أسيد بن حضير كان يقرأ في بيته سورة البقرة، في الليل وعنده فرسه، ويقرأ سورة البقرة، فاجتال هذا الفرس عن مكانه، يعني بدأ يتحرك، فسكت أسيد فسكن الفرس، ثم رجع فقرأ فتحرك الفرس، وكاد أن يطأ ابنه، فلما جاء من الغداة أخبر النبي -عليه الصلاة والسلام- بذلك وقال قال: « هذه الملائكة »22 -يعني فَرِحة بقراءتك لهذه السورة- « ولو بقيت أن تقرءها إلى صلاة الفجر لنزلت الملائكة ورآها الناس »22 هذا من فضل هذه السورة سورة البقرة، والحديث في صحيح البخاري يراجع في فضل هذه السورة العظيمة.
إذن نقول وجه بيان فضل سورة البقرة يمكن أن نأخذ هذا البيان هذا الفضل من خلال السورة نفسها، هذه السورة سُميت بسنام القرآن، وسنام الشيء هو أعلاه، وسُميت أيضاً سماها بعض الصحابة بأنها فسطاط القرآن فسطاط القرآن، والفسطاط هو ما أحاط بالمكان هو ما أحاط بالمكان، ونالت هذه السورة هذه المزية وهذا الفضل لأمور:
أولاً: أن فيها أفضل آية في القرآن الكريم وهي آية الكرسي وجاء في صحيح مسلم وفي بعض السنن: « أن النبي -عليه الصلاة والسلام- سأل»43 أبي بن كعب وقال: أي آية في كتاب الله أعظم؟ فأجابه أبي بما فتح الله عليه قال آية الكرسي قال النبي -عليه الصلاة والسلام- ليهنك العلم أبا المنذر أي هنيئاً لك هذا العلم الذي قلته، فهي سيدة آي القرآن، وأعظم آية في القرآن، وأفضل آية في القرآن هي آية الكرسي، وليس الحديث عن فضل هذه الآية، وإنما هذه الآية جاءت في سورة البقرة.
ثانياً: جاء في هذه السورة فضل آيتين من آخر سورة البقرة، وجاء في الصحيح: « من قرأ الآيتين الأخيرتين من سورة البقرة كفتاه »44 وهي ﴿آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِ ﴾45
إلى آخر الآيات.
الثالث: أن الله تعالى فرض فيها شعيرة من شعائر الإسلام وركنا من أركان الإسلام وهو الصيام ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ ﴾46
وفي هذه السورة آخر آية نزلت وهي قوله تعالى : ﴿وَاتَّقُوا يَوْمًا تُرْجَعُونَ فِيهِ إِلَى اللَّهِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ ﴾47 وفي هذه السورة أيضاً تشريع التوجه إلى القبلة لهذه الصلاة العظيمة قال تعالى : ﴿فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ ﴾48 ومن ذلك أيضاً فيها التحذير من السحرة، والتحذير من إتيانهم أو تصديقهم، وفيها أيضاً بيان حد القصاص ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِبَ عَلَيْكُمُ الْقِصَاصُ ﴾49 وفيها كذلك بيان كثير من الأحكام الشرعية والمعاملات.
وخلاصة ما في هذه السورة يدور على أمرين:
الأول: سمو هذا الدين، أن فيها حديث عن سمو هذا الدين على من سبقهم وعلو هديه وأصول تطهيره للنفوس.
الثاني: بيان شرائع هذا الدين لأتباعه وبيان ما تصلح به أحوالهم.
هذا ما يخص سورة البقرة، لكن الترغيب من النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذه السورة جاء في هذا الحديث جاء لسورتين سورة البقرة وآل عمران، إذن يمكن أن ينشأ هنا سؤال أو يقول قائل: ما وجه الحث والترغيب في قراءة هاتين السورتين هل بينهما تشابه ؟ هل بينهما ترابط ؟ الجواب: بينهما تشابه من وجوه متعددة:
الوجه الأول: أن السورتين افتتحا بـالحروف المقطعة، فهذه افتتحت بقوله تعالى : "الم" وسورة آل عمران كذلك بـ "الم"
ثم أيضاً الثاني: في السورتين بيان لأحكام الحج والعمرة.
