موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر فقه الصيام > مختارات رمضانية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 13-09-2007, 02:38 PM   #1
معلومات العضو
الهيئة

I11 ~¤¦¦§ علومٌ ومَعارِف .. مواعِظَ ولطائِف .. حِكَمٌ وطرائِف §¦¦¤~

بسم الله الرحمن الرحيم


فهذه بعض النفائس والدرر المكنونة في بطون الكتب ، قمت بجمعها وتنسيقها للقارئ الكريم ، وتشتمل على بعض المواعظ والحكم والأمثال ، والقصص والعجائب ، والأشعار وغرائب الأخبار ، والفكاهة والمواقف الطريفة وغير ذلك .
وستكون هذه سلسلة رمضانية مكونة من 30 حلقة بإذن الله ، ثم ستتحول هذه السلسلة إلى كتاب في المستقبل إن شاء الله تصدره منتديات البحري ليمكن حفظه وتداوله ونشره إن شاء الله تعالى .


أخوكم / الهيئة ،،،

** ملاحظة : السلسلة منقولة من منتدى البحري **
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 13-09-2007, 02:44 PM   #2
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... الأول من شهر رمضان ... ))

قال بعض الحكماء : إن ضعفت عن ثلاثة فعليك بثلاث : إن ضعفت عن الخير فأمسك عن الشر ، وإن ضعفت عن نفع الناس فلا تضرهم ، وإن ضعفت عن الصيام فلا تأكل لحوم الناس .
**
يروى أن أهل بلدة شكوا إلى الخليفة المأمون والياً عليهم ، فقال لهم المأمون : كذبتم عليه ، قد صحّ عندي عدله فيكم ، وإحسانه إليكم .
فقال شيخ منهم : يا أمير المؤمنين ، فما هذه المحبة لنا دون سائر رعيتك ؟ ، قد عَدَل فينا خمس سنين ، فانقله إلى غيرنا حتى يشمل عدله الجميع ، وتريح معنا الكل !! .
فضحك المأمون وصرفه عنهم .

**
مرّ إبراهيم بن أدهم على رجل ينطق وجهه بالهمّ والحزن ، فقال له : أيها الرجل ، إني سائلك عن ثلاث فأجبني . قال الرجل : نعم . قال إبراهيم : أيجري في هذا الكون شيء لا يريده الله ؟ . قال : كلا . قال : أفينقص من رزقك شيء قدره الله ؟ . قال : كلا . قال : أينقص من أجلك لحظة كتبها الله لك في الحياة ؟ . قال : كلا . فقال إبراهيم بن أدهم : فعلام الهمّ إذاً ؟ .
**
الأيام الخمس :
>> يوم مفقود : وهو أَمْسَكَ الذي فاتك مع ما فرطت فيه .
>> يوم مشهود : وهو يومك الذي أنت فيه ، فتزوّد من الطاعات .
>> يوم مورود : هو غدك الذي لا تدري أهو من أيامك أم لا .
>> يوم موعود : وهو آخر أيامك من الدنيا ، فاجعله نُصب عينيك .
>> يوم محدود : وهو اليوم الآخر الذي لا انقضاء له ، فإما نعيم دائم ، وإما خلود في النار .

**
قال رجاء بن حيوة : قام أمير المؤمنين عمر بن عبد العزيز ذات ليلة فأصلح من السراج ، فقلت : يا أمير المؤمنين ، ألا أمرتني بذلك ، أو دعوت له من يصلحه . فقال عمر رحمه الله تعالى : قمت وأنا عمر ، وعدت وأنا عمر .
**
قال الشاعر :
نسينا في ودادِك كُلَّ غالِ . . . فأنت اليومَ أغلى ما لَدَيْنَا
نُلامُ على محبَّتِكمْ ويكفي . . . لنا شرفاً نلامُ وما علينا

**
نابت الحجاج في صديق له مصيبة ورسول لعبد الملك شامي عنده ، فقال الحجاج ‏:‏ ليت إنساناً يعزيني بأبيات . فقال الشامي‏ :‏ أقول ؟ . قال ‏:‏ قل . فقال :
وكل خليل سوف يفارق خليله ، يموت أو يصاب أو يقع من فوق البيت أو يقع البيت عليه أو يقع في بئر أو يكون شيئاً لا نعرفه !!
فقال الحجاج ‏:‏ قد سليتني عن مصيبتي بأعظم منها في أمير المؤمنين إذ وجَّه مثلك لي رسولاً ‏.‏

**
عن الأصمعي قال ‏:‏ خرج قوم من قريش إلى أرضهم وخرج معهم رجل من بني غفار فأصابهم ريح عاصف يئسوا معها من الحياة ثم سَلِموا ، فأعتق كل رجل منهم مملوكاً ، فقال ذلك الأعرابي‏ :‏ اللهم لا مملوك لي أعتقه ولكن امرأتي طالق لوجهك ثلاثاً !! ‏.‏
**
سُئل ابن المقفع : من أدبك كل هذا الأدب ؟ . فقال : نفسي . فقيل له : أيؤدب الإنسان نفسه بغير مؤدب ؟ . فقال ابن المقفع : وكيف لا وكنت إذا رأيت من غيري حسناً أتيته ، وإن رأيت قبيحاً أبيته ، وبهذا وحدي أدبت نفسي .
**
للقلب ستة مواطن يجول فيها ، لا سابع لها . ثلاثة سافلة ، وثلاثة عالية .
فالثلاثة السافلة : دنيا تتزين له ، ونفس تحدثه ، وعدو يوسوس له . فهذه مواطن الأرواح السافلة التي لا تزال تجول فيها .
والثلاثة العالية : علم يتبين له ، وعقل يرشده ، وإله يعبده . والقلوب جوالة في هذه المواطن .

**
قال ابن عباس رضي الله عنهما : إن للحسنة ضياء في الوجه ، ونوراً في القلب ، وسعة في الرزق ، وقوة في البدن ، ومحبة في قلوب الخلق . وإن للسيئة سواداً في الوجه ، وظلمة في القلب ، ووهناً في البدن ، ونقصاً في الرزق ، وبغضة في قلوب الخلق .
**
قال رجل من اليهود لعلي بن أبي طالب رضي الله عنه : ما دفنتم نبيكم حتى قال الأنصار : منّا أمير ومنكم أمير . فقال علي كرم الله وجهه : ما حفَّت أقدامكم من ماء البحر حتى قلتم : " يَا مُوسَى اجْعَلْ لَنَا إِلَهًا كَمَا لَهُمْ آلِهَةٌ " .
**
قيل للأحنف بن قيس : ممن تعلمت الحِلم وحسن الخلق ؟ . قال : من خالي قيس بن عاصم . بينما هو جالس إذ جاءته جارية بسفود عليه شواء ، فسقط من يدها ، ووقع على طفل له كان عنده فمات ، فذهلت الجارية ، فقال : لا روع عليك ، أنت حرة لوجه الله تعالى .
**
من أُلهم ثلاثاً لم يحرم ثلاثاً : من أُلهم الدعاءلم يُحرم الإجابة ، ومن ألهم الاستغفارلم يحرم المغفرة ، ومن ألهم الشكر لم يحرم المزيد .
**
قال هشام بن عبد الملك لمؤدب ولده : " إذا سمعت منه الكلمة العوراء في المجلس بين جماعة فلا تؤنبه لتخجله ، وعسى أن ينصر خطأه فيكون نصره للخطأ أقبح من ابتدائه به ، ولكن احفظها عليه ، فإذا خلا فرده عنها " .
**
كتب أبو صاعد الشاعر إلى الغنوي رقعة فيها :
رأيتُ في النومِ أنِّي مالكٌ فرساً . . ولي نصيفٌ وفي كفّي دنانيرُ
فقال قومٌ لهم عِلمٌ ومعرِفةٌ . . . رأيتَ خيراً وللأحلامِ تفسيرُ
أقصُصْ منامكَ في دار الأميرِ تَجِدْ . . . تحقيقَ ذاكَ وللفَالِ التَّباشيرُ
فلما قرأها كتب في ظهرها : " أَضْغَاثُ أَحْلَامٍ وَمَا نَحْنُ بِتَأْوِيلِ الْأَحْلَامِ بِعَالِمِينَ " .

**
دخل أبو علقمة النحوي على أعين الطبيب فقال‏ :امتع الله بك ، إني أكلت من لحوم هذه الجوازم فطسئت طسأة ، فأصابني وجع من الوالبة إلى ذات العنق ، فلم يزل يربو وينمو حتى خالط الحلب والشراسيف ، فهل عندك دواء ؟ . قال ‏:‏ نعم ، خذ حرقفاً وسلقفاً وسرقفاً ، فزهزقه وزقزقه واغسله بماء روث واشربه . فقال أبو علقمة ‏:‏ لم أفهم عنك هذا . فقال‏ :‏ أفهمتك كما أفهمتني !! ‏.‏
**
يقولُ بشَّارُ بنُ بُرْدٍ :
وعيَّرني الأعداءُ والعيبُ فيهمو . . . فليس بعارٍ أن يُقال ضريرُ
إذا أبصر المرءُ المروءة والتُّقى . . . فإنَّ عمى العينينِ ليس يضيرُ
رأيتُ العمى أجراً وذُخراً وعِصْمةً . . . وإني إلى تلك الثلاثِ فقيرُ

**
عن الشعبي رحمه الله ، أن شريحاً القاضي قال : إني لأصاب بالمصيبة ، فأحمد الله عليها أربع مرات . أحمد إذ لم يكن أعظم منها ، وأحمد إذ رزقني الصبر عليها ، وأحمد إذ وفّقني للاسترجاع - قول إنا لله وإنا إليه راجعون - لِما أرجو من الثواب ، وأحمد إذ لم يجعلها في ديني .
**
من جمع ست خصال لم يدع للجنة مطلباً ، ولا عن النار مهرباً : من عرف ربه فأطاعه ، وعرف شيطانه فعصاه ، وعرف الحق فاتبعه ، وعرف الباطل فاتقاه ، وعرف الدنيا فرفضها ، وعرف الآخرة فطلبها .
**
بينما عمر بن عبد العزيز مع سليمان بن عبد الملك بعرفات ، إذ برقت السماء ، ورعدت رعداً شديداً ، ففزع سليمان ونظر إلى عمر بن عبد العزيز فإذا هو يضحك ، فقال له : يا عمر ، أتضحك وأنت تسمع ما تسمع ؟ . فقال عمر بن عبد العزيز : يا أمير المؤمنين ، هذه رحمة الله أفزعتك ، فكيف لو جاء عقابه ؟ .
**
كان إبراهيم بن أدهم رحمه الله في البحر ، فهبت الريح ، واضطربت السفينة ، وبكى الناس من الخوف ، فقيل لبعضهم : هذا إبراهيم بن أدهم ، لو سألته أن يدعو الله . فذهب إليه الرجل ، وكان إبراهيم قائماً في ناحية من السفينة ملفوف الرأس ، فدنا منه الرجل وقال : يا أبا إسحاق ، أما ترى ما فيه الناس ؟ . فرفع إبراهيم رأسه وقال : اللهم قد أريتنا قدرتك ، فأرنا رحمتك . فسكنت البحر ، وهدأت السفينة .
**
سأل رجل حاتماً الطائي فقال : يا حاتم ، هل غلبك أحد في الكرم ؟ . فقال : نعم ، غلام يتيم من طيء نزلت بفنائه ، وكانت له عشرة رؤوس من الغنم ، فعمد إلى رأس منها فذبحه ، وأصلح من لحمه وقدمه إليّ ، وكان فيما قدم إليّ الدماغ ، فتناولت منه فاستطبته ، فقلت : طيب والله . فخرج من بين يدي ، وجعل يذبح رأساً رأساً ، ويقدم إليّ الدماغ وأنا لا أعلم ، فلما خرجت لأرحل نظرت حول بيته دماً عظيماً ، وإذا هو قد ذبح الغنم بأسره ، فقلت له : لِمَ فعلت ذلك ؟ . فقال : يا سبحان الله ، تستطيب شيئاً أملكه فأبخل عليك به ، إنّ ذلك لسبة على العرب قبيحة .
فسأل الرجل حاتماً : فما الذي عوضته ؟ . قال : ثلاثمائة ناقة حمراء ، وخمسمائة رأس من الغنم . فقيل : أنت إذاً أكرم منه . فقال : بل هو أكرم ، لأنه جاد بكل ما يملكه ، وإنما جدت بقليل من كثير .

