موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر التزكية والرقائق والأخلاق الإسلامية

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 08:52 AM   #11
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

أخي الغالي ،،


ما أحلى لحظات الموت عند المتقين الأبرار
وأحلى منها وأسعد يوم أن يزحزحوا عن النار ويدخلوا جنات تجري من تحتها الأنهار
"فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ "

أخي .. أعرف أنك تحزن عندما تسمع قصة أو حكاية رجل أو امرأة ماتوا على غير لا إله إلا الله
ولكن ،، كما نذكر قصص أولئك فينبغي أن نذكر قصص هؤلاء
لكي تكون النفس على حذر وهي دعوة وإنذار
"أَفَمَن يَمْشِي مُكِبّاً عَلَى وَجْهِهِ أَهْدَى أَمَّن يَمْشِي سَوِيّاً عَلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ "

القصة الأولى:
قصة قصيرة أهديها إلى كل من هجر المساجد وانغمس في الشهوات
وقد حدثت في رجل ما عبد الله طرفة عين كان لا يعرف في الإسلام إلا اسمه
كان لا يصلي أضاع طريق الهداية عندما نزلت به سكرات الموت قيل له قل: لا إله إلا الله
أتدري ماذا قال؟!!!
أتدري بماذا نطق لسانه في تلك اللحظات التي من قال فيها لا إله إلا الله خالصاً من قلبه دخل الجنة كما في الحديث
لقد قال هذا الرجل عن نفسه: هو كافر بها ،، هو كافر بها ،،
أنظر كيف نسي الله وأعرض عن ذكره فكانت العاقبة أنه خُذل عند الموت وأغواه شيطانه وهواه فهان على الله
"وَمَنْ أَعْرَضَ عَن ذِكْرِي فَإِنَّ لَهُ مَعِيشَةً ضَنكاً وَنَحْشُرُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ أَعْمَى (124)
قَالَ رَبِّ لِمَ حَشَرْتَنِي أَعْمَى وَقَدْ كُنتُ بَصِيراً (125)
قَالَ كَذَلِكَ أَتَتْكَ آيَاتُنَا فَنَسِيتَهَا وَكَذَلِكَ الْيَوْمَ تُنسَى (126)"

أما القصة الثانية:
مختصرها أن أحد الشباب الغافلين حصل له حادث على إحدى الطرق السريعة فتوقف بعض المارة لإسعافه
فوجدوه يحتضر ،، ومسجل السيارة يدندن ويطنطن بالغناء والموسيقى الغربية فأطفئوها
وقال له احدهم قل: لا إله إلا الله علّ الله أن يختم له بخير
فما كان من هذا المحتضر إلا أن أخذ يسب في الدين ويقول:
لا أريد أن أصلي لا اريد أن أصوم ،، ومات على ذلك.

يا رب فارزقنا الثبات على الهدى * * * وعلى سلوك طريقة البيضاء
واسلك بنا نهج النجاة ونجنا * * * من شر كل ضلالة عمياء
واجعل كتابك يا كريم إمامنا * * * و رسولك المقدام للحنفاء

فيا أخي ،،

أقبل على صلواتك الخمس * * * كم مصبحٍ وعساه لا يمسي
واستقبل اليوم الجديد بتوبة * * * تمحو ذنوب صحيفة الأمس

واعلم أن الصلاة نور في القلب وضياء في الوجه وسبب لانشراح الصدر
واعلم أن السلف رضوان الله عليهم كانوا يعزون أنفسهم إذا فاتتهم تكبيرة الإحرام خلف الإمام قائلين:
ليس المصاب من فقد الأحباب ،، ولكن المصاب من حرم الثواب

هذا سعيد بن المسيب لم تفته تكبيرة الإحرام في المسجد أربعين سنة كما في كتب السير
يقول سعيد رحمه الله: ما أذن المؤذن منذ عشرين سنة إلا وأنا في المسجد.

كرر عليّ حديثهم يا حادي * * * فحديثهم يجلو الفؤاد الصادي

ولما سمع عامر ابن عبد الله المؤذن ينادي حي على الصلاة حي على الفلاح وهو مريض
قال لأبنائه خذوني إلى المسجد فقالوا له أنت مريض وقد عذرك الله
فقال: أسمع حي على الصلاة حي على الفلاح ولا أجيب ..
والله لتأخوني إلى المسجد فحملوه إلى المسجد فلما كان في أثناء الصلاة قبض الله روحه

إن لله عباداً فطنا * * * طلقوا الدنيا وخافوا الفتنا
نظروا فيها فلما علموا * * * أنها ليست لعبد سكنا
جعلوها لجة واتخذوا * * * صالح الأعمال فيها سفنا

وهذا محمد بن المنكدر يقول:
لم يبق من لذات الدنيا إلا ثلاث ...
قيام الليل ،، ومصاحبة الأخيار ،، والصلاة في جماعة

فماذا تقول أخي في رجال قد هجروا الصلاة في المساجد وصلوا في بيوتهم
إذا سألت أحدهم لماذا لا تصلي في المسجد سكت ،، أو قال الفرق سبع وعشرون درجة
وكأنهم لم يسمعوا قول الله عز وجل:
"وَأَقِيمُواْ الصَّلاَةَ وَآتُواْ الزَّكَاةَ وَارْكَعُواْ مَعَ الرَّاكِعِينَ"

الله لم يأمرك أن تركع وحدك وإنما أمرك أن تركع أي تصلي مع الراكعين أي المصلين
ألم يطرق سمعك يا من تصلي في بيتك حديث الرجل الأعمى الذي جاء إلى النبي صلى الله عليه وسلم
ثم قال: يا رسول الله .. ليس لي قائد يقودني إلى المسجد
فسأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أن يرخص له فيصلي في بيته فرخص له
فلما ولى .. دعاه فقال: هل تسمع النداء للصلاة؟؟ .. قال نعم ،، قال: أجب.
"فِي بُيُوتٍ أَذِنَ اللَّهُ أَن تُرْفَعَ وَيُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ يُسَبِّحُ لَهُ فِيهَا بِالْغُدُوِّ وَالْآصَالِ"

واسمع يا من تصلي في بيتك ماذا قال عبد الله بن مسعود رضي الله عنه ..
قال : من سره أن يلقى الله غداً -أي يوم القيامة- مسلما .. فليحافظ على هؤلاء الصلوات حيث ينادى بهن
فإن الله شرع لنبيكم صلى الله عليه وسلم سنن الهدى .. وإنهن من سنن الهدى ..
ولو أنكم صليتم في بيوتكم كما يصلي هذا المتخلف في بيته لتركتم سنة نبيكم ولو تركتم سنة نبيكم لضللتم
وما من رجل يتطهر فيحسن الطهور ثم يعمد إلى مسجد من هذه المساجد
إلا كتب الله له بكل خطوة يخطوها حسنة ويرفعه بها درجة ويحط عنه بها سيئة
ولقد رأيتنا وما يتخلف عنها إلا منافق معلوم النفاق أو مريض
ولقد كان الرجل يؤتى به يهادى بين الرجلين حتى يقام في الصف ..
"رِجَالٌ لَّا تُلْهِيهِمْ تِجَارَةٌ وَلَا بَيْعٌ عَن ذِكْرِ اللَّهِ وَإِقَامِ الصَّلَاةِ وَإِيتَاء الزَّكَاةِ يَخَافُونَ يَوْماً تَتَقَلَّبُ فِيهِ الْقُلُوبُ وَالْأَبْصَارُ"

يتبع بإذن الله >>>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 08:53 AM   #12
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

أخي الحبيب ،،

وهناك رجال لا يصلون الفجر مع المصلين في المساجد
وهؤلاء نذكرهم ذلك الذي يفوتهم إذ أخبر صلى الله عليه وسلم:
"من صلى الصبح فهو في ذمة الله فلا يطلبكم الله من ذمته بشيء فإنه من يطلبه من ذمته بشيء يدركه ثم يكبه على وجهه في نار جهنم"

وليعلموا أن صلاة الفجر هي من أثقل الصلوات على المنافقين
"إِنَّ الْمُنَافِقِينَ يُخَادِعُونَ اللّهَ وَهُوَ خَادِعُهُمْ وَإِذَا قَامُواْ إِلَى الصَّلاَةِ قَامُواْ كُسَالَى يُرَآؤُونَ النَّاسَ وَلاَ يَذْكُرُونَ اللّهَ إِلاَّ قَلِيلاً"

فعن أبي هريرة رضي الله عنه قال .. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
إن أثقل صلاة على المنافقين صلاة العشاء وصلاة الفجر ولو يعلمون ما فيهما لأتوهما ولو حبوا ..
(وحبوا) أي زحفاً على الركب

لهاك النوم عن طلب الأماني * * * وعن تلك الأوانس في الجنان
تعيش مخلداً لا موت فيها * * * وتلهو في الخيام مع الحسان
تيقظ من منامك إن خيراً * * * من النوم التهجد بالقرآن


أما أنت.. يا من تركت لذة النوم والفراش وقمت إلى الصلاة
ومشيت في ظلمة الليل إلى المساجد تبتغي رضى الله فأبشرك بهذا الحديث:
فعن سهل بن سعد الساعدي رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
"بشر المشائين في الظلم إلى المساجد بالنور التام يوم القيامة".

