المسألة ضمن إطار البحث حتى يوم ونقول إن هم اتفقوا، ولم يتفقوا.ماهر عبد الله: طيب سيدي.. سيدي بقي عندي دقيقتين، أنا عايزك تجاوبني بسرعة على بعض الأسئلة الحساسة والمهمة، يعني الأخ محمد أحمد الدالي، مهندس من مصر يقول بالإنترنت: ما رأي الدكتور في قوله تعالى (وَأَنَّهُ كَانَ رِجَالٌ مِّنَ الإِنسِ يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ)..د. جمال أبو حسان: يعوذون.ماهر عبد الله: (يَعُوذُونَ بِرِجَالٍ مِّنَ الجِنِّ فَزَادُوَهُمْ رَهَقاً)؟د. جمال أبو حسان: تمام، هذه قضية عن العرب، الحقيقة كان العرب يتوهمون هذه القضية، فالقرآن الكريم أخبر أن توهمهم هذا ما زادهم إلا خبالاً، لأن هم كانوا يتوهمون، كان الواحد إذا مشى بالليل أو مشى بوادي يقول أعوذ بسيد هذا الوادي، العرب هكذا كانوا يقولون، فالقرآن الكريم حكى هذا عنهم، لم يحكه لأنه يثبته.ماهر عبد الله: طيب الأخ.. أو الأخت بالأحرى دنيا عبد الرحمن من مصر تقول: آية هاروت وماروت في البقرة، وكون السحر من العشر الموبقات دليل على أنه ليس وهماً، وموقع أريجا على الإنترنت يتيح الاتصال بالشياطين، وجربوه إذا أردتم.د. جمال أبو حسان: قصة هاروت وماروت تحتاج إلى وقت طويل، لكن أنا الذي أريد أن ألفت النظر إليه أن هناك رأي في التفسير أن هذه قصة كانت شائعة والقرآن الكريم نفاها، ولم يثبتها القرآن الكريم، وهذا موجود في كثير من كتب التفسير.ماهر عبد الله: طيب الأخ.. الأخ مازن من السعودية يقول: أود أن أسأل الشيخ الفاضل عن ظاهر الزاز.. الزار أعتقد، أي..د. جمال أبو حسان: ظاهرة الزار.ماهر عبد الله: الزار، هو الذي كاتبها خطأ الزاز، أي إصابة الجن، وأن الخصوم بالجان، ولماذا نرى الكثير من أهل العلم يقومون بالقراءة على الناس معتقدين أنهم مصابون.. أو مصابين بالجن؟د. جمال أبو حسان: هو هذا من ضمن الوهن الذي سرى في الناس، أن هذه قضية الزار هذه حتى يتحسن الموضوع ونعمل له يعني ما يسمونه حالة.. نقنع الناس بمثل هذه الأوهام التي سرت في المسلمين.ماهر عبد الله: طيب في.. في.. في ظاهرة.. عندي أقل من دقيقة، يعني بعض الأخوة مصرين على العلاج بالقرآن، في.. في العالم الغربي، وأنا قرأت، لم أرى ولم أشاهد، وأرجو أن لا أرى ولا أشاهد، الذين يُزعم أنهم يمسون بالجن يعالجون إما بآيات من الكتاب المقدس المسيحي.. من التوراة، أو بطرق يعني يعتمدها بعض القساوسة، لو كان العلاج الوحيد هو القرآن كيف نفسر إخراج ما يسمى...؟ بإيجاز شديد جداً، أقل من دقيقة.د. جمال أبو حسان: هذا أولاً يدل على كذب هذه القضايا التي تحدث هنا، لو كانت القضية إنه لا.. لا يعالج إلا بالقرآن، كيف يعالجوا هؤلاء بغير القرآن؟ هذا ضدهم وليس.. وليس ضدي أنا، هم يقولون أنه ما فيه إلا القرآن، ونحن نجد أن الكفرة يعالجون بالترانيم وبالتراتيل التوراتية والإنجيلية ويستخرجون هذا، هو عبارة..ماهر عبد الله: طيب سيدي.د. جمال أبو حسان: لكن دعني أقول هنا كلمة واحدة يعني ينبغي أن نقولها، إنه ظاهرة تلبس الجن بالإنسان ما هي إلا شائعة كتب لها الانتشار ولم يكتب لها النجاح.ماهر عبد الله: طيب سيدي شكراً لك، يعني كان بودنا إنه يطول هذا النقاش، مشاركات كثيرة، ولكن لابد.. لكل أجل كتاب، ولابد من نهاية، شكراً لك على هذه المشاركة، وأرجو يعني أن.. أن يتسع فعلاً صدرك، وأنا رأيتك تبتسم وهم ينتقدونك.د. جمال أبو حسان: أنا لا عندي مشكلة.ماهر عبد الله: فيعني نرجو أن.. أن يكون الجميع متحلي بهذه السعة من الصدر، قد يكون الأمر غريب، ولكن من يدري، لعله بعد التحقيق يثبت أن هذا هو الأساس.إلى الأسبوع القادم تحية مني، والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
http://www.aljazeera.net/programs/s...02/7/7-31-1.htm

سعيد بن سعيد


التعديل الأخير تم بواسطة أبو فهد ; 13-06-2006 الساعة 12:41 PM.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2004, 04:02 PM   #2
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

إنكار تلبس الجن .. باطل
[ لقد وردت النصوص من الكتاب والسنة على حقيقة تلبس الجان بالإنسان بإجماع الأمة على دخول الجني في الإنسي وصرعه له . ولم ينكر ذلك إلا أهل البدع المخالفين لأهل السنة والجماعة . واليكم الأدلة التي تثبت دخول الجني في الإنسي من الكتاب والسنة .. قال الله تعالى : ( الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ) البقرة 275 قال ابن جرير : يعني بذلك يخبله الشيطان في الدنيا وهو الذي يخنقه ويصرعه ( من المس ) يعني من الجنون . وقال البغوي في تفسير هذه الآية : أي الجنون . يقال " مس الرجل " فهو ممسوس . وقال ابن كثير في تفسير هذه الآية : لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له . وقال القرطبي في تفسير هذه الآية : في هذه الآية دليل على فساد إنكار من أنكر الصرع من جهة الجان . وزعم انه من فعل الطبائع . وقال شيخ الإسلام ابن تيمية في كتابه ( إيضاح الدلالة في عموم الرسالة للثقلين ) الموجود في مجموع الفتاوى 19/ 9 / 65 ولهذا أنكر طائفة من المعتزلة دخول الجن في بدن المصروع ولم ينكروا وجود الجن . وقال شيخ الإسلام بن تيمية أيضاً في مجموع الفتاوى مجلد 24 صفحة 276 ـ 277 ما نصه ،، وجود الجن ثابت بالكتاب والسنة واتفاق سلف الأمة وأئمتها . كذلك دخول الجني في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة آهل السنة والجماعة وذكر الآية المتقدمة في سورة البقرة 275 . ومن السنة الحديث الصحيح " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " . يقول ابن القيم في كتابه زاد المعاد في هدي خير العباد المجلد الرابع صفحة 66ـ 99 . وساق كلاما جميلا ضمنه بقوله : شاهدت شيخنا يقصد ابن تيمية يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ويقول : قال لك الشيخ اخرجي فإن هذا لا يحل لك فيفيق المصروع . وبعد سرد بعض الأدلة الشرعية وإجماع أهل العلم من أهل السنة والجماعة على جواز دخول الجني في الإنسي يتبين بطلان قول من أنكر ذلك . وهم لا دليل لهم من كتاب أو سنة أو إجماع الأمة ، فندعوهم للرجوع إلى الحق . فالحق أحق أن يتبع . والرجوع إلى الحق خير من التمادي في الباطل .. والله المستعان . وأما الأسباب التي تمكن الجني من الدخول فهي كثيرة من أهمها : البعد عن الله وعدم القيام بالواجبات وارتكاب المحرمات
وعدم التحصن بالأذكار في الصباح والمساء فيجد الشيطان مدخلا سهلا وإذا تحصن قفل جميع الأبواب للدخول . ومن ذلك دخول الجان عن طريق فرح شديد أو خوف شديد ولم يكن محصنا بالأذكار وكذلك أذية الإنسان للجان مثلا : ليسكب الماء الحار دون أن يسمي أو يدخل لقضاء الحاجة فلا يسمي ويتعوذ بالله من الخبث والخبائث . أو ينزع ثيابه في منزله ولا يسمي فيشاهد ويعجب به ويدخل فيه أو عن طريق السحر وكل ذلك إذا وجد المكان مهيأ للدخول بسبب عدم التحصن بالأذكار .
وأما الفرق بين الراقي بالرقية الشرعية والمشعوذ فإن الراقي بالرقية الشرعية يقتصر على الرقي بالقرآن والأحاديث وما ثبت من مباح ليس فيه شرك . وأما المشعوذ فقد يبدأ بالقرآن ليدجل على الناس ثم يبدأ يتمتم بكلام غير معروف ويستخدم البخور وتحضير الجان وبعضهم مشعوذ بالنصب والدجل وليس ساحرا بل يضحك على الناس ويصدقونه .] انتهى

الشيخ إبراهيم بن يحيى احمد الحكمي
عضو الدعوة والإرشاد بالإدارة العامة للسجون والواعظ بسجون منطقة الرياض وإمام وخطيب جامع الخيال بالرياض .

[ نقلاً من صحيفة " عكاظ يوم السبت 11 رمضان 1423هـ الموافق 17 نوفمبر 2002 م السنة الرابعة والأربعون العدد 13230 "]

أخوكم ومحبكم في الله / سعيد بن عيد
الخميس 23 / رمضان المبارك /1423هـ .
http://gesah.net/vb/vb/showthread.p...15628#post15628

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2004, 04:03 PM   #3
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

أبو البراء
مشرف عام منتدى الرقية الشرعية


التسجيل : Jun 2002
البلد :
المشاركات : 520


هل للجان القدرة على صرع الإنسان ؟؟؟
الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أشكرك أخي الكريم ( سعيد بن سعيد ) على طرحك هذا الموضوع القيم والمفيد ، حيث ظهر في الآونة الأخيرة كثير من الأصوات التي تنكر تلبس الجن بالإنس ( الاقتران الشيطاني ) ، وهذه الظاهرة في حقيقتها ليست وليدة هذا القرن أنما هي تقليد أعمى لبعض من سبق في بحث هذا الأمر ، وحيث أنني قد قمت بتأصيل هذه المسألة من الناحية الشرعية في كتابي ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) ، وأوردت كافة الأدلة النقلية الصحيحة من كتاب الله وسنة رسوله صلى الله عليه وسلم وأقوال أهل العلم قديماً وحديثاً ، ومن أراد الاستزاد فعليه العودة إلى الكتاب المذكور ، فقد بينت أن الأمر ثابت في الكتاب والسنة وعند أثبات علماء أهل السنة والجماعة 0

وبناء على تساءل أخي الكريم ( المتأمل خيراً ) فلا بد تحت هذا العنوان من عرض مسألتين أساسيتين هما :

الأولى : تعريف الصرع ( المس ) في اللغة والإصطلاح :

المس لغة : مس الجن للإنسان 0

قال ابن منظور : ( ثم استعير المس للجنون كأن الجن مسته يقال به مس من جنون ) ( لسان العرب – 6 / 218 ) 0

المس اصطلاحا : ( هو تعرض الجن للإنس بإيذاء الجسد خارجيا أو داخليا أو كليهما معا ، بحيث يؤدي ذلك لتخبط في الأفعال مما يفقد المريض النظام والدقة والأتاة والروية في أفعاله ، وكذلك يؤدي للتخبط في الأحوال فلا يستقر المريض على حالة واحدة )0

قال صاحبا الكتاب المنظوم فتح الحق المبين : ( والمس اصطلاحا : أذية الجن للإنسان من خارج جسده أو من داخله أو منهما معا ، وهو أعم من الصرع ) ( فتح الحق المبين في علاج الصرع والسحر والعين – ص 61 ) 0

الثاني : بعض أقوال أهل العلم من المتقدمين والمتأخرين ممن أنكر الصرع وأرجعوا حالاته للوسوسة والرد على ذلك :

قال القاضي أبو يعلى : ( ولا سبيل للشيطان إلى تخبيط الإنسي كما كان له سبيل إلى سلوكه ووسوسته ، وما تراه من الصرع والتخبط والاضطراب ليس من فعل الشيطان لاستحالة فعل الفاعل في غير محل قدرته ، وإنما ذلك من فعل الله تعالى بجري العادة ، ولا يكون المجنون مضطراً إلى ذلك 0
وقد يتوصل من الشيطان وسواس ، والوسواس يحتمل أن يفعل كلاماً خفياً يدركه القلب ، ويمكن أن يكون هو الذي يقع عند الفكر ، ويكون منه مس وسلوك ودخول في أجزاء الإنسان ويتخطفه ، خلافاً لبعض المتكلمين في إنكارهم سلوك الشيطان في أجسام الإنس ، وزعموا أنه لا يجوز وجود روحين في جسد ، والدلالة عليه قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 ) ، وقال تعالى : ( الَّذِي يُوَسْوِسُ فِى صُدُورِ النَّاسِ ) ( سورة الناس – الآية 5 ) ، وقال النبي صلى الله عليه وسلم : ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه ) ، ولأنه لا يمتنع أن يدخل الشيطان في أجسامنا سواء كانت رقيقة أو كثيفة كالطعام والشراب ) ( المعتمد في أصول الدين – ص 173 ، 174 ) 0

* قال الجُبَّائي : ( الناس يقولون : المصروع إنما حدثت به تلك الحالة لأن الشيطان يمسه ويصرعه ، وهذا باطل ، لأن الشيطان ضعيف لا يقدر على صرع الناس وقتلهم ، والشيطان يمس الإنسان بوسوسته المؤذية التي يحدث عندها الصرع ، وهو كقول أيوب عليه السلام : ( أَنِّى مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ) ( سورة ص – الآية 41 ، 42 ) وإنما يحدث الصرع عند تلك الوسوسة ، لأن الله تعالى خلقه من ضعف الطباع ، وغلبة السوداء عليه بحيث يخاف عند الوسوسة ، فلا يجترئ ، فيصرع عند تلك الوسوسة ، كما يصرع الجبان من الموضع الخالي 0 ولهذا المعنى لا يوجد هذا الخبط في الفضلاء الكاملين ، وأهل الحزم والعقل ، وإنما يوجد فيمن به نقص في المزاج وخلل في الدماغ ) ( تفسير الفخر الرازي – باختصار – 7 / 95 ، 96 ) 0

* قال الشيخ مصطفى المراغي في تفسير آية " كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " : ( إن هذا النص القرآني جاء موافقاً لما يعتقده العرب ، وإن كان من " زعماتهم " فكانوا يقولون : رجل ممسوس : أي مسه الجن ، ورجل مجنون : إذا ضربته الجن ) ( تفسير المراغي – 3 / 63 ، 64 ) 0

* قال الألوسي : ( وقد أنكر القَفَّالُ من الشافعية أيضاً أن كون الصرع والجنون من الشيطان ، لأنه لا يقدر على ذلك ) ( روح المعاني – 3 / 49 ) 0

* قال الزمخشري : ( وتخبط الشيطان من زعمات العرب ، يزعمون أن الشيطان يخبط الإنسان فيصرع 0 والمس والجنون 0 ورجل ممسوس وهذا أيضاً من زعماتهم 0 وأن الجني يمسه فيختلط عقله 0 وكذلك جن الرجل معناه ضربته الجن ) ( تفسير الكشاف – 1 / 165 ) 0

وتبعه البيضاوي في قوله وهو : ( أي التخبط والمس ، وأرد على ما يزعمون الخ 00 ) ( تفسير البيضاوي - 1 / 173 ) 0