**
يحكى أن رجلاً كان يجلس إلى القاضي أبي يوسف فيطيل الصمت ، فقال له القاضي في إحدى الأيام : ألا تتكلم ؟ . فقال : بلى ، متى يفطر الصائم ؟ . فقال له القاضي : إذا غابت الشمس . فقال الرجل : فإن لم تغب الشمس إلى نصف الليل ؟ . فضحك أبو يوسف وقال : أصبت أنت في صمتك ، وأخطأت أنا في استدعاء نطقك . ثم تمثل بقول الشاعر :
عجبتُ لإزراء الغبي بنفسهِ . . . وصمت الذي قد كان بالقولِ أعلما
وفي الصمتِ سترٌ للغبي وإنما . . . صحيفة لبّ المرءِ أن يتكلما

**
قال ابن القيم رحمه الله :
في السواك عدة منافع : يُطيب الفم ، ويشد اللثَّة ، ويقطع البلغم ، ويجلو البصر ، ويُذهب بالحَفَر ، ويصح المعدة ، ويُصفي الصوت ، ويُعين على هضم الطعام ، ويُسهِّل مجاري الكلام ، ويُنشِّطُ للقراءة والذكر والصلاة ، ويطرد النوم ، ويُرضي الرب ، ويُعجِب الملائكة ، ويُكثر الحسنات .

**
قال الشاعر :
اللهُ أعطاك فابذلْ مِنْ عطيتهِ . . . فالمالُ عاريةٌ والعمرُ رحَّالُ
المالُ كالماءِ إنْ تحبسْ سواقِيهُ . . . يأسنْ وإن ْيجرِ يعذُبْ منه سلسالُ

**
قال الأصمعي : حضر أعرابي عند الحجاج بن يوسف الثقفي ، فقدّم إليه الفالوذج - وهو نوع فاخر من الحلويات - ، فلما أكل الأعرابي منه لقمة قال الحجاج : من أكل هذا ضربت عنقه ! . فامتنع الناس ، فجعل الأعرابي ينظر إلى الحجاج مرة ، وإلى الطعام مرة ، ثم قال : أوصيك أيها الأمير بالصبية خيراً ! . وابتدأ بالأكل . فضحك الحجاج حتى استلقى على ظهره ، وأمر له بجائزة .
**
قيل لرجل : ما رأيك بفلان وفلان ؟ . فقال : هما الخمر والميسر ، إثمهما أكبر من نفعهما !! .
**
إن دُور الجنة تُبنى بالذكر ، فإذا أمسك الذاكر عن الذكر ، أمسكت الملائكة عن البناء . ذكر ابن أبي الدنيا عن حكيم بن محمد الأخنسي ، قال : بلغني أن دُور الجنة تُبنى بالذكر ، فإذا أمسك عن الذكر أمسكوا عن البناء ، فيُسألون عن إمساكهم ، فيقولون : حتى تأتينا نفقة . وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : " من قال : سبحان الله وبحمده ، سبحان الله العظيم – سبع مرات – بُني له برج في الجنة " .

** من أراد نقل هذا الموضوع فليشير إلى أصله ، وليضع رابط الموضوع **


أخوكم / الهيئة ،،،
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 14-09-2007, 11:21 AM   #3
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم

(( ... الثاني من شهر رمضان ... ))

سُئل الإمام الشافعي رحمه الله تعالى عن ثمانية أمور : واجب وأوجب ، وعجيب وأعجب ، وصعب وأصعب ، وقريب وأقرب . فأجاب بقوله :
مِن واجبِ الناسِ أن يتوبوا . . . لكن تركَ الذنوب أوجبْ
والدهرُ في صـرفهِ عجـيبٌ . . . وغفـلة النـاسِ عنه أعجبْ
والصبرُ في النائبـاتِ صـعبٌ . . . لكن فـوات الثوابِ أصعبْ
وكل مـا يُرتجـى قريبٌ . . . والوقـتُ من دونِ ذاكَ أقربْ

**
سأل علي بن أبي طالب ابنه الحسين رضي الله عنهما : كم بين الإيمان واليقين ؟ . فقال : أربع أصابع . فقال علي : وكيف ذلك ؟ . قال الحسين : الإيمان كل ما سمعته أذناك وصدقه قلبك ، واليقين ما رأته عيناك فأيقن به قلبك ، وليس بين الأذن والعين إلا أربع أصابع .
**
قال الشاعر :
لا تسألنَّ بنيَّ آدمَ حاجةً . . . وسَلِ الذي أبوابهُ لا تُحجَبُ
الله يغضب إنْ تركتَ سؤالَهُ . . . وبنيَّ آدم حين يُسألُ يَغضِبُ

**
إن ظل الأشياء التي يحدثها الضوء الذي يسقط عليها له عبوديته الخاصة لله تعالى بنص الكتاب الكريم قال تعالى : " وَلِلَّهِ يَسْجُدُ مَنْ فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ طَوْعاً وَكَرْهاً وَظِلالُهُمْ بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ " ، وقال تعالى : " أَوَلَمْ يَرَوْا إِلَى مَا خَلَقَ اللَّهُ مِنْ شَيْءٍ يَتَفَيَّأُ ظِلالُهُ عَنِ الْيَمِينِ وَالشَّمَائِلِ سُجَّداً لِلَّهِ وَهُمْ دَاخِرُونَ " ، ومن هنا يتبين لنا أن الظل يسجد لله سبحانه وتعالى ، فيا سبحان الله .
**
قال الحكماء : أربعة حسن ، ولكن أربعة منها أحسن .
الحياء من الرجال حسن ، ولكنه من النساء أحسن .
والعدل من كل أحد حسن ، ولكنه من الولاة أحسن .
والتوبة من الشيخ حسن ، ولكنها من الشاب أحسن .
والجود من الأغنياء حسن ، ولكنه من الفقراء أحسن .

**
تظلّم رجل إلى المأمون من عامل له ، فقال : يا أمير المؤمنين ، ما ترك لنا ذهباً إلا أذهبه ، ولا فضة إلا فضّها ، ولا غلة إلا غلّها ، ولا ضيعة إلا أضاعها ، ولا عرضاً إلا عرض له ، ولا ماشية إلا افتشاها ، ولا خيلاً إلا أخلاه ، ولا دقيقاً إلا دقه . فعجب المأمون من فصاحته ، وكشف ظلامته .
**
ضرب الحكماء لفرعون مثلاً في الحمق والغباء ، فقالوا : أدخل إبليس على فرعون ، فقال : من أنت ؟ . قال : إبليس . فقال فرعون : ما جاء بك ؟ . قال إبليس : جئت أنظر إليك فأعجب من جنونك . قال : وكيف ؟ . قال : أنا عاديت مخلوقاً مثلي وامتنعت من السجود له ، فطُردت ولُعنت ، وأنت تدّعي أنك أنت الإله ! ، هذا والله الجنون البارد .
**
خرج أبو دلامة الشاعر مع الخليفة المهدي للصيد ، فعن لهم ظبي فرماه المهدي فأصابه ، ورمى الوزير علي بن سليمان ، فأخطأه وأصاب الكلب . فضحك المهدي وقال لأبي دلامة : قُلْ . فقال :
قد رمى المهديُّ ظبياً . . . شكّ بالسهم فؤادهْ
وعليّ ابن سليمـا . . . ن رمى كلباً فصادهْ
فهنيئاً لهما كُلّ . . . امرئٍ يأكل زادهْ !!

**
قال هارون الرشيد لأبي يوسف : ما تقول في الفالوذج واللوينج - وهما من أفخر أنواع الحلويات - ، أيهما أطيب ؟ . فقال : يا أمير المؤمنين ، لا أقضي بين غائبين عني . فأمر بإحضارهما ، فجعل أبو يوسف يأكل من هذا لقمة ، ومن ذاك أخرى ، حتى نصَّف جاميهما ، ثم قال : يا أمير المؤمنين ، ما رأيت أجدل منهما ، كلما أردت أن أسجل لأحدهما ، أدلى الآخر بحجة !! .
**
كان لرجل من الأعراب ولد اسمه حمزة ، فبينما هو يمشي مع أبيه إذا برجل يصيح : يا عبد الله . فلم يجبه أحد ، فقال الرجل لأحد الغلمان : ألا تسمع ؟ . فقال : يا عمّ ، كلنا عبيد الله ، فأي عبد الله تعني ؟ . فالتفت الأعرابي إلى ابنه حمزة وقال : يا حمزة ، ألا تنظر إلى بلاغة هذا الشاب ؟ . فلما كان من الغد ، إذا برجل ينادي : يا حمزة . فقال حمزة : كلنا حماميز الله ، فأي حمزة تعني ؟ .
**
التقى جحا ذات يوم بملك التتار " تيمورلنك " ، فقال له تيمورلنك : يا جحا ، إني شديد الإعجاب بأسماء خلفائكم كالواثق بالله والمعتصم بالله ، وأريد أن تختار لي اسماً من هذا النوع . فالتفت إليه جحا وقال : أختار لك نعوذ بالله !! .
**
قال الشاعر :
يصابُ الفتى منْ عثْرَةٍ بلسانه . . . وليس يصاب المرء من عثرة الرجلِ
فعثرته في القولِ تذهبُ رأسهُ . . . وعثرته بالرجل تبرأ على مهلِ

**
قال الشيخ عائض القرني : " القراءةُ في دفتر الماضي ضياعٌ للحاضرِ ، وتمزيقٌ للجهدِ ، ونسْفٌ للساعةِ الراهنةِ ، ذكر اللهُ الأمم وما فعلتْ ثم قال : ﴿ تِلْكَ أُمَّةٌ قَدْ خَلَتْ ﴾ انتهى الأمرُ وقُضِي ، ولا طائل من تشريحِ جثة الزمانِ ، وإعادةِ عجلةِ التاريخ.
إن الذي يعودُ للماضي ، كالذي يطحنُ الطحين وهو مطحونٌ أصلاً ، وكالذي ينشرُ نشارةُ الخشبِ . وقديماً قالوا لمن يبكي على الماضي : لا تخرج الأموات من قبورهم ، وقد ذكر من يتحدثُ على ألسنةِ البهائمِ أنهمْ قالوا للحمارِ : لمَ لا تجترُّ؟ قال : أكرهُ الكذِب.
إن بلاءنا أننا نعْجزُ عن حاضِرنا ونشتغلُ بماضينا ، نهملُ قصورنا الجميلة ، ونندبُ الأطلال البالية ، ولئنِ اجتمعتِ الإنسُ والجنُّ على إعادةِ ما مضى لما استطاعوا ؛ لأن هذا هو المحالُ بعينه .
إن الناس لا ينظرون إلى الوراءِ ولا يلتفتون إلى الخلفِ ؛ لأنَّ الرِّيح تتجهُ إلى الأمامِ والماءُ ينحدرُ إلى الأمامِ ، والقافلةُ تسيرُ إلى الأمامِ ، فلا تخالفْ سُنّة الحياة " .