والثالث: في السورتين -والآيات واضحة يعني لا نقرأ إلا ما أشكل منها.
وفي السورتين أيضاً التحذير الشديد والتنفير العظيم من التعامل بالربا، وجاء التصدير أيضاً بلفظ الإيمان ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَذَرُوا مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا ﴾50 وفي سورة آل عمران ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تَأْكُلُوا الرِّبَا أَضْعَافًا مُضَاعَفَةً ﴾51 التحذير من الربا تحذيراً بليغاً جاء في هاتين السورتين.
الرابع: ذكر الشهادة في سبيل الله، وبيان فضل الجهاد ﴿وَلَا تَقُولُوا لِمَنْ يُقْتَلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتٌ بَلْ أَحْيَاءٌ ﴾52 وهناك ﴿وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ أَمْوَاتًا ﴾53 وبيان ما للشهادة من الفضل والأجر العظيم عند الله تعالى.
الخامس: فضل المسجد الحرام: ففي سورة البقرة جاء التنويه بمكانة البيت الحرام والتوجه إلى القبلة في آيات متعددة، ثم جاء الحديث في سورة آل عمران ﴿وَمَنْ دَخَلَهُ كَانَ آمِنًا ﴾54 ﴿ إِنَّ أَوَّلَ بَيْتٍ وُضِعَ لِلنَّاسِ لَلَّذِي بِبَكَّةَ مُبَارَكًا وَهُدًى لِلْعَالَمِينَ فِيهِ آَيَاتٌ بَيِّنَاتٌ ﴾55 إلى آخر الآيات بيان فضل المسجد الحرام الذي يليه التنويه بشأن القرآن، وهذا جاء في افتتاح كل سورة ﴿الم﴾56 ﴿ذَلِكَ الْكِتَابُ لَا رَيْبَ فِيهِ ﴾57 وفي سورة آل عمران ﴿نَزَّلَ عَلَيْكَ الْكِتَابَ بِالْحَقِّ مُصَدِّقًا لِمَا بَيْنَ يَدَيْهِ ﴾58 .
التنويه بشأن القرآن الذي يليه أيضاً وهو ذكر اسم الله الأعظم في السورتين؛ ولهذا جاء حديث عند أبي داود من حديث أسماء بنت يزيد: أن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم قال : « اسم الله الأعظم في هاتين السورتين في سورة البقرة وَإِلَهُكُمْ إِلَهٌ وَاحِدٌ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ »59 وفي سورة آل عمران ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾61 ويقول أهل العلم كما عند أحمد أن اسم الله الأعظم في الثلاث الآيات التي في سورة التي في القرآن أولها في سورة البقرة في آية الكرسي ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾62 وفي صدر سورة آل عمران ﴿الم﴾63 ﴿اللَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْحَيُّ الْقَيُّومُ ﴾64 وفي سورة طه ﴿وَعَنَتِ الْوُجُوهُ لِلْحَيِّ الْقَيُّومِ ﴾65 اسم الله الأعظم في هذه الآيات.
ومن الوجوه أيضاً المجادلة والمحاجة؛ ففي سورة البقرة ذكر الله تعالى أن إبراهيم حاج النمرود ﴿أَلَمْ تَرَ إِلَى الَّذِي حَاجَّ إِبْرَاهِيمَ فِي رَبِّهِ أَنْ آتَاهُ اللَّهُ الْمُلْكَ ﴾66 وهو نبي من أنبياء الله، وفي سورة آل عمران النبي -عليه الصلاة والسلام- حاج قام بمحاجة نصارى نجران الوفد الذين جاءوا إليه ﴿ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ ﴾67 إلى آخر الآية، فيها محاجة.
