موقع الشيخ بن باز


 

  لتحميل حلقة الرقية الشرعية للشيخ أبو البراء اضغط هنا


ruqya

Icon36 صفحة المرئيات الخاصة بموقع الرقية الشرعية

الموقع الرسمي للشيخ خالد الحبشي | العلاج بالرقية الشرعية من الكتاب والسنة

تم غلق التسجيل والمشاركة في منتدى الرقية الشرعية وذلك لاعمال الصيانة والمنتدى حاليا للتصفح فقط

الأخوة و الأخوات الكرام أعضاء منتدنا الغالي نرحب بكم أجمل ترحيب و أنتم محل إهتمام و تقدير و محبة ..نعتذر عن أي تأخير في الرد على أسئلتكم و إستفساراتكم الكريمة و دائماً يكون حسب الأقدمية من تاريخ الكتابة و أي تأخر في الرد هو لأسباب خارجة عن إرادتنا نظراً للظروف و الإلتزامات المختلفة

 
العودة   منتدى الرقية الشرعية > أقسام المنابر الإسلامية > منبر علوم القرآن و الحديث

الملاحظات

صفحة الرقية الشرعية على الفيس بوك

إضافة رد
 
 
أدوات الموضوع
New Page 2
 
 

قديم 15-02-2011, 04:39 AM   #1
معلومات العضو
بلعاوي

افتراضي الأمثال في السنة النبوية... متجدد


الأمثال في السنة النبوية


الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسوله الأمين، وعلى آله وصحبه أجمعين، ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين، أما بعد...
فإن الحقائق السامية في معانيها وأهدافها تأخذ صورتها الرائعة إذا صيغت في قالب حسي يُقرِّبها إلى الأفهام، والتمثيل هو القالب الذي يبرز المعاني في صورة حيّة تستقر في الأذهان، بتشبيه الغائب بالحاضر، والمعقول بالمحسوس، وقياس النظير على النظير، وكم من معنى جميل أكسبه التمثيل روعةً وجمالاً، فكان ذلك أدعى لتقبل النفس له، واقتناع العقل به، وهو من أساليب السنة النبوية في ضروب بيانها.