**
قال ابن القيم رحمه الله في معنى مضاعفة السيئات بالحرم : " ومن هذا تضاعف مقادير السيئات فيه لا كمياتها فإن السيئة جزاؤها سيئة لكن سيئة كبيرة وجزاؤها مثلها ، وصغيرة جزاؤها مثلها ، فالسيئة في حرم الله وبلده ، وعلى بساطته آكد وأعظم منها في طرف من أطراف الأرض ، ولهذا ليس من عصى الملك على بساط مُلكه كمن عصاه في الموضع البعيد من داره وبساطه ، فهذا فصل النزاع في تضعيف السيئات ، والله أعلم " .
**
قال عبد الله بن سليمان بن الأشعث : سمعت أبي يقول : كان هارون الأعور يهودياً ، فأسلم وحسن إسلامه ، وحفظ القرآن وضبطه ، وحفظ النحو . فناظره إنسان يوماً في مسألة ، فغلبه هارون ، فلم يدر المغلوب ما يصنع ، فقال له : أنت كنت يهودياً فأسلمت . فقال له هارون : أفبئس ما صنعت ؟ . فغلبه أيضاً .
**
قال أبو المظفر الأبيوردي :
تنكَّرَ لي دهري ولم يدرِ أنني . . . أَعِزُّ وأحداثُ الزمانِ تهُونُ
فبات يُريني الدهرُ كيف اعتداؤُهُ . . . وبِتُّ أُريهِ الصبر كيف يكونُ

**
دُعي محمد بن إسماعيل – الإمام البخاري – إلى بستان بعض أصحابه ، فلما صلى بالقوم الظهر قام يتطوّع ، فلما فرغ من صلاته رفع ذيل قميصه ، فقال لبعض من معه : انظر هل ترى تحت قميصي شيئاً ؟ . فإذا زنبور قد أَبَرَه في ستة عشر أو سبعة عشر موضعا ، وقد تورّم من ذلك جسده ، فقال له بعض القوم : كيف لم تخرج من الصلاة أول ما أَبَرَك ؟ . قال : كنت في سورة ، فأحببت أن أتمها .
**
قال رجل لرجل ‏:‏ قد عرفت النحو إلا إني لا أعرف هذا الذي يقولون‏ :‏ أبو فلان وأبا فلان وأبي فلان .‏ فقال له‏ :‏ هذا أسهل الأشياء في النحو ، إنما يقولون ‏:‏ أبا فلان لمن عظم قدره ، وأبو فلان للمتوسطين ، وأبي فلان للرذلة‏ !! .
**
عن عبد الرحمن بن محمد الحنفي قال ‏:‏ قال أبو كعب القاص في قصصه ‏:‏ كان اسم الذئب الذي أكل يوسف كذا وكذا . فقالوا له ‏:‏ فإن يوسف لم يأكله الذئب ! . قال‏ :‏ فهو اسم الذئب الذي لم يأكل يوسف‏ !! .
** ‏‏
حكى بعضهم‏ ،‏ قال ‏:‏ اجتمعنا ثلاثة نفر من الشعراء في قرية تسمى " طيهاثا " فشربنا يومنا ثم قلنا ‏:‏ ليقل كل واحد بيت شعر في وصف يومنا فقلت ‏:‏ نلنا لذيذ العيش في طيهاثا
فقال الثاني ‏:‏ لما احتثثنا القدح احتثاثـا
فارتج على الثالث فقال :‏ امرأتـي طالـق ثلاثـا !!
ثم قعد يبكي على امرأته ونحن نضحك عليه ‏.‏

**
إن العبد إذا تعرف إلى الله تعالى بذكره في الرخاء عرفه في الشدة ، وقد جاء أثر معناه : أن العبد المطيع الذاكر لله تعالى إذا أصابته شدة أو سأل الله تعالى حاجة قالت الملائكة : يا رب ، صوت معروف ، من عبد معروف . والغافل المعرض عن الله عز وجل إذا دعاه وسأله قالت الملائكة : يا رب ، صوت منكر ، من عبد منكر .
وروى الإمام أحمد رحمه الله تعالى في المسند ، عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال : " إن ما تذكرون من جلال الله عز وجل من التهليل والتكبير والتحميد يتعاطفن حول العرش ، لهن دوي كدوي النحل يُذكّرن بصاحبهن ، أفلا يحب أحدكم أن يكون له ما يُذَكر به ؟ " .

**
قال المتنبي :
رماني الدهرُ بالأرزاءِ حتى . . . فؤادي في غشاءٍ من نبالِ
فصرتُ إذا أصابتني سهامٌ . . . تكسَّرتِ النصالُ على النصالِ
فعشتُ ولا أُبالي بالرزايا . . . لأني ما انتفعتُ بأنْ أُبالي
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-09-2007, 08:51 AM   #4
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... الثالث من شهر رمضان ... ))

قال القرني : " الذكيُّ الأريبُ يحوّلُ الخسائر إلى أرباحٍ ، والجاهلُ الرِّعْديِدُ يجعلُ المصيبة مصيبتينِ.‍‍‍ ‍
طُرِدَ الرسولُ صلى الله عليه وسلم من مكةَ فأقامَ في المدينةِ دولةً ملأتْ سمْع التاريخِ وبصرهُ .
سُجن أحمدُ بنُ حَنْبَلَ وجلد ، فصار إمام السنة ، وحُبس ابنُ تيمية فأُخْرِج من حبسهِ علماً جماً ، ووُضع السرخسيُّ في قعْرِ بئْرٍ معطلةٍ فأخرج عشرين مجلداً في الفِقْهِ ، وأقعد ابن الأثيرِ فصنّفَ جامع الأصول والنهاية من أشهرِ وأنفعِ كتبِ الحديثِ ، ونُفي ابنُ الجوزي من بغداد ، فجوَّد القراءاتِ السبعِ ، وأصابتْ حمى الموتِ مالك بن الريبِ فأرسل للعالمين قصيدتهُ الرائعة الذائعة التي تعدِلُ دواوين شعراءِ الدولةِ العباسيةِ ، ومات أبناءُ أبي ذؤيب الهذلي فرثاهمْ بإلياذة أنْصت لها الدهرُ ، وذُهِل منها الجمهورُ ، وصفَّق لها التاريخُ .
إذا داهمتك داهيةٌ فانظرْ في الجانبِ المشرِقِ منها ، وإذا ناولك أحدُهمْ كوب ليمونٍ فأضفْ إليهِ حِفْنَةً من سُكَّر ، وإذا أهدى لك ثعباناً فخذْ جلْدَهُ الثمين واتركْ باقيه ، وإذا لدغتْك عقربٌ فاعلم أنه مصلٌ واقٍ ومناعةٌ حصينة ضد سُمِّ الحياتِ .
تكيَّف في ظرفكِ القاسي ، لتخرج لنا منهُ زهْراً وورْداً وياسميناً ، ﴿ وَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئاً وَهُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ ﴾ " .

**
قال الشاعر :
حَسَدُوا الفتى إذْ لم ينالوا سعيَهُ . . . فالناسُ أعداءٌ لهُ وخصومُ
كضرائرِ الحسناءِ قُلْن لوجهِهَا . . . حسداً ومقتاً إنهُ لذميمُ

**
قال ابنُ تيمية : إنه ليمرُّ بالقلبِ حالٌ ، أقولُ : إن كان أهلُ الجنةِ في مثلِ حالِنا إنهم في عيشٍ طيبٍ .
وقال أيضاً : إنه ليمرُّ بالقلبِ حالاتٌ يرقصُ طرباً ، من الفرحِ بذكرهِ سبحانه وتعالى والأُنس به .

**
قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لرجل من أهل اليمن : ما كان أحمق من قومك حين قالوا : " رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا " ، أَمَا كان اجتماع الشمل خيراً لهم ؟ . فقال اليماني : قومك أحمق منهم حيث قالوا : " اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " ، أفلا قالوا : إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له ؟ .
**
التقى جرير والفرزدق في منى وهما حاجان ، فقال الفرزدق لجرير :
فإنك لاقٍ بالمنازل في مِنَى . . . فخاراً فأخبرني بما أنتَ فاخرُ
فقال له جرير : بلبيك اللهم لبيك .

**
قال أحد أشهر علماء العالم في إحدى مؤتمرات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، " الدكتور استروخ " ، وهو من أشهر علماء وكالة " ناسا " الأمريكية لأبحاث الفضاء ، قال : " لقد أجرينا أبحاثاً كثيرة على معادن الأرض ، وأبحاثاً معملية ، ولكن المعدن الوحيد الذي حيرنا نحن العلماء هو الحديد ، فقدرات الحديد أن له تكوين مميز ، إن الالكترونات والنيوترونات في ذرة الحديد لكي تتحد ، فهي تحتاج إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية !! ، ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكوّن على الأرض ، ولا بد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكوّن فيها " .
هذا ما قاله العلم في عصرنا هذا ، وهو بكل تأكيد يؤكد بأن القرآن الكريم ليس من كلام البشر ، وإنما هو كلام رب العالمين ، يقول تعالى : " وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز " .

**
قال محمد إقبالُ :
إذا الإيمانُ ضاع فلا أمانٌ . . . ولا دنيا لِمنْ لم يُحيي دينا
ومن رَضِيَ الحياةَ بغيرِ دينٍ . . . فقدْ جعلَ الفناءَ لها قرينا

**
قال الأصمعي : دخلت البادية فإذا امرأة حسناء لها بعل قبيح ، فقلت لها : كيف ترضين لنفسك أن تكوني تحت مثل هذا ؟ . فقالت : اسمع يا هذا ، لعله أحسنَ فيما بينه وبين الله خالقه فجعلني ثوابه ، ولعلني أسأت فيما بيني وبين ربي فجعله عقوبتي في الدنيا .
**
عن يحيى بن أكثم قال ‏:‏ قدَّم رجل ابنه إلى بعض القضاة ليحجِّر عليه ، فقال : فيم ؟ . فقال للقاضي‏ :‏ أصلحك الله ، إنْ كان يُحسن آيتين من كتاب الله فلا تحجر عليه . فقال له القاضي ‏:‏ اقرأ يا فتى . فقال ‏:‏
أضاعوني وأيُّ فتىً أضاعوا . . . ليوم كريهةٍ وسداد ثغرِِ
فقال أبوه ‏:‏ أصلحك الله ، إنه قرأ آية أخرى فلا تحجِّر عليه‏ . فحجر القاضي عليهما‏ !! .‏

**
وعن أبي عبد الله بن عرفة أنه قال ‏:‏ اصطحب ناس فكانوا يتذاكرون الآداب والأخبار وسائر العلوم وكان معهم شاب لا يخوض فيما يخوضون فيه سوى أنه كان يقول‏ :‏ رحم الله أبي ما كان يعدل بالقرآن وعلمه شيئاً . فكانوا يرون أنه أعلم الناس بالقرآن ، فسأله بعضهم في أي سورة‏ :‏
وفينا رسول الله يتلو كتابــه . . . كما لاح مبيض من الصبح ساطع
يبيت يجافي جنبه عن فراشـه . . . إذا استثقلت بالكافرين المضاجع
فقال ‏:‏ سبحان الله ، من لم يعرف هذا ؟ ، هذا في ‏"‏ حم * عسق ‏"‏ - يعني سورة الشورى - . فقالوا‏ :‏ ما قصر أبوك في أدبك . فقال لهم ‏:‏ أفكان يتغافل عني كتغافل آبائكم عنكم‏ !! .‏

**
حدثنا محمد بن خلف قال‏ :‏ قال بعض الولاة الحمقى لكاتبه ‏:‏ أكتب إلى فلان وعنِّفه وقل له ‏:‏ بئس ما صنعت يا خرا ‏.‏ فقال الكاتب‏ :‏ أعزك الله ، لا يحسن هذا في المكاتبة . قال‏ :‏ صدقت ، إلحس موضع الخرا بلسانك ‏.‏
**
قال حاتم الطائي :
أما والذي لا يعلمُ الغيب غيرهُ . . . ويُحيي العظام البيض وهي رميمُ
لقدْ كنتُ أطوي البطن والزادُ يُشتهى . . . مخافة يومٍ أنْ يُقال لئيمُ

