في أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم، فهم وسط بين الغالي والجافي:
الصحابي هو: من لقي النبي -صلى الله عليه وسلم- مؤمنا به، ومات على الإسلام3.
وأهل السنة والجماعة وسط في صحابة رسول الله -صلى الله عليه وسلم- بين الغلاة والجفاة؛ الغلاة الذين يقولون بألوهية أمير المؤمنين وأبي السبطين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أو يقولون بعصمته، أو يفضلونه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين4.
والجفاة الذين جفوا الصحابة حتى كفروهم، ولعنوهم، ورموهم بالعظائم؛ كفعل الخوارج في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، أو يقولون بعصمته، أو يفضلونه على أبي بكر وعمر رضي الله عنهم أجمعين4.
والجفاة الذين جفوا الصحابة حتى كفروهم، ولعنوهم، ورموهم بالعظائم؛ كفعل الخوارج في حق أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه، وبعض الصحابة5؛ وكفعل المعتزلة
__________
في تفسيقهم لطوائف من الصحابة، وردهم لشهادتهم1؛ وكفعل الرافضة في سب وتكفير الصحابة، سيما الشيخين رضي الله عنهم2.
وتوسط أهل السنة بين هؤلاء وهؤلاء؛ فأحبوا الصحابة رضي الله عنهم، وترضوا عنهم، واعتقدوا عدالتهم، وأنهم أفضل هذه الأمة بعد نبيها صلى الله عليه وسلم، وأن الله قد حفظ بهم دينه، وأقام بهم عقيدة الإيمان صافية نقية3.
والأدلة من الكتاب والسنة على فضلهم أكثر من أن يجمعها مكان. منها: قوله سبحانه وتعالى: {مُحَمَّدٌ رَسُولُ اللَّهِ وَالَّذِينَ مَعَهُ أَشِدَّاءُ عَلَى الْكُفَّارِ رُحَمَاءُ بَيْنَهُمْ تَرَاهُمْ رُكَّعًا سُجَّدًا يَبْتَغُونَ فَضْلًا مِنَ اللَّهِ وَرِضْوَانًا سِيمَاهُمْ فِي وُجُوهِهِمْ مِنْ أَثَرِ السُّجُودِ ذَلِكَ مَثَلُهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَمَثَلُهُمْ فِي الْإِنْجِيلِ كَزَرْعٍ أَخْرَجَ شَطْأَهُ فَآزَرَهُ فَاسْتَغْلَظَ فَاسْتَوَى عَلَى سُوقِهِ يُعْجِبُ الزُّرَّاعَ لِيَغِيظَ بِهِمُ الْكُفَّارَ وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ مِنْهُمْ مَغْفِرَةً وَأَجْرًا عَظِيمًا** [الفتح: 29] .
ومنها قوله -صلى الله عليه وسلم: "لا تسبوا أصحابي, فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبا ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه" 4.
__________