تعريف الأمثال:
الأمثال جمع مثل بفتحتين، والمَثَلُ والمِثْل والمَثِيل: كالشَّبَه والشِّبْه والشَّبِيْهِ لفظًا ومعنىً.
قال الزمخشري: "المَثَلُ في الأصل بمعنى المِثْل، أي: النظير. يقال: مَثَلٌ ومِثْلٌ ومَثِيْلٌ كشَبَه وشِبْه وشَبِيْه، ثم قال: ويستعار للحال، أو الصفة، أو القصة، إذا كان لها شأن وفيها غرابة"(1).
وقال ابن القيم: "إنها تشبيه شيء بشيء في حكمه، وتقريب المعقول من المحسوس أو أحد المحسوسين من الآخر واعتبار أحدهما بالآخر"(2).
وقال البيضاوي: المثل في الأصل بمعنى النظير يقال: مَثَل ومِثْل ومَثِيل كشَبَه وشِبْه وشَبِيه، ثم قيل للقول السائر الممثل مضربه بمورده، ولا يضرب إلا ما فيه غرابة؛ ولذلك حوفظ عليه من التغيير، ثم استعير لكل حال أو قصة أو صفة لها شأن وفيها غرابة، مثل قوله تعالى: ((مَثَلُ الْجَنَّةِ الَّتِي وُعِدَ الْمُتَّقُونَ))[سورة محمد: 15]، وقوله تعالى: ((وَلَهُ الْمَثَلُ الأَعْلَى)) [سورة الروم: 27] (3).
والمثل في الأدب: قول محكي سائر يقصد به تشبيه حال الذي حُكِيَ فيه بحال الذي قيل لأجله، أي: يشبه مضربه بمورده، مثل: " رُبَّ رميةٍ من غير رامٍ" أي: رُبَّ رميةٍ مُصيبةٍ حصلت من رامٍ شأنه أن يخطئ، وأول من قال هذا: الحكم بن يغوث النقري، يُضرب للمخطئ يصيب أحيانًا، وعلى هذا فلا بد له من مورد يُشَبَّه مضربه به.
ويطلق المثل على الحال، والصفة، والقصة العجيبة الشأن، وأشار الزمخشري إلى هذه المعاني الثلاثة في كشافه فقال: " والمثل في أصل كلامهم بمعنى المِثل والنظير، ثم قيل للقول السائر الممثل مضربه بمورده: مثل، ولم يضربوا مثلاً ولا رأوه أهلاً للتيسير ولا جديرًا بالتداول والقبول إلا قولاً فيه غرابة من بعض الوجوه" ثم قال: وقد استعير المثل للحال أو الصفة أو القصة إذا كان لها شأن، وفيها غرابة.
وهناك معنى رابع ذهب إليه علماء البيان في تعريف المثل، فهو عندهم: المجاز المركب الذي تكون علاقته المتشابهة متى فشا استعماله، وأصله الاستعارة التمثيلية، كقولك للمتردد في فعل أمر: " مالي أراك تُقدِّم رِجْلاً وتؤخِّر أخرى".
وقيل في ضابط المثل كذلك: إنه إبراز المعنى في صورةٍ حسّيةٍ تكسبه روعةً وجمالاً. والمثل بهذا المعنى لا يُشترط أن يكون له مورد، كما لا يُشترط أن يكون مجازًا مركبًا.