وهناك وجه شبه بينهما، وهذا منهج دعوي يسير عليه الداعية أنه يقيم الحجة على من يدعوه إلى الحق إذا أبى عن ذلك، وإبراهيم عليه السلام ضرب الله له أروع الأمثلة في القرآن الكريم حينما حاج قومه وهو يدعوهم إلى التوحيد، ومن ذلك ما أخبر الله تعالى عنه في سورة الأنبياء ﴿وَلَقَدْ آتَيْنَا إِبْرَاهِيمَ رُشْدَهُ مِنْ قَبْلُ وَكُنَّا بِهِ عَالِمِينَ ﴾68 إلى أن بين دعوة الحق، وأقام على قومه الحجة، أيضا في ذلك حتى إنهم رجعوا إلى أنفسهم، واتهموا نفوسهم بأنهم ظالمون، وغير ذلك أقام عليهم الحجة، كما أن إبراهيم عليه السلام قام بمحاجة أبيه ﴿وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ لِأَبِيهِ آزَرَ أَتَتَّخِذُ أَصْنَامًا آلِهَةً إِنِّي أَرَاكَ وَقَوْمَكَ فِي ضَلَالٍ مُبِينٍ ﴾69 الآية واضحة، كل هذه محاجة في بيان الحق، قال تعالى: ﴿وَتِلْكَ حُجَّتُنَا آتَيْنَاهَا إِبْرَاهِيمَ عَلَى قَوْمِهِ ﴾70 فالأنبياء عليهم الصلاة والسلام يقيمون الحجج على أقوامهم بالدعوة إلى الله وينذرونهم ويخوفونهم، والله تعالى بعثهم مبشرين ومنذرين ، ﴿رُسُلًا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ ﴾71 ينذرونهم بعذاب الله، ويبشرونهم برضوان الله تعالى، وهذا قد جاء في هذه السورة هذا تأمل سريع، وإلا من تأمل وأنعم النظر سيجد شيئا أكثر.
ومن ذلك أيضاً الختم بالأدعية المتضمنة للربوبية، وهذا كله جاء في أواخر السورتين، ففي آخر سورة البقرة جاء فيها : ﴿رَبَّنَا وَلَا تَحْمِلْ عَلَيْنَا إِصْرًا ﴾72 ﴿رَبَّنَا لَا تُؤَاخِذْنَا إِنْ ﴾72 إلى آخر الآية ربنا . . ربنا . . تكرر لفظ الربوبية، وفي آخر سورة آل عمران أيضاً ﴿رَبَّنَا إِنَّنَا سَمِعْنَا مُنَادِيًا يُنَادِي لِلْإِيمَانِ ﴾73 تكرر ثلاث مرات خلاف ما ورد في وسطها أيضاً من لفظ الربوبية، كذلك من أوجه الشبه بين السورتين ذكر الطير، فالله تعالى حينما طلب إبراهيم عليه السلام من ربه ﴿ وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ أَرِنِي كَيْفَ تُحْيِي الْمَوْتَى قَالَ أَوَلَمْ تُؤْمِنْ قَالَ بَلَى وَلَكِنْ لِيَطْمَئِنَّ قَلْبِي قَالَ فَخُذْ أَرْبَعَةً مِنَ الطَّيْرِ ﴾74 حتى يطمئن قلبه أحيا هذه الطير.
كذلك فعل عيسى عليه السلام في هذا، في سورة آل عمران مين يذكر الآية، نعم ... ﴿ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنَ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ ﴾75 فذكر الطير أنه يحيي الموتى بإذن الله، فهذه أوجه شبه تدلك على ما لهذه السورتين من الفضل والمزية على غيرهما، إذن لما كان لهاتين السورتين هذه المزايا والفضائل، فإن التالي لهما حق تلاوته، وكان حاملا لهما ومستظهرا لما فيهما استحق هذا الفضل من الله تعالى يوم القيامة، وهو هذا النور المشرق الذي يحفظه وينصره ويؤيده بهذه السورة العظيمة.