وفي الحديث الصحيح:
"من صلى البردين دخل الجنة"..
والبردان هما الفجر والعصر.

واعلم يارعاك الله .. أن هناك أسباباً تعين على القيام لصلاة الفجر..
منها النوم مبكرا مع المحافظة على أذكار النوم ،، إضافة إلى استحضار النية للقيام لصلاة الفجر
وقبل ذلك كله استحضار عظمة الجبار الذي أمرك بهذه الصلاة وأن تحرص ألا تنام إلا وأنت طهارة.

ألا يا نفس ويحك ساعديني* * * بسعي منك في ظلم الليالي
لعلك في القيامة ان تفوزي* * * بطيب العيش في تلك العلالي


أخي الغالي ،،

وهناك أناس لا يعبدون الله إلا في رمضان ،، وبئس القوم الذين لا يعبدون الله إلا في رمضان
تعج بهم المساجد في رمضان وخصوصاً في صلاة الفجر والعشاء
فإذا انتهى رمضان فقدناهم أين هم ؟؟؟!!!
ألا يعلمون أن رب رمضان هو رب شعبان وشوال وباقي الشهور
ومن الناس من لا يصلي إلا الجمعة فقط ،، بعضهم يقول الجمعة إلى الجمعة كفارة لما بينهما
نقول لهم كلامكم صحيح ولكن اقرؤوا الحديث كاملا ..
يقول صلى الله عليه وسلم:
"الصلوات الخمس والجمعة إلى الجمعة ورمضان إلى رمضان مكفرات ما بينهن إذا اجتنبت الكبائر"
وترك الصلوات الخمس ليس كبيرة فقط بل هو من أكبر الكبائر ،، بل هو كفر بالله.

أخي الحبيب ،،

وقد يكون معك في بيتك أو عملك أو مدرستك من يتهاون بأداء الصلاة ومن يتركها بالكلية ..
وهؤلاء الناس فيهم الخير لكنهم بحاجة للنصح والتذكير ..
هؤلاء يا أخي يحبون الجنة ولكنهم أضاعوا طريقها ..
فهل فكرت يا أخي في مساهمة جدية لدلالتهم على طريق الحق والصواب والهداية ؟
هل أهديت أحدهم شريطاً أو كتيبا ؟
هل ذكرت احدهم بالله؟ وبيوم الوقوف أمام الله ؟
هل فعلت ما تعذر به أمام الله ؟
تذكر أن الله لا يكلف نفساً إلا وسعها.
"ادْعُ إِلِى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُم بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ إِنَّ رَبَّكَ هُوَ أَعْلَمُ بِمَن ضَلَّ عَن سَبِيلِهِ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ"

تذكر قول الحبيب المصطفى:
"من دعا إلى هدى كان له من الأجر مثل أجور من تبعه إلى يوم القيامة, من غير أن ينقص من أجورهم شيئا"

وتذكر قوله صلى الله عليه وسلم :
"لأن يهدي بك الله رجلاً واحدا خير لك من حمر النعم"

"وَذَكِّرْ فَإِنَّ الذِّكْرَى تَنفَعُ الْمُؤْمِنِينَ"

أخي الحبيب ،،

اسمح لي أن اتركك قليلا لأوجه نداءً إلى قلوب هؤلاء ..
أدعوهم فيه إلى روضة من ضياء.. إلى حيث ينادي المنادي صباح مساء .. الله أكبر .. الله أكبر ..
أدعوهم إلى المسجد .. أخاطب فيهم حياءهم من رب الأرض والسماء ..
أخاطبهم بالآيات والأحاديث وكلام الصحابة الأتقياء ..
وأصف لهم ولغيرهم بعد ذلك بعض الدواء ،,
أخاطبهم وأنا أعلم أن فيهم خيراً كثيرا ..
ولا دليل على ذلك أكبر من قراءتهم أو سماعهم لهذه الكلمات.

فيا أخي ،،

ياغافلاً عن صلاته .. ويا مضيعاً لأوقاته .. ويا قليل الزاد مع قرب مماته ..
يامن شغلته شهواته ولذاته عن ذكر يوم وفاته ..
"لَقَدْ كُنتَ فِي غَفْلَةٍ مِّنْ هَذَا فَكَشَفْنَا عَنكَ غِطَاءكَ فَبَصَرُكَ الْيَوْمَ حَدِيدٌ"

ويا حليف النوم والوسادة .. ويا أسير الشهوات وقد نسي معاده ..
أما لك عين تدمع على التخلف عن المصلين؟
أما آن لقلبك القاسي أن يلين؟
أما سمعت قول رب العالمين:
"أَفَنَجْعَلُ الْمُسْلِمِينَ كَالْمُجْرِمِينَ"

قد أزف والله الرحيل .. قرب للآخرة التحويل ..
فماذا أعددت لملاقاة الملك الجليل ..
"إِن كُلُّ مَن فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ إِلَّا آتِي الرَّحْمَنِ عَبْداً (93) لَقَدْ أَحْصَاهُمْ وَعَدَّهُمْ عَدّاً (94)
وَكُلُّهُمْ آتِيهِ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فَرْداً (95) إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ سَيَجْعَلُ لَهُمُ الرَّحْمَنُ وُدّاً (96)"


تحب الجنة .. أليس كذلك ؟ فماذا قدمت لتدخلها ..
إعلم يا أخي أن من أهم صفات أهل الجنة المحافظة على الصلاة ..
"وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَوَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (9) أُوْلَئِكَ هُمُ الْوَارِثُونَ (10) الَّذِينَ يَرِثُونَ الْفِرْدَوْسَ هُمْ فِيهَا خَالِدُونَ (11)"

وقال تعالى:
"وَالَّذِينَ هُمْ عَلَى صَلَاتِهِمْ يُحَافِظُونَ (34) أُوْلَئِكَ فِي جَنَّاتٍ مُّكْرَمُونَ (35)"

فيا أخي ..

يامن تهاونت بالصلاة .. أما سمعت قول رب الأرض والسماء:
"فَخَلَفَ مِنْ بَعْدِهِمْ خَلْفٌ أَضَاعُوا الصَّلاةَ وَاتَّبَعُوا الشَّهَوَاتِ فَسَوْفَ يَلْقَوْنَ غَيّاً"

وهل تدري ماذا قيل في معنى (غيا) ؟
جاء في تفسير ابن كثير أنه واد في جهنم بعيد القعر خبيث الطعم ..
وقيل هو واد في جهنم من قيح ودم ..

ولك أن تتصور أهل هذا الوادي وهو يعذبون فيه ..
وقال اين مسعود رضي الله عنه وغيره:
ليس معنى (أضاعو) تركوها بالكلية ولكن أخروها عن أوقاتها ..
وقال سعيد بن المسيب رحمه الله:
هو أن لا يصلي الظهر حتى يأتي العصر .. ولا العصر حتى تغرب الشمس ..