**
سُئل إبراهيم بن أدهم : ما بالنا ندعوا فلا يستجاب لنا ؟ . فقال : لأنكم عرفتم الله فلم تطيعوه ، وعرفتم الرسول فلم تتبعوا سنته ، وعرفتم القرآن فلم تعملوا به ، وأكلتم نعم الله فلم تؤدوا شكرها ، وعرفتم الجنة فلم تطلبوها ، وعرفتم النار فلم تهربوا منها ، وعرفتم الشيطان فلم تحاربوه ، وعرفتم الموت فلم تستعدوا له ، ودفنتم الأموات فلم تعتبروا ، وتركتم عيوبكم واشتغلتم بعيوب الناس .
**
أخرج ابن أبي الدنيا في كتاب ( مُجابي الدعوة ) :
عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال : كان رجلاً من أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم يُكنى أبا معلق ، وكان تاجراً يتّجر بمالٍ له ولغيره ، وكان له نُسُك وورع ، فخرج مرة فلقيه لص مقنّع في السلاح ، فقال : " ضع متاعك فإني قاتلك " . قال : " شأنك بالمال " . قال : " لست أريد إلا دمك " . قال " فذرني أصلِّ " . قال : " صلِّ ما بدا لك " . فتوضأ ثم صلى فكان من دعائه : ( يا ودود ، يا ذا العرش المجيد ، يا فعّالاً لما يريد ، أسألك بعزّتك التي لا تُرام ، ومُلكك الذي لا يُضام ، وبنورك الذي ملأ أركان عرشك ، أن تكفيني شر هذا اللص ، يا مغيث أغثني ) ، قالها ثلاثاً ، فإذا هو بفارس بيده حربة رافعها بين أذني رأسه ، فطعن اللص فقتله ، ثم أقبل على التاجر ، فقال الصحابي رضي الله عنه : " من أنت ؟ ، فقد أغاثني الله بك " . قال : " إني مَلَك من أهل السماء الرابعة ، لمّا دعوتَ سمعتُ لأبواب السماء قعقعة ، ثم دعوتَ ثانياً فسمعتُ لأهل السماء ضجّة ، ثم دعوت ثالثاً فقيل : " دعاء مكروب ، فسألت الله أن يولِّيني قتله " . ثم قال : " أبشر ، واعلم أنه من توضأ وصلى أربع ركعات ودعا بهذا الدعاء استجيب له ، مكروباً كان أو غير مكروب " .

**
روي عن الحسن البصري أن رجلاً قال له : إن فلاناً قد اغتابك . فبعث إليه طبقاً من الرطب ، وقال : بلغني أنك أهديت لي حسناتك ، فأردت أن أكافئك عليها ، فاعذرني فإني لا أقدر أن أكافئك بها على التمام .
**
قال الشاعر :
إذا جارَ الوزيرُ وكاتبِاهُ . . . وقاضي الأرضِ أجحف في القضاءِ
فَوَيْلٌ ثم وَيْلٌ ثُمَّ ويْلٌ . . . لقاضي الأرضِ من قاضي السماءِ

**
كان أعرابي يصلي فأخذ قوم يمدحونه ويصفونه بالصلاح فقطع صلاته ، وقال‏:‏ مع هذا إني صائم ‏!‏! .
**
قال ابن الماجشون ‏:‏ كان لي صديق مدني فقدته مدة ثم رأيته فسألته عن حاله فقال ‏:‏ كنت بالكوفة . فقلت‏ :‏ كيف أقمت بها وهم يسبون أبا بكر وعمر ؟ . فقال الأحمق ‏:‏ يا أخي قد رأيت منهم أعجب من ذا . قلت‏ :‏ وما هو ؟ . قال‏ :‏ يفضلون الكباشي على معبد في الغناء !! . فسمع الخليفة المهدي بذلك فضحك حتى استلقى ‏.‏
**
عن نافع قال ‏:‏ كان ابن عمر رضي الله عنهما يمازح جارة له فيقول ‏:‏ خلقني خالق الكرام ، وخلقك خالق اللئام‏ . فتغضب وتصيح وتبكي ويضحك ابن عمر‏ رضي الله عنه .‏
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-09-2007, 08:59 AM   #5
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... الرابع من شهر رمضان ... ))

قال والدنا ابن عثيمين رحمه الله : " أفضل أنواع الصبر : الصبر على طاعة الله ، ثم عن معصية الله لأن فيهما اختيارا : إن شاء الإنسان فعل المأمور ، وإن شاء لم يفعل ، وإن شاء ترك المحرم وإن شاء ما تركه ، ثم على أقدار الله ؛ لأن أقدار الله واقعة شئت أم أبيت ؛ فإما إن تصبر صبر الكرام وإما أن تَسْلو سَلْوَ البهائم " .
**
قال ابن القيم رحمه الله : " من علامات السعادة والفلاح أن العبد كلما زيد في علمه زيد في تواضعه ورحمته ، وكلما زيد في عمله زيد في خوفه وحذره ، وكلما زيد في عمره نقص من حرصه ، وكلما زيد في ماله زيد في سخائه وبذله ، وكلما زيد في قَدره وجاهه زيد في قربه من الناس وقضاء حوائجهم والتواضع لهم " .
**
شاهد أعرابي رجلاً ينظر إلى زوجته ، فطلقها غِيْرَةً على المحارم ، فلما عُوتب في ذلك ، قال قصيدته الهائية المشهورة ، ومنها :
وأتـرك حبها من غير بُغْضٍ . . . وذاك لـكثرة الشــركاء فيهِ
إذا وقـع الذباب على طعام . . . رفــعت يدي ونفسي تشتهيهِ
وتجتـنب الأســودَ ورود ماءٍ . . . إذا رأتِ الكــلابَ وَلَغْنَ فيهِ

**
قال معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه لرجل من أهل اليمن : ما كان أحمق من قومك حين قالوا : " رَبَّنَا بَاعِدْ بَيْنَ أَسْفَارِنَا " ، أَمَا كان اجتماع الشمل خيراً لهم ؟ . فقال اليماني : قومك أحمق منهم حيث قالوا : " اللَّهُمَّ إِنْ كَانَ هَذَا هُوَ الْحَقَّ مِنْ عِنْدِكَ فَأَمْطِرْ عَلَيْنَا حِجَارَةً مِنَ السَّمَاءِ أَوِ ائْتِنَا بِعَذَابٍ أَلِيمٍ " ، أفلا قالوا : إن كان هذا هو الحق من عندك فاهدنا له ؟ .
**
قال إبراهيم بن المنذر الحزامي : قدم أعرابي من أهل البادية على رجل من أهل الحضر ، فأنزله الحضري ، وكان عنده دجاج كثير ، وله امرأة وابنان وابنتان ، فقال لامرأته : أشوي لي دجاجة ، وقدميها لنا نتغذى بها . فلما حضر الغداء جلسوا جميعاً ، الحضري وامرأته وابناهما وابنتيهما والأعرابي ، فدفع الرجل الدجاجة إلى الأعرابي وقال : اقسمها بيننا . وكان يريد أن يضحك من قسمة الأعرابي . فقال الأعرابي : لا أحسن القسمة ، فإن رضيتم بقسمتي قسمت بينكم . فقالوا : فإنا نرضى . فأخذ الأعرابي رأس الدجاجة وقطعه ، وسلمه لصاحب البيت وقال : الرأس للرئيس . ثم قطع الجناحين وقال : والجناحان للابنين . ثم قطع الساقين وقال : والساقان للابنتين . ثم قطع الزمكي وقال : العجز للعجوز . ثم قال : الزور للزائر . فأخذ الدجاجة بأسرها .
فلما كان من الغد ، قال الرجل لامرأته : أشوي لنا خمس دجاجات . فلما حضر الغداء قالوا للأعرابي : اقسم بيننا . فقال : أظنكم وجدتم من قسمتي أمس . فقالوا : لا ، لم نجد ، فاقسم بيننا . فقال : شفعاً أو وتراً ؟ . فقالوا : وتراً . فقال الأعرابي : نعم ، أنت وامرأتك ودجاجة ثلاثة . ورمى بدجاجة ، ثم قال : وابناك ودجاجة ثلاثة . ورمى الثانية ، ثم قال : وابنتاك ودجاجة ثلاثة . ورمى الثالثة ، ثم قال : وأنا ودجاجتان ثلاثة . وأخذ الدجاجتين . فجعلوا ينظرون إلى دجاجتي الأعرابي ، فقال لهم : ما تنظرون ، لعلكم كرهتم قسمتي ؟ ، الوتر ما تجيء إلا هكذا . فقالوا : فاقسمها شفعاً . فقبضهن إليه ، ثم قال : أنت وابناك ودجاجة أربعة . ورمى بدجاجة ، ثم قال : والعجوز وابنتاها ودجاجة أربعة . ورمى بدجاجة ، ثم قال : وأنا وثلاثة دجاجات أربعة . وضم إليه ثلاث دجاجات ، ثم رفع رأسه إلى السماء وقال : الحمد لله ، أنت فهمتها لي .

**
ادّعى رجل النبوة في البصرة ، فأُتي به مقيداً إلى سليمان بن علي ، فقال له : أنت نبي مُرسل ؟ . فقال الرجل : أما الساعة فإني نبي مقيد ! . قال سليمان : ويلك ، من بعثك ؟ . قال الرجل : ما هذه مخاطبة الأنبياء يا ضعيف العقل ، والله لولا أني مقيد لأمرت جبريل يُدمدمها عليكم ! . فقال سليمان : والمقيد لا تُجاب دعوته ؟ . قال الرجل : نعم ، الأنبياء خاصة إذا قيدوا لا يرتفع دعائهم ! . فضحك سليمان وقال : إني أطلقك الآن ، فأمر جبريل فإن أطاعك آمنا بك وصدقناك ! . قال الرجل : صدق الله سبحانه وتعالى حيث يقول : " فَلَا يُؤْمِنُوا حَتَّى يَرَوُا الْعَذَابَ الْأَلِيمَ " . فضحك سليمان وسأل عنه فقالوا له أنه مجنون ، فخلى سبيله .
**
قال الشاعر :
لقاءُ الناسِ ليس يُفيدُ شيئاً . . . سوى الإكثارِ منْ قيلٍ وقالِ
فأقْلِلْ منْ لقاءِ الناسِ إلاَّ . . . لكسبِ العلمِ أو إصلاحِ حالِ


**
من نِعَم الله العظيمة على عباده أن المحيطات والبحار مالحة الطعم ، وفي هذه حكمة ربانية عظيمة لصحة الهواء ، إذ لو كان حلواً لأنتن الجو ، وفسد الهواء بسبب ما يموت فيه من الحيوانات ، فكان ذلك ليؤدي إلى تفاني الحياة على سطح الكرة الأرضية .
فسُبحان مَن لا يعرف الخلق قَدْرَهُ . . . ومن هو فوق العرش فردٌ موَحّدُ

**
قال الشعبي : جاءت امرأة إلى عمر بن الخطاب رضي الله عنه فقالت : أشكو إليك خير أهل الدنيا ، إلا رجل سبقه بعمل أو عمل مثل عمله ، يقوم الليل حتى يصبح ، ويصوم النهار حتى يمسي . ثم أخذها الحياء فقالت : اقلني يا أمير المؤمنين . فقال : جزاك الله خيراً ، فقد أحسنت الثناء ، وقد أقلتك . فلما ولّت قال كعب بن سور : يا أمير المؤمنين ، لقد أبلَغَت إليك الشكوى ، فقال الفاروق : ما اشتكت ؟ . قال : زوجها . فقال : عليّ بالمرأة وزوجها . فجيء بهما ، فقال لكعب : اقض بينهما . فقال : أأقضي وأنت شاهد ؟ . قال عمر : إنك فطنت لما لم أفطن إليه . فقال كعب : فإن الله يقول : " فَانْكِحُوا مَا طَابَ لَكُمْ مِنَ النِّسَاءِ مَثْنَى وَثُلَاثَ وَرُبَاعَ " ، صم ثلاثة أيام وافطر عندها يوماً ، وقم ثلاث ليال وبت عندها ليلة . فقال عمر رضي الله عنه : لَهَذا أعجب إليَّ من الأول . فرحَّله بدابة ، وبعثه قاضياً لأهل البصرة .
**
قال القرني في كتابه لا تحزن : " لما ألقي إبراهيمُ عليه السلامُ في النارِ قال : حسبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ ، فجعلها اللهُ عليه برْداً وسلاماً ، ورسولُنا صلى الله عليه وسلم وأصحابُه لما هُدِّدُوا بجيوشِ الكفار ، وكتائبِ الوثنيةِ قالوا : " حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ {173** فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ " .
إنَّ الإنسان وحده لا يستطيعُ أنْ يصارع الأحداث ، ولا يقاوم الملمَّاتِ ، ولا ينازل الخطوبَ ؛ لأنه خُلِقَ ضعيفاً عاجزاً ، إلا حينما يتوكلُ على ربِّه ويثقُ بمولاه ، ويفوِّضُ الأمرَ إليه ، وإلا فما حيلةُ هذا العبدِ الفقيرِ الحقيرِ إذا احتوشتْهُ المصائب ، وأحاطتْ به النكباتُ " وَعَلَى اللّهِ فَتَوَكَّلُواْ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ " .
فيا من أرادَ أن ينصح نفسه : توكلْ على القويِّ الغنيِّ ذي القُوَّةِ المتين ، لينقذك من الويلاتِ ، ويخرجك من الكُرُباتِ ، واجعلْ شعِارَك ودثارَكَ حسبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيلُ ، فإن قلَّ مالُك ، وكثُرَ ديْنُك ، وجفَّتْ موارِدك ، وشحّتْ مصادِرُك ، فنادِ : حسبُنا اللهِ ونِعْمَ الوكيلُ .
وإذا خفتَ من عدوٍّ ، أو رُعبْتَ من ظالِمٍ ، أو فزعت من خَطْبٍ فاهتفْ : حسبنا اللهُ ونِعْمَ الوكيل .
" وَكَفَى بِرَبِّكَ هَادِياً وَنَصِيراً " .