وأذكر لكم كتابا اعتنى بهذه المعاني ولم أذكره أمس وهو في فضائل القرآن، لكنه نفيس جداً من حيث إنه يجمع كل الآثار والأحاديث في فضل هذه السورة، وهو كتاب مصاعد النظر (إلى مشارف إلى مقاصد السور) للبقاعي، وهو في ثلاث مجلدات (مصاعد النظر إلى مقاصد السور) في ثلاث مجلدات، وساق جملة من الآثار والأحاديث من الأحاديث والآثار عن الصحابة، وعن التابعين في فضل كل سورة في القرآن الكريم، يعني هو أوسع جمع كلام من تقدم من أهل العلم الذين ذكرت لكم أسماءهم أمس؛ لأنه متأخر، هذا في القرن التاسع الهجري، حتى إنه ذكر أثراً عند الإمام مالك في الموطأ، أن ابن عمر -رضي الله عنه- مكث على قراءة سورة البقرة كم قيل ؟ ست وقيل ثمان وقيل اثنا عشر، وليس عجزاً في حفظها، وإنما يتأمل ما فيها من الأحكام، ومن الهدايات والدلالات والتشريعات، فيقال في بعض الروايات أنه لما انتهى منها نحر جزوراً فرحاً بذلك.
ولهذا كان هذا هو منهج الصحابة -رضوان الله عليهم- كانوا لا يتجاوزون العشر الآيات إلا وقد قرءوها، وتعلموها، وعقلوها، وفهموا ما فيها من الأحكام ومن الآداب والتشريعات، ليس كحال الناس بعدهم، يحرصون على القراءة السريعة، والهذ السريع دون التأمل والتدبر، فلا بد من التدبر كما أشرت لكم سابقاً، فهذا هو الذي ينال به صاحبه الفضيلة والأجر من الله تعالى، هذا ما يتعلق بالأحاديث التي سبقت وتقدمت.
ونذكر دلالة هذه الأحاديث هذه الأحاديث في فضل سورة البقرة وآل عمران:
دلت الأحاديث أولاً: برواياتها أن هذا الفضل لا يكون إلا لأهل القرآن، الذين يعملون به، وليس لأهله الذين يقرءونه ولا يعملون به، هذا لا يكون لهم؛ لأنه ولله المثل الأعلى لو جاء إنسانا خطاب من ملك أو أمير أو مسئول، وقال له في هذا الخطاب عليك أن تعمل كذا وكذا وكذا وتنفذ، وأعطاه قائمة، فجلس هذا الإنسان المكلف بهذا الخطاب يقرؤه على الناس ويردده، يقرؤه في الصباح وفي المساء، ومن الغد يقرؤه في الصباح والمساء، هل هذا يكون استجاب لما في هذا الخطاب ؟ لا يكون استجاب له، إنما يردد كلاماً.
فكذلك الذي يقرأ القرآن -ولله المثل الأعلى- يقرأ القرآن لكنه لا يعمل به، وإن كان يؤجر عليه، الأجر على قراءة القرآن ثابت، ولكن عليه العمل به بقدر ما يستطيع، فعليه أن يعمل ويجتهد في العمل بهذا القرآن؛ لينال هذه المزية.
الثاني: دلت الأحاديث على فضل سورة البقرة على سائر سور القرآن، حتى على سورة آل عمران، ودل الحديث، دلت الأحاديث أيضاً على فضل سورة آل عمران، ودلت الأحاديث أيضاً على أن سورة البقرة وقاية لمن قرأها أو قرئت عليه من كل شر وبلاء، وخاصة السحر الذي ابتلي به الناس، ومما دلت عليه الأحاديث أن الإنسان سوف يرى أثر عمله بالقرآن، سوف يرى أثر عمله بالقرآن وخاصة لهاتين السورتين.
والحديث الآخر، وهو حديث عبد الله بن مسعود، وهذا فيه بيان فضل تلاوة القرآن على وجه الدقة والبيان والتوضيح؛ ولهذا يقول النبي -عليه الصلاة والسلام- « من قرأ حرفاً »76 وهذا من باب الحث على الإكثار من تلاوة القرآن الكريم، ولم يقل من قرأ سورة، أو من قرأ آية، أو من قرأ حزباً، أو من قرأ جزءاً، وإنما جاء بالحرف الواحد، وكم في القرآن من حروف! آلاف الحروف، « من قرأ حرفاً من كتاب الله فله به حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول "الم" حرف ولكن ألف حرف ولام حرف وميم حرف »3 تفصيل دقيق لبيان الأجر المترتب على تلاوة القرآن الكريم.