"فَوَيْلٌ لِّلْمُصَلِّينَ (4) الَّذِينَ هُمْ عَن صَلَاتِهِمْ سَاهُونَ (5)"

يتبع>>>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 08:54 AM   #13
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

ولكن أخي ،،

انظر حال من تاب وأناب ورجع إلى ربه في الأيات التي تلي الآية السابقة مباشرة إذ قال سبحانه:
"إِلَّا مَنْ تَابَ وَآمَنَ وَعَمِلَ صَالِحاً فَأُولَئِكَ يَدْخُلُونَ الْجَنَّةَ وَلا يُظْلَمُونَ شَيْئا[60]
جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدَ الرَّحْمَنُ عِبَادَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّهُ كَانَ وَعْدُهُ مَأْتِيّاً[61]"


ولك أخي أن تفرق بين هؤلاء الذين تابوا وأولئك الذين ضيعوا الصلاة.
وتأمل يا من فطرت على الإسلام في هذه الآيات التي ستأتي ..
تخيل أهل الجنة وهم في الجنة ،، يوم يسألون عن أهل النار ،، وانظر جواب أهل النار ..
"كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ[38] إِلَّا أَصْحَابَ الْيَمِينِ[39] فِي جَنّاتٍ يَتَسَآءَلُونَ [40] عَنِ الْمُجْرِمِينَ[41] مَا سَلَكَكُمْ فِي سَقَرَ[42]"

ما الذي جعل مصيركم هذا العذاب في هذا الجحيم ؟
"قَالُوا لَمْ نَكُ مِنَ الْمُصَلِّينَ[43]وَلَمْ نَكُ نُطْعِمُ الْمِسْكِينَ[44]وَكُنَّا نَخُوضُ مَعَ الْخَائِضِينَ[45]وَكُنَّا نُكَذِّبُ بِيَوْمِ الدِّينِ[46]"

وهل تبتم ؟ وهل رجعتم ؟
كلا ،، بل تمادينا في ذلك .. "حَتَّى أَتَانَا الْيَقِينُ.." أي الموت ..
"فَمَا تَنْفَعُهُمْ شَفَاعَةُ الشَّافِعِينَ"

فهؤلاء قوم شقوا في دنياهم وأخراهم ..
عاشوا على غير الهداية والإيمان ..
وماتوا على غير طاعة الرحيم الرحمن ..
فأعرض الله عنهم يوم القيامة وسحبتهم الملائكة الغلاظ الشداد على وجوههم إلى النيران ..
وفي وقت أزلفت -أي قربت- فيه الجنان لأهل التقوى والإحسان ..
"إِنَّ الْمُجْرِمِينَ فِي ضَلَالٍ وَسُعُرٍ (47) يَوْمَ يُسْحَبُونَ فِي النَّارِ عَلَى وُجُوهِهِمْ ذُوقُوا مَسَّ سَقَرَ (48)"

فيا طول حزني ثم يا طول حسرتي * * * لئن كنت في قاع الجحيم أعذب
فقد فاز بالملك العظيم عصابة * * * تبيت قياما في دجى الليل ترهب
إذا أشرف الجبار من فوق عرشه * * * وقد زينت حور الجنان الكواعب
فناداهم أهلاً وسهلاً ومرحبا * * * أبحتُ لكم داري وما شئتم اطلبوا


وتذكر رحمك الله قوله تعالى:
"إِنَّهُ مَن يَأْتِ رَبَّهُ مُجْرِماً فَإِنَّ لَهُ جَهَنَّمَ لَا يَمُوتُ فِيهَا وَلَا يَحْيى (74) وَمَنْ يَأْتِهِ مُؤْمِناً قَدْ عَمِلَ الصَّالِحَاتِ فَأُوْلَئِكَ لَهُمُ الدَّرَجَاتُ الْعُلَى (75)
جَنَّاتُ عَدْنٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا وَذَلِكَ جَزَاء مَن تَزَكَّى (76)"


واسمح لي أن أطرح عليك هذا السؤال:
مع من تحب أن تحشر يوم القيامة ؟
حدد إجابتك على ضوء هذا الحديث:
عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه ذكر الصلاة يوماً فقال:
"من حافظ عليها كانت له نورا وبرهاناً ونجاةً يوم القيامة .. ومن لم يحافظ عليها لم يكن له نور ولا برهان ولا نجاة ..
وكان يوم القيامة مع قارون وفرعون وهامان وأبي بن خلف"


فمن شغله ماله عنها فهو مع قارون ...
ومن شغله ملكه عنها فهو مع فرعون ...
ومن شغلته رياسته عنها فهو مع هامان ...
ومن شغلته تجارته عنها فهو مع أبيّ ابن خلف ...
وهم رؤوس الكفر والنفاق.

فهل تحب أن تحشر يوم القيامة معهم ؟؟ .. لا أعتقد ذلك.

"وَيَوْمَ يُحْشَرُ أَعْدَاء اللَّهِ إِلَى النَّارِ فَهُمْ يُوزَعُونَ (19)"

واعلم هداني الله وإياك إلى صراطه المستقيم أن من ضيع الصلاة فهو لما سواها أضيع .. كما قال ذلك أبو بكر الصديق رضي الله عنه.
واعلم كذلك أنه لا حظ في الإسلام لمن ترك الصلاة .. كما قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه.

"قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (1) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ (2)"

فيا من ألهتك دنياك عن تلك الصلوات ..
ويا من شغلك ما لا ينفعك عن تلك الركعات والسجدات ..
قل لي بربك كيف يرتاح نفسك ؟ أم كيف يطمئن قلبك ؟ أم كيف يرضى ضميرك ؟
أما استشعرت عظمة الجبار ؟!!
أما تخشى غضب القهار ؟!!

أما بان لك العيب .. أما أنذرك الشيب .. ومافي نصحه ريب فتحتاط وتهتم ..
فكيف لو نزلت بك المنون .. وأنت تسيء بالله الظنون ..
"فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ (83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ (84) وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85)"

استمع يا أخي إلى حكم من مات وهو لا يصلي .. قال بعض أهل العلم:
أنه لا يغسل ولا يكفن ولا يصلى عليه ولا يدفن في مقابر المسلمين إذاً ماذا نصنع به ؟
قالوا: نخرج به إلى الصحراء وندفنه في ثيابه لأنه لا حرمة له.

أيا لاهيا في غمرة الجهل والهوى * * * صريعا على فرش الردى يتقلب
ستعلم يوم الحشر أي تجارة * * * أضعت إذا تلك المـوازين تنصب


فيا إخواني ..
يا من تخافون النار .. البدار .. البدار إلى التوبة والاستغفار .. وإن كانت ذنوبكم كثارا ..
استمعوا إلى الله وهو يناديكم قائلاً وهو الرحيم الغفار ..
"قُلْ يَا عِبَادِيَ الَّذِينَ أَسْرَفُوا عَلَى أَنفُسِهِمْ لَا تَقْنَطُوا مِن رَّحْمَةِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ جَمِيعاً إِنَّهُ هُوَ الْغَفُورُ الرَّحِيمُ (53)
وَأَنِيبُوا إِلَى رَبِّكُمْ وَأَسْلِمُوا لَهُ مِن قَبْلِ أَن يَأْتِيَكُمُ الْعَذَابُ ثُمَّ لَا تُنصَرُونَ (54)"


ولا يقل أحدكم إن الله لم يكتب لي الهداية والتوبة.
فإن قال ذلك .. فإننا نقول له: إنك لو طلبتها لوجدتها ..
يقول تعالى في الحديث القدسي
"يا عبادي كلكم ضال إلا من هديته فاستهدوني أهدكم"

أم تنتظر أن تقدم لك الهداية على طبق من ذهب؟!
وإن كان من شيء احذرك منه .. فإني أحذرك "سوف" لا تقل سوف أتوب فإنك لا تدري متى تموت.

ليت شعري فإنني لست أدري * * * أي يوم يكون آخر عمري
وبأي البلاد تقبض روحي * * * وبأي البلاد يحفر قبري


وإن أردت التوبة فالله الله بالصلاة والدعاء وتلاوة القرآن .. وعليك بصحبة الأخيار ..
"وَاصْبِرْ نَفْسَكَ مَعَ الَّذِينَ يَدْعُونَ رَبَّهُم بِالْغَدَاةِ وَالْعَشِيِّ يُرِيدُونَ وَجْهَهُ وَلَا تَعْدُ عَيْنَاكَ عَنْهُمْ تُرِيدُ زِينَةَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا
وَلَا تُطِعْ مَنْ أَغْفَلْنَا قَلْبَهُ عَن ذِكْرِنَا وَاتَّبَعَ هَوَاهُ وَكَانَ أَمْرُهُ فُرُطاً"


يا رب هل من توبةٍ * * * تمحو الخطايا والذنوب
وتزيل هم القلب عـنـي * * * والكآبة والشحوب
أدعوك في ليل بهيم * * * والدمع مدراراً سكيب
أنت المؤمل والمعين * * * وأنـت يـارب الـمـجيـب
من لي إذا وضع التراب * * * فوقي فلا عيش يطيب
والقبر داجٍ مظلم * * * هل ينفع العبد النحيب

أسير الخطايا عند بابك واقف * * * على وجل مما به أنت عارف
يخاف ذنوباً لم يغب عنك غيبها * * * ويرجوك فيها فهو راجٍ وخائف


نسأل الله أن يتوب علينا وعليكم.
أسأل الله أن يهدينا بهداية الإيمان .. وأن يغفر لنا الذنوب والعصيان .. ويعاملنا بالإحسان ..
وأن يحرمنا عن النيران .. وأن يجمعنا في بحبوحة الجنان .. إنه سبحانه هو الرحيم الرحمن .