والأمثال مقادير الأفعال، والمتمثل كالصانع الذي يقدر صناعته؛ كالخياط يقدر الثوب على قامة المخيط ثم يفريه ثم يقطع، وكل شيء به قالب ومقدار، وقالب الكلام ومقداره الأمثال.
وقال الخفاجي سمي مثلا لأنه ماثل بخاطر الإنسان أبدًا، أي شاخص فيتأسى به ويتعظ ويخشى ويرجو والشاخص المنتصب(4).


(1) البرهان في علوم القرآن، 1/ 490.
(2) إعلام الموقعين لابن القيم، 1/ 150، والأمثال في القرآن الكريم، 1/ 9.
(3) تفسير البيضاوي، 1/ 186.
(4) البرهان في علوم القرآن، 1/ 487.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 15-02-2011, 04:07 PM   #2
معلومات العضو
بياض الجوهر

إحصائية العضو






بياض الجوهر غير متواجد حالياً

الجنس: female

اسم الدولة saudi_arabia

 

 
آخـر مواضيعي
 
0 السسسسسسسسسسسسسسسلام عليكم

 

افتراضي

جزآك الله كل خير على الطرح القيم
وأسأل الله أن يجعله في موآزين حسنآتك ,


-

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-02-2011, 04:48 AM   #3
معلومات العضو
بلعاوي

افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة بياض الجوهر
   جزآك الله كل خير على الطرح القيم
وأسأل الله أن يجعله في موآزين حسنآتك ,


-

واياكم بارك الله لكم
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-02-2011, 04:50 AM   #4
معلومات العضو
بلعاوي

افتراضي المصنفات في الأمثال

المصنفات في الأمثال

من العلماء من أفرد الأمثال في السنة بالتأليف، منهم أبو الحسن الرامهرمزي حيث سمّى كتابه " أمثال الحديث المروية عن النبي صلى الله عليه وسلم"، وأبو محمد عبد الله بن محمد بن جعفر بن حيان, وكتابه المسمى " كتاب الأمثال في الحديث النبوي"، ومنهم من عقد لها بابًا أو كتاب من مصنفه، كأبي عيسى الترمذي الذي عقد أبوابًا في جامعه سماها: " أبواب الأمثال عن رسول الله صلى الله عليه وسلم".
يقول القاضي أبو بكر بن العربي: " لم أر من أهل الحديث من صنّف فأفرد للأمثال بابًا غير أبي عيسى، ولله دره، لقد فتح بابًا، وبنى قصرًا أو دارًا، ولكنه اختط خطًا صغيرًا، فنحن نقنع به، ونشكره عليه".