وتبعهما أبو السعود في هذا القول ( تفسير المنار – 3 / 195 ) 0

قال القاضي عبد الجبار الهمذاني المعتزلي : ( وربما قيل : إن قوله : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – 275 ) كيف يصح ذلك وعندكم أن الشيطان لا يقدر على مثل ذلك ؟ 0 وجوابنا أن مس الشيطان : إنما هو بالوسوسة كما قال تعالى في قصة أيوب : ( مَسَّنِى الشَّيْطَانُ بِنُصْبٍ وَعَذَابٍ ) ( سورة ص - 42 ، 43 ) كما يقال فيمن تفكر في شيء يغمه قد مسه التعب ، وبين ذلك قوله في صفة الشيطان : ( وَمَا كَانَ لِى عَلَيْكُمْ مِنْ سُلْطَانٍ إِلا أَنْ دَعَوْتُكُمْ فَاسْتَجَبْتُمْ لِى ) ( سورة إبراهيم – جزء من الآية 22 ) ولو كان يقدر على أن يخبط لصرف همته إلى العلماء والزهاد وأهل العقول ، لا إلى من يعتريه الضعف ، وإذا وسوس ضعف قلب من يخصه بالوسوسة ، فتغلب عليه المرة ، فيتخبط كما يتفق ذلك في كثير من الإنس إذا فعلوا ذلك بغيرهم ) ( تنزيه القرآن عن المطاعن – ص 54 ) 0

وقد رد الناصر في " الانتصار " حيث قال : ( معنى قول الكشاف من زعمات العرب أي كذباتهم وزخارفهم التي لا حقيقة لها 0 وهذا القول على الحقيقة من تخبط الشيطان بالقدرية من زعماتهم المردودة بقواطع الشرع - ثم ساق ما ورد في ذلك من الأحاديث والآثار – وقال بعده : واعتقاد السلف وأهل السنة أن هذه أمور على حقائقها واقعة كما أخبر الشرع عنها 0 وإنما القدرية خصماء العلانية 0 فلا جرم أنهم ينكرون كثيراً مما يزعمونه مخالفاً لقواعدهم 0 من ذلك : السحر ، وخبطة الشيطان ، ومعظم أحوال الجن 0 وإن اعترفوا بشيء من ذلك فعلى غير الوجه الذي يعترف به أهل السنة وينبئ عنه ظاهر الشرع في خبط طويل لهم ) ( نقلاً عن التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء – ص 61 ) 0

قال ابن عاشور : ( وترددت أفهام المفسرين في معنى إسناد المس بالنصب والعذاب إلى الشيطان ، فإن الشيطان لا تأثير له في بني آدم بغير الوسوسة كما هو مقرر من مكرر آيات القرآن ، وليس النصب والعذاب من الوسوسة ولا من آثارها ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 75 ) 0

وقال أيضاً : ( 000 وعندنا هو أيضاً مبني على تخييلهم ، والصرع إنما يكون من علل تعتري الجسم ، مثل فيضان المِرَّة عند الأطباء المتقدمين وتشنّج المجموع العصبي عند المتأخرين ، إلا أنه يجوز عندنا أن تكون هذه العلل كلها تنشأ في الأصل من توجهات شيطانية ، فإن عوالم المجردات – كالأرواح – لم تنكشف أسرارها لنا حتى الآن ، ولعل لها ارتباطات شعاعية هي مصادر الكون والفساد ) 0

وقال : ( والذي يتخبطه الشيطان هو المجنون الذي أصابه الصرع ، فيحدث له اضطرابات 0 ويسقط على الأرض إذا أراد القيام ) ( تفسير التحرير والتنوير – 3 / 82 ، 83 ) 0

قال الأستاذ أبو الوفا محمد درويش من جماعة أنصار السنة : ( يزعم الناس أن للشيطان قدرة على خبط الإنسان وضربه ومسه مساً مادياً يؤدي به إلى الصرع ، وهذا زعم باطل كل البطلان ، روجه في الناس طائفة من الدجالين الذين يحاولون أن يحتالوا على الناس ليسلبوهم أموالهم ويعبثوا بعقولهم 0

وقال أيضاً : ( ولا حجة لهم في هذا ، لأن المسَّ فيه معنى غير المعنى الذي يتوهمون ، فهو من الأمور الغيبية التي نؤمن بها ولا ندرك كنهها ، ولو كان كما زعموا أصبح الناس جميعاً صرعى يتخبطون ، وهذا غير الواقع المشاهد ) ( صيحة حق – ص 204 ) 0

قال الشيخ محمود شلتوت : ( ومع هذا كله قد تغلب الوهم على الناس ، ودرج المشعوذون في كل العصور على التلبيس ، وعلى غرس هذه الأوهام في نفوس الناس ، استغلوا بها ضعاف العقول والإيمان ، ووضعوا في نفوسهم أن الجن يلبس جسم الإنسان ، وأن لهم قدرة على استخراجه ، ومن ذلك كانت بدعة الزار ، وكانت حفلاته الساخرة المزرية ، ووضعوا في نفوسهم أن لهم القدرة على استخدام الجن في الحب والبغض ، والزواج ، والطلاق ، وجلب الخير ودفع الشر ، وبذلك كانت " التحويطة والمندل وخاتم سليمان " 000 وقد ساعدهم على ذلك طائفة من المتسمين بالعلم والدين ، وأيدوهم بحكايات وقصص موضوعة ، أفسدوا بها حياة الناس ، وصرفوهم عن السنن الطبيعية في العلم والعمل ، عن الجد النافع المفيد 0
وجدير بالناس أن يشتغلوا بما يعنيهم ، وبما ينفعهم في دينهم ودنياهم ، جدير بهم أن لا يجعلوا لدجل المشعوذين سبيلاً إلى قلوبهم فليحاربوهم وليطاردوهم حتى يطهر المجتمع منهم ، وليعرفوا ما أوجب الله عليهم معرفته مما يفتح لهم أبواب الخير والسعادة ) ( الفتاوى – ص 27 ) 0

قال الغزالي – رحمه الله – في تقديمه لكتاب " الأسطورة التي هوت " : ( هناك خلافات فقهية ينبغي أن نعلن وفاتها ونفض اليدين منها 0 وبعض الناس يجاوز النقل والعقل معاً ، ويتعلق بمرويات خفيفة الوزن أو عديمة القيمة ، ولا يبالي بما يثيره من فوضى فكرية تصيب الإسلام وتؤذي سمعته ! ومن هذا القبيل زعم بعض المخبولين أنه متزوج بجنية ، أو أن رجلاً من الجن متزوج بإنسية ، أو أن أحد الناس احتل جسمه عفريت ، واستولى على عقله وإرادته ! وقد التقيت بأصحاب هذه المزاعم في أقطار شتى من دار الإسلام ، وقلت ساخراً : هل الجن تخصصوا في ركوب المسلمين وحدهم ؟
فقلت : أي روايات بعد ما كشف القرآن وظيفة الشيطان ورسم حدودها ؟ فكيف يحتل الجني جسماً ويصرفه برغم أنف صاحبه المسكين ؟ إن الشيطان يملك الوسوسة ، والتحصن منها سهل بما ورد من آيات وسنن 0 فلا تفتحوا أبواباً للخرافات بما تصدقون من مرويات تصل إليكم ! قال لي أحدهم : إن هناك شياطين متشردة قد تعتدي على هذا وذاك من الفتيان والفتيات ولا حرج علينا أن نطلب لهم الطب الشافي من أي مصدر ! وقد بلغنا أن رجالاً من أمتنا كانوا يستخرجون الأرواح الشريرة من أجسام هؤلاء المصابين المساكين ، ونحن نصدقهم ونتأسى بهم ! وقد شاع هذا القول منسوباً إلى ابن تيمية – رحمه الله – 0
قلت : هناك أمراض نفسية أصبح لها تخصص علمي كبير ، وهذا التخصص فرع من تخصصات كثيرة تعالج ما يعتري البشر من علل 00 ولكني لاحظت أنكم تذهبون إلى دجالين في بعض الصوامع والأديرة فيصفون لكم علاجات سقيمة ويكتبون لكم أوراقاً ملئ بالترهات ، فهل هذا دين ؟
إن الإسلام دين يقوم على العقل ، وينهض على دعائم علمية راسخة ، وقد استطاعت أمم في عصرنا هذا بالعلم أن تصل إلى القمر ، وتترك عليه آثارها ! فهل يجوز لأتباع دين كالإسلام أن تشيع بينهم هذه الأوهام عن عالم الجن ، فيجروا وراءها هنا وهناك ؟ إن الله عز وجل سائل المسلمين عما فعلوا بدينهم وعما لحق بهذا الدين البريء من تهم 00 ! ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان – باختصار - ص 5 ، 8 ) 0

قال الشيخ جاد الحق علي جاد الحق شيخ الأزهر – رحمه الله - : ( أنه لا يوجد دليل قطعي في العقيدة الإسلامية على إمكانية دخول الجن في جسد إنسان وامتزاجهما جسداً واحداً 000 وقال : إنه لهذا من ينكر هذه الإمكانية لا يكفر أو يفسق ، لأنها ليست من العقائد أو الغيبيات 0
وبين حقيقة المس حيث قال : إنه يكون بمثابة تسلط من الجن على الإنس كما يحدث في التنويم المغناطيسي الشائع حيث يتبع الإنسان الذي يتم تنويمه المنوم المغناطيسي في أقواله ولغته وربما في صوته 0
وأضاف أنه لذلك فإن ما يحدث " للمصروع " ليس أثراً لتداخل جسمين " جن وإنس " وامتزاجهما جسداً واحداً أو نحوه وإنما نتيجة التسلط كما يحدث في التنويم المغناطيسي ) ( جريدة الرأي الأردنية – العدد 8442 ، تاريخ 2 جمادى الثانية 1415 هـ ، الموافق 6 تشرين الثاني 1994 م ) 0

قلت : هذا الكتاب وهو " الأسطورة التي هوت " كتاب يرد المسألة من أساسها – أعني بذلك صرع الجن للإنس – حيث رد أقوال علماء الأمة الأجلاء وتجرأ عليهم بأسلوب فيه انتقاص من قدرهم وتهكم لمعرفتهم ، بل وصل به الأمر إلى تضعيف الصحيح وتنميق السقيم ، واتبع بذلك أسلوبا يعتمد على الكلام المنمق والعبارات المعسولة دون اتباع الدليل النقلي الصحيح ، والذي يرى – من وجهة نظره – أنها أدلة ضعيفة ، ولا يهمنا الكاتب بقدر ما يهمنا المنهج والمعتقد الذي يحمله ويروج له ، ومن خلال تتبعي لصفحات هذا الكتاب وما سيق فيه من ترهات وتجاوزات وشطحات وذكر لبعض القصص المختارة بعناية فائقة وكأنها أصبحت الدليل الذي يستند إليه الكاتب في تقرير هذه المسألة الشرعية ، أرى أن صاحبها من أصحاب المدرسة العقلية الإصلاحية التي تتجه في تقرير المسائل إلى تقديم العقل على النقل ، وهذا منهج المعتزلة الذين خالفوا سلف الأمة وأئمتها فإلى الله المشتكى ولا حول ولا قوة إلا بالله ) 0

يقول الشيخ محمد بن محمد الناجم الشنقيطي : ( الغزالي أفضى إلى ما قدم ، ومنهجه معروف ولا يحتج بكلامه ، لأنه سلك مسلك العقلانيين في الدين وذلك عين الضلال إذ :-
ليس للعقل مجال في النظر00000000000000000000000إلا بقدر ما من النقل ظهر
( منهج الشرع في بيان المس والصرع – الحاشية - ص 126 ) 0

قال الدكتور محمد الشريف عميد كلية الشريعة في جامعة الكويت عندما سئل عن حقيقة مس الجن للإنسان هل هو حقيقة أم خيال ؟

( إن طرق إثبات الحقائق في الواقع ثلاثة : إما عن طريق الحس ، أي بالحواس الخمس ، إذا لم يعتبرها لبس أو خطأ ، أو بالعقل والمقصود به القواعد العقلية المتفق عليها وليست عقل لكل فرد على حدة ، أما الطريق الثالث والأخير فهو عن طريق الخبر الصادق أي الذي لا يختلف عليه أحد ، والمقصود به الخبر القطعي غير القابل للشك 0
وقضية مس الجن للإنسان أو التلبس به لم يثبت عن أي طريق من هذه الطرق الثلاث ، فأخباره إما صحيحة غير صريحة ، وإما صريحة غير صحيحة 0 كما أن قصص وحكايات الناس عنه ناتجة عن أوهام وتخيلات ، ولهذا السبب ذهب كثير من علماء المسلمين إلى عدم إمكانه مشيراً إلى ضرورة وجود الأدلة والبراهين الصادقة لا بالتخيلات والأوهام وبعض المعلومات السطحية التي قد يكون قرأها في بعض الكتب غير المثبتة ، ولذا فلا أرى المس حقيقة يمكن تقديم الدليل عليها ) ( مجلة الفرحة – العدد 42 – مارس 2000 م – ص 30 ، 31 ) 0

قال الأستاذ زهير الشاويش : ( أنه لا يرى هناك تلبساً حقيقياً ، وإنما هي حالات مرضية تعتري بعض الناس ، وهم في الغالب يعانون من ضعف في مداركهم ، أو يمرون في ظروف خاصة ، وأحوال نفسية 000 ويزيد ذلك عليهم الذين يحيطون بهم والذين يتولون علاجهم من الدجاجلة وبعض الأطباء أحياناً ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 68 ) 0

قال صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الجان بالإنسان " : ( لاختلاف المدارس الفكرية والعقلية والنقلية في القرون الوسطى ، واختلاف مناهجهم في الأصول التي يعتمدون عليها ، تختلف وجهات النظر في أمر يعد من الاجتهاد بمكان ، وذلك بالنظر إلى القرآن ، والحديث ، والأخبار في ضوء الأصول العقلية الراجحة 0
وأكثر العلماء في جميع العصور مبتلون بالتقليد لمن سبقهم ، ذلك أنهم يخشون أن يناقشوا ما أجمع جمهورهم عليه ، للرهبة التي كانت تتسلط عليهم بمخالفة الدين وشرائع الإسلام والزندقة وغيرها 0
وقل أن تجد فيهم من يناقش المسائل بتجرد علمي قائم على معالجة النصوص معالجة الدليل والبرهان ، والفهم الذي لا يقوده إليه التقليد ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 53 ) 0

وقال : ( بدأت أكتب وأنا في ذهني وبداية كتابتي ما كان أمامي إلا إثبات الصرع ، والرد على من ينكره 0
وإذا بي أفاجأ أن ما كنت أعتقده باطل لا أساس له ، ولا دليل يصح فيه ، وهو أوهام لصقت بي من هنا وهناك 00 ، وأن الأمور التجريبية فيه قائمة على وجهة نظر خالية من دليل إلا أن يكون دليل الجهالة وعدم المعرفة 00 حتى صار كل مجهول السبب والعلة سببه شيطان أو جني يعبث بنا 00 إلى غير ذلك من الخرافات 00 التي تلعب دورها أكثر شيء عند ذوي ال******ات والمصدقين بالغيب ما صح منه وما كذب فيه 0
وقال أيضاً : وذهب جمهور المفسرين الذين تعرضوا لهذه الآية – يعني آية " إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " – إلى أنها دليل على الصرع ، والمعنى : لا يقومون إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له حقيقة 0
والواقع أن هذا التفسير بعيد ، ولا يعرف المس بهذا المعنى !!
ولو استقرأنا ما ورد في كتاب الله تعالى من المس ، لما وجدناه يخرج عن الوسوسة التي نبه الشيطان نفسه أنه لا يحسن غيرها كما في آيات كثيرة ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان – باختصار - ص 72 ، 73 ) 0

ثم ساق بعض النصوص الحديثية من السنة في هذه المسألة إلى أن قال : ( هذه أهم النصوص التي احتجوا بها في الصرع وإثباته ، وهي لا تخلو من أحد أمرين :
الأول : أن يكون معناها الذي ذكروا غير مسلم به ، بل ما لم يذكروا من معان أقوى في المسألة وأرجح 0
الثاني : أن تكون ضعيفة ضعفاً لا يقبل معه الاحتجاج بها ، ولا تصلح بمجموعها أن تتقوى ، لأن أغلبها شديد الضعف واضح النكارة في بعض رواتها ، ولأن قسماً منها نشأ من خطأ بعض الرواة فأعرضنا عنها ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 96 ) 0

ومما قاله أيضاً : ( وقد سمعت وجلست مع عدد من المعالجين الذين كانوا يقومون على إخراج الجن ، فتبين لهم أنهم كانوا في أوهام ، فاعتزلوا هذا العمل وحذروا منه وكان ممن سمعت عنهم وكان له مثل ذلك الموقف أحد المتقدمين في هذه الصنعة ، وهو الشيخ علي مشرف العمري في المدينة المنورة 0