سبحانك الله وبحمدك .. أشهد أن لا إله إلا انت .. أستغفرك وأتوب إليك.

وفي الختام أستودعكم الله على أمل اللقاء بكم في الرسالة الثالثة والتي هي بعنوان ..
،، فستذكرون ما أقول لكم ،،

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 08:55 AM   #14
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

** فســـتذكرون مــا أقـــول لكم **

" فَسَتَذْكُرُونَ مَا أَقُولُ لَكُمْ وَأُفَوِّضُ أَمْرِي إِلَى اللَّهِ "

إلى كل باغٍ للخير والهدى ..
إلى كل من يخاف الخزي والردى
إليكم جميعاً نقول بصوت متقطع حسرةً وألما ..
هذه سفينة محمد صلى الله عليه وسلم تبحر وسط تلاطم الأمواج وغشيان الظلام ..
قد شع النور في أرجائها فأضاءت للتائبين الدروب .. وبصرتهم معالم الطريق ..

والآن مع الرسالة >>>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 08:57 AM   #15
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

الحمد لله الذي وصى عباده بتقواه .. ووعد بالجنة من خافه وراقبه واتقاه ورجاه ..
وأنذر وخوّف وتوعد بالنار من أذنب وعصاه ..
القائل جل في علاه:
" وَأَنَّ هَـذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيماً فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُواْ السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَن سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُم بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ "

وصلى الله وسلم على خير نبي وأزكى .. القائل:
"إن قلوب بني آدم كلها بين أصبعين من أصابع الرحمن كقلب واحد يصرفه حيث يشاء"

ثم قال صلى الله عليه وسلم:
"اللهم مصرف القلوب صرف قلوبنا على طاعتك"

أما بعد:
فسلام الله عليكم ورحمته وبركاته

إخواني الأحبة .. أخواتي الكريمات الطيبات
أبعث لكم هذه الكلمات ولسان حالي ومقالي يقول:

إلهـي لا تعذبـنـي فـإنـي * * * مقر بالـذي قـد كـان منـي
فكم من زلة لي فـي البرايـا * * * وأنت علـيّ ذو فضـل ومـنّ
إذا فكرت فـي ندمـي عليهـا * * * عضضت أناملي وقرعت سني
ومالـي حيلـة إلا رجـائـي * * * وعفوك إن عفوت وحسن ظني
يظن الناس بي خيـراً وإنـي * * * لشر الناس إن لم تعف عنـي



فأسأل الله أن يغفر لنا ذنوبنا وأن يكفر عنا سيئاتنا وأن يتوفانا وهو راضٍ عنا
وبادئ ذي بدء أذكركم بقوله صلى الله عليه وسلم:
"تهادوا تحابوا"

وإن خير هدية يقدمها أخ لأخيه وأخته في الله
هي نصيحة أو وصية تكون لهما زاداً في الدنيا وذخراً في الآخرة
ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم أسوة حسنة ..
فعن معاذ بن جبل رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم أخذ بيده يوماً ثم قال:
يا معاذ والله إني أحبه فقال له معاذ بأبي أنت وأمي يا رسول الله وأنا والله أحبك
فقال: أوصيك يا معاذ ..
لا تدعن في دبر كل صلاة أن تقول: اللهم أعني على ذكرك وشكرك وحسن عبادتك

فأحببت أيها الغالي .. أيتها المباركة ..
أن أقدم لكم وأضع بين أيديكم هذه النصائح والوصايا لتستمعوها مرة ومرتين ..
متمثلاً قول القائل:

يأيها السني خذ بوصيتي * * * وأخصص بذلك جملة الإخوان
واقبل وصية مشفقِ متودد * * * واسمع بفهم حاضر يقظان
يا أيها الرجل المريد نجاته * * * إقرأ مقالة ناصحٍ معــوان

تأمل كلماتي وأعرها سمعك وتدبرها بفؤادك مستشعراً قوله تعالى:
"إِنَّ السَّمْعَ وَالْبَصَرَ وَالْفُؤَادَ كُلُّ أُولـئِكَ كَانَ عَنْهُ مَسْؤُولاً "

أخي يا مهجة هذا الدين هل جلست يوماً مع كتاب الله المبين
هل جلست مع هذا الكتاب الذي لو طهرت قلوبنا ما شبعت من معينه
إنه كتاب يأتي يوم القيامة شفيعاً لأصحابه .. كتاب فيه شفاءٌ ورحمة للمؤمنين ..
"وَنُنَزِّلُ مِنَ الْقُرْآنِ مَا هُوَ شِفَاء وَرَحْمَةٌ لِّلْمُؤْمِنِينَ"

كتاب تفطّر منه قلب رسول الله صلى الله عليه وسلم وقلوب أصحابه وقلوب الخائفين
هل جلست يوماً تقرؤه لا بعينك ولا بلسانك فقط .. بل بقلبك
هل تأملت عجائبه ومعجزاته
هل تدبرت آياته
هل تلذذت بخطابه هل قرعت قلبك قوارعه

أحسب أنك ستقول نعم وهذا الذي آمله فيك
ولكنها الذكرى التي لا بد منها ولا غنى لنا عنها ..
"فَذَكِّرْ بِالْقُرْآنِ مَن يَخَافُ وَعِيدِ"

أخي ،،
تعال معي نقرأ بعض آيات هذا الكتاب التي أرى أن النفوس في أمس الحاجة للعمل بها ..
تعال نقف بعض الوقفات نلتمس فيها طريق النجاة ..
وأعتقد أن كرمك الفطري فضلاً عن طيب نفسك لن يمانع ..

يتبع بإذن الله >>>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 08:57 AM   #16
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

وقفات على طريق النجاة ..

الوقفة الأولى:
ألا هل من مشمر؟!

امنع جفونك أن تذوق مناما * * * وذرِ الدموع على الخدود سجاما
واعلم بأنك ميتٌ ومحاسبٌ * * * يا مَن على سخط الجليل أقاما
لله قوم أخلصوا في حبه * * * فرضي بهم واختصهم خداما

قيل للحسن البصري .. يا أبا سعيد .. كيف نصنع؟
نجالس اقواماً يخوفوننا حتى تكاد قلوبنا تطير .. فقال:
والله إنك إن تخالط أقواماً يخوفونك حتى يدركك أمن خير من ان تصاحب أقواماً يؤمنونك حتى يدركك الخوف ..

وقفتنا هذه مع آية عظيمة قد تورد في قلب قارئها الخوف ولكن من استعد لها نجا بإذن الله
إنها آية لو أنزلت على الجبال لتصدعت
آية كم سمعتها آذان فأنصتت
آية كم قرأتها أعين فبكت
وكم وعتها قلوب فخشعت
آية كم تمعنها غافل فتاب
كم تدبرها معرض فرجع إلى ربه وأناب
آية تحكي رحلة ،، وأي رحلة .. سفر ،، ويا له من سفر .. هي قول الله تعالى:
" كُلُّ نَفْسٍ ذَآئِقَةُ الْمَوْتِ وَإِنَّمَا تُوَفَّوْنَ أُجُورَكُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ
فَمَن زُحْزِحَ عَنِ النَّارِ وَأُدْخِلَ الْجَنَّةَ فَقَدْ فَازَ وَما الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلاَّ مَتَاعُ الْغُرُورِ"

نعم أخي ،،
إنها رحلتك إلى الدار الآخرة .. إنه السفر الذي نسأل الله أن تكون نهايته الجنة وليس سقر
ولعظم هذه الرحلة وهذا السفر قال صلى الله عليه وسلم:
"لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبيكيتم كثيرا"


إي والله الذي لا إله إلا هو ..
لو علمنا حقيقة الموت وشدته .. والقبر وظلمته .. ويوم القيامة وكربته .. والصراط وزلته
ثم لو تأملنا الجنة ونعيمها والنار وجحيمها ؛ لتغيرت أحوالنا
ولكننا نسينا أو تناسينا هذه الرحلة وأقبلنا على هذه الدنيا التي لا تساوي عند الله جناح بعوضة