وهذا أيضاً يذكر بالآية التي في سورة فاطر في قوله تعالى ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ ﴾10
انظر إلى العمل ﴿إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ ﴾10
إقامة الصلاة من العمل بالقرآن ﴿وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ ﴾10 من العمل بالقرآن ﴿سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ ﴾10 جاءت الأجور من الله تعالى ﴿لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ﴾77 هذا عموماً لكن النبي -عليه الصلاة والسلام- في هذا الحديث يبين هذه الأجور وفضلها، وأنها قد تزيد على الحسنة في الحرف الواحد؛ لأن الله تعالى يضاعف الأجور لعباده، كما قال تعالى في الإنفاق ﴿مَثَلُ الَّذِينَ يُنْفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللَّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنْبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنْبُلَةٍ مِائَةُ حَبَّةٍ وَاللَّهُ يُضَاعِفُ لِمَنْ يَشَاءُ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ ﴾78 .
فدل الحديث على هذا الفضل الكبير لمن يقرأ القرآن، وأنه سوف يثاب على الحرف الواحد، حتى من هذه الحروف المقطعة التي ضرب بها النبي -عليه الصلاة والسلام- المثل، ثم قال المصنف: وله -أي لمن سبق ذكره- وهو الترمذي وصححه عن عبد الله بن عمرو بن العاص عن النبي -صلى الله عليه وآله وسلم- قال: « يقال لصاحب القرآن اقرأ وارتق ورتل كما كنت ترتل في الدنيا فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها »4 .
ولأحمد نحوه من حديث أبي سعيد، وفيه: « فيقرأ ويصعد بكل آية درجة حتى يقرأ آخر شيء معه »5 وهذا بيان لفضل صاحب القرآن، الذي يقرأ القرآن ويعمل به، وهو بيان للجزاء المترتب على ما يناله هذا القارئ في الآخرة بعد أن يقضي الله تعالى بين العباد، فيدخل أهل الجنة الجنة، يقال لصاحب القرآن من بين سائر الناس بهذه المزية، فقوله: « يقال لصاحب القرآن »4 كأنه ينادى مناداة من بين سائر الناس؛ لما له من هذه المزية، والجنة درجات فيكرم قارئ القرآن بهذا الفضل العظيم، وهو يقرأ القرآن أيضاً، فقارئ القرآن كما تقدم هو مقدم في الدنيا وفي البرزخ وفي الآخرة، كما سيأتي من الأحاديث.
وفي هذا الحديث بيان بتقديم قارئ القرآن في الدار الآخرة، ويعرفه إخوانه من أهل الجنة أنه تميز عليهم بهذه الميزة بقراءة القرآن الكريم، فيؤمر أيضاً بترتيل القرآن كما كان يرتله في الدنيا ولا يتوقف عند منزلة محددة، وإنما قال: فإن منزلتك عند آخر آية تقرأ بها، وهو يقرأ ويمشي، والحديث ربما يؤخذ منه دلالة على أن الإنسان يقرأ القرآن في أي وقت يجد نفسه نشيطا ومستعدا لتلاوة القرآن الكريم، حتى ولو كان يمشي ليستفيد من وقته ويردد ما حفظه ويتعاهد ما قرأه؛ حتى لا يضيع، وهذا فضل عظيم لقارئ القرآن أن ينال هذه الدرجة وهذه الرتبة عند الله تعالى في الآخرة.
فقارئ القرآن هو من أهل الجنة الذين يكرمهم الله تعالى بمزية على غيرهم بهذه الدرجات العليا، وهذا يذكرنا بالآية السالفة ﴿يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ ﴾79
فهذه الدرجات في الدنيا وفي الآخرة؛ في الدنيا تكون بالنصر والتأييد وبالذكر الحسن، وفي الآخرة جاء التفسير لها بهذا الحديث، فإنه يقرأ ويصعد هذه الدرجات، وكلها فضل من الله، ولا يقف عند هذه الدرجة إلا حينما يتوقف عن القراءة.