المنهج في دراسة الأمثال:

لأهمية الأمثال في السنة النبوية اخترنا طرفاً صالحاً منها من كتب السنة، وفق المنهج الأتي:
1- الاقتصار على ما صح سنده منها، ففيها الكفاية والغنية.
2- تخريج الأحاديث من كتب السنة المعتمدة.
3- شرح المفردات الغريبة في متن الحديث، مع شرح إجمالي للحديث عند الحاجة إلى ذلك.
4- ذكر أهم الفوائد المستنبطة من المثل.
5- الرجوع إلى المصادر الرئيسة، من شروح السنة، وغريب الحديث، وكتب اللغة، مع الإشارة إلى ذلك في الحاشية.
هذا ونسأل الله تعالى أن ينفع بها إنه جواد كريم، والحمد لله رب العالمين.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-02-2011, 11:23 AM   #5
معلومات العضو
الطاهرة المقدامة
إدارة عامة

افتراضي

بارك الله فيك وجزاك الله كل خير

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 16-02-2011, 02:13 PM   #6
معلومات العضو
أسامي عابرة
مساعد المدير العام
 
الصورة الرمزية أسامي عابرة
 

 

افتراضي


بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

بارك الله فيكم و نفع الله بكم ونفعكم وزادكم من فضله وعلمه وكرمه

أحسنتم أحسن الله إليكم

في رعاية الله وحفظه

 

 

 

 


 

توقيع  أسامي عابرة
 

°°

سأزرعُ الحبَّ في بيداءَ قاحلةٍ
لربما جادَ بالسُقيا الذي عبَرا
مسافرٌ أنت و الآثارُ باقيةٌ
فاترك لعمرك ما تُحيي به الأثرَ .


اللهم أرزقني حسن الخاتمة و توفني وأنت راضٍ عني

°°
( )
°•°°•°
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-02-2011, 06:54 AM   #7
معلومات العضو
بلعاوي

افتراضي

اشكر لكم حضوركم الكريم اخواني ودعائكم الطيب المبارك

بارك الله فيكم ورزقكم خيري الدنيا والاخرة

في رعاية الله وحفظه
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-02-2011, 06:58 AM   #8
معلومات العضو
بلعاوي

افتراضي أنواع الأمثال في السنة

أنواع الأمثال في السنة
الأمثال في السنة ثلاثة أنواع:
1. الأمثال المصَرَّحة.
وهي ما صرِّح فيها بلفظ المثل، أو ما يدل على التشبيه. كما جاء فى الحديث الصحيح: (( إن مثل ما بعثنى الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضا فكان منها طائفة قبلت الماء فأنبتت الكلأ والعشب الكثير وكان منها طائفة أمسكت الماء فشرب الناس واستقوا وزرعوا وكانت منها طائفة إنما هى قيعان لا تمسك ماء ولا تنبت كلأ وذلك مثل من فقه فى دين الله فنفعه ما بعثنى الله به من الهدى والعلم ومثل من لم يرفع بذلك رأسا ولم يقبل هدى الله الذى أرسلت به))

(1) والأمثلة عليها كثيرة.


2. والأمثال الكامنة.
وهي التي لم يُصَرَّحْ فيها بلفظ التمثيل، ولكنها تدل على معانٍ رائعةٍ في إيجازٍ، يكون لها وقعها إذا نقلت إلى ما يشبهها، مثاله: ((وخير الأمور أوساطها)) (2)، و((ليس الخبر كالمعاينة)) (3)
و((لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين)) (4).


3. والأمثال المرسلة.
وهي جمل أرسلت إرسالاً من غير تصريح بلفظ التشبيه، مثاله: ((سبقك بها عكاشة)) (5).