قال بعض السلف:
يقال لبعضهم تريد أن تموت ..؟ فيقول لا .. فيقال له لمَ ..
فيقول حتى أتوب وأعمل صالحا .. فيقال له إعمل .. فيقول سوف أعمل
ولا يزال يسوّف حتى يأتيه الموت على غير توبة ولا عمل صالح

أنا واثق أنك لا تحب أن تكون نهايتك هكذا،،،،
إذاً ،،،،،،

قدم لنفسك توبةً مرجوةً * * * قبل الممات وقبل حبس الألسن
بادر بها غلق النفوس فإنها * * * ذخرٌ وغنمٌ للمنيب المحسن

وتذكر أخي حالك وأن تعاني من سكرات الموت
التي عانى منها أحب خلق الله إلى الله محمد صلى الله عليه وسلم
فكان يقول بأبي هو أمي عند موته .. لا إله إلا الله إن للموت لسكرات

تصور نفسك يا مسكين وقد حل الموت بساحتك .. وملك الموت واقف عند رأسك
حشرج صدرك ، تغرغرت روحك ، ثقل منك اللسان ، وانهدت الأركان ، وشخصت العينان
أغلق باب التوبة دونك ، عرق منك الجبين ، وكثر حولك البكان ومنك الأنين
وأنت في كرب شديد لا منجا منه ولا محيد ، تعاين هذا الأمر العظيم بعد اللذة والنعيم
قد حل بك القضاء ثم عُرج بروحك إلى السماء فيا لها من سعادة أو .......... شقاء .

فَلَوْلَا إِذَا بَلَغَتِ الْحُلْقُومَ -أي الروح-(83) وَأَنتُمْ حِينَئِذٍ تَنظُرُونَ -عاجزون عن فعل أي شيء-(84)
وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنكُمْ وَلَكِن لَّا تُبْصِرُونَ (85) فَلَوْلَا إِن كُنتُمْ غَيْرَ مَدِينِينَ (86) تَرْجِعُونَهَا إِن كُنتُمْ صَادِقِينَ (87)
فَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُقَرَّبِينَ (88) فَرَوْحٌ وَرَيْحَانٌ وَجَنَّةُ نَعِيمٍ (89) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (90)
فَسَلَامٌ لَّكَ مِنْ أَصْحَابِ الْيَمِينِ (91) وَأَمَّا إِن كَانَ مِنَ الْمُكَذِّبِينَ الضَّالِّينَ (92) فَنُزُلٌ مِّنْ حَمِيمٍ (93)
وَتَصْلِيَةُ جَحِيمٍ (94) إِنَّ هَذَا لَهُوَ حَقُّ الْيَقِينِ (95) فَسَبِّحْ بِاسْمِ رَبِّكَ الْعَظِيمِ (96)

يتبع بإذن الله>>>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 08:58 AM   #17
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

صنع هارون الرشيد طعاماًً وزخرف مجالسه وأحضر أبا العتاهية وقال له:
صف لنا ما نحن فيه من نعيم هذه الدنيا .. فأجابه قائلاً:
عش ما بدا لك سالماً * * * في ظل شاهقة القصور

فقال الرشيد: أحسنت ثم ماذا .. فقال:
يُسعى عليك بما اشتهيت * * * لدى الرواح أو البكور


فقال حسنٌ .. ثم ماذا .. فقال:
فإذا النفوس تغرغرت * * * في ظل حشرجة الصدور
فهناك تعلم موقناً * * * ما كنت إلا في غرور

فبكى الرشيد .. وقال أحد جلسائه لأبي العتاهية:
بعث إليك أمير المؤمنين كي تسره .. فأحزنته !
فقال الرشيد دعه .. فإنه رآنا في عمى فكره أن يزيدنا منه ..

نعم أخي .. كفى بالموت واعظا ..
كفى بالموت مقرحاً للقلوب .. ومبكياً للعيون .. ومفرقاً للجماعات .. وهادماً لللذات .. وقاطعاً للأمنيات ..

فيا مغروراً بدنياك ، ويا معرضاً عن الله ، ويا غافلاً عن طاعة مولاك ..
يا من كلما نصحه الناصحون صده عن قبول النصيحة هواه ..
يا من ألهته الشهوات وغره طول الأمل ..
هل تفكرت في هذه اللحظات إذا بقيت على ما أنت عليه ..
هل تدري ماذا سيحصل لك عند الموت .. متأكد أنك الآن تقول في نفسك سأقول ..
:: لا إله إلا الله ::

لا يا أخي ،،،
إذا بقيت على ضياعك وفي غفلتك وإعراضك حتى لحظة الموت فلن تستطيع أن تقولها بل ستتمنى الرجعة ..
"حَتَّى إِذَا جَاء أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلَّا إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا ....."
ولكنه قالها بعد فوات الأوان ..

أخي ،،،
هل تدري متى ستموت ؟؟؟ .. وأين ستموت ؟؟؟ ..
لا والله .. إنك لا تدري ..

إذاً .. لماذا تؤجل التوبة وتسوف بالأوبة .. اسمع هذه القصة لعلك تتعظ ..
حدثني من أحسبه والله حسيبه من الصادقين أن شاباً حصل له حادث فأسرع أحد رجال الأمن إلى السيارة لنجدته

فوجد الشاب يحتضر وسمع حشرجة وغرغرة تبين له ذلك فقال له قل لا إله إلا الله
فرفع الشاب أصبعه السبابة إلى السماء وقال لا إله إلا الله .. ثم فارق الحياة ..
وبعد أن غُسل وصُلي عليه ذهب رجل الأمن إلى بيت أهل هذا الشاب ليخبرهم أن ابنهم تشهد قبل أن يموت
فأتاهم وقال لهم: أبشركم أن ابنكم تشهد قبل أن يموت ..
فقال له أهل الشاب: ونحن نبشرك أنه تاب إلى الله قبل أسبوعين من الحادث فقط ..
إِنَّمَا التَّوْبَةُ عَلَى اللّهِ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السُّوَءَ بِجَهَالَةٍ ثُمَّ يَتُوبُونَ مِن قَرِيبٍ
فَأُوْلَـئِكَ يَتُوبُ اللّهُ عَلَيْهِمْ وَكَانَ اللّهُ عَلِيماً حَكِيماً (17)
وَلَيْسَتِ التَّوْبَةُ لِلَّذِينَ يَعْمَلُونَ السَّيِّئَاتِ حَتَّى إِذَا حَضَرَ أَحَدَهُمُ الْمَوْتُ قَالَ إِنِّي تُبْتُ الآنَ ....."

نعم أخي ،،،
"وَجَاءتْ سَكْرَةُ الْمَوْتِ بِالْحَقِّ "

وغمضوني وراح الكل وانصرفوا * * * بعد الإياس وجدوا في شرا كفني
وقال أولى الناس في عجل * * * إلى المغسل يأتيني يغسلني
فجاءني رجل منهم فجردني * * * من الثياب وأعراني وأفردني
وأسكب الماء من فوقي وغسلني * * * غسلاً ثلاثاً ونادى القوم بالكفن
وألبسوني ثياباً لا كمام لها * * * وصار زادي حنوطاً حين حنطني
وقدموني إلى المحراب وانصرفوا * * * خلف الإمام فصلى ثم ودعني
صلوا عليّ صلاة لا ركوع لها * * * ولا سجود لعل الله يرحمني

يتبع بإذن الله >>>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 08:59 AM   #18
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

لا أعلم إن كان الموضوع متابع أم لا ومع ذلك أكمل بفضل الله تعالى ..

تصور ما بعد ذلك وأنت تدخل تلك المقبرة محمولاً على الأعناق بعد أن كنت حاملاً أو زائرا ..

وليت شعري ما حديث جنازتك ؟!
هل ستقول: قدموني قدموني .. أم ستقول: يا ويلها أين تذهبون بها ..

وأنزلوني في قبري على مهل * * * وأنزلوا واحداً منهم يلحدني

ثم أنزلك في قبرك أحب أحبابك وأقرب أقربائك ووضعوك في صدعٍ من الأرض
ثم صفوا اللبنة على لحدك .. وانحجب الضوء عنك .. ثم بدءوا يحثون التراب على قبرك
وقال أحدهم: استغفروا لأخيكم وسلوا له التثبيت فإنه الآن يُسأل .. ثم ذهبوا وتركوك ..