وقال : يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أن الإنس قد يؤذون الجن بالبول عليهم ، أو بصب ماء حار ، أو بقتلٍ ونحو ذلك ، دون أن يشعروا ، فيجازي الجن حينئذ فاعل ذلك من الإنس بالصرع 00

ويقول بعد أن نقل كلام شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله - وهذا مردود لأسباب ، منها : أن لا دليل على تأذي الجن من ذلك ، ومنها أن الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر ، ومجمل النصوص القرآنية والحديثية ، ومنها أن ذلك القول لم نتلقه إلا من بعض الذين صرعوا أنفسهم بالأوهام والخرافات والحالات النفسية 000 وليس من يتكلم على لسانهم – على زعمهم – بثقة أصلاً ، فكيف نقبل كلامه على فرض أن المتكلم جني 0

ثم قال : ويقول كثيرون : إن قراءة آية الكرسي وقراءة القرآن على المصروع يؤذي الجن ، واستدلوا ببعض الأحاديث والمشاهدات الحسية لذلك 0
وينقل رده على ذلك حيث يقول : إن القرآن مصدر هداية لا مصدر تعذيب وإهانة ، فآيات القرآن كلها تشير أن القرآن مصدر هداية للعالمين جميعاً ، وهو تشريع من رب العالمين ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 102 ، 103 ) 0

ويقول أيضاً : ( أما أن الصوت المتغير دليل على تلبس الجن ، وأن هذا صوته ، فليس يصح دليلاً ، لأن الحالات النفسية عند الإنسان أحياناً تلجئه إلى تمثيل أدوار وانفصام في الشخصية ، ولا علاقة لهذا بالجن مطلقاً 0 ويستطيع كل واحد منا أن يغير صوته بتخشين وتضخيم وترقيق وغير ذلك ، فهل إذا فعل أحدنا هذا كان متلبساً بالجن ؟! دليل غير مقنع ، ولا دليل عليه من القرآن ولا من السنة ، ولا من فعل السلف فيما صح عنهم ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 106 ) 0

وقال أيضاً : ( وأما ما يدعونه من أن المصروع يكتسب قوة غريبة يعجز عنها عدد من الإخوة ، فلا أظن أن له تفسيراً غير أن المصروع نتيجة اقتناعه بحلول الجني فيه ، يتمثل وكأن فيه قوة خارقة يحاول أن يعبر عنها 0 هذا في بعض الحالات ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 107 ) 0

وقال : ( وأما ما يدعونه من أن الضرب للمصروع إنما يقع على الجني نفسه ، فهذا عندي باطل ، لأن الماديات كما قررت في كتابي المطول لا تؤثر بالجن في أي حال من الأحوال ، وبعض المعالجين الذين رأيتهم استنكروا أن تكون قضية الضرب مجدية في الجني ، أو مؤثرة فيه ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 108 ) 0

ويقول أيضاً : ( أما أن بعض الأورام أو الآثار تظهر على جسم الإنسان بسبب الجن ، فهذا ادعاء لظاهرة وجدت مع المرض ، واختفت بعد زوال المرض ، وهو المرض النفسي أو العضوي ، لذا فالمسألة بحاجة إلى تحليل ودراسة من قبل المتخصصين في الطب العضوي والنفسي ، لا من قبل الاجتهاد الشخصي لظاهرة قد يخطئ في إدراكها 0
وأما أن المصروع يتكلم ببعض اللغات وبعض الغيبيات فقد ثبت بالتجربة المتكررة عندي وعند غيري أن المصروع يسأل عن أشياء في الغرفة التي يخاطب فيها نفسها ، ومع ذلك لا يعرفها ، وهذا الأمر مجرب بكثرة ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 111 ) 0

وينهي حديثه بخاتمة القول في الصرع فيقول : ( تبين لنا أن لا دليل واضح من الكتاب والسنة على الصرع ، ولا يصح إسناد إلى السلف في معالجته ، وإن صح فإنما هو اجتهاد وليس بحجة 0
ولم تشتهر مسألة الصرع اشتهاراً قوياً إلا في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فقد حذا حذو تلك القصص المذكورة في الأحاديث غير الصحيحة والأحداث الواردة عند بعض السلف ، والتي لم تثبت صحتها 0
وليس هناك في حالات الصرع المذكورة قديماً وحديثاً ما يدل أنها من الجن ، وما ظن أنه منه فاحتمال ضعيف جداً ، والواقع أن له تفسيرات أخرى أقوى ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 113 ) 0

وأختم كافة هذه الترهات والأباطيل التي ساقها صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " وما أرى إلا أنه قد هوى في بحر الضلال والزيغ والباطل ، وحسب ظني وتقديري فإن الكاتب لا يعي ما يقول ، فاقرأ وتمعن :

( عندما خاطبت المريض ، فإني خاطبت العقل اللاواعي ، ولم أخاطب جنياً ، بل خاطبت الوهم الموجود في عقله اللاواعي ، والذي اسمه زيزفونة ، وأخرجته بالإيحاء لهذا العقل ، وعندما يعود سمير إلى عقله الظاهر سوف يعلم فيما بعد إذا احتاج عقله الظاهر إلى عقله اللاواعي ، وهو مخزن الوهم ، سيجد أن لا وهم في هذا المخزن ، ولن تعود هذه الحالة له مطلقاً ) ( نقلاً عن كتاب " الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان - ص 122 ) 0

تلك بعض النقولات التي ساقها ذلك الهدام والتي تؤكد بما لا يدع مجالاً للشك المنهجية العقلية في الحكم على هذه المسألة - أعني صرع الجن للإنس – وأجد نفسي مترفعاً أن أدخل في نقاش تفصيلي لكل ما ورد آنفاً فصفحات هذه الموسوعة تجيب بأسلوب واضح وبيان ساطع على كافة هذه الترهات والأباطيل ، خاصة ما ذكره الشيخ الغزالي –رحمه الله- وصاحب كتاب" الأسطورة التي هوت " ، لاسيما ما حوته صفحات هذا الكتاب من نقاش وتضعيف لكثير من الأحاديث الصحيحة المأثورة ، وأذكر في ذلك ما نقله العلامة الشيخ " مقبل بن هادي الوادعي " – حفظه الله – حيث يقول : ( فإني لما كنت بمدينة رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم بلغني أن بعض الناس ينكرون " حديث السحر " فقلت لمن أخبرني : إنه في البخاري ومسلم ، فقال : وهم ينكرونه ، فقلت : بمن ضعفوه ، وكنت أظن أنهم يسلكون مسالك العلماء في النقد والتجريح لعلهم وجدوا في سنده من هو سيئ الحفظ أو جاء موصولاً والراجح أنه منقطع أو جاء مرفوعاً والراجح فيه الوقف كما هو شأن الحافظ الدارقطني - رحمه الله - في انتقاداته على الصحيحين فإذا هؤلاء الجاهلون أحقر من أن يسلكوا هذا المسلك الذي لا يقوم به إلا جهابذة الحديث ونقاده والميزان عند هؤلاء أهواؤهم فما وافق الهوى فهو الصحيح ، وإن كان من القصص الإسرائيلية أو مما لا أصل له وما خالف أهواءهم فهو الباطل ، ولو كان في الصحيحين بل ربما تجاوز بعض أولئك المخذولين الحد وطعن في بعض القصص القرآنية 0
لذا رأيت أن أقدم لإخواني طلبة العلم هذا الحديث الشريف وتوجيه أهل العلم لمعناه على المعنى الذي يليق بشرف النبوة والعصمة النبوية ولا أدعي أنني صححت الحديث فهو صحيح من قبل أن أخلق ومن قبل أن أطلب العلم وما طعن فيه عالم يعتد به وناهيك بحديث اتفق عليه الشيخان ورواه الإمام أحمد من حديث زيد بن أرقم ولا يتنافى معناه مع أصول الشريعة 0
والذي أنصح به طلاب العلم أن لا يصغوا إلى كلام أولئك المفتونين الزائغين وأن يقبلوا على تعلم الكتاب والسنة وأن يبينوا للناس أحوال أولئك الزائغين ويحذروا منهم ومن كتبهم ومجلاتهم وندواتهم والله أسأل أن يحفظ علينا ديننا وأن يتوفانا مسلمين ربنا لا تزغ قلوبنا بعد إذ هديتنا وهب لنا من لدنك رحمة إنك أنت الوهاب ) ( ردود أهل العلم على الطاعنين في حديث السحر – ص 3 ، 4 ) 0

وأوكد من خلال طرح هذا الموضوع وما تضمنه كتاب " الأسطورة التي هوت " من جزئيات تخالف بمجملها منهج السلف الصالح الذي يدعي الكاتب الانتماء إليه ، فإني أدعو القارئ الكريم لقراءة هذه الموسوعة قراءة متأنية ، حيث يجد رداً على كافة الشبهات المطروحة ، إلا أنني أجد نفسي مقحماً في إيضاح بعض النقاط الهامة والرئيسة في هذا الموضوع ، وأجملها بالآتي :-

أولا : إن مسألة صرع الجن للإنس من المسائل المقررة عند علماء أهل السنة والجماعة ، وقد نقل غير واحد من أثبات أهل العلم اتفاق أهل السنة عليها ، وأذكر على سبيل المثال لا الحصر : ما ذكره شيخ الإسلام ابن تيمية في " مجموع الفتاوى ( 19 / 9 ، 32 ، 65 - 24 / 277 ) ، وابن القيم في " زاد المعاد ( 4 / 66 ، 67 ) و " بدائع التفسير " ( 5 / 435 ، 436 ) و " وإغاثة اللهفان " ( 1 / 132 ) و " الطب النبوي " ( ص 68 – 69 ) ، وابن كثير في " تفسير القرآن العظيم " ( 1 / 334 – 2 / 267 ) ، والطبري في " جامع البيان في تأويل القرآن " ( 3 / 102 ) ، والقرطبي في " الجامع لأحكام القرآن " ( 3 / 230 ، 355 ) ، والألوسي في " روح المعاني " ( 2 / 49 ) ، والقاسمي في " محاسن التأويل " ( 3 / 701 ) ، وابن عاشور في " تفسير التحرير والتنوير "( 3 / 82 ) ، والفخر الرازي في " التفسير الكبير( 7 / 89 ) ، ومحمد رشيد رضا في " تفسير المنار " ( 8 / 366 ) ، والحافظ بن حجر في " فتح الباري " ( 6 / 342 – 10 / 115 ، 628 ) ، والنووي في " صحيح مسلم بشرح النووي"( 1،2،3 / 477 – 13،14،15 / 331 – 16،17،18 / 102 ، 415 ) ، والشبلي في " آكام الجان " ( ص 114 – 115 ) ، وعبدالله بن حميد في " الرسائل الحسان في نصائح الإخوان " ( ص 42 ) ، والشوكاني في " نيل الأوطار " ( 8 / 203 ) ، وابن حزم الظاهري في " الفصل في الملل والأهواء والنحل " ( 5 / 14 ) ، وبرهان الدين البقاعي في " نظم الدرر " ( 4 / 112 ) ، ومحمد الحامد الحموي في " ردود على أباطيل " ( 2 / 135 ) ، وابن الأثير في " النهاية في غريب الحديث " ( 2 / 8 ) ، والذهبي في " سير أعلام النبلاء " ( 2 / 590 – 591 ) ، وابن منظور في " لسان العرب " ( 9 / 225 ) ، والعلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - في " السلسلة الصحيحة ( حديث 2918 ، 2988 ) ، والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – في رسالة مشهورة ومتداولة ، والشيخ محمد بن صالح العثيمين في " مجموع الفتاوى " ( 1 / 156 – 157 ، 299 ) ، والشيخ أبو بكر الجزائري في " عقيدة المؤمن " ( ص 230 ) ، والشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله – في " العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة " ( ص 23 ) 0

وأذكر في سياق هذه المسألة كلاماً جميلاً لفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين حيث سئل عن حقيقة وأدلة أن الجن يدخلون الإنس ، فتراه يضع النقاط على الحروف ويجيب – حفظه الله – بالآتي :

( نعم هناك دليل من الكتاب والسنة ، على أن الجن يدخلون الإنس ، فمن القرآن قوله – تعالى - : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِي يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 ) قال ابن كثير -رحمه الله- : " لا يقومون من قبورهم يوم القيامة إلا كما يقوم المصروع حال صرعه ، وتخبط الشيطان له " 0 ومن السنة قوله صلى الله عليه وسلم ( إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم ) ( متفق عليه ) 0
وقال الأشعري في مقالات أهل السنة والجماعة : " إنهم – أي أهل السنة – يقولون إن الجني يدخل في بدن المصروع " 0 واستدل بالآية السابقة 0
وقال عبدالله بن الإمام أحمد : " قلت لأبي : إن قوماً يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنسي فقال : يا بني يكذبون هو ذا يتكلم على لسانه )0
وقد جاءت أحاديث عن رسول الله صلى الله عليه وسلم رواها الإمام أحمد والبيهقي ، أنه أتي بصبي مجنون فجعل النبي صلى الله عليه وسلم يقول " : اخرج عدو الله ، اخرج عدو الله " ، وفي بعض ألفاظه : " اخرج عدو الله أنا رسول الله " 0 فبرأ الصبي 0
فأنت ترى أن في هذه المسألة دليلاً من القرآن الكريم ودليلين من السنة ، وأنه قول أهل السنة والجماعة وقول أئمة السلف ، والواقع يشهد به ، ومع هذا لا ننكر أن يكون للجنون سبب آخر من توتر الأعصاب واختلال المخ وغير ذلك ) ( مجموع فتاوى ورسائل الشيخ محمد بن صالح العثيمين – 1 / 293 ، 294 ) 0

ثانيا : الأدلة النقلية في هذه المسألة متعددة ، فظاهر القرآن ، وصريح السنة الصحيحة يؤكدان حصول ذلك ، وكذلك آثار السلف الصالح ، وقد تم إيضاح ذلك سابقا 0

ثالثا : لم ينقل الخلاف في هذه المسألة إلا عن بعض أفراد الرافضة والمعتزلة ، أو من تأثر بعقيدتهم ومنهجهم من المنتسبين إلى أهل السنة ، وهم ندرة 0

رابعا : يلاحظ من كافة النقولات المذكورة آنفا خاصة ما نقله صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " هو تحكيم العقل في تقرير المسائل وإصدار الحكم عليها ، ولا يخفى على كل مسلم أن هذا الاتجاه يخص أصحاب المدرسة العقلية " الإصلاحية " ، ومن روادها جمال الدين الأفغاني ومحمود شلتوت ومحمد عبده 0
ولا ينكر مسلم قط أهمية العقل بالنسبة للإنسان ، فالحق جل وعلا خاطب العقل في كثير من الآيات المحكمات ، إلا أنه لا يجوز مطلقاً أن يترفع الإنسان بعقله فوق الأمور المادية المحسوسة ليخوض في قضايا غيبية لم ولن يصل إليها وإلى طبيعتها وكنهها مهما بلغ من العلم والمعرفة ، فقضايا الغيب تقرر من خلال النصوص النقلية الصحيحة ، وليس لأحد كائن من كان أن يدلو بدلوه في هذه المسائل دون الدليل النقلي الذي يؤكد ذلك ، والعقل الصريح لا ينكر أيا من مسائل الصرع والسحر والعين ، بل يدل على إمكانية وقوعها وحدوثها فعلاً 0

خامسا : أما أن يقال بأن " الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر " فهو كلام باطل ، فالعلاقة بين الجن والإنس علاقة قد تؤثر فيها الماديات لكلا الطرفين ، والأدلة والشواهد من السنة الصحيحة تؤكد ذلك ، فقد ثبت من حديث أبي الدرداء - رضي الله عنه - قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : ( إن عدو الله إبليس جاء بشهاب من نار ، ليجعله في وجهي ، فقلت : أعوذ بالله منك – ثلاث مرات – ثم قلت : ألعنك بلعنة الله التامة ، فلم يستأخر – ثلاث مرات – ثم أردت أن آخذه ، والله لولا دعوة أخينا سليمان لأصبح موثقا يلعب به ولدان أهل المدينة ) ( أخرجه الإمام مسلم في صحيحه – كتاب المساجد – صحيح الجامع 2108 ) ، وفي رواية : ( فخنقته حتى شعرت ببرد لعابه ) 0