ونتوقف عند هذا القدر.
أحسن الله إليكم فضيلة الشيخ:
عدة أسئلة تستفسر عن يقول كيف أولنا قوله -صلى الله عليه وسلم- [إنه يأتي يوم القيامة بإتيان الثواب ولم نمرها كما جاءت]؟
هكذا فسر أهل العلم؛ لأن الذين يقولون إن القرآن يأتي كأنه كأن القرآن مخلوق، والبخاري ذكر هذه وفصل القول فيها في الكتاب المتقدم خلق أفعال العباد، ولشيخ الإسلام كلام واسع وطويل في هذه المسألة، وأنا أحيل السائل إلى قراءة ما ذكره شيخ الإسلام في المجلد الخامس الذي تقدم ذكره؛ ولأن الثواب الذي جعله الله تعالى لقارئ القرآن هو الذي يأتي، وهكذا فسره أهل العلم بهذا البيان، وهو بيان واضح لا إشكال فيه .
أحسن الله لكم
يقول هل المقصود بصاحب القرآن قارئ القرآن أم حافظ القرآن؟
صاحب القرآن هو الذي يقرأ القرآن؛ ولهذا في الحديث: « اقرءوا القرآن »80 ما قال احفظوا القرآن، وإنما الحفظ أيضاً هو جاء فيه مزية أخرى؛ ولهذا قال تعالى: ﴿بَلْ هُوَ آيَاتٌ بَيِّنَاتٌ فِي صُدُورِ الَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ ﴾81
يعني في صدورهم أنه محفوظ، والصحابة رضوان الله عليهم استظهر أكثرهم القرآن الكريم، ومنهم أبي وعبد الله بن مسعود، ومعاذ بن جبل، وشهد لهم النبي -عليه الصلاة والسلام- بهذا الحفظ الذي حفظوه، وبهذا الإتقان الذي ضبطوه، فالحديث يصدق على هذا وهذا، ولكن حافظ القرآن الذي يحفظه له مزية على غيره؛ لهذا في الحديث الذي سيأتي « يؤم القوم أقرؤهم لكتاب الله »82 يعني يؤمهم الحافظ للقرآن الكريم، وليس يؤمهم الذي يقرأ وليس عنده حفظ، يؤمهم الحافظ، فالحافظ للقرآن الكريم له مزية على قارئ القرآن الذي لم يحفظ .
أحسن الله إليكم يقول:
ما حكم وضع نغمات الجوال مقاطع من تلاوات القرآن ؟
أتصور أو أظن أن فيه فتوى من اللجنة الدائمة في هذا، وأن القرآن الكريم له حرمته، وهو كلام الله تعالى، وأهل العلم تكلموا في أحكام المصحف وما ينبغي نحوه، والذي يضع مثل النغمات على الجوال إنما هي تسلية أو سد فراغ، حتى يتمكن من الرد عليه، يكون كلام الله تعالى لملء هذا الفراغ حتى يأتي كلام البشر ويرد عليه، هذا لا يليق بالقرآن الكريم، وليس من آداب القرآن الكريم.
حتى أهل العلم تكلموا في من يعلق الآيات آيات القرآن الكريم التي تعلق أيضاً حتى يقرأها الإنسان يتذكر بس تكلموا في هذا، منهم من منع أيضاً، فكيف بالجوال، والجوال أيضاً مشتمل على قضايا أخرى تخالف القرآن في الصور وفي الكلمات نابية أحيانا، في الرسائل التي توضع فيه، ثم إن الجوال أيضاً المتكلم فيه قد أحياناً يسب ويشتم، ويتكلم إذا اتصل بأحد يتكلم عليه، أو يسب أو يشتم، أو يتحدث في أعراض الدنيا، أو في أمور محرمة، ثم أجعل القرآن بين هذا، لا يمكن أن يقول بهذا إنسان يسعى إلى الأدب مع القرآن الكريم.