**
كان رجلاً يقول الشعر فيستبرده قومه ، فكان يحمل ذلك منهم على الحسد ، فقال لهم : بيني وبينكم بشار بن بُرْد . فأتى بشاراً وأنشده ، فلما فرغ قال له بشار : أظنك من أهل بيت النبوة !! . قال الرجل : وكيف ذلك ؟ . قال بشار : إن الله عز وجل يقول : " وَمَا عَلَّمْنَاهُ الشِّعْرَ وَمَا يَنْبَغِي لَهُ " . فضحك القوم وانصرفوا .
**
رمى أحد الخلفاء عصفوراً فلم يصبه ، فقال له أحد وزرائه : أحسنت يا أمير المؤمنين ! . فقال له الخليفة : أتهزأ بي ؟ ، كيف أحسنت ؟! . فقال الوزير : أحسنت إلى العصفور الذي لم تصبه !! .
**
سُئل خطيب أحمق : أي أفضل معاوية بن أبي سفيان أم عيسى بن مريم ؟ . فقال ‏:‏ لا إله إلا الله ! ، أتقيس كاتب الوحي بنبي النصارى‏ !! .
**
قال الشاعر :
فالزمْ يديْك بحبلِ اللهِ معتصماً . . . فإنَّهُ الركنُ إنْ خانَتْك أركانُ

**
عيّن أبو بكر الصديق رفيقه عمر بن الخطاب رضي الله عنهما قاضياً على المدينة ، فمكث عمر سنة دون أن تُرفع إليه شكوى ، فطلب من أبي بكر إعفائه من هذا المنصب ، فقال أبو بكر الصديق : أمن مشقة القضاء تطلب الإعفاء يا عمر ؟ . فقال عمر : لا يا خليفة رسول الله ، ولكن لا حاجة لي عند قوم مؤمنين ، عرف كل واحد منهم حقه ، فلم يطلب أكثر منه ، وما عليه من واجب ، فلم يقصّر عن أدائه ، أحبّ كل واحد منهم لأخيه ما يحب لنفسه ، إذا غاب أحدهم تفقدوه ، وإذا مرض عادوه ، وإذا افتقر أعانوه ، وإذا احتاج ساعدوه ، وإذا أُصيب واسوه ، دينهم النصيحة ، وخلقهم الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر . ففيم يختصمون ؟ .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-09-2007, 10:59 AM   #6
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... الخامس من شهر رمضان ... ))

قال ابن القيم : " والأدعية والتعوذات بمنزلة السلاح ، والسلاح بضاربه ، لا بحده فقط ، فمتى كان السلاح سلاحا تاما لا آفة به ، والساعد ساعد قوي ، والمانع مفقود ، حصلت به النكاية في العدو . ومتى تخلف واحد من هذه الثلاثة تخلف التأثير " .
**
قال الحسن البصري:
عجباً لمكروب غفل عن خمس آيات من كتاب الله عز وجل وعلم فوائدها . قال تعالى :
• "وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِّنَ الْخَوفْ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِّنَ الأَمَوَالِ
وَالأنفُسِ وَالثَّمَرَاتِ وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ * الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّـا إِلَيْهِ رَاجِعونَ * أُولَـئِكَ عَلَيْهِمْ صَلَوَاتٌ مِّن رَّبِّهِمْ وَرَحْمَةٌ وَأُولَـئِكَ هُمُ الْمُهْتَدُونَ " .
• " وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ " .
• " الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ
فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ " .
• وقال تعالى ليونس عليه السلام:
" وَذَا النُّونِ إِذ ذَّهَبَ مُغَاضِبًا فَظَنَّ أَن لَّن نَّقْدِرَ عَلَيْهِ فَنَادَى فِي الظُّلُمَاتِ أَن لَّا إِلَهَ إِلَّا أَنتَ سُبْحَانَكَ إِنِّي كُنتُ مِنَ الظَّالِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ وَنَجَّيْنَاهُ مِنَ الْغَمِّ وَكَذَلِكَ نُنجِي الْمُؤْمِنِينَ " .
• " وَأَيُّوبَ إِذْ نَادَى رَبَّهُ أَنِّي مَسَّنِيَ الضُّرُّ وَأَنتَ أَرْحَمُ الرَّاحِمِينَ *
فَاسْتَجَبْنَا لَهُ فَكَشَفْنَا مَا بِهِ مِن ضُرٍّ وَآتَيْنَاهُ أَهْلَهُ وَمِثْلَهُم مَّعَهُمْ رَحْمَةً مِّنْ عِندِنَا وَذِكْرَى لِلْعَابِدِينَ " .

**
قال الشاعر :
رُبَّ مَيْتٍ قد صارَ بالعلمِ حيَّاً . . . ومُبَقّى قد حازَ جهلاً وغيّاً
فاقتنوا العلمَ كيْ تنالوا خُلوداً . . . لا تَعُدُّوا الحياةَ في الجهلِ شَيَّاً

**
عن الحسين بن السميدع الانطاكي قال : كان عندنا بانطاكية عامل من حلب ، وكان له كاتب أحمق ، فغرق في البحر " شلنديتان " من مراكب المسلمين التي يُقصد بها العدو ، فكتب ذلك الكاتب عن صاحبه إلى العامل بحلب بخبرهما : " بسم الله الرحمن الرحيم ، اعلم أيها الأمير أعزه الله تعالى أن شلنديتان ، أعني مركبين ، قد صفقا من جانب البحر ، أي غرقا ، من شدة أمواجه ، فهلك من فيهما ، أي تلفوا " .
فكتب إليه أمير حلب : " بسم الله الرحمن الرحيم ، ورد كتابك ، أي وصل ، وفهمناه ، أي قرأناه ، أدّب كاتبك ، أي اصفعه ، واستبدل به ، أي اعزله ، فإنه مائق ، أي أحمق ، والسلام ، أي انقضى الكتاب " !! .

**
عن عبد الرحمن بن داود قال ‏:‏ لقي تاجر تاجراً فقال له ‏:‏ ما اسمك ؟ ولا تطول . فقال‏ :‏ أبو عبد منزل القطر عليكم من السماء تنزيلاً الذي يمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه . فقال ‏:‏ مرحباً بك يا ثلث القرآن‏ !! .‏
**
قال بعض السلف : إن العبد ليعمل الذنب يدخل به الجنة ، ويعمل الحسنة يدخل بها النار . فقيل : كيف ؟ . فقال : يعمل الذنب ، فلا يزال نصب عينيه ، خائفاً منه ، مشفقاً وجلاً ، باكياً نادماً ، مستحياً من ربه تعالى ، ناكس الرأس بين يديه ، منكسر القلب له ، فيكون ذلك الذنب أنفع له من طاعات كثيرة ، بما ترتب عليه من هذه الأمور التي بها سعادة العبد وفلاحه ، حتى يكون ذلك الذنب سبب دخوله الجنة .
ويفعل الحسنة ، فلا يزال يمنُّ بها على ربه ، ويتكبر بها ، ويرى نفسه ، ويعجب بها ، ويستطيل بها ، ويقول : فعلت وفعلت ، فيورثه من العجب والكبر ، والاستطالة والفخر ما يكون سبب هلاكه .
فإذا أراد الله تعالى بهذا المسكين خيراً ، ابتلاه بأمر يكسره به ، ويذل به عنقه ، ويصغر به نفسه عنده ، وإن أراد به غير ذلك ، خلّاه وعجبه وكبره ، وهذا هو الخذلان الموجب لهلاكه . والله المستعان .

**
قال الشاعر :
إذا لم تستطعْ شيئاً فدَعْهُ . . . وجاوِزْه إلى ما تستطيعُ

**
قال الإمام المجاهد ابن المبارك رحمه الله : حقٌّ على العاقل أن لا يستخفّ بثلاثة : العلماء والسلاطين والإخوان ، فإنه من استخف بالعلماء ذهبت آخرته ، ومن استخف بالسلطان ذهبت دنياه ، ومن استخف بالإخوان ذهبت مروءته .
**
روي أن رجلين من آل فرعون سعيا برجل مؤمن إلى فرعون ، فأحضره فرعون وأحضرهما وقال للساعَين : من ربكما ؟ . قالا : أنت . فقال للمؤمن : من ربك ؟ . فقال : ربي ربهما . فقال فرعون : سعيتما برجل على ديني لأقتله ؟! . فقتلهما .
قالوا : فذلك قوله تعالى : " فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا وَحَاقَ بِآلِ فِرْعَوْنَ سُوءُ الْعَذَابِ " .

**
قال لقمان لابنه : ثلاثة لا يُعرفون إلا في ثلاثة مواطن : لا يُعرف الحليم إلا عند الغضب ، ولا الشجاع إلا في الحرب ، ولا الأخ إلا عند الحاجة إليه .
**
تَدبَّر كلامَ اللهِ واعتمِدِ الخبرْ . . . ودعْ عنكَ رأياً لا يُلائِمُهُ أثرْ
ونَهْجَ الهدى فالْزَمْهُ واقْتَدِ بالأُلى . . . هُمُ شَهِدوا التنزيلَ علَّكَ تَنْجَبِرْ
وكن موقناً أنّا وكُلَّ مُكلَّفٍ . . . أُمرنا بِقَفْوِ الحقِّ والأخذِ بالحَذرْ
وحُكِّمَ فيما بيننا قولُ مالكٍ . . . قديرٍ حليمٍ عالمِ الغيبِ مُقْتَدِرْ
سميعٍ بصيرٍ واحدٍ مُتكلِّمٍ . . . مُريدٍ لما يجري على الخلقِ مِنْ قَدَرْ
فمن خالفَ الوحيَ المُبينَ بعقلِهِ . . . فذاكَ امرؤٌ قد خابَ حقاً وقد خَسرْ
وفي تركِ أمرِ المصطفى فتنةٌ فَذَرْ . . . خِلافَ الذي قد قالهُ واتْلُ واعْتَبِرْ