نعم ،، تركوك وحيدا في ذلك الظلام الدامس ..
من فوقك تراب .. ومن تحتك تراب .. وعن يمينك تراب .. وعن شمالك تراب ..
ثم تعاد روحك إلى جسدك .. فيأتيك ملكان أزرقان أسودان يقال لأحدهما منكر وللآخر نكير
فيجلسانك وينتهرانك ويسألانك ..

من ربك ؟
ما دينك ؟
من نبيك ؟

فبماذا تحب أن تجيب؟
أما إن كنت عند موتك تائباً صادقاً مؤمنا .. فإن الله سيثبتك في تلك الأحوال ..
"يُثَبِّتُ اللّهُ الَّذِينَ آمَنُواْ بِالْقَوْلِ الثَّابِتِ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الآخِرَةِ"

ستقول ربي الله .. وديني الإسلام .. ونبي محمد صلى الله عليه وسلم ..
فينادي منادٍ من السماء أن صدق عبدي ..
فافرشوا له من الجنة .. وألبسوه من الجنة .. وافتحوا له باباً من الجنة ..
ويأتيك من روحها وطيبها .. ويفسح لك في قبرك مد بصرك ..

ثم يأتيك رجل حسن الوجه حسن الثياب طيب الريح ويقول لك:
أبشر بالذي يسرك هذا يومك الذي كنت تُوعد ..
فيقول له: من أنت ؟ فوجهك الذي يجيء بالخير .. فيقول أنا عملك الصالح ..
ثم يفتح لك باب من الجنة وباب من النار .. ويقال لك هذا منزلك لو عصيت الله .. أبدلك الله به هذا ..
فإذا رأيت ما في الجنة ستقول: ربِّ أقم الساعة .. ربِّ أقم الساعة ..

فيا لسعادتك من سعادة ويا لبشارتك من بشارة ويا لفوزك من فوز ..
"إِنَّ هَذَا لَهُوَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "

أما لو كان العبد -والعياذ بالله- مضيعاً لدينه .. تاركاً لصلاته .. يستهزئ بالصالحين ويفعل المنكرات ومات على ذلك ..
فهل ستدري بماذا سيجيب حين يسأله الملكان من ربك .. ما دينك .. من نبيك ..؟؟؟
سيقول هاه .. هاه .. لا أدري سمعت الناس يقولون شيئاً فقلته ..

فينادي منادٍ من السماء أن كذب :
فافرشوا له من النار .. وافتحوا له باباً من النار ..
فيأتيه من حرها وسمومها ويضيق عليه قبره .. حتى تختلف أضلاعه ..
ويأتيه رجل قبيح الوجه قبيح الثياب منتن الريح فيقول: أبشر بالذي يسوؤك هذا يومك الذي كنت تُوعد ..
فيقول: من أنت ؟ فوجهك الذي يجيء بشر .. فيقول: أنا عملك الخبيث ..

ثم يقيض له أعمى أصم أبكم في يده مرزبة لو ضُرب بها جبل لصار ترابا فيضربه ضربة حتى يصير بها تراباً ..
ثم يعيده الله كما كان فيضربه ضربة أخرى فيصيح صيحة يسمعها كل شيء إلا الثقلين الجن والإنس ..
ثم يفتح له باب من النار ويمهد من فرش النار .. فيقول رب لا تقم الساعة .. رب لا تقم الساعة ..

وللمرء يوم ينقضي فيه عمره * * * وموت وقبر ضيق فيه يولج
ويلقى نكيراً في السؤال ومنكراً * * * يسومان بالتنكيل من يتلجلج

خرج علي بن أبي طالب رضي الله عنه مع بعض أصحابه إلي المقبرة فلما أشرف على القبور قال:
يا أهل القبور أخبرونا عنكم .. أم نخبركم عنا .. أما خبر مَن عندنا ..
فإن المال قد اقتسم .. والنساء قد تزوجن .. والمساكن قد سكنها غيركم ..
ثم سكت قليلاً والتفت إلى أصحابه فقال أما إنهم لو نطقوا لقالوا:
"وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى"

فيا ساكن القبر غداً ما الذي غرك من الدنيا ؟!!!..
هل تعلم أنك تبقى لها أو تبقى لك ؟!!!..

أين دارك الفيحاء ؟
أين رقاق ثيابك ؟
أين طيبك وبخورك ؟
أين خدمك وحشمك ؟
أين وجهك الحسن ؟
أين جلدك الرقيق ؟
أين جسدك الناعم ؟

كيف بك بعد ثلاث ليالٍ من دفنك وقد عاثت فيك الهوام والديدان ..
فرقت الأكفان ، ومحت الألوان ، وأكلت الحم ونخرت العظم ..
وأزالت الأعضاء ومزقت الأشلاء ، وسالت الحدق على الوجنات ..

فلولا القبر صار عليك ستراً * * * لأنتنتِ الأباطح والرَّوابي

وقف الحسن البصري رحمه الله على قبرٍ ونظر إليه ملياً ثم التفت إلى أحد الناس وقال له :
ماذا تراه يصنع لو خرج من قبره ؟
فقال: يتوب ويذكر الله ..
فقال له: إن لم يكن هو .. فكن أنت ..

أخيّ توخّ طريق النجاة * * * وقدّم لنفسك قبل الممات
وشمر بجدٍ لما هو آت * * * ولا تغتر بسراب الحياة
فإنك عما قريبٍ تمـــــوت ..

وقل لنفسك ماذا قدمت ليكون قبرك روضة من رياض الجنة ؟..

يتبع بإذن الله >>>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 09:00 AM   #19
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

أخي ،،،

كيف تحب أن يكون حالك ؟!..
"وَاسْتَمِعْ يَوْمَ يُنَادِ الْمُنَادِ مِن مَّكَانٍ قَرِيبٍ (41) يَوْمَ يَسْمَعُونَ الصَّيْحَةَ بِالْحَقِّ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُرُوجِ (42)"


كيف تحب أن يكون حالك ؟!
"يَوْمَ يَقُومُ النَّاسُ لِرَبِّ الْعَالَمِينَ"


كيف سيكون حالك ؟!
"إِذَا السَّمَاء انفَطَرَتْ (1) وَإِذَا الْكَوَاكِبُ انتَثَرَتْ (2) وَإِذَا الْبِحَارُ فُجِّرَتْ (3) وَإِذَا الْقُبُورُ بُعْثِرَتْ (4)"


فخرجنا أنا وأنت للعرض على الله عز وجل ..
وهل تذكرنا أيها المسكين أيها العبد الضعيف الوقوف بين يدي الجبار في ذلك الموقف الرهيب المخيف الذي فيه ..
"يَوْمَ تَرَوْنَهَا تَذْهَلُ كُلُّ مُرْضِعَةٍ عَمَّا أَرْضَعَتْ وَتَضَعُ كُلُّ ذَاتِ حَمْلٍ حَمْلَهَا

وَتَرَى النَّاسَ سُكَارَى وَمَا هُم بِسُكَارَى وَلَكِنَّ عَذَابَ اللَّهِ شَدِيدٌ "

بماذا سنجيب عندما يسألنا ربنا عن كل صغيرة وكبيرة !
"وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لَا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلَا كَبِيرَةً إِلَّا أَحْصَاهَا

وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلَا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً"

كيف أنت ؟؟؟!!!
إذا شهدت عليك العينان واليدان والقدمان والأذنان والفرج واللسان فيما عملت في هذه الدنيا الفانية ..
"الْيَوْمَ نَخْتِمُ عَلَى أَفْوَاهِهِمْ وَتُكَلِّمُنَا أَيْدِيهِمْ وَتَشْهَدُ أَرْجُلُهُمْ بِمَا كَانُوا يَكْسِبُونَ"


العمر يُنقص والذنوب تزيد * * * وتقال عثرات الفتى فيعود
هل يستطيع جحود ذنبٍ واحدٍ * * * رجلٌ جوارحه عليه شهود


عن أنس ابن مالك رضي الله عنه قال: كنا عند رسول الله صلى الله عليه وسلم فضحك فقال:
هل تدرون مم أضحك ؟ .. قلنا الله ورسوله أعلم .. قال: من مخاطبة العبد ربه ..
يقول يا رب ألم تجرني من الظلم .. قال يقول بلا .. قال: فيقول فإني لا أجيز على نفسي إلا شاهداً مني ..
قال: كفى بنفسك اليوم عليك شهيدا وبالكرام الكاتبين شهودا ..
قال: فيُختم على فيه ويقال لأركانه انطقي .. قال: فتنطق بأعماله ..
قال: ثم يخلى بينه وبين الكلام .. قال: فيقول: بعداً لكُن وسحقا .. فعنكن كنت أناضل ..