يقول الإمام الماوردي في كتابه " أعلام النبوة " في معرض الحديث عن الجن والشياطين ، رادّاً على من أنكر خلق الجن 0 وقد بنى ردّه على شيئين : البرهان النقلي والبرهان العقّلي لمن لم يؤمن بالنصوص الشرعية ، وهو بحث قيم حرصت على ذكره لارتباطه بهذه الجزئية ، قال - رحمه الله - : ( الجن من العالم الناطق المميز ، يأكلون ويشربون ويتناكحون ويموتون ، وأشخاصهم محجوبة عن الأبصار وإن تميزوا بأفعال وآثار 0 إلا أن يختص الله برؤيتهم من يشاء ، وإنما عرفهم الإنس من الكتب الإلهية ، وما تخيلوه من آثارهم الخفية ) ( نقلاً عن كتاب " حقيقة الجن والشياطين من الكتاب والسنة " للمؤلف الأستاذ " محمد علي حمد السيدابي " – ص 12 ) 0

ومن هنا فإن علماء الأمة يقررون الآثار المادية بين عالم الإنس وعالم الجن ، وبالتالي فإن علاقة الجان بالإنسان قد تتعدى الدخول والتلبس ؛ لتصل إلى الإيذاء ، والمس ، والصرع ، والخطف ، والقتل ، وغيره ، لا سيما أن التجربة تعضد ذلك ، وهي خير شاهد عليه 0

يقول الدكتور عبدالكريم نوفان عبيدات : ( الاتصال بين الجن والإنس اتصال من نوع خاص ، يختلف فيه عن الاتصال بين الإنسان وأخيه الإنسان ، بل هو اتصال يناسب طبيعة كل منهما ، وفي الحدود التي رسمتها سنن الله تعالى وقوانينه الكونية والشرعية 0 والجن موجودون في كل مكان يكون فيه إنس ، ضرورة أن يكون لكل إنسي شيطاناً وهو قرينه من الجن كما ورد في الحديث ، وهم على هذا يحضرون جميع أحواله وتصرفاته ، لا يفارقونه إلا أن يحجزهم ذكر الله تعالى 0
والجن مسلَّطون على الإنس بالوسوسة والإغواء تارة ، وتارة أخرى يلبسون جسم الإنسان ، فيصاب عن طريقهم بمرض من الأمراض كالصرع والجنون والتشنج ، وقد يضلون الإنسان عن الطريق ، أو يسرقون له بعض الأموال ، أو يعتدون على نساء الإنس ، وغير ذلك ) ( عالم الجن في ضوء الكتاب والسنة – ص 254 ) 0

سادسا : ليس مع المنكرين لتلك المسائل سواء كانت متعلقة بالصرع أو السحر أو العين ، سوى شبهات عقلية واهية ، وحجج نظرية متهاوية ، وإذا أمعنت النظر في صفحات كتاب " الأسطورة التي هوت " لا تجد منطلقاً ومنهجاً صحيحاً في الحكم على الأحاديث ، ولا تجد اتباع مسلك العلماء في النقد والتجريح ، ومن ذلك قوله : ( أن تكون النصوص الحديثية ضعيفة ضعفاً لا يقبل معه الاحتجاج بها ، ولا تصلح بمجموعها أن تتقوى ، لأن أغلبها شديد الضعف واضح النكارة في بعض رواتها ، ولأن قسماً منها نشأ من خطأ بعض الرواة فأعرضنا عنها ) 0
ولو تتبعت المنقول في هذا الكتاب – أعني الأسطورة - لوجدت قصصاً صيغت بأسلوب يثبت للقارئ ، بأن موضوع الصرع وما يدور في فلكه من أمور أخرى ، هي عبارة عن أوهام وخرافات وأساطير ، ولا أشك مطلقا بأن من استشهد بهم الكاتب من معالجين على أصناف ثلاثة : الأول : صنف نسجه الكاتب من وهمه ومخيلته ، والثاني : جاهل لا يفرق بين أساسيات الرقية الشرعية كحال كثير من المعالجين اليوم ، والثالث : صنف أغوته الجن والشياطين ولبّست عليه في عقله وقلبه ، حتى أصبح لا يدرك ما يقول ، بل وصل به الأمر فتجرأ على علماء الأمة وأفذاذها ، كحال صاحبنا هذا ، وانظر إلى ما يقول : ( وأكثر العلماء في جميع العصور مبتلون بالتقليد لمن سبقهم ، ذلك أنهم يخشون أن يناقشوا ما أجمع جمهورهم عليه ) 0
وقال : ( وذهب جمهور المفسرين الذين تعرضوا لهذه الآية – يعني آية " إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس " – إلى أنها دليل على الصرع ، والمعنى : لا يقومون إلا كما يقوم المصروع حال صرعه وتخبط الشيطان له حقيقة 0
والواقع أن هذا التفسير بعيد ، ولا يعرف المس بهذا المعنى !!
ولو استقرأنا ما ورد في كتاب الله تعالى من المس ، لما وجدناه يخرج عن الوسوسة التي نبه الشيطان نفسه أنه لا يحسن غيرها كما في آيات كثيرة ، ويقول أيضاً : ( ولم تشتهر مسألة الصرع اشتهاراً قوياً إلا في عصر شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – فقد حذا حذو تلك القصص المذكورة في الأحاديث غير الصحيحة والأحداث الواردة عند بعض السلف ، والتي لم تثبت صحتها ) ، وقوله أيضاً : ( يقول شيخ الإسلام ابن تيمية أن الإنس قد يؤذون الجن بالبول عليهم ، أو بصب ماء حار ، أو بقتلٍ ونحو ذلك ، دون أن يشعروا ، فيجازي الجن حينئذ فاعل ذلك من الإنس بالصرع 00 ثم يقول : وهذا مردود لأسباب ، منها : أن لا دليل على تأذي الجن من ذلك ، ومنها أن الجن عالم لا تؤثر فيهم الماديات كما هو معروف بالنظر ) 0

سابعا : ومن لم توجد لديه القناعة في إثبات تلك المسائل ، فله الحق في التوقف في إثباتها حتى يتبين له الحق ، أما اللجوء إلى أسلوب الإنكار والنفي وتجاوز ذلك لحد عدم إثبات ذلك للإسلام أو نفيه مطلقاً ، فهذا لا يجوز قطعاً ، وليس في الشرع ما ينفي هذا الأمر أو يرده 0

ثامنا : أما مسألة كلام الجني الصارع على لسان المصروع فلم أقف على دليل شرعي معتبر يثبت وقوع كلام الجني على لسان الإنسي ، وإن لم أر ما ينفيه لا عقلا ، ولا نقلا ، وقد ورد ذلك عن بعض علماء الأمة كشيخ الإسلام ابن تيمية –رحمه الله– وسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله – وفضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين ، ولكن لا بد أن يضبط الأمر بما تقتضيه المصلحة الشرعية وفق القاعدة الفقهية ( الضرورة تقدر بقدرها ) ، مع مراعاة الأمور الهامة التالية :

1)- عدم الخوض في الأمور التي لا فائدة من ورائها 0
2)- التركيز على الجانب الدعوي بالنسبة للجن وترسيخ العقيدة الصحيحة في نفوسهم 0

ومن هنا يتضح جليا جواز الخوض في بعض الأمور المتعلقة بالعلاج والتي تهم المعالِج وترفع الظلم عن المريض ، شريطة أن يكون المعالِج على قدر من العلم الشرعي بحيث يوازي بين المصالح والمفاسد ولا يؤدي مثل ذلك الحوار إلى أية مفاسد أو أضرار شرعية ، وبإمكان القارئ الكريم مراجعة هذه المسألة بالتفصيل في هذه السلسلة (منهج الشرع في علاج المس والصرع) تحت عنوان ( الحوار مع الجن والشياطين ) 0

تاسعا : الرقى الشرعية الثابتة هي قراءة القرآن المجملة بعموم نصوصه ، أو المفصلة بالآيات والسور الوارد فضلها في السنة المشرفة وآثار السلف الصالح ، أو الأدعية والتعاويذ المأثورة 0

عاشرا : لجأ كثير من المعالجين بالرقية الشرعية إلى إضافة أمور كثيرة متعددة ، ومن هذه الأمور ما له أصل في الشريعة أو مستند لبعض علماء الأمة الأجلاء ، إلا أنه استخدم بطريقة خاطئة وغير صحيحة ومن تلك الأمور تخصيص قراءة آيات معينة وبكيفيات مختلفة أو الضرب والخنق وحوار الجن والشياطين ونحو ذلك من أمور أخرى ، ومنها ما ليس له أصل في الشريعة ولا يوجد له مستند قولي أو فعلي لعلماء الأمة ، ومن ذلك ما ذكرته مفصلاً في كتابي بعنوان ( المنهج اليقين في بيان أخطاء معالجي الصرع والسحر والعين ) ، كل ذلك أدى من قبل البعض لإنكار هذه التزايدات – وهذا حق - ، ولكن أداه ذلك إلى إنكار أصل المسألة – بغير حق - ! 0

حادي عشر : إن العلوم الطبية قديمها وحديثها ليس فيها ما ينفي – من الناحية العلمية المحضة – إمكانية وقوع التلبس أو المس أو الصرع ، بل على العكس من ذلك تماماً فقد أكد علماء الغرب والمتخصصين في مجالات الطب المتنوعة إمكانية حصول ذلك ، وبإمكان القارئ الكريم العودة إلى المبحث التاسع من كتاب ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) تحت عنوان ( موقف الأطباء في العصر الحديث ) ليعلم حقيقة ذلك ، وليس مع الفئة التي أنكرت هذه المسائل إلا النفي المجرد ، وهذا باطل !! ، وأما المثبتون : فلعموم الأدلة الشرعية ، ولوقائع التجربة ، والحس ، والمشاهدة 0

ثاني عشر : لا ينكر مطلقاً ورود مرويات ضعيفة وواهية في ذكر الصرع والمس والسحر والعين ؛ وهذا لا يؤثر بأي حال من الأحوال على الأحاديث الصحيحة والحسنة ، وهذا ما قرره أهل العلم ( المتجردون ) المتبحرون في العلم الشرعي ، وقد ذكرت كثير منهم في البند الأول من هذه الفقرة 0

وإني إذ أعجب لما يقرره صاحب كتاب " الأسطورة التي هوت " في خاتمته حيث يقول : ( وما من مجتهد في مسألة إلا يبحث عن الحق أينما كان ، وليس للهوى موضع خاص فينا ، إنما هي أحوال عامة ذكرت في بعض آيات القرآن ، لا يعلمها إلا الله ، إذ موضعها القلوب فنكل علمها إلى رب العالمين ، وإليه الحساب 0
لذا من العبث والتعسف أن يذكر الهوى في مقابل كل مسألة اجتهد فيها ، وخالف بعضهم بعضاً ، وما هذه الكلمة ، وما قيلت إلا في معرض الكفرة الضالين ، أما نحن – المسلمين – فمن الواجب أن تكون المحبة والإشفاق ، هما الطاغيين على قلوبنا ، فلا منازعة ولا منافرة أن غيري خاصمني أو اتجه اتجاهاً يخالف ما أنا عليه ، لا منازعة ولا منافرة أن غيري اجتهد كما اجتهدت ، وتوصل إلى خلاف ما توصلت 000 إنما المنافرة والمنازعة تكون على أناس انتهزوا فرص اختلاف المسلمين ليكون لهم موطئ قدم من الدجل والشعوذة 00 أولئك نقصد في بحثنا ، أولئك الذين زاغوا عن الحق بتلك الممارسات التي دونا بعضها ، أولئك كانوا سبباً في بناء صرح من الأوهام تخالف وتخلِّف الأمة 000 لا نريد أن نكون كأصحاب السفينة التي خرق سفهاؤهم فيها أسفلها ، فإن سكت العقلاء وكانوا فيها غرقوا جميعاً 0
وليعلم القارئ الكريم أن الله تعالى رزق هذه الأمة نصاً لم يعتره التحريف والتبديل ، نرجع إليه في خلافاتنا ، وليس الفهم لهذه النصوص ملكاً لأحد دون أحد ، بل لكل أحد أن ينظر فيها بالأصول المبنية على التفكير العلمي المزيدة باللغة ومعرفة أساليبها 00 وما اختلفت الأمة إلا من أمرين : الأول في جهة الثبوت وعدمه لبعض النصوص ، والآخر من جهة الدلالة والفهم ، وليس تراكم النصوص من العلماء على مدار قرون طويلة دليلاً على الصحة والقبول ، وليس كل صحيح وصلنا 00 لذا فالبحث هو أصل العلم إلا فيما نصه صريح محكم ، فنقف عنده بالتسليم دون تحريف أو تحوير 00 ولو نظرنا إلى علماء الأمة في القرون الأربعة الأولى لوجدنا عند كثيرين منهم بعض الانفرادات التي لم يصل إلينا أن قال بهذه المسألة أحد آخر ، ولا يعني هذا أنه لم يقل أحد 00 وهكذا ما نقل بالتسليم ، فلا يعني أن لا مخالفة له ، بل لعله لم يصلنا ، فقد تصلنا فكرة ، وتندثر أخرى 00 فما كل ما قيل وصل ، وكل يؤخذ منه ويرد إلا من ينزل عليه وحي من السماء 00 فأقوال الأئمة قاضية بالأدلة ، وينظر فيها إن عريت منها وكانت اجتهادات ونحوها 0
آمل من القارئ الكريم أن يكون قرأ هذه الرسالة بإمعان وإنصاف ونظر إلى الأدلة ، فإن عيب عليَّ أمر فأنا أولى الناس أن أرشد إليه ، ولا نتكبر عن الرجوع إلى الحق ، وبه نستعين ) ( الأسطورة التي هوت – علاقة الإنسان بالجان – ص 169 ، 170 ) 0

قلت : بعد هذه الخاتمة المنمقة التي أبى صاحب هذا الكتاب إلا أن يعبر فيها عن منهجه ومذهبه المبني على العقلانية ، وأعجب للكلام المعسول الذي يعبر فيه الكاتب في بداية خاتمته حيث يقول : ( أما نحن – المسلمين – فمن الواجب أن تكون المحبة والإشفاق ، هما الطاغيين على قلوبنا ، فلا منازعة ولا منافرة أن غيري خاصمني أو اتجه اتجاهاً يخالف ما أنا عليه ) ومع ذلك يقدح ويطعن في علماء أجلاء وهبوا أنفسهم وأوقاتهم في سبيل هذا الدين والنصرة له ، وأما قوله : ( أولئك الذين زاغوا عن الحق بتلك الممارسات التي دونا بعضها ، أولئك كانوا سبباً في بناء صرح من الأوهام تخالف وتخلِّف الأمة ) ، فهذا غمز ولمز ليس في المعالجين فحسب إنما تعداه لعلماء الأمة الذين قرروا تلك الممارسات في طريقة الرقية والعلاج ، وأما قوله : ( وليس الفهم لهذه النصوص ملكاً لأحد دون أحد ، بل لكل أحد أن ينظر فيها بالأصول المبنية على التفكير العلمي المزيدة باللغة ومعرفة أساليبها 00 ) ، وكأنما يفهم من الكاتب بأن الفهم الصحيح للنصوص النقلية ملكاً له ولمن شذ عن طريق الإجماع ، فهذه المسألة – أعني صرع الجن للإنس – أجمعت عليها الأمة ، وليس لأحد كائن من كان أن يبني الأصول على التفكير العلمي كما أشار صاحبنا ، فالشريعة مقدمة على ما سواها ، وثبوت النصوص النقلية عند علماء الحديث لا عند مدعي هذا العلم ، يعني أنها أصبحت مصادر للتشريع ولا يمكن ردها أو إنكارها ، أو لي أعناق النصوص لكي توافق المنهج العقلي والذي يعتبر صاحبنا من رواده والمدافعين عنه ، وأما قوله : ( وليس تراكم النصوص من العلماء على مدار قرون طويلة دليلاً على الصحة والقبول ، وليس كل صحيح وصلنا 00 ) ، وأعجب من هذا الكلام ولا أعتقد أنه بحاجة إلى تعليق ، فالكلام يعبر عن صاحبه ، وأما قوله : ( آمل من القارئ الكريم أن يكون قرأ هذه الرسالة بإمعان وإنصاف ونظر إلى الأدلة ، فإن عيب عليَّ أمر فأنا أولى الناس أن أرشد إليه ، ولا نتكبر عن الرجوع إلى الحق ، وبه نستعين ) ، فإني أنصح الكاتب بمراجعة نفسه مرات ومرات عسى أن يقف عند الحقيقة التي أنكرها ، ومن ثم يعود لجادة الحق والصواب ، وكذلك أنصحه بطلب العلم الشرعي خاصة علم الحديث الذي خاض فيه فصال وجال دون الاعتماد على الأسس والقواعد الرئيسة لهذا العلم أو المعرفة المتقنة بالرجال واتخاذ مسلك العلماء في الجرح والتعديل ، وأختم كل ذلك بكلام مبدع يرد فيه العلامة الشيخ محمد ناصر الدين الألباني – رحمه الله - على أصحاب هذا الاتجاه ، حيث يقول :