وهكذا يعني المحاذير كثيرة، المحاذير كثيرة جداً، وكذلك الأدعية أنا سمعت: كثير منهم يضع أدعية يعني أدعية ... سواء إذا كان للحرم ... بدون أي شيء، عندك وسائل الآن، يوجد لديك لهذا الجوال، يعني وسخر الله لك في وسائل كثيرة، فاستخدم فيه ما ينفع ويفيد، والآن تجعل الأدعية التي فيها ربنا وفيها ألفاظ الجلالة أنها تكون للتسلية وللسماع، السماع اللي يسمونه نافلة القول يستمع هذا الكلام حتى بس يتمكن الإنسان من الرد عليه، حتى آداب الدعاء، الدعاء له آداب أيضاً، فهذه الأمور كلها على الإنسان أن يتقيها ويحذر، فليست من الأمور التي فيها أدب مع كلام الله تعالى، ومع الأدعية.
وكذلك الأذان، الأذان يجعل للتنبيه مؤذن أيضاً، وأشد من هذا -نسأل الله السلامة- بعضهم يجعل التنبيه أغاني، تجعلها موسيقات وأغاني حتى يتنبه بهذا، وهذا مبتلى به كثير من الناس نسأل الله السلامة حتى في المساجد، وأنا كنت أذكر يعني إخواني الذين يقعون في هذا بأن في هذا أذية للناس، وأذية للملائكة الذين يحضرون للصلاة، والله تعالى يقول : ﴿وَالَّذِينَ يُؤْذُونَ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ بِغَيْرِ مَا اكْتَسَبُوا فَقَدِ احْتَمَلُوا بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُبِينًا ﴾83
.
فكيف تسعى لأذية المسلمين بما أنعم الله تعالى عليك مع وجود الوسائل التي تعينك على أن تلغي هذا الشيء إلا في الأحوال النادرة التي يكون فيها الإنسان ساهيا وناسيا، فالإنسان الساهي والناسي قد يعذر في هذا، لكن أن تكون عادة للإنسان .
أحسن الله إليكم:
يقول: هل يحصل ثواب قراءة البقرة وآل عمران بمجرد القراءة، أم لا بد من حفظهما ؟
لا، قراءتها، قراءة سورة البقرة وآل عمران، كما جاء في هذا الحديث: « اقرءوا البقرة وآل عمران »84 اقرءوا هذا يصدق عليهم، لكنه يمتثل لما فيها من الأحكام والأوامر والنواهي، ويعمل بهما ولا أن يقرأها وهو يخالف ما عليها من الأوامر والنواهي، لكن المقصود من ذلك العمل، أنه يعمل ويتدبر حتى يحصل له الثواب .
أحسن الله إليكم:
يقول: كيف نفهم حديث « ولا تستطيعها البطلة »85 وبين حديث أبي هريرة « أن الشيطان علمه آية الكرسي »86 ؟
قلنا: إنهم لا يستطيعونها، بينا العلة أنهم لا يستطيعونها؛ لما هم عليه من الضلال ومن الباطل؛ ولهذا لا يدخل الشيطان البيت الذي تقرأ فيه سورة البقرة، ونقول لك: إن أبا هريرة قرأ عليه آية الكرسي، وحينما قرأ عليه نطق بالحق، قال النبي -عليه الصلاة والسلام- : « صدقك وهو كذوب »87 ودله قال اقرأ علي كذا وكذا فقرأ آية الكرسي فشرد وذهب حينئذ، ما استطاع أن يأتي مرة أخرى، إذن هذا الحديث يصدق لما جاء فيه ولا تستطيعها البطلة .
أحسن الله لكم وأثابكم ونفعنا بعلمكم، وصلى الله على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
1 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/249).
2 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (805) , والترمذي : فضائل القرآن (2883) , وأحمد (4/183).
3 : الترمذي : فضائل القرآن (2910).
4 : الترمذي : فضائل القرآن (2914) , وأبو داود : الصلاة (1464).
5 : ابن ماجه : الأدب (3780) , وأحمد (3/40).