بماذا ستجيب إذا سألك ربك ....
عن عمرك فيما أفنيته ؟
وعن شبابك فيما أبليته ؟
وعن مالك من أبن اكتسبته وفيم أنفقته ؟
وعن علمك ماذا عملت به ؟

تصور حالة طفل صغير لم يعرف الذنوب ولا المعاصي ..
فتأمل حفظك الباري من كل شر حاله في ذلك المكان ...!!!!!

وإذا الجنين بأمه متعلق * * * يخشى القصاص وقلبه مذعور
هذا بلا ذنب يخاف جنينه * * * كيف المُصرّ على الذنوب دهور؟!!!


هل أعددنا للسؤال جواباً .. وللجواب صوابا ...؟

أيها الأخ الكريم المبارك ،،،
تذكر -ذكرك الله الشهادة عند الممات- ذلك الموقف العظيم .. ثم تأمل أخي حال الخلائق ..
وقد قاسوا من دواهي القيامة وأهوالها ما قاسوا .. فبينما هم كذلك وقوفاً ينتظرون حقيقة أخبارها ..
إذ أحاطت بالمجرمين ظلمات ذات شعب وأطلت عليهم ناراً ذات لهب وسمعوا لها زفيراً وجرجرة تفصح عن شدة الغيظ والغضب ..
"إِذَا رَأَتْهُم مِّن مَّكَانٍ بَعِيدٍ سَمِعُوا لَهَا تَغَيُّظاً وَزَفِيراً"

فعند ذلك أيقن المجرمون بالعذاب ..
"وَرَأَى الْمُجْرِمُونَ النَّارَ فَظَنُّوا أَنَّهُم مُّوَاقِعُوهَا وَلَمْ يَجِدُوا عَنْهَا مَصْرِفاً"


وخرج المنادي من الزبانية قائلا:
أين فلان ابن فلان المسوف نفسه بطول الأمل ،، المضيع عمره بسوء العمل ..
فيبادرونه بمقامع من حديد ،، ويستقبلونه بعظائم التهديد ،، ويسوقونه إلى العذاب الشديد
وينكسونه على وجهه في قعر الجحيم .. ويقولون له:
"ذُقْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْكَرِيمُ"


فيسكن داراً ضيقة الأرجاء .. مظلمة المصابيح .. مبهمة المعالم ..
يدعون فيها بالويل والثبور وعظائم الأمور ..
"وَإِذَا أُلْقُوا مِنْهَا مَكَاناً ضَيِّقاً مُقَرَّنِينَ دَعَوْا هُنَالِكَ ثُبُوراً (13)

لَا تَدْعُوا الْيَوْمَ ثُبُوراً وَاحِداً وَادْعُوا ثُبُوراً كَثِيراً"

أمانيهم فيها الهلاك .. وما لهم من أصل جهنم فكاك ..
قد سدت أقدامهم إلى النواصي واسودت وجوههم من ظلمة المعاصي ..
ينادون من أحداثها .. ويصيحون في نواحيها وأطرافها .....

يا مالك .. قد حق علينا الوعيد
يا مالك .. قد اثقلنا الحديد
يا مالك .. قد نضجت منا الجلود
يا مالك .. العدم خير من هذا الوجود
يا مالك .. أخرجنا منها فإنا لا نعود


" وَنَادَوْا يَا مَالِكُ لِيَقْضِ عَلَيْنَا رَبُّكَ قَالَ إِنَّكُم مَّاكِثُونَ"

ينـــــــــادون .....
"قَالُوا رَبَّنَا غَلَبَتْ عَلَيْنَا شِقْوَتُنَا وَكُنَّا قَوْماً ضَالِّينَ (106)
رَبَّنَا أَخْرِجْنَا مِنْهَا فَإِنْ عُدْنَا فَإِنَّا ظَالِمُونَ (107)
قَالَ اخْسَؤُوا فِيهَا وَلَا تُكَلِّمُونِ (108)"

فعند ذلك يقنطون وعلى ما فرطوا في جنب الله يتأسفون ..
فتصورهم يا أخي والنار من فوقهم والنار من تحتهم والنار عن أيمانهم والنار عن شمائلهم ..
"لَهُم مِّن فَوْقِهِمْ ظُلَلٌ مِّنَ النَّارِ وَمِن تَحْتِهِمْ ظُلَلٌ"


فهم غرقى في النار .. طعامهم نار .. وشرابهم نار .. ولباسهم نار ..
فَالَّذِينَ كَفَرُوا قُطِّعَتْ لَهُمْ ثِيَابٌ مِّن نَّارٍ يُصَبُّ مِن فَوْقِ رُؤُوسِهِمُ الْحَمِيمُ (19)

يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ وَالْجُلُودُ (20)

يتمنون الموت ولا يموتون ..
"وَيَأْتِيهِ الْمَوْتُ مِن كُلِّ مَكَانٍ وَمَا هُوَ بِمَيِّتٍ وَمِن وَرَآئِهِ عَذَابٌ غَلِيظٌ"


وسيق المجرمون وهم عراةٌ * * * إلى ذات السلاسل والنكال
فنادوا ويلنا ويلاً طويلاً * * * وعجوا في سلاسلها الطوال
فليسوا ميتين فيستريحوا * * * وكلهم بِِحر النار صال


فيا ليت شعري .. كيف بك لو نظرت إليهم !!!
وقد اسودت وجوههم .. وأعميت أبصارهم .. وأبكمت ألسنتهم ..
ليت شعري .. كيف لو نظرتهم ولهيب النار سارٍ في بواطن أجزائهم وحيات الهاوية وعقاربها متشبثة بظواهر أعضائهم ..
ليت شعري .. كيف بك لو أبصرتهم وهم بين مقطعات النيران وسرابيل القطران ..
"وَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِشِمَالِهِ فَيَقُولُ يَا لَيْتَنِي لَمْ أُوتَ كِتَابِيهْ (25) وَلَمْ أَدْرِ مَا حِسَابِيهْ (26) يَا لَيْتَهَا كَانَتِ الْقَاضِيَةَ (27)

مَا أَغْنَى عَنِّي مَالِيهْ (28) هَلَكَ عَنِّي سُلْطَانِيهْ (29) خُذُوهُ فَغُلُّوهُ (30) ثُمَّ الْجَحِيمَ صَلُّوهُ (31)
ثُمَّ فِي سِلْسِلَةٍ ذَرْعُهَا سَبْعُونَ ذِرَاعاً فَاسْلُكُوهُ (32) إِنَّهُ كَانَ لَا يُؤْمِنُ بِاللَّهِ الْعَظِيمِ (33) وَلَا يَحُضُّ عَلَى طَعَامِ الْمِسْكِينِ (34)
فَلَيْسَ لَهُ الْيَوْمَ هَاهُنَا حَمِيمٌ (35) وَلَا طَعَامٌ إِلَّا مِنْ غِسْلِينٍ (36) لَا يَأْكُلُهُ إِلَّا الْخَاطِؤُونَ (37)

يتبع بإذن الله >>>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 07-02-2010, 09:00 AM   #20
معلومات العضو
شذى الاسلام
إشراقة إدارة متجددة

افتراضي

ولكن أخي ،،،
إعلم -يا مَن رحمني الله وإياك- أن تلك الدار التي عرفت بعض همومها وغمومها تقابلها دار أخرى ..

فتعال معي .. تعال نتفكر في بعض نعيمها وسرورها !!!..

تفكر يا أخي في أهل الجنة بعد أن اجتازوا الصراط المنصوب على متن جهنم .. وهاهم واقفون عند باب الجنة ..
يأتي محمد صلى الله عليه وسلم فيطرق بابها ..

فيقول رضوان خازنها: من ؟!
فيقول: محمد ..
فيقول: لك أمرت أن أفتح ..
فيدخل صلى الله عليه وسلم ومن معه من أهلها ..

فتصور نفسك يا أخي .. إن كنت تائباً في دنياك نادماً على ذنوبك خائفاً من ربك ..
تصور نفسك .. وأنت تدخل الجنة مع الداخلين برحمة الله عز وجل ..
تدخل الجنة .. فيها ما لا عين رأت .. ولا أذن سمعت .. ولا خطر على قلب بشر ..