**
عن أبي يوسف قال : دعا المنصور أبا حنيفة ، فقال الربيع حاجب المنصور ، وكان يعادي أبا حنيفة : يا أمير المؤمنين ، هذا أبو حنيفة يخالف جدك ، كان عبد الله بن عباس رضي الله عنه يقول : إذا حلف على اليمين ، ثم استثنى بعد ذلك بيوم أو يومين جاز الاستثناء . وقال أبو حنيفة : لا يجوز الاستثناء إلا متصلاً باليمين . فقال أبو حنيفة : يا أمير المؤمنين ، إن الربيع يزعم أن ليس لك في رقاب جندك بيعة . فقال المنصور : وكيف ؟ . قال أبو حنيفة : يحلفون لك ثم يرجعون إلى منازلهم فيستثنون ، فتبطل أيمانهم . فضحك المنصور وقال : يا ربيع ، لا تعرض لأبي حنيفة . فلما خرج أبو حنيفة قال له الربيع : أردت أن تشيط بدمي ؟ . قال أبو حنيفة : لا ، ولكنك أردت أن تشيط بدمي ، فخلّصتك وخلّصت نفسي .
**
كان في مدينة أصفهان رجل أعمى يطوف ويسأل ، فأعطاه أحدهم رغيفاً ، فدعا له الأعمى قائلاً : أحسن الله إليك ، وبارك فيك ، وجزاك خيراً ، ورد غربتك . فاستغرب الرجل وسأله : ولم ذكرت الغربة في دعائك ؟ ، وما أدراك أني غريب ؟ . فقال الأعمى : يا أخي ، لي الآن هنا عشرون عاماً ما ناولني أحد رغيفاً كاملاً !! .
**
نظر طفيلي إلى قوم ذاهبين ، فلم يشك أنهم في دعوة ذاهبون إلى وليمة ، فقام وتبعهم ، فإذا هم شعراء قصدوا السلطان بمدائح لهم ، فلما أنشد كل واحد شعره وأخذ جائزته ، لم يبق إلا الطفيلي وهو جالس ساكت ، فقال له : أنشد شعرك . فقال : لست بشاعر . قيل : فمن أنت ؟ . قال : من الغاوين الذي قال الله تعالى في حقهم : " وَالشُّعَرَاءُ يَتَّبِعُهُمُ الغَاوُونَ " . فضحك السلطان وأمر له بجائزة الشعراء .
**
قال ابن عثيمين رحمه الله : " إذا تأملنا في أحوال الناس اليوم ؛ وجدنا كثيرا منهم لا يبر والديه ، بل هو عاق ؛ تجده يحسن إلى أصحابه ، ولا يمل الجلوس معهم ، لكن لو يجلس إلى أبيه أو أمه ساعة من نهار ؛ لوجدته متململا ، كأنما هو على الجمر ؛ فهذا ليس ببار ، بل البار من ينشرح صدره لأمه وأبيه ويخدمهما على أهداب عينيه ، ويحرص غاية الحرص على رضاهما بكل ما يستطيع " .
**
لا تَغْبِطَنَّ أخا الدنيا لِزُخرُفِها .... ولا لِلذةِ وقتٍ عَجَّلت فَرَحا
فالدهرُ أسرعُ شيءٍ في تَقَلُّبهِ .... وفِعلهُ بَيِّنٌ للخلقِ قد وضحا
كم شاربٍ عسلاً فيهِ مَنِيَّتُهُ .... وكمْ تَقَلَّدَ سيفاً مَنْ بهِ ذُبِحا
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 18-09-2007, 10:42 AM   #7
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... السادس من شهر رمضان ... ))

قال الإمام العابد المجاهد أحمد بن إسحاق : ينبغي لقائد الغُزاة أن يكون فيه عشر خصال : أن يكون في قلب الأسد : لا يَجْبُن ، وفي كِبْر النمر : لا يتواضع ، وفي شجاعة الدب : يقتل بجوارحه كلها ، وفي حَمْلَة الخنزير : لا يُولِّي دُبُرَه ، وفي غارة الذئب : إذا أَيَس من وجهٍ أغار من وجه ، وفي حَمْل السلاح كالنملة : تحمل أكثر من وزنها ، وفي الثبات كالصخر ، وفي الصبر كالحمار ، وفي الوقاحة كالكلب : لو دخلَ صيده النارَ لدخل خلفه ، وفي التماس الفرصة كالديك .
**
* لا يعرف سر العبودية وغايتها إلا من عرف حقائق الأسماء والصفات وعرف معنى الإلهية .
* لا يسيء الظن بنفسه إلا من عرفها ، ومن أحسن ظنه بنفسه فهو من أجهل الناس بنفسه .
* رضا العبد بطاعته دليل على حسن ظنه بنفسه وجهله بحقوق العبودية .

**
قال ابن عثيمين رحمه الله : " الشيطان قد يأتي الإنسان ، فيوسوس له ، فيصغِّر المعصية في عينه ؛ ثم إن كانت كبيرة لم يتمكن من تصغيرها ؛ منّاه أن يتوب منها ، فيسهل عليه الإقدام ؛ ولذلك احذر عدوك أن يغرك " .
**
قال الشاعر :
سأصبِرُ حتى يملّ الصبر من صبري . . . وأصبر حتى يقضِيَ الله في أمري
وأصبر حتى يعلـم الصبـرَ أننـي . . . صبرتُ على شيءٍ أمَرَّ من الصبـرِ

**
سمع بعض الحمقى قوماً يتذاكرون الموت وأهواله ، فقال ‏:‏ لو لم يكن في الموت إلا أنك لا تقدر أن تتنفس لكفى‏ !! .
**
‏قال الجاحظ ‏:‏ دخلت واسط فبكرت يوم الجمعة إلى الجامع فقعدت فرأيت على رجل لحية لم أر أكبر منها وإذا هو يقول لآخر‏ :‏ إلزم السنة حتى تدخل الجنة . فقال له الآخر : وما السنة ؟ . قال ‏:‏ حب أبو بكر بن عفان وعثمان الفاروق وعمر الصديق وعلي بن أبي سفيان ومعاوية بن أبي شيبان . قال ‏:‏ ومن معاوية بن أبي شيبان ‏؟ . قال‏ :‏ رجل صالح من حملة العرش وكاتب النبي صلى الله عليه وسلم وختنه على ابنته عائشة ‏!! .‏
**
قال منجم لرجل من أهل طرسوس ‏:‏ ما نجمك ؟ . قال ‏: التيس . فضحك الحاضرون وقالوا‏ :‏ ليس في النجوم والكواكب تيس . قال ‏:‏ بلى ، قد قيل لي وأنا صبي منذ عشرين سنة ‏:‏ نجمك الجدي ، فلا شك أنه قد صار تيساً منذ ذلك الوقت !! ‏.‏
**
قال الشاعر :
وقفتَ وما في الموتِ شكٌّ لواقفِ . . . كأنك في جفنِ الردى وهو نائم
تمرُّ بكَ الأبطالُ كلمى هزيمةً . . . ووجهُك وضاحٌ وثغرُك باسمُ

**
عن ابن عباس رضي الله عنهما قال : كتب قيصر الروم إلى معاوية بن أبي سفيان رضي الله عنه : " سلام عليك ، أما بعد : فأنبئني بأحب كلمة إلى الله وثانية وثالثة ورابعة وخامسة ، ومَن أكرم عباده إليه وأكرم إمائه ، وعن أربعة أشياء فيهن الروح لم يرتَكضنَ في رحم ، وعن قبر يسير بصاحبه ، ومكان في الأرض لم تصبه الشمس إلا مرة واحدة ؟ " .
فلمّا قرأ كتابه قال : " اللهم العنه ! ، ما أدري ما هذا ! " . فأرسل إليّ ليسألني ، فقلت : " أما أحب كلمة إلى الله فلا إله إلا الله ، لا يقبل عملاً إلا بها ، وهي المنجية . والثانية : سبحان الله ، وهي صلاة الخلق . والثالثة : الحمد لله ، كلمة الشكر . والرابعة : الله أكبر ، فواتح الصلوات والركوع والسجود . والخامسة : لا حول ولا قوة إلا بالله . وأمّا أكرم عباد الله إليه فآدم عليه السلام ، خلقه بيده ، وعلّمه الأسماء كلها . وأكرم إمائه عليه مريم ، التي أحصنت فرجها . والأربعة التي فيهن روح ولم يرتكضن في رحم ، فآدم وحواء وعصا موسى والكبش . والموضع الذي لم تصبه الشمس إلا مرة واحدة ، فالبحر حين انفلق لموسى عليه السلام وبني إسرائيل . والقبر الذي سار بصاحبه ، فبطن الحوت الذي كان فيه يونس عليه السلام " .

**
قال َ سبحانه : " أَلاَ بِذِكْرِ اللّهِ تَطْمَئِنُّ الْقُلُوبُ " . وقال : " فَاذْكُرُونِي أَذْكُرْكُمْ " . وقال : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً * وَسَبِّحُوهُ بُكْرَةً وَأَصِيلاً " . وقال سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لَا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلَا أَوْلَادُكُمْ عَن ذِكْرِ اللَّهِ " . وقال : " وَاذْكُر رَّبَّكَ إِذَا نَسِيتَ " . وقال : " وَسَبِّحْ بِحَمْدِ رَبِّكَ حِينَ تَقُومُ * وَمِنَ اللَّيْلِ فَسَبِّحْهُ وَإِدْبَارَ النُّجُومِ " . وقال سبحانه : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ إِذَا لَقِيتُمْ فِئَةً فَاثْبُتُواْ وَاذْكُرُواْ اللّهَ كَثِيراً لَّعَلَّكُمْ تُفْلَحُونَ " .
وفي الحديثِ الصحيحِ : " مَثَلُ الذي يذكرُ ربَّه والذي لا يذكرُ ربَّه ، مَثَلُ الحيِّ والميتِ " .
وقوله صلى الله عليه وسلم : " سَبَقَ المفرِّدون " . قالوا : ما المفِّردون يا رسولَ اللهِ ؟ . قال : " الذاكرون الله كثيراً والذاكرات " .
وفي الحديثٍ الصحيحٍ : " ألا أخبرُكم بأفضلِ أعمالِكِم ، وأزكاها عند مليكِكُمْ وخيْرٍ لكمْ من إنفاقِ الذهبِ والورِقِ ، وخيرٍ لكمْ من أن تلقوا عدوَّكم فتضربوا أعناقهُمْ ويضربوا أعناقُكُمْ ؟ " . قالوا : بلى يا رسول اللهِ . قال : " ذِكْرُ اللهِ " .
وفي الحديث الصحيح : أنَّ رجلاً أتى إلى رسول صلى الله عليه وسلم فقال : يا رسول اللهِ إنَّ شرائع الإسلام قدْ كُثرَتْ عليَّ ، وأنا كَبِرْتُ فأخبرْني بشيءٍ أتشبَّثُ بهِ . قال : " لا يزالُ لسانُكَ رطْباً بذكرِ اللهِ " .

**
قيل للربيع بن خيثم : ما نراك تعيب أحداً . فقال : لست عن نفسي راضياً حتى أتفرغ لذم الناس ، وأنشد :
لنفسيً أبكي لستُ أبكي لغيرها . . . لنفسي من نفسي عن الناسِ شاغلُ

**
قال بعض العلماء : إذا ابتليت فثق بالله ولا تجزع ، وإذا عوفيت فاشكر الله ولا تقطع ، وإذا وقف بك أمر فلا تيأس ولا تطمع وفوض أمرك إلى الله ، فنعم الملجأ ونعم المرجع ، فإذا فعلت ذلك فقد فزت بخير الدارين أجمع .
**
قال الشاعر :
ولست أرى السَعَادةَ جمع مالٍ . . . ولكن التّقيُّ هو السَعيدُ
وتقوى الله خيرُ الزادِ ذُخراً . . . وعند الله للأتقى مزيدُ
وما لا بُدَّ أن يأتي قريبٌ . . .ولكن الذي يمضي بعيدُ

**
عاد أبو الحسين بن برهان رجلاً مريضاً فقال له : ما علتك ؟ . قال : وجع الركبتين . فقال : والله لقد قال جرير بيتاً ذهب مني صدره وبقي عجزه ، وهو :
وليسَ لداء الركبتينِ طبيبُ !!
فقال المريض : لا بشّرك الله بالخير ، ليتك ذكرت صدره ونسيت عجزه .