( لقد أنكر المعاصرون عقيدة مس الشيطان للإنسان مسا حقيقيا ، ودخوله في بدن الإنسان ، وصرعه إياه ، وألف بعضهم في ذلك بعض التأليفات ، مموها فيها على الناس ، وتولى كبره مضعفا الأحاديث الصحيحة في كتابه المسمى بـ ( الأسطورة ) ! ، وضعف ما جاء في ذلك من الأحاديث الصحيحة – كعادته ، وركن هو وغيره إلى تأويلات المعتزلة !!
واشتط آخرون ، فاستغلوا هذه العقيدة الصحيحة ، وألحقوا بها ما ليس منها مما غير حقيقتها ، وساعدوا بذلك المنكرين لها ! واتخذوها وسيلة لجمع الناس حولهم لاستخراج الجان من صدورهم بزعمهم ، وجعلوها مهنة لهم ، لأكل أموال الناس بالباطل ، حتى صار بعضهم من كبار الأغنياء ، والحق ضائع بين هؤلاء المبطلين وأولئك المنكرين ) ( برهان الشرع في إثبات المس والصرع - عن كتاب " تحريم آلات الطرب " - ص 166 - ص 23 ) 0

وقال أيضاً في رده على كلام صاحب " الاستحالة " : ( لقد شكك في دلالة الحديث على الدخول ؛ بإشارته إلى الخلاف الواقع في الروايات (!) ، ولكن ليس يخفى على طلاب هذا العلم المخلصين أنه ليس من العلم في شيء أن تضرب الروايات المختلفة بعضها ببعض ، وإنما علينا أن نأخذ منها ما اتفق عليه الأكثر ، وإن مما لا شك فيه أن اللفظ الأول : " اخرج " أصح من الآخر : " اخسأ " ؛ لأنه جاء في خمس روايات من الأحاديث التي ساقها ، واللفظ الآخر جاء في روايتين منها فقط !
وإن مما يؤكد أن الأول هو الأصح صراحة حديث الترجمة – يريد حديث ابن أبي العاص - ، الذي سيكون القاضي بإذن الله على كتاب " الاستحالة " المزعومة ، مع ما تقدم من البيان أنها مجرد دعوى في أمر غيبي مخالفة للمنهج الذي سبق ذكره ) ( السلسلة الصحيحة – 2988 ) 0

وقد حرصت على عرض ردي على هذا الكتاب "الأسطورة التي هوت" على بعض المشايخ وطلبة العلم حيث أفادوني ببعض الملاحظات الهامة القيمة ، وقد كتب في ذلك الشيخ الفاضل ( محمد بن محمد الناجم الشنقيطي ) - حفظه الله - حيث قال :

( بسم الله الرحمن الرحيم 000 الحمد لله الذي أوجب تبيين الحق من غيرشيء يعطى عليه أو يستحق 000 والصلاة والسلام على من أوحي إليه بالرسالة فبلغ وصدق وعلى آله وصحبه الغر الميامين ومن تبعهم باحسان إلى يوم الدين 0
وبعد :
لقد اطلعت على ما لخَّصه الأخ الكريم ( أبو البراء ) في الرد على كتاب " الأسطورة التي هوت " واستدلالاته بنصوص الوحي وكلام العلماء ، فوجدته أجاد وأفاد وبين فيه طريق الرشاد فجزاه الله خيراً 0
ولا شك أن كتاب الأسطورة له حظّ من اسمه فهو أسطورة ، فقد كابر كاتبه وجحد المنقول والمعقول ، ولكن نلتمس له العذر لأن من تكلم في غير فنه ولم يكن من أهل العلم أتى بالغرايب والعجايب ، وإنكار المحسوس مكابرة :
قد تنكر العين ضوء الشمس من رمد00000000000000وينكر الفم طعم الماء من سقم
وقال الشاعر :
ما دل أن الفجر ليس بطالع00000000000000000000000بل أن عيناً أنكرت عمياء

نسأل الله لنا وله الهداية وأن يلهمه الصواب والرشاد ويوفقه لطلب العلم وأن لا يجعل شيخه كتابه فإن من كان شيخه كتابه بعد عن الجادة 0
وصلى الله على نبينا الكريم وعلى آله وصحبه وسلم ، العبد الفقير إلى رحمة ربه محمد بن محمد الناجم الشنقيطي - 11 من جمادى الآخرة سنة 1420 هـ 0

ولقد كفانا شيخنا العلامة محدث بلاد الشام محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله- المؤونة في الرد على هذا المدعي في مقدمة كتابه القيِّم " النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبدالمنان لكتب الأئمة الرجيحة وتضعيفه لمئات الأحاديث الصحيحة " حيث وصفه ( بالهدّام ) وحُقّاً أن يقال له ذلك ، فالذي يتطاول على الأئمة الأعلام ويتجرأ على القول بغير علم ولا فن ولا دراية بما يقال ويستبان ، لا نحسبه إلا هادم للسنة مؤجج للبدعة والفتنة ، وإن كنا مقلدين للشيخ الجليل في وصفه ، فلن نبخس هذا المدعي حقه في نعته بهذا الوصف ووسمه بهذه الصفة ، ولله درك أيه الشيخ المبجل ناصر أهل السنة وقامع أهل البدعة حيث ترد على هذا الأفاك في صفحات هذا الكتاب القيم وكأنما قتلت فكره ومحوت صيته قبل أن تفارق هذه الدنيا ، فنسأل الله سبحانه وتعالى أن يجزيك عنا وعن سائر المسلمين خير الجزاء وأن يتجاوز عن عثراتك إنه سميع مجيب الدعاء 0

يقول الشيخ محمد ناصر الدين الألباني - رحمه الله - : ( فبين يديك - أيها القارئ الكريم - كتابي " النصيحة 000 " ؛ وهو بحوث علمية نقدية حديثية ؛ مبنية على القواعد الصحيحة ، ومؤسسة على الأصول الصريحة ؛ سيراً على ما خلَّفه أئمة الإسلام - حفاظ السنة الأعلام - لمن بعدهم من أتباعهم ؛ السائرين - بحق - على منهجهم ، والسالكين - بصدق - دربهم وطريقهم 0
وأصل هذه البحوث ردود على ( غُمرٍ ) من أغمار الشباب – القول للشيخ الألباني في الحاشية : وهو المدعو حسان عبدالمنان - ؛ تصدى لما لا يحسن ، و ( فَسلٍ ) من جهلة المتعلمين ؛ تطاول برأسه بين الكبراء - وعليهم - ؛ فحقق ( ! ) كتباً ! وخرج ( ! ) أحاديث ! وسود تعليقات ! وتكلم - بجرأةٍ بالغةٍ - فيما لا قبل له به من دقائق علم المصطلح ، وأصول الجرح والتعديل !!!
فجاء منه فسادٌ كبيرٌ عريض ، وصدر عنه قولٌ كثيرٌ مريض ؛ لا يعلمُ حقيقةَ منتهاه إلا ربه ومولاه - جل في عُلاه - 0
ولقد كنت رددت عليه - قبل- في مواضع متعددة من كتبي وبخاصة " سلسلة الأحاديث الصحيحة " لمناسبات تعرض ؛ كشفت فيها جهله ، وأبنت بها عن حقيقته ؛ حيث ظهر لي -بكل وضوحٍ- أنه للسنة ( هدّام ) ، ومتعد على الحق هجام 0
فهو يتعدى على الأحاديث الصحيحة بالظَّنِّ والجهل والإفساد والتخريب ؛ بما يوافق هواه ، ويلتقي ما يراه - بدعوى التحقيق والتخريج ! - 000
ولقد رأيت له - منذ مدةٍ - تحقيقاً - بل تخريباً - لكتاب " إغاثة اللهفان من مصايد الشيطان " للإمام ابن قيم الجوزية ، تلميذ شيخ الإسلام ابن تيمية - رحمهما الله تعالى - ؛ ظهر فيه بجلاء بيّن جهله الواضح ، وتعالمه الفاضح ؛ فرأيت أداء لواجب النصيحة ، وحرصاً على مكانة العلم ، ومحافظة على السنة النبوية : أن أفرد به هذا الكتاب ؛ ردّاً على جهالاته ، وكشفاً لسوء حالاته 000
( وَإِذْ أَخَذَ اللَّهُ مِيثَاقَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ لَتُبَيِّنُنَّهُ لِلنَّاسِ وَلا تَكْتُمُونَهُ ) ( سورة آل عمران – الآية 187 ) 0
وإني لأعلم أنَّ بعضاً من إخواننا دعاة السنة - أو الحريصين عليها - ( قد ) يقولون في أنفسهم : أليس في هذا الرد إشهار لهذا الجاهل وتعريف بهذا ( الهدام ) !!
فأقول : فكان ماذا ؟! أليس واجباً كشف جهل الجاهل للتحذير منه ؟!
أليس هذا - نفسه - طريق علماء الإسلام - منذ قديم الزمان - لنقض كل منحرف هجام ، ونقد كل متطاول هدام ؟!
ثم ؛ أليس السكوت عن مثله سبيلاً يغرر به العامة والدهماء ، والهمج الرعاع ؟!
فليكن - إذا - ما كان ؛ فالنصيحة أس الدين ، وكشف المبطل صيانة للحق المبين ؛ ( وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَنْ يَنصُرُهُ 000 ) ( سورة الحج – الآية 40 ) ؛ ولو بعد حين 000
وما حال سلف هذا ( الهدام ) - ذاك ( السقاف ) - وما آل إليه - والحمد لله - عن عارفي الحق ودعاته ببعيد 000
وختاماً ؛ فلو كان عند هذا ( الهدام ) شيءٌ من الإنصاف : لكان منه ولو قليلاً- تطبيق وامتثال لما قاله بعض كبار أهل العلم نصحاً وتوجيهاً - : " لا ينبغي لرجل أن يرى نفسه أهلاً لشيءٍ حتّى يسأل من كان أعلم منه " ( صفة الفتوى والمفتي والمستفتي – ابن حمدان – بتحقيق الشيخ الألباني – رحمه الله - ص 8 ) !
ولكن ؛ هيهات ، هيهات ؛ فالغرور قتالٌ ، وحب الظهور يقصم الظهور 000
ومع هذا كله ؛ فإني أسأل الله - سبحانه - له الهداية إلى الحق ، والرجوع إلى الصواب ، والاستقامة على نهج السنة وأهلها 000 ) ( النصيحة بالتحذير من تخريب ابن عبدالمنان لكتب الأئمة الرجيحة وتضعيف لمئات الأحاديث الصحيحة - ص 5 ، 8 ) 0

ونجزم جميعاً بأنه ليس بعد هذا الكلام كلام ، وهذه هي حقيقة ( الهدام ) الذي صال وجال فيما لا طاقة له به ، ولا دراية له بفنه ، فضل وأضل فنسأل الله له الهداية للحق والطريق المستقيم 0
وبعد هذا العرض الشامل يتحقق للمرء التأصيل الشرعي لهذه المسألة ، وكما ذكرت آنفاً فكافة الأدلة النقلية المتعلقة بها تجدها في كتابي ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) ولولا أن أثقل على القارئ الكريم لذكرتها في هذا البحث التفصيلي 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم 0

أخوكم المحب / أبو البراء أسامه بن ياسين المعاني
http://gesah.net/vb/vb/showthread.p...15619#post15619

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-09-2004, 04:04 PM   #4
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين محمد وعلى آله وصحبه أجمعين ،،،

أشكرك أخي الكريم ( سعيد بن سعيد ) على طرحك لهذا الموضوع القيم ، حيث أن كثير من الناس في العصر الذي نعيش فيه لا يعتقدون بتلبس الجان بالإنسان ، وأنكروا ذلك ، وقد قرأت مع كتبت ، وقد رأيت على شاشات التلفاز جزء من هذا اللقاء مع المدعو ( جمال أبو حسان ) الأستاذ في جامعة الزرقاء الأهلية ، وقد تحدث إليَّ بعض طلبة العلم في الرد على ما ذكره من طعن وتشويه في أعلام الأمة الإسلامية ، وإنكار مسألة اتفق عليها أثبات علماء الأمة قديماً وحديثاً ، والذي يظهر لي من خلال ما ذكره المذكور أنه أحد أصحاب الفكر الإصلاحي أو المدرسة العقلانية التي تقول ( إذا تعارض العقل مع النقل قدم العقل على النقل ) ، وأعجب لمقولة ذكرها للإمام الشاطبي – رحمه الله – واستشهد بها المذكور بها حيث يقول : ( الرجال يعرفون بالحق وليس الحق يعرف بالرجال ) وهذه المقولة هيَّ عين الحق في مناسبتها واستدلالها ، وكي أثبت لك أخي الكريم ( سعيد بن سعيد ) أن الرجال الذين عرفوا بالحق هم شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله – والعلامة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز – رحمه الله - ، لأنهم ما خرجوا عن الكتاب والسنة في فتاواهم وآرائهم وهذا بطبيعة الحال لا يعني العصمة لهم بأي حال من الأحوال ، إنما قد وافقهم في تقرير هذه المسألة كثير من أهل العلم قديماً وحديثاً ، واعتقد أن الأمر ينطبق على المذكور وادعائه ، ولن أدخل في تفصيلات ذلك اللقاء الذي لا يقدم ولا يؤخر من الأمر شيء لأني تعودت في كتاباتي أن أستند إلى الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة ، لا منمقاً لكلام ، ولا ضارباً بكلام العلماء عرض الحائط ، وإليكم أدلة ذلك :

أولاً : أدلة الصرع من الكتاب والسنة : ويمكن للإخوة القراء العودة إلى موقعي الرئيسي ( ruqya.net ) تحت عنوان ( الأمراض الروحية ) – الصرع – أدلة الصرع من الكتاب والسنة ، الرابط :

http://www.ruqya.net/sara2.html

ثانياً : أقوال أهل العلم :

من خلال الاضطلاع على أقوال أهل العلم في هذه المسألة ، نجد أن الإجماع على أن الشيطان يتخبط الإنسان ويستهلكه ويصرعه وذلك استناداً للأدلة النقلية الصحيحة في ذلك ، ومنهم من شذ عن ذلك وقال بأن الشيطان إنما يصرع الإنسان بالإغواء والوسوسة ، ومنهم من أنكر كل ذلك فقال بأن الجن والشياطين لا يتخبطون الإنس ولا يستهلكونهم ولا يصرعونهم ، وإنما ذلك من جهة اختلاط الطبائع وغلبة بعض الأخلاط من المرة أو البلغم ، وسوف أستعرض تلك الأقوال ومن ثم أبين الحق الذي أجمعت عليه الأمة في هذه المسألة الدقيقة :-

1)- أقوال العلماء ممن قالوا بالصرع وأثبتوه :

أ)- قال محمد بن سيرين : ( كنا عند أبي هريرة – رضي الله عنه – وعليه ثوبان ممشقان من كتان فتمخط فقال: بخ بخ ، أبو هريرة يتمخط في الكتان ، لقد رأيتني وإني لأخر فيما بين منبر رسول الله e إلى حجرة عائشة مغشيا علي ، فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون وما بي من جنون ، ما بي إلا الجوع ) ( فتح الباري بشرح صحيح البخاري – كتاب الاعتصام بالكتاب والسنة – باب ما ذكر النبي صلى الله عليه وسلم وحض على اتفاق أهل العلم – برقم ( 7324 ) – انظر الفتح – 13 / 303 – وقال الألباني : أخرجه الترمذي في " الزهد " – حديث رقم ( 2368 ) وقال الترمذي "حديث حسن صحيح- انظر مختصر الشمائل المحمدية – حديث رقم 108– ص76 ) 0