فوائد الأمثال:

1. الأمثال تبرز المعقول في صورة المحسوس الذي يلمسه الناس، فيتقبله العقل؛ لأن المعاني المعقولة لا تستقر في الذهن إلا إذا صيغت في صورة حسية قريبة الفهم.
2. وتكشف الأمثال عن الحقائق، وتعرض الغائب في معرض الحاضر.
3. وتجمع الأمثال المعنى الرائع في عبارة موجزة.
4. ويضرب المثل للترغيب في الممثَّل به مما ترغب فيه النفوس.
5. ويضرب المثل للتنكير حيث يكون الممثَّل به مما تكرهه النفوس.
6. ويضرب المثل لمدح الممثَّل به.
7. وفيه أيضا تبكيت الخصم.
8. والأمثال أوقع في النفس، وأبلغ في الوعظ، وأقوى في الزجر، وأقوم في الإقناع، وقد أكثر النبي صلى الله عليه وسلم الأمثال في السنة للتذكرة والعبرة.
واستعان بها الداعون إلى الله في كل عصر لنصرة الحق وإقامة الحجة، ويستعين بها المربون ويتخذونها من وسائل الإيضاح والتشويق، ووسائل التربية في الترغيب أو التنفير، وفي المدح أو الذم.
قال الزمخشرى التمثيل إنما يصار إليه لكشف المعاني وإدناء المتوهم من المشاهد فإن كان المتمثل له عظيما كان المتمثل به مثله وإن كان حقيرا كان المتمثل به كذلك فليس العظم والحقارة في المضروب به المثل إلا بأمر استدعته حال الممثل له ألا ترى أن الحق لما كان واضحا جليا تمثل له بالضياء والنور، وأن الباطل لما كان بضده تمثل له بالظلمة، وكذلك جعل بيت العنكبوت مثلا في الوهن والضعف (6).

وقال الأصبهاني: لضرب العرب الأمثال واستحضار العلماء النظائر شأن ليس بالخفي في إبراز خفيات الدقائق ورفع الأستار عن الحقائق، تريك المتخيل في صورة المتحقق والمتوهم في معرض المتيقن والغائب كأنه مشاهد، وفي ضرب الأمثال تبكيت للخصم الشديد الخصومة، وقمع لسورة الجامح الأبي؛ فإنه يؤثر في القلوب ما لا يؤثر في وصف الشيء في نفسه؛ ولذلك أكثر الله تعالى في كتابه وفي سائر كتبه الأمثال، وفشت في كلام النبي وكلام الأنبياء والحكماء (7).
وقال البيضاوي: يضرب المثل زيادة في التوضيح والتقرير، فإنه أوقع في القلب، وأقمع للخصم الألد، ولأنه يريك المتخيل محققا والمعقول محسوسا، والأمر ما أكثر الله في كتبه الأمثال، وفشت في كلام الأنبياء والحكماء (8).

والخلاصة: أن ضرب الأمثال يستفاد منه أمور كثيرة، منها: التذكير، والوعظ، والحث، والزجر، والاعتبار، والتقرير، وتقريب المراد للعقل، وتصويره بصورة المحسوس، فإن الأمثال تصور المعاني بصورة الأشخاص؛ لأنها أثبت في الأذهان لاستعانة الذهن فيها بالحواس، ومن ثم كان الغرض من المثل تشبيه الخفي بالجلي والغائب بالشاهد (9).


الهوامش:

(1) صحيح البخاري، كتاب العلم، باب: فضل من علم وعلّم، برقم79)، وصحيح مسلم، كتاب الفضائل، باب: بيان مثل ما بعث به النبي صلى الله عليه وسلم، برقم: (2282).
(2) سنن البيهقي الكبرى، 3/ 273، برقم: (5897)، وضعّفه الألباني، ينظر: ضعيف الجامع، برقم: (3177).
(3) مسند الإمام أحمد، 1/ 215، برقم: (1842). والحديث صحيح، رجاله ثقات رجال الشيخين.
(4) صحيح البخاري، كتاب الأدب، باب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، برقم: (6133)، وصحيح مسلم، كتاب الأدب، باب: لا يلدغ المؤمن من جحر مرتين، برقم: (2998).
(5) صحيح البخاري، كتاب الرقاق، باب: يدخل الجنة سبعون ألفًا بغير حساب، برقم: (6542)، وصحيح مسلم، كتاب الإيمان، باب: الدليل على دخول طوائف من المسلمين الجنة، برقم: (216).
(6) البرهان في علوم القرآن، 1/ 488.
(7) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، 2/ 344.
(8) تفسير البيضاوي، 1/ 186.
(9) الإتقان في علوم القرآن للسيوطي، 2/ 344.
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 17-02-2011, 09:55 PM   #9
معلومات العضو
عبد الغني رضا

