المرتبة الرابعة :
الخلق ومعناها : الإيمان بأن الله ـ سبحانه وتعالى ـ خلق كل شيء،
فنؤمن بعموم خلق الله تعالى لكل شيء
ودليل ذلك قال الله تعالى :
« تبارك الّذي نزّل الفرقان على عبده ليكون للعالمين نذيراً (1) الّذي له ملك السّمـٰوات والأرض ولم يتّخذ ولداً ولم يكن لّه شريك في الملك وخلق كلّ شيء فقدّره تقديراً (2) »
سورة الفرقان
وقال تعالى : « الله خـالق كلّ شيء وهو على كلّ شيء وكيل » سورة الزّمر 62
وقال تعالى : « بديع السّمـٰوات والأرض أنّى يكون له ولد ولم تكن لّه صـٰحبة وخلق كلّ شيء وهو بكلّ شيء عليم » سورة الأنعام 101
وقال تعالى : « إنّا كلّ شيء خلقنـٰه بقدر »
سورة القمر 49
والآيات في ذلك واضحة كثيرة : أن كل شيء مخلوق لله - عز وجل -
حتى فِعْلُ الإنسان مَخلوق للهِ تعالى
وإن كان باختيارِه وإرادته لكنه مخلوقٌ لله تعالى ،
وذلك أن فعلَ الإنسان ناشئ من أمرين هما :
1) الإرادة الجازمة .
2) والقدرة التامة.
مثال ذلك : أمامك حجر زِنَته عشرون كيلو،
فقلتُ لك : احمل هذا الحجر
فقلتَ : لا أريد حمله،
فهنا انعدمت إرادتك على حمل الحجر،
قلتُ لك ثانيةً : احمل هذا الحجر،
فقلتَ : نعم سمعاً وطاعة،
ثم أردتَ أنْ تَحْمِله فَعَجَزْتَ عن حمله،
فهذا أنت لم تحمله لعدم القدرة،
قلتُ لك ثالثة : احمل هذا الحجر
فقلتَ : سمعاً وطاعة وحملته فوق رأسك
فهنا حملته لقدرتك وإرادتك .
فأفعالنا كلها التي نفعلها ناشئة عن إرادة جازمة، وقدرة تامة،
والذي خلق هذه القدرة والإرادة هو الله عز وجل ،
فلو أن الله جعلك مشلولاً ما قدرت،
ولو صرف همتك عن الفعل ما فعلت .
ولهذا قيل لأعرابي : بم عرفت ربك ؟
قال : بنقض العزائم وصرف الهمم .
فأحياناً يكون الإنسان عنده عزيمة أكيدة على الشيء، ثم تنتقض هذه العزيمة بدون أي سبب .
وأحياناً يخرج الإنسان يريد الذهاب لأحد أصدقائه، ثم ينصرف ولا يذهب بدون أي سبب،
لكن الله عز وجل يلقي في قلبه انصراف الهمة فيرجع .
لهذا نقول : إن أفعال الإنسان مخلوقة لله، لأنها ناشئة عن إرادة جازمة وقدرة تامة،
وخالق هذه الإرادة، والقدرة هو الله
سبحانه وتعالى