قال الدكتور فهد بن ضويان السحيمي عضو هيئة التدريس بالجامعة الإسلامية في المدينة النبوية : ( والشاهد من الأثر : قول أبي هريرة " فيجيء الجائي فيضع رجله على عنقي ويرى أني مجنون " 0
ويقول الدكتور الفاضل : أن وجه الدلالة إن من مر من الصحابة رضوان الله عليهم بأبي هريرة كان يظنه مجنونا فيضع رجله على رقبته 0 لأن من علاج الجن وإخراجهم الضرب 0
فهذا الأثر يدل على معرفة الصحابة – رضوان الله عليهم – لصرع الجن للإنس ) ( أحكام الرقى والتمائم – ص 121 ، 122 ) 0

قال الذهبي معقبا على الأثر آنف الذكر : ( كان يظنه من يراه مصروعا ، فيجلس فوقه ليرقيه أو نحو ذلك ) ( سير أعلام النبلاء – 2 / 590 ، 591 ) 0

ب)- قال شيخ الإسلام ابن تيميه مقررا دخول الجن في بدن المصروع : ( وكذلك دخول الجن في بدن الإنسان ثابت باتفاق أئمة أهل السنة والجماعة ، قال الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – 275 ) وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليه وسلم : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ( متفق عليه ) 0 وقال عبدالله بن الإمام أحمد بن حنبل : قلت لأبي : إن أقواما يقولون : إن الجني لا يدخل في بدن المصروع 0 فقال : يا بني يكذبون ، هذا يتكلم على لسانه 0
وهذا الذي قاله مشهود ، فإنه يصرع الرجل فيتكلم بلسان لا يعرف معناه ، ويضرب على بدنه ضربا عظيما لو ضرب به جمل لأثر به أثرا عظيما 0 والمصروع مع هذا لا يحس بالضرب ولا بالكلام الذي يقوله 0 وقد يجر المصروع وغير المصروع ، ويجر البساط الذي يجلس عليه ،
وينقل من مكان إلى مكان 0 وتجري غير ذلك من الأمور ؛ من شاهدها أفادته علما ضروريا بأن الناطق على لسان الإنسي ، والمحرك لهذه الأجسام جنس آخر غير الإنسان ) ( مجموع الفتاوى - 24 / 277 ) 0

وذكر أيضا في كلام مطول : ( أن المعتزلة هم الذين أنكروا مس الجن للإنس وقد أخطأوا في ذلك ، ومس الجن للإنس ثابت بالكتاب والسنة ) ( مجموع الفتاوى – باختصار - 19 / 9 ، 65 ) 0

وقال - رحمه الله - : ( وأما أكابر القوم فالمأثور عنهم ، إما الإقرار بها - يعني بوجود الجن وتأثيرها - وإما أن لا يحكى عنهم في ذلك قول ، ومن المعروف عن أبقراط أنه قال في بعض المياه : أنه ينفع من الصرع ، لست أعني الذي يعالجه أصحاب الهياكل ، وإنما أعني الصرع الذي يعالجه الأطباء ، وأنه قال : طبنا مع طب أهل الهياكل ، كطب العجائز مع طبنا ، وليس لمن أنكر ذلك حجة يعتمد عليها تدل على النفي ، وإنما معه عدم العلم ، إذ كانت صناعته ليس فيها ما يدل على ذلك ، كالطبيب الذي ينظر في البدن من جهة صحته ومرضه الذي يتعلق بمزاجه ، وليس في هذا تعرض لما يحصل من جهة النفس ولا من جهة الجن ، وإن كان قد علم من غير طبه أن للنفس تأثيرا عظيما في البدن ، أعظم من تأثير الأسباب الطبية ، وكذلك للجن تأثير في ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ( متفق عليه ) ، وفي الدم الذي هو البخار ، الذي تسميه الأطباء الروح الحيواني المنبعث من القلب الساري في البدن الذي به حياة البدن ) ( البيان المبين في أخبار الجن والشياطين – ص 56 ، 57 ) 0

وقال ايضاً : ( وليس لمن أنكر ذلك – يعني تأثير الجن في بدن الإنس – حجة يعتمد عليها تدل على النفي ، وإنما معه عدم العلم ؛ إذ كانت صناعته ليس فيها ما يدل على ذلك ، كالطبيب الذي ينظر في البدن من جهة صحته ومرضه الذي يتعلق بمزاجه ، وليس في هذا تعرض لما يحصل من جهة النفس ولا من جهة الجن ، وإن كان قد علم من غير طبّه أن للنفس تأثيراً عظيماً في البدن أعظم من تأثير الأسباب الطبية ، وكذلك للجن تأثير في ذلك كما قال النبي صلى الله عليه وسلم في الحديث الصحيح : " إن الشيطان يجري من ابن آدم مجرى الدم " ( متفق عليه ) ، وفي الدم الذي هو البخار الذي تسميه الأطباء الروح الحيواني المنبعث من القلب الساري في البدن الذي به حياة البدن ) ( مجموع الفتاوى – 19 / 32 ) 0

ج)- قال ابن القيم : ( قلت : الصرع صرعان : صرع من الأرواح الخبيثة الأرضية ، وصرع من الأخلاط الرديئة 0 والثاني : هو الذي يتكلم فيه الأطباء في سببه وعلاجه 0
وأما صرع الأرواح ، فأئمتهم وعقلاؤهم يعترفون به ، ولا يدفعونه ، ويعترفون بأن علاجه بمقابلة الأرواح الشريفة الخيرة العلوية لتلك الأرواح الشريرة الخبيثة ، فتدافع آثارها ، وتعارض أفعالها وتبطلها ، وقد نص على ذلك بقراط في بعض كتبه ، فذكر بعض علاج الصرع ، وقال : هذا إنما ينفع من الصرع الذي سببه الأخلاط والمادة 0 وأما الصرع الذي يكون من الأرواح ، فلا ينفع فيه هذا العلاج 0
وأما جهلة الأطباء وسقطتهم وسفلتهم ، ومن يعتقد بالزندقة فضيلة ، فأولئك ينكرون صرع الأرواح ، ولا يقرون بأنها تؤثر في بدن المصروع ، وليس معهم إلا الجهل ، وإلا فليس في الصناعة الطبية ما يدفع ذلك ، والحس والوجود شاهد به ، وإحالتهم ذلك على غلبة بعض الأخلاط ، هو صادق في بعض أقسامه لا في كلها ) ( زاد المعاد - 4 / 66 ، 67 ) 0

وقال : ( والفرقة الرابعة - يعني أهل السنة والجماعة - وهم أتباع الرسل ، وأهل الحق : أقروا بوجود النفس الناطقة المفارقة للبدن ، وأقروا بوجود الجن والشياطين ، وأثبتوا ما أثبته الله تعالى من صفاتهما وشرهما ، واستعاذوا بالله منه ، وعلموا أنه لا يعيذهم منه ، ولا يجيرهم إلا الله 0
فهؤلاء أهل الحق ، ومن عداهم مفرط في الباطل ، أو معه باطل وحق ، والله يهدي من يشاء إلى صراط مستقيم ) ( بدائع التفسير – 5 / 435 ، 436 ) 0

وقال أيضا : ( وشاهدت شيخنا - ابن تيميه - يرسل إلى المصروع من يخاطب الروح التي فيه ، ويقول : قال لك الشيخ : اخرجي ، فإن هذا لا يحل لك ، فيفيق المصروع ، وربما خاطبها بنفسه ، وربما كانت الروح ماردة فيخرجها بالضرب ، فيفيق المصروع ولا يحس بألم ، وقد شاهدنا نحن وغيرنا منه ذلك مرارا 0
وكان كثيرا ما يقرأ في أذن المصروع ( أَفَحَسِبْتُمْ أَنَّمَا خَلَقْنَاكُمْ عَبَثًا وَأَنَّكُمْ إِلَيْنَا لا تُرْجَعُونَ ) ( سورة المؤمنون – الآية 115 ) وحدثني أنه قرأها مرة في أذن المصروع ، فقالت الروح : نعم ، ومد بها صوته 0 قال : فأخذت له عصا ، وضربته بها في عروق عنقه حتى كلت يداي من الضرب ، ولم يشك الحاضرون أنه يموت لذلك الضرب 0 ففي أثناء الضرب قالت : أنا أحبه ، فقلت لها : هو لا يحبك ، قالت : أنا أريد أن أحج به ، فقلت لها : هو لا يريد أن يحج معك ، فقالت : أنا أدعه كرامة لك ، قال : قلت : لا ولكن طاعة لله ولرسوله ، قالت : فأنا أخرج منه ، قال : فقعد المصروع يلتفت يمينا وشمالا ، وقال : ما جاء بي إلى حضرة الشيخ ، قالوا له : وهذا الضرب كله ؟ فقال : وعلى أي شيء يضربني الشيخ ولم أذنب ، ولم يشعر بأنه وقع به ضرب البتة ) ( الطب النبوي - 68 ، 69 ) 0

د)- قال القاضي أبو الحسن بن القاضي أبي يعلى ابن الفراء الحنبلي في كتاب " طبقات أصحاب الإمام أحمد " : سمعت أحمد بن عبيد الله قال : سمعت أبا الحسن علي بن محمد بن علي العكبري قدم علينا من عكبرا في ذي القعدة سنة اثنتين وخمسين وثلاثمائة قال : حدثني أبي عن جدي قال : ( كنت في مسجد أبي عبدالله أحمد بن حنبل فأنفذ إليه المتوكل صاحبا له يعلمه أن له جارية بها صرع وسأله أن يدعو الله لها العافية ، فأخرج له أحمد نعلي خشب بشراك من خوص للوضوء فدفعه إلى صاحب له وقال له : امض إلى دار أمير المؤمنين وتجلس عند رأس هذه الجارية وتقول له : يعني الجن 0 قال : لك أحمد أيما أحب إليك تخرج من هذه الجارية أو تصفع بهذه النعل سبعين 0 فمضى إليه وقال له مثل ما قال الإمام أحمد 0 فقال له المارد على لسان الجارية 0 السمع والطاعة لو أمرنا أحمد أن لا نقيم بالعراق ما أقمنا به ، إنه أطاع الله ، ومن أطاع الله أطاعه كل شيء وخرج من الجارية وهدأت ورزقت أولادا ، فلما مات أحمد عاودها المارد فأنفذ المتوكل إلى صاحبه أبي بكر المروزي وعرفه الحال ، فأخذ المروزي النعل ومضى إلى الجارية فكلمه العفريت على لسانها : لا أخرج من هذه الجارية ولا أطيعك ولا أقبل منك : أحمد بن حنبل أطاع الله فأمرنا بطاعته ) ( آكام المرجان في أحكام الجان – ص 114 ، 115 ، نقلاً عن طبقات أصحاب الإمام أحمد ) 0

هـ)- قال عبدالله بن أحمد بن حنبل : ( قلت لأبي : إن قوما يزعمون أن الجني لا يدخل في بدن الإنس 00 فقال : يا بني يكذبون هوذا يتكلم على لسانه ) ( غرائب وعجائب الجن للشبلي – ص 134 مختصر آكام المرجان في أحكام الجان-ص 37 – مجموع الفتاوى – 24 / 277 ) 0

و)- قال الشوكاني : ( إن الصرع نوعان : الأول من الأخلاط ، والثاني : من الجن ويقع من النفوس الخبيثة منهم ) ( نيل الأوطار – 8 / 203 ) 0

ز)- قال ابن حزم الظاهري : ( الشيطان الذي يمس الإنسان الذي يسلطه الله عليه مسا كما جاء في القرآن يثير به من طبائعه السوداء والأبخرة المتصاعدة إلى الدماغ ، كما يخبر به عن نفسه كل مصروع بلا خلاف منهم ، فيحدث الله عز وجل كذا الصرع والتخبط حينئذ كما نشاهده ، وهذا هو نص القرآن وما توجبه المشاهدة ) ( الفصل في الملل والأهواء والنحل – 5 / 14 ) 0

ح)- قال الفخر الرازي : ( ومن تتبع الأخبار النبوية وجد الكثير منها قاطعا بجواز وقوع ذلك من الشيطان ، بل وقوعه بالفعل ) ( التفسير الكبير – 7 / 89 ) 0

ط)- قال عمرو بن عبيد : ( المنكر لدخول الجن في أبدان الإنس دهري ) ( آكام المرجان – ص 109 ) 0

ي)- قال برهان الدين البقاعي : ( وورد أنه صلى الله عليه وسلم أخرج الصارع من الجن من جوف المصروع في صورة كلب ، وأما مشاهدة المصروع يخبر بالمغيبات وهو مصروع ، غائب عن الحس ، وربما كان ملقى في النار وهو لا يحترق ، وربما ارتفع في الهواء من غير رافع : فكثير جدا ، لا يحصى مشاهدوه ، إلى غير ذلك من الأمور الموجبة للقطع أن ذلك من الجن أو الشياطين ) ( نظم الدرر - 4 / 122 ) 0

تعقيب :

قلت : والقصد الذي يعنيه الشيخ برهان الدين البقاعي - رحمه الله - ما خفي عن الإنسان من أمور الدنيا ، ولم يقصد مطلقا علم الغيب الذي استأثره الله - سبحانه وتعالى - بعلمه وحده دون سائر الخلق ، والله تعالى أعلم 0

ك)- قال محمد رشيد رضا : ( ولو كان الاستدلال بعدم رؤية الشيء على عدم وجوده صحيحا وأصلا ينبغي للعقلاء الاعتماد عليه لما بحث عاقل في الدنيا عما في الوجود من المواد والقوى المجهولة ، ولما كشفت هذه الميكروبات التي ارتقت بها علوم الطب والجراحة إلى الدرجة التي وصلت إليها ) ( تفسير المنار – 8 / 366 ) 0

ل)- قال الشيخ محمد الحامد الحموي : ( أنه قد وقف أهل الحق موقف التسليم للنصوص المخبرة بدخول الجن أجساد الإنس ، وقد بلغت من الكثرة مبلغا لا يصح الانصراف عنه إلى إنكار المنكرين وهذيانهم ، فإن الوحي الصادق قد أنبأنا هذا ، ووقائع سلوك الجن في أجساد الإنس كثيرة مشاهدة ، لا تكاد تحصى لكثرتها ، فمنكر ذلك مصطدم بالواقع المشاهد ، وإنه لينادي ببطلان قوله ) ( ردود على أباطيل – 2 / 135 ) 0

م)- سئل فضيلة الشيخ عبدالله بن عبدالرحمن الجبرين عن حقيقة تلبس الجن بالإنس ؟ وهل يجوز العلاج للمصروع عند أهل الرقية لإخراج الجن ؟

فأجاب – حفظه الله - : ( صحيح أن الجن يتلبس بالإنس لأن الجني مجرد روح بلا جسد ، فهذه الروح لخفتها تدخل في جسد الإنسان وتتغلب عليه ، بحيث لا يبقى لروح الإنسان إحساس ، فلذلك ينطق الجني على لسانه ويتصرف فيه ، وإذا ضرب فإنما يقع الألم على الجني ، بحيث إذا فارقه لم يتذكر الإنسي ما حصل له ولا يُرى عليه آثار الألم ، وبحيث يشاهد التلبس يفعل أشياء غريبة كدخوله في النار وابتلاعه الجمر وحمله الأشياء الثقيلة وضرب نفسه بالحجر الكبير ونحو ذلك ، وإنما يفعل هذا الجن المتمردون العصاة على الله ، وهو في دينهم الإسلامي ذنب كبير بحيث يعد مرتكبه مجرماً 0 وطريق التحفظ منهم والتحصن بكثرة ذكر الله تعالى وقراءة المعوذتين وآية الكرسي وخاتمة سورة البقرة ونحو ذلك من الآيات ، وقراءة الأوراد والأدعية التي ورد الأمر بها في الصباح والمساء ، وكثرة الاستعاذة بالله من شر الشياطين وأتباعهم ، ومتى ابتلي أحد بالصرع وملابسة الجني فإنه يعالج بالقرآن ، فهناك قراء متخصصون لإخراج الجن ولهم معرفة بكيفية إخراجه ولو بالقتل ، وذلك معروف عندهم بطرق متبعة ، والله أعلم ) ( منهج الشرع في بيان المس والصرع ) 0