افتراضي

بارك الله فيكم

    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
New Page 2
 
 

قديم 18-02-2011, 04:11 PM   #10
معلومات العضو
بلعاوي

افتراضي

الأمثال الواردة في حديث الحارث الأشعري


عَنِ الْحَارِثِ الأَشْعَرِيِّ أَنَّ نَبِيَّ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَ يَحْيَى بْنَ زَكَرِيَّا -عَلَيْهِمَا السَّلاَم- بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ يَعْمَلَ بِهِنَّ, وَأَنْ يَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ, وَكَادَ أَنْ يُبْطِئَ, فَقَالَ لَهُ عِيسَى: إِنَّكَ قَدْ أُمِرْتَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ تَعْمَلَ بِهِنَّ وَتَأْمُرَ بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنْ يَعْمَلُوا بِهِنَّ فَإِمَّا أَنْ تُبَلِّغَهُنَّ وَإِمَّا أَنْ أُبَلِّغَهُنَّ, فَقَالَ: يَا أَخِي إِنِّي أَخْشَى إِنْ سَبَقْتَنِي أَنْ أُعَذَّبَ أَوْ يُخْسَفَ بِي, قَالَ: فَجَمَعَ يَحْيَى بَنِي إِسْرَائِيلَ فِي بَيْتِ الْمَقْدِسِ حَتَّى امْتَلأَ الْمَسْجِدُ, فَقُعِدَ عَلَى الشُّرَفِ, فَحَمِدَ اللَّهَ وَأَثْنَى عَلَيْهِ, ثُمَّ قَالَ: إِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ أَمَرَنِي بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ أَنْ أَعْمَلَ بِهِنَّ وَآمُرَكُمْ أَنْ تَعْمَلُوا بِهِنَّ, أَوَّلُهُنَّ: أَنْ تَعْبُدُوا اللَّهَ لاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ مَثَلُ رَجُلٍ اشْتَرَى عَبْدًا مِنْ خَالِصِ مَالِهِ بِوَرِقٍ أَوْ ذَهَبٍ فَجَعَلَ يَعْمَلُ وَيُؤَدِّي غَلَّتَهُ إِلَى غَيْرِ سَيِّدِهِ, فَأَيُّكُمْ سَرَّهُ أَنْ يَكُونَ عَبْدُهُ كَذَلِكَ؟, وَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ خَلَقَكُمْ وَرَزَقَكُمْ فَاعْبُدُوهُ وَلاَ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئًا, وَآمُرُكُمْ بِالصَّلاَةِ؛ فَإِنَّ اللَّهَ عَزَّ وَجَلَّ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ مَا لَمْ يَلْتَفِتْ, فَإِذَا صَلَّيْتُمْ فَلاَ تَلْتَفِتُوا, وَآمُرُكُمْ بِالصِّيَامِ؛ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ؛ كَمَثَلِ رَجُلٍ مَعَهُ صُرَّةٌ مِنْ مِسْكٍ فِي عِصَابَةٍ كُلُّهُمْ يَجِدُ رِيحَ الْمِسْكِ, وَإِنَّ خُلُوفَ فَمِ الصَّائِمِ عِنْدَ اللَّهِ أَطْيَبُ مِنْ رِيحِ الْمِسْكِ, وَآمُرُكُمْ بِالصَّدَقَةِ فَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ؛ كَمَثَلِ رَجُلٍ أَسَرَهُ الْعَدُوُّ فَشَدُّوا يَدَيْهِ إِلَى عُنُقِهِ, وَقَدَّمُوهُ لِيَضْرِبُوا عُنُقَهُ, فَقَالَ: هَلْ لَكُمْ أَنْ أَفْتَدِيَ نَفْسِي مِنْكُمْ, فَجَعَلَ يَفْتَدِي نَفْسَهُ مِنْهُمْ بِالْقَلِيلِ وَالْكَثِيرِ حَتَّى فَكَّ نَفْسَهُ, وَآمُرُكُمْ بِذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ كَثِيرًا, وَإِنَّ مَثَلَ ذَلِكَ؛ كَمَثَلِ رَجُلٍ طَلَبَهُ الْعَدُوُّ سِرَاعًا فِي أَثَرِهِ فَأَتَى حِصْنًا حَصِينًا فَتَحَصَّنَ فِيهِ, وَإِنَّ الْعَبْدَ أَحْصَنُ مَا يَكُونُ مِن الشَّيْطَانِ إِذَا كَانَ فِي ذِكْرِ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ, قَالَ: فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: وَأَنَا آمُرُكُمْ بِخَمْسٍ؛ اللَّهُ أَمَرَنِي بِهِنَّ: بِالْجَمَاعَةِ, وَالسَّمْعِ, وَالطَّاعَةِ, وَالْهِجْرَةِ, وَالْجِهَادِ فِي سَبِيلِ اللَّهِ, فَإِنَّهُ مَنْ خَرَجَ مِن الْجَمَاعَةِ قِيدَ شِبْرٍ فَقَدْ خَلَعَ رِبْقَةَ الإِسْلاَمِ مِنْ عُنُقِهِ لاَ أَنْ يَرْجِعَ, وَمَنْ دَعَا بِدَعْوَى الْجَاهِلِيَّةِ فَهُوَ مِنْ جُثَاءِ جَهَنَّمَ, قَالُوا: يَا رَسُولَ اللَّهِ وَإِنْ صَامَ وَإِنْ صَلَّى؟ قَالَ: وَإِنْ صَامَ وَإِنْ صَلَّى وَزَعَمَ أَنَّهُ مُسْلِمٌ, فَادْعُوا الْمُسْلِمِينَ بِأَسْمَائِهِمْ بِمَا سَمَّاهُمْ اللَّهُ عَزَّ وَجَلَّ الْمُسْلِمِينَ الْمُؤْمِنِينَ عِبَادَ اللَّهِ عَزَّ وَجَلَّ(1).