**
عن الأعمش قال : أتى رجل الشعبي ، فقال : ما اسم امرأة إبليس ؟ . فقال الشعبي رحمه الله : ذاك عُرسٌ ما شهدته !! .
**
جاء أحدهم إلى نحوي ، وأراد أن يسأله عن أبيه ، ولكنه خاف أن يلحن ويخطئ في كلامه ، فقال له : هل أباك ، أبوك ، أبيك هنا ؟ . فأجابه النحوي : لا ، لو ، لي ، ليس هنا .
**
قال الشاعر :
إذا ابتُليتَ فَثِق بالله وارضَ بهِ . . . إنّ الذي يكشف البلوى هو اللهُ
إذا قضى الله فاستسلم لقدرتهِ . . . ما لامرئٍ حيلة فيما قضى اللهُ
اليأسُ يقطع أحياناً بصـاحبهِ . . . لا تيأسنّ فنِعم القادر اللهُ


**
قال سفيان بن حسين : ذكرت رجلاً بسوء عند إياس بن معاوية فنظر في وجهي ، وقال : أغزوت الروم ؟ . قلت : لا . قال : السند والهند والترك ؟ . قلت : لا . قال : أفَسَلِم منك الروم والسند والهند والترك ولم يسلم منك أخوك المسلم ؟! . قال : فلم أعد بعدها .
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-09-2007, 01:21 PM   #8
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... السابع من شهر رمضان ... ))

قالت حكماء الهند : لا ظَفَرَ مع بَغْي ، ولا صحة مع نَهم ، ولا ثناء مع كِبْر ، ولا صداقة مع خِبٍّ – أي المخادع الخبيث الغشاش - ، ولا شرف مع سوء أدب ، ولا ب~رَّ مع شُحّ ، ولا محبة مع هُزء ، ولا قضاء مع عدم فِقْه ، ولا عذر مع إصرار ، ولا سِلْمَ قلبٍ مع غيبة ، ولا راحة مع حسد ، ولا سؤدَد مع انتقام ، ولا رئاسة مع عزة نفسْ وعُجْب ، ولا صواب مع ترك مشاورة ، ولا ثبات مُلك مع تهاون .
**
قال ابن القيم رحمه الله :
فصل في الأسباب الجالبة للمحبة ، والموجبة لها ، وهي عشرة :
أحدهما : قراءة القرآن بالتدبر والتفهم لمعانيه وما أريد به .
الثاني : التقرب إلى الله بالنوافل بعد الفرائض ، فإنها توصله إلى درجة المحبوبية بعد المحبة .
الثالث : دوام ذكره على كل حال ، باللسان والقلب والعمل والحال ، فنصيبه من المحبة على قدر نصيبه من هذا الذكر .
الرابع : إيثار محابه على محابك عند غلبات الهوى ، والتسنم إلى محابه وإن صعب المرتقى .
الخامس : مطالعة القلب لأسمائه وصفاته ومشاهدتها ومعرفتها وتقلبه في رياض هذه المعرفة ومباديها .
السادس : مشاهدة بره وإحسانه وآلائه ونعمه الباطنة والظاهرة ، فإنها داعية إلى محبته .
السابع : انكسار القلب بكليته بين يدي الله تعالى ، - وهو من أعجب هذه النقاط - .
الثامن : الخلوة به وقت النزول الإلهي ، أي في الثلث الأخير من الليل ، لمناجاته وتلاوة كلامه ، والوقوف بالقلب والتأدب بأدب العبودية بين يديه ثم ختم ذلك بالاستغفار والتوبة .
التاسع : مجالسة المحبين الصادقين .
العاشر : مباعدة كل سبب يحول بين القلب وبين الله عز وجل .

**
قال الشاعر :
لا تسألنَّ بنيَّ آدمَ حاجةً . . . وسَلِ الذي أبوابهُ لا تُحجَبُ
الله يغضب إنْ تركتَ سؤالَهُ . . . وبنيَّ آدم حين يُسألُ يَغضِبُ

**
قال ابن ناصر‏ :‏ كتب بعض الأدباء : الحمام التي . فقيل له ‏:‏ إن الحمام مذكر . قال ‏:‏ هو حمام النساء !! ‏.
**
دخل بعض المغفلين على مريض يعوده فلما خرج التفت إلى أهله وقال ‏:‏ لا تفعلوا بنا كما فعلتم في فلان مات وما أعلمتمونا ، إذا مات هذا فأعلمونا حتى نصلي عليه‏ .‏
**
‏دخل بعض المغفلين على رجل يعزيه بأخ له فقال ‏:‏ أعظم الله أجرك ورحم أخاك وأعانه على ما يرد عليه من مسألة يأجوج ومأجوج . فضحك من حضر ، وقالوا له ‏:‏ ويحك ، ويأجوج ومأجوج يسائلان الناس ؟ . فقال‏ :‏ لعن الله إبليس أردت أن أقول هاروت وماروت‏ !! .
**
‏قال الشاعر واصفاً الدنيا :
أرى أشقياء الناسِ لا يسأمونها . . . على أنَّهمْ فيها عُراةٌ وجُوَّعُ
أراها وإنْ كانتْ تسُرُّ فإنها . . . سحابةُ صيفٍ عنْ قليلٍ تقشَّعُ

**
لقي إبليس موسى عليه السلام ، فقال : يا موسى ، أنت الذي اصطفاك الله برسالته وكلّمك تكليماً ، وأنا من خلق الله تعالى أذنبت ، وأريد أن أتوب ، فاشفع لي إلى ربي عز وجل أن يتوب عليّ . فدعا موسى ربه ، فقيل : يا موسى قد قضيت حاجتك . فلقي موسى إبليس ، فقال له : قد أُمرت أن تسجد لقبر آدم ويُتاب عليك . فاستكبر وغضب ، وقال : لم أسجد له حياً ، أأسجد له ميتاً ؟ . ثم قال إبليس : يا موسى ، إنّ لك عليّ حقاً بما شفعت إليّ ربك ، فاذكرني عند ثلاث ، لا أهلك فيهن : اذكرني حين تغضب ، فأنا وحي في قلبك ، وعيني في عينك ، وأجري منك مجرى الدم . واذكرني حين تلقى الزحف ، فإني آتي ابن آدم حين يلقى الزحف فأُذكره ولده وزوجته وأهله حتى يولي . وإياك أن تجالس امرأة ليست بذات محرم ، فإني رسولها إليك ، ورسولك إليها .
**
قال القرني :
عشرُ زهِراتٍ يقطفُها منْ أراد الحياة الطيبة :

1. جلسةٌ في السَّحر للاستغفارِ : " وَالْمُسْتَغْفِرِينَ بِالأَسْحَارِ " .
2. وخلوةٌ للتفكُّرِ : " وَيَتَفَكَّرُونَ فِي خَلْقِ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ " .
3. ومجالسةُ الصالحين : " وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم " .
4. والذِّكْر : " اذْكُرُوا اللَّهَ ذِكْراً كَثِيراً " .
5. وركعتانِ بخشوعٍ : " الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ " .
6. وتلاوةٌ بتدبُّرٍ : " أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ " .
7. وصيامُ يومٍ شديدِ الحرِّ : " يدع طعامه وشرابه وشهواته منْ أجلي " .
8. وصدقةٌ في خفاءٍ : " حتى لا تعلم شمالهُ ما تنفقُ يمينُه " .
9. وكشْفُ كربةٍ عنْ مسلمٍ : " منْ فرَّج عنْ مسلمِ كربةً منْ كُربِ الدنيا فرَّج اللهُ عنه كربةً منْ كربِ يومِ القيامةِ " .
10. وزهْدٌ في الفانيةِ : " وَالْآخِرَةُ خَيْرٌ وَأَبْقَى " .
تلك عشرةٌ كاملةٌ .

**
قال ابن عثيمين رحمه الله : " من العجائب في زمننا هذا أن من الناس من يصبر على الصيام ، ويعظمه ؛ ولكن لا يصبر على الصلاة " .
**
مرَّ عبد الله بن أبي بكر رضي الله عنهما على منزل فاستقى منه ، فخرجت امرأة ومعها كوز ، وقامت خلف الباب ، وقالت : تنحوا عن الباب ، فإني امرأة عزب مات زوجي . فشرب عبد الله ، وقال : يا غلام ، احمل إليها عشرة آلاف درهم . فقالت : سبحان الله ، أتسخر مني ؟ . فقال : يا غلام ، احمل إليها عشرين ألفاً . فقالت : أسأل الله العافية . فقال : يا غلام ، احمل إليها ثلاثين ألفاً . فما أمست حتى كثر خطابها .
**
قال الشاعر :
وإني لأرجو اللهَ حتى كأنما . . . أرى بجميلِ الظنّ ما اللهُ صانِعُ

**
قال أحد أشهر علماء العالم في إحدى مؤتمرات الإعجاز العلمي في القرآن الكريم ، " الدكتور استروخ " ، وهو من أشهر علماء وكالة " ناسا " الأمريكية لأبحاث الفضاء ، قال : " لقد أجرينا أبحاثاً كثيرة على معادن الأرض ، وأبحاثاً معملية ، ولكن المعدن الوحيد الذي حيرنا نحن العلماء هو الحديد ، فقدرات الحديد أن له تكوين مميز ، إن الالكترونات والنيوترونات في ذرة الحديد لكي تتحد ، فهي تحتاج إلى طاقة هائلة تبلغ أربع مرات مجموع الطاقة الموجودة في مجموعتنا الشمسية !! ، ولذلك فلا يمكن أن يكون الحديد قد تكوّن على الأرض ، ولا بد أنه عنصر غريب وفد إلى الأرض ولم يتكوّن فيها " .
هذا ما قاله العلم في عصرنا هذا ، وهو بكل تأكيد يؤكد بأن القرآن الكريم ليس من كلام البشر ، وإنما هو كلام رب العالمين ، يقول تعالى : " وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيز " .

**
شهد رجل عند بعض القضاة على رجل فقال المشهود عليه ‏:‏ أيها القاضي تقبل شهادته ومعه عشرون ألف دينار ولم يحج إلى بيت الله الحرام ؟ . فقال ‏:‏ بلى ، حججت . قال‏ :‏ فاسأله عن زمزم . فقال ‏:‏ حججت قبل أن تحفر زمزم فلم أرها‏ !! .
**
‏قال بعض الناس لمملوكه‏ :‏ أخرج وانظر هل السماء مصحية أو مغيمة ؟ . فخرج ثم عاد فقال ‏:‏ والله ما تركني المطر أنظر هل هي مغيمة أم لا !! .
**
مرض رجل مرة فلما اشتد به المرض أمر بجمع العيدان والطنابير والمزامير إلى بيته فأنكروا عليه ذلك فقال‏ الأحمق :‏ إنما فعلت ذلك لأني سمعت أن الملائكة لا تدخل بيتاً فيه شيء من آلات الملاهي والفجور ، فإن كان ملك الموت من الملائكة دفعته عني بهذه الأشياء‏ !! .
نعوذ بالله من الحُمْق والغفلة
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 19-09-2007, 04:41 PM   #9
معلومات العضو
طلعت

افتراضي

جزاكم الله كل خير على هذا النقل الطيب..وجعله الله فى موازين حسناتكم ووفقكم فى الدارين

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 20-09-2007, 11:41 AM   #10
معلومات العضو
الهيئة

افتراضي

بسم الله الرحمن الرحيم
(( ... الثامن من شهر رمضان ... ))

قال ابن عثيمين رحمه الله : " من أعظم أئمة المسلمين العلماء ، والنصيحة لعلماء المسلمين هي نشر محاسنهم ، والكف عن مساوئهم ، والحرص على إصابتهم الصواب ؛ بحيث يرشدهم إذا أخطؤوا ، ويبين لهم الخطأ على وجه لا يخدش كرامتهم ، ولا يحط من قدرهم ؛ لأن تخطئة العلماء على وجه يحط من قدرهم ضرر على عموم الإسلام ؛ لأن العامة إذا رأوا العلماء يضلل بعضهم بعضا سقطوا من أعينهم ، وقالوا : كل هؤلاء راد ومردود عليه ؛ فلا ندري من الصواب معه ! ، فلا يأخذون بقول أي واحد منهم ، لكن إذا احترم العلماء بعضهم بعضا ، وصار كل واحد يرشد أخاه سرا إذا أخطأ ، ويعلن للناس القول الصحيح ؛ فإن هذا من أعظم النصيحة لعلماء المسلمين " .
**
يروى أن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال لابنه عبد الله رضي الله عنه : التمس الرفعة بالتواضع ، والشرف بالدين ، والعفو من الله بالعفو عن الناس ، وإياك والخيلاء فتضع من نفسك ، ولا تحقرنّ أحداً فإنك لا تدري لعل من تزدريه عيناك أقرب إلى الله وسيلة منك .
وكتب له مرة : أما بعد ، فإنه من اتقى الله وقاه ، ومن توكل عليه كفاه ، ومن شكر له زاده ، ومن أقرضه جزاه . فاجعل التقوى عماد قلبك ، وجلاء بصرك ، فإنه لا عمل لمن لا نية له ، ولا أجر لمن لا خشية له ، ولا جديد لمن لا خُلق له .