ن)- قال فضيلة الشيخ محمد بن صالح العثيمين في ( مجموع فتاواه ) : ( لا شك أن الجن لهم تأثير على الإنس بالأذية قد تصل إلى القتل ، وربما يؤذونه برمي الحجارة ، وربما يروعون الإنسان000 إلى غير ذلك من الأشياء التي ثبتت بالسنة ، ودل عليها الواقع ، فقد ثبت أن الرسول صلى الله عليه وسلم : " أذن لبعض أصحابه أن يذهب إلى أهله في إحدى الغزوات - غزوة الخندق - ، وكان شابا حديث عهد بعرس ، فلما وصل إلى بيته وإذا امرأته على الباب ، فأنكر عليها ذلك ، فقالت له : ادخل ، فدخل ، فإذا حية ملتوية على الفراش ، وكان معه رمح فوخزها بالرمح حتى ماتت ، وفي الحال - أي : الزمن الذي ماتت فيه الحية - مات الرجل ، فلا يدري أيهما أسبق موتا الحية أم الرجل ! " ( صحيح الجامع 2037 ) فلما بلغ ذلك النبي صلى الله عليه وسلم : " نهى عن قتل الجنان التي تكون في البيوت إلا الأبتر وذا الطفيتين " ( متفق عليه ) 0
وهذا دليل على أن الجن قد يعتدون على الإنس ، وأنهم يؤذونهم ، كما أن الواقع شاهد بذلك ، فإنه قد تواترت الأخبار واستفاضت بأن الإنسان قد يأتي إلى الخربة فيرمي الحجارة وهو لا يرى أحدا من الإنس في هذه الخربة ، وقد يسمع أصواتا ، وقد يسمع حفيفا كحفيف الأشجار وما أشبه ذلك مما يستوحش به ، ويتأذى به 0
وكذلك أيضا قد يدخل الجني إلى جسد الآدمي ، إما بعشق ، أو لقصد الإيذاء ، أو لسبب آخر من الأسباب ، ويشير إلى هذا قوله تعالى : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – جزء من الآية 275 ) 0
وفي هذا النوع قد يتحدث الجني من باطن الإنسي نفسه ، ويخاطب من يقرأ عليه آيات من القرآن الكريم ، وربما يأخذ القارئ عليه عهدا ألا يعود ، إلى غير ذلك من الأمور الكثيرة التي استفاضت بها الأخبار ، وانتشرت بين الناس 0
وعلى هذا ، فإن الوقاية المانعة من شر الجن أن يقرأ الإنسان ما جاءت به السنة مما يتحصن به منهم ، مثل آية الكرسي ، فإن آية الكرسي إذا قرأها الإنسان في ليله لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ، والله الحافظ 0

وسئل أيضا : هل للجن حقيقة ؟ وهل له تأثير ؟ وما علاج ذلك ؟

فأجاب – نفع الله به – قائلا : أما حقيقة حياة الجن فالله أعلم بها ، ولكننا نعلم أن الجن أجسام حقيقية ، وأنهم خلقوا من النار ، وأنهم يأكلون ويشربون ويتزاوجون ، ولهم ذرية كما قال الله تعالى في الشيطان : ( أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِى وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ ) ( سورة الكهف – الآية 50 ) ، وأنهم مكلفون بالعبادات ، فقد أرسل إليهم النبي – عليه الصلاة والسلام - وحضروا واستمعوا القرآن الكريم ، كما قال الله تعالى : ( قُل أُوحِى إِلَى أَنَّهُ اسْتَمَعَ نَفَرٌ مِنْ الْجِنِّ فَقَالُوا إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا * يَهْدِى إِلَى الرُّشْدِ فَأمَنَّا بِهِ وَلَنْ نُشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا ) ( سورة الجن – الآية 1 ، 2 ) 0
وثبت عن النبي - عليه الصلاة والسلام - أنه قال للجن الذين وفدوا إليه وسألوه الزاد ؟ قال " لكم كل عظم ذكر اسم الله عليه تجدونه أوفر ما يكون لحما " ( صحيح الجامع 5159 ) 0
وهم - أعني الجن - يشاركون الإنسان إذا أكل ولم يذكر اسم الله على أكله ، ولهذا كانت التسمية على الأكل واجبة ، وكذلك على الشرب ، كما أمر بذلك النبي صلى الله عليه وسلم 0
وعليه 00 فإن الجن حقيقة واقعة ، وإنكارهم تكذيب للقرآن الكريم وكفر بالله عز وجل ، وهم يؤمرون وينهون 0
أما تأثيرهم على الإنس فإنه واقع أيضا ، فإنهم يؤثرون على الإنس ، إما أن يدخلوا في جسد الإنسان فيصرع ويتألم ، وإما أن يؤثروا عليه بالترويع والإيحاش ، وما أشبه ذلك 0
والعلاج من تأثيرهم بالأوراد الشرعية مثل قراءة آية الكرسي ، فإن من قرأ آية الكرسي في ليله لم يزل عليه من الله حافظ ولا يقربه شيطان حتى يصبح ) ( مجموع فتاوى ابن عثيمين – 1 / 156 ، 157 ) 0

وقال – رحمه الله - : ( أمّا العلاج – أعني : علاج صرع الأرواح – ؛ فقد اعترف كبار الأطباء أن الأدوية الطبيعية لا تؤثر فيه ، وعلاجه بالدعاء والقراءة والموعظة 000 ) 0

ثم قال – رحمه الله – بعد أن ساق الأدلة على ثبوت الصرع من الكتاب والسنة وأقوال الأئمة ؛ : ( وبهذا يتبيّن أن صرع الجن للإنس ثابت بمقتضى دلالة الكتاب والسنة والواقع ، وأنكر ذلك المعتزلة ، ولولا ما أثير حول هذه المسألة من بلبلة وجدال أدى إلى جعل كتاب الله تعالى دالاًّ على معاني تخييلية لا حقيقة لها ، ولولا أنَّ إنكار هذا يستلزم تسفيه أئمتنا وعلمائنا من أهل السنة أو تكذيبهم – أقول لولا هذا وهذا – ؛ ما تكلمت في هذه المسألة لأنها من الأمور المعلومة بالحس والمشاهدة ، وما كان معلوماً بالحس والمشاهدة لا يحتاج إلى دليل ؛ لأن الأمور الحسّية دليل بنفسها ، وإنكارها مكابرة أو سفسطة ؛ فلا تخدعوا أنفسكم ، ولا تتعجلوا ، واستعيذوا بالله من شرور خلقه من الجن والإنس ، واستغفروه وتوبوا إليه ، إنه هو الغفور الرحيم ) ( مجموع فتاوى ابن عثيمين – 1 / 299 ) 0

ص)- قال فضيلة الشيخ أبو بكر الجزائري : ( إن أذى الجن للإنس ثابت لا ينكر حيث ثبت ذلك بالدليل السمعي والدليل الحسي ، والعقل لا يحيله بل يجيزه ويقره ولولا المعقبات من الملائكة التي أناط الله بها حفظ الإنسان لما نجا من الجن والشياطين أحد وذلك لعدم رؤية الإنسان لهم ولقدرتهم على التحول بسرعة ولكون أجسامهم من اللطافة بحيث لا نشعر بها ولا نحس ومن هنا كان مما لا شك فيه أن بعض الجن يؤذي بعض الناس إما لكون الإنسان قد تعرض لهم بالأذى فأذاهم بصب ماء حار عليهم أو ببوله عليهم أو بنزوله بعض منازلهم وهو لا يشعر فينتقمون منه فيؤذونه 0
وإما مجرد الظلم من بعضهم فيؤذون الإنسان بغير سبب كما يحدث ذلك بين الإنسان وأخيه الإنسان إذ أحيانا يؤذي الإنسان أخاه بسبب خاص وأحيانا لمجرد الظلم كما هو مشاهد في الناس عند فساد فطرتهم وضعف إيمانهم وإرادتهم وعقولهم ) ( عقيدة المؤمن - 230 ) 0

ع)- قال الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( وقد أشار القرآن إلى بعض آثار الشياطين في الإنس في قوله : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ ) ( سورة البقرة – الآية 275 ) ونصوص السنة متضافرة على وجودهم ولقاء الرسول صلى الله عليه وسلم بهم ، ومعالجته بعض من أصابوهم بالرقى والتعاويذ ) ( العين والرقية والاستشفاء من القرآن والسنة – ص 23 ) 0

ف)- قال الشيخ مشهور بن حسن سلمان : ( كثرة الأقوال وبلبلة الأفكار حول هذا الموضوع بين منكرٍ لصلة الجن بالبشر – وهؤلاء مضيق أو جاحد - ، وفي المقابل هناك موسّع مجازف منتفع مخارق ، ولا سيما في موضوع ( الصرع ) ، الذي بيّنه شيخ الإسلام ابن تيمية بأنصع عبارة وأوضح إشارة ، وذكر عليه من الأدلة النقلية والعقلية والحسية بما لا يدع فيه مجالاً للشك ، وقد أفضت في نقل كلام العلماء في هذا الموضوع ) ( فتح المنان في جمع كلام شيخ الإسلام ابن تيمية عن الجان – ص 21 ) 0

ض)- قال الدكتور فهد بن ضويان السحيمي : ( أن الجن يتلبسون بالإنس فيحدثون لهم الصرع وغيره من الأمراض ولا ينكر ذلك إلا قليل الحظ من العلم والعقل والمعرفة ، والعلاج المشروع لهذا الداء هو الالتجاء إلى الله عز وجل ، والاستعانة عليهم بالرقى المشروعة والمداومة عليها وضرب الجني وانتهاره وسبه ولعنه إن أصر على عدم الخروج ، ولا تجوز الاستعانة عليهم بالرقى الممنوعة ، ولا الذهاب إلى الكهان وإن حصل بذلك الشفاء ، لأن ما حرمه الله ورسوله ضرره أكثر من نفعه ) ( أحكام الرقى والتمائم - 134 ) 0

ق)- قال الأستاذ زهير حموي : ( ولا شك في أن الحق هو ما ذهب إليه الأئمة المفسرون ، وذلك لأن القرآن الكريم خاطب العرب بلغتهم ، وأحالهم على معارفهم ، ومفرداتهم التي لها دلالات على أرض الواقع ، فلما شبه أكل الربا بالذي يتخبطه الشيطان من المس اقتضى ذلك أن تكون صورة الممسوس من الجن ماثلة في الأذهان ، حاضرة في الواقع ، وإلا فالقرآن يحيل على مجهول ، وهذا غير ممكن ، ولأن مقتضى التشبيه أن يكون المشبه به أظهر من المشبه وإلا كان التشبيه مقلوبا 0
ولا يصح عقلا ولا لغة أن يقال بأن المراد من المس هنا الوسوسة، وذلك لأن حال الموسوس ليست حالا مميزة عن غيرها في القيام أو المشي لأن الوسوسة محلها العقل الباطن ) ( الإنسان بين السحر والعين والجان – ص 202 ، 203 ) 0

ر)- قال الدكتور حسني مؤذن الأستاذ بجامعة أم القرى إن سلوك الشيطان إلى داخل جسد الإنسان ثابت في السنة الصحيحة ، ولا ينكر ذلك إلا جاهل ، مستشهدا في ذلك بعدة أحاديث نبوية شريفة ، ومنها حديث مسلم في صحيحه أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا تثاءب أحدكم فليمسك بيده على فيه فإن الشيطان يدخل " ( متفق عليه ) ، وروى أيضا : أن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إذا استيقظ أحدكم من منامه فليستنثر ثلاث مرات فإن الشيطان يبيت على خياشيمه " ( متفق عليه ) 00 والخيشوم : الأنف ، والاستنثار : هو تنظيف الأنف من الداخل بالماء 0
ويقول : إنه لا يمكن لأي فكرة أن تصل إلى عقل الإنسان ، إلا عن طريق حواسه مثل السمع والبصر ، وهذا يحدث بين البشر ، ولكننا لا نسمع وسوسة الشيطان ولا نراه فكيف يوسوس إلينا 00 إنه لا يستطيع أن يوسوس الينا من خارج أجسادنا طالما لا نراه ولا نسمعه 0 إذ لا بد أن يكون هناك تداخل والتصاق بين مناطق التفكير والإدراك في الإنسان وهي المخ ، وبين تأثير الشيطان ، وهذا لا يتأتى إلا من الداخل 0 ولما كان الدم يغذي المخ ويصل إليه بسهولة ، فإن جريان الشيطان في الدم ، يمكنه من الوصول إلى مناطق التفكير والإدراك ونقل أفكاره الخبيثة إليها 0 هذا اجتهاد عقلي لسنا مطالبين بالأخذ به ، ولكننا مطالبون بالإيمان بالغيبيات التي بينها الرسول صلى الله عليه وسلم ) 0

وقال أيضا : ( أما النوع الآخر من الصرع فهو يسمى بالصرع الكاذب ، وهو ما يحدث في حالات المس 0 ويتميز بالتهيج العصبي من صراخ مستمر وارتطام بالأرض وتشنج ، وقد تتكرر عملية الارتطام بالأرض ، وقد يتحول أثناء النوبة إلى إنسان آخر ، ويتحدث بلغة غريبة وقد يلوذ بالصمت ولا يتكلم 0
ولأن الصرع الكاذب يرافقه تصرفات غير معقولة ، من صراخ وبكاء وسقوط متكرر وتشنج وتحدث بلغة غريبة ، وهي تصرفات أقرب ما تكون إلى تصرفات المجانين ، ولهذا فإنه يوصف تارة بالصرع وتارة بالجنون 0 وقد مثل الله سبحانه وتعالى بهذا النوع من الصرع الشيطاني لحال أكلة الربا يوم القيامة ، يقول الله تعالى : ( الَّذِينَ يَأكلونَ الرِّبَا لا يَقُومُونَ إِلا كَمَا يَقُومُ الَّذِى يَتَخَبَّطُهُ الشَّيْطَانُ مِنْ الْمَسِّ " سورة البقرة – الآية 275 " ) ( جريدة المسلمون - العدد 641 - 10 محرم 1418 هـ ) 0

س)- قال الدكتور عبدالحميد هنداوي المدرس بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة : ( فلا يزال الناس يخوضون في هذا الموضوع بين مفرط ومفرط ، بين مكذب معاند يجادل فيه بالباطل ، ويملأ فمه بعبارات ضخمة ، يرغى فيها ويزبد ، فلا يخرج لنا إلا فقاعات ورغاو لا يعبأ بها ، وجاهل متعلم من كلا الفريقين ، يحاول أحدهما أن يقنع الناس أن ليس للشيطان أثر على العباد بمس أو لبس أو صرع وأنه لا يحل بأبدانهم ولا يسلطه الله تعالى على من يشاء من عباده ، ويسلك في ذلك سبلا ملتوية ؛ بأن يدع النصوص الصريحة الصحيحة التي لا سبيل له إلى دفعها ودحضها ، ويلجأ إلى الروايات الضعيفة التي قد ترقى بمجموعها إلى الصحة فيضعفها طريقا طريقا ، أو ينظر في آحاد الأدلة ، فيحاول دحضها واحدا واحدا ، وقد علم أن الحجة في مجموعها ، لأن كل واحد منها يفيد العلم الظني ، ومجموعها يفيد العلم القطعي ، فيحاول دحضها منفردة لا مجتمعة ؛ حتى يسهل عليه رد المقطوع به ، وحتى يموه على من يشاء بأن ليس في المسألة أصل صحيح ) ( الدليل والبرهان على دخول الجان بدن الإنسان – ص 5 – 6 ) 0