شرح المفردات(2):

(إِنَّ اللَّهَ أَمَرَ): أوحى إليه.
(أبطأ بهن): مِن لإِبْطَاءِ, وَهُوَ ضِدُّ لإِسْرَاعِ, أي: تأخر في التبليغ.
(يخسف بي): يغيبني في الأرض.
(الشُرَفات): بِضَمِّ الشِّينِ الْمُعْجَمَةِ وَفَتْحِ الرَّاءِ جَمْعُ شُرْفَةٍ. قَالَ فِي الْقَامُوسِ: شُرْفَةُ الْقَصْرِ بِالضَّمِّ مَعْرُوفٌ وَالْجَمْعُ شُرَفٌ، أي: مكان مرتفع من البيت ونحوه.
(وَرِقٌ): أي: فضة.
(وَارْفَعْ إليّ): قدِّمه وقرِّبه.
(فَإِنَّ اللَّهَ يَنْصِبُ وَجْهَهُ لِوَجْهِ عَبْدِهِ) أي: فَإِنَّ اللَّهَ يُقْبِلُ بِوَجْهِهِ إِلَى وَجْهِ عَبْدِهِ.
(صُرّة): بِضَمِّ الصَّادِ وَشِدَّةِ الرَّاءِ الْمُهْمَلَتَيْنِ. قَالَ فِي الْقَامُوسِ: أي ما يجمع فيه الشيء ويربط.
(فِي عِصَابَةٍ): بِكَسْرِ الْعَيْنِ, أي: جَمَاعَةٍ.
(مِسْك): بكسر الميم, وهو الطِّيب المعروف.
(عِصابة): جماعة من الناس.
(خَلُوفٌ): تغير رائحة.
(أسره): أي: قيّده، يقال: أسره يأسره أسراً وإسارةً؛ شدّه بالإسار، والإسار: ما شدّ به والقيد، ومنه سمّي الأسير.
(فشدُّوا): ربطوا.
(أَنْ أَفْتَدِيَ) مِن الْفِدَاءِ وَهُوَ فِكَاكُ لإِسِيرِ, أي: أَفُكُّ عُنُقِي.
(فكّ نفسه): أي: خلَّصها؛ فكّ الشيء خلّصه.
(في أثره): خَرَجَ فِي أَثَرِهِ وَإِثْرِهِ أي: بَعْدَهُ.
(سِرَاعًا): بِكَسْرِ السِّينِ حَالٌ مِن الْعَدُوِّ, أَي: مُسْرِعِينَ.
(الْحِصْنُ) بِالْكَسْرِ: كُلُّ مَكَانٍ مَحْمِيٍّ مَنِيعٍ لاَ يُوصَلُ إِلَى جَوْفِهِ, وَالْحَصِينُ مِن لإِمَاكِنِ الْمَنِيعُ, يُقَالُ دِرْعٌ حَصِينٌ: أي: مُحْكَمَةٌ, وَحِصْنٌ حَصِينٌ لِلْمُبَالَغَةِ وحصن (حصين): حِصْن منيع، أي: بيِّن الحصانة.
(فأحرز نفسه): حفظها وصانها.
(قيد): بمقدار.
(خلع): نزع.
(رِبْقَةَ لإِسْلاَمِ): بِكَسْرِ الرَّاءِ وَسُكُونِ الْمُوَحَّدَةِ, وَهِيَ فِي لإِصْلِ عُرْوَةٌ فِي حَبْلٍ يُجْعَلُ فِي عُنُقِ الْبَهِيمَةِ أَوْ يَدِهَا تُمْسِكُهَا فَاسْتَعَارَهَا لِلإِسْلاَمِ, يَعْنِي مَا شَدَّ الْمُسْلِمُ بِهِ نَفْسَهُ مِنْ عُرَى لإِسْلاَمِ, أَي: حُدُودِهِ وَأَحْكَامِهِ وَأَوَامِرِهِ وَنَوَاهِيهِ.
(الْهِجْرَةُ): أي: لإِنْتِقَالُ مِنْ مَكَّةَ إِلَى الْمَدِينَةِ قَبْلَ فَتْحِ مَكَّةَ, وَمِنْ دَارِ الْكُفْرِ إِلَى دَارِ لإِسْلاَمِ وَمِنْ دَارِ الْبِدْعَةِ إِلَى دَارِ السُّنَّةِ, وَمِن الْمَعْصِيَةِ إِلَى التَّوْبَةِ؛ لِقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " الْمُهَاجِرُ مَنْ هَجَرَ مَا نَهَى اللَّهُ عَنْهُ"(3).
(جثاء): مفردها: جثوة، وهي: الشيء المجموع، والمراد هنا: جماعات جهنم.



(1) جامع الترمذي، برقم: (2863), ومسند الإمام أحمد، 28/404-406، برقم: (17170)، وبرقم: (17800)، 29/335-336, وصحّحه الألباني في صحيح الترغيب والترهيب, 1/ 132، برقم: (552).
(2) تحفة الأحوذي شرح جامع الترمذي, 8/ 130- 132.
(3) صحيح البخاري، برقم [6119 ]، ومسلم برقم [ 40].
    رد مع اقتباس مشاركة محذوفة
إضافة رد

مواقع النشر (المفضلة)

الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

 


بحث عن:


الساعة الآن 05:16 PM



Powered by vBulletin® Copyright ©2000 - 2024, Jelsoft Enterprises Ltd.
By Media Gate - https://mediagatejo.com