في ظهيرة صيف قائض ..
اختفى الضجيج وانزوى , ليفتح الصمت أجفانه ..
التقيته وجهاً لوجه ,, يفصل بيننا جدار زجاجي عاكس
لا يراني ,, ولكني أراه ,, أتأمله ,,
التصق بزجاج النافذة ,, لعله يستجدي برد المكان ,,
إنه شبح عصفور بائس ,,
أرى شعاع شمسنا في بريق عينيه
بل ربما سكنت مقلتيه
وسياطُ الرياح قد مزقت جناحيه ..
وأضلاعٌ أكاد أراها ,,,
ونبضاتُ قلبٍ أسمع صداها ,,,
وأنفاسٌ لاهثة تدور رحاها ,,,
تساؤلٌ دار بيننا بلا شفاه ولا صوت ,,,
ترى من اسعد حالاً ؟؟؟
الانطلاق في فضاءِ الحياة الحارق بلا سقفٍ ولا جدران ؟؟؟
أم الإنزواء في ركنِ الحياةِ البارد خلف تلك النوافذ والجدران ؟؟؟
مددت يدي لأفتح فرجةً صغيرة في النافذة ليتسرب إليه الهواء البارد ,,
ولكن ,,,
انتفض ,,,, وفرد جناحيه ليتناثر الرماد
واعتلى هامات السحب الشامخة ,,
واحتضن شعاع الشمس الحارقة
وفرّ بعيداً ,, بعيدا
أتاني الجواب سريعا ..
لقد آنس لهيب الفضاء المفتوح ولو كان حارقاً
وآثر مواجهة سياط الرياح ولو كانت عاتية
ولسان حاله يقول :
لهيب الحرية ولا برد القيود ..