فتصور نفسك .. وأنت تتمتع بحورها .. وأنت تسكن قصورها .. وأنت تأكل من ثمارها .. وتشرب من أنهارها ..

نعم .. تصور نفسك .. وأنت تنظر إلى وجه الرحمن جل وعلا في يوم المزيد .....
"وَأُزْلِفَتِ الْجَنَّةُ لِلْمُتَّقِينَ غَيْرَ بَعِيدٍ (31) هَذَا مَا تُوعَدُونَ لِكُلِّ أَوَّابٍ حَفِيظٍ (32) مَنْ خَشِيَ الرَّحْمَن بِالْغَيْبِ وَجَاء بِقَلْبٍ مُّنِيبٍ (33)
ادْخُلُوهَا بِسَلَامٍ ذَلِكَ يَوْمُ الْخُلُودِ (34) لَهُم مَّا يَشَاؤُونَ فِيهَا وَلَدَيْنَا مَزِيدٌ (35) "


أخي ،،،
قد تتساءل ما هي صفات الحور العين ؟!!!..

قد تتساءل عن أنهار الجنة .. عن طعام أهلها .. عن شرابهم .. عن آنيتهم .. عن أرضها وسقفها .. عن بنائها .. عن سعتها ..
قد تتساءل عن يوم المزيد ما هو ؟!!!...

وحيّ على يوم المزيد الذي به * * * زيارة رب العرش فاليوم موسم
وحيّ على وادٍ هنالك أفيح * * * وتربته من اذفر المسك أعظم

تعال أخي نجلس مع الإمام ابن القيم رحمة الله تعالى عليه ليجيبنا عن هذه الأسئلة وغيرها ..
تعال لنسمع سوياً ما يقوله هذا الإمام .. لعله يحذو الأرواح إلى بلاد الأفراح .....

قال رحمه الله تعالى:

فإن سألت عن عرائس الجنان ..
فهن الكواعب الأتراب اللاتي جرى في أعضائهن ماء الشباب ..
إذا قابلت حبها فقل ما تشاء في تقابل النيّرين ..
وإذا حادثته فما ظنك بمحادثة الحبين .. وإن ضمها إليه فما ظنك بتعانق الغصنين .. ووصالها أشهى إليه من جميع أمانيه ..
لا تزداد على طول الأحوال إلا حسناً وجمالا .. ولا يزداد لها طول المدى إلا محبة ووصالا ..
مبرأة من الحمل والولادة والحيض والنفاس وسائر الأدناس .. لا يفنى شبابها ولا تبلى ثيابها .. هذا ولم يطمثها قبله إنس ولا جان ..
وكلما نظر إليها ملأت قلبه سرورا .. وكلما حدثته ملأت أذنه لؤلؤاً منظوماً ومنثورا .. وإذا برزت ملأت القصر والغرفة نورا ..
وإن سألت عن حسن العشرة ولذة ما هنالك ..
فهن العُرب المتحببات .. وإن غنت فيا لذة الأبصار والأسماع .. وإن آنست وأمتعت فيا حبذا تلك المؤانسة والإمتاع ..
فيا خاطب الحسناء إن كنت راغباً * * * فهذا زمان المهر فهو المقدم
فحيّ على جنات عدنٍ فإنها * * * منازلنا الأولى وفيها المخيم


أخي ،،،
وإن سألت عن أنهار الجنة وما أدراك ما أنهار الجنة ..

فأنهار من ماء غير آسن ..
وأنهار من لبن لم يتغير طعمه ..
وأنهار من خمر لذة للشاربين ..
وأنهار من عسل مصفى ..

وإن سألت عن طعامهم ..
ففاكهة مما يتخيرون ولحم طير مما يشتتهون ..

وإن سألت عن شرابهم ..
فالتسنيم والزنجبيل والكافور ..

وإن سالت عن آنيتهم ..
فآنيتهم الذهب والفضة ..

وإن سألت عن أرضها وتربتها ..
فهي المسك والزعفران ..

وإن سالت عن سقفها ..
فهو عرش الرحمن ..

وإن سالت عن بنائها ..
فلبنة من فضة ولبنة من ذهب ..

وإن سالت عن سعتها ..
فأدنى أهلها يسير في ملكه وقصوره وبساتينه مسيرة ألفي عام ..

وإن سالت عن وجوه أهلها وحسنهم ..
فعلى صورة القمر ..

وإن سألت عن غلمانهم ..
فولدان مخلدون .. كأنهم لؤلؤ مكنون ..

هذا وإن سالت عن يوم المزيد وزيارة العزيز الحميد .. فاستمع يوم ينادي المنادى :
يا أهل الجنة إن لكم عند الله موعدا يريد أن ينجزكموه ..
فيقولون ما هو ؟!!!
ألم يبيض وجوهنا .. ويثقل موازيننا .. ويدخلنا الجنة .. ويزحزحنا عن النار ..
فبينما هم كذلك إذ سطع لهم نور أشرقت له الجنة فرفعوا رؤوسهم فإذا الجبار جل جلاله وتقدست أسماؤه قد أشرف عليهم من فوقهم وقال:
يا أهل الجنة سلام عليم ..

فلا تُرد هذه التحية بأحسن من قولهم:
اللهم أنت السلام .. ومنك السلام .. تباركت يا ذا الجلال والإكرام ..
ثم يقول:
أين عبادي الذين أطاعوني بالغيب ولم يروني .. فهذا يوم المزيد ..

فيجتمعون على كلمة واحدة أن قد رضينا فارضَ عنا ..
فيقول: يا أهل الجنة .. لو لم أرضَ عنكم ما أسكنتكم جنتي هذا يوم المزيد فاسألوني ..
فيجتمعون على كلمة واحدة .. أرنا وجهك ننظر إليه ..
فيكشف لهم الله جل جلاله الحجب ويتجلى لهم فيغشاهم من نوره ما لولا أن الله تعالى قضى ألا يحترقوا لاحترقوا ..
ولا يبقى في ذلك المجلس أحد إلا حاضره ربه محاضرة ..
فيا لذة الأسماع بتلك المحاضرة ويا قرة عيون الأبرار بالنظر لوجهه الكريم في الدار الآخرة ..
"وُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ نَّاضِرَةٌ (22) إِلَى رَبِّهَا نَاظِرَةٌ (23)"

هي جنة طابت وطاب نعيمها * * * فنعيمها باقٍ وليس بفاني

"فَأَمَّا مَنْ أُوتِيَ كِتَابَهُ بِيَمِينِهِ فَيَقُولُ هَاؤُمُ اقْرَؤُوا كِتَابِيهْ (19) إِنِّي ظَنَنتُ أَنِّي مُلَاقٍ حِسَابِيهْ (20)
فَهُوَ فِي عِيشَةٍ رَّاضِيَةٍ (21) فِي جَنَّةٍ عَالِيَةٍ (22) قُطُوفُهَا دَانِيَةٌ (23) كُلُوا وَاشْرَبُوا هَنِيئاً بِمَا أَسْلَفْتُمْ فِي الْأَيَّامِ الْخَالِيَةِ (24)"

وبعد إخواني ،،،
أليست هذه وقفة تستحق منا البكاء والدموع ..

أليست هذه الرحلة تستوجب منا التوبة إلى الله والرجوع ..

إخواني ،،،
البدار .. البدار .. واغتنموا أنفاسكم العظيمة المقدار ..
وتذكروا في جميع أعمالكم هل تقربكم إلى الجنة أم إلى النار ..

وفي ختام هذه الوقفة أقول لكل إنسانٍ قد غرق في الشهوات .. ونسي رب الأرض والسماوات ..
ولكل تائبٍ منيبٍ مستغفرٍ .. أقول لهم ما قاله صلى الله عليه وسلم :
"يؤتى بأنعم أهل الدنيا من أهل النار يوم القيامة فيسبغ في النار سبغة ثم يقال:
يا ابن آدم هل رأيت نعيماً قط ..؟ فيقول لا والله يا رب ..؟
ويؤتى بأبأس أهل الدنيا من أهل الجنة فيسبغ سبغة في الجنة فيقال له :
يا ابن آدم هل رأيت بؤساً قط ..؟ هل مرت بك شدة قط ..؟
فيقول: لا والله يا رب .. ما مر بي من بؤس قط .. ولا رأيت شدة قط ..
يتبع بإذن الله >>>
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 6 ( الأعضاء 0 والزوار 6)
 

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 03:28 AM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com