الطريقة التي سحر بها النبي صلى الله عليه وسلم وتصرفه حيال ذلك
السؤال : هل ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ ؟ وإذا ثبت ذلك ؛ فكيف كان تعامُلُه عليه الصلاة والسلام مع السّحر ومع من سَحَرَهُ ؟ 
الجواب:
الحمد لله
"نعم ؛ ثبت أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ ، فعن عائشة 
 
رضي الله عنها : أن النبي صلى الله عليه وسلم سُحِرَ ، حتى 
 
ليُخيَّلُ إليه أنه يفعل الشيء وما يفعله ، وأنه قال لها ذات يومٍ : 
 
( أتاني ملَكان ، فجلس أحدهما عند رأسي ، والآخر عند رجلي ، 
 
فقال : ما وَجَعُ الرجل ؟ قال : مطبوبٌ . قال : ومن طبَّه ؟ قال : 
 
لبيدُ بن الأعصم ، في مُشطٍ ومُشاطةٍ وجُفِّ طلعةِ ذَكَرٍ في بئر 
 
ذروانَ ) رواه البخاري (6391) .
 
قال الإمام ابن القيِّم : " وقد أنكر هذا طائفة من الناس ، وقالوا : 
 
لا يجوز هذا عليه ، وظنُّوهُ نقصًا وعيبًا ، وليس الأمر كما 
 
زعموا ، بل هو من جنس ما كان يُؤثِّرُ فيه صلى الله عليه وسلم 
 
من الأسقام والأوجاع ، وهو مرضٌ من الأمراض ، وإصابتُه به 
 
كإصابته بالسُّمِّ ، لا فرقَ بينهما " .
وذكر رحمه الله عن القاضي عياض أنه قال : " ولا يَقدَحُ في 
 
نبوَّتِه ، وأما كونه يُخيَّل إليه أنه فعل الشيء ولم يفعلهُ ، فليس 
 
في هذا ما يُدخِلُ عليه داخِلةً في شيء من صدقه ؛ لقيام الدَّليل 
 
والإجماع على عصمته من هذا ، وإنما هذا فيما يجوزُ طُرُوُّهُ 
 
عليه في أمر دنياه التي لم يُبعث لسببها ولا فضِّلَ من أجلها ، 
 
وهو فيها عُرضةٌ للآفات كسائر البشر ، فغير بعيد أن يُخيَّلَ إليه 
 
من أمورها ما لا حقيقة له ، ثم ينجلي عنه كما كان " انتهى .
ولما علم صلى الله عليه وسلم أنه قد سُحِرَ ؛ سأل الله تعالى ، 
 
فدلَّه على مكان السحر ، فاستخرجه وأبطله ، فذهب ما به ، 
 
حتى كأنما نُشِطَ من عقال .
ولم يعاقب صلى الله عليه وسلم من سَحَرَه ، قال صلى الله عليه 
 
وسلم : ( أمَّا أنا ، فقد شفاني الله ، وأكرَهُ أن يُثيرَ على الناس 
 
شرًّا ) رواه البخاري (6391) " انتهى . 
فضيلة الشيخ صالح الفوزان حفظه الله . 
"
 
المنتقى من فتاوى الشيخ صالح الفوزان" (2/57 ، 58) . 
 
وللفائدة ينظر جواب السؤال : (68814) ، (2070) .
والله أعلم
الإسلام سؤال وجواب