**
قال الشاعر :
وَلَرُبَّ نازلةٍ يضيقُ بها الفتى . . . ذَرْعاً وعندَ اللهِ منها المخرَجُ
ضاقتْ فلمَّا استحكمتْ حلقاتُها . . . فُرِجَتْ وكانَ يظنُّها لا تُفرجُ

**
قال رجل لجحا :‏ أتحسن الحساب بإصبعك ؟ . قال‏ :‏ نعم . قال ‏:‏ خذ جريبين حنطة . فعقد الخنصر والبنصر ، فقال له ‏:‏ خذ جريبين شعيراً . فعقد السبابة والإبهام وأقام الوسطى ، فقال الرجل : لم أقمت الوسطى ؟ . قال‏ :‏ لئلا يختلط الحنطة بالشعير !! .
**
‏أُجريت خيل – أي سباق - فطلع منها فرس سابق فجعل رجل يثب من الفرح ويكبر ، فقال له رجل إلى جانبه ‏:‏ أهذا الفرس لك ؟ . قال ‏:‏ لا ، ولكن اللجام لي‏ !! .
**

كان لكسرى مؤدب نال على يديه التقدم والرقي ، فضرب كسر ذات يوم من غير ذنب ، فتألم كسرى وبحث عن ذنب فعله فلم يجد ، فلما تولى المُلك أمر بإحضار مؤدبه فجاء ، فقال له كسرى : في يوم كذا ضربتني ولا ذنب لي . فقال المؤدب : أيها الملك العادل ، رأيت أنك ستكون ملكاً ذا قول نافذ ، وحكم مسموع ، فأردت أن أذيقك ألم الظلم وأنت صغير حتى لا تلجأ إليه وأنت كبير ، فتعيش آمناً مطمئناً . فشكر له كسرى عمله ، ورفع منزلته .
**
دخلت امرأة على هارون الرشيد وهو بين فئة من أصحابه ، فقالت : يا أمير المؤمنين ، أقرّ الله عينك ، وفرّحك بما أعطاك ، لقد حكمت فقسطت . فقال : ممن تكونين ؟ . فقالت : من آل برمك ، ممن قتلت رجالهم ، وأخذت أموالهم . فقال : أما الرجال فقد مضى فيهم قَدَر الله ، وأما المال فمردود إليك .
ثم توجه إلى أصحابه وقال : أتدرون ما قالت هذه المرأة ؟ . فقالوا : ما نراها قالت إلا خيراً . فقال هارون الرشيد : ما فهمتم غرضها ، أما قولها : " أقرّ الله عينك " ، فقصدها : أسكنها من الحركة ، وإذا سكنت عميت . وأما قولها : " وفرّحك بما أعطاك " ، فهي تشير إلى قوله تعالى : " حَتَّى إِذَا فَرِحُوا بِمَا أُوتُوا أَخَذْنَاهُمْ بَغْتَةً " . وأما قولها : " حكمت فقسطت " ، فهي تشير إلى قوله تعالى : " وَأَمَّا الْقَاسِطُونَ فَكَانُوا لِجَهَنَّمَ حَطَبًا " . فَسُرَّ الحاضرون من عبقرية الرشيد وسرعة خاطره .
* القاسطون : الجائرون .

**
هذه آياتٌ تقوِّي من رجائِك ، وتشدُّ عَضُدَك ، وتحسِّنُ ظنَّك بريِّك .
" قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ " .
" وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُواْ فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُواْ أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُواْ اللّهَ فَاسْتَغْفَرُواْ لِذُنُوبِهِمْ وَمَن يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ اللّهُ وَلَمْ يُصِرُّواْ عَلَى مَا فَعَلُواْ وَهُمْ يَعْلَمُونَ " .
" وَمَن يَعْمَلْ سُوءاً أَوْ يَظْلِمْ نَفْسَهُ ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ اللّهَ يَجِدِ اللّهَ غَفُوراً رَّحِيماً " .
" وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُواْ لِي وَلْيُؤْمِنُواْ بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ " .
" أَمَّن يُجِيبُ الْمُضْطَرَّ إِذَا دَعَاهُ وَيَكْشِفُ السُّوءَ وَيَجْعَلُكُمْ خُلَفَاء الْأَرْضِ أَإِلَهٌ مَّعَ اللَّهِ قَلِيلاً مَّا تَذَكَّرُونَ " .
" الَّذِينَ قَالَ لَهُمُ النَّاسُ إِنَّ النَّاسَ قَدْ جَمَعُواْ لَكُمْ فَاخْشَوْهُمْ فَزَادَهُمْ إِيمَاناً وَقَالُواْ حَسْبُنَا اللّهُ وَنِعْمَ الْوَكِيلُ * فَانقَلَبُواْ بِنِعْمَةٍ مِّنَ اللّهِ وَفَضْلٍ لَّمْ يَمْسَسْهُمْ سُوءٌ وَاتَّبَعُواْ رِضْوَانَ اللّهِ وَاللّهُ ذُو فَضْلٍ عَظِيمٍ " .
" وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ بَصِيرٌ بِالْعِبَادِ * فَوَقَاهُ اللَّهُ سَيِّئَاتِ مَا مَكَرُوا " .

**
قال القرني : " فإنَّ الشدائد تقوِّي القلب ، وتمحو الذنب ، وتقصِمُ العُجْبَ ، وتنسفُ الكِبْرَ ، وهي ذوبانٌ للغفلةِ ، وإشعالٌ للتذكُّرِ ، وجلْبُ عطفِ المخلوقين ، ودعاءٌ من الصالحين ، وخضوعٌ للجبروتِ ، واستسلامٌ للواحد القهارِ ، وزجْرٌ حاضرٌ ، ونذيرٌ مقدمٌ ، وإحياءٌ للذكرِ ، وتضرُّع بالصبرِ ، واحتسابٌ للغصصِ ، وتهيئةٌ للقدومِ على المولى ، وإزعاجٌ عن الركونِ على الدنيا والرضا بها والاطمئنان إليها ، وما خفي من اللطفِ أعظمُ ، وما سُتِرَ من الذنبِ أكبرُ ، وما عُفي من الخطأ أجلُّ " .
**
قال الشاعر :
إذا لم تستطعْ شيئاً فدَعْهُ . . . وجاوِزْه إلى ما تستطيعُ

**
ضرب العرب في أبي غُبْشان المثل في الحُمق والغباء ، والخسارة والندامة ، وهو رجل من خُزاعة كان يَلي بيت الله الحرام ، فاجتمع مع قصي بن كلاب بالطائف على الشُّرب ، فلما سَكِر اشترى منه قصي ولاية البيت بزِقِّ خمر ، وأخذ منه مفاتيحه ، وطار بها إلى مكة وقال : معاشِرَ قريش ، هذه مفاتيح بيت أبيكم إسماعيل ، ردها الله عليكم من غير غدر ولا ظلم . وأفاق أبو غُبشان فندم ، فقيل : " أَندَمُ مِنْ أبي غُبشان " ، و " أَخْسَرُ من أبي غُبشان " ، و " أحمقُ من أبي غُبشان " ، فقال بعضهم :
باعَتْ خُزاعَةُ بيتَ اللهِ إِذْ سَكِرَتْ . . . بِزِقِّ خمرٍ فَبِئسَتْ صفقةُ البادي
باعَت سِدانَتَها بالخمرِ وانْقَرَضَت . . . عَنِ المَقامِ وظِلِّ البيتِ والنَّادي
ثم جاءت خُزاعة فقاتلت قصياً فغلبهم .

**
قال أبو محمد القرشي : استودع رجل رجلاً مالاً ، ثم طلبه فجحده ، فخاصمه إلى إياس بن معاوية ، فقال الطالب : إني دفعت المال إليه . قال إياس : ومن حضر ؟ . قال : دفعته في مكان كذا وكذا ولم يحضرنا احد . فقال : فأي شيء في ذلك الموضع ؟ . قال : شجرة . فقال إياس : فانطلق إلى ذلك الموضع وانظر الشجرة ، فلعل الله تعالى يوضح لك هناك ما يتبين به حقك ، لعلك دفنت مالك عند الشجرة ونسيت ، فتتذكر إذا رأيت الشجرة . فمضى الرجل ، وقال إياس للمطلوب : اجلس حتى يرجع خصمك . فجلس وإياس يقضي وينظر إليه ساعة ثم قال له : يا هذا ، أترى صاحبك بلغ موضع الشجرة التي ذكر ؟ . فقال الرجل : لا . فقال إياس : يا عدو الله ، إنك لخائن . فقال : اقلني أقالك الله . فأمر من يحتفظ به حتى جاء الرجل الطالب ، فقال له إياس : قد اقر لك بحقك فخذه .
**
قال الشاعر :
اقرأ التاريخ إذْ فيه العِبرْ . . . ضلَّ قومٌ ليس يدرون الخبرْ

**

‏ دخل الناس النار من ثلاثة أبواب :
1- باب شبهة أورثت شكاً في دين الله .
2- باب شهوة أورثت تقديم الهوى على طاعة الله ومرضاته .
3- باب غضب أورثت العدوان على خلق الله .
وأصول الخطايا كلها في ثلاثة :
1- الكِبر : وهو الذي أصار إبليس إلى ما أصاره .
2- الحرص : وهو الذي أخرج آدم من الجنة .
3- الحسد : وهو الذي جرّ أحد ابني آدم على أخيه .
فمن وقى شر هذه الثلاثة فقد وقى الشر ، فالكفر من الكِبر ، والمعاصي من الحرص ، والبغي والظلم من الحسد .

**
لما ولي عمر بن عبد العزيز الخلافة خرج ذات ليلة للحراسة ، فدخل المسجد ، وبينما هو يجوسه في الظلام ، عثرت رجله برجل رجل نائم ، فرفع النائم رأسه وقال : أمجنونٌ أنت ؟ . فقال عمر رحمه الله : لا . فهمّ به أحد الحرس ، فقال لهم عمر : دعوه ، إنما سألني أمجنونٌ أنت ، فقلت له لا .
**
قدّم معن بن زائدة أسرى كانوا عنده للقتل ، فلما مثلوا بين يديه قال أصغرهم : أتقتل الأسرى عطاشاً ؟ . فأمر لهم بالماء ، فلما شربوا أمر بقتلهم ، فقال له الأسير : أتقتل أضيافك ؟ . فعفى عنهم وخلى سبيلهم .
**
إذا شِئتَ أن تحيا سَلِيماً من الأذى . . . ودينكَ مَوفورٌ وعِرضكَ صيّنُ
لِسانك لا تذكر بِهِ عورة امرئ . . . فكُّلك سَوأتٌ وللناسِ ألْسِنُ
وعينك إن أَبدَت إليك مُساوياً . . . فدعها وقل يا عين للناسِ أعينُ
فعاشِر بإنصافٍ وسامح مَنِ اعتدى . . . ولا تلقَ إلا بالتي هي أحسنُ


***

أخي الكريم طلعت ..
وإياك جزى الرحمن خيراً .. وبارك فيك ونفع بك
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 06:44 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com