وبعد هذا العرض المفصل الذي يبين الأدلة النقلية الصريحة الصحيحة من الكتاب والسنة وأقوال علماء الأمة قديماً وحديثاً وكذلك ردي العلمي المشفوع بالأدلة والبراهين والذي نقله أخي الحبيب ( سعيد بن سعيد ) فإني أقدم بين يدي هذا الموضوع كلاماً للدكتور الفاضل ياسر عبد القوي من كتابه " الأمراض النفسية " ، وحقيقة الأمر فإن إصدار مثل هذا الكتاب الذي يعرض حقيقة الأمراض النفسية وكيفية معالجتها ، والذي يتعرض صراحة وبشكل واضح للأمراض الروحية ، لممّا يثلج الصدر ويشرحه ، وكون أن يبرز على الساحة الإسلامية أمثال هذا الطبيب المسلم فهذه نعمة عظيمة من الله سبحانه وتعالى ، حيث أن الله قد حباه بالبصيرة والتمعن ، فعلم حقيقة هذه الأمراض وطبيعتها وتأثيراتها ، ليس ذلك فحسب إنما سخر وقته وجهده لدراستها والوقوف على تفاصيلها ودقائقها ، وبذلك جمع بين النصوص النقلية الصريحة وكلام علماء الأمة في هذه الأمراض ودراسته الأكاديمية العلمية ، وكلنا أمل أن يحذو كثير من الأطباء النفسيين حذو الدكتور الفاضل ، ونحن على يقين تام بأن هذا الاتجاه في الدراسة خاصة بالنسبة للأطباء النفسيين سوف يعطيهم القدرة الفائقة في التعامل مع الحالات المرضية ودراستها دراسة علمية متأنية للوصول إلى حقيقة المعاناة والألم ، والوقوف على الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وهذا هو الهدف والغاية الذي يسعى إليها الطبيب النفسي المسلم ، ويا حبذا لو تتكاثف الجهود الخيرة بين الأطباء النفسيين والمعالجين بالقرآن ويكون محور هذا التعاون والتكاثف الدراسة العلمية الجادة وتحكيم النصوص الشرعية في كل المسائل المطروحة على الدراسة والبحث ، دون تدخل أي طرف في عمل الطرف الآخر ، وهذه المشكلة من أعقد المشكلات التي عمقت الفجوة بين الأطباء النفسيين والمعالجين بالقرآن ، وأعطي مثالاً على ذلك :
يقول الدكتور موسى الجويسر – طبيب العائلة في مركز الشامية الصحي بدولة الكويت عن حقيقة مس الجن للإنس : ( لم أر قط في حياتي إنساناً يسكنه جني ، غير أن التداخل بين المرض النفسي والاعتقاد بوجود الجن موجود ، والمثال على ذلك أن مريض انفصام الشخصية يعاني من خلل في طريقة التفكير رغم أنه يأكل ويشرب بشكل عادي إلا أنه عندما يفكر ونسمع كلامه نجد أنه يقول وبجدية وبدون شعور بالكذب إن فلاناً يكلمني وبالأمس أفطرت مع 000 والحقيقة أنه لم يخرج من المنزل بالإضافة إلى أنه يسمع أصواتاً لا يسمعها غيره في المكان ، وكذلك يقول المتوهم بالإصابة بمس الجن إنه يشعر بعلامات مثل الخدر في الجسم في حين إن مثل هذه الأعراض نجدها في المريض النفسي ، وهنا أطالب بتناول القضية بكل حرص وأناة بين علماء الإسلام خاصة وأنها قضية في غاية الغموض ولا داعي لأن نجعل الكثير من الجهلة والمشعوذين ونعطيهم الفرصة للكسب المادي السريع دون أن يجدوا من يرد عليهم بالحجة العلمية القاطعة ) ( مجلة الفرحة – العدد ( 42 ) – مارس 2000 م – ص 31 ) 0
قلت : هذه هي المأساة التي يعيشها كثير من الأطباء النفسيين ، ونصيحتي لكل طبيب نفسي مسلم أن يهتم بالجوانب الطبية النفسية ودراستها ، وأهم من ذلك كله أن يعتقد اعتقاداً جازماً بأن النصوص النقلية الصريحة أكدت بما لا يدع مجالاً للشك على هذه الأمراض وحقيقتها وتأثيراتها ، ويبقى اهتمام الطبيب النفسي المسلم ينصب على دراسة الحالة المرضية وتشخيصها ولا يكون ذلك بمعزل عن الإيمان القطعي بالأمراض الروحية ، ولا مانع مطلقاً أن يجتمع الطبيب النفسي مع المعالج بالقرآن ليستطيعا معاً وفق الأصول الشرعية والمعايير الطبية من الوقوف على حقيقة الداء ووصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، أما أن ننكر الأمراض الروحية ونلقيها وراء ظهورنا ونبدأ بتحليل كل الأعراض على أنها أعراض نفسية فهذا هو عين الخطأ ، وهذا لا يعني أنني أبرأ كثيراً من المعالجين ممن سلك هذا المسلك فأخذ يصف الدواء ويطلب صور الأشعة ويضع في عيادته الوسائل الطبية التعليمية ليشرح للمرضى عما يعانون منه من أمراض روحية ، وكلا الطرفين لن يفلحا مطلقاً في تقديم العون والمساعدة للمرضى النفسيين أو مرضى الأمراض الروحية ، ومن هنا لا بد أن تكون الغاية والهدف للجميع الانتصار للحق ، دون انتصار للذات ، عند ذلك سوف تعم الفائدة ونصبو للخير وتتحقق المصلحة الشرعية للجميع سواء كانوا أطباء أو معالجين أو مرضى وغيرهم ، فأسأل الله سبحانه وتعالى أن يوفق الدكتور ياسر في عمله ويبارك في جهده ، وأن يجعله سبباً من أسباب الشفاء بإذنه سبحانه وتعالى وحده 0
يقول الدكتور ياسر عبد القوي : ( للمس أعراضه وآثاره التي تميزه وإن كانت تتشابه مع بعض الأعراض النفسية ، وأحياناً يكون التشابه شديداً وأهل الخبرة والدراية فقط هم الذين يستطيعون التفريق بينهما ، ولهذا يجب الحيطة والحذر الشديدين في التعامل مع الأعراض لإعطاء التشخيص الصحيح ، وهذه الأعراض كثيرة ، فمنها النفسية والجسمانية والروحية 0
أولاً : الأعراض النفسية :-
1- نوبة الصرع : ويصف هذا العرض المحيطون به ويتميز صرع الجن بالآتي :
أ- أسباب نوبة الصرع : هناك أمور تساعد على ظهور هذه النوبة مثل ضغط نفسي أو حزن شديد أو صدمة عصبية أو بسبب سماع القرآن الكريم أو ذكر الله أو درس من دروس العلم ، أو الحديث عن أحوال الجن وعالمهم ، أو شم بعض الروائح التي يحبونها كالبخور مثلاً ، وأحياناً لا يكون بسبب واضح 0
ب- فقد وعي : إما أن يكون تاماً أو غير تام مصاحباً برعشة وارتجاف واختلاط الأعضاء أولاً ، ولكنه غالباً لا يكون معه عضة لسان أو تبول لا إرادي ، وهذا ما يفرقه غالباً عن الصرع العصبي 0
ج- نطق أو تكلم أثناء النوبة : قد يحدث نطق بصوت مختلف أو بطريقة مختلفة أثناء النوبة وغالباً ما يكون بطريقة مفهومة ، وأحياناً لا يكون صوت كلام وإنما بكاء وصراخ 0
د- رسم المخ ( تخطيط المخ ) يكون سليماً ، ولهذا فإن هذا الصرع يشبه إلى حد بعيد الصرع الهستيري لا الصرع العصبي 0
هـ- قراءة القرآن على المريض أثناء النوبة قد تساعد على إفاقته على غير العادة 0
2- تسلط الوساوس على المريض بصورة مكثفة : وهي الوساوس التي تصده عن الذكر والعبادة ، أو تأمره بمعصية ، أو تهيجه إلى إثم ، أو تنفره من أهل الخير ومن أهله وزوجه ، وهذه الوساوس غالباً يعبر عنها المريض أنها صادرة من نفسه أو من صوت في صدره 0
3- الحزن والعصبية وانقباض الصدر في فترات كثيرة أثناء اليوم دون سبب واضح 0
4- العصبية الشديدة والاستثارة لأتفه الأسباب والتفوه بكلام لا يتذكره المريض بعد هدوئه ، وهذا مصداق قول النبي في الحديث الصحيح لما نصح رجلاً غاضباً بأن يقول كلمة تذهب عنه ما يجد " أعوذ بالله من الشيطان الرجيم " 0
5- الشرود الذهني المتكرر والذي يستغرق فترة ليست بالقصيرة من اليوم ، فدائماً يشكو المريض بالمس من الشرود والتفكير في لا شيء ، وربما يمكث الممسوس ساعة من الزمن شارداً حتى لا يشعر أنه قضى هذه الساعة وكأنه لم يعشها 0
6- النسيان لبعض الأحداث أثناء فترة تعبه ، سواء أكانت أفعالاً أم أقوالاً ، ولا يتذكرها تماماً وربما يستنكرها ويستغربها وقد فعلها 0
7- الخوف والهلع كثيراً ما ينتاب الممسوس : حالات خوف أو أحياناً هلع بين الحين والآخر وقد تستمر ولا سيما ليلاً ، وكثيراً ما يكون الخوف شديداً يمنع من الحياة الطبيعية وكذا النوم الطبيعي0
8- الأرق : كثيراً ما ينتاب الممسوس إما في بداية النوم وإما في منتصف الليل 0
9- الفزع : أثناء النوم والأحلام المزعجة ( الكوابيس ) يشكو كثير من الممسوسين منها ، وأنها توقظهم من النوم 0
10- صدود المرأة عن الزواج وكذا الرجل : كثيراً ما تتعرض الممسوسة للصدود في مواضيع الخطبة والزواج دون أسباب ظاهرية 0
11- إيثار الجلوس في الحمامات لمدة طويلة : هذا العرض يظهر في كثير من الممسوسين وهو ميل إلى الجلوس في الحمامات والخرابات وأماكن النجاسات 0
ثانياً : أعراض جسمانية :
1- الصداع : فهو مصاحب لمعظم حالات المس وهو شديد ولا يتأثر بالأدوية المسكنة ، وكثيراً ما يرتبط بتعرض المريض للحزن أو الغضب أو عند قراءة القرآن وسماعه له ، أو لعدم تنفيذ رغباته ، ولا يكون للصداع ما يفسره من الأسباب العضوية 0
2- آلام الظهر : آلام مؤخر الظهر مشتهرة عند الممسوسين وهي لا تعزى لأسباب عضوية 0
3- آلام متفرقة : في الجسد ومتنقلة ، ولا تعزى لأسباب عضوية وغالباً تزداد عند الاستيقاظ 0
4- النزيف : والذي يعزى إلى الاستحاضة والتي كما فسرها النبي إنها ركضة من ركضات الشيطان وليست حيضاً 0
5- آلام المعدة : أحياناً يشتكي منها الممسوس دون سبب عضوي ودائماً تكون في منطقة فم المعدة وأحياناً انتفاخ البطن 0
6-تنميل في بعض الأعضاء ( اليدين والقدمين وأحياناً الرأس واللسان ) 0
7- فقدان وظيفة بعض الأعضاء مثل ( الشلل – العمى – الخرس – الصمم ) ، وهذا الفقدان الوظيفي ليس له سبب عضوي على الإطلاق والأطباء يؤكدون أن العضو سليم تماماً0
8- آلام الجماع الجنسي وتقلص العضلات : هذه الأعراض تظهر من الممسوسة كنوع من أنواع إبعاد الجني الصارع لزوجها عنها 0
ثالثاً : أعراض روحية :
ونقصد بها المتعلقة بجانب العبادة والصلة بالله تعالى :
1- الصدود عن ذكر الله وعن الصلاة وعن قراءة القرآن أو سماعه ، وعن مجلس العلم وغيره 0
2- الشعور بالتعب وحصول بعض الأعراض النفسية والجسدية إذا حاول الممسوس المواظبة على الذكر أو الصلاة أو قراءة القرآن أو سماعه 0
3- الإعراض عن الطاعة والإقبال على المعاصي المتمثلة في ( التبرج والسفور – سماع الغناء والموسيقى وطاعة الهوى – حب اللهو – البعد عن المساجد والتعب إذا جلس فيها والشعور بالضيق عند الوجود فيها ) 0
4- تغير في السلوك ، وهذا دائماً من جانب الزوج مع زوجه والزوجة مع زوجها ، حيث قد يحدث النفور وإذكاء جمرة الخلافات بينهما على أتفه الأسباب ، وكثيراً ما يحدث تغير في السلوك الجنسي بين الزوجين ( نفور – إعراض – تعب أثناء ممارستها ) 0
5- أفكار خبيثة واهتزاز عقيدة : دائماً يشكو منها الممسوس متمثلة في ( التشاؤم وتوقع المكروه دائماً – عدم الرضا بأقدار الله وسرعة اليأس والقنوط من رحمة الله – أفكار تبث الحزن في نفس المريض وتبعد عنه حسن الظن بالله أو الأمل في رحمته ) 0
6- خمول وكسل تجاه العبادات كالصلاة والذهاب إلى المساجد ، وقراءة الأذكار وغيرها ، وأحياناً كثرة النوم بالنهار والليل ) ( مجلة الفرحة – العدد ( 42 ) – مارس سنة 2000 م – ص 26 – 27 - نقلاً عن كتاب " الأمراض النفسية " ) 0
قلت : وهذه جملة من الأعراض العامة التي قد تحدد صرع الأرواح الخبيثة وما جاءت هذه البنود إلا نتيجة للدراسة المتأنية المتبصرة لواقع المرضى ، ولمن يعاني بمثل هذا النوع من المرض ، وهذه الخلاصة لا تعني مطلقاً تنحية الأمراض النفسية جانباً ، بل على العكس من ذلك تماماً ، فلا بد من الاهتمام بكلي النوعين - الأمراض الروحية والأمراض النفسية – حتى تتحقق المصلحة العامة للمسلمين 0
ناهيك عن أمر مهم جداً لا بد من الإشارة إليه تحت هذا العنوان وهو أنه لا يجوز مطلقاً القياس من قبل المرضى وتحديد معاناتهم بناء على قراءة مثل تلك الأعراض ، فلا بد من عرض الحالة المرضية أولاً على المعالج الحاذق المتمرس المتخصص في مثل هذا النوع من الأمراض ، ليستطيع أن يقف على الداء ومن ثم يصف الدواء النافع بإذن الله تعالى ، وإلا فلا بد من تحويل الحالة إلى الطبيب النفسي المسلم المتمرس الحاذق الذي يملك الخبرة والدراية لمعرفة المعاناة النفسية للمريض ومن ثم يتخذ الإجراءات الطبية الخاصة في المتابعة والعلاج 0

ولا اعتقد أخي الكريم بعد هذا العرض الشامل والكامل لهذه المسألة أن هناك موقعاً منها للدكتور جمال أبو حسان ، وأختم بمقولة تشابه ما استشهد به الدكتور الفاضل وأقول

( بأن الدين حجة على الناس وليس الناس حجة على الدين ) 0

فهل بقي بعد هذا الكلام كلام ، أما تنميق الكلام وسجعه فهذا لا يغير من الحقيقة شيء ، فالشمس ساطعة في كبد السماء ، والقمر منير في الظلمات ، والحق أبلج والباطل لجلج 0

سائلاً المولى عز وجل أن يرزقنا الإخلاص في القول والعمل 0

وآخر دعوانا أن الحمد لله رب العالمين وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم ،،،

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 22-04-2005, 10:00 AM   #5
معلومات العضو
أبو فهد
موقوف

افتراضي

جزاك الله خيرا وبارك الله فيك وفي علمك ونفع الله بك وأعظم لك الأجر والمثوبة .
شيخنا الحبيب والعزيز أبو البراء بن ياسين المعاني رعاك الله وحفظك بحفظه

تحياتي ...

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 22-04-2005, 11:57 AM   #6
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

وإياكم أخي الحبيب ( معالج متمرس ) ، مع تمنياتي لكَ بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 05-08-2005, 07:15 PM   #8
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ( اسماعيل مرسي ) ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء اسامة بن ياسين المعاني 0

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 08-11-2011, 05:28 PM   #9
معلومات العضو
عمرابوجربوع
اشراقة ادارة متجددة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم

نفع الله بعلمكم ونفعكم وزادكم من فضله وعلمه وكرمه

في رعاية الله وحفظه
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 14-11-2011, 12:01 PM   #10
معلومات العضو
أبو البراء

لموقع ومنتدى الرقية الشرعية - مؤلف ( الموسوعة الشرعية في علم الرقى )
 
الصورة الرمزية أبو البراء
 

 

افتراضي


،،،،،،

وفيكم بارك الله أخي الحبيب ومشرفنا القدير ( عمر ) ، وزادكم الله من فضله ومنه وكرمه ، مع تمنياتي لكم بالصحة والسلامة والعافية :

أخوكم المحب / أبو البراء أسامة بن ياسين المعاني 0
 

 

 

 


 

توقيع  أبو البراء
 
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 3 ( الأعضاء 0 والزوار 3)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 10:50 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com