6 : سورة العنكبوت (سورة رقم: 29)؛ آية رقم:45
7 : سورة الكهف (سورة رقم: 18)؛ آية رقم:27
8 : سورة النمل (سورة رقم: 27)؛ آية رقم:92
9 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:113
10 : سورة فاطر (سورة رقم: 35)؛ آية رقم:29
11 : مسلم : الصلاة (395) , والترمذي : تفسير القرآن (2953) , والنسائي : الافتتاح (909) , وأبو داود : الصلاة (821) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (838) , وأحمد (2/285) , ومالك : النداء للصلاة (189).
12 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:155
13 : سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:3
14 : سورة ص (سورة رقم: 38)؛ آية رقم:29
15 : سورة المؤمنون (سورة رقم: 23)؛ آية رقم:68
16 : سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آية رقم:82
17 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:123
18 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:38
19 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:124
20 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/249).
21 : أحمد (5/141).
22 :
23 : البخاري : استتابة المرتدين والمعاندين وقتالهم (6931) , ومسلم : الزكاة (1064) , والنسائي : الزكاة (2578) , وأبو داود : السنة (4764) , وأحمد (3/4).
24 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/249).
25 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/249).
26 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:210
27 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/254).
28 : سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:118
29 : سورة الأعراف (سورة رقم: 7)؛ آية رقم:139
30 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:102
31 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:103
32 : سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم:74
33 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (780) , والترمذي : فضائل القرآن (2877) , وأبو داود : المناسك (2042) , وأحمد (2/378).
34 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/249).
35 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:92
36 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/249).
37 : سورة يس (سورة رقم: 36)؛ آية رقم:30
38 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (805) , والترمذي : فضائل القرآن (2883) , وأحمد (4/183).
39 : سورة النور (سورة رقم: 24)؛ آية رقم:43
40 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/249).
41 : سورة المائدة (سورة رقم: 5)؛ آية رقم:15
42 : سورة الشورى (سورة رقم: 42)؛ آية رقم:52
43 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (810) , وأبو داود : الصلاة (1460) , ومالك : النداء للصلاة (187).
44 : البخاري : فضائل القرآن (5010) , ومسلم : صلاة المسافرين وقصرها (807) , والترمذي : فضائل القرآن (2881) , وأبو داود : الصلاة (1397) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (1369) , وأحمد (4/121) , والدارمي : الصلاة (1487).
45 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:285
46 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:183
47 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:281
48 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:144
49 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:178
50 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:278
51 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:130
52 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:154
53 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:169
54 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:97
55 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:96-97
56 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:1
57 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:2
58 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:3
59 : الترمذي : الدعوات (3478) , وابن ماجه : الدعاء (3855) , والدارمي : فضائل القرآن (3389).
60 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:163
61 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:1 - 2
62 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:255
63 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:1
64 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:2
65 : سورة طه (سورة رقم: 20)؛ آية رقم:111
66 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:258
67 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:61
68 : سورة الأنبياء (سورة رقم: 21)؛ آية رقم:51
69 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:74
70 : سورة الأنعام (سورة رقم: 6)؛ آية رقم:83
71 : سورة النساء (سورة رقم: 4)؛ آية رقم:165
72 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:286
73 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:193
74 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:260
75 : سورة آل عمران (سورة رقم: 3)؛ آية رقم:49
76 : الترمذي : فضائل القرآن (2910).
77 : سورة فاطر (سورة رقم: 35)؛ آية رقم:30
78 : سورة البقرة (سورة رقم: 2)؛ آية رقم:261
79 : سورة المجادلة (سورة رقم: 58)؛ آية رقم:11
80 :
81 : سورة العنكبوت (سورة رقم: 29)؛ آية رقم:49
82 : مسلم : المساجد ومواضع الصلاة (673) , والترمذي : الصلاة (235) , والنسائي : الإمامة (780) , وأبو داود : الصلاة (582) , وابن ماجه : إقامة الصلاة والسنة فيها (980) , وأحمد (4/121).
83 : سورة الأحزاب (سورة رقم: 33)؛ آية رقم:58
84 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/254).
85 : مسلم : صلاة المسافرين وقصرها (804) , وأحمد (5/254).
86 : البخاري : بدء الخلق (3275).
87 : البخاري : بدء الخلق (3275).
http://www.taimiah.org/index.aspx?fu...=